فخر المدونين الريفُ صوتك و المدائن صوتهم ، أنت الهدوء و كلهم إزعاج ! (7 زائر)


RELENA

و العيشُ كم يحلو هناك و الله يا قدري اصطفاك قد حان نومك في ثراك وطنٌ حنون ..
إنضم
10 يوليو 2013
رقم العضوية
728
المشاركات
15,376
الحلول
1
مستوى التفاعل
23,084
النقاط
1,656
أوسمتــي
20
العمر
29
الإقامة
GAZA
توناتي
3,535
الجنس
أنثى
LV
5
 
لا نكتب لأن الوقت يسمح، بل لأنه ينفد.
ولا نصرخ حبًا بالصوت، بل لأن الصمت يقتل.
كلماتنا خرجت من تحت الركام، ومن بين الألم، لتصل إليك.

ليست مجرد كلمات، بل رسائل تُكتب بالدم، وتنتظر من يردّ الصدى قبل فوات الأوان.
أكتب إليكم هذه الكلمات في أدق أوقات الحرب خطرًا، في وقتٍ ستشهد فيه المعركة زخماً جديداً، وربما تعود علينا بوَيْلاتها من جديد كما كانت في أولها.

وليس هذا تخويفًا لأحد، بل أخذٌ بالحذر كما أمرنا الله، وحملٌ لتهديدات أعدائنا على محمل الجد.
كلماتي هذه من وسط النزوح والألم، أضعها بين يديك في نقاط سريعة:

▪ أولًا : لا نَمُنُّ عليكم بجهادنا بأنفسنا.
فهذه حرب فُرضت علينا، لا خيار لنا فيها إلا الصبر، والرضا بقضاء الله، والمرابطة على ثغر عسقلان.
ولا تَمُنّوا علينا بواجب كلفكم الله به، وهو واجب النصر لإخوانكم. فها هي أمريكا وأوروبا وبعض المطبعين يمدّون الكيان جواً وبراً وبحراً بالمال والسلاح والغذاء دون توقف، ولا تسمع منهم كلمة منٍّ أو أذى، بينما نجد بعضًا من إخواننا – ممن يشاطرنا الدين بل والوطن – إذا تبرع بسقيا ماء، مَنَّ عليك كأنه فتح فلسطين!

أقول لهؤلاء : ما تفعلونه ليس منّةً علينا، بل واجب كلفكم الله به مع إخوانٍ تلزمكم نصرتهم بما تستطيعون. وقد قال رسول الله ﷺ:
«جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم».

▪ ثانيًا : إن الله قد جعل غزة خط الدفاع عن كرامة أمةٍ كاملة.
فإن تركتم غزة وحدها، واستطاع العدو – لا قدّر الله – كسرها، فسيتفشى سرطان العدوان ويتمدد إلى بلادكم؛ لأن دولة الكيان لا حدود لها، تتمدد بالسلام وتنكمش بالجهاد.
فإن نصرتم غزة، نجت ونجوتم، وإن تركتموها، أُكلتم يوم أُكل الثور الأبيض.

▪ ثالثًا : اعلموا أن المعركة ليست ضد تنظيم أو جماعة معينة.
بمعنى: لو استسلمت هذه الجماعة أو التنظيم، لما توقفت الحرب ولا انتهت المعركة.
فالمعركة تهدف إلى كيّ الوعي، وتحطيم الإرادة، واستنزاف الكرامة، وتهجير شعبٍ كامل.
فإذا نصرتنا، فإنما تنصر شعبًا لا جماعة. وإذا كانت أمريكا قد صرحت قولًا وفعلًا أنها لن تسمح بهزيمة دولة الكيان، فكيف تسمحون أن يُهزم إخوانكم، وهزيمتهم هزيمتكم ونصرهم نصركم؟!
وإن كان الغرب لا يخجل من نصرة تلك الدولة اللقيطة المارقة، فكيف ترضون بتهجير شعبٍ تجذّر حقه في هذه الأرض آلاف السنين؟

▪ رابعًا : من لم يستطع نصرتنا بالمال، فلينصرنا باللسان:
🔸 إن كان عالمًا، فلينصرنا بفتواه.
🔸 وإن كان إعلاميًا، فلينصرنا بإعلامه.
🔸 وإن كان إمام مسجد، فلينصرنا بقنوته ودعائه.
🔸 وإن كان ربَّ أسرة، فليحدّث أبناءه عن قضيتنا.
🔸 وإن كان طبيبًا، فليتواصل مع إخوانه الأطباء باستشاراته، إن لم يستطع القدوم إلينا بنفسه.
فمن لم يستطع أن ينطق بالحق، فلا ينطق بالباطل.
ومن سلِمت من لسانه دولةُ الكيان، فلتسلم من لسانه غزة وأهلها.

▪ خامسًا: أقول لك يا أخي في خارج غزة…
أنت على ثغور لسنا نحن عليها، فلا نُؤتى من قِبلك.
لا تَخذلنا، ولا تَطعَنَّا بلسانك.
واحذر أن يكون خصمَك يوم القيامة:
يتيمًا ذا مسغبة، أو مسكينًا ذا متربة، أو مظلومًا من عدوّه، أو شهيدًا في سبيل الله، أو مجاهدًا يذود عن كرامتك، أو عالمًا وقف في وجه الطغيان.

▪ سادسًا: رغم تذكيري بواجب نصرتنا، فلا أنسى شكر من قدّم لنا من إخواننا الغالي والنفيس، ولا شكر العلماء الذين بذلوا أوقاتهم في نصرة قضيتنا، ولا الأطباء الذين جاؤوا لعلاج مرضانا، ولا كل حرٍّ بذل ما بذل في سبيل الله.

فهؤلاء لا نستطيع مكافأتهم، ونكل جزاءهم إلى الله.
وفي الأمة – بإذن الله – خيرٌ لا ينقطع، وإن كان أدنى بكثير مما هو مطلوب منها
وبعد

هذه رسالة نحتّها من قلبي، وكتبتها ذكرى للذاكرين، فمن استطاع أن يقدم اليوم شيئًا فليقدمه، قبل أن يأتي يومٌ تتمنى فيه أن تقدم أضعاف ما طلب منك اليوم، ويكون قطار الجهاد قد فاتك، فتسجَّل مع القاعدين.

اللهم هل بلغت؟
اللهم فاشهد

كتبه : الشيخ فادي الدالي / غزَّة
 

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل