[TBL="http://www.7fth.com/img/1426234061071.png"]
[/TBL][TBL="http://www.7fth.com/img/1426234061242.png"]
إن الحمد لله .. نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن سيئات اعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد ان لا آله إلا الله و أن محمداً عبد الله ورسوله ، بلّغ الرسالة ، و أدّى الامانة ، ونصح الأمّة ،
وكشف الله به الغمّة ، وتركنا على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ،
ثم أما بعد ,,
يا لحسن حظ من فتح سورة الكهف فقرر أن يحفظها فقرأها كل يوم فأحفظه الله إياها ,,
فأفهمه الله اياها ,,
فحرك جوراحه لما فيها ,,
فكانت نورا له.
(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ,, ))
إلتمسوا نورها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين"
رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني.
وأيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق"
رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني.
وأيضا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء
يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين "
وهذه السورة قررت أن أعيش معها حتى آتي بما فيها عملا و حفظاً إن شاء الله تعالى
لما وجدت فيها من كثير الدروس و الفوائد التي لا زالت و ما زالت تبهرني
و تزيدني يقينا أن هذا القرآن ما كلام بشر ,,
بل هو كلام خالق الخلق و مقدر المقادير و عالم كل شيء
أسألكم أيضا أن تبدأوا معي
و ان شاء الله كل فترة سنركز على عدد من الأيات "لن يزيد" عن عشر أيات في المرة الواحدة
و أعدكم إن شاء الله أنها ستكون شيقة و معينة لكم لتكون بداية لحفظ كتاب الله والعمل بما فيه.
وهيا بنا نبدأ هذه المرة مع شيء يسير عن السورة و سبب نزولها و آيتين نعيش معهم
إن كفار مكة أرسلوا إلى علماء يهود في المدينة فقالوا لهم: أنتم أهل كتاب، ومحمد يزعم أنه
أوحي إليه بكتاب، فأخبرونا عنه، فقال لهم اليهود: اسألوه عن ثلاث ،
فإن هو أجابكم عنها فهو نبي، وإن لم يجبكم فهو متقول ،
اسألوه عن فتية ذهبوا في الزمن الأول ، واسألوه عن رجل طاف المشارق والمغارب ،
واسألوه عن الروح.
فعادوا فاجتمعوا بالنبي عليه الصلاة السلام فقالوا: يا محمد!
إنا سائلون أسئلة إن أنت أحسنت الجواب عنها علمنا أنك نبي ،
وإن لم تجب فأنت متقول ، ما قصة فتية ذهبوا في الزمن الأول؟
وأخبرنا عن رجل طاف المشارق والمغارب؟ وما الروح؟ فقال لهم: غداً أجيبكم.
وإذا بالغد يأتي، ثم يأتي اليوم الثاني والثالث إلى أن مضى خمسة عشر يوماً ،
ولم يأته الوحي بجواب هؤلاء، فانزعج صلى الله عليه وسلم جداً ،
وأخذ الكفار يقولون: ها نحن سألنا محمداً فافتضح عندنا ولم يحسن الجواب.
وفي اليوم الخامس عشر جاءه جبريل بالوحي ، وعاتبه ربه في قوله:
غداً أجيبكم ، ولم يقل: إن شاء الله ،
وكان قد نسيها صلى الله عليه وسلم ، ولذاك قوله تعالى في السورة:
(( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) [الكهف:23-24].
ثم تداركه الله بلطفه ورحمته فأوحى إليه بالجواب عن الفتية وعن الرجل الطواف ،
وأخبره بجواب سؤالهم عن الروح في قوله تعالى:
(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) [الإسراء:85].
فكان الجواب عن الروح أنه لا جواب ، وأن علم الروح من أمر الله تعالى؛
لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل ,,
وجاء الجواب في سورة الكهف عن الفتية الذين ذهبوا في الدهر الغابر ،
وعن قصة الرجل الذي طاف الآفاق.
رواية بن عباس رضي الله عنه عن القصة : بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط
إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله ،
فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء ، فخرجا حتى قدما
المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله ،
وقالا: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا، قال ، فقالت لهم:
سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن، فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل، فالرجل متقول،
فروا فيه رأيكم.
سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإنهم قد كان لهم شأن عجيب.
وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟
فإن أخبركم بذلك، فهو نبي فاتبعوه، وإن لم يخبركم فإنه رجل متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا
لكم، فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش، فقالا: يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما
بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور، فأخبروهم بها، فجاءوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أخبرنا، فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أخبركم غدا عما سألتم عنه ولم يستثن، فانصرفوا عنه، ومكث رسول الله
صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيا، ولا يأتيه جبريل عليه
الصلاة والسلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا واليوم خمس عشرة ليلة، وقد
أصبحنا فيها ولا يخبرنا بشيء عما سألناه، وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث
الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام
من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه
من أمر الفتية، والرجل الطواف، وقول الله عز وجل: وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ [الكهف: 83].
إلى آخر الآيات.
ملحوظة:
في رواية بن عباس ( لم يستثن أي لم يقل إن شاء الله )
هيا بنا نتوقف مع قوله سبحان وتعالى:
" وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ "
في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين
كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه قل: إن شاء الله ،
فلم يقل إن شاء الله ؛ فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل ،
والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون.
وقالها الذبيح في قوله عليه السلام: ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) ،
فصبر حتى فداه الله بالذبح
مسألة: لم يرد شيء عن إثم من لم يقل ان شاء الله أو وجوب قولها ،
و لكنها على الاستحباب و الأدب و الأمثل و الأنسب لأنه لا يقوم شيء في هذا الكون
إلا على مشيئة الله سبحانه و تعالى كما قال تعالى: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) .
قال النووي في شرح مسلم: يستحب للإنسان إذا قال سأفعل كذا أن يقول:
إن شاء الله تعالى على جهة التبرك والامتثال لقول الله تعالى:
(( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله )).
جاءت مرة من المرات فنسيت أن تقولها ثم تذكرت بعد ذلك ، فماذا تفعل ؟
إذا تقولها حينما تتذكرها وذلك لقوله سبحانه وتعالى:
(( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ))
الأيتين المطلوب حفظهم و العمل بهم من الآن هم:
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ( 23 )
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)
[الكهف: 23-24]
أي أن الله يعاتب النبي صلى الله عليه و سلم على نسيانه قول "إن شاء الله"
و يرشدنا إلى الأدب في إذ عزمنا على فعل شيء في المستقبل أن نرد ذلك إلى مشيئة الله
و إذا نسينا ذلك و تذكرنا نقولها (( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ )) ,,
ثم تدبر معي كيف يعلمنا الله بهذا الدعاء معنى ما قد سبق ذكره
(( وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ))
وهذا هو قمة التفويض لله و مشيئته
سبحانه كيف يعملنا ,, سبحانه كيف يؤدبنا !
فلتحفظ هاتين الأيتين و لتبدأ العمل بهم من هذه اللحظة
** أهم شيء نسمع هاتين الأيتين وراء شيخ معتبر على الإنترنت مثلا
و نرددها وراءه أكتر من مرة حتى نحفظها ثم نعمل بهم كما تعملنا معناهم معاً
اختم بهذه الرقيقة :
و أنا أكتب هذه الكلمات كنت أستمع لسورة "الكهف"
وأول ما وصلت للحديث عن قوله (( وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا )) ،
حاولت أن أستشعر و أستجمع المعنى حتى أكبه لكم في هذه السطور فلم أستطع ،
فركزت للحظة مع الأيات التي تقرأ فسمعت الشيخ مشاري يتلو
"وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا" ,,
ففوضته سبحانه أن يصل إليكم هذا المعنى و أنا على يقين أنه قد وصل بإذن الله .
"
المصادر : تفسير بن كثير - اسلام ويب
كما لا أنسى أن أشكر صاحبة التصميم للطقم ᴊ Ranya
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..[/TBL][TBL="http://www.7fth.com/img/1426234061373.png"]
[/TBL]
[/TBL][TBL="http://www.7fth.com/img/1426234061242.png"]
إن الحمد لله .. نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن سيئات اعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد ان لا آله إلا الله و أن محمداً عبد الله ورسوله ، بلّغ الرسالة ، و أدّى الامانة ، ونصح الأمّة ،
وكشف الله به الغمّة ، وتركنا على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ،
ثم أما بعد ,,
يا لحسن حظ من فتح سورة الكهف فقرر أن يحفظها فقرأها كل يوم فأحفظه الله إياها ,,
فأفهمه الله اياها ,,
فحرك جوراحه لما فيها ,,
فكانت نورا له.
(( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ,, ))
إلتمسوا نورها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين"
رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني.
وأيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق"
رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني.
وأيضا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء
يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين "
وهذه السورة قررت أن أعيش معها حتى آتي بما فيها عملا و حفظاً إن شاء الله تعالى
لما وجدت فيها من كثير الدروس و الفوائد التي لا زالت و ما زالت تبهرني
و تزيدني يقينا أن هذا القرآن ما كلام بشر ,,
بل هو كلام خالق الخلق و مقدر المقادير و عالم كل شيء
أسألكم أيضا أن تبدأوا معي
و ان شاء الله كل فترة سنركز على عدد من الأيات "لن يزيد" عن عشر أيات في المرة الواحدة
و أعدكم إن شاء الله أنها ستكون شيقة و معينة لكم لتكون بداية لحفظ كتاب الله والعمل بما فيه.
وهيا بنا نبدأ هذه المرة مع شيء يسير عن السورة و سبب نزولها و آيتين نعيش معهم
إن كفار مكة أرسلوا إلى علماء يهود في المدينة فقالوا لهم: أنتم أهل كتاب، ومحمد يزعم أنه
أوحي إليه بكتاب، فأخبرونا عنه، فقال لهم اليهود: اسألوه عن ثلاث ،
فإن هو أجابكم عنها فهو نبي، وإن لم يجبكم فهو متقول ،
اسألوه عن فتية ذهبوا في الزمن الأول ، واسألوه عن رجل طاف المشارق والمغارب ،
واسألوه عن الروح.
فعادوا فاجتمعوا بالنبي عليه الصلاة السلام فقالوا: يا محمد!
إنا سائلون أسئلة إن أنت أحسنت الجواب عنها علمنا أنك نبي ،
وإن لم تجب فأنت متقول ، ما قصة فتية ذهبوا في الزمن الأول؟
وأخبرنا عن رجل طاف المشارق والمغارب؟ وما الروح؟ فقال لهم: غداً أجيبكم.
وإذا بالغد يأتي، ثم يأتي اليوم الثاني والثالث إلى أن مضى خمسة عشر يوماً ،
ولم يأته الوحي بجواب هؤلاء، فانزعج صلى الله عليه وسلم جداً ،
وأخذ الكفار يقولون: ها نحن سألنا محمداً فافتضح عندنا ولم يحسن الجواب.
وفي اليوم الخامس عشر جاءه جبريل بالوحي ، وعاتبه ربه في قوله:
غداً أجيبكم ، ولم يقل: إن شاء الله ،
وكان قد نسيها صلى الله عليه وسلم ، ولذاك قوله تعالى في السورة:
(( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )) [الكهف:23-24].
ثم تداركه الله بلطفه ورحمته فأوحى إليه بالجواب عن الفتية وعن الرجل الطواف ،
وأخبره بجواب سؤالهم عن الروح في قوله تعالى:
(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) [الإسراء:85].
فكان الجواب عن الروح أنه لا جواب ، وأن علم الروح من أمر الله تعالى؛
لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل ,,
وجاء الجواب في سورة الكهف عن الفتية الذين ذهبوا في الدهر الغابر ،
وعن قصة الرجل الذي طاف الآفاق.
رواية بن عباس رضي الله عنه عن القصة : بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط
إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله ،
فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء ، فخرجا حتى قدما
المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله ،
وقالا: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا، قال ، فقالت لهم:
سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن، فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل، فالرجل متقول،
فروا فيه رأيكم.
سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإنهم قد كان لهم شأن عجيب.
وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟
فإن أخبركم بذلك، فهو نبي فاتبعوه، وإن لم يخبركم فإنه رجل متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا
لكم، فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش، فقالا: يا معشر قريش قد جئناكم بفصل ما
بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور، فأخبروهم بها، فجاءوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أخبرنا، فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أخبركم غدا عما سألتم عنه ولم يستثن، فانصرفوا عنه، ومكث رسول الله
صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيا، ولا يأتيه جبريل عليه
الصلاة والسلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا واليوم خمس عشرة ليلة، وقد
أصبحنا فيها ولا يخبرنا بشيء عما سألناه، وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث
الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه الصلاة والسلام
من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه
من أمر الفتية، والرجل الطواف، وقول الله عز وجل: وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ [الكهف: 83].
إلى آخر الآيات.
ملحوظة:
في رواية بن عباس ( لم يستثن أي لم يقل إن شاء الله )
هيا بنا نتوقف مع قوله سبحان وتعالى:
" وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ "
في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
قال سليمان بن داود عليهما السلام لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين
كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه قل: إن شاء الله ،
فلم يقل إن شاء الله ؛ فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل ،
والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون.
وقالها الذبيح في قوله عليه السلام: ( ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) ،
فصبر حتى فداه الله بالذبح
مسألة: لم يرد شيء عن إثم من لم يقل ان شاء الله أو وجوب قولها ،
و لكنها على الاستحباب و الأدب و الأمثل و الأنسب لأنه لا يقوم شيء في هذا الكون
إلا على مشيئة الله سبحانه و تعالى كما قال تعالى: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) .
قال النووي في شرح مسلم: يستحب للإنسان إذا قال سأفعل كذا أن يقول:
إن شاء الله تعالى على جهة التبرك والامتثال لقول الله تعالى:
(( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله )).
جاءت مرة من المرات فنسيت أن تقولها ثم تذكرت بعد ذلك ، فماذا تفعل ؟
إذا تقولها حينما تتذكرها وذلك لقوله سبحانه وتعالى:
(( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ))
الأيتين المطلوب حفظهم و العمل بهم من الآن هم:
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ( 23 )
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)
[الكهف: 23-24]
أي أن الله يعاتب النبي صلى الله عليه و سلم على نسيانه قول "إن شاء الله"
و يرشدنا إلى الأدب في إذ عزمنا على فعل شيء في المستقبل أن نرد ذلك إلى مشيئة الله
و إذا نسينا ذلك و تذكرنا نقولها (( وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ )) ,,
ثم تدبر معي كيف يعلمنا الله بهذا الدعاء معنى ما قد سبق ذكره
(( وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ))
وهذا هو قمة التفويض لله و مشيئته
سبحانه كيف يعملنا ,, سبحانه كيف يؤدبنا !
فلتحفظ هاتين الأيتين و لتبدأ العمل بهم من هذه اللحظة
** أهم شيء نسمع هاتين الأيتين وراء شيخ معتبر على الإنترنت مثلا
و نرددها وراءه أكتر من مرة حتى نحفظها ثم نعمل بهم كما تعملنا معناهم معاً
اختم بهذه الرقيقة :
و أنا أكتب هذه الكلمات كنت أستمع لسورة "الكهف"
وأول ما وصلت للحديث عن قوله (( وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا )) ،
حاولت أن أستشعر و أستجمع المعنى حتى أكبه لكم في هذه السطور فلم أستطع ،
فركزت للحظة مع الأيات التي تقرأ فسمعت الشيخ مشاري يتلو
"وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا" ,,
ففوضته سبحانه أن يصل إليكم هذا المعنى و أنا على يقين أنه قد وصل بإذن الله .
"
المصادر : تفسير بن كثير - اسلام ويب
كما لا أنسى أن أشكر صاحبة التصميم للطقم ᴊ Ranya
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
[/TBL]