قرية الزهور، رواية (1 زائر)


إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504271358421.png
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]








الزهرة الرابعة و التسعون : لقاء.
أخذَ سيلفر يصرخُ ببحة من الألم و هو عاجزٌ عن الحركةِ تمامًا بينما كانَ هاري يحملُ ما تبقى من أعضائهِ الداخلية بيدهِ قائلًا ببرود : أنتَ لن تحتاجَ هذهِ بعد الآن ... حتى و إن فرض أنكَ خالد ... لن تستطيعَ سوى الاستمتاع بخلودك و أنتَ ممدد هنا إلى الأبد ...
هتفَ سيلفر : اللعنة عليك ! اللعنة على كلّ البشر ! اللعنة على هذا العالم !!
هنا سمعَ هاري صرخةً مكتومة صدرت من روبي ليلتفتَ نحوها ببرود و عيونٍ خالية من الحياة لكن ما لبثت أن اتسعت على مصراعيها حين أبصرت ما أمامها ... هو لم يكن في وعيه ، هذا ما أدركه هاري فورَ رؤيتهِ لماركوس و قد اخترقت أنيابهُ عنقَ روبي دونما رحمة ، أما روبي فهي لم تقاوم بل على العكس كبتت ألمها في سبيلِ عودةِ المتسبب به سالمًا ، ثوانٍ حتى تصاعدَ البخارُ من جروحِ ماركوس و التأمت كراين تمامًا ، و بعد مضيّ فترة لم يبتعد أبدًا عنها فهمست روبي بضعف : مار ...كوس ... أنا ...
و فقط هنا أجفلَ المعني و عيناه التي كانتا خاليتينِ من البريق استعادتا بريقهما متسعتين تمامًا ، تركها برفقٍ و هدوء محاولًا أن لا يؤلمها ثمّ همس : أنا آسف ! لم أقصد حقًا !
و كلّ هذا حدثَ أمام عينيّ راين و هايدن الذان وقفا مصدومانِ تمامًا مما يحدثُ حولهما، كما لو كان الزمن قد توقفَ بهما تمامًا ، ماركوس شربَ توًا دمَ رفيقته ، هاري صُبغَ بالأحمرِ بالكامل و سيلفر ممددٌ على الأرض كجثةٍ هامدة
" ماذا حدثَ هنا ؟ " همسَ راين دونما وعي ففجر هاري أعضاءَ سيلفر إلى قطعٍ من الفتات
هاري : سنشرحُ لاحقًا ! راين ، بياتريس في خطر ! تلك المدعوةُ إلينا تنوي فتحَ مدخلٍ إلى فلوريس بيوبلو في أيّ وقتٍ الآن !
انفعلَ راين و تقدّم من هاري ليهتف : كيف وصلت إلى هنا ؟
هاري : اخبرتكَ انهُ لاوقتَ لدينا ! علينا أن نسرع !
نظرَ راين إلى أليكسي الذي لا يزالُ مصدومًا مما فعله و ملابسه ملطخةٌ بالدماء و ممزقةٌ بشدة لكن لا أثرَ لأيّ جرح و هنا اتضحَ له الأمر فقال : أستبقى هنا فقط كالأحمق ؟! احمل روبي و اتبعنا سريعًا ! ليكس
أفاقَ المعني من صدمتهِ ليهتف : حـ- حالًا !
ما لبثوا أن ابتعدوا عن مكانِ سيلفر قليلًا حتى شعرَ راين بهالةٍ مألوفة ، هالة مقيتة حقدَ عليها منذ الأزل و ذلك الصوتُ العتيق تخللَ مسامعهُ لأول مرة منذ زمن قائلًا : إلى أين تظن نفسكَ ذاهبًا ؟ راين ...
عكست عيناه البنفسجية صورةَ ذاك الرجل ذو الشعرِ الأشيب ، البشرةُ شاحبة البياض و تلك العيونُ الياقوتية التي تشعُ حمرةً وسط الظلام ، اضطربت أنفاسُ راين فأخذت تتسارعُ كما ضربات قلبهِ تمامًا ، ازدرد ريقه و شعرَ بحلقهِ جافًا و شفاه متيبسة ، أطرافه بردت و اقشعرَ جسده ليهمسَ بحنق و بحةٍ حادة : لويدغير ديستيلا ! ...
بينما حالُ ماركوس لم تكن أفضل من راين أبدًا لكنهُ تراجعَ بضع خطوة إلى الخلف و آثرَ الصمت على الكلام
همسَ راين و غرته تغطي على تقاسيمِ وجهه قائلًا : ابتعد عن طريقي ...
شدّت تلك الجملة انتباهَ لويدغير ليصرخ راين بسخط : لقد قلتُ لكَ ابتعد عن طريقي !! ماذا تود بعد ؟ لقد سلبتني صديقاي الوحيدان ! القريةُ التي اعتبرتها كمنزلٍ لي ! الناسُ الذين أحبوني و تقبلوني بصدق كما لم تفعل أنت ! الأشخاصُ الذين لم يرموا بي داخلَ شجرةِ الدم مواجهًا الموت كما فعلت يا مَن مِن المفترضِ أن تكون والدي و أبي ! و الآن ماذا ؟ أتود أن تسلبَ مني كلّ شيء مجددًا ؟ أليسَ لديكَ شيء لتفعله سوى تدميري ؟!
فقالَ المعني بهدوء : راين ...
سكتَ ثمّ أردف : ثق بي ... هذا لمصلحتنا جميعًا ... لا تكن أنانيًا ...
شدد راين على قبضتهِ بقوة و ابتسمَ ساخرًا مع حدة تبرقُ في عينيه : فلتذهبوا إلى الجحيم ! سأكونُ ما أريد و أفعل ما أريد ! ثم أحقا تقولُ ثق بي ؟ بعدَ كلّ هذه المدة ؟ أحقًا تتوقع أن أقول أجل بكلّ تأكيد ؟
لويدغير : راين.
هتفَ راين : ماذا !، فلتشرح كما يجب !، انتَ دومًا هكذا !، فقط تقومُ بكُلِ شيءٍ بصمتٍ ودونَ مبررات !!، لقد كنتَ هكذا دومًا وستبقى !، بحق الجحيم فقط تنحى جانبًا !!.
زفرَ لويدغير بحدة و قالَ بهدوء : جاك ذا ريبير
*جاك السفاح.
اتسعت عينا راين و هتفَ من فوره : ابتعدوا عنه حالًا !
و كرد فعل طبيعي من أجسادهم قفزوا متراجعين إلى الخلف ، و طاقةٌ سوداء تشعُ بالأحمر تتلوى كما الأميبا خرجت من خلف لويدغير لتحول كلّ ما أمامها إلى أشلاءٍ صغيرة
لويدغير : كن مطيعًا راين ... أنتَ و أليكسي أكثر من يعرف أنّ هذا السحرَ لا يرحم ...
أمسكَ راين مقبضَ سيفه الطويل و الكبير، ذاك الذي لم يسحبهُ قط منذ سلّمه معلمه له قبلَ موته
غطت غرته على عيناه و همس : امنحني قوتك ، سيف إمبراطور الرياح ، فينيا .
هتفت الرياحُ داخلَ رأسه : أأنتَ مجنون راين !!، توقف حالًا !، أ انت مدرك لما انت على وشكِ ان تفعله !!.
فجأةً غرائزُ لويدغير أخبرته بالتراجع و احتدت نظراته مركزًا على الدفاع استعدادًا لما سيحصل ، فأصبحَ الجو عاصفًا حولَ راين الذي بدأ جسده ينتجُ ريحًا بقوة حتى أصبحت تبدو بيضاء لكثافتها ، تقدّم راين بهدوء من لويدغير ليقول : التعويذةُ صفر من أصل خمسة ... سيد الكوارث ... تفـ ...
ازدرد لويدغير ريقه ليقاطعَ راين هاتفًا : مهلًا ! مهلك راين ...
بقي راين يحدّق به و قد توقفَ مكانه ، إلا أنه لم يكن يبدو و كأنه سيعدلُ عن قراره هذا فأكملَ مردفًا : أواثق أنكَ تود القيام بهذا ؟ صحيح أنها ستكونُ آخرتي لكن ... ماذا عنك ؟ أمستعدٌ للموت ؟
سكتَ البقية فهم لا يعلمون ما ينوي راين على فعله إنما استنتجوا من الحديث أنه أمرٌ سيء
فأجابَ راين : لا تقلق ... لا أنوي الموت بعد ... و ذلك لن يحدث بكلّ حال ...


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

MERO

مشرفة سابقة
إنضم
20 أبريل 2017
رقم العضوية
7982
المشاركات
4,109
مستوى التفاعل
5,123
النقاط
497
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504274134521.png
السلام عليكم أخي و4
كيف الأحوال والأخبار ؟ أن شاء الله بخيير ي رب و4
ما شاء الله بارتات أكثر من أبداع كالعادة مب1
نطفر للتعليق ع البارتين ض2
هالبنوتة شدتني قصة حياتها القديمة مع راين
وأتمنيت لو أعرف أكثر عنها بس عادي ض2
أكثر بارت مثير شفته لحد الآن هو هذا البارت الأخير بحيث شدني
كيف ظهر والد راين وطبعاً أنصدمت بأنه هو ألي كان السبب بموت سارا وأدغار
كما أن ظهور الرياح ألي كنت ناسية أنها موجودة أصلاً ذكرني
بالبارتات القديمة من حديث بياترس معها وإلى ما بعد ذلك ض2
الصراحة تلك البارتات كانت أحلى بارتات شفتها ياي2
أكثر شي فرحني بكل البارت هو أستيقاظ اليكس بفضل روبي ض2
فدووووة أحلى ثنائي ياي2
أتحمست حتى أشوف شو رح يصير مع راين وأبوه
مع أني أكره شخص يقاتل أبيه بس عادي تشوقت كمان ض2
____
واضح أنو وصلنا ع أبواب النهاية لهذه الرواية ض2
فعلاً كل بارت يحمسني أكثر حتى أشوف ألي بعده ض1
لذا لا تتأخر بكتابة التكملة ش11
تقبل مروري البيسط و4
في أمان الله
 

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504271358421.png
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]



الزهرة الخامسة و التسعون : القليلُ فقط..
أثناء المعركة بينَ راين و والدهِ في الجهة الأخرى ، تحديدًا منزلُ بياتريس و غرفتها
قالت إيلينا مبتسمة : و الآن ، هلّا بدأنا.
أجفلَ لوكي و ماري ملتفتانِ نحوَ إيلينا و قلبيهما يدقانِ بجنونٍ فزعًا، أما هاري فما كانَ سوى انعكاسٍ لصورتهِ قبلَ ثوانٍ من تركهِ للمجموعة قامت روزماري بصنعهِ مستخدمةً سحرَ مراياها لا حولَ لهُ و لا قوة
أردفت إيلينا بينما تقتربُ من بياتريس : سأقعُ في ورطةٍ إن حدثَ و استعادت آنا ذاتها.. بياتريس الآنَ تحلم.. و لا شكَ أنها ستلمحُ جان في حُلُمها عاجلًا أم آجلًا.. حينَئذٍ.. هيَ ستختفي لتحلَ آنا محلها.
نظرت إلى إنعكاسِ هاري لتردفَ مجددًا : يمكنكِ إزالةُ سحركِ ماري.. ليسَ و كأنهُ يخدعُ أحدًا و إن فعل... فستكونُ أنتِ المخدوعة بفعاليةِ سحركِ علي.
ابتسمت روزماري مقطبةً حاجبيها رغمَ الخوفِ الذي يجتاحها لتقولَ بثقةٍ تخللتها السخرية : للأسفِ فواجبهُ كانَ التغطية على هاري حينَ يتركُ المكان و قد أداهُ سلفًا عزيزتي !.
اتسعت ابتسامتها لتهمسَ بسخريةٍ أقربَ منها للغيض : يا لكِ من فتاةٍ مشاكسة..
اقتربت إيلينا من بياتريس لتمدَّ يدها نحوَ رأسِ الأخيرةِ فظهرت ميرا من أسفلِ شعرِ بياتريس لتهتف : و كأنني سأسمحُ لكِ بأذيتها !.
انبثقت جذوع الشجرِ من أرضيةِ الغرفةِ و جدرانها مستهدفةً إيلينا، أما الأخيرة فلم تستغنِ عن ابتسامتها حينَ تذبذبَت الرياحُ حولها لتقطعَ أغصانَ ميرا بسهولة
تقدمت إيلينا من ميرا لتصفعها إلى الأرضِ قائلة : قريبًا ستكونُ بوابة العالمِ بأسرهِ بينَ يدي.. حتى ذلكَ الوقت أحتاجُ منكم أن تكونوا مطيعينَ لفترة.
فجأة هالةٌ مخيفةٌ اجتاحت المكانَ حتى أنَّ راين وجميعُ مَن تواجدَ قريبًا منهُ قد شعروا بذلكَ الشعور السيء المنبعثِ من منزلِ بياتريس، أما لوكي روزماري و ميرا فقد شعروا بضغطٍ هائلٍ تلاهُ تلاشي الأوكسجين من الجو فشهقت ماري بحثًا عن الهواء إلا أنَّ الدماء أخذت تخرجُ من فاها جراءَ ذلكَ
قالت إيلينا محذرة : إياكِ و محاولةُ التنفسِ داخلَ العدم، ستنفجرُ رئتيكِ في طرفةِ عين.
احنت ايلينا رأسها ناحيةَ بياتريس ترمقها بنظراتٍ معقدة وبريقٌ من نوعٍ ما التمعَ في عينيها، سقطَ لوكي أرضًا ليحاولَ الزحفَ نحوَ بياتريس رغمَ كُلِّ شيء، فحتى أقوى السحرة عديمو الفائدة أمامَ الفراغ
هتفَ بسخطٍ و عدائية : لا تلمسي بياتريس !!!.
ابتسمت إيلينا ساخرةً : و من سيمنعني ؟، أنتَ مثلًا ؟.
لوكي : حتى لو ضحيتُ رمادا !!.
إيلينا : من المفترضِ بكَ أن تكونَ سعيدًا، عزيزتكَ آنا ستعودُ إليكَ مجددًا.
لوكي : آنا ماتت منذُ مائة و ثلاثونَ عامًا !!، لَن أخسرَ بياتريس كذلكَ !.
ابتسمت إيلينا مطلقةً تنهيدةً ساخرةً لتقول : أيا يكن.
أما حيثُ راين ولويدوغير فقد استمرَ الأولُ في محاولةِ الهجومِ بينما الآخرُ لَم يجرؤ على الدفاعِ قط إنما استمرَ بتفاديها مِما أججَ غضبَ راين أكثر ، في النهاية قررَ لويدغير الدفاعَ بسحرهِ أخيرًا إلا أنَّ ذلكَ السحرَ تلاشى في طرفةِ عينٍ، و بعدَ كفاحٍ طويلٍ من أجلِ الهربِ بالنسبة للأب ومن أجلِ الإطاحةِ بالخصمِ بالنسبة للابنِ تلقى الأولُ ضربةً عنيفةً مما دفعَ بهِ للارتطامِ بالأرضِ الصلبة ليعتليهُ الأخير موجهًا سيفهُ نحوَ والدهِ و عيناهُ تبرقانٍ بحدةّ شديدة، توقفَ الزمنُ بالنسبةِ لراين لحظتها و هوَ يتذكرُ والدهُ الذي يرمقهُ ببرودٍ شديد، يعاملهُ كما لو كانَ دمية، يعاقبهُ بشدةٍ إن اقترفَ خطأ واحدًا أثناء التدريب، يمنعهُ من قضاءِ الوقتِ مع شقيقيهِ الصغيرينِ، يرفضهُ فقط لأنهُ يفتقرُ للقوة، و يقتلُ صديقهُ العزيزَ أمامَ عينيه... ثُمَّ لمعت في ذكرياتهِ صورةٌ حيثُ يجلسُ هوَ و والدهُ في المكتبةِ يقرآنِ كتابًا و الابتسامةُ تعلو وجهيهما، فقط حينَئذ اتسعت حدقتا عيني راين اللتانِ ترقرقتا بالدموعِ ليهويَ بسيفهِ نحوَ والدهِ فأغمضَ الاخيرُ عينيهِ بهدوءٍ مستسلمًا و الابتسامةُ ترتسمُ على شفتيهِ
ابتسمَ راين بمرارةٍ ليرفعَ رأسهُ نحوَ الأعلى مغمضًا عينيه هامسًا : و كأنني أستطيعُ قتله...
عاودَ إخفاضَ رأسهِ ينظرُ إلى والدهِ قائلًا : هذا فظيع.. لِمَ تظهرُ تلكَ الذكرى داخلَ رأسي الآن من بينِ كُلِّ الأوقاتِ.. هذا هوَ الأسوأ
حدقَ بهِ لويدغير بتعجبٍ ليردفَ راين معاتبًا : ما بالُ تلكَ الابتسامة المرتاحة قبلَ قليل ؟، ما بالُ هذه النظرة الخائبة التي تصنعها ؟، إن كانَ لديكَ عذرٌ لما قمتَ بهِ فلتنطق بهِ الآن !.
لحظةُ صمتٍ أطبقت على المكانِ وكلٌ يحدقُ بالآخرِ، راين متلهفٌ و لويدغير لا يبدي أيّ رغبةٍ في الحديثِ فهتفَ بهِ الأول : لطالما كُنتَ هكذا !، تقومُ بما يحلو لكَ دونَ أن تعطيَ أيّ مبرر !!، انطق و أرحني !، لماذا قتلته !.
لويدغير : اقتلني راين... انهي الأمرَ و اقتلني !.
هتفَ راين : أرفض !، لا تقرر من تلقاءِ نفسكَ أن الأمرَ سينتهي إن قتلتكَ أبي !.
خبا صوتُ راين ليكمل : إنهُ العكسُ تمامًا..
اتسعت حدقتا عيني لويدغير ليعضَ على شفتهِ السفلية بقوة، في مكانٍ آخر، تحديدًا عندَ التلة التي توسطها القبرُ الذي كانَ من المفترضِ بهِ أن يكونَ للينا دائرةٌ سحريةٌ رُسمَت على الأرضِ توسطتها بياتريس ذات العينان الخاليتانِ من الحياة و زاك يقفُ على قدمهِ الواحدة مستندًا إلى شجرة متمتمًا ببعضِ الكلماتِ فمدّ لها سكين صغيرة لتتناولها الأخيرة بصمتٍ و طاعة لتجرحَ نفسها دونَ ترددٍ تحتَ أنظارِ إيلينا التي تعضُ شفتها السفلية
قالت الأخيرة محدثةً ذاتها : بقيَ القليلُ فقط...
سقطت دماءُ بياتريس على الدائرة السحرية لتشعَ نورًا ساطعًا امتدّ إلى السماءِ ثُمّ ابتلعَ إسترياس كلايس بما فيها و من فيها


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504271358421.png
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]



الزهرة السادسة و التسعون : بارسولوميو.
حيثُ راين و من معهُ تحولَ المنظرُ حولهم فجأة ليمسيَ غابةٌ تعجُ بالنباتاتِ و الأشجارِ غريبة الشكل إلا أنّ راين لم ينتبه لذلكَ الصداع الذي اجتاحَ رأسهُ فكيفَ لهُ أن ينتبهَ لتغيرِ ما يحيطُ بهِ، كُلُّ تفكيرهِ الآن منصبٌ على تلكَ الجملة التي قالها والدهُ توًا
همسَ بهدوء : مـ- مهلًا.. لا أعتقدُ أنني سمعتكَ بشكلٍ صحيح.. أنا.. أختفي ؟.
لويدغير : تمامًا.. و أنا لي يدٌ في الأمر .. لذلكَ لا أريدُ ان أحيى لأراكَ تختفي.. أن أرى إبني يختفي...
راين : أنا لا أفهمُ على الإطلاق ..
لويدغير : أنتَ و آنا وجهانِ لعملة واحدة... كلاكما لستما ذاتكما القديمة... و كلاكما لستما من هذهِ الحقبة... مجردُ تجسيدٍ للندمِ الذي تكدسَ في هذا العالم.. و ندمُ العالمِ نفسه... بعبارةٍ أخرى.. ميرين.
فورَ سماعِ راين للكلمة الأخيرة التي نطقها لويدغير تعالى أزيزٌ و ضوضاء داخلَ رأسهِ و احتدَ صداعهُ ليردفَ لويدغير قائلًا : حتى الآن ، أنتَ راين، إبني... لكن ما أنتَ على وشكِ أن
تكونه هوَ شخصٌ آخرٌ تمامًا... راين، نجلُ إمبراطور الرياح، جان الذي قسمَ هذا العالم إلى ثلاثةِ أبعاد ، و قررَ مكانًا ليعيشَ فيهِ كُلُّ جنسٍ على حدى... كُلّ ما حدثَ حتى الآنَ كان خطةً مِن ملكةِ الزهور.. فإما استعادتكما لذاتكما القديمة أو الهلاكُ لهذا العالم... و أنا لَم أودَ أن أرى ما سيمسي عليهِ إبنيَ بسببِ إتباعيَ لها.
في تلكَ اللحظة إنبثقَ مشهدٌ داخلَ رأسِ راين... العديدُ منَ المشاهد... و آخرها حيثُ وقفَ هوَ على حافةِ منحدرٍ و امامهُ فتاةٌ ما بدت منفعله، ابتسمَ و أخبرها بضعَ كلمةٍ ثُمَ تركَ جسدهُ ليهويَ أسفلَ الوادي و في لحظةٍ اجتاحهُ شعورٌ مقيتٌ كما لو أنّ قلبهُ يعتصرُ ضيقًا و أن أنفاسهُ سلبت.
احتضنَ نفسهُ بصمتٍ و عينانِ متسعتانِ يخففُ إرتجافَ جسدهِ ليهمس : لقد متُ قبلًا...
قالها بشرودٍ ليعودَ إلى الواقعِ على صوتِ والدهِ هاتفًا : راين !، أمازلتَ هُناك ؟!.
نظرَ إلى والدهِ بفزعٍ لوهلةٍ ليهمسَ بعدها : لا بأس .. لَم و لَن أختفي ...
صمتَ لويدغير محاولًا إستيعابَ كلماتِ الذي أمامهُ لينهضَ راين عَن والدهِ أخيرًا معيدًا سيفهُ إلى غمدهِ لينظرَ نحوَ هايدن قائلًا : هايدن.. على شمالكَ و بخطٍ مستقيم... ستسيرُ لتجدَ بحيرةً ذهبيةً ذاتُ ماءٍ حلو المذاق.. اجعل المصابينَ يشربونه... أما أنا فسأذهبُ إلى حيثُ بياتريس.
سارَ راين في طريقهِ ليهتفَ هايدن قلقًا : مهلًا !، أتودُ قتالَ تلكَ المرأة وحدك ؟، أفقدتَ صوابكَ ؟.
التفتَ راين نحوهِ مبتسمًا : لا بأس هايدن.. لَن أتأذى !.
ثُمَ تابعَ طريقهُ نحوَ القريةِ تاركًا البقيةَ في حيرةٍ مِن أمرهم ، هُناكَ حيثُ إيلينا تقفُ في انتظارهِ و قربها بياتريس ذات العينان الخاليتانِ من الحياة و زاك المستند على جذعِ شجرةٍ، ليسَ و كأنّ جراحهُ شفيت أو توقفت عن النزيف، كلّ ما في الأمرِ أنها لم تعد تنزفُ بغزارةٍ كما في السابق.
نظرَ راين نحوَ إيلينا ليهمسَ لها : آسفٌ لجعلكِ تنتظرين... سأحرركِ من كُلِّ شيءٍ الآن .. أختي .
ابتسامةٌ عذبةٌ ظهرت على شفتا إيلينا و ما لبثت أن كادت تنطقُ كلمةً حتى غُرزَ سيفٌ منَ العدمِ في معدةِ راين الذي وقفَ متصنمًا يحدقُ بمن طعنهُ بعيونٍ متسعة، سرعانَ ما قطبَ حاجبيهِ لتبرقَ عيناهُ متأججةً بالغضبِ فيكشرُ عن أسنانهِ مطبقًا إياها بقوةٍ يكادُ يقتلُ زاك بنظراتهِ فقط
ضحكَ الأخيرُ بصوتٍ مبحوحٍ و هستيريةٍ شديدةٍ و بعيونٍ متسعةٍ و ابتسامةٍ عريضة هتفَ زاك بصوتهِ المبحوح : هذا هو !!، هذا هوَ الوجهُ الذي أردتُ أن أراكَ تصنعهُ !!، لطالما وددتُ رؤيةَ هذهِ التعابيرِ على وجهكَ اللطيف و الهادئ !!، ما هوَ شعوركَ كونُها هيَ من بينِ كُلِّ الناسِ قد طعنتكَ دونَ تردد !!، راين ديستيلا !.
أجابَ راين بهدوء : أنتَ مخطأ... أنا لستُ ديستيلا...
برقت عينا إيلينا ليكملَ راين : راين بارسولوميو... هذا هوَ اسمي...
ضحكَ زاك بإستهزاءٍ ليقولَ ساخرًا : مهلًا مهلًا أنتَ لَم تفقد عقلكَ أو شيءٌ من هذا القبيل صحيح ؟، أتودُ أن أشوهَ لكَ هذا الوجهَ مِن أجلِ أن تستعيدَ جزءً مِن عقلكَ ؟.
و معَ السطرِ الذي تفوهَ بهِ زاك تحولَ بريقُ الأملِ في عيني إيلينا إلى بريقِ حقدٍ عدائيٍ لتخترقَ حربتها صدرَ زاك فلَم يشعر الأخير إلا و الدماء تتدفقُ من فاهِ، نظرَ نحوَ إيلينا بعينانِ متسعتانِ يصعبُ تفسيرُهُما
صرخت بهِ الأخيرةُ بسخطٍ و غضب دونَ أي اهتمامٍ لنظراته : إياكَ و التفكيرُ بلمسِ شعرةٍ من شعراتِ أخي أيها الحثالة !!!.
هوى المعني إلى الأرضِ ليهمسَ بصوتٍ مبحوحٍ مرتجفٍ و منكسر : إيلينا... ساما...
لَم يتلقى أيَ إجابةٍ فهمسَ بصوتٍ متعب : رجاء... افعليها للمرةِ الأخيرة ...
تبددَ غضبها في لحظةِ أدركت ما فعلت لترتخي تعابيرها و تترقق عيناها بالقليلِ منَ الدموعِ فتجلسُ على ركبتيها لتحتضنَ رأسَ زاك، ابتسمت مع القليلِ من الألم لتربتَ على شعرهِ هامسة بلطف : تصبحُ على خير... زاك...
حرقةٌ تأججت في حلقهِ و غصة أطبقت على حنجرتهِ بإحكام، سالت من عينيهِ بضعَ دمعةٍ ليبتسمَ بلطفٍ و انكسار : تصبحينَ على خير.. أحبكِ كثيرًا أمي .. لا تنسي أن تبتسـ--
خبا صوتهُ و ارتخت تعابيرُ وجههِ آخذةً معها ابتسامتهُ الدافئة
همسَ محدثًا ذاتهُ : آه.. لقد متُ حقًا... كانت حياةً قصيرةً بالفعل...


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

MERO

مشرفة سابقة
إنضم
20 أبريل 2017
رقم العضوية
7982
المشاركات
4,109
مستوى التفاعل
5,123
النقاط
497
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504274134521.png
السلام عليكم خيي و4
أخبارك ؟ أن شاء الله بخير
يا ربي شو هالبارتات بكا11 كل وحدة مؤثرة أكثر من ألي قبلها :tumblr_m2jttlsv3V1q
أختفاء الهواء ، عدم قتل راين لوالده ، أستيقاظ بياتريس وطعنها لنفسها ،
كل هالأشياء صدمتني و خلتني واقفةة مثل الصنم ه1
بس شي ما دخل لعقلي .. معقوووولة راين مات من قبل ؟؟؟؟؟؟
ي ربي لو كان الأمر كذلك فــ رح أبكي ولله بكا11
ليش ليش يعاني هيك .. ما يستاهل مسكين ش11
أصلا هو ألي محلي الرواية بعد أليكس طبعا ضض1
بس أذا كان زاك أبن أيلينا فــ كيف تقتل الأم أبنها !
ي ربي للحظة حسيت أنو عم نشهد أفتراس بغابة عنيف ه1ه1
الصراحة تفطر قلبي ع هالمسكين ش11 هو يستاهل يموت بس مو ع أيد أمه ض2
ي رب يقدر راين يرجع بياتريس لحياتها وبدون ما نفقد أي شخصية ثانية من الرواية
ما عدا أيلينا ه1
بس راين ما خيب ظني ض2 أحسن بعدم قتله لوالده ه1
قلت ما معقولة هالعاقل يقدم ع خطوة سيئة مثل هذي ضض1
___
واوووووووووووو الأحداث عم تحلى أكثر وأكثر ياي2
بس الصراحة هاي المرة ما متشووقة للبارت القادم ض1 أنما خايفة منه ه1
يمكن نخسر راين أو أي شخصية ثانية وانا ما أتحمل خسارة شخصيات اتعودت عليهم ش11
لذا أتأخر علينا أه أقصد لا تتأخر علينا بلييز ض2ه1
مع السلامة ض1
و4و4
 

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504271358421.png
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]




الزهرة السابعة والتسعون : زاك.
" زاك : آآه.. لقد متُ حقًا... لقد كانت حياةً قصيرة وتافهة فعلًا... لكني لا احملُ ندمًا تجاهها... إيلينا ساما... لا، امي.. انتِ كُنتِ اجملَ شيءٍ حصلَ في حياتي.. شكرًا لاعطائيَ هذهِ الحياة.. وادركُ انَ لكِ كُلَ الحقِ في سلبها... لكن... مازال كونكِ فعلتِ مؤلمًا..."
قبلَ عشرةِ اعوامٍ وستةُ اشهُر... مدينة صاخبة عجت بالحياةٍ غُمرت باصواتِ العرباتِ وهرولة الاحصنةِ وصهيلها، كما مُلأت بهتافِ الباعة الذينَ يروجونَ لبضاعتهم بالاضافة لثرثرةِ العامةِ وضحكاتهم... وكما كُلُ مدينةٍ ذاعَ صيتها بالثراء والترف، سكنَ ازقتها فقراءٌ فاقوا اعدادَ النبلاءَ اضعافًا، تلكَ الازقة التي لايجرؤ احدٌ على وطئ ارضها بقدمهِ وإن كانَ ماكان، وفي احداها جلسَ طفلٌ في الخامسة على صفيحةِ قمامةٍ يهزُ قدميهِ الحافيتينِ ذهابًا وأيابًا، شعرهُ الذهبيُ مبعثرٌ وعيناهُ الذهبيتان الواسعتان برتقا حدةً لا براءة، اما ابتسامتهُ الواسعة فقد شُبعت بالمكرِ تمامًا
همسَ لنفسهِ قائلًا : ضحيةٌ جديدةٌ اليوم ~ لا اصدقُ انَ هُناكَ احمقًا بكاملِ قواه العقلية يدخلُ هُنا بارادته... شاكرٌ لحماقتكَ سيدي، ادخل رجاء ~
وبالفعلِ دخلَ الغلام ذا المعطف الصحراوي المهترئ يغطي وجههُ وجسدهُ كاملًا فقفزَ الطفلُ امامهُ هاتفًا بمكرٍ وثقة : قف مكانكَ !.
وبالفعلِ توقفَ صاحبُ المعطفِ امامهُ فإتسعت إبتسامتهُ التي حملت الانتصارَ ليردف : سَلمني كُلَ ا معكَ مِن مالٍ وطعام !!
لَم يستجب لهُ صاحبُ المعطفِ فقطبَ حاجبيهِ منزعجًا ليهتف : الم تسمع !، قُلتُ سَلمني كُلَ ما تمتلكُ مِن مالٍ وطعام !!.
اجفلَ صاحبُ المعطفِ ليتخللَ مسامعَ الطفلِ صوتٌ انثويٌ ناعم قائلًا : اوه يا الهي !، انا آسفة !، بِكُلِ تأكيد !.
حدثَ الطفلُ ذاتهُ بريبةِ قائلًا : إ- إمرأة ؟!، وفوقَ هذا سحريَ لا يجدي معها على الاطلاق !!.
اخذت صاحبةُ المعطفِ تعبثُ بحقيبتها ليتراجعَ الطفلُ خطوةً إلى الخلفِ قائلًا بفزع : من انتِ بحقِ الجحيم !، لما لايعملُ سحريَ عليكِ !، من المفترضِ ان يكونَ مطلقًا !!.
توقفت عن العبثِ باشيائها لتميلَ راسها إلى الجانبِ متسائلة : سحر ؟.
اجفلت لتعاودَ البحثَ بينَ اغراضها : صحيح !، المال !.
اخرجت من حقيبتها قارورةَ ماءٍ وكيسًا مليئًا بالمجوهراتِ النفيسة لتقدمها نحوهُ قائلة : آسفة لا احملُ معي ايَ طعام.. اهذا القدرُ منَ المالِ كافٍ ؟.
حدقَ بها الطفلُ بعينانِ متسعتانِ دهشةً فإزدردَ ريقهُ بصعوبةٍ قائلًا : الكثيرُ من الاحجارِ النفيسة..
المرآة : آمل ان يكونَ كافيًا لكَ واشقائكَ...
قطبَ حاجبيهِ وعبسَ قائلًا : آسفٌ لتخييبِ ضنكِ لكنني طفلٌ وحيد !، ثُمَ مابالُ هذا اللطف ؟، اجزمُ انكِ تاجرةُ عبيدٍ وانَ هذا الماء يحتوي على مخدرٍ من نوعٍ ما !، وكانني ساخدعُ بحياةٍ رخيصةٍ كهذه !!.
تسائلت المرأة قائلة : عبيد ؟، ماهذا ؟.
سألَ الطفل : الاتعلمين ماهم العبيد ؟.
شتعلَ غضبهُ فجأة ليهتفَ قائلًا : بالتأكيدِ لاتعرفين !، انتم النبلاء لاتهتمونَ سوى بانفسكم !، العبيدُ ايتها النبيلة الفاسدة هُم اولئكَ الاشخاص الذينَ تسلبونهم حريتهم وحقوقهم من اجلِ ان يعملوا لديكم حتى الموت بينما تنعمونَ انتم بالترف والرفاهية !!.
سهقت المرأة لتهتفَ بأسى : يا الهي كم هذا فضيع !!، من قد يفعلُ شيئًا كهذا وبأي حقٍ يفعل !!.
هتفَ الطفلُ بإستغرابٍ اقربَ إلى البلاهة : هاه ؟!!!
ارخى تعابيرَ وجههِ قائلًا : بحقكِ اختاه من ايِ عالمٍ اتيتِ ؟.
المرأة : امم.. من قريةٍ بعيدةٍ اقصى الشرق ؟
الطفل : هـ هيه...
ثُمَ هتفَ بغيضٍ مرتبكًا : ليسَ كذلكَ !، تبًا لكِ ايتها الساذجة ارحلي مِن هُنا قبلَ ان تُفسدي عقلي !!
سالت المرأة بتردد : امم.. وماذا عن الاحجار ؟.
هتفَ الطفلُ منزعجًا : لا اريدها !.
المرأة : لكنها قد تؤمنُ لكَ حياةً آمنة حتى تكبرض وتعتمدَ على نفسكَ...
شددَ الطفلُ على قبضتهِ قائلًا : انتِ حقًا ساذجة اختاه...
حكَ رأسهُ بإرتباكِ وإكتست وجنتيهِ حمةٌ طفيفةٌ لستصنعَ الالغيض والانزعاجَ قائلًا : تبًا لاخيارَ آخر...
مدَ يدهُ نحوها مصافحًا بينما اشاحَ بوجههِ إلى الجانبِ الاخر قائلًا : ادعى زاك.. ماذا عنكِ اختاه ؟.
إبتسمت المرأة بسعادة لتنزلَ على ركبتيها فتصافحهُ هاتفة : إيلينا !، إيلينا بار-- إيلينا فقط !.
همسَ بإرتباك : لستُ بحاجةٍ إلى المال.. لكن..
إيلينا : لكن ؟.
تقدمَ زاك منها ليقفَ على اطرافِ اصابعهِ يرفعُ المعطفَ عَن رأسها وبإرتباكٍ قال : خذيني معكِ أختاه !.
" زاك : هذا كانَ اولُ لقاءٍ بينيَ وبينها... بدأنا بعدهُ رحلةً قصيرة كانت خاتمتها كوخٌ صغيرٌ في قرية صغيرة.. وقبلَ ان الحظ.. بدأتُ أناديها امي..."


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504271358421.png
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]




الزهرة الثامنة و التسعون : زاك 2.
بعدَ مرورِ نصفِ عامٍ على لقاءِ زاك بإيلينا، و قبلَ عشرةِ أعوامٍ منَ الانِ، دخلَ زاك عابسًا إلى الكوخ الذي سكنَ فيهِ مع إيلينا بثيابٍ متسخة كلهُ كدمات و جراح
تقدمت إيلينا نحوه لتحوط خداهُ بكفيها قائلة بقلق : زاك ؟، ما الذي حدثَ لكَ ؟، أدخلتَ في قتالٍ مجددًا ؟.
تشبثَ زاك بملابسهِ مطأطأ رأسهُ إلى الأسفل : هذا لأنهم كانوا ينعتونكِ بالمشعوذة مجددًا...
ابتسمت لهُ إيلينا بلطفٍ قائلة : هيــه، أنتَ حقًا لطيفٌ ألستَ ؟، لكن لا بأس.. إنهُ لا يزعجني على الإطلاق.. لذا...
ربتت على شعرهِ بلطفٍ لتكمل : عدني أن لا تؤذِ نفسكَ مِن أجليَ مجددًا !.
أومأ زاك إيجابًا دونَ أن يتفوه بأيّ كلمة لتنهضَ إيلينا هاتفة : و الآن !، ماذا تريدُ على العشاء ؟.
هتفَ زاك بسعادة : حساء الدجاج !.
" زاك : وهكذا مرّت الأيام كما المعتاد.. لكن، هذه الحال لَم تَدم طويلًا.."
جلست إيلينا قريبًا من زاك قائلةً : زاك...
همهمَ المعنيُ كإجابةٍ على ندائها لتردفَ هيَ : ماذا لَو أخبرتكَ أني مشعوذةٌ حقًا ؟.
رفعَ أحدَ حاجبيهِ مستنكرًا : هاه ؟.
اقتربَ منها ليضعَ إحدى يديهِ على جبينها و الأخرى على جبينهِ قائلًا : أمتاكدة أنكِ بخير ؟.
إيلينا : لنكونَ أكثرَ دقة.. فأنا شيطانة...
تحولَ لونُ عيناها منَ البنفسجيِ للأرجوانيِ ثُمَ الوردي الداكن وصولًا إلى الأحمرِ تحتَ أنظارهِ ليزدردَ زاك ريقهُ قائلًا ببلاهةٍ و خفوت : بجدية ؟
إيلينا : خائف ؟.
أومأ زاك نافيًا من فورهِ ليقولَ : إيلينا هيَ إيلينا مهما كانت !، لِمَ سأخاف بعدَ كُلِّ هذا الوقت ؟.
إيلينا : زاك... أنا عائدةٌ إلى عالمي.. تعرفُ ماذا يعني هذا صحيح ؟.
عقدَ زاك حاجبيهِ و يديهِ مفكرًا ثُمَ قال : إما أن نَفترقَ هُنا أو أن أذهبَ معكِ..
ابتسمَ مردفًا : أختارُ الثاني !.
" زاك : و هكذا... تبعتُ إيلينا إلى عالمها، و لأجلِ ذلكَ شربتُ من بحيرةِ الدمِ لأمسيَ نصفَ شيطان... كُنتُ سعيدًا جدًا كوني سأعيشُ معها إلى الأبد.. دونَ أن أدركَ أني سأحطمُ نفسيَ شيئًا فشيئًا مستقبلًا... إيلينا.. لا، أمي كانت شخصًا مختلفًا هُناكَ، قاسية، باردة، و غيرُ مهتمة... لكن.. حينَ كُنا نجتمعُ بمفردنا تعودُ إلى أميَ القديمة اللطيفة و الحنون... هيَ أعطتني الكثيرَ من المهماتِ المؤلمة.. كأن أسيطرَ على هذا أو أن أتلاعبَ بذكرياتِ ذاك.. كُنتُ أجبرُ نفسي على طاعتها رغمَ أنهُ مؤلم... رغمَ أني لا أودُ القيامَ بهِ... متشبثًا بتلكَ اللحظاتِ القليلة السعيدة التي نقضيها سويًا... فبعدَ كُلِّ شيء.. هيَ المرأة التي أنقذتني منَ التعفنِ في ذلكَ الزقاقِ القذر حتى آخر يومٍ في حياتي.. و في أحدِ الأيام... أصدرت أمي أمرًا معينًا "
داخلَ غرفةِ زاك و تحديدًا على حافةِ سريرهِ تجلسُ إيلينا و تمسدُ على شعرِ زاك الذي يريحُ رأسهُ فوقَ فخذيها مغمضًا عينيهِ بهدوءٍ، قالت : زاك.. أتستطيعُ أن تساعدَني بأمرٍ آخرَ بعد ؟.
أجابَ زاك بينما يفتحُ عيناهُ اللتانِ تبرقانِ حزنًا و رجاءً منهُ أن لايكونَ طلبها هذِه المرة كسابقاتها فأجاب : بكُلِّ تأكيد.. أمي..
إيلينا : لوكا ديستيلا.. أودُ منكَ أن تقلبَ مشاعرهُ رأسًا على عَقِب... معَ ذلكَ اترك مشاعرهُ تجاهَ شقيقتهِ الصغرى كما هيَ...
استغربَ زاك استثنائها فسأل : ما السبب ؟
توقفت عن العبثِ بشعرهِ للحظةٍ لتكملَ تزامنًا معَ قولها : أوتعلمُ زاك ؟، لقد كانَ لديَ شقيقٌ قبلَ زمنٍ بعيد... لكنهُ أنهى حياتهُ بيديهِ لبعضِ الأسباب.. كُلُّ ما في الأمرِ هوَ أنني لا أريدُ من شقيقةِ لوكا أن تمرَ بنفسِ ما مررتُ بهِ..
زاك : شقيق ؟.
إيلينا : أجل... هوَ قد عادَ مجددًا، و شقيقُ لوكا يكونُ حاويةَ شقيقي.. كُلُ ما قمتُ بهِ حتى الآن.. هوَ مِن أجلِ استعادةِ ذلكَ الشقيق.. لاستعادةِ راين...
" زاك : أتعرف.. في هذهِ اللحظة... أنا كرهتُ راين ديستيلا من أعماقِ قلبي... وددتُ لَو لَم يكُن موجودًا من البداية !، لَو أنني أكونُ محلهُ !، لقد كنتُ أغارُ منهُ بشدة.. كيفَ يجرؤ على إنهاءِ حياتهِ و هوَ يمتلكُ شقيقةً كهذه ؟، شقيقةً تشاركهُ الدمَ و الطفولة.."
أخذّ زاك يمشي في غرفتهِ ذهابًا و إيابًا بخطواتٍ عريضة سريعة و متوترة بينما يعقدُ حاجبيهِ و يتحدثُ إلى نفسهِ غاضبًا : تقولُ أنهُ شقيقها !!، و كُلُّ ذلكَ من أجلهِ ؟!، لا تمزحي معي !، ماذا عني إذًا ؟، أدوري أن أتلاعبَ بالآخرين من أجلِ شخصٍ كهذا ؟، أقسمُ أني سأحولُ حياتكَ جحيمًا.. راين ديستيلا.
" زاك : وَ مِن فوري توجهتُ نحوَ قصرِ آلديستيلا لأقابلَ ضحيتي التالية، هذا صحيح، أنا سأمهدُ الطريقَ نحوَ جعلهُ حطامًا في منتصفِ منزلهِ... و بالفعلِ سمحَ ليَ بالدخولِ بكُلِّ سهولة لأتوجهَ نحوَ غرفتهِ بدونِ مقدمات، هُناكَ حيثُ صُدمتُ تمامًا، إنهُ مجردُ ساذجٍ احمقَ لا يكفُّ عن الحديثِ عن روعةِ شقيقهِ الأكبر !، يتكلمُ بحماسٍ و عيناهُ تلمعانِ بشكلٍ مقرف.. ابنُ زعيمِ الشياطين ماهوَ إلا طفلٌ بعينانِ بنفسجيتانِ تفضحانِ كونهُ لَم يتذوق قطرةً مِن دِمِ البشرِ في حياته و لا يبدو كما لو أنهُ قَد كذبَ يومًا حتى، و ببضعِ كلماتٍ زائفة هو وضعَ كُلَّ ثقتهُ بي ليبدأ بالحديثِ عن نفسهِ و أسرارهِ دونَ توقف... في ذلكَ اليومِ عُدتُ إلى المنزلِ مترنحًا.. انتابني شعورٌ فظيعٌ للغاية بشأنِ ما أنا مقدمٌ على فعلهِ.. لكنني فعلتهُ على أيةِ حال.. لَم يحدث شيءٌ مثيرٌ للاهتمامِ بعدها.. أنا فقط استمررتُ بكونيَ الحثالة الذي أنا عليه حتى هذهِ اللحظة."


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

MERO

مشرفة سابقة
إنضم
20 أبريل 2017
رقم العضوية
7982
المشاركات
4,109
مستوى التفاعل
5,123
النقاط
497
توناتي
100
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504274134521.png
السلام عليكم أخي و4
أحوالك ؟ ي رب بخير ش11
ولله كنت أعتقد أن أيلينا هي أم زاك الحقيقية ض2
بس تبين أنها مثلت دور الأم بمجرد تبنيها له ض2
بالبداية ما أستوعبت قلت معقولة هذه اللطيفة هي أيلينا ه1ه1
ما دخل لعلقي بسهولة بس واضح أنها هي ض2
شخصيتها من تكون مع زاك منفردة أفضل عندما تكون محاطة بالشياطين في عالمها ه1
واضح أنو هالزاك كان متعلق بها لدرجة غير متوقعة ش11
فهو غار من راين ع كل حال بسبب توجيه أيلينا أهتمامها له ض2
أحلى شي من توجه لغرفة الضحية الي رح تستعملها أيلينا حتى ترجع راين لها
مع عزيمته وثقته الكبيرة دخل للغرفة ليتفاجئ بوجود شخص أغبى من أليكس نفسه ه1ه1
هههههههههههه ولله أحلى مقطع شفته بكل البارت ه1ه1
واضح أنو لوكا كان معجب بأخيه راين لدرجة أن لسانه ما توقف عن مدح أخيه أمام زاك
ومن المدح إلى التعريف عن النفس إلى الأسرار إلى الوقوع بالفخ ه1ه1
بسبب ثرثرته تلك ض2 ما شاء الله أطلق أبناء زعيم الشياطين ه1
واضح أنو كان في منافس لأليكس وهسة تعرفنة عليه بشكل كلي ض2
____
بارتات جميلة ومذهلة ياي2
بالرغم أن البارتات كانت حزينة بالبداية كما أظهرها زاك أثناء حديثه ذاك
ألا أنها أصبحت طريفة بالنهاية بعد ظهور أليكس 2 بالبارت ض2
الصراحة لوكا عوض دور أليكس بهالبارت ه1
أطرف أخوان شفتهم ض2
___
متشوووقة فعلاً للقادم ياي2
وأتمنى أنشوفه بأسرع وقت ض1و4
لا تطول علينا ش11
سلام و9
 

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504271358421.png
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]





الزهرة التاسعة و التسعون : محبوبتي
استمرّ راين في النزيف فانتزعت بياتريس السيف الذي غرزتهُ في معدتهِ ببطءٍ شديد و ما إن خرجَ بالكامل حتى تدفقت دماءُ راين إلى الخارجِ بغزارة فأمسى بالكادِ قادرًا على الوقوف ، فما كان ذلك السيف سوى نصلٍ صنعَ من الفضةِ الخالصة و التي عُرفت بفتكها ببني جنسه ... بياتريس التي صبغها الأحمر من أعلى رأسها و حتى أخمصِ قدميها و ما كانت سوى حمرة دماءِ راين الواقف أمامها ، عيناها الخضراوتان منعدمتا البريق و الحياة استعادتهما شيئًا فشيئًا ، و ما كان ما لمحتاهُ فورَ استعادتها لوعيها سوى نفسها تمسكُ سكينًا و راين أمامها بالكاد يقف ، كلاهما كانا أحمران بالكامل ، بدأت ترتعدُ بقوة و قد غزا الفزع قلبها فهمست بصوتٍ مرتجف : راين ؟ ..
كانت تلك لحظة عاد الجميعُ بخير خالين من أيّ جرح ، و لحظة توهجت بياتريس بالأبيض الذي تخلله أسود داكن ليشكلَ نورًا أسطوانيًا شقّ السماء و غيومها ، ارتفعت الأولى في الهواء محلقةً و شعرها الطويل أمسى يتطاير إلى الأعلى ، عيناها لا تتوقفان عن ذرفِ الدموع ، و حينها فقط موجةٌ من القوةِ السحرية مسحت نصف القرية من الوجود ، و بمعجزةٍ ما لم يتأذى كائنٍ على قيدِ الحياة ... حتى الآن على الأقل ، أسواطٌ سوداء من الظل و سهامٌ بيضاء من الضوء ظهرت حول بياتريس من العدم بينما الأخيرة تزمجرُ دونما وعي منها و الحقدُ يتطايرُ من عينيها تبحثُ عن المسؤول عن هذا
ابتسمت إلينا و قالت محدثةً ذاتها : يا لكَ من وغدٍ محظوظ غوبر ... هي كانت لتفقد السيطرة هكذا تمامًا في غابةِ المحيط ! لكنكَ فقط نجوتَ من الأمرِ بأعجوبة !
لعقت شفتاها و اندفعت تهاجم غير أنّ سوطًا أرداها أرضًا ، لم تتضرر بقوة كهايدن و من معه جراءَ إصابةِ نفس السوط لهم لكن لم يكن دونما فائدة أبدًا ، أما هايدن و البقية فقد أصيبوا بقوة حتى لم يعودوا قادرين على الوقوف ، قال ماركوس بصعوبة : يصعبُ تصديقُ ذلك ! أهذه هي بياتريس تشان نفسها !
روبي : لا ... هي فقد السيطرة بالكامل !
همسَ راين : لا تتدخلي أختي ... سأنهي الأمرَ سريعًا ...
نسماتٌ خفيفة تشكلت حول راين ليرتفعَ في الجو متجهًا نحوها بهدوء و هو يكادُ يفقدُ تركيزه في أيّ لحظة فهو بالكاد واعٍ ، إلا أنّ بياتريس لم تتعرف عليه أبدًا فتوجه سوط نحوه مخترقًا جسده بقوة و أحدُ السهام قد نال من ساقه و آخر من كتفه بينما هي استمرت بالزمجرة غير واعية لما تفعل و من تهاجم حتى مدّ يده إليها ممسكًا بوجنتها ، اقتربَ أكثر متجاهلًا الألم الذي دبّ في كاملِ جسده فحتى لو كان يحتملُ ضوء الشمس هو ضعيف ضد الضوء المباشر ، ربت على شعرها قائلًا بلطف : لا بأس بياتريس ... أنا هنا معك ...
خبا صوتُ زمجرتها قليلًا إلا أنّ دموعها لم تتوقف عن الانهمار فأردفَ هامسًا : انظري إليّ جيدًا ... أنا بخير أترين ؟ ما أزال على قيدِ الحياة و لن أموت لأجلك ! لن أجرؤ على ذلك هذه المرة ! فأنا قد وجدتُ نصفي الآخر حرفيًا !
توقفت عن الزمجرة أخيرًا و قد استعادت وعيها و خفت دموعها لتقول : لما ... ذا ؟ ...
ابتسمَ لها و ضمها إليه معانقًا إياها ثمّ همسَ في أذنها : أحبكِ بياتريس ... هذا هو السبب ...
اتسعت حدقتا عيناها هامسةً : إيه ؟
عادت دموعها تنهمرُ أكثر من السابق فهمست : راين ؟ ...
همهم لها المعني مستفهمًا فقالت : و أنا كذلك !
خبا وهج جسدها أخيرًا لتهبطَ و هو إلى الأرض بخفة غير أنها استهلكت كلّ مل في جسدها من مانا فأمست غير قارة على الحراك بل و بالكاد تفتح عينيها ، أسندها راين إلى إحدى الأشجار هامسًا : سأعودُ قريبًا !
نظرَ نحو إلينا و أخذَ يحدّقُ بها مطولًا بنظراتٍ معقدة و ذكرياته قبلَ عشرة آلاف عام تتدفقُ إلى رأسه
- قبل عشرة آلاف عام من الآن -
كانَ أسودُ الشعر مستلقٍ على ظهره فوق الأريكة و رأسه يعتلي فخذها ، ممسكًا كتابه فتركزت عيناه بنفسجيتا اللون على تلك الصفحات المحشوة بالحروف ، قلبَ إحدى صفحاته ثمّ قالَ بهدوء : نيه أمي ...
همهمت المعنية بصوتها الأنثوي الناعم متسائلة و هي تدّس أصابعها في خصيلاتِ شعره الناعمة فقالت : ماذا ؟
ليسأل أسود الشعر بشرود : لماذا سميتني راين ؟ أوليس المطرُ كئيبا ؟ ...
قهقهت بهدوء ثم قالت : أحقا ؟
أومأ أسودُ الشعر إيجابًا و أجاب : هكذا يقول الكتاب ... فهي لا تمطر في قريتنا أبدًا ...
أخذت تمسحُ على شعره رافعةً غرتهُ إلى الخلف مرارًا : و ألم يذكر الكتاب كون المطر أساس الحياة ؟ هو يحول الصحاري القاحلة إلى مروجٍ خضراء و أراضي خصبة ، كما يمنحُ الحياة لكلّ مخلوقات العالم ... راين ... منحتكَ هذا الاسم لتكونَ كالمطر تجلبُ السعادة و الحياة أينما حللت .
شبحُ ابتسامة ظهرَ على شفتيه فقال : يا لكِ من ماكرة ! غيرتِ رأيي عن اسمي مائة و ثمانون درجة في سبعِ ثوانٍ !
فأجابته بحماس : صحيح ! أوليست ماما مذهلة !
قهقه أسودُ الشعر بسعادة ثمّ قالَ بجدية : أتظنيني سأكون مثل ذلكَ المطر يوما ؟
أما هي فقد اكتسى اللطف نبرة صوتها لتجيب : أنتَ كالمطر سلفًا ! انظر إليّ كم أنا سعيدة أراكَ شابًا في السابعة عشر من عمرك بالفعل ! أنتَ و شقيقتك كل ما أملك !
أطلت ذات الشعر الأسود و الأطرافِ البنفسجية من بابِ الغرفة التي لم تكن سوى غرفة الجلوس لتهتف بمرح : كنتُ على وشكِ الاعتراض لكن تمّ الثني عليّ قبل ذلك ! أسامحكما هذه المرة !
ابتسامةٌ أكبر شقت طريقها إلى شفاه والدتها ذات الشعر الأحمر و فردت ذراعيها قائلةً : تعالي إلى هنا ... إيلينا ...
هرولت المعنية إلى والدتها محتضنةً إياها ثمّ أراحت رأسها على كتفها لتسأل : ألستِ سعيدةً في رؤيتي شابةً كذلك أمي ؟
قهقهت الأم قائلةً : بالطبع أنا كذلك عزيزتي !
لم يزحزح راين عيناه من على الكتاب و قال بلا مبالاة : تعنين عجوزًا ...
فهتفت إلينا بغيض من فورها : يا لكَ من وقح ! من هي العجوز ؟ ثمّ إذا كنتُ عجوزًا فأنتَ عجوزٌ كذلك توأمي العزيز
لكن الآخر ردّ بلا مبالاة : أجل ! أنا عجوز و أقرّ بذلك !
- عودة إلى الواقع -
عضّ راين على شفته بقوة و هو يتذكرُ أمرًا آخر ، ذكرى لطالما آلمتهُ في حياته السابقة !


[/TBL]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 أغسطس 2013
رقم العضوية
881
المشاركات
8,834
مستوى التفاعل
1,391
النقاط
745
أوسمتــي
8
العمر
28
الإقامة
خارج الاسوار
توناتي
0
الجنس
ذكر
LV
2
 
رد: قرية الزهور، رواية

toon1504271358421.png
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102571.png"]



































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1483277102622.png"]





الزهرة المائة : النهاية و البداية و النهاية و البداية.
مشهدٌ حيثُ ذاتُ الشعرِ الأحمرِ طريحةُ الفراشِ، يجلسُ على الكرسي قريبًا منها ذا الشعرِ الأسودِ شابكًا يديهِ مطأطأ رأسهُ لتغطي غرته عينيهِ و شقيقتهُ تجلسُ على حافةِ السريرِ تدفنُ رأسها في صدر والدتها
قالت ذاتُ الشعرِ الأحمرِ بلطفٍ و وهن : لا تبكي إيلينا.. و أنتَ كذلكَ راين..
هتفَ راين بنبرةٍ مهزوزة و صوت مبحوح : أنا لا أبكي !.
أجابت : كذاب.. حتى و إن كنتَ تنكرُ ذلكَ، تخفضُ رأسكَ و تحجبُ ملامحكَ عني.. أعرفُ أنكَ تحاربُ دموعكَ بصعوبة الآن.. أنتَ ألطفُ من أن لا تفعل...
سكتَ راين دون إجابةٍ و أمسى يعض على شقتهِ بقوةٍ لتردفَ والدته : كما توقعت.. لَم يعُد لدي الكثيرُ منَ الوقت...
شهقت إيلينا بقوةٍ لترفعَ رأسها قائلة : لا تقولي شيئًا كهذا !، انظري إلى نفسكِ !، لا تزالينَ شابةً أمي !.
أجابت والدتها : إيلينا.. نحنُ المشعوذونَ نمتلك أجسادًا لا تشيخُ من الخارج.. لكن من الداخلِ فهي متعبةٌ تمامًا.. انا لَم أعد أمتلكُ غير دقائق معدودة..
عادت إيلينا تذرفُ دموعها بغزارةٍ لتدفنَ رأسها في صدرِ والدتها : رجاءً لا تقولي ذلكَ أمي..
ابتسمت والدتها قائلة : أتعلمان ؟، وددتُ لَو أرى والدكما في العالمِ الآخر .. أتسائلُ إن كُنتُ سأفعل ؟.
أخذت نفسًا عميقًا ثُمّ أردفت : وداعًا راين، إيلينا.. اعتنيا ببعضكما من أجلي ..
صمتٌ صارخٌ حلّ على المكانِ فلا يسمعُ لهم نفسٌ و لا نبض، و في اللحظة الأخرى تعالت شهقات إيلينا التي انهارت باكية بينما رفع راين رأسهُ عاليًا علّ دموعهُ تتوقفُ عن الانهمار، قلبُ والدتهما قد توقفَ مرةً و إلى الأبد.
" راين : في ذلك اليوم.. أنا و أختي بقينا ساكنينَ في أماكننا ننتظرُ من أمي أن تفتحَ عينيها من جديد.. منذُ ذلكَ الصباح و حتى الصباح الذي تلاه.. لكن في النهاية... هي لَم تفعل... في ذلكَ الوقت، كانَ الأمرُ كما لو أنّ العامَ قَد توقفَ فجأة... في هذهِ القرية التي صنعتها تضحيةُ والدي الذي لَم أرَ وجههُ يومًا.. كانَ من المفترضِ بنا أن نعيشَ ثلاثتنا معًا إلى الأبد .. لكن و قبلَ أن ندرك، نحنُ أصبحنا إثنينِ فقط.. في ذلكَ اليوم... انتهت حياةُ أمي .. و بدأت نهايةُ العالمِ الذي أنقذهُ جان."
وقفَ أسودُ الشعرِ و شقيقتهُ أمام ذلكَ القبرِ على تلكَ التلةِ دونَ أن يهمسَ أحدهما حرفًا للآخر
و أخيرًا قالَ راين : فلنذهب، أختي..
أجابتهُ إيلينا بشرود : إلى أين ؟، لطالما كُنا حيثُ تكونُ أمي .
راين : هي أخبرتنا صحيح ؟، إن حدثَ لها أمرٌ ما علينا التوجهُ غربَ التلة في خطٍ مستقيم.. فلنذهب.. إيلينا.
أومأت لهُ إيلينا إيجابًا دونَ أن تقولَ أيّ كلمةٍ لتتبعهُ نحوَ الغابة التي اكتست غربيَ التلةِ و التي لم تطأها قدماهما فهما دومًا ما كانا يكتفيانِ بالتواجدِ حيثُ والدتهما فقط، هُناكَ حيثُ لمحا ضوءً ذهبيًا بينَ الشجيراتِ فهرولا نحوهُ لتعكسَ عيناهما البنفسجيتانِ مشهدَ تلكَ البحيرة الذهبية المتوهجة كما الشمس في السماء تتوسطها ورقةُ صفصافٍ عملاقة تتسعُ كوخًا فوقها، جالا بنظرهما في المكانِ ليقعَ على أحدِ أطرافِ البحيرة حيثُ تدلت شرنقةٌ عملاقة تتسعُ داخلها إنسانًا، لحظاتٌ قليلة فصلتهما عن تفقس الشرنقة لتخرجَ منها طفلةٌ بدت ما لو أنها في التاسعةِ من عمرها و سائلٌ لزجٌ يغطيها بالكامل، كانت بشعرٍ أسودَ طويلٍ و ناعم تعدى ركبتيها، و عينانِ خضراوتانِ واسعتانِ كالعشبِ و بشرةٌ بيضاءُ شاحبة بجسدٍ نحيل ارتدت فستانًا أبيضًا انتصف فخذها و أبرز يديها و كتفيها كما و امتلكت أجنحةً كبيرةً سوداء وبيضاء لفراشةٍ ملكية على ظهرها، انتفضت الطفلة ثُم عطست بظرافة لتشمَ بعنفٍ بعدها هنا أدركَ راين ما حولهُ أخيرًا ليغطيها بمعطفهِ سائلًا بقلق : أنتِ بخير ؟.
أجابتهُ بصوتها الطفولي الناعم : الجو بارد..
أخذت تتلفتُ حولها متسائلة : أهذهِ هي فلوريس بيوبلو ؟.
أومأ لها راين بالإيجابِ قائلًا : أ أجل.. أدعى راين، و هذه شقيقتي الكبرى إيلينا.. ماذا عنكِ ؟.
أجابت الفتاة : آنا.. هذا ما كانت تدعوني بهِ صانعتي.. حارسة البحيرة السرمدية...
أخذت تحدقُ بهما بتتابعٍ لتسألَ ببراءة : بالمناسبة.. أنا لا أرى صانعتي ؟، ألكما أن تخبراني أين أجدها ؟.
شهقت إيلينا بخفةٍ لتغرقَ عيناها بالدموعِ فعضّ راين على شفتيهِ لبضعِ وقتٍ ثُمَ أجابَ محاولًا التماسك : لا أحد سوانا يعيشُ في هذه القرية... و صانعتكِ التي تتحدثينَ عنها هي على الأغلبِ والدتي.. لَقد فارقت الحياةَ صباح الأمس .. آسفٌ لأنها لن تستطيعَ المجيءَ لرؤيتكِ آنا.
ظهرَ الحزنُ جليًا على وجهِ آنا لتذرفَ الدموعَ بغزارةٍ فتقول بصوتٍ مهزوز : أنا آسفة.. لستُ أملكُ الحقَ في البكاء لكنِ أشعرُ بألمٍ في صدري .. لَو أنني ولدتُ في الأمسِ فقط لما كانت ### ساما قد...
تعجبَ الأخوانِ لمعرفتها اسمَ والدتهما فسألَ راين : فقط ما أنتِ ؟.
أجابت آنا : أنا آسفة.. أنا شكلٌ مِن أشكالِ الحياة الاصطناعية.. روحُ جنيةِ الظلامِ و النور... صنعتُ مِن قبلِ المشعوذة العظيمة ### ساما لأحققَ إرادةَ جان ساما.. و أحمي هذهِ البحيرة منَ الناسِ الطامعينَ بها و بقوَتِها بما أنّ سيدتي لَم تعد هُنا.. و سيدي قد فارقَ الحياةَ سلفًا.. أقسمُ على طاعتكما حتى آخرِ نفسٍ يا مَن تحملانِ دماءَ أسيادي.
" راين : لقد كُنتُ شديدَ الندمِ وقتها.. فكرتُ لَو أنني زرتُ هذا المكانَ قبلَ وقتٍ أبكر .. ربما استطعنا إنقاذَ والدتي.. فكرتُ ألم تكن والدتي تقصدُ وقتَ مرضها بكلامها لا وقتَ موتها ؟، مرت على هذهِ اللحظة سبعُ سنواتٍ و أنا أكبتُ ندمي داخلي.. و قد بلغتُ و أختي التاسعةَ عشرةَ مِن عمرِنا بالفعلِ."
قمةُ جرفٍ شاهقٍ أطلت على القرية و ما حولها.. هُناكَ حيثُ وقفَ أسودُ الشعرِ على الحافةِ و الرياحُ تعصفُ بهِ بعتاء مبعثرةً شعر و ملابسهُ بعشوائيةٍ تامة، و هناكَ أيضًا حيثُ وقفت هي تركعُ على ركبتيها ملتقطةً أنفاسها بصعوبة
نطقَ أسودُ الشعرِ بصوتٍ عميق : لقد أتيتِ مبكرًا أختي..
نطقت من بينِ لهثاتها: ما... الذي.. كُنتَ.. تعنيهِ بتلكَ.. الرسالة ؟.
التفتَ راين نحوها بابتسامةٍ لطيفةٍ و حزنٍ عميقٍ غلفَ عيناهُ البنفسجيتانِ ليقولَ : أعني ما كتبتُ أختي .. أنتِ لَن تكوني ندمًا أبدًا .. هذا هوَ أنا .. أعلمُ أنهُ منَ القسوةِ ترككِ وحيدةً في هذهِ القريةِ كما فعلت أمي لكن.. إما هذا أو أنّ العالمَ الذي ضحى والدينا بسعادتهما لأجلهِ سيدمرُ كسابقهِ تمامًا...
فتحت عيناها على أوسعيهما لتسألَ بترددٍ خوفًا منَ الإجابة : ما الذي تعنيهِ بكلامكَ راين ؟.
تراجعَ المعنيُ نحوَ الحافةِ بضعَ خطوةٍ ليقول : وداعاً أختي.. على أملِ أن نلتقي في العالمِ الآخر ...
مدّت يدها نحوهُ بفزعٍ في محاولةٍ منها للتشبثِ بهِ فأردفَ : أحبكِ كثيرًا.
" إيلينا : و هكذا ماتَ شقيقيَ إثرَ ارتطامهِ الحادِ بالأرض ، لأجلِ منعِ هذا العالمِ من التوجهِ نحوَ نهايتهِ مجددًا.. لكنَ تلكَ النهاية قد بدأت مجددًا بالفعلِ... و للقصةِ تتمة."


[/TBL]
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل