أعطني دمك و سأمنحك...! (1 زائر)


إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
...................
 
التعديل الأخير:

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7861
المشاركات
101
مستوى التفاعل
11
النقاط
5
العمر
30
الإقامة
Algeria
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

السلام عليكم و رحمة الله

الفصل السّادس و العشرون

جلس سامر و طارق مستندين على سرير سامر و بدأت سهرتهما بالحديث عن لقاء سامر بالشاب الغريب.
أنهى سامر كلامه قائلا "بشكل عام، حاول إبعادي عنك"
"مممم..."
صمت طارق قليلا ثمّ قال "أنت تعلم أن هناك شيئا يخصّك صحيح؟"
"أجل"
إلتفت طارق نحو سامر مستغربا إجابته الفورية و قال "و لم أنت هادئ؟"
إبتسم سامر و قال بملامح متعبة "لن يفيدني الهلع على أيّ حال"
الحقيقة أنّ سامر كان مرتعبا لدرجة أنّه منع نفسه من محاولة التّفكير في ماهية الأمر الخطير الّذي قد يحصل و الّذي يبدو أنّه سيمسّه هو أكثر من غيره!
حدّق طارق بسامر للحظات ثمّ قال "سأخبرك، كنت أنوي أن لا أفسد سهرتنا لكن من الأفضل أن تعرف مبكّرا"
أشاح سامر نظراته عن طارق و قال بهدوء "قلها دفعة واحدة"
أخذ طارق نفسا عميقا ثمّ قال "ندى مثلنا مصّاص دماء، و غالبا هي واحدة من ذوات الدم النقيّ، هي من هاجمت إياد و بقية المجموعة في ذلك اليوم ، و حاليا هناك حالة خوف في منطقتنا و في المنطقة الغربية بسبب قواها و نواياها الغامضة"
سامر بدا مصغيا بهدوء دون أن يرفع رأسه و ظلّ كذلك لبعض الوقت حينما أنهى طارق كلامه.
إكتفى طارق بالتّحديق به منتظرا ردّة فعله إلى أن فاجأه بأن وضع يده على فمه و حاول النّهوض لكنّه انهار من فوره.
انتفض طارق حيث اقترب من سامر واضعا يده على ظهره و قال "سامر إهدأ، أعلم أنّ الخبر صادم لكنّ ندى قويّة و تستطيع الدّفاع عن نفسها، كما أنّها لم تعلن بعد عن أي نوايا ضدّ ايّ أحد لذلك لازال بإمكاني التفاوض معها"
دون أن يرفع سامر رأسه قال بصوت مرتجف "لم... لم تخافونها إذن؟"
زفر طارق بحدّة ثمّ قال "أنظر إليّ"
رفع سامر رأسه نحو طارق الّذي استطرد قائلا "لقد ... قتلت الكثير من الخارجين عن القانون مؤخّرا بشكل... وحشي... لم أقصد أن أخفي عنك إنّما المهمّ هو أنها لم تقتل بريئا حتى الان، حتّى حينما هاجمت إياد لم تقتل أحدا لذلك لازلت أستطيع احتواءها رغم حوادث القتل"
لم يعلّق سامر بشيء بل اكتفى بأن دفن رأسه بين ذراعيه بصمت.
طارق كان يتوقّع أنّ خبرا كهذا سيؤلم سامر لكنّ رؤيته يتألّم هكذا أمام عينيه دون أن يستطيع فعل شيء جعلته يشعر كما لو أنّ أحشاءه تتمزّق. هو يعرف تماما أنّه في وقت كهذا لن يستطيع سامر أن يتّجه لأيّ من أصدقائه أو أحد أفراد عائلته، هو وحده من يستطيع أن يخفّف عنه.
وضع طارق يده على رأس سامر و قال بهدوء "أعلم أنّ الوضع صعب عليك، لكن عليك أن تتماسك، و أن تتفاءل بأن تقبل ندى التحدّث"
دارت بنفس سامر أفكار مختلطة، بعضها ذكريات و بعضها محاولات لاستيعاب القادم، لماذا ندى؟ الفتاة الّتي وعدها بأن يكون بجانبها في أيّ محنة، الفتاة الّتي صار وجودها في حياته أمرا طبيعيا كما لو أنّها فرد من أفراد عائلته، لماذا هي بالذّات؟ و ما الّذي سيقوله لنضال إن أصابها مكروه؟ ما الّذي سيقوله له إن هاجمت البشر؟ و مع أيّ جانب سيكون لو تواجهت مع طارق؟
فكّر سامر في احتمالات كثيرة، هل عليه أن يواجهها و يسألها عن حقيقتها؟ هل عليه أن يسأل طارق؟ للحظات تمنّى لو أنّه يفقد ذاكرته و يعود لما كان عليه دون أن يعرف أيّ شيء من هذا الخبر المشؤوم، و للحظات أخرى تمنّى لو أنّه يختفي من هذا العالم و يرتاح من عذابه...
من بين الذّكريات و المحادثات الكثيرة الّتي جمعته بندى، عادت ذاكرة سامر إلى اليوم الّذي التقاها فيه أوّل مرّة...
كانت ندى قد انتقلت إلى المدرسة الّتي يرتادها كلّ من سامر و نضال في آخر سنة من المرحلة الابتدائية. و منذ أوّل يوم لها بدت منعزلة و رفضت أيّ محاولة من الفتيات للتقرّب منها و التعرّف عليها...
كان يوما خريفيا حينما خرج سامر و معه نضال متوجّهين إلى المنزل و إذ بصوت فتاة تصرخ بأعلى صوتها قائلة "أنا لا أريد الاختلاط بأحد، أكره هذا المكان و أكرههم جميعا، أريد العودة... "
العبارة الأخيرة كانت أقلّ حدّة و كان واضحا أنّ الفتاة تبكي.
إتّجه الفتيان نحو مصدر الصّوت و اكتفيا بالمراقبة من بعيد بينما كانت ندى تقف مع رجل في زقاق خال من المارّة...
قال الرّجل كلمات بصوت خافت ثمّ انصرف بينما انهارت ندى على الأرض و واصلت البكاء.
نظر الفتيان إلى بعضهما محتارين ثمّ قرّرا أن يتفقّداها قبل مغادرتهما، بمجرّد أن شعرت بوجودهما قالت ندى بحنق دون أن ترفع رأسها "أغربا من هنا"
إنحنى نضال أمامها و قال "من ذلك الرّجل؟ هل هو والدك أم شخص يضايقك؟"
إكتفت ندى بالصّمت و هي تدفن رأسها بين ذراعيها فقال نضال "هل أخبر أحدا من المدرسة ليساعدك؟"
إنتفضت ندى فورا حيث رفعت رأسها و قالت بانزعاج "إيّاك أن تخبر أحدا، لا دخل لك بي لذا اتركني و شأني"
وقفت ندى و هي تمسح دموعها فاقترب منها سامر قائلا "لقد شاهدت فلما ليلة أمس انتحرت فيه البطلة حينما لم تجد أحدا تشاركه همومها، ماذا لو حصل لك نفس الأمر إن تركناك هكذا"
ضرب نضال كتف سامر و قال منزعجا "أيّ نوع من الأفلام تشاهد أيّها الأحمق، ألم تجد غير هذا لتقوله لها"
تدحرجت الكرة الّتي كانت في يد سامر و انتهى بها المطاف امام ندى، همّ سامر بالتقدّم لالتقاطها لكنّ ندى فاجأته بأن ضربتها برجلها نحوه.
نظر سامر إلى نضال لا يدري ما يفعل فقال "أعطني الكرة"
و بدوره نضال أعاد رميها إلى ندى الّتي قالت "إبتعدا عن طريقي"
حينها قال نضال مبتسما "ماذا لو حصل لك مثل الفلم؟"
ضحك سامر و قال ساخرا "لا يبدو أنّه يوم حظّك فنادرا ما يوافقني نضال الرّأي"
رمت ندى الكرة ثانية إلى سامر دون أن تقول أيّ شيء، و دون أن تعي وجدت نفسها تكرّر ذلك كلّما وصلتها الكرة من أحدهما.
مرّت أكثر من نصف ساعة و هم يتبادلون الكرة بينهم دون أن يتوقّف سامر و نضال عن التحدّث و دون أن تنطق ندى بأيّ كلمة. و أخيرا حينما شعرت ندى بأنّها هدأت قالت بعد أن حملت الكرة بين يديها "عليّ الذّهاب"
رمت ندى الكرة نحو نضال الّذي التقطها و قال "نلتقي في الغد"
و بدوره قال سامر "نلتقي في الغد"
بينما رحلت ندى بهدوء.
في اليوم التّالي و قبل بداية الدّرس انتبه سامر إلى وصول ندى بينما كان مع الفتيان في السّاحة، نبّه سامر نضال إليها ثمّ لوّح كلاهما لها، كانا واثقين أنّها ستتجاهلهما و تدخل القسم لكنّها رفعت يدها بدورها ملوّحة لهما ثمّ دخلت.
في تلك اللّحظة شعر كلاهما بشعور غريب، كانت سعادة كبيرة كونها ردّت عليهما رغم تجاهلها لكلّ من حولها منذ انتقالها لمدرستهم. كانت تلك نقطة تحوّل كبيرة في حياتها حيث بدأت تخرج من عزلتها إلى أن صار التحدّث معهما أمرا طبيعيا زاد من علاقتها المتينة معهما مع مرور السّنوات.
خرج سامر من دوّامة ذكرياته حينما جعله طارق يرفع رأسه رغما عنه قائلا "هلّا استمعت إليّ، لا تفكّر في الأسوء، عليك أن تتماسك"
عبث سامر بشعره ثمّ قال بحيرة "ماذا يُفترض أن أفعل؟"
"لا شيء، لا يجب مطلقا أن تشعر ندى بأنّني قد أخبرتك عنها، أيّ حركة مريبة ستجعلها تتحرّك و أنا لا أريدها أن تشعر أنّني عدوّها، سنفقد كلّ أمل في التحدّث معها إن بدأت تشكّ بنا"
"و كيف يمكن أن أتصرّف بشكل طبيعيّ أمامها بعد ما عرفته؟"
"تستطيع ذلك، تحتاج لبعض الوقت فقط لتهدأ"
أخذ سامر نفسا عميقا و عاد ليسند نفسه على السّرير فقال طارق "أنا معك و سأبذل جهدي لحلّ هذا بأقلّ ضرر، لكن بالمقابل لا تنسى أنّك وعدتني بأنّك ستستمع إليّ مهما حدث، أريدك أن تبقى خارج الموضوع كي لا تتأذّى أنت و لا هي، أتفهمني؟"
"لا عليك، أنا أفهم هذا"
جلس طارق بجانب سامر و قال "أتحب أن أساعدك على النّوم؟"
إلتفت إليه سامر مستغربا و قال "ألديكم قدرة كهذه أيضا؟"
"لا، لكن قد أغنّي لك"
إبتسم سامر و قال "أحمق"
أطلق طارق في تلك اللّحظة نفسا عميقا و كأنّ حملا ثقيلا قد انزاح عن كاهله، صحيح أنّ القادم قد يكون أسوء، لكن على الأقلّ سيكون أخفّ بوجوده.
حينما شعر طارق أنّ سامر قد هدأ قال "هلّا حدّثتني عنها؟ سيساعدني ذلك في إيجاد طريقة للتحدّث معها"
"لا أمانع... "
و هكذا انتهت تلك السّهرة الغريبة، و الّتي ستكون فاصلة لوضعين مختلفين تماما ، فسامر قبل هذا اليوم... لن يكون نفسه بعده...!

................................... يتبع.​

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا كنت دوما ما ادخل واخرج من المنتدى لارى الجديد ههههه قتلتني وانا انتظر :tumblr_m2jtzkIi2F1q
جزء رائع وهي بحق مفاجأة جعلتني اعيد تسلسل الاحداث ف81
انتظر الباقي :tumblr_m9ralgqmho1q
لا تطيلييييييي شجا11
 

إنضم
24 مارس 2017
رقم العضوية
7859
المشاركات
58
مستوى التفاعل
6
النقاط
65
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
رد: أعطني دمك و سأمنحك...!

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولا كنت دوما ما ادخل واخرج من المنتدى لارى الجديد ههههه قتلتني وانا انتظر :tumblr_m2jtzkIi2F1q
جزء رائع وهي بحق مفاجأة جعلتني اعيد تسلسل الاحداث ف81
انتظر الباقي :tumblr_m9ralgqmho1q
لا تطيلييييييي شجا11


أهلا أهلا
حتّى أنا عدت لقراءة الأحداث لأتأكد من التّفاصيل ههه
ان شاء الله لن أطيل بالباقي ^_^
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل