الختم الذهبي Milky Way - الدرب اللبني، قصة (1 زائر)

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152562107152241.png]





























[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15256210716662.png]




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم جميعًا ؟ إن شاء الله بخير ~

و عُدت بموضوع جَديد بَعد زمن طويـــل جدًا xD
و كالعادة و كـ كُل عَوداتي المضيف هوَ قسم الروايات !
هذا المكان يبعث على الحنين حقًا XD

على كُلِ حال.
هذه المرة مُختلفة عَن كُل مَرة طَرحت فيها موضوع مِن قَبل.
فهي المرة الاولى لي تحت تصنيف الخيال العلمي ~
لذا وبدون اي مُقدمات أخرى فلنبدأ.








إسم القصة :: Milky way.

القصة بالعربي :: الدرب اللبني.

تصنيف القصة :: خيال علمي، رومنسي، مأساة.

عَدد الفصول :: 5 فصول.




نَبذة

أرضُنا لَم تَكُن أبدًا أكثرَ مِن نُقطةٍ في بَحرِ الفَلكِ.
وَ واحِدُنا لَم يَكُن يَومًا أكبرَ مِن نُقطةٍ في أرضِنا هَذهِ.
لَكِن كَتأثير الفراشة.. يُمكنُ لأصغرِ نُقطةٍ أن تَقلبَ أكبر الموازين، و تعيدَ كِتابةَ دُنيا الفَردِ بأكمَلِها.

حينَ يَبلغُ عالَمُنا الصغيرُ ذُروةَ تَطورهِ... في عَصرٍ أولويتهُ هيَ العُلومُ والإرتقاءُ بِها.
أسَيُخلقُ واقعٌ رَغيد ؟ أم جَحيمٌ يَرتدي قِناعَ عَدن ؟

هُناكَ يَخوضُ شابٌ في عامهِ الثامنَ عَشر حياتهُ في فَوضى وإهمال.
لا يستهويهِ شيءٌ سِوى ما يعتنقهُ مِن فَلكٍ عَظيم و لَم يَهتم يَومًا لشيءٍ عَداه.

حينَ أقَرّ واقعهُ، وزَعمَ أنّ حالَهُ لَن يتغير.
لِقاءٌ واحد، بَعثرَ كُلّ شيءٍ و أوداهُ في مَهب الريح.




[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152562107174063.png]















[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
at1508756930631.png
[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152562107152241.png]





























[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15256210716662.png]





The girl in the lab

امتَدّ كَفُّهُ نَحوَ زُجاجٍ غُمِرَ بسائلٍ بنفسجيٍ مُشعٍ وسطَ العتمةِ التي تحتضنُ الحُجرةَ ليَتسللَ البَردُ إلى راحةِ يَدهِ...

-" فَقط قَليلًا بعد.."

ابتِسامةٌ شَقت طَريقَها إلى شَفتاهُ تَغمرُ تَقاسيمَ وَجهِهِ العَتيقةِ حَماسًا

-" فَقط قَليلًا بَعدُ و سَتكتملينَ أيَتُها الفاتِنة..."

هيَ شابَةٌ بِقَوامٍ نَحيلٍ طَفَتْ في أُنبوبَةٍ زُجاجيَةٍ تَتَصِلُ بِالأرضِ والسَقفِ مَغمورَةً بِذَلكَ السائِلِ بَنَفسَجيِ اللَونِ الذي يُنيرُ بِضعًا صَغيرًا مِن عَتمَةِ المَكانِ.

شَعرُها الأبيضُ باتَ يَتفَرعُ خُصُلاتٍ ثَلجيَةٍ ؛ زَهريَةٍ وأُرجوانيَةٍ إبتداءً مِن مُنتَصَفِهِ و حَتى الأطرافِ.

ارتَدَت فُستانًا زَهريًا تَموّجَ كَخُصُلاتِها بَينَ الميّاهِ.. وعَيناها تَختَبئ خَلفَ جَفناها الحَليبيانِ ذوا الغَيمِ المَغزْولِ هُدْبًا.

وللأنبوبِ الَذي احتَجزَها أو - احتَضَنَها - كَما يُطلقُ عَليهِ ذلكَ الشخصْ، أسلاكٌ مَتينةٌ وأنابيبٌ مُعتمةٌ تَفرَعَت وَتَشابَكَت مِرارًا فوقَ الأرضيةِ ؛ السقفِ والجُدران.

ظَلّ الرجلُ أسودُ المَلبَسِ، أبيضُ المِعطفِ يُحدقُ بِها معَ ابتسامةٍ جانبيةٍ عريضةٍ تَتَلألأ عَيناهُ الزُمُرديَتانِ بَينَما تَعكِسانِ شَيئًا مِن بَنفسجِ الإنارةِ.

وشعرهُ أضحى مُبهمَ اللونِ بَين الظُلُمات.

مالَبِثَ كَثيرًا حَتى تَركَ البَسمةَ جانِبًا يَرسمُ مَعالِمَ الجِديةِ عَلى مَحياهُ.

ويلتَفُّ مُغادِرًا الحُجرَةَ ليَفتَحَ أمامَهُ البابَ الحَديدي كَجُدرانِ الغُرفةِ آليًا.

غَيرَ مُدركٍ تَباعدَ تِلكَ الجُفونِ وتَفَرُّقُها، لِتَبرُزَ قُزحيَتانِ مُمتَزِجَتانِ بَينَ السماءِ والاُرجوان لامِعتانِ بَراقَتانِ حَدًا يَعجَزُ الوَصفُ أمامهُ بكلمة.

×[ العاصِمَةُ فلورإستريّا، بِتاريخِ 17 ديسمبر الساعة 7:00 صباحًا ]×

انطَلَقَت رَناتٌ عاليَةٌ مُتَتابِعَةٌ كانَ مَصدَرُها المُنَبِهُ الأسوَدُ مُستَطيلُ الشَكلِ قَريبًا مِن السَريرِ و قَد عَرضَ أرقامًا أشارَت إلى الساعةِ السابِعةِ صَباحًا بِضَوءٍ أزرقَ خافِت.

مِما استَدعى ذَلكَ المُتكورَ تَحتَ لِحافهِ لا يُبانُ مِنهُ سِوى شعرهِ الأشقر لِلهَمهَمةِ مُقَطِبًا حاجِبَيهِ بانزعاجٍ.

مَدّ يَدَهُ بِخُمولٍ تَبحَثُ عَن المُنَبهِ لإخراسهِ دونَ تَركِ مَوضِعِهِ تَحتَ الغطاء....

و ها قَد وجَدهُ أخيرًا بعدَ القليلِ مِنَ الجُهدِ ليَصمُتَ حينَ صَفَعَت تِلك الكَفُّ رأسَهُ.

استَمر يُريحُ كَفَهُ أعلى المُنَبِهِ دونَ أن يُحرِكَ ساكِنًا لِما يُقارِبُ الخَمسَ دَقائقِ...

و أخيرًا نَهَضَ يَجلِسُ في سَريرِهِ بِشَعرٍ مُبَعثَرٍ شَديدِ الفَوضَويةِ.. عَيناهُ الزَرقاوَتانِ ناعِسَتانِ... و بَشَرتُهُ البَيضاءُ شاحِبةٌ قَليلًا.

حَدَّقَ في الفَراغِ لقَليلِ وهَلةٍ... ثُم حَولَ حَدَقَتاهُ إلى كَفّي يَداه يُحاوِلُ جَمعَ أصابِعهِ مَعًا مُكَوِنًا قَبضَةً في كُلِ يدٍ ببُطءٍ شَديدٍ.

أرخى جَفناهُ قَليلًا يَقولُ بنبرةٍ مُرهَقَةٍ

-" يَبدو وَكأنها لا تَزالُ تَتَحرك..."

أخذَ نَفسًا عَميقًا ثُم زَفرَهُ يُحدقُ بمُنَبِهِه

" لِمَ يَجِبُ عَلَيكَ إزعاجيَ كُل صَباح ؟ هَكذا سأتَناسى تَوقيتَكَ أتَعلم ؟."

وبالطبعِ هوَ انتَظرَ اجابةً مِنهُ.. وبَعدَ بِضعِ دَقائقٍ مِن الصَمتِ حَكّ رَقبتَهُ مُنهيًا إياها بقَولِه

-" صَحيح... أنتَ مُنَبِه... لا تَتَحَدث..."

نَهض مُتوجِهًا نَحوَ دَورةِ المياهِ بِخطواتٍ مُتثاقلةٍ، ثُم لَم يُسمع في غُرفتهِ الهادئةِ ذات الطابَعِ المُخمَليِ سِوى صَوتِ قَطراتِ الماءِ تَنحَدِرُ على الأرضِ كالمَطَرِ.

و بَعدَ وَهلةٍ رَكَد كُلُّ حِسٍ ليَخرُجَ الشابُ مِن الحَمامِ بشعرٍ مُبللٍ لايُدفئ رَقَبتهُ سِوى منشفةِ الشعرِ الصَغيرةِ المُعلقةِ عَليها.

حَدَّث نَفسهُ بصوتٍ مَسموع

-" و كالعادةِ لا شَيءَ أجملُ مِن حَمامٍ باردٍ في صَباحٍ باردٍ !"

تَوجهَ نَحوَ خِزانتهِ يَستَعدُ للخُروج، سِروالٌ أسودٌ مُعتمٌ كسُترَتهِ الشَتويةِ الثّقيلَةِ ذاتُ القُبَعَةِ الفَرويَةِ السُكرية ؛ حِزامهِ وَربطةِ عُنقهِ الفَوضَويةِ مُثبتةِ بدبوسٍ فِضيٍ اتخذَ شكلَ هِلالٍ أحاطتهُ النُّجوم

ثُم قَميصٌ ذَهبي فاتِح خَبأ أطرافَهُ تَحتَ الحِزام، وحِذاءٌ رياضيٌ أسودٌ برباطٍ ذهبيٍ.

انتشلَ حُزمةَ كُتبهِ المربوطة بحزامٍ مطاطيٍ أسودٍ تاركًا شعرهُ المُبلل يَقطر على ياقةِ قميصهِ مُبعثرًا دونَ تَرتيب وخرجَ مِن غُرفتهِ يُهرولُ السلالمَ الى الطابقِ الأرضيِ هاتِفًا ببرود

-" أنا ذاهِب."

بَعثرَ حُروفهُ في الهواءِ بينما يُغلقُ البابَ الرئيسيَ خَلفهُ عابِرًا الحديقة الكبيرة لتلكَ الفيلا البيضاء نحوَ السور الخارجي.

هُناكَ حيثُ رَصدت عيناهُ أسودَ الشعر الذي اتكأ على السياجِ يَرتدي ملابسًا مُختلفةً تمامًا رُغم كونها رسميةً أيضًا.

فسترتهُ الثقيلة كانت زيتية غامقة بفراءٍ ذهبيةٍ شابها البُنيُ أحاطَ بالقبعةِ المتصلةِ بهِ، وقميصٍ أسودَ كسروالهِ..

لكنَ الدبوس القمري نفسهُ كانَ مُثبتًا بَينَ أزاريرِ قَميصهِ.

ما إن صارَ الأشقرُ أمامهُ حَتى ارتفعت قُزحيتا الداكنِ زُمرديتا اللونِ إلى الأعلى فابتسمَ باتساعٍ ولُطف

-" صَباحُ الخيرِ لويس، عُد إلى مَنزلكَ وأحضر هاتفكَ.. أيضًا لاتنسى جهاز التعريف الخاص بك."

تأوه الأشقر يُغمضُ عينيهِ رافعًا رأسهُ نَحو السماءِ فأخذَ يُتمتمُ مُتذَمِرًا

-" بِحقِ الإله... تبًا.."

أما داخلَ الفيلا، جَلس أشقرٌ آخرَ بشعرٍ طويلٍ يجمعهُ إلى الخلف وامتلكَ عَينانِ زمرديتانِ في المطبخ آخذًا يَحتسي فِنجانًا مِن الشايِ فابتسمَ بهدوءٍ

-" ثَلاث ؛ إثنان ؛ واحِد."

وما إن أنهى عَدهُ التنازليُ حتى تَسللَ إلى مَصغاهُ صَوتُ صَريرِ بابِ الفيلا يُفتحُ ثُمَ خطواتٌ عَنيفةٌ مُهرولةٌ إلى الأعلى، وَبعدَ عدةِ ثوانٍ خطواتٌ عنيفةٌ مُهرولةٌ إلى الأسفلِ وصوتُ الاشقرِ يهتف

-" أنا ذاهب !!" سكتَ قليلًا ثُمَّ أردف " مُجددًا !!"

ضِحكةٌ خفيفةٌ أطلقها طويل الشعر ليعاودَ احتساءَ شايهِ مُجددًا

-" الشبابُ نشيطونَ فِعلًا."

نَطقها يحدثُ نفسهُ مُتناسيًا كَونهُ في الرابعةِ والعشرينَ فقط.

أما خارجَ الفيلا فَقد عادَ الأشقرُ يَقفُ أمامَ صديقهِ الداكنِ لاهثًا يُتمتم

-" هاتفٌ أحمق ! متى سيطلقونَ هاتفًا يُذكركَ بأخذهِ معكَ أينما تذهب !!"

ضَحكَ الداكنُ بخفةٍ ثُم تفحصَ خُصلاتِ صديقهِ الذهبية ليزفرَ داسًا أصابعهُ بَينها يحاولُ ترتيبها

-" بحقكَ لو ! إنهُ ديسمبر بالفعل ! كُفّ عَن تَركِ شعركَ مبللًا طوال الوقت ! ثُم أمتأكد أنكَ عَلى عِلمٍ بما يُسمى المشط ؟؟"

رفعَ الأشقرُ كتفيهِ وأخفضهما سَريعًا يقولُ بعدمِ اهتمام

-" وما الجديدُ إد ! نحنُ نخوض هذه المحادثة كُلّ صباح !"

أجل، هي كالطقوسِ اليوميةِ بالنسبةِ لهُ، يستيقظُ ليتحققَ مِن كونِ يَداه تتحركانِ كما يجبْ ثُم يؤنبُ منبههُ كُل صباح...

يستحمُ بالمياهِ الباردة سواءَ أكانَ شتاءً أم صيفًا بحجةِ كونها تعطيهِ المزيد من النشاط.

يغيرُ ثيابهُ على عجلٍ، يلتقطَ كُتبه ويهرولُ الدرجاتِ خارجًا ليذكرهُ صديقهُ بنسيانهِ لهاتفهِ المحمول، يعد الأشقرُ داخلَ الفيلا تنازليًا ليدخلَ الآخرُ ملتقطًا هاتفهُ

ثُم يوبخُ عَلى يدِ الداكنِ لإهمالهِ المُمتدِ لدرجةٍ ميؤوسٍ مِنها، ثُم يدورُ الحوارُ التالي

-" ثُمّ توقف عَن اختصار إسمي ! ما عُدنا بِأطفال !"

رفع الداكن حاجباهُ يعقدُ ساعديهِ إلى صدرهِ

-" إعذرني سيد لويس ! مَتى ما أصبحتَ في مزاجٍ مُناسبٍ لتناديني إدوارد سأتفضل عليكَ بتلبيةِ طلبكَ هذا !"

وصلَ إلى مصغاهُما صَوتُ إحدى النوافذِ تفتحُ فإذ بهِ الأشقرُ ذو الخصلاتِ الطويلةِ يُطلُ مِنها هاتفًا

-" السابعةُ وخمسةٌ وأربعونَ دقيقة ! سَتتأخران !"

لَوحا لهُ يغادرانِ عَلى عجلٍ ولويس يتأكدُ مِن حاجياتهِ إن كانَ كُل شيءٍ في مكانهِ، جهازهُ التعريفي، وتذكرة القطار الرقمية، ثُم يبدأ بعدِ كُتبِ الفلكِ.

هذا أيضًا جزءٌ مِن روتينهِ اليومي ! ولَم ولَن يَتعلم أبدًا كَيف يتفادى كُل تلكَ الفوضى العالقة بهِ كالغراءِ كَما يصفها متناسيًا كونهُ السبب الوحيد فيها.

لَم يمضِ مِن الوقتِ الكثيرُ حَتى خرجَ الاثنانِ مِن المنطقةِ السكنيةِ ليشرفا على المدينة.

ناطحاتُ سُحبٍ وقصورٍ زَينت كُل رُكنٍ وزاويةٍ عَلى جانبَي الطريق، وما كانت سِوى شركاتٍ ودوائر حكومية، أو مراكز تقنية ومختبرات عِلمية.

العالمُ وَصلَ إلى ذُروةِ تقدمهِ في هذهِ الحقبة، كُلُّ شيءٍ مُصنعٌ مِن أجود المواد وأدق التصاميم المعمارية.

الحياةٌ أصبحت مُعتمدةً بشكلٍ كُليٍ عَلى أحدثِ الأساليب التقنية.

النظافة تُركت ليهتم بها آليونَ صغار الحجم، المخالفات أصبحت تُراقبُ بدقةٍ مِن خلالِ برنامجٍ مُعقدٍ في حيازة قوات الشرطة.

الهواتف الآن تعتمد كُليًا على الصوت وتُدار مِن قِبَل مساعد إفتراضي كَما لَم تعد هناك حاجة للمتاجر إذ أن البيع اقتصر على الشبكة، مِن المصنع إلى المنزل.

وعليهِ أصبحت حياةُ البشرية أسهل من التنفس، الجرائم انخفضت بشكلٍ كبير، والناسُ أصبحوا يكرسونَ نفسهم للعلمِ وللعلمِ فقط.

حَتى أنَ الحالَ تطورَ بِهم إلى تحدي الجاذبية فأصبحَ بإمكانِ أرضياتٍ بمساحةٍ عشرة أمتارٍ الطيرانُ في الهواء.

ورغم كُلِّ هذا التطور، فلورإستريّا لازالت تحتفظُ بأزهارها التي ملأت الأرض المنبسطة والمساحات العائمة على حدِ سواء.

كَما اشتهرت باهتمامها العالي بعلم الفلك، ومِن هُنا اكتسبت إسمها، والذي يعني الزهرة النجمية.

وفي مُنتصف تلك العاصمة المزهرةِ وَردًا وعِلمًا، كانت القلعة الزجاجية آميسّا موندو تتلألأ بينما تفرض حضورها الطاغي على المكان.

قَد تبدو كَقصرٍ حيثُ تقطنُ الأسرة الحاكمة للبلاد، لكنها في الواقع ليست سوى مُنشأة الأبحاث الأولى في البِلاد حَيثُ يعملُ النُخبة، ويَدرسُ النخبة.

كما هيَ لَم تُصنع مِن الزُجاجِ قَط إنما مِن الفولاذ الأبيض عاكسًا ضوء النهار ونجومَ الليل.

بَيت العُلومِ هذا أنتجَ ما يُحصى بالمئات مِن الاكتشافات الجديدة، ولِذا سُميَ آميسّا موندو، العالم المفقود الذي يُكتشفُ شيئًا فشيئًا بسرعةٍ مجنونة.

وهذا تمامًا كانَ مقصدَ الشابَين، فدبوس القمر الفضي يَرمزُ لطلابِ النخبةِ فيها، مِما يعني النخبة بَين النخبة، كَما يَرمزُ دبوس الشمس الذهبي للعُلماءِ هُناكَ، ودبوس المجرة الماسي الأسود إلى كِبار الباحثين الذين يقفون في القمة.

أما دبوس المذنب النحاسي فهوَ يُعطى إلى الطُلابِ ذوي المستوى العادي.

ما إن دَخلا إلى القلعة عَن طريق وضع جهازي تعريفهما أمام الماسح الآلي حَتى انهالت تحيات لويس الباردة وتحيات إدوارد اللطيفة عَلى المُشرفين والطلبة، رُغم أن الأول لَم يُحيي أي طالب.

وأخيرًا فُتحَ لهما الباب الآلي المتصل بحجرة تغيير الثياب لطلاب السنة الأولى فدخلا إلى الداخلِ يستبدلانِ سترتيهما الثقيلتانِ بمعطفانِ أبيضانِ طويلان.

وفي قاعة المحاضرات لَم يَكُن العددُ كَبيرًا فعلًا، إنما يُعدّ على الأصابع .

جَلسَ لويس تخيم على وجهه اللامبالاة وبجانبهِ إدوارد، قَد يظن البعض أنهُ كَتومٌ وغامض، إلا أنهُ صريح جدًا بحق، إن شَعَرَ بالمللِ يظهرهُ فورًا، وإن شعرَ بالحماسِ لايُكلف نفسهُ عناءَ كبحهِ.

الأمر فقط أنهُ يشعرُ بالمللِ بشكلٍ غالب.. مُعطيًا تعابيرهُ إيحاء على اللامبالاة.

مَرت أولُ أربع مُحاضراتٍ ببطء عليهِ بينما ينتظر انقضائها على أحر مِن الجمر.

علومٌ تقنية، رياضيات، كيمياء وفيزياء، جَميعها تدعوه للموتِ ضجرًا لكنهُ مُدركٌ أنها الأساسيات الأربعة للمحاضرتان التاليتان، عِلمُ الفلك.

عُرف البشر باهتمامهم بعلم الفلك في هذه الحقبة، فعطشهم للعلم لايمكن رَيّه بالعلوم الأرضية فقط، إنما طَمعهم بالمزيدِ قادهم إلى الفضاء.

لكن بالنسبةِ إلى لويس، الفلك ليسَ شيئًا يدرسهُ فقط، إنما ولعٌ له كل الاستعداد لإفناء كُلِ ثانيةٍ مِن حياتهِ لأجلِ فهمهِ أكثر.

فإن رأيتهُ يقرأ في هذا العلمِ أو يخوضُ في محاضراتهِ أنتَ لَن تعرفهُ البتة، تلك التعابير الفارغة اللامبالية تتحولُ إلى أخرى مشتعلة بالحماس، بتسامةٌ كبيرةٌ وعينان لامعتانِ بشدة.

وكأنهُ انتقلَ مِن واقعٍ إلى آخر حيثُ لاشيءَ إلا هوَ والنجوم.

فُتح بابُ القاعةِ آليًا ليُطِلَ مِنها مُحاضِرٌ غِريبٌ مُختلف عَن ذاك الذي يلقي الحصةَ يَوميًا، وما دفعَ لويس وإدوارد للدهشةِ بشكلٍ أكبرَ هوَ كَونهُ الاشقر طويل الشعر الذي يكونُ شقيقَ لويس الأكبر .

وقفَ خَلفَ مكتبهِ أمامَ اللوح الإلكتروني يُعرفُ عَن نفسهِ مُبتسمًا

-" حسنًا، لبعض الأسباب الصحية العالم بِرنارد الذي يتولى تدريسكم يوميًا لَن يستطيع الحضور طوال هذا الأسبوع .. ولأنهُ صادفَ وأني مُتفرغ تَم تقرير تدريسي لكم خلال هذه الفترة.. أُدعى ديميان وِستاليا فلنحظَ بوقتٍ جَيد مَعًا !"

شابةٌ بِشعرٍ بُرتقاليٍ وعينانِ فيروزيتانِ هَمست لبُنيةِ الشعرِ قُربهاُ " ويستاليا هوَ قال ! أليسَ هذا لَقبُ عَديم القلب لويس !"

ابتسمت البُنية تَرفعُ يدها في الهواء بَينما تهتف " أستاذ وِستاليا أنتَ لطيفٌ رُغمَ كَونكَ شقيقَ لويس ! لا بد أن حياتكَ معهُ صعبة !"

قَطبَ ديميان حاجباهُ مستغربًا " عَفوًا ؟"

أردفت برتقالية الشعر عَن صديقتها " هذا لِأنهُ عَديم القلب لويس ذاك ! هوَ متجمد دومًا كملكة الجليد ومع ذلكَ يُمثلُ الحماس عندما يتعلق الأمر بالفلك فقط ليجذب إنتباه واهتمام المحاضرين !"

انتشل ديميان الجهاز اللوحي على المكتبهِ يبحث بين أسماء الطلاب الذين كانوا بالفعل مجرد سبعة، ولكون صورهم موجودة قرب أسمائهم تعرفَ على الشابتانِ بسهولة

قالَ " إلايشا فّيرمليون وجيسكا فّالنتاين..."

نظرَ إليهما، وبالتحديد ركز على إختراق برتقالية الشعر، إلايشا بنظراتٍ غاضبة ووجهٍ عابس ليحذرَ بهدوء

-" فقط لأنبهكما فهذا الذي تتحدثان عنهُ يكون شقيقي الأصغر !"

أغلق الجهاز اللوحي بَينما يرمق لويس بانزعاج ليشيح الأخير بنظرهِ بعيدًا فالتفتَ نحوَ اللوح الإلكتروني يردف

-" انتهى وقت الدردشة، سنبدأ الحصة."

إنقضت الساعات الثلاث سريعًا، كقصاصةِ حُلمٍ عابرٍ بالنسبةِ لأشقر الشعر، وكعادتهِ لَم ينتبه لنهاية الحصة فكانَ وإدوارد آخرَ المغادرين.

قَصدا غُرفةَ تغيير الثياب فبدلا معطفيهما الأبيضين بسُترتا الشتاء ليتوجها نحوَ الخارج.

وحينَ صارا أمامَ البوابة ترددَ في أذنيهما صوتٌ مألوف، ديميان هتفَ

-" مهلًا أنتما الاثنان !"

التفتَ كُلٌّ مِن إدوارد ولويس ليتراجع الأخير متوترًا " كِه ! لقد توقعت هذا..."

تجاهلهُ ديميان يسألُ " لا تُمانعانِ أن رافقكما هذا الرجل العجوز أثناء عودتكما إلى المنزل صحيح ؟"

وكالعادة يصيغُ سؤالهُ بطريقةٍ لاتتركُ للمقابلِ مجالًا للرفض.

ابتسمَ إدوارد مجيبًا " كُفّ عَن وصفِ نفسكَ بالعجوز ديم ! يا رجل مازلت في الرابعة والعشرين من عمركَ فقط !!"

-" شُكرًا لِمديحكَ ~" كانَ هذا ديميان الذي حسبَ شقيقهُ بَعدها يُردف " والآن إلى المنزل إلى المنزل ~"

طريق العودة كانَ أكثرَ صخبًا من العادة، ففي العادة تكون المحادثات محدودة بين إدوارد ولويس لكون الأخير يُعطي دَوما إجاباتٍ شبه مُختصرة حَتى وَ إن لَم يقصد.

لكن هذه المرة وبوجود ديميان أصبحت الأجواء حيوية، رُغم أن أغلب المواضيع كانت تتمحور حول السخرية من تعابير وجه لويس الميتة.

استمر الحال هكذا حَتى أصبحَ الثلاثةُ أمامَ مَنزلِ الأشقران وتَم سحب إدوارد لقضاء بعض الوقت معهم في المنزل.

قضى ديميان وإدوارد الوقت بألعاب الفيديو والمزاح بينما لويس يشاركهم أحيانا ويعلق تعليقات جانبية بَينما يقرأ كتابًا ما أحيانًا أخرى.

وبعد مُدةٍ لَيست بقصيرة أبدًا استأذنَ إدوارد إلى دورة المياه ليترك الأخوانِ وحدهما.

هُنا أصبحت الأجواءُ مُتوترةً فِعلًا بالنسبةِ إلى لويس الذي لَم يَغب عَن ذهنهِ موقف اليوم بَينَ ديميان وإلايشا.

وكَما تَوقعَ فقد فتحَ شقيقهُ الأكبرُ هذا الموضوع بالذات يُحدثهُ بهدوءٍ بَينما يواصل اللعب

-" أتتعرض لذلك النوع من المضايقات طوال الوقت ؟"

أجابَ لويس مُتعمدًا دَس اللامبالاةَ في صوتهِ " طوال الوقت."

-" لِمَ لا تقول شيئًا إذا ؟"

أجابَ لويس فورًا " لأن الجزء الأول من كلامها صحيح."

قطب ديميان حاجبيهِ وانفعلَ قليلًا " لويس أنتَ لَست بِلا قَلب !!"

تجاهلَ الأصغرُ كلماتَ شقيقهِ يستكملُ حديثهُ الأول " كَما أني أعرف أنني لَستُ متصنعًا كَما تدعي، وليس وكأنها تستطيعُ القيام بشيءٍ ما نحوي، إذا ما الداعي مِن مجاراتها في معتقداتها الغبية ؟"

زَفرَ ديميان موضحًا " بحقكَ لو ! إن تركتها تظنُ أنكَ ضَعيفٌ فأنتَ ستصبح موضع تنمرٍ بَعد التخرج ! آميسّا موندو ليست ذلك المكان اللطيف لتعملَ فيهِ كَما تعلم !"

رفعَ لويس نظرهُ نحوَ شقيقهِ يفتحُ عَيناهُ باتساعٍ بَينما يقولُ متفاجئًا " لا يمكن لحياتي أن تتدمر بسبب فتاة ديم، كما وأنها فتاةٌ برونزية ! كَيفما نظرت للأمر أنا الذي سيدمر حياتها بكلمةٍ واحدةٍ مِني مستقبلًا !"

رفعَ الأكبرُ حاجبهُ يسأل " وما الذي يجعلكَ تظنُ ذلك ؟"

-" ما الذي تتحدث عنه، عندما تصبحُ هيَ عالمة من الدرجة الثانية أنا سأكونُ كَبيرَ باحثين يقف على القمة ! يمكنك وبسهولة أن ترى من هو الحلقة الأضعف في هذه العلاقة !"

أطلقَ ديميان ضحكةً صاخبةً دامت طويلًا أجبرت الدموعَ عَلى التجمعِ عِندَ أطرافِ عَينيهِ فقالَ بعدها

-" حسنًا ! كان يجب أن أتوقعَ هذا الرد مِنكَ أنتَ بالذات !"

في هذه اللحظة أَقبلَ إدوارد يسألُ باستغراب " أفاتني شيء ؟"

فنفى الأكبرُ برأسهِ " أبدًا لا شيء بالتحديد." أردفَ مُقترحًا

-" أخبرني إدوارد، ما رأيكَ لَو شاركتنا العشاءَ الليلة ؟"

ابتسمَ لهُ إدوار بلطفٍ مُعتذرًا بَينما يحاول جُهدهُ إخفاء خيبة الأملِ داخلهُ

-" أعتذرُ ديم !، وعدتُ والدتي أن أعتنيَ بنينا اليوم !، رُبما في وقتٍ آخر."

ابتسمَ مُحدثهُ يرفعُ هاتفهُ " أخبرتها مسبقًا وقالت لابأس !."

فما كانَ مِن إدوارد سوى أن وَسعَ ابتسامتهُ بحماسٍ يَهتفُ

" أنتَ الأفضل ديميان !!، لو أنتَ لعينٌ محظوظٌ يملكُ أروعَ شقيقٍ أكبرَ على الإطلاق !!!."

ابتسامةٌ صغيرةٌ لطيفةٌ شقت طريقها إلى شفتي لويس ليهمسَ مُبعثرًا حروفهُ في الهواءِ بينما ينهضُ متوجها إلى غُرفتهِ مُتخطيًا ديميان " أعلم !."

طرفَ ديميان بعينيهِ بضعَ مرةٍ يحاولُ استيعابَ مانطقتهُ شفتا شقيقهِ الأصغر ليوجهَ سؤالًا نحوَ إدوارد ببلاهة " أقالَ ما أظنُ أنهُ قاله ؟."

أجابَ زمردي العينينِ وعلى ثغرهِ ترسمُ إبتسامةٌ مرتبكة " أعتقد."

ثوانٍ كانت حَتى تبعَ زُمرديا العينينِ لويس إلى الأعلى فقالَ الأكبرُ بحماس " مهلًا لو ! أنا لَم أسمعكَ ! قُلها مجددًا !!"

أجابَ المعنيُ متذمرًا " أرفض !"

-" هَيا لا تكُن قاسٍ ! أرجوكَ ! نيه ؟"

-" مُستحيل ! أُغرُبا عني !"

استفزَ إدوارد " خجلٌ مِن قولها ؟"

فأجابَ لويس مُنزعجًا وقد انفجرَ لأولِ مرةٍ مُنذُ زَمن " اتركاني وشأني ! بجدية ! ما أنتما أطفال ؟ "

ضحكاتٌ وصخبٌ صدحَ صداهُ بينَ جُدرانِ المنزل الذي تلونَ بالدفئ على حينِ غرةٍ بعدَ أن كانَ هادئًا رماديًا وباردًا كالشتاء انتهت برسمِ بسمةٍ لطيفةٍ وبعض الضحكات الصادرة مِن لويس أيضًا وليسَ مِن إدوارد وديميان فقط، ما اعتُبِرَ حدثًا غيرَ عاديٍ بالمرة.

وَبعيدًا عَن كُلّ هذهِ الأجواء العائلية اللطيفة، غُرفةٌ مُعتمةٌ أنارها ضوءٌ أزرقَ سماويٌ توضع فوقَ مكتبٍ افتُرشَ بالمستنداتِ المهمةِ كَما أوحى تركيزُ الأربعينيُ الجالسُ خلفهُ يدققُ فيها ويملأها حروفًا فوقَ حُروفِها.

تحركت قزحيتاهُ الخضراوتانِ يمينًا وشِمالًا معَ كُلّ سطرٍ يُنهيهِ ليعودَ إلى رأسِ سطرٍ جَديد، يرفعُ خصلاتهِ البنية الداكنة إلى الخلفِ بيدهِ بينَ الحينِ والآخر حينَ يطفحُ بهِ الكيلُ مِن إزعاجها المستمرِ لهُ.

هدوءٌ هَشٌ رُغمَ هيمنتهِ غَلفَ المكان، يَنكسرُ بسهولةٍ إثرَ سقوطِ قلمٍ عَن الطاولة ليمسيَ حُطامًا يَنثرُ شظاياهُ في كُلِ مكانٍ فيتحولُ كُلّ شيءٍ إلى صخب

فما بالكَ لَو كانَ ما حطمَ هَشاشةَ الهدوءِ صفعةُ بابٍ بالجدارِ قُربهُ بقوةٍ وهُتافٌ فزعٌ يقول

" لورِنزو ! إنها كارثة !!"

زفرَ المعنيُ بحُنقٍ فردَ بِلا مبالاةِ واضحةٍ دونًا عن استيقافِ مايفعل

" ليسَ لدي وقتٌ تيم ! قُل ما عندكَ واغرب عني !"

بللَ المدعوُ تيم شفتاهُ يهتف " كارثة ! مِلكي قد--"

ماكاد أن يُنهيَ جُملتهُ حَتى هَبّ لورينزو مِن على مكتبهِ يمسكُ بقوةٍ كتفا مقابلهِ أسود الشعر ويحدقُ بعيناه الزرقاوتانِ كأنما يودُ أكله

" ماذا معها ! أحدثَ مكروهٌ ما لها ؟!!"

أشاحَ تيم قزحيتاهُ متخذًا من زاوية عينيه السفلية ملجأ لهما فأجابَ مُرتبكًا " ليسَ بالضبط.. الأمرُ هوَ..."

فُتحَ بابٌ إلكترونيٌ كانَ عائدًا إلى غُرفةٍ مُعتمةٍ يضيئها وهجٌ بنفسجيٌ خافت فدخلَ إليها لورينزو بخطواتٍ مُستعجلةٍ عَنيفةٍ وخلفهُ سارَ تيم بارتباك

حدقَ الأولُ بما أمامهُ باتساعٍ، الأنبوبةالزجاجية التي كانت تتصلُ بالأرضيةِ والسقفِ تحملُ داخلها سائلًا بنفسجيًا وهاجًا وشابةً فاتنة المظهرِ مُحطمٌ تمامًا والمياهُ المضيئة تفترشُ الأرضَ دونَ وجودِ أثرٍ واحدٍ للفتاة

" كيفَ حدثَ هذا !"

تمتمَ بها لورِنزو ليردفَ هاتفًا بسخط " بحقِ الإلهِ أجبني تيم !!"

أخرجَ تيم كلماتهِ المبعثرةَ بارتباكٍ قائلًا " لاتقلق، هي ماتزالُ في القلعة ! نحنُ نبحثُ عَنها حاليًا وقد قُمنا بإغلاقِ كُلِّ المنافذِ وتشديدِ الحراسةِ عَليها !."

أغلقَ أخضرُ العينينِ جفناهُ عليها يسحبُ نفسًا عميقًا ويزفرهُ علهُ يزفرُ معهُ كُلّ قلقهِ وتوترهِ خارجًا، وما لبثَ أن هدأ قليلًا حَتى بدأت صفارات الإنذار تصرخُ في كُلّ مكانٍ غامرةً إياهُ بلونها الأحمر.

نقرَ الاثنان ساعتي يدهما لتنبثقَ مِنها شاشةٌ ضوئية عَرضت خريطةَ المكانِ والجزء الذي يعاني ضررًا مِنهُ إذ به أحدُ الأروقةِ المؤديةِ إلى الخارجِ فَهرولا ناحيتهُ سريعًا.

أما هُناكَ، حينَ كانَ الوضعُ لايزالُ طبيعيًا وقبلَ صياحِ صفارات الإنذار.

وقفت شابةٌ مالت قامتها إلى القصر ؛ بجسدٍ نحيلٍ وعظامٍ صغيرةٍ ؛ شعرٌ أبيضٌ طويلٌ مالَ إلى زهريٍ وبنفسجيٍ وأزرق مِن مُنتصفهِ وحتى الأطراف التي لامست ساقها أسفلَ رُكبتها ؛ عينانِ سماويتانِ مُزجتا أرجوانيًا كتجمعٍ نجميٍ عظيمٍ لأشدِ أجزاءِ المجرةِ ازدحامًا تُحدقانِ إلى الأمامِ بهدوءٍ شديد، نهايةٌ مسدودةٌ بِبابٍ معدني

تنهدت تقولُ بهدوء " نهايةٌ مسدودة مجددًا..." أمالت رأسها إلى الجانب " معَ أنّ مِلكي واثقةٌ أن هذا الطريق يقود إلى الخارج.." أومأت إيجابًا " أجل، هذا ما أخبرني به لوسيان لذا لاشكَ في هذا."

أرخت جفناها قليلًا " لكن.. هو مسدود.." التفتت إلى الخلف " فلنبحث عن مخرجٍ آخر."

ما إن أنهت جملتها حتى وقعَ بصرُ عَيناها عَلى مجموعةٍ من الأشخاص المسلحينَ بمسدساتٍ كهربائية وبندقياتٍ ليزرية تُصوبُ نَحوها

هتفَ أحدهم " كوني مطيعةً وعودي إلى حُجرتكِ مِلكي ! إنهُ أمر !."

حدقت بهِ بهدوءِ " وجودٌ غيرُ معروف، كيفَ لكَ أن تعلمَ عَن اسمي ؟."

تقدمت نَحوهم خطوةً ليصيبهم القليلُ مِن الاضطرابِ فأردفَ الشخصُ ذاته " ألا تسمعين ؟ أخبرتك أن تعودي إلى حجرتكِ !"

-" لا أستطيع... مِلكي يجب أن تبحثَ عَن شخصٍ معين." هي قالت.

سألَ مستنكرًا " شخص ؟"

تقدمت مِنهُ الشابةُ " مَن تكونُ أنتَ ؟"

ازدردَ ريقهُ مجيبًا بتردد " سيدكِ."

نَفت سريعًا " خطأ، أنتَ لستَ كذلكَ.. أنتَ وجودٌ غيرُ معروف.. حِمضكَ النوويُ يثبتُ ذلكَ.. مَن أنت ؟"

" أنا--" ماكاد يُنهِ جملتهُ حَتى مَرت طلقةٌ ليزريةٌ قريبًا منهُ لتخدشَ فخذَ الشابةِ فتجمدَ الرجلُ خوفًا، استرقَ النظرَ خلفهُ بطرفِ عينٍ إذ بأحدِ حُلفائهِ قَد أطلقَ عَن غيرِ قصدِ تحتَ تأثيرِ الضغط غيرَ مدركِ أنهُ قَد حفرَ قَبرهُ بنفسهِ.

التفتَ المُتحدثُ نحوَ الشابةِ سريعًا بفزعٍ يبرر " مهلكِ ! ذلكَ كانَ غيرَ مقصود ! لا أحدَ يودُ إيذائكِ مِلكي !!"

تَفرقت شفاهُ الشابةِ تقول " عَدو... عَدوُ مِلكي... يَجبُ إبادتهُ."

تَوهجَ جَسدها أبيضَ صافٍ لتتطايرَ خُصلات شعرها ويُرفرفُ فُستانُها بخفةٍ فأصبحت أمامَ الرجلِ في لحظةٍ تُمسكُ رقبتهُ مُعلقةً إياهُ في الهواء.

حَدقت بهِ بنظراتٍ لَم تكن باردة، لكنها لَم تكُن دافئةً كذلكَ، نظراتٌ فارغةٌ راكدةٌ لاتحملُ أيَ نوعٍ مِنَ المشاعرِ سواءَ سلبيةٍ أم إيجابية.

وضعت المزيدَ مِن القوةِ في تشبثها برقبتهِ وسطَ تحريكهِ لأقدامهِ في الهواءِ يُناضلُ للخلاصِ، يتمسكُ بذراعها عَلها تُفلتهُ ويصدرُ شَهقاتٍ يائسةٍ في محاولةٍ لسَحب بعض الأوكسجين من الجو.

عيناهُ أصبحتا حَمراوتانِ بالكامل، قُزحيتاهُ مُظلمتانِ مُعلقتانِ في الأعلى، ووجههُ تلونَ بألوانِ العالمِ شَتى بينما يسيلُ لعابهُ على زاويةِ فمه.

صوتُ فرقعةٍ تلاهُ هدوءٌ سَكنَ جسدَ المعلقِ في الهواء، فتركته ليسقطَ على الارضِ برقبةٍ كَسيرة.

التفتت نحوَ البقيةِ الذينَ احتلّ الفزعُ ملامحهم، تجمدت أقدامهم، فأمسوا غيرَ قادرينَ على اتخاذِ خطوةٍ إلى مهربهم.

لحظاتٌ هي فقط مافصلت المتواجدينَ عَن حَفلةِ دماءٍ كانوا هُم زينتها، والشابةُ تتفننُ فيها بكُلِ برودٍ ودونما شفقةٍ أو رحمة.

تُمزقُ جسدَ هذا وتثقبُ جسدَ ذاك، يحاولونَ الهربَ بِلا جَدوى، وأخيرًا أحدهم نجحَ في قرعِ صافرات الإنذارِ علَّ أحدهم يُنجدهُم لَكن بعدَ ما ؟ ها قد أمسى عددهم لا يتجاوزُ الخمسةَ أفراد.

وَهاهُم أولئكَ الخمسةُ يتوصلونَ أوصالًا عدةَ بعدَ ما خذلهم الأمل الضئيل الذي تشبثوا بهِ توًا. لحظةَ وصولِ لورِنزو وتيم، كانَ المكانُ أشبهِ بغرفةِ مَجزرة، والباب الفولاذي الذي فصلَ ميلكي عَن المخرجِ قَد تَهشمَ تمامًا بينما لا أثرَ واحد لَها. أما خارجَ القلعة، خرجَ لويس وإدوارد مُتجهينَ إلى القبةِ السماويةِ برفقةِ ديميان الذي وعدهما باصطحابهما إلى هُناك اليوم، وبسببِ حماسِ لويس المفرط أخبرهما ديميان أن يسبقاهُ بَينما عادَ هو لِاستعادةِ جهازه التعريفي الذي نسيهُ في المنزل.

لَكن هذا اليومَ حَملَ لَهما مِن الأحداثِ غير العاديةِ كثيرًا، وهيَ لَم تنتهِ بعد ! فهاهيَ صَفاراتُ الإنذارِ تُقرعُ في القلعةِ الزجاجية العظيمة التي تتمركزُ وسطَ العاصمة، آميسا موندو، والفوضى تَعمُّ الشوارعَ التي اعتادت أن تكونَ هادئة في هذا الوقتِ مِن الليل.

وقبلَ أن يدركَ أحدٌ امتلأت الشوارعُ بقواتِ الجيشِ التي تَحثُ الناسَ عَلى إخلاء المكان.

الفوضى عَمت كُلٌّ يهرولُ باحثًا عَن مكانٍ آمن يَحتمي بهِ مِن كارثةٍ لا أحدَ يَعلمُ ماهيَ حتى.

وسطَ كُلِّ تلكَ الأحداث الصاخبة أمسى إدوارد بينَ الناسِ واقفًا يهتفُ " لويس ! سَريعًا ! فلنعد إلى منزلكَ !"

تلفتَ حولهُ عدةَ مراتٍ يبحثُ عَن مَن يوجهُ لهُ حديثهُ فهمسَ مصدومًا " لقد اختفى..."

أما حيثُ كانَ لويس، وضعهُ لَم يختلف عَن إدوارد، هوَ أيضًا يقفُ بعكسِ تيارِ البشرِ المتدفقِ يَبحثُ عَن مخرجٍ ثُمَّ سيبحثُ عَن رفيقهِ الداكن.

مالبثَ يحاولُ الخروجَ حَتى ارتطمَ كَتفُ أحدهم بقلبهِ لتصدرَ شرارةٌ زرقاء سماويةٌ على صدرهِ فاحتدت تعابيرهُ ألمًا يتمسكُ بثيابهِ يحاولُ جهدهُ ليأخذَ أنفاسهُ.

وقبلَ أن يدركَ كانَ خارجَ الحشدِ يتكأ على جدارِ بناءٍ ما والألمُ يتضاعفُ داخله.

مرت بضعُ دقائقَ عليهِ ليهدأ مجددًا، أخذَ نفسًا عميقًا يحدقُ بقلبهِ بنظراتٍ مُظلمةٍ يعضُّ على شفته.

إنفجاراتٌ في كُلِ مكان، عُلماءُ وجنودُ القلعةِ ينتشرونَ في كُلِ رُكنٍ وزاوية

هتفَ لورِنزو يوجهُ الأوامر " لا تحاولوا إيذائها ! هيَ ستهاجمكم فورًا ! ومن يصيبها بمكروهٍ سيتحملُ المسؤولية كاملة !"

الشابةُ تستمرُ بالسيرِ إلى وجهةٍ مُعينة، وأغلبيةُ الحاضرينَ لا يتقيدونَ بتلكَ التعليمات الصادرةِ مِن بُني الشعر.

هيَ تُهاجم كُلَّ مَن يحاولُ إيذائها دونَ تمييز، وهُم يدافعونَ عَن أنفسهم

طلقةٌ ليزرية أصابت رأسَ الشابةِ تُصدرُ حَولهُ شرارًا فَتوقفت عَن الحركةِ للحظةٍ تهمس " خللٌ في الذاكرة.. تَم فقدانُ بعضِ المعلومات المهمة... البدأ بعملية استرجاع المعلومات... استرجاع المعلومات مُستحيل... الضغط مُرتفع.. رجاءً المحاولة مجددًا بعدَ العودة إلى الحالة الطبيعية.."

نظرت نحوَ مُهاجمها " مِلكي ستبدأ بإبادة المتسبب بالضرر."

وفعلًا هيَ قامت بمحوِ كُلِّ مَن كانَ واقفًا أمامها لِتهمَ بالاستمرارِ بِمسيرِها، سارت خطوتانِ ثُمَ توقفت تتسائل

" إلى أينَ كانت مِلكي ذاهبة مجددًا ؟"

ذلكَ كانَ حينَ التقت عيناها بزرقاوتا لويس المستغربتان والمتسعتان فَحدقَ الاثنانِ ببعضِهما بعضًا لمدةٍ جَعلت لويس يهمسُ داخلهُ

-" آه.. عيناها تبدوانِ كَسديمٍ ساخنٍ مِن النجوم !" ثُمّ بدأت الشابةُ بالارتخاء لِتَسقطَ على الأرضِ نائمة فجأة .







[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152562107174063.png]















[/TBL]
 
التعديل الأخير:

إنضم
7 يناير 2014
رقم العضوية
1584
المشاركات
6,406
مستوى التفاعل
3,429
النقاط
1,108
أوسمتــي
21
الإقامة
السعودية ،
توناتي
1,083
الجنس
أنثى
LV
5
 
at1508757206021.png
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اهلا وسهلا سيف أوه زمان عنك وعن مواضيعك
الرواية جداً بطلة ، أول مره أقرأ بكل حماس
أعجبني وصفك الدقيق لكل شيء أحسني دخلت جو مع الرواية وتخيلتها بمخي
ما شاء الله هذا وأول مره لك بكتابة الخيال العلمي وصراحة جداً بطلة


< شكل الفتاة مالكها لويس xD هو اللي تبحث عنه ،

وبس ملاحضو لو لونت شوي كذا بألوان مريحة للعين بحيث يشد القارئ أكثر
عشان ما تتعب العين ،

بانتظار الفصل الجديد ، وان شاء الله ما تطول
الى اللقآء ق2
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اهلا وسهلا سيف أوه زمان عنك وعن مواضيعك
الرواية جداً بطلة ، أول مره أقرأ بكل حماس
أعجبني وصفك الدقيق لكل شيء أحسني دخلت جو مع الرواية وتخيلتها بمخي
ما شاء الله هذا وأول مره لك بكتابة الخيال العلمي وصراحة جداً بطلة


< شكل الفتاة مالكها لويس xD هو اللي تبحث عنه ،

وبس ملاحضو لو لونت شوي كذا بألوان مريحة للعين بحيث يشد القارئ أكثر
عشان ما تتعب العين ،

بانتظار الفصل الجديد ، وان شاء الله ما تطول
الى اللقآء ق2

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يب يب ادري زمان عني، زمان لدرجة اني نسيت كيف اتعامل مع الاكواد في المنتدى xD
المهم، يسعدني ان الوصف اعجبك، و بحاول اطور منه اكثر واكثر عشان ما اهبط عن المستوى ض1
+ ما اتفق الكواليس في فوضى تامة بمحاولة ربط الاحداث والمواقف بطريقة مثالية ه1ه1
لا الفتاة قالت ان مالكها يُدعى لوسيان، عاد منو لوسيان ذا هذا حديث آخر xD
+ جاري العمل بنصيحتك لاني لاحظت هذا كمان ه1ه1
الفصل الجديد تم الانتهاء منه وبينزل بعد خمسة ايام =)
بانتظاركِ ض1ق1
 

إنضم
1 يوليو 2016
رقم العضوية
6695
المشاركات
11,626
الحلول
3
مستوى التفاعل
46,294
النقاط
204
أوسمتــي
31
العمر
23
توناتي
367
الجنس
أنثى
LV
7
 
at1508757206021.png

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك أخي ؟ عساك بخير وما تشتكي من هم و3
ما شاء الله فصل خرافي من جميع النواحي
عاشت إيديك على التنسيق والطرح منور القسم و3و3
للصراحة بعد ما خلصت القراءة حسيت أني كنت أشوف فلم مدته ساعتين ه1
عجبتني طريقة الكتابة ما شاء الله جداً متمكن والوصف
الدقيق يخليك تتخيل الشخصيات والأحداث ض2
أما الشخصيات عجبني لويس والفتاة مِلكي، شخصيتها غريبة ه1
خصوصاً لما تتكلم عن نفسها وتذكر إسمها قر1ق1
آخر حدث شوقني أعرف شو بيصير بعد التقت عيناها
بزرقاوتا لويس المستغربتان <مقبسة ض2
ولما فقدت الوعي أحس رح يكون الفصل القادم أروع ش2
لوسيان يعني هو لويس ولا غلطانة ضض1
سلمات يداك أخي على هالإبداع و3و3
بإنتظار القادم .. دمت سالماً ~

 

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
at1508756930631.png

[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152562107152241.png]





























[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15256210716662.png]




The girl in the secret

×[ 18 ديسمبر- 10:30 صباحًا ]×

-" أسيكونُ بخير ؟." نَطقَها إدوارد يُحدِقُ بديميان بنظراتٍ فاضت قَلقًا تَلتمعُ رُجًا بإجابةٍ تَشفي خَوفهُ.

بَينما انشَغَلَ الأخيرُ بإغلاقِ أزرارِ قَميصِ شَقيقهِ المستلقي على السريرِ وما إن فَتحَ فَمه استعدادًا للإجابةِ قاطعهُ لويس " أجب بصدقٍ ديم.."

ديميان كانَ على وشكِ وضعِ ابتسامةٍ زائفةٍ يُطمئنُ بِها الشابانِ وبالأخصِ لويس ناطقًا بعضَ الكلماتِ عَن كونهِ بخير، لكنَ الأخيرَ تنبأ بذلكَ مُسبقًا ووضعَ لهُ حَدًا قَبلَ أن يبدأ

فما كانَ مِن الأشقرِ سوى الإجابة " لا خطرَ حقيقي يهددُ حياتكَ، لكنك لستَ بخيرٍ لو، فلتسترح جيدًا وإياكَ والقيام بأمورٍ تُسببُ لكَ الإرهاق ! بجديةٍ بقاءُ قلبكَ سليمًا معجزة !"

أرخى المعنيُ جَفناهُ ليغطي زرقاوتاهُ بساعدهِ فهمسَ " ماذا عَنها ؟"

حَدقَ ديميان بالمستلقية على الأريكة المقابلةِ لسريرِ لويس، الشابةُ ذات الشعر الأبيض والبشرة الشاحبة التي تنامُ بتعابيرَ وجهٍ بريئة فابتسمَ قائلًا بمرح " تنفسها طبيعي وجسدها سليم هيَ لاتعاني مِن أي مشكلةٍ عَلى عكسكَ، هيَ فقط تنامُ بعمقٍ غير آبهةٍ بالعالم !"

تمتمَ لويس بهدوء " هكذا إذًا، هذا جيد."

نهضَ ديميان يَسحبُ معهُ إدوارد خارجَ الغرفةِ ليشيرَ بسبابتهِ نحوَ لويس مُحذرًا، ورغمَ نبرتهِ الحازمة كانَ مُبتسمًا " لويس وِستاليا ! اسمعني جيدًا ! إن خطوتَ خطوةً خارجَ سَريركَ هذا سَتندم ! لاحركةَ لكَ حَتى أقولَ أنا عَكسَ ذلكَ مفهوم !!"

تململَ المعنيُ يَلفُ جسدهُ نحوَ الجانب الآخر معطيًا ظهرهُ لشقيقه " لا أعلمُ أيهما أسوأ، أن أتلقى توبيخًا مِن حظرتكَ وأنا مريض أم ابتسامتكَ البلهاء العريضة هذه أثناء توبيخكَ لي ! وعليه اذهب إلى الجحيم ولتدعني أنام !"

ضحكةٌ خفيفةٌ أطلقها ديميان " رُغم أنكَ أفقتَ توًا !"

ثُمّ أغلقَ البابَ خلفهُ مُحدقًا بهِ لينتشلهُ إدوارد مِن شروده " تبدو سعيدًا ؟ رُغمَ أن لو يعاني مِن نوبةٍ حاليًا.. في العادة أنتَ كُنت ستتحولُ إلى جدةٍ موسوسة تخافُ على حفيدها مِن نسمةِ ريح !"

التفتَ ديميان نَحوَ إدوارد يعقدُ يديهِ إلى صدرهِ رافعًا أحدَ حاجبيهِ باستنكار " وتجرؤوك على قولها أمامي ؟ أنتَ لاتصدقُ إد !"

أجابَ إدوارد " أليسَ هذا أفضلُ مِن أن أقولها خلفَ ظهركَ ؟ يقولون الصراحة راحة بعد كل شيء !"

ابتسمَ ديميان بلطفٍ ليردَ على السؤال الذي بدأت منهُ المحادثة " حَسنًا هوَ جاءَ ليلةَ أمسٍ يحملُ فتاةً ما رُغمَ كونهِ يعاني مِن ألمٍ في قلبهِ، والآن هوَ يسالُ إن كانت بخيرٍ أم لا.. بعبارة اخرى يتصرف بغرابة ! ويهتمُ بشأن أحدٍ ما لأولِ مرةٍ مُنذُ اثنا عشرَ عامًا ! وفوق كل ذلكَ هي إمرأة !!"

غَيرَ الموضوعَ مُردفًا " والآن إلى المطبخ ! يجبُ إعدادُ الفطور !!"

أما في غُرفةِ لويس، استلقى على ظهرهِ فوقَ السرير يحدقُ بالسقفِ بشرود وآلاف الأفكار تعصفُ في رأسه.. التفت زرقاوتاهُ تُحدقانِ بالشابة المستلقية على الأريكةِ قَريبًا منه.. هيَ تُذكرهُ بشخصٍ ما.. النظرُ إليها يَبعثُ على الحنين بشكلٍ أو بآخر.. لكنهُ عاجزٌ عَن تَذكُرِ ذلكَ الشخص.

جفناهُ أخذا يُغمضانِ تلقائيًا وهوَ يجاهدُ لفتحهما، وبعدَ حينِ تشوشت رؤيتهُ لينتهي بهِ الأمرُ نائمًا هوَ الآخر.

لايعلمُ كَم مِن الوقتِ مرَّ عليهِ وهوَ نائم، لكنهُ استيقظَ فجأة لتلتقيَ عيناهُ بعينانِ مُلونتانِ مُشعتانِ فَهمس شاردًا " هَل أنا أحلمُ أم أنني أنظرُ إلى سَديمِ ؟"

استدركَ نفسهُ حينَ طَرفت جفناها ليتضحَ لهُ ماكانَ ينظرُ إليه، الشابةُ شَهباء الشعرِ قَد أفاقت وهيَ تحدقُ بهِ بفضولٍ مُنذُ مدة.

سألها بترددٍ بعدَ أن بللَ شفاهُ " مَن أنتِ ؟."

" لا أعلم." هيَ أجابت باختصارٍ شديد.

ليفتحَ ديميان بابَ الغرفةِ حاملًا الفطورَ معهُ فابتسمَ فورَ رؤيتهِ للشابةِ أمامه " واو لقد أفقتِ سَريعًا ! في هذهِ الحالة لِمَ لا تنضمينَ إلينا عَلى الفطور ؟"

أمالت الشابة رأسها إلى الجانب متسائلة " فطور ؟"

أومأ ديميان ليسحبها بَينما ينبهُ لويس عَلى النهوض ببطء وحذر مِما دفعَ بالأصغر للتمتمةِ مُتذمرًا.

جَلسَ الأربعةُ على طاولةِ غُرفةِ لويس وقَد ساعدهُ شقيقهُ وإدوارد على تركِ سريرهِ وسطَ تذمراتهِ بكونهِ بخيرٍ وأنهما يبالغانِ كثيرًا، لكن يصعبُ الجزمُ بذلكَ.

وكزت الشهباء بيضتها المسلوقة بضعَ مرةٍ تتفحصها بالشوكةِ تارة وتنظرُ لَهم بينما يأكلونَ تارة ليسأل إدوارد قاصدًا لويس " إذًا ؟ مَن هيَ ؟"

فأجابهُ المعنيُ مُختصرًا الحديث " تقولُ أنها لا تدري."

همهم أسود الشعر للحظاتٍ ليجفلَ هاتفًا " مَهلًا هذا يعني انكَ لا تعرفها ؟!!"

ليتلقى رَدًا باردًا مِن لويس " انهارت أمامي فجأة."

-" وتقولها بكُلِّ بساطة !!"

رسمَ ديميان ابتسامةً لَطيفةٍ يُحدثُ الشابة " إذًا فأنتِ لاتذكرينَ اسمكِ حَتى .."

أومأت إيجابًا " لاشيء على الإطلاق ..."

هتفَ بهِ إدوارد " مهلًا ألا بأسَ معكَ بهذا حقًا ديم ؟"

-" و لِمَ لا ؟ هي لاتبدو سيئة... إذًا عزيزتي، ما رأيكِ لَو أطلقَ عَليكِ لويس اسمًا مؤقتًا ؟ هوَ مَن وجدكِ عَلى كُلِّ حال."

أومأت إيجابًا بَينما اختنقَ لويس بالطعامِ ليبتلعهُ بصعوبةٍ وسطَ هلعٍ إدوارد وديميان ونظرات الشهباء الغريبةِ لهم.

قالَ مُنزعجًا " أيجبُ عليَّ ذلكَ فعلًا ؟"

أومأ الشابانِ إيجابًا فزفرَ لويس مُنزعجًا " إذًا.." نظرَ نحوَ الشابةِ ليردفَ سريعًا " فّيوليت."

تذمرَ ديميان " بسيطٌ جِدًا ! أنتَ شريرٌ لو !"

أشارَ لويس بإصبعهِ نحوَ الشابةِ " يبدو وكأنهُ راقَ لها."

همست الشهباء بصوتٍ مسموع " فيوليت، زهرة بالنفسج... اسمي.."

حَكَ إدوارد هامةَ رأسهِ ينظرُ نحوَ الفتاةِ فقال " حسنًا هو لَيس بهذا السوء.. أعني أنهُ يُناسبها..."

وقَبلَ أن يُدركَ أحد، انحرفَ مسار الحديث كَثيرًا عَن الموضوع الأساسي وأمسى الثلاثةُ يتكلمونَ حَول أمورٍ عَشوائية.

في ذلكَ الوقت، داخل آميسّا موندو، تحديدًا في الطوابق العُليا حَيثُ كِبارُ الباحثين كانَ الجميع في حالةِ هَلعٍ غَيرَ مُدركينَ لِحَلٍ واحدٍ يُمكنُ أن يُخرجهم مِن هذهِ المصيبة.

وفي النهاية تَمّ تقرير عَقد اجتماعٍ فَوريٍ يتداركونَ الوضع مِن خلالهِ.

وبالطبع وبصفةِ ديميان حاملًا للدبوس الألماسي الأسود كانَ جُزءً مِنهُ، فما كانَ مِنهُ سِوى تَرك فّيوليت مَعَ لويس وإدوارد مؤجلًا أمر البحث عَن أقارب الشابة لوقتٍ آخر.

مَررَ جهازه التعريفي الذي كانَ على هيئةِ سوارٍ أبيضَ عَلى الماسح الضوئي ليُفتح لهُ بابُ غُرفة الاجتماعات آليًا.

كانَت غُرفةً مُظلمة، تتوسطها طاولة حلقية الشكل، مُدورةٌ جوفاء عِند المنتصف وفي الوسطِ كُرةٌ متوهجةٌ بلونٍ أزرقَ سماويٍ كانت وضيفتها عَرضُ صورٍ ضوئيةٍ عَلى الجالسينَ حول الطاولة بانتظار بدء الاجتماع الذي لا يعلمُ أحدٌ سَببَ عقدهِ حَتى الآن .

فبما أنَّ أمرَ الشابةِ كانَ سِرًا إلا عَن قِلةٍ مُختارةٍ بعناية، حَتى مُعظم كبار الباحثين لَم يكونوا على درايةٍ بأمرها.

اتخذَ ديميان مَقعدهُ وفورًا أقبلَ الأربعيني بُني الشعر وأخضر العينين، لورِنزو يأخذُ مكانهُ عَلى الطاولة.

قالَ " بِما أن الرئيسَ مُتغيب سأحل محله في تولي شَرح الوضع الحالي هذه المرة."

سَكتَ وسكتَ معهُ الحضور، يترقبونَ مِنهُ أولى كلماتهِ في سبيلِ تبريرِ ما يحدث.

وخلال تلك الثوانِي القليلة، استرجعَ لورِنزو ذكرياته القليلة عَن فجر اليوم.

إذ كانَ هوَ وتيم في غُرفةٍ مُغلقةٍ بإنارةٍ بيضاء والأخيرُ كانَ يضعُ تعابيرًا جادة نادرًا ما ترتسمُ عَلى وجههِ.

اتكأ عَلى الجِدارِ وكتفَ ذراعيهِ قَريبًا مِن المقعد الذي يجلسُ عليهِ لورِنزو مُطأطأ رأسهُ يسند جسده إلى مرفقيه

قالَ أسودُ الشعرِ موجها سؤالهُ نَحوَ البُنيِ قُربهُ " إذًا ؟ ما الذي سنفعلهُ الآن ؟"

كان الصمتُ جوابَ لورِنزو، والذي دفعَ بتيم لشحذِ صوتهِ أكثر

-" لورِنزو ! أتعي حجم الورطة التي نحن فيها ؟ أمرُ مِلكي كانَ سِرًا ! وهيَ الآن لَم تهرب فقط بَل أثبتت أنها سلاحُ دمارٍ شاملٍ أثناء هروبها ! إنهُ إخفاق تام ! لقد انتهى أمرُنا !!"

هتفَ لورِنزو فجأةً مُتسببًا بإجفالِ الداكن قُربه " أعلمُ هذا !!"

صمتٌ خَيمَ للحظاتٍ عَليهما فحطمهُ بهمسهِ مُردفًا " لكنهُ لَيسَ إخفاقًا تامًا ! الرئيس مايزالُ غيرُ موجود، وبصفتي الأعلى مرتبةً هُنا يُمكنني تدارك الوضع حاليًا.. كَما أنَ مِلكي أثبتت أمرًا آخر، هيَ تملكُ غرائزًا بشرية.. حاولت الحصول على حريتها ! هذا بحد ذاتهِ إنجازٌ عظيم ! لقد أثبتت أن تضحياتيَ لَم تذهب هباءً !"

-" ما الذي تنوي فعله ؟" سألَ تيم ببرودٍ شديدٍ بَعدَ أن أظلمت عَينيه فنهضَ لورِنزو يربتُ عَلى كتفِ رفيقه.

-" لاتقلق تيم، مهما كان ما سيحدث، أنا من يتولى المسؤولية كاملة !"

ودون تركِ أي فُرصةٍ لمقابلهِ للحديث خَرجَ لورِنزو مُعلنًا عَن إجتماع اليوم.

وها هوَ ذا يقفُ أمامَ زُملائهِ عَلى وشكِ إفشاءِ جُزءٍ مِن سرهِ، عَلى وشكِ أن يخطو أولى خطواتهِ نحوَ حَبل المشنقه.

وبعدَ عشراتِ الثواني مِن الصمت... أخيرًا خَرجت الجوهرة " ليلة أمس... أحدُ أخطرِ أبحاثنا تَمت سَرقتُه."

استغربَ الحاضرونَ قليلًا ليسألَ أحدهم " أسيتسببُ لِصٌ بِكُلِّ تِلك الفوضى وحده ؟"

وضحَ لورِنزو مُستمرًا بالكذبِ تحت أنظارِ رفيقه المصدومة " لَم أقُل قَطعًا أنهُ واحد.. كَما أنهُم كُشِفوا لِذا افتعلوا كُلَّ تِلك المجازر."

وقبلَ أن يسألَ أيّ شخصٍ أيّ سؤالٍ آخرَ شَغلَ الكُرة المضيئة مُنتصف الطاولة لتظهرَ سِتُ شاشاتٍ مُرتبةٌ بشكلِ مُكعبٍ تَعرضُ صورةَ شابةٍ شهباءَ وعدةَ معلوماتٍ سَطحيةٍ عَنها.

أشارَ " هيَ تُدعى مِلكي وَي.. كما تَرونَ فهيَ بشعرٍ أشهبَ طويل، قامتها 160 سانتيمترًا، ووزنها 38 كيلوغرامًا.. هذه المرأة مُميزةٌ بالفعل، إن وقعت في الأيادي الخاطئة ستكونُ كارثةً بالفعل."

ديميان فغرَ فاههُ بَينما يُحدقُ بتلكَ الشاشة شاردًا لوهلة، التهمَ شفتاهُ مُرطبًا إياها وقَد بدأ يتوترُ فِعلًا لا يعلمُ أحظهُ عاثرٌ لأنهُ أواها أم أنهُ جيدٌ لأنهُ لَم يبدأ بالبحث عَن ذويها كَما خططَ بعد !

ولكن وبكل حالٍ ابتلعَ توترهُ كاملًا وأنهى الاجتماعَ بَينما يحترقُ للخروجِ وإبلاغ شقيقهِ وابن عَمتهِ بالأمرِ سَريعًا.

رُغم ذلكَ، ولكي لا يُثير الشبهات حَرصَ عَلى ألا يكون أول الخارجين ولا آخرهم، يعلم أن لورِنزو فطن وسيلاحظ أي تصرفٍ غريبٍ يصدرُ مِن أيِّ شخصٍ حَولهُ حَتى وإن كانا غَريبين.

وفِعلًا استوقفهُ لورِنزو بنبرتهِ الباردة " مَهلًا وِستاليا !"

التفتَ إليهِ ديميان عابسًا يجيبهُ متذمرًا " الرحمة لورِنزو ! لويس مُنهارٌ في المنزل وأنا ضيعت من الوقت ما يكفي لأصاحبَ مهزلتكم هذه !"

تجاهلَ البُنيُ تعليقَ الأشقر وسألَ عَلى كُلِّ حال " كان من المفترض أن تُلقيَ المحاظرة على طُلاب السنة الأولى بدلًا مِن بِرنارد، لِمَ لَم تأتي ؟ ليس مِن عادتكَ التغيب ؟"

زفرَ ديميان يكررُ بملل " كَما أخبرتك، لويس لَيس بخير، لن أتركهُ في المنزلِ وحيدًا، ولا معَ إدوارد أو عَمتي أوليفيا !"

ابتسمَ لورِنزو عِندما لاحظَ ذِكرَ الأشقرِ امامهُ لهذين الاسمين فقد تنبأ مسبقًا كونهُ سينفي عذره متحججًا بإمكانية ترك هذين الاثنين قريبًا مِن شقيقه.

-" ولِمَ لا ؟"

أخذَ ديميان نفسًا عميقًا يستعد لمجاراةِ هذا اللحوح " أنا شقيقهُ الأكبر، عائلتهُ الوحيدة، يستحيل أن أتركه وهوَ مريض."

رفعَ لورِنزو أحدَ حاجبيهِ يجيب بسخرية " أوه حَقًا !"

-" أجل، والآن اتركني وشأني." بعثرَ ديميان جملتهُ في الهواء بَينما يبتعد عَن لورِنزو خارجًا ليقتربَ تيم مِن رفيقهِ سريعًا

-" أتشكُ بهِ ؟" سألَ مُستغربًا فأجابَ البُني " لَيست المرة الأولى لهُ للتغيبِ بسببِ شقيقه... لكن لايمكن استبعاده مِن دائرة الاشتباه."

تعمقَ في كلامهِ فجأة " أعني لِمَ قد يمرضُ شقيقهُ في هذا التوقيت فجأة ؟ هذا غيرُ منطقي البتة !!"

زفرَ تيم يائسًا ليبرر بملل " لورِنزو، بالعكس أعتقد أن هذا وارد، شقيقه مريض القلب، بالطبع سينتكس أثناء أحداث الأمس--"

قضم جملتهُ حينَ تذكرَ ماكانَ يُريدُ قَولهُ فهتفَ فجأة " مهلًا بحقِ الإلهِ لورِنزو كَيفَ ستخرجُ نفسكَ مِن هذه الكذبة الآن !!"

ردَّ المعني ببساطة " ليس هُناك داعٍ لإخراج نفسي منها.. مِلكي قَد اكتملت... كُلّ ما علينا فعلهُ هوَ استرجاعُها واستخدام قوتها في صالحنا.. وبعدها لَن يكون هُناكَ مَن يعترض طريقنا."

ابتسمَ " سُلطةٌ كُلية، معرفةٌ غَير محدودة.. ومعجزاتٌ نَعبث بها كَما نَشاء ! هذهِ هيَ مِلكي وَي !"

أما في مَنزلِ وِستاليا صُفعَ بابُ المنزلِ بِقوةٍ ليهتفَ ديميان قَلقًا " لو ! إد ! أينَ أنتما !!"

وحينَ لَم يتلقى أيَّ إجابةٍ تملكهُ الفزعُ ليسرعَ نحوَ غُرفةِ المعيشة فيصدمُ بِها فارغة.

أخذَ يَبحثُ بفزعٍ في أرجاءِ المنزلِ حَتى لَم يتبقى سِوى غُرفة لويس.

شَقَّ طريقهُ نَحوها بَينما مُعدل القلق يرتفعُ لديهِ معَ كُلِّ خُطوةٍ أقرب إليها والأفكار السوداوية تحوم في ذهنه... - ماذا لَو لَم يَكونوا هُناكَ ؟ -

مجرد التفكير بهذا الاحتمال يُضعف ساقيهِ بشدة.

وأخيرًا هوَ فَتحَ البابَ ليُحدقَ بالغُرفةِ بتعابيرَ مَرعوبة.

رفعَ لويس الذي يجلسُ في سريرهِ نَظرهُ نحوَ شقيقهِ المُتجمدِ عِند عتبة الباب فرفعَ حاجبهُ يسألُ باستنكار " مِن الأرض إلى ديميان، أرأيتَ شبحًا أخي العزيز ؟"

استدركَ ديميان نفسهُ يأخذُ نَفسًا عَميقا يزفرهُ بقوةٍ مُتقدمًا إلى الداخل.

جالَ بنظرهِ أرجاءَ الغُرفةِ ليَرصُدَ فّيوليت تعبثُ بمكتبةِ لويس بطفولية.

جلسَ أرضًا فجأة ليسألَ إدوارد مُستغربًا مظهرَ الأشقر " مَهلًا ديم، أسنبدأ بالبحث عَن أقارب فَيوليت فَورًا ؟"

استغربَ الشاب سؤالهُ ليلتفتَ مُجيبًا بإنفعال " لا !" وحين تداركَ نفسهُ تلعثمَ " أ- أعني لِمَ تَظُنُ ذلكَ ؟"

أشارَ إدوارد بسبابتهِ لينظرَ ديميان حيثُ يُشيرُ فأجابَ الأول " لازلتَ ترتدي حذائكَ ديم..."

اتخذَ الأكبر مِن الإجابةِ صَمتًا، بَينما أغلقَ شقيقهُ الكتابَ بَين يديهِ يستفسر " إذًا ؟ ما هو الأمر ؟"

تَحَمحَمَ زُمرديُ العينينِ يُحذرُهُما " اسمعا أنتما الاثنان، أمرُ فّيوليت يجبُ ألا يعلمَ أحدٌ بشأنهِ وإلا ستحدثُ أمورٌ لاتُحمدُ عُقباها !"

لَم يُفكر ديميان ولو لثانيةٍ بإخفاءِ الحقيقة، فقد رَوى ما حدثَ خِلالَ اجتماعِ اليوم.

وأولَ مَن عَلق كانَ إدوارد الذي تمتمَ بصوتٍ هادئ " إذًا بعبارةٍ أُخرى.. إن تمّ إيجادُ فّيوليت مَعنا فسيكون الأمر وكأننا مَن اختطفها."

التفتَ ديميان إلى فّيوليت يسألها بلطف " إذًا فّيوليت ؟ ألَم تتذكري شيئًا عَن مَن تَكونين ؟"

أخفضت الشابةُ رأسها تومئ نافيةً ببطء ليزفرَ ديميان بقلةِ حيلةٍ والقليل من الخيبة.

أما لويس فقد دافعَ عَنها قائلًا " لا داعٍ لتستعجلاها، إن كانت في المنزل فلا أحدَ سيكتشف.."

-" ماذا عَن احتمال وجود جهاز تعقبٍ عَليها ؟" كانَ هذا إدوارد مُشككًا في الموضوع فنفى ديميان مِن فورهِ " لَو كانَ هذا صَحيحًا لَما كانَ هُناكَ داعٍ لاجتماعٍ اليوم.. لَقد طُلبَ مِن الشُرطة البحث عَنها فَلو كانَ لديهم جهازُ تعقب لَما أتعبوا نفسهم في البحث !"

طَرحَ لويس إحتمالًا آخر " أو أنّ الجهاز المثبت عَليها تَحطم أثناء فوضى الأمس... في حال كُنت سترفض فكرة عدم وجود واحد عَلى شخصٍ مُهمٍ مِثلها."

بالصدفة، وقع نَظرُ ديميان عَلى الساعة يُعاينُ الوقتَ فَنهضَ يأمرُ مُبتسمًا " لقد تأخرَ الوقت، عَمتي ستغضب إن لَم أقلكَ للمنزلِ سَريعًا إدوارد جَهز نفسكَ، لو لا تترك سَريرك ولا تُبعد ناظريكَ عَن فّيوليت."

أومأ لويس إيجابًا مُتجاهلًا التعليق بشأن كيفية عدم تركه للسرير إن كان سيراقب الفتاة وفقط سايرَ شقيقه، أما إدوارد فقد نطقَ بلطف

-" سأعودُ فَور تنتهاء مُحاظراتي لو ! أراكَ غَدًا."

أومأ لويس مُجددًا ليتمتمَ بَينما يقرأ كتابه " انتبها لنفسيكما."

هذا لَم يَكُن نادرًا مِنه، وإن لَم يَكُن يَهتم بالناسِ مِن حَوله، هذان الاثنان يُعتبرانِ استثناءً بالنسبةِ لهُ فلَن يكونَ مِن الغريب لَو فضلهما عَلى نفسهِ عشرات المرات.

وما إن غادرا المَنزلَ حَتى أصبحَ الهدوءُ يَطِنُ في أذنِ الأشقرِ لوهلةٍ تركتهُ يَغرقُ بَين ثَنايا اللاشعور.

وفجأة صَدمهُ صَوت انهيار الكُتُب ليرفعَ رأسهُ تلقائيًا فوجدَ فّيوليت تجلسُ هُناكَ بَين الفوضى.

حَدقا في بعضيهما قَليلًا لتقتربَ الشابةُ فجلست أرضًا قُرب سريرِ لويس تسأل " أخبرني لويس... ما هو السديم ؟"

استغربَ لويس سؤالها " ما الأمرُ فجأة ؟"

أجابت " لقد وصفتَ عَينايَ بالسديمِ صَباحًا... انتابني الفضول.. ما هوَ السديم ؟"

ابتسمَ لَها لويس بخفة يُشيرُ إلى أحد الكتبِ بَين تلك التي نثرتها فَيوليت أرضًا.

-" اجلبيه.. سأخبركِ ما هو السديم."

لَم تَتفانَ الفتاةُ في تلبيةِ طَلبه، ولَم تُفكر للحظةٍ واحدة إلا وقد وجدت نَفسها تُسلمهُ الكتاب.

أما هوَ فقد فَتحهُ يَروي " السديمُ هو عِبارةٌ عَن سحابةٍ مِن الغبار النجمي المضيء كَما تتجمعُ فيهِ النجوم... لِكُلِّ سَديمٍ شَكلٌ وَلونٌ مُختلف."

قَلَّب صَفحات الكتابِ يصلُ إلى صورٍ مًلونة فأردف

-" مَثلًا سَديمُ السرطان، هوَ يتلونُ بالأحمر، ثُمَ البرتقالي والأصفر ؛ الأخضر ومُنتصفهُ باللون الأزرق."

أحنت رأسها جانبًا تسأل " لِمَ فيهِ ألوانٌ عِدة ؟"

أجابَ " ألوانُ النجومِ تختلفُ باختلافِ حَرارتها، كُلما كانَ النجمُ أبرد اقترب إلى الأحمر، وكُلما أصبحَ أكثرَ سخونةٍ اقتربَ مِن البنفسجي وبالترتيبِ يكونُ أحمر، بُرتقالي، أصفر، أخضر، أزرق، بنفسجي.."

أردف " ولأن السديم عبارة عَن تجمع للنجوم والغبار النجمي يصبحُ أبرد كُلما اقترب مِن الحافة وأدفأ كُلما اقتربتِ مِن المركز."

-" رُغم ذلكَ أنا لا أفهم ... لِمَ وصفتَ عَينايَّ بالسديم ؟"

قَلبَ الصفحاتِ سَريعًا ثُمَ أراها صورةً لسديمٍ معين.

-" هذا هوَ سَديم الحجاب، هوَ سديمٌ ساخنٌ كَما تَرين، فهوَ يجمع بين البنفسجي والأزرق... تَمامًا كَعينيكِ..."

التمست الصورةَ تهمسُ بلطف " هوَ جَميل... أُريدُ رؤيتهُ مِن خِلال عَيني..."

وافقها بنبرةٍ شاردة " وأنا كذلك..."

رفعت رأسها نحوهُ تهتفُ بحماس " إذًا فلنذهب لرؤيتهِ معًا !!"

حينَ أدركَ نفسهُ كانَ قَد أجفلَ ليجيبها مُستغربًا " هذا مُستحيل ! السُدمُ توجدُ في الفضاء ! لايُمكننا رؤيتُها عَن قُرب !"

التزمت الصمت وقد بَدت الخيبةُ عَلى وجهها ليُردفَ لويس " لكن، إن ذهبنا إلى القُبة السماوية سنستطيعُ رؤية النجوم عَبرَ المقراب لذا.. ليس وكأنهُ مُستحيل !"

التمعت عَيناها حَماسًا تؤكدُ عَلى كَلامه " حَقًا ؟ إذًا يُمكنُني أن أرى سَديمَ الحِجابِ إن ذهبتُ هُناكَ ؟"

أجابَ بتلعثم " إ- إن كُنتِ تَملكينَ نَظرًا جَيدًا فقد تَتمكنينَ مِن ذلكَ.."

هوَ اختلقَ كِذبةً توًا، فلا طائل مِن عَينيها إن تحدثنا عَن الفضاء، لكنه فكرَ أنّ هذا سيكونُ جَيدًا لرفعِ معنوياتها حاليًا.

هتفت " لويس ! أخبرني المزيد عَن الفضاء !"

أغلقَ الكتابَ ومعهُ عَيناهُ قائلًا " اقتربَ مُنتصف الليل، اذهبي للنوم وسأخبرك المزيد غَدًا."

حينَ تجهت فّيوليت إلى الأريكة، استدرك الأشقر الموقف ليتركَ سريرهُ قائلًا " لابأس ألا تنامي على الأريكة اليوم.. تعالَي... ستنامينَ في مكانٍ آخر."

وكالعادة كان الصمتُ إجابةَ الشهباء لتتبعهُ بهدوء ونظراتٍ واسعةٍ مُستغربة.

أما هوَ فقد دَخلَ غُرفةً فيها سريرٌ لشخصان، قالَ دون النظر إلى الشابةِ خَلفه " هذهِ كانت غُرفةَ والِداي.. مُتأكدٌ أنَ ديم لَن يُمانعَ إن استخدمتِها اليوم.. ليلة سعيـ--"

ابتلعَ حُرُفهُ حينَ تَوارى لهُ كلامُ شقيقهِ عَن عَدمِ تَركِ فّيوليت وَحدها مِما دفعهُ للتنهدِ بقوة.

وحين أخرجَ هاتفهُ مِن جَيبهِ ليتصلَ بأخيه استمعَ إلى صوت الباب الرئيسي يُفتح بالمفتاح.

للوهلة الأولى هو ارتاحَ لعودةِ شقيقه، لكن وحين أعاد تقييم الوضع الحالي غَيرَ رأيهُ سَريعًا ليسحبَ فّيوليت مِن مِعصمها واضعًا إياها في خزانةِ والديهِ فهمسَ لَها

-" فّيوليت، مهما حدث لا تخرجي مِن هُنا حَتى أخبركِ أنا عَكس ذلكَ ! إن فَعلتِ فلَن أُعلمكِ عَن الفلك بَعد الآن !!"

رُبما يكونُ المكان الذي اختارهُ ليخبأها ساذجًا بعض الشيء، لكن بوضع الموقف الحالي بعين الاعتبار كانَ هذا أسرعَ مكانٍ يُمكن أن يُفكر فيه.

أغلقَ بابَ غُرفةِ والديهِ بهدوءٍ شديدٍ و خطا ببطء نحوَ السلالم بَينما يشعرُ بقلبهِ يخفقُ مُتسارعًا وأنفاسهُ تضيق.

حاولَ أن يُهدأ مِن روعهِ فَقد بدأ صَدرهُ يلسعُ بالفعل التقطَ سكين البرتقال في غرفتهِ والتي تركها شقيقهُ هُناكَ قُرب سلة الفواكهِ لينزلَ السلم ببطء شديد.

وفي المنتصف التقطت عَيناهُ هيئةَ مَن كانَ يتسلقُ صعودًا وإذ بهِ شقيقهُ فقط.

زَفرَ لويس بقوةٍ بَينما يُغلقُ عَينيهِ مُتذمرًا " ماذا... لقد كانَ أنتَ فحسب..."

حَدقَ ديميان بالأصغرِ ببلاهةِ لوهلةٍ ثُمَ التقطت عَيناهُ سِكينَ البُرتُقالِ " ما الأمر مَع هذه ؟ ولِمَ تركتَ سريرك ؟"

جلسَ لويس عَلى إحدى الدرجاتِ مُقطبًا حاجباه " يا إلهي لو كُنتَ أتيتَ اهتف بذلكَ عندما تدخل ! بالنظر للوضع الحالي لن يكونَ غَريبًا لَو اقتُحِمَ مَنزِلُنا مِن قِبَلِ رِجالِ ذلكَ الشخص !!"

رفعَ ديميان حاجبيهِ معًا ينتقدُ شقيقه " أظن أن حملكَ للسكين هكذا أمامهم سيثبتُ وجودها معنا !"

-" اخرس." نطقها لويس بحدةٍ لكِن بخفوت مِما دفعَ ديميان لسؤالهِ عَن تَركِ سَريرهِ مُجددًا فأجاب " كُنت سأترك فّيوليت لتنامَ في غُرفةِ والدينا.. أنتَ لَن تُمانعَ صحيح ؟ أعني لا يُمكنها النوم على الأريكة طوال الوقت..."

بعثرَ الأكبرُ خُصلاتِ شقيقهِ الذهبية حينَ استشعرَ الربكةَ في نظراته يجيبُ مُبتسمًا " لا لَستُ أُمانع... بالحديث عَنها أينَ هيَ ؟"

سكتَ لويس يتجهُ نَحو غُرفةِ والديهِ فخزانتهما يَفتحها لتظهرَ فّيوليت بَينما تجلس القرفصاء هُناكَ فسألت" أيمكنني الخروج الآن لويس ؟"

-" واو، لَم اتوقع أن تكونَ مُطيعةً هكذا !" كان هذا لويس المتفاجئ أما ديميان فقد حاولَ كَتمَ ضحكتهِ لكنهُ أفلتها ليقهقهَ بصخبٍ مُعلقًا عَلى الموقف

-" لَم أتوقع أن لَدى شقيقي جانبًا طفوليًا كهذا ! الاختباء في الخزانة ؟"

قطبَ لويس حاجباهُ داعسًا عَلى قَدمِ ديميان فحدثَ الشهباء " ما الذي تنتظرينه، هيا."

-" لويس، أنت أخبرتني ألا أخرجَ حَتى تقولَ اخرجي.. لَم تقل هذا بعد..."

سكتَ لويس قَليلًا ليسحبَ مِعصمها فقال " حَسنًا أنتِ فتاة جيدة والآن اخرجي..."

أومأت فّيوليت بهدوءٍ لتخرجَ مِن الخِزانةِ مُتوجهةً نَحو السَريرِ بَعدَ أن أخبرها لويس بذلكَ، ليقومَ الأخيرُ بِسَحبِ شَقيقهِ خارجَ غُرفةِ والديهما التي أصبحت مَنامًا للشابةِ حاليًا فذَهبَ كُلٌّ إلى سَريرهِ مُسدلينَ السِتارَ عَلى يَومٍ كانَ حافلًا غَيرَ مُعتاد.

تاركينَ قَلقَ الغَدِ لِلغَدِ يَنعمونَ بِنومٍ هادئ أو هَكذا خططوا.









[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152562107174063.png]















[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
1 يوليو 2016
رقم العضوية
6695
المشاركات
11,626
الحلول
3
مستوى التفاعل
46,294
النقاط
204
أوسمتــي
31
العمر
23
توناتي
367
الجنس
أنثى
LV
7
 
at1508757206021.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك أخي ؟ أحوالك وأعمالك؟
إن شاء الله بخير وما تشتكي من هم ش2
فصل سوباراشي كالعادة ض2
توضحت الكثير من الأشياء منها إسم المِلكي الكامل
وهويتها، وأكثر شي عجبني هو الصدفة الغريبة
التي وقعت لـ لو وشقيقه <عندي مشكلة في تذكر الأسماء ض00
يعني خليتهم يجيبون مِلكي لبيتهم وتطلع الشي لي يبحث عنه لورِنزو
وتكبر المشكلة واو من وين بتجيب هالأفكار ه1ق1
منتظرة البارت القادم بفارغ الصبر ش2
دمت سالماً ~
 

R A V E N

🕷️𝕴𝖙 𝖎𝖘 𝖌𝖊𝖙𝖙𝖎𝖓𝖌 𝖉𝖆𝖗𝖐 𝖎𝖓 𝖙𝖍𝖎𝖘 𝖑𝖎𝖙𝖙𝖑𝖊 𝖍𝖊𝖆𝖗𝖙 𝖔𝖋 𝖒𝖎𝖓𝖊🕸️
إنضم
4 مايو 2013
رقم العضوية
199
المشاركات
2,186
مستوى التفاعل
7,974
النقاط
1,295
أوسمتــي
16
الإقامة
Underworld
توناتي
2,194
الجنس
أنثى
LV
4
 
at1508757206021.png
ج3

السلام عليكم و رحمة الله و3
اتمنى انك بألف خير وعافية و3
و أن أمورك تمام التمام و3

حسنا، لا أنكر أني من عشاق الفضاء و لطالما تمنيت أن أكون شهابًا أو مذنبًا أو أي جسم فضائي على كوني بشرية ض2،
لذلك فقد جذبني العنوان بقوة كالمغناطيس يمي88 ..
لجملة درب التبانة أو الدرب اللبني وقع خاص عليّ نه1نج1نج1نج1نج1نج1

ثم أنني انبهرت حقا بأسلوبك خ1ح11
يشبه ما تخطه كتابات كبار الكتاب ات1
ما شاء الله عليك او1
خمسة وخموس عليك مثلما نقول في بلدي كف1حر2 ...

حتى أنني لا استطيع ان اربط هذا الموضوع بالموضوع الآخر الذي لا ادري عما كان يتحدث في قسم الترحيب شا11.

لكنك فعلا تدرك ماتفعله و انت تكتب ... أقصد هته القصة ليست بقصة هاوٍ ...
الأسلوب فذ وسلس و ناعم .. خال تقريبا من الأخطاء، ويصف بدقة المشهد كأنك تراه فعلا أمامك عبر شاشة عملاقة ..
وصفك و سردك كان ثلاثي الأبعاد بامتياز بكا7.

أحببت أسلوبك بكل بساطة شش7.


ننتقل للأهم شش333:

أنا أعشق الخيال العلمي والفنتازيا و إني لأجد راحتي في الخيال بعيدا عن الواقع حبي90.

أحببت وصفك لأجواء المدينة والجامعة تلك
وكل شيء.
احببت فكرة الدبوس الذي هو بطاقة للدخول للجامعة ضو2 اتمنى ان يعموا بها في الواقع.


فيوليت و مِلكي او ايا كان اسمها وقعت في حبها منذ كانت تسبح في ذلك السائل الغريب

هي0

أتمنى أن يجن جنونها وتقتل الجميع بما أنها سلاح حبي99 ... أحب مثل هته القصص وأحب أن تنتهي بمأساة حبي33حبي55...

(سفاحة بالوراثةحق4)

أعجبتني الأفكار المطروحة هنا ، انتظر الجزء القادم بفارغ الصبر يوي1.

ملاحظة صغيرة : محاضرات وليس محاظرات
 
التعديل الأخير:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك أخي ؟ عساك بخير وما تشتكي من هم و3
ما شاء الله فصل خرافي من جميع النواحي
عاشت إيديك على التنسيق والطرح منور القسم و3و3
للصراحة بعد ما خلصت القراءة حسيت أني كنت أشوف فلم مدته ساعتين ه1
عجبتني طريقة الكتابة ما شاء الله جداً متمكن والوصف
الدقيق يخليك تتخيل الشخصيات والأحداث ض2
أما الشخصيات عجبني لويس والفتاة مِلكي، شخصيتها غريبة ه1
خصوصاً لما تتكلم عن نفسها وتذكر إسمها قر1ق1
آخر حدث شوقني أعرف شو بيصير بعد التقت عيناها
بزرقاوتا لويس المستغربتان <مقبسة ض2
ولما فقدت الوعي أحس رح يكون الفصل القادم أروع ش2
لوسيان يعني هو لويس ولا غلطانة ضض1
سلمات يداك أخي على هالإبداع و3و3
بإنتظار القادم .. دمت سالماً ~

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
بخير اختي وانت شحوالك ؟ # يهايط على رورو وهي تكتب اخي ه1ه1
ههههههههههههه أهم شيء محدده المدة كمان ! سوقوي هل كان الفصل بهذا الطول ؟
أشعر بالانجاز بما ان فصولي في العادة قصيرة جدا xD
حتى انهم نصحوني أشربها حليب ! وفعلا شربت حليب وكبرت وصارت بطول النخلة ض2ض2
الوصف و ما ادراك ما الوصف ! الوصف ذا خلف الكواليس حروب ونزاعات واسلحة نووية !
بما ان اخوك هنا ما يعجبه العجب ويقعد يكتب ويمسح ويكتب ويمسح ويكتب ويمسح ه1ه1ه1
لكن أهم شيء انه يعجبكم في النهاية ض1ق1ق1
لويس اغرب من مِلكي لو أردتِ رأيي ! هو فقط يبدو كدودة كتب في سبات شتوي ه1ه1
لا لوسيان ولويس شخصات مختلفان ض2ض2 + للتو لاحظت الاسماء متشابهة ه1
+ اعتذر للتأخير في الرد لكن العجز قر1
ونراك في الفصول القادمة ض1
ق1
 

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك أخي ؟ أحوالك وأعمالك؟
إن شاء الله بخير وما تشتكي من هم ش2
فصل سوباراشي كالعادة ض2
توضحت الكثير من الأشياء منها إسم المِلكي الكامل
وهويتها، وأكثر شي عجبني هو الصدفة الغريبة
التي وقعت لـ لو وشقيقه <عندي مشكلة في تذكر الأسماء ض00
يعني خليتهم يجيبون مِلكي لبيتهم وتطلع الشي لي يبحث عنه لورِنزو
وتكبر المشكلة واو من وين بتجيب هالأفكار ه1ق1
منتظرة البارت القادم بفارغ الصبر ش2
دمت سالماً ~

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته ×2
بخير الحمد الله ض1 وانت كيفاتك ؟ ×2
سوباراشي ه2ه2ه2ه2 الكلمة ذي تضحك مهما قرأتها وسمعتها ه2ه2
لا صدقيني لم يتوضح شيء للآن ض2ض2 شعاري هو الغموض حتى النهاية م6م6
ديميان ه1ه1 ديميان مسكين محد يتذكر اسمه د9د9 مع انه المفروض يكون سهل ه1
+ المشكلة تكبر وتكبر حتى الان و الا ما بيكون حماس اذا كانت الامور بسيطة ه1ه1
و ها هو البارت القادم بينزل بعد لحظات ض2ض2
جانا ~
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل