حليف أم تهديد؟
ساد الصمت بين الثلاثة، حيث لم يكن من السهل استيعاب ما يحدث. ريم، التي كانت جزءًا من أكثر الكيانات رعبًا في الظلام، تمتد يدها الآن طلبًا للفرصة.
كان هذا موقفًا لم يتخيله أحد، ولا حتى كونان نفسه، الذي اعتاد أن يكون مستعدًا لكل الاحتمالات.
ريم (بابتسامة حزينة، لكن بنبرة ثابتة): "أتفهم شكوكك، شينيتشي. لو كنتُ مكانك، لكنتُ فكرتُ بنفس الطريقة… لكن اسمعني جيدًا."
كان صوتها هادئًا، لكنه يحمل ثقلًا لا يمكن إنكاره. لم يكن الأمر مجرد كلمات فارغة، بل حقيقة مدعومة بماضٍ معقد.
ريم (تكمل، عيناها لا تفارقان عينيه): "لو كنتُ أريد إيذاءكما، لما احتجتُ إلى كل هذا. كان بإمكاني كشف حقيقتكما منذ زمن طويل."
لم يكن في كلامها أي تردد. كانت تقول الحقيقة، وهذا ما جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لكونان وهيبارا.
هيبارا (بصوت منخفض، وعيناها ترتعشان قليلًا، كأنها تحاول كبح مشاعرها): "رام… أنتَ من قتل أناسًا لا حصر لهم."
كانت نبرتها تحمل مزيجًا من الاشمئزاز، الغضب… وربما حتى الخوف.
أما ريم، فلم تحاول إنكار شيء. لم تحاول التهرب أو الدفاع عن نفسها. فقط أغمضت عينيها للحظة، كما لو أنها تتذكر ظلال الماضي التي تحيط بها.
ريم (بهدوء عميق، لكن بحزن واضح في ملامحها): "أعلم."
فتحت عينيها ببطء، تلك العيون التي لمعت بنوع من الألم المكبوت.
ريم (تكمل بنبرة صادقة): "وهذا ما لن أسامح نفسي عليه أبدًا."
كونان وهيبارا لم يقاطعاها، لكنها لم تتوقف هنا.
ريم (بصوت أكثر حزمًا): "لكنني لستُ هنا لأبرر الماضي… أنا هنا لأصلح ما يمكنني إصلاحه."
تقدمت خطوة، ببطء، وكأنها تريد أن تجعل المسافة بينهما تتلاشى تدريجيًا.
ثم، وفي حركة هادئة ولكن ذات معنى عميق، مدّت يدها نحو كونان.
ريم (تنظر إليه مباشرة): "أنا لا أطلب ثقتكما الكاملة الآن. أعلم أن هذا مستحيل…"
تأخذ نفسًا عميقًا قبل أن تكمل، وكأنها تحاول أن تجعل كلماتها تصل إلى أعماقهما.
ريم: "لكنني أطلب فرصة. فرصة لإنهاء هذا الكابوس… معكما."
كان طلبها بسيطًا في كلماته، لكنه يحمل وراءه وزنًا هائلًا.
كونان (ينظر إلى يدها الممدودة… ثم إلى وجهها، مترددًا):
في داخله، لا يزال هناك صراع. جزء منه يرفض تصديق أن شخصًا مثل "رام" يمكن أن يتحول إلى حليف، وجزء آخر يرى الصدق في كلماتها، يرى شخصًا لم يعد ينتمي إلى الظلام، لكنه لا يزال يطارده.
وأخيرًا، بعد لحظات ثقيلة، تحدث بصوت هادئ لكنه لم يخلُ من الحزم.
كونان: "إذا كنتِ جادة في هذا… فلن يكون هناك طريق للعودة."
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي ريم، لكنها لم تكن سخرية… بل كانت ابتسامة شخص قد حسم قراره.
ريم (بنبرة واثقة، وعينين تحملان مزيجًا من العزم والراحة): "لم يكن هناك طريق للعودة منذ اللحظة التي قررتُ فيها التمرد."
نظر إليها كونان بتمعن، محاولًا التقاط أي ذرة تردد في ملامحها… لكنه لم يجد شيئًا.
تنهد أخيرًا، وكأنه يسلّم بالأمر.
كونان: "حسنًا… لكنني سأراقب كل خطوة تقومين بها."
هيبارا، التي كانت تتابع كل شيء بصمت، عقدت ذراعيها أخيرًا، لكن لم يكن في عينيها اعتراض واضح… بل مزيج معقد من المشاعر.
هيبارا (ببرود، لكنها لم تخفِ تمامًا قلقها): "سنرى ما إذا كنتِ تستحقين هذه الفرصة."
أما ريم، فلم تغضب من هذه الكلمات، بل على العكس، ظهر على وجهها شيء أشبه بالتقدير…
ريم (بابتسامة صغيرة، لكن بعينين تحملان العزم): "لن تندموا على هذا."
في تلك اللحظة، كان الجو ثقيلًا كأن الغرفة قد امتلأت بدخان خفي لا يُرى، لكنه يُشعر من فيها بالاختناق.
كونان ما زال يحدق في ريم، يحاول استيعاب كلماتها، بينما كان هناك صراع واضح في عيني
هيبارا، تداخلٌ بين الشك والقلق والخوف من المجهول.
كونان (بصوت منخفض لكنه يحمل نبرة حادة): "إذن... أنتِ لم تهربي منهم بالكامل؟"
كانت نبرته أشبه بمشرط حاد يحاول اختراق الحقيقة المختبئة خلف كلمات ريم.
ريم تتنهد بهدوء، تضع يديها على الطاولة أمامها، وكأنها تستعد للكشف عن عبء ثقيل كان جاثمًا على كتفيها طوال هذه السنوات.
ريم (بهدوء يحمل ثقل الحقيقة القاتلة): "لا. المنظمة تعلم أنني على قيد الحياة… لكنها تظن أنني لا زلت أوفي بولائي لها."
لحظة صمت قاتلة تمر، قبل أن تشعر
هيبارا بقشعريرة تسري في جسدها، وكأن كابوسًا قد بدأ يمتد مجددًا إلى واقعها.
هيبارا (بحدة وقلق واضح): "هذا يعني أنهم يراقبونكِ؟!"
لم ترد ريم فورًا، بل هزّت رأسها ببطء، وكأنها تعطي للآخرين فرصة لاستيعاب الحقيقة قبل أن تلقي بالمزيد من الحقائق التي قد تغير كل شيء.
ثم، وبحركة هادئة، اتكأت للخلف، عيناها تحدقان في السقف للحظات قبل أن تنطق بكلماتها التالية.
ريم: "ليس دائمًا. لقد أتقنت التلاعب بهم لسنوات… كنت أخدعهم وأرسل تقارير مزيفة، أخبرهم أنني ما زلت أعمل في الظل لصالحهم، بينما في الحقيقة كنت أخطط لشيء آخر تمامًا."
لكنها تتوقف لوهلة، تتأمل عبارتها قبل أن تكمل بصوت أكثر جدية.
ريم (بنبرة ثقيلة تحمل حقيقة لا مفر منها): "لكنني أعلم أن ثقتهم بي ليست مطلقة... لو أخطأت مرة واحدة، لو لاحظوا أي ثغرة… سأُمحى من الوجود في لحظة."
قبضة كونان تُشد دون أن يشعر، تكاد أن تتحول أصابعه إلى صخر من قوة الضغط. الآن… بدأت الصورة تكتمل. ريم ليست مجرد ناجية، وليست مجرد خائنة للمنظمة… إنها جاسوسة تسير على حافة الموت في كل لحظة.
لكنه، رغم كل شيء، لم يزل غير قادر على تصديق أنها تكشف كل هذا بسهولة.
كونان (بعينين تضيقان في حذر شديد): "إذن... لماذا تخاطرين بكشف كل هذا لنا؟ لو علمتِ أننا قد نعتبركِ عدوة، لماذا تعترفين الآن؟"
تبتسم ريم ابتسامة مريرة، لم تكن ابتسامة ساخرة، بل كانت أقرب إلى ابتسامة شخص تعب من الركض، من الكذب، من الوحدة.
ريم (بهدوء كأنها كانت تتوقع هذا السؤال): "لأنني سئمت العيش في الظل. سئمت أن أكون وحيدة في هذه الحرب."
صمتت للحظة، ثم أكملت بصوت أعمق، يحمل في طياته صدقًا مخيفًا.
ريم: "كنت أظن أنني قادرة على إسقاطهم وحدي، كنت أؤمن أنني لا أحتاج إلى أحد… لكن الحقيقة التي أدركتها بعد كل هذا الوقت هي أنني بحاجة إليكما، تمامًا كما تحتاجان إلي."
هيبارا لم ترد على الفور. كان هناك صراع واضح في عينيها، كما لو أنها تحاول اختراق كل جدار تضعه ريم حول نفسها بحثًا عن ثغرة، عن أي علامة على الخداع.
هيبارا (ببرود، لكن بعيون حادة تحمل أطنانًا من الشكوك): "إذا كنتِ حقًا معنا، فهذا يعني أنكِ تعرفين الكثير… تعرفين عن الزعيم، عن عملياتهم الكبرى… لماذا لم تسقطيهم بعد؟"
نظرة ريم أصبحت أكثر جدية، أكثر حذرًا. أخذت نفسًا عميقًا، وكأنها تستعد للكشف عن شيء قد يغير مجرى هذه الحرب بأكملها.
ريم (بصوت منخفض لكنه مشحون بالثقل): "لأن المنظمة لم تعد كما كانت من قبل…"
كونان وهيبارا يتبادلان النظرات سريعًا، هذه الجملة وحدها كانت كافية لإثارة كل أنواع الأسئلة والشكوك.
ريم (تكمل، وعيناها تلمعان بوميض من الحذر والتصميم): "هناك شيء أكبر، شيء أكثر خطورة مما تتخيلان. حتى لو أسقطنا بعض الرؤوس، فهناك شبكة كاملة تعمل في الخفاء. منظمة ليست مجرد مجموعة مجرمين، بل أخطبوط له أذرع تمتد في كل مكان… إن تحركنا قبل الأوان، إن ارتكبنا أي خطأ…"
توقفت، لتترك كلماتها تتغلغل في عقليهما قبل أن تهمس بالكلمات الأخيرة:
ريم: "لن نحصل على فرصة أخرى."
ساد الصمت في الغرفة، لكن لم يكن صمت راحة، بل صمت العاصفة التي تسبق الانفجار.
كونان (بهدوء لكن بتركيز شديد): "إذا كنتِ معنا… فأثبتِ ذلك."
ريم لم ترد بالكلمات هذه المرة، بل تحركت ببطء.
مدّت يدها، أخرجت هاتفًا صغيرًا، بدا وكأنه شيء عادي، لكنه لم يكن كذلك.
بضغطة واحدة، ظهر صوت مشوّش عبر السماعة، صوت بدا كأنه تسجيل لمكالمة سرية.
لم يستطع كونان وهيبارا إلا أن يحدقا بعيون متسعة، بينما بدأ الصوت يتضح شيئًا فشيئًا…
وكأنهما يستمعان إلى شيء كان من المفترض أن يبقى مدفونًا في الظل إلى الأبد.
فماذا سيكون هذا التسجيل؟ وهل سيكون كافيًا لإثبات صدقها... أم أنه سيفتح بابًا جديدًا إلى الجحيم؟!
حافة الخيانة… أم بداية النهاية؟ 
في تلك اللحظة المشحونة بالتوتر، وبينما كان
كونان يطالب ريم بإثبات ولائها، ساد الصمت للحظات، لم يكن صمت راحة، بل صمتًا يسبق العاصفة.
نظرات
هيبارا كانت متوترة، بينما كان
كونان يحدق في ريم بعينين تراقبان كل حركة، كل نفس، وكأنه يحاول سبر أغوار عقلها بحثًا عن الحقيقة.
تنهدت
ريم بعمق، وكأنها تستجمع قواها قبل أن تمد يدها إلى جيبها، وتخرج هاتفًا صغيرًا، لا يختلف عن أي هاتف عادي، لكن ما يحتويه قد يكون أخطر من أي دليل حصلوا عليه حتى الآن.
بضغطها على زر معين، انبعث صوت مشوش من السماعة، كأنه تسجيل سري لمكالمة تمت في مكان لا يصل إليه سوى الظلام.
[صوت في التسجيل]
"رام، لقد حصلتِ على وصول جزئي لأنظمة الشرطة، لكننا نريد المزيد. هناك بيانات حساسة بشأن التحقيقات ضدنا، خصوصًا الملفات المتعلقة بشينيتشي كودو… نريد تلك البيانات خلال 48 ساعة. لا تخيبي ظننا."
حدّق
كونان و
هيبارا في ريم بدهشة، بل بصدمة حقيقية. هذا التسجيل وحده كفيل بإثبات أنها لا تزال على تواصل مع المنظمة… لكنها الآن تستخدمه ضدهم!
هيبارا (بصوت مرتعش قليلًا، وعيناها تضيقان بشك): "إذن… كانوا يريدونكِ أن تخترقي أنظمة الشرطة؟!"
هزّت
ريم رأسها ببطء، وعيناها تعكسان ثقل الماضي والاختيارات التي قادتها إلى هذه اللحظة. تذكرت تلك الليلة عندما نفذت المرحلة الأولى من المهمة، كيف كان عليها أن تقتحم الأنظمة، كيف كادت أن تصل إلى البيانات التي أرادوها… لكنها لم تستطع.
ريم (بصوت هادئ لكنه يحمل حدة قاطعة): "نعم. ولأنني لم أُكمل المهمة، أصبحت الآن في موقف صعب… المنظمة لا تزال تظن أنني أعمل لصالحها، لكن في اللحظة التي يكتشفون فيها الحقيقة، لن يكون لدي وقت للهروب."
ضغط
كونان على ذقنه، عقله يعمل بسرعة في تحليل كل السيناريوهات الممكنة. كان يعلم أن المنظمة لا تمنح فرصًا ثانية… وأن ريم، رغم كل شيء، تسير على حافة الخطر.
كونان (بجدية وهو ينظر إليها مباشرة): "إذا كان الأمر كذلك، فهذا يعني أن المنظمة الآن تراقبكِ عن كثب… وهم ينتظرون النتائج."
ابتسمت
ريم ابتسامة خفيفة، لكنها لم تكن ابتسامة راحة، بل ابتسامة شخص يعرف أن وقته محدود، أن كل لحظة تمر هي اختبار جديد للبقاء على قيد الحياة.
ريم: "ليس بعد. لقد خدعتهم ببعض البيانات الزائفة، مما منحني وقتًا إضافيًا… لكنهم لن يصدقوا ذلك للأبد."
تقدمت
هيبارا خطوة إلى الأمام، عيناها لا تزالان تضيقان بريبة، لكنها لم تستطع إنكار أن الموقف قد تغير تمامًا.
هيبارا (بصوت واضح لكنه يحمل توترًا خفيًا): "وهذا يعني أننا جميعًا في خطر الآن… كل خطوة نقوم بها قد تكون مراقبة."
لم تكن كلماتها تهديدًا بقدر ما كانت تحذيرًا… وتحذيرًا لم يكن من السهل تجاهله.
لكن
كونان، رغم كل شيء، لم يُزح نظره عن ريم، لا يزال هناك شيء يريد التأكد منه، شيء لم يجد له إجابة بعد.
كونان (بهدوء لكنه يراقب ريم بحذر): "لدي خطة… لكن قبل ذلك، أريد أن أعرف شيئًا واحدًا، ريم."
رفعت
ريم نظرها إليه، ملامحها لم تتغير، لكنها كانت تدرك أن هذا السؤال قد يحدد كل شيء.
كونان (بتركيز حاد، وكأنه يبحث عن أي ذرة تردد في ملامحها): "لماذا لم تخوني الشرطة؟ لماذا لم تخبري المنظمة أنكِ كُشفتِ؟ لو كنتِ بالفعل معهم، لكنتِ قد فعلتِ ذلك منذ اللحظة الأولى."
تجمدت الغرفة للحظات، قبل أن تأخذ
ريم نفسًا عميقًا، تترك الكلمات تتشكل في عقلها قبل أن تنطق بها.
وأخيرًا، ابتسمت… لكنها لم تكن ابتسامة ساخرة، ولا ابتسامة ثقة، بل كانت ابتسامة شخص قد حسم أمره منذ زمن بعيد.
ريم: "لأنني اخترت طريقي، يا شينيتشي كودو… اخترت أن أسقط المنظمة، وليس أن أخدمها."
ساد الصمت مرة أخرى، لكن هذه المرة… لم يكن هناك شك.
كونان و
هيبارا تبادلا النظرات، هذه المرة كان الأمر مختلفًا.
الآن… أصبح لديهم حليف غير متوقع في قلب الخطر.
لكن السؤال الحقيقي لم يكن عن نوايا ريم… بل عن مدى قدرتهم على استخدام موقعها داخل المنظمة لقلب الطاولة عليها.
فالخطوة القادمة لن تكون مجرد مواجهة… بل ستكون حربًا من أجل البقاء.
المواجهة القادمة ستكون أخطر مما توقعوا… فماذا ستكون خطوة المنظمة القادمة؟!
من الظلام إلى النور؟
(في تلك الليلة، جلس كونان وحده في غرفته، يحلل كل ما حدث.)
كانت أفكاره متشابكة… هل أخطأ بالسماح لريم بالانضمام إليهم؟ هل يمكنها حقًا أن تكون حليفة؟ أم أن هذا مجرد فخ؟
أخذ ورقة بيضاء، وبدأ يكتب فيها النقاط الأساسية:
ريم كانت "رام"، اليد اليمنى لزعيم المنظمة السوداء.
لم تحاول إنكار ماضيها، لكنها تزعم أنها تريد التمرد.
يمكنها كشف كونان وهيبارا بسهولة، لكنها لم تفعل. لماذا؟
هل يمكن أن تكون تخدعهم، أم أن لديها دافعًا حقيقيًا؟
كل الأدلة منطقية، لكن الإجابة الحاسمة ما زالت مفقودة.
في هذه الأثناء، كانت ريم تقف على سطح مبنى مرتفع، تنظر إلى المدينة تحتها، بينما الرياح تعصف بشعرها.
ريم (بصوت منخفض، تخاطب نفسها): "لقد اخترتُ طريقي… ولا عودة للوراء."
لكن في أعماقها، كانت تعلم أن الماضي لن يختفي بسهولة…