[TBL="http://www.m5zn.com/newuploads/2015/04/05/jpg//m5zn_957c645d775112f.jpg"]
[/TBL][TBL="http://www.m5zn.com/newuploads/2015/04/05/jpg//m5zn_78405ca22b057ca.jpg"]
الحمدلله القوي المتين , القاهر الظاهر الملك الحق المبين , لا يخفى على سمعه خفُّي الأنين,
ولا يغرب عن بصره حركات الجنين , ذلّ لكبريائه جبابرة السلاطين,
وقضى القضاء بحكمته وهو أحكم الحاكمين , أحمده حمد الشاكرين ,
وأساله معونة الصابرين, و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في الأولين والآخرين,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى على العالمين.
★
نعمة حلاوة الإيمان ولذة الطاعة والإحسان , نعمة لا يدركها ولا يعرف قيمتها إلا من ذاقها
وأحس بها وعاش معها , ولذة لا يستشعر أثرها إلا من تذوق طعمها وأنس بوجودها .
وحلاوة الإيمان تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق ,
فيأنس بها القلب وتطمئن بها النفس , فلا يحس معها المرء بأرق ولا قلق ولا ضيق,
قال تعالى : \" فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)
وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)
لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)"الأنعام"
و الإيمان عنصر هام في عقيدة المسلم ، فلا يصلح إسلامٌ يخلو من الإيمان ؛
وهو تركيب متجانس ، يكمل بعضه بعضاً ، يتفرع إلى ستة أقسام رئيسية ؛
سنصبو إليها بإذن الله تعالى في هذه السلسلة المتكونة من ستة أجزاء
واللتي كانت فكرتها بالبداية عبارة عن موضوع واحد
لكن الإيمان مسألة مترامية الأطراف و المعالم ، ومتشعبة الجذر
فكل جزء سيكون عن رُكن من أركان الأيمان بإذن الله ..
★
الإيمان لغةً : التصديق ،
و شرعا : هو التصديق بالقلب ، و الإقرار باللسان ، و العمل بالجوارح
فالإيمان أولا هو تصديق و ثقة تامة لا تشوبها شائبة بالله وملائكته وكتبه و رسله و اليوم الآخر
و القدر ، فنجزم بوجودهم ، ثم يأتي إقرارنا بجزمنا و التأكيد عليه ،
و يلي الجزم و التأكيد العمل و التناصح ، و تطبيق ما يترتب على هذا الإيمان من فوائد و حكم ..
★
" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " (البقرة, الآية 285).
و قوله صلّى الله عليه و سلم عندما سئل عن الإيـمـان:
"أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر, و تؤمن بالقدر خيره و شره" (رواه مسلم ).
فواجب المسلم منّا ، أن يُفعّل إيمانه ، ثم يقرّ به ، ثم يزينه بالعمل و الاجتهاد ،
فلقد جاء في الآية اللتي سلف ذِكرها تصريح صريح ،
يُخبرنا بإيمان النبي صلى الله عليه و سلم بالله ، و ملائكته ،
وكتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره وشره
ثم أكّده في حديثه الشريف ؛ فكلّ هذه الآيات و الأحاديث و اللتي ذكرناها و اللتي لم نذكرها ،
تصب في مصب الإيمان ..
و بعدما عرفنا ما الإيمان ، ولماذا نؤمن وجب أن نتطرق إلى أركانه
و أعمدته .
★
طلب كفار قريش من النبي صلى الله عليه و سلم أن ينسب لهم ربه ..
فنزلت سورة الإخلاص " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"
سورة تعادل ثُلث القرآن ، وَصفت رب الأرباب ،
عزّ وجل و تقدس وتسامى وترفع عن كل نقص و سهو .
فما الإيمان بالله سبحانه؟ وما دلائل وجوده سبحانه؟
وما هي شبهات الملحدين وما الرد عليها؟ وما حق الله على عباده؟
أما الإيمان بالله:
فهو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه رب كل شيء ومليكه وخالقه –
وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة وصيام، ودعاء، ورجاء، وخوف،
وذل وخضوع – وأنه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص.
وينبغي أن تعلم: أن أنواع التوحيد ثلاث – ولا يصح إيمان العبد إلا بها وهي:
أ- توحيد الربوبية:
وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ولا رب غيره –
تقول العرب: أنا رب الدار أي القائم بشؤونها – والله تعالى هو رب العالمين
القائم بشؤون خلقه من خلق و رزق و إحياء و إماتة سبحانه.
والرب : من له الخلق ، والملك، و الأمر ، فلا خالق إلا الله ، ولا مالك إلا هو، و لا أمر إلا له ،
قال تعالى : (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) [سورة الأعراف : 54]
وقال : ( ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) [ سـورة فاطـر : 13].
ولم يُعلم أن أحدًا من الخلق أنكر ربوبية الله ، كان المشركون يقرُّون بربوبية الله تعالى ،
مع إشراكهم به في الألوهية ، قال الله تعالى : ( قُل لِّمَنِ الأرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السموات السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بـِـيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجـِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُم
تَـعلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ) [سـورة المؤمنون : 84-89].
ب- توحيد الألوهية:
الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه هو الإله الحق و لا إله غيره وإفراده سبحانه بالعبادة،
والله تعالى هو الذي يخلص له المؤمن في تعبده وخوفه ورجائه وطاعته وتوكله واحتكامه ودعائه،
وهذا هو التوحيد الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة
فمن لم يأت به كان من المشركين. وهو التوحيد الذي جاء به الرسل من عند الله سبحانه:
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" [الأنبياء:25].
والمشركون كانوا يقرون بتوحيد الربوبية و ينكرون توحيد الألوهية،
فأكثر العباد لا ينكرون الخالق وربوبيته على الخلق ولكن معظم كفره من عبادتهم غير الله عز وجل
حيث يكون دعاؤهم واستعانتهم واحتكامهم وطاعتهم لغير الله سبحانه:
"وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" [الزخرف:87].
قال ابن كثير رحمه الله: (أي هم يعترفون أنه الخالق للأشياء جميعا وحده لا شريك له في ذلك
ومع هذا يعبدون من لا يملك شيئا ولا يقدر على شيء فهم في ذلك في غاية الجهل
والسفاهة وسخافة العقل) .
ج - توحيد الأسماء والصفات:
الاعتقاد الجازم بأن الله عز وجل متصف بجميع صفات الكمال،
ومنزه عن جميع صفات النقص – من غير تشبيه فمن شبه الله بخلقه كفر –
(فكل ما خطر ببالك فهو على خلاف ذلك) " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ "[الشورى:11].
يقول ربنا سبحانه و تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (سورة الحجرات الآية:15)
فهذا الذي يجد في نفسه ريباً ليس مؤمناً, وليس في الإيمان حل وسط,
فإما أنك مؤمن إيماناً قطعياً ولو أن أهل الأرض كلهم كفروا فأنت لا تكفر,
و إما أن يكون في هذا الإيمان ريب أو شك أو تردد فهذا ليس بإيمان والدليل القاطع قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ ( سورة الحجرات الآية:15)
فلو أنهم ارتابوا لفقدوا صفة الإيمان.
ويتضمن الإيمان بالله تعالى أربعة أساسات وهي كما ذكر العلّامة ابن عثيمين :
الفطرة ، والعقل ، والشرع ، والحس .
1- أما دلالة الفطرة على وجوده - سبحانه- :
فإنَّ كل مخلوق قد فُطِرَ على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير ، أو تعليم ،
ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطـرة إلاَّ من طرأ على قلبـه ما يصرفه عنها ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من مولود إلا و يولدُ على الفطرة ، فأبواهُ يهودانه ،
أو ينصرانه ، أو يمجسانه ) .
2- وأما دلالة العقل على وجود الله- تعالى - فلأن هذه المخلوقات :
سابقها ولاحقها ، لابد لها من خالق أوجدها ، إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛
ولا يمكن أن توجد صدفة.
لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛ لأن الشيء لا يخلقُ نفسه ؛
لأنه قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقـًا ؟!
ولا يمكن أن توجد صدفة ؛ لأن كل حادث لابد له من محدث ،
ولأن وجودها على هذا النظام البديع ، والتناسق المتآلف ،
و الارتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها ،
وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنعُ منعـًا باتـًّا أن يكون وجودها صدفة ،
إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيـف يكـون منتظمـًا حـال بقائه وتطـوره ؟!
وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلـوقات نفسهـا بنفسها ، ولا أن توجد صدفة ؛
تعيَّن أن يكون لها موجد هو الله رب العالمين .
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي ، و البرهان القطعي ،
حيث قال : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) [ سورة الطور : 35].
يعني : أنهم لم يُخْلَقُوا من غير خالق ، ولا هم الذين خَلقُـوا أنفسهـم ؛
فتعين أن يكـون خالقـهم هو الله تبارك و تعالى ، ولهذا لما سمع جبير بن مطعم
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات :
( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السموات وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ *
أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) [سورة الطور : 35-37].
وكان جبير يومئذ مشركًا قال : (كاد قلبي أن يطير ، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي ) .
ولنضرب مثلاً يوضح ذلك : فإنه لو حدَّثك شخص عن قصرٍ مشيَّد ، أحاطتْ به الحدائق ،
وجرت بينها الأنهار ، ومُلئ بالفرش والأسِرَّة ، وزُيِّن بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته ،
وقال لك : إنَّ هذا القصر وما فيه من كمال قد أوْجد نفسه ، أو وُجِد هكذا صدفة بدون مُوجد ؛
لبادرت إلى إنكار ذلك وتكذيبه، وعددت حديثهُ سفهـًا من القول ،
أفيجوز بعد ذلك أن يكون هذا الكون الواسع: بأرضه ، وسمائه ، وأفلاكه ، وأحواله ،
ونظامه البديع الباهر ، قد أوجَدَ نفسه ، أو وُجد صدفة بدون موجد ؟!
3- وأما دلالة الشرع على وجود الله - تعالى- :
فلأن الكتب السماوية كُلَّها تنطقُ بذلك ،
وما جاءت به من الأحكام العادلة المتضمنة لمصالح الخلق ؛
دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه ،
وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها ؛
دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به .
4- وأما أدلة الحس على وجود الله ؛ فمن وجهين: أحدهما :
أننا نسمعُ ونشاهدُ من إجابة الداعين ، وغوث المكروبين ،
ما يدلُ دلالة قاطعة على وجوده تعالى ، قال الله سبحانه: (وَنُوحًا إِذ نـَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ )
[سورة الأنبياء: 76] ،
وقال تعالى: (إِذ تـَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ) [سورة الأنفال : 9].
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال : إنَّ أعرابيـًّا دخل يوم الجمعة -
والنبي صلى الله عليه وسلم يخطبُ - فقال : يا رسول الله ، هلك المال ، وجاعَ العيال ،
فادع الله لنا ؛ فرفع يديه ودعا ؛ فثار السحاب أمثال الجبال ،
فلم ينزل عن منبره حتى رأيتُ المطر يتحادر على لحيته . وَ في الجمعة الثانية ،
قام ذلك الأعرابي ، أو غيره فقال : يا رسول الله - تهدم البناء ، وغرق المال ، فادع الله لنا ؛
فرفع يديه ، وقال : (اللهم حوَاليْنا ولا عَلَيْنَا ، فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت) (3) .
وما زالت إجابة الداعيـن أمرًا مشهودًا إلى يومنا هذا ؛ لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى ،
وأتى بشرائط الإجابة .
الوجه الثاني : أنَّ آيات الأنبياء التي تسمَّى المعجزات ويشاهدها الناس ،
أو يسمعون بها ، برهان قاطع على وجود مرسلهم ، وهو الله تعالى؛
لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر ، يجريها الله تعالى ؛ تأييدًا لرسله ، ونصرًا لهم .
مثال ذلك آية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر ،
فضربه ؛ فانفلَق اثنى عشر طريقـًا يابسـًا ، والماء بينها كالجبال ،
قال الله تعالى : (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )
[سورة الشعراء : 63].
ومثال ثانٍ : آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيي الموتى ،
ويخرجهم من قبورهم بإذن الله ، قال الله تعالى عنه : (وَأُحْيـِي الْمَوْتَى بـِإِذنِ اللّهِ) [سورة آل عمران : 49] ،
وقـال : ( وَإِذ تُخْرِجُ الْمَوتَى بـِإِذنِي) [سورة المائدة :110] .
ومثال ثالث : لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش آية ، فأشار إلى القمر ؛
فانفلق فرقتين ، فرآه الناس، وفي ذلك قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ *
وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) [سورة القمر : 1-2] .
فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى ؛ تأييدًا لرسله ، ونصرًا لهم ،
تدلُ دلالة قطعية على وجوده تعالى.
★
الحمد لله ، نحمده حمد الشاكرين .. والصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
محمد المطفى الامين ، وعلى آله وصحبه وجماعته المؤمنين
نسأل الله ان أكون قد وُفّقت في طرح الموضوع
تصميم الطقم من عمل المبدعة هند وأنا عدلت ع التأثيرات فقط
كما أن هذا الموضوع تابع لفعاليات مهرجان أنمي تون
فإن وُفقت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
فالتمسوا لي العُذر و السماح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/TBL][TBL="http://www.m5zn.com/newuploads/2015/04/05/jpg//m5zn_a89db9dc03d7322.jpg"]
[/TBL]
[/TBL][TBL="http://www.m5zn.com/newuploads/2015/04/05/jpg//m5zn_78405ca22b057ca.jpg"]
الحمدلله القوي المتين , القاهر الظاهر الملك الحق المبين , لا يخفى على سمعه خفُّي الأنين,
ولا يغرب عن بصره حركات الجنين , ذلّ لكبريائه جبابرة السلاطين,
وقضى القضاء بحكمته وهو أحكم الحاكمين , أحمده حمد الشاكرين ,
وأساله معونة الصابرين, و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في الأولين والآخرين,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى على العالمين.
★
نعمة حلاوة الإيمان ولذة الطاعة والإحسان , نعمة لا يدركها ولا يعرف قيمتها إلا من ذاقها
وأحس بها وعاش معها , ولذة لا يستشعر أثرها إلا من تذوق طعمها وأنس بوجودها .
وحلاوة الإيمان تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق ,
فيأنس بها القلب وتطمئن بها النفس , فلا يحس معها المرء بأرق ولا قلق ولا ضيق,
قال تعالى : \" فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)
وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126)
لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)"الأنعام"
و الإيمان عنصر هام في عقيدة المسلم ، فلا يصلح إسلامٌ يخلو من الإيمان ؛
وهو تركيب متجانس ، يكمل بعضه بعضاً ، يتفرع إلى ستة أقسام رئيسية ؛
سنصبو إليها بإذن الله تعالى في هذه السلسلة المتكونة من ستة أجزاء
واللتي كانت فكرتها بالبداية عبارة عن موضوع واحد
لكن الإيمان مسألة مترامية الأطراف و المعالم ، ومتشعبة الجذر
فكل جزء سيكون عن رُكن من أركان الأيمان بإذن الله ..
★
الإيمان لغةً : التصديق ،
و شرعا : هو التصديق بالقلب ، و الإقرار باللسان ، و العمل بالجوارح
فالإيمان أولا هو تصديق و ثقة تامة لا تشوبها شائبة بالله وملائكته وكتبه و رسله و اليوم الآخر
و القدر ، فنجزم بوجودهم ، ثم يأتي إقرارنا بجزمنا و التأكيد عليه ،
و يلي الجزم و التأكيد العمل و التناصح ، و تطبيق ما يترتب على هذا الإيمان من فوائد و حكم ..
★
" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " (البقرة, الآية 285).
و قوله صلّى الله عليه و سلم عندما سئل عن الإيـمـان:
"أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر, و تؤمن بالقدر خيره و شره" (رواه مسلم ).
فواجب المسلم منّا ، أن يُفعّل إيمانه ، ثم يقرّ به ، ثم يزينه بالعمل و الاجتهاد ،
فلقد جاء في الآية اللتي سلف ذِكرها تصريح صريح ،
يُخبرنا بإيمان النبي صلى الله عليه و سلم بالله ، و ملائكته ،
وكتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره وشره
ثم أكّده في حديثه الشريف ؛ فكلّ هذه الآيات و الأحاديث و اللتي ذكرناها و اللتي لم نذكرها ،
تصب في مصب الإيمان ..
و بعدما عرفنا ما الإيمان ، ولماذا نؤمن وجب أن نتطرق إلى أركانه
و أعمدته .
★
طلب كفار قريش من النبي صلى الله عليه و سلم أن ينسب لهم ربه ..
فنزلت سورة الإخلاص " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ"
سورة تعادل ثُلث القرآن ، وَصفت رب الأرباب ،
عزّ وجل و تقدس وتسامى وترفع عن كل نقص و سهو .
فما الإيمان بالله سبحانه؟ وما دلائل وجوده سبحانه؟
وما هي شبهات الملحدين وما الرد عليها؟ وما حق الله على عباده؟
أما الإيمان بالله:
فهو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه رب كل شيء ومليكه وخالقه –
وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة وصيام، ودعاء، ورجاء، وخوف،
وذل وخضوع – وأنه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص.
وينبغي أن تعلم: أن أنواع التوحيد ثلاث – ولا يصح إيمان العبد إلا بها وهي:
أ- توحيد الربوبية:
وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ولا رب غيره –
تقول العرب: أنا رب الدار أي القائم بشؤونها – والله تعالى هو رب العالمين
القائم بشؤون خلقه من خلق و رزق و إحياء و إماتة سبحانه.
والرب : من له الخلق ، والملك، و الأمر ، فلا خالق إلا الله ، ولا مالك إلا هو، و لا أمر إلا له ،
قال تعالى : (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) [سورة الأعراف : 54]
وقال : ( ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) [ سـورة فاطـر : 13].
ولم يُعلم أن أحدًا من الخلق أنكر ربوبية الله ، كان المشركون يقرُّون بربوبية الله تعالى ،
مع إشراكهم به في الألوهية ، قال الله تعالى : ( قُل لِّمَنِ الأرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ السموات السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ *
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بـِـيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجـِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُم
تَـعلَمُونَ* سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ) [سـورة المؤمنون : 84-89].
ب- توحيد الألوهية:
الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه هو الإله الحق و لا إله غيره وإفراده سبحانه بالعبادة،
والله تعالى هو الذي يخلص له المؤمن في تعبده وخوفه ورجائه وطاعته وتوكله واحتكامه ودعائه،
وهذا هو التوحيد الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة
فمن لم يأت به كان من المشركين. وهو التوحيد الذي جاء به الرسل من عند الله سبحانه:
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" [الأنبياء:25].
والمشركون كانوا يقرون بتوحيد الربوبية و ينكرون توحيد الألوهية،
فأكثر العباد لا ينكرون الخالق وربوبيته على الخلق ولكن معظم كفره من عبادتهم غير الله عز وجل
حيث يكون دعاؤهم واستعانتهم واحتكامهم وطاعتهم لغير الله سبحانه:
"وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" [الزخرف:87].
قال ابن كثير رحمه الله: (أي هم يعترفون أنه الخالق للأشياء جميعا وحده لا شريك له في ذلك
ومع هذا يعبدون من لا يملك شيئا ولا يقدر على شيء فهم في ذلك في غاية الجهل
والسفاهة وسخافة العقل) .
ج - توحيد الأسماء والصفات:
الاعتقاد الجازم بأن الله عز وجل متصف بجميع صفات الكمال،
ومنزه عن جميع صفات النقص – من غير تشبيه فمن شبه الله بخلقه كفر –
(فكل ما خطر ببالك فهو على خلاف ذلك) " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ "[الشورى:11].
يقول ربنا سبحانه و تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (سورة الحجرات الآية:15)
فهذا الذي يجد في نفسه ريباً ليس مؤمناً, وليس في الإيمان حل وسط,
فإما أنك مؤمن إيماناً قطعياً ولو أن أهل الأرض كلهم كفروا فأنت لا تكفر,
و إما أن يكون في هذا الإيمان ريب أو شك أو تردد فهذا ليس بإيمان والدليل القاطع قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ ( سورة الحجرات الآية:15)
فلو أنهم ارتابوا لفقدوا صفة الإيمان.
ويتضمن الإيمان بالله تعالى أربعة أساسات وهي كما ذكر العلّامة ابن عثيمين :
الفطرة ، والعقل ، والشرع ، والحس .
1- أما دلالة الفطرة على وجوده - سبحانه- :
فإنَّ كل مخلوق قد فُطِرَ على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير ، أو تعليم ،
ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطـرة إلاَّ من طرأ على قلبـه ما يصرفه عنها ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من مولود إلا و يولدُ على الفطرة ، فأبواهُ يهودانه ،
أو ينصرانه ، أو يمجسانه ) .
2- وأما دلالة العقل على وجود الله- تعالى - فلأن هذه المخلوقات :
سابقها ولاحقها ، لابد لها من خالق أوجدها ، إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛
ولا يمكن أن توجد صدفة.
لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ؛ لأن الشيء لا يخلقُ نفسه ؛
لأنه قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقـًا ؟!
ولا يمكن أن توجد صدفة ؛ لأن كل حادث لابد له من محدث ،
ولأن وجودها على هذا النظام البديع ، والتناسق المتآلف ،
و الارتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها ،
وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنعُ منعـًا باتـًّا أن يكون وجودها صدفة ،
إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده فكيـف يكـون منتظمـًا حـال بقائه وتطـوره ؟!
وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلـوقات نفسهـا بنفسها ، ولا أن توجد صدفة ؛
تعيَّن أن يكون لها موجد هو الله رب العالمين .
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي ، و البرهان القطعي ،
حيث قال : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) [ سورة الطور : 35].
يعني : أنهم لم يُخْلَقُوا من غير خالق ، ولا هم الذين خَلقُـوا أنفسهـم ؛
فتعين أن يكـون خالقـهم هو الله تبارك و تعالى ، ولهذا لما سمع جبير بن مطعم
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات :
( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السموات وَالأرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ *
أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) [سورة الطور : 35-37].
وكان جبير يومئذ مشركًا قال : (كاد قلبي أن يطير ، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي ) .
ولنضرب مثلاً يوضح ذلك : فإنه لو حدَّثك شخص عن قصرٍ مشيَّد ، أحاطتْ به الحدائق ،
وجرت بينها الأنهار ، ومُلئ بالفرش والأسِرَّة ، وزُيِّن بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته ،
وقال لك : إنَّ هذا القصر وما فيه من كمال قد أوْجد نفسه ، أو وُجِد هكذا صدفة بدون مُوجد ؛
لبادرت إلى إنكار ذلك وتكذيبه، وعددت حديثهُ سفهـًا من القول ،
أفيجوز بعد ذلك أن يكون هذا الكون الواسع: بأرضه ، وسمائه ، وأفلاكه ، وأحواله ،
ونظامه البديع الباهر ، قد أوجَدَ نفسه ، أو وُجد صدفة بدون موجد ؟!
3- وأما دلالة الشرع على وجود الله - تعالى- :
فلأن الكتب السماوية كُلَّها تنطقُ بذلك ،
وما جاءت به من الأحكام العادلة المتضمنة لمصالح الخلق ؛
دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه ،
وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع بصدقها ؛
دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به .
4- وأما أدلة الحس على وجود الله ؛ فمن وجهين: أحدهما :
أننا نسمعُ ونشاهدُ من إجابة الداعين ، وغوث المكروبين ،
ما يدلُ دلالة قاطعة على وجوده تعالى ، قال الله سبحانه: (وَنُوحًا إِذ نـَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ )
[سورة الأنبياء: 76] ،
وقال تعالى: (إِذ تـَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ) [سورة الأنفال : 9].
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال : إنَّ أعرابيـًّا دخل يوم الجمعة -
والنبي صلى الله عليه وسلم يخطبُ - فقال : يا رسول الله ، هلك المال ، وجاعَ العيال ،
فادع الله لنا ؛ فرفع يديه ودعا ؛ فثار السحاب أمثال الجبال ،
فلم ينزل عن منبره حتى رأيتُ المطر يتحادر على لحيته . وَ في الجمعة الثانية ،
قام ذلك الأعرابي ، أو غيره فقال : يا رسول الله - تهدم البناء ، وغرق المال ، فادع الله لنا ؛
فرفع يديه ، وقال : (اللهم حوَاليْنا ولا عَلَيْنَا ، فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت) (3) .
وما زالت إجابة الداعيـن أمرًا مشهودًا إلى يومنا هذا ؛ لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى ،
وأتى بشرائط الإجابة .
الوجه الثاني : أنَّ آيات الأنبياء التي تسمَّى المعجزات ويشاهدها الناس ،
أو يسمعون بها ، برهان قاطع على وجود مرسلهم ، وهو الله تعالى؛
لأنها أمور خارجة عن نطاق البشر ، يجريها الله تعالى ؛ تأييدًا لرسله ، ونصرًا لهم .
مثال ذلك آية موسى صلى الله عليه وسلم حين أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر ،
فضربه ؛ فانفلَق اثنى عشر طريقـًا يابسـًا ، والماء بينها كالجبال ،
قال الله تعالى : (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )
[سورة الشعراء : 63].
ومثال ثانٍ : آية عيسى صلى الله عليه وسلم حيث كان يحيي الموتى ،
ويخرجهم من قبورهم بإذن الله ، قال الله تعالى عنه : (وَأُحْيـِي الْمَوْتَى بـِإِذنِ اللّهِ) [سورة آل عمران : 49] ،
وقـال : ( وَإِذ تُخْرِجُ الْمَوتَى بـِإِذنِي) [سورة المائدة :110] .
ومثال ثالث : لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه قريش آية ، فأشار إلى القمر ؛
فانفلق فرقتين ، فرآه الناس، وفي ذلك قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ *
وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) [سورة القمر : 1-2] .
فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى ؛ تأييدًا لرسله ، ونصرًا لهم ،
تدلُ دلالة قطعية على وجوده تعالى.
★
الحمد لله ، نحمده حمد الشاكرين .. والصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
محمد المطفى الامين ، وعلى آله وصحبه وجماعته المؤمنين
نسأل الله ان أكون قد وُفّقت في طرح الموضوع
تصميم الطقم من عمل المبدعة هند وأنا عدلت ع التأثيرات فقط
كما أن هذا الموضوع تابع لفعاليات مهرجان أنمي تون
فإن وُفقت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
فالتمسوا لي العُذر و السماح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/TBL]
التعديل الأخير: