صدمت حقاً منها , و تركتني في حيرة من أمري , لا استطيع مواجهتها
ظنها بانني المذنبة ذلك يعذبني , و لكن لم أعد اهتم فكـلما هربت لحقني ظلها
يريدني ان انعزل لوحدي , دون ان اجر معي روحي , تلك التي رسمت الي الابتسامة , تريد أخذها مني
تريد سرقة كل ما املك , ابتسامتي , الناس من حولي , حياتي !!
تريدني ان اعيش في القبر , في الجحيـم , تريدني ان اقع في حفرة ما , تريدني أن اختفي من الوجود !!
كان ظنها خاطئ , وقعت في شبكة شكوكها , لن اخرج و لن افك منها الا بان اموت
تلك الشبكة منسوجةٌ في غرفة مظلمة لا يمكنني الرؤية فيها , اشعر و لو اني سأنفجر
فحرارة الغرفة مرتفعة , و مدى غظبي مرتفعٌ بشكـل أكبر
لا استطيع قص تلك الشبكة فذلك يؤلمني كثيراً , لا استطيع اذلال نفسي أكثر
فكبريائي يمنعني , لا استطيع الصمود أكثر , لا استطيع الخضوع أكثر , لا استطيع السكوت أكثر ..
أشعر و لو اني اريد قتلها , تمزيق احشائها !!
وجهها شاحب , لو نظرت اليه احسست بانها شيطآن قادم
ضربتني , اهانتني , احتقرتني , كذبتني , تنمرت علي بكل الوسائل
و لكنني ظللت صامتة , ففي النهاية كـل شيئ سينتهي , و لكن كان اعتقادي خاطئ .
فهذا النوع من البشر يكفي الانسان لكرههـم يوم واحدٌ فقط !!
فـمابال الأيام و قد كرهتها 1000 مرة بالفعل , كل دموعي طوال الوقت كانت هباء , ما يؤلمني
انها روحي الثانية , كنت معها منذ المرحلة الابتدائية , كـتوأم الروح , ملتصقتان بعضنا بالآخر
اتبع ظلها و تتبع ظلي , ننام و نحلم بنفس الحلم دائماً , كانت اسوأ كوابيسي ان افترق عنها لمدة يومٍ واحد
" لن نفترق , و حتى ان فرقنا العالم , فكلتانا تنظر لمثل الاتجاه " تلك كانت كلماتٌ نرددها دائماً ..
هذا ما جعلني ابكـي , دموعي تهطل بغزارة .. صوتها اصبح كابوساً يراودني ليلاً
شكلها اصبح شيطاناً يلاحقني , انفاسها الطيبة باتت نتنة ..
أشعر بالاسف كلما رأيتها , و كأنني اريد ان ابكي , اصرخ , اعود للوراء
و لكن الآن باتت احلامي تتلاشى شيئاً فشيئاً منذ تلك اللحظة التي فرقتنا اتفه الرغبات ...
فمتى كان ما يفرح البشر سبب حسرتهم ؟!!
فانا اذكر تلك التفاصيل و كأنها حدثت بالأمس !!
" فتاة مهووسة بالعلوم , حلمها ان تكون عالمة ..
في ذلك اليوم ظهرت نتائج العلوم لصفنا في ذلك اللوح الذي كسرته من شدة حسرتي ..
- اوه , اختي , لقد حصلت على الدرجة النهائية في العلوم
- ماذا ؟!!
- نعم , لماذا انتي هكذا ؟ , هل ينقصني شيئ ما ؟
- لا
بدت تلك الدموع في عينيها منذ تلك اللحظة , تتساقط ببطئ على وجنتيها و هي تشاهد درجتها
معلقة على ذلك اللوح , كانت درجتها مميزة و مرتفعة الا ان مستواها قد تدنى قليلاً , قليلاً فقط ..
ركضت تلك الفتاة باتجاه استاذة المواد العلمية و بالوقت ذاته لحقت بها !!
لانها توأم روحي حقاً ..
- ابتعدي , ماذا تريدين مني !!
- لماذا تبكين ؟
- قلت اغربي عن وجهي , وجهك الأحمق يزيدني غضباً , و علامات الفرح لتلك الدرجة قد بدت على وجهكِ
و أعمالكِ الجاسوسية قد ظهرت
- ماذا ؟ أنا ؟ , و لكـن ...
قاطعتني و صرخت بوجهي , اهانتني و ضربتني ..
كنت صامتةً اكرر كلماتها التي باتت قساوتها كالحجر تماماً في ذاكرتي
كنت فقط اريد ان اخبرها بان تحصل على درجةٍ اكبر في الامتحانات النهائية , فالعالم لم ينتهي , و سأتخلى
عن المسابقة العلمية لأجلها ..
كانت تلك أول دموعٍ تسقط , سببها ذلك الحسد , و ذلك الهوس الذي بامكانه ان يقطع كل شيئ
كسرت ذلك اللوح , و غرمت ايضاً عليه , كنت لا ابالي ابداً بمن حولي , و لا اهتم لتلك الحصص بالمدرسة
تدنى مستواي الشهري كثيراً , و حرمت من جميع الرحلات الترفيهية , استمرت في ضربي , و اهانتي , و التنمر علي
و لكني بقيت اكتم كل ذلك في قلبي "
أدركت أن ذلك النوع من البشر مجرد انانيون و متسلطون , يعطون أنفسهم أكثر مما تستحق
و لكن لما اشعر بالأسف تجاهها ؟! ربما لانني لازلت احبها فنسيان كل شيئ امرٌ صعب
و لكنني غادرت حقاً من تلك الغرفة المظلمة و قد اغلقت الباب بقوة ايضاً , ذهبت خائفةً حتى
لا يتكرر ذلك الموقف , رحيل أحد الأحباب عني !!
و وقفت من جديد , و قمت برفع درجاتي لأعود تلك المتميزة ...
لذلك فقد بقيت تلك الفتاة مجرد ذكرى سيئة في ذاكرتي ...
♥
♥
♥
هذه القصة مهداة لفتاةٍ لم أعد احبها , و لا افكر في ذلك ابداً
في أمان الله ~*