روايةه || لَون التفآح || بقلمي (1 زائر)


إنضم
18 أغسطس 2015
رقم العضوية
5079
المشاركات
2
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد ،



الأسم || لون التفآح
الكآتِبةه || Om Al-Hussain
عدد الفصول || غير معلوم حالياً
الصنف ||رومآنسي - كوميدي - مغآمرآت و أكشن شويةه


[ آلمقدمةه ]


عآد من تكرهه حتى النخآع ، ليطلب يدهآ رغماً عن أنفها !
تناقل بين الماضي و الحآضر يكشف لنآ الأسرار المخبِئةه ] ~


الفصل الأول || إقتباسآت من الماضي - الجزء الأول


قبل 9 سنوات ..


في ليلة ظهر فيها القمر بكامل أناقته ليتوسط السماء المفتخرة بسوادها ، حيث الشوارع خالية نسبياً من المارة ، و هدوء طغى على المكان ، عدا همس الرياح التي تداعب أوراق الشجر ، داخل أحد المدن الفخمة محاطة بسوارٍ من الذهب الخالص، فوضى تعم المكان ، و الخدم هنا و هناك يتسارعون لتلبية أوامر سيدهم ، أعتقد بأن هناك حدثٌ هآم يحدث في هذه المدينة الفريدة من نوعها ..

قال بنبرته المعتادة مخاطباً الخادمة التي أمامه: ضعي الزهور وسط الطاولة .. إلى اليمين قليلاً .. كلا كلا .. للأمام .. أجل أجل .. هكذا أفضل تابعي عملك

أنحنت بإحترام و إنصياع لكبير الخدم وقالت: حاضرة .. سيد جون

بعيداً عن أضواء الإحتفال و بعيداً عن الطاولات الحمراء و الذهبية، مشى داخل الجناح المهيب إلى الباب الفضي العملاق و طرقه بهدوءه المعتاد قائلاً .. سيدي الصغير سوف أفتح الباب

حرك مقود الباب بهدوء ليتفاجىء بوجود ملابس الحفلة علقت عليها ورقة صغيرة كتبت بخط سيده المعروف [ سأعود قريباً ] ، أخرج جهازه اللاسلكي و ضغط بعض الأزرار و هو يهم خارجاً من القصر الذهبي : سيد جون .. لقد هرب السيد الصغير !

دقائق معدودة و تحول المكان إلى فوضى عارمة !

***

خارج أسوار المدينة و في مكان مملوء بالعش الأخضر و الأشجار العملاقة، حيث السكون و الهدوء سيدا الموقف، وضعت رجلها اليمنى على ساق الشجرة العملاقة و شبثت يديها جيداً ثم بدأت بتسلقها بحرية، تفاجأت بوجود الفتى التي سبقها نحو القمة، واضعاً يداه خلف شعره الأزرق الكثيق، و ملامحه الهادئة غطته القبعة السواء التي عليه، تطاير شعرها القصير الأحمر مع رقصات الرياح المتمايلة، أزال القبعة عنه و وجه نظره للطفلة الساكنة في مكانِها ، بحركة سريعة هبطت و قالت قبل أن ترحل: آسفة لم أكن أعلم بوجود شخصٌ ما هنا !

لا يزال مستلقياً يتأمل النجوم اللامعة بهدوء، نظر إلى عقارب ساعته المضيئه التي تشير نحو الثامنة مساءاً ، فنهض و هبط بخفه مستقراً على الأعشاب الخضراء، أنحنى بلطف ليزيل الأوراق الخضراء التي علقت عليه فوجد دمية صغيرة بعرض راحة يديه، وضعها في جيب بنطاله البحري القصير و رحل ..

خلال إحدى عشر دقيقة وصل إلى باب المدينة الخلفي، سكن المكان مع قدومه ولم يتجرأ أي خادم بالحديث معه سوى من كان ينتظر بوجل أمام البوابه، ما إن رآه قادم حتى هرع إليه مسرعاً : سيدي الصغير !

أكمل الطفل طريقه نحو الساحة الواسعة حيث الحفل يقام هناك ، بينما أكمل الخادم حديثه وهو يتبعه منصدماً : هل ستذهب بهذه الملابس للحفل ؟

تابع الصغير مشيه دون إكتراث و قال بهدوء: ما مشكلة هذه الملابس؟ ، تعجبني أكثر من ذلك الشيء القبيح !

أكتفى بالصمت موجهاً نظراته المحبطة بعيناه الذهبيتان نحو قميص سيده الأبيض ذو الأكمام البحرية القصيرة، وبنطاله البحري القصير

نطق الخادم من العدم: هون عليك سيد جون ، فهو لا يحب ذوقك في إنتقاء الملابس
و لو لزم هذا الخادم الصمت لما تلقى تلك الضربة التي أورمت رآسه و جعلته ليقول ببكاء : يالنشاطك سيد جون

توجه الفتى خلف القصر الذهبي حيث هناك الحضور ينتظرون طلته ، لكن ما أن أقبل عليهم حتى جلس على أقرب طاولة حمراء واضِعاً يداه خلف رأسه و الضجر واضح على قسمات وجهه، نظر إلى الشخص الذي لحق به بنظرات صارمة ، ففهم الأخر بإنه لا يود أن يجتمع الحضور حوله فأستعان ببعض الخدم لتكون المساحة له وحده ، تولى البقية أمر الهدايا التي كونت جِبالاً في البقعة المخصصة

نطق أخيراً بصوته الهادىء : أنا جائع !!

دقائق معدودة و فرشت الطاولة بأشهى أنواع الطعام و الحلويات، و بينما هو يتناول طعامه حل صمت رهيب بين الحضور ، و أقبلت نحوه رقع أقدام واثقة الخطى فقال صاحبها : ما رأيك بهديتي سيد ريوتا ؟
أجابه دون النظر إليه : لم أرها بعد

أكمل الواقف كلامه مشيراً نحو الرجل ذو البنية الضخمة: أقدم لك سيد جورج و أبنته الآنسة هيلين ، لقد بدأنا لتو صفقة جديدة

أنحنى الرجل المعني بإحترام قائلاً : سعدت بلقائك سيد ريوتآ
أنحنت معه الطفلة التي بجانبه و أكملت : سررتُ بمعرفتك

أكمل الطفل طعامه دون عناء النظر إليهما ، بينما من بعيد أقبل رجلاً آخر قوي البنية و الشيب ظاهراً على شعره القصير مخاطِباً الرجل ذو العينان الرصاصيتان : أبنك يحتاج لتهذيب سيد أديسون !

وقبل أن ينطق سيد أديسون بحرفٍ واحد ، قاطعه الرجل الضخم قائلاً : لا بأس عليه سيد سوزوكي ، فلندعه ينعم بطعامه
تدخل السيد أديسون : أجل لمّ لا ندع الطفلين معاً ، دعونا نكمل ما بدأنه

تناول الرجل الستيني كأساً مملوءاً بالنبيذ الأحمر و قال للحضور : شكراً لتلبية دعوتي لحضور حفلة حفيدي الأول .. فليستمتع الجميع بالحفل

هناك إمرأة عجوزاً تظن بإن مساحيق التجميل تجعلها تبدو أصغر سناً تسكب النبيذ لرفيقها في الحفلِ الشاب العشريني ،و هناك الطفلة تلهو بالطعام و والديها يتجاذبان أطراف الحديث ، و صوت الموسيقى الصاخبة تعلو في الأرجاء ، بيمنا تلك الكعكة العملاقة أنيسة الوحدة ! أهذا ما يسمى بحفلة ميلاد لطفلٍ صغير ؟

***

جلست تلك الصغيرة تحت رجلي والدها الذي قال بإبتسامته العذبة : أين كنتِ يورآ ؟
أجابت بفرحٍ بادٍ على وجهها الطفولي: عند شجرة والدتي !
مر طيف أمرأة حسناء ناصعة البياض للحظات ثم ربت على شعرها الأحمر قائلاً بعتاب: هل تسلقتها مرة أخرى ؟ لا تجعليني أقلق عليكِ بُنيتي
ردت عليه بإبتسامتها المعهودة :حسناً أبي في المرة القادمة سأخبرك
بعثر شعره الأسود بخيبة أمل و قال متنهداً : هل هناك مرة أخرى أيضاً ؟
أكتفت بإبتسامة مشاكسة قبل أن يتسلل النوم إليها و تغفو على رجلي والدها المقعد

***

نطقت الفتاة ذو العينين القرمزيتين : هل تسمح لي بالجلوس معك ؟
إلا أنه أستمر بتجاهلها حتى تدارك رئيس الخدم الموقف وقال وهو يهيء لها كرسياً للجلوس : بالطبع آنستي تفضلي بالجلوس .

رفعت فستانها الأحمر المزكرش بفوضوية و جلست ماقبلاً له ، كسرت حاجز الصمت مرة أخرى قائلة : مبارك لك عيد مولدك الثامن سيد ريوتا ، ألن تفتح الكعكة الضخمة ؟

أنهى لقمته الأخيرة و قام متوجهاً نحو القصر تارِكاً الحضور في تعجب من أمرهم ، فنهض السيد سوزوكي غاضباً إلا أنّ تلك الأيدي أوقفته وقال مخاطِباً الحضور : أبني يشعر بالتعب لذا أنا من سيقطع الكعكة .

و هكذا الأمر تم سريعاً حتى تفرق الحضور !

***

أقبل نحو الجناح المهيب و الخادمتان التوأم تسيران خلفه بإتزان إلا أن أوقفهما نبرته الغاضبة : أنتما !
ظهرت علامات الخوف عليهما و قالتا بإرتجاف : ن-نعم سيدي
أشار إلى ملابس الحفل المعلقة وإل الهدية الضخمة : خذا [ هذا الشيء ] من هنا ، و تخلصو من [ هذه القمامة ] !

نظرا بتعجب شديد نحو بعضهما البعض قبل أن يفعلا ما أمره بهم ، أما هو ألقى بنفسه على السرير العملاق و مالبث أن غط في نومٍ عميق

دخل رئيس الخدم للغرفة و قال بتعجب : ما الذي تفعلانه هنا ؟
أجابت إحداهن : لقد طلب منا السيد الصغير أن نتخلص من البدلة و هدية ولده
ظهرت علامات الإحباط على وجهه ، موجهاً نظره نحو قميص زهري فوقه قميص رصاصي خالي الأكمام يتناسب مع البنطال الرصاصي الطويل ، و بعد خروج الفتاتان أطفأ الأنوار و خرج تاركاً مصباح النوم الأزرق مشتعلاً.

أخرج الدمية المحشوة تأملها بصمت وسط النور الخافت ثم عاد لينعم بالنوم العميق تاركاً كل شيء خلف ظهره .


و السلآم عليكم و رحمةه الله و بركآته ،

[ رأيككُممْ !؟ ]

 

إنضم
18 أغسطس 2015
رقم العضوية
5079
المشاركات
2
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايةه || لَون التفآح || بقلمي

السلآم عليكم و رحمةه الله و بركآته
‘،
*

الفصل الثاني || إقتباسآت من الماضي - الجزء الثاني


صباح نشيط يملأ الدنيا حياة، فركت عينيها الواسعتان و النعاس يملؤها، حولت نظرها نحو النافذة الشبه محطمة لترى النور ساطع من خلالها ، رن في أذنيها تغاريد العصافير الصباحية ، فقامت نافضة كسلها و توجهت لغرفة الجلوس لترى والدها قد سبقها بالجلوس ينعم بكوبٍ دافىء من الشاي الساخن ، أقبلت نحوه بشعرها الحريري المبعثر ، ما إن رآها حتى وضع الكوب ساخن جانباً و ساعدها بالمكوث على أحضانه الدافئة : صباح الخير يورآ​

قبلت جبينه بلطف و ردت عليه قائلة : صباح الخير أبي​

فتحت باب السور الأسود المحيط بالمنزل المتهالك ، و تقدمت نحو الباب الخشبي العتيق، طرقت الباب عدة طرقات متتالية لتهيج العصافير المختبئة فوق سطح المنزل ، فتحت الباب طفلة بعينان ذهبيتان و أرمت ثقلها نحو أحضان الفتاة القادمة قائلة بلهفة : عمتي جولــيا ! ، أشتقتُ إليكِ !​

هبطت على الأرض لتصل لقامتها و بادلتها العناق : أنا أيضاً عزيزتي​

دقائق معدودة حتى فتحت عيناها البنيتان و كأنها تذكرت شيئاً مهماً ، وضعت كلتا يديها على كتف الطفلة و قالت بنبرة عتاب : أقلتِ عمة مجدداً !​

أكملت ببكاء مصطنع : ألم أقل لكِ مراراً و تكراراً بأني لم أتجاوز الثامنة عشر من عمري بعد​

قالت بعد أن أخرجت لسانها بعفوية : لكنك خطيبة عمي ، لذا أنتِ عمتي !​

جاء خارجاً من المطبخ واضعاً قطعة الخبز في فمه و لم يستطع أن يكتم ضحكاته الرنانة و أردف قائلاً : حقاً لا فائدة أنها المرة الحادية عشر بعد المئة أتعلمين ؟​

أحاطتها حالة الإحباط و دخلت المنزل متجاهلة من سخر منها قبيل لحظات و وجهت حديثها للرجل المقعّد : مرحباً جآك ، كيف حالك ؟​

رد عليها بإبتسامته البشوشة : أنا بخير كما ترين​

نظرت للواقف أمامها مشيراً بصبعته السبابة نحو نفسه و السعادة تغمره ، قالت متعجبة : ما الأمر كين​

تحولت نظراته للحزن و قال : ألن تسأليني عن حالي ؟​

نظرت إليه ببلاهة وأكملت : ماذا ؟ لقد رأيتك بالأمس​

أدار وجهه نحو زاوية الغرفة لتُئؤنسه ، بينما هي خلعت معطفها الأسود الطويل و توجهت نحو المطبخ لتعد الفطور بإستمتاع شديد و لحقتها الطفلة الصغيرة ذو السبع أعوام لتمد لها يد العون و المساعدة​

***

يكاد يشعر بقرب السماء الزرقاء إليه و هو في جوف هذه الشجرة العملاقة ، يؤنسه خرير النهر الذي بجانب الشجرة و ألحان الطيور المغردة ، يتزود حناناً من أحضان هذه الشجرة الجميلة ، و فصل الربيع قريب القدوم و الدليل بإن أوراقها بدأت تصبح أكثر نضوباً من ذي قبل​

***

هرعت مسرعة نحو الطابق السفلي مخلفة صوتاً مزعجاً ، أتجهت و العرق يتصبب من جبينها نحو الغرفة الأخيرة الموجودة في نهاية الممر المخصص للخدم ، فتحت الباب على مصرعيه و قالت و هي تحاول أسترجاع أنفاسها الضائعة : س-سيدي الـ-صغير ! لقد أختفى​

تعجبت لأنها لم ترى أية ردة فعل عليهم بل إنهم نظروا إليها بصمت ثم انفجروا ضحكا عليها ، نظرت إلى نفسها من خلال المرآة العاكسة المعلقة على الجدار الذي بجانبها و قالت بإستغراب شديد : ما بالكم ؟ أقول لكم بإن السيد الصغير ليس موجوداً بغرفته و أنتم تضحكون​

ترك جون الورقة الأخيرة على الطاولة وقال لمن حوله مجتمع : أنتهت اللعبة​

ثم نهض من على كرسيه وتوجه ناحية الباب ، وضع يده اليمنى على كتفها ثم قال : نحن نعلم بإنه خرج لتنزه ، لا تشغلي بالكِ !​

خطى أمامها مخرجاً سيجارة من معطفه الداخلي ، بينما هي تسمرت مكانها لتلم شتاتها و تبعته لتخرج من هذا المأزق​

وقف فجأة و أستدار مخاطباً : أين جهازكِ اللاسلكي ؟​

بحثت في جيب بدلة الخدم التي ترتديها و نظرت إليه ببلاهة قائلة : أنه معي !​

أعاد وضع سيجارته في فمه و أخرج دخاناً ثم أكمل : إذن رنيم لا حاجة لكِ للمجيء لمقر الأولاد ، كان عليكِ التحدث من خلال الجهاز​

أحنت رأسها خجلاً من تصرفها و قالت وهي تكمل طريقها : أنا أسفة لقد نسيت أمره تماماً ، سأذهب لأكمال عملي ..​

***

صوت بكاء طفلٍ عم بكاءه أرجاء المكان ، أقبلت إليه يورآ و هي تبحث حوله عن شيء ما يسكته ، تذكرت دميتها المحشوة لقد أختفت من جيب بدلتها الهزلة ، صراخ الطفل لم يجعل لها وقتاً للتفكير فأنتشلته من فراشه العتيق و أخذته إلى عمها : عمي أظن بأن ألكس يحتاج لتغير الحفاض​

ترك ما في يديه و أخذ الطفل منها : حسناً يورآ ، أحضري منشفته و ملابسه​

أحضرت يورآ ما طلبه عمها من الغرفة و قالت له متسائلة : عمي ألم تعثر على دميتي ؟​

أجابها و هو يأخذ ملابس الطفل : لا لم أرها​

عقدت شفتيها الزهريتين بحزن و حولت نظرها لأبيها و أجابها بالنفي كذلك ، قررت بأن تبحث عنها لاحقاً فعلى ما يبدو بإن الفطور قد جهز و أنتشرت رائحته في الأرجاء ..​

أخذت أخيها و بدأت بمداعبته قليلاً فأصبح يضحك تارة و يبتسم تارة أخرى معها ، بينما أفلتت من الرجل المقعّد إبتسامة حانية شبه حزينه و كأنه تذكر شخصٌ مهم ، مهم جداً​

فرشت جوليا البساط على الطاولة الخشبيه العتيقة و بدأت بوضع البيض المسلوق و الحليب الدافىء لكل فرد ، أما منتصف الطاولة وضعت الخبز الأبيض ، أحتل كين الكرسي الذي بجانب جوليا بينما جلست يورآ بعد أن وضعت أخيها على الأرض يمرح ويلهو بالإلعاب بجانب جوليآ الآخر ، و أخيراً أدار والدها كرسيه المتحرك بجانب أبنته ..​

أرتشفت يورآ من حليبها الرشفة الأخيرة و نهضت متوجهة إلى المطبخ بعد أن قالت : الحمدلله ، شكراً على الطعام​

و عادت هي تحمل علبة طعام الأطفال و فاكهة الموز لتطعم أخيها الصغير ، بينما مرة أخرى نظر إليها والدها بإبتسامة هامساً : متى كبرت هذه الفتاة ؟​

***

همسات أنثوية وصلت إلى مسامعه لتظهر على وجهه بعض معالم الإنزعاج ، لطالما أعتاد على الهدوء و هو وحيد في قصر جده ، لذا حتى أقل الهمسات تيقظه من غفوته ، لا رغبة له بمعرفة أصحاب الصوت فلم يكن يوماً فضولياً أو شيئاً كهذا ، أدار وجهه للجهة المقابلة و أكمل غفوته الغير مريحة ..​

دقائق معدودة وأقبلت تلك الفتاة ذات الشعر البني الطويل ملوحة : يورآ .. يورآ .. لقد حضرتُ لكِ فطيرة تفاح شهية​

تلألأت عيناها الذهبيتان نحو تلك الفطيرة : حقاً .. لقد أشتقت لها​

تربعت بجانب الطفلان و بدأو بتناول الفطيرة الشهية ، بينما قالت يورآ و كأنها تذكرت شيئاً : صحيح عمتي هل رأيتِ دميتي ؟​

أجابت جوليأ بالنفي ، فظهرت على معالم وجه يورآ بعض الحزن لكنها أنتهزت الفرصة و قالت مشيرة نحو ألكس : عمة جوليأ أمسكيه للحظة سأتفقد الشجرة لربما أجد دميتي .. لقد جئت هنا بالأمس​

أخذت جوليأ الطفل و وضعته في حضنها ثم أردفت : حسناً كوني حذرة​

تسلقت يورآ الشجرة العملاقة الشبه قصيرة ، لكنها تفاجأت به مرة أخرى ! ، هذه المرة أصبح رؤية خصلات شعره الزرقاء أكثر وضوحاً رغم أنها لا ترى منه سوى ظهره ، جاءها النداء من أسفل ليقطع تأملها : يــــورآ ، هل عثرتي عليها ؟​

أجابتها : لا ، لا شيء هنآ​

دفعت نفسها لِتهبط على الأرض لكنها خاطبت نفسها ، هذا الطفل ذو الشعر الأزرق كان هنا بالأمس ، لربما عثر عليها ، ترددت كثيراً هل تفسد عليه نومه ؟ أم تنسى أمر دميتها العزيزة ، حقيقةً هي لن تنساها لأنها الذكرى الوحيدة من والدتها الراحلة ، لذا أخذت نفساً عميقاً و قالت : أمم عذراً ، أيها الفتى !​

ظنت بإنه لا يسمعها فأقتربت أكثر نحوه ، إلا أنها قبل أن تنطق بشيء وجدتها ! ، نعم كانت معلقة بخيط دقيق خلف الأوراق المتدلية ، تترنح يميناً و شمالاً مع هبوب الرياح ، تساقطت دموعها اللؤلؤية من غير قصد ثم نطقت نحو النائم : شُـ شكراً .. شكراً لك !​

هبطت بسلام على الأعشاب الخضراء و أظهرت دميتها الحمراء نحو عمتها بسعادة عارمة ..​

***

إمتلأ وجهه الخبيث بالغضب الشديد فأصبح يدمر كل ما يراه أمامه ، قال بعصبيته المعهودة بعد أن كسر الطاولة الخشبية بيده التي وشمت بصورة مرساة البحر : ممــاذا ألم تعثروا عليــه حتى الأن !!​

تجمد الأتباع في مكانهم فنطق واحد منهم أخيراً : ســيدي ! ، أظن بإنه غادر اليابان !​

رد عليه محاولاً كبح غضبه العارم : لا ، محال أن يفعل هذا لقد تزوج منذ سنين ..​

أكمل و كأنه تذكر شيئاً : مَــهلاً ! ، هل بحثتم عنه في الأحياء الفقيرة ؟​

أجاب أحدهم بعد أنحنائه : لا سيدي !​

هذه الأجابة هي ما جعلت عصب الغضب يطفر لديه فرمى عليهم صحن السيجارة و صاح فيهم : حممـقى ! ، أبحثو عنه و أقتـلوه في الحال !​

حمدوا الله بأنهم خرجو أحياء من عند سيدهم ، بينما هو أشعل غليونه نقشت عليه أيضاً صورة مرساة البحر – أحدى وسائل التدخين – من جيب بنطاله الأسود ثم تمتم ببعض الكلمات قائلاً : سأجدك ! و إن كنت في قعر المحيط !​

***

تأخر مكوثهم خارجاً ، فقررو العودة قبل أن تتوسط الشمس السماء الصافية ، فتوجهو نحو الشارع إلا أن صوت أرتطام قدماه على العشب أوقفهم ، أستدارت جوليا أولاً نحوه لترى طفل في مثل عمر يورآ تقريباً ، تمعنت فيه أكثر هذا الشعر الكثيف و العينان الرصاصيتان الواسعتان ، و هذه الملابس الفاخرة أنه هو نفسه ! ، سيدها القديم ريوتآ !​

نظرت يميناً و شمالاً و كأنها تبحث عن شيء ما ثم قالت : سـيدي الصغيير ! ، لمّ أنت وحدك هنا !!​

أكتفى بإطلاق نظراته المعهودة نحوها ، ثم وضع يداه في جيب بنطاله الأسود القصير و رحل بهدوء ، أما هي حكت شعرها و قالت : حقاً لم يتغير​

شدت يورآ تنورة عمتها و سألتها بتعجب : من هذا الشخص عمتي ؟​

أجابتها و هي تحمل ألكس : أنه حفيد رجل الأعمال المعروف سوزوكي​

تخطت الشارع الفاصل بين المكان العشبي و منزلهم العتيق ثم أكملت : أنتِ لا تشاهدين التلفاز و لكنه يظهر كثيراً على نشرات الأخبار ، لقد كنت سابقاً أعمل خادمة في مدينة سوزوكي العظيمة​

لم تشأ يورآ أن تسألها أكثر فأكتفت بالنظر خلفها لتراه قد أختفى ..​
 

إنضم
1 يناير 2015
رقم العضوية
3207
المشاركات
2,577
مستوى التفاعل
292
النقاط
280
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: روايةه || لَون التفآح || بقلمي

V1RRGuXA.gif



...


بسسمم الله الرحممن الرححيمم
السسلاآم عليككمم ورححممةة الله تععالى وبركاتة
اأهلا وسسهلا ومرحبا بك اختاه في المنتدى
منورة قسسمم القصص والروايات كله بموضوععك هذا
وججمميل ان يكون اول مواضيععك في المنتدى هو روايةة
كيف ححاآلكك يا ججمميلةة ؟! اأخخباركك واموركك وصصححتكك ؟!
ان ششاآء الله تكوي طيبةة يا رب وان ششاآء الله تكوني بالف خير
وععسسااآك بالف صصححةة وعافيةة وما تشكي من شيء يا رب
اذا تسألي ععني تراني بالف خير ض2 وعسساك بالمثل
مماآ ششاآء الله اسسلوبك بالككتابةة ججميل جدا
يذكرني بععض الشيء بالكتابات الأجنبية وهذا شيء جميل بحد ذذاته
قرأت الفصصل الأول وبججد كتن ججمل وجاري قراءةة الباقي
ما اعججني في ىوايتكك هذه طريقة سردك المدههششة واالججمميلةة
خاصةة في هذا المقططع ن الشالتر الأول :-
خارج أسوار المدينة و في مكان مملوء بالعش الأخضر و الأشجار العملاقة، حيث السكون و الهدوء سيدا الموقف، وضعت رجلها اليمنى على ساق الشجرة العملاقة و شبثت يديها جيداً ثم بدأت بتسلقها بحرية،
كذلك اسسمم الروايةة ابداع ايضضا ، احسسنت الأختار حقا ي ججمميلةة
بالتوفيق وفي انتظار الشابترات القادمة بففار الصبر فلا تطيلي علبنا
جاري كل الاشباآء الججمميلةة والزينةة لك كاتبتنا الممبدعه
تقبلي مروري البسسيطط والمتواآضضع ، في تمان الله وحفظظةة ورعايته
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل