- إنضم
- 20 سبتمبر 2013
- رقم العضوية
- 1118
- المشاركات
- 323
- مستوى التفاعل
- 50
- النقاط
- 735
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
[TBL="http://store1.up-00.com/2015-04/1429726239331.png"]
[TBL="http://store1.up-00.com/2015-04/142972624092.png"]
الجزء 01 ،
وسط أجواء تلك المدينة الهادئة ، كان النهار لا يزال في منتصفه و قد امتلات الطرقات بالمارة
و بينما كانت الشمس تعتلي السماء و تسقط اشعتها على سائر الانحاء
نظرت تلك الفتاة مليا حولها بعيناها الكريستاليتين في ضجر بينما
قد كان شعرها البني الدي يصل الى منتصف ظهرها ينسدل على كتفيها
و قد اخد التعب يرتسم على ملامحها المرهقة فاخدت تقول في نفسها بتدمر " هاقد عدت الى رحلة البحث عن
العمل من جديد ، لما يحدث معي هدا، اليس بامكاني النجاح ، تبا لهدا العالم ! "
و اكملت سيرها بخطى متثاقلة يائسة فقد فشلت في كونها مربية اطفال ، و نادلة مطعم و ايضا بائعة مكسرات في السينيما ،
وكل دلك كان بسبب شرودها المفاجئ وسط وقت العمل !
لتتفاجئ بجملة لفتت انتباهها لتقراها مرارا من تلك اللافتة ،
" عرض خاص لكل من يريد العمل ، وسط مصنع بروكيدهول جديد سيفتتح في الايام القادمة و بحاجة لعمال "
بعد دلك ملا السرور قلبها و عاد الى روحها الامل ، وخصوصا ان هدا المصنع المخصص للحلويات بانواعها كانت تنتظر افتتاحه بشغف ،
فهو قريب جدا من شقتها الصغيرة ، دهبت مسرعة قاصدة اياه محاولة عدم تضييع فرصة ربح قوتها في هده المرة
كان اشبه بقصور الملوك فقد اعتلى الافق بجماله ورقيه و لو لا ان اسم المصنع كان منقوشا عليه لظن الناظر انه ينظر الى
احدى القصور الفخمة ، وقد انتظرت - هيلين - تلك الفتاة التي وصلت لتوها قاصدة العمل لحظة دخولها اليه بشوق ،، !
دخلت اليه اخيرا و لم يخب ظنها ابدا ، فقد وقفت وسط ملامح الدهشة من روعة ما راته حين دخولها ، تلك الاسوار
البيضاء المزينة باللون الدهبي توسطتها ستائر حمراء لنوافد ضخمة بينما قد علقت بعض الصور و التماثيل التي جسدت
باتقان راسمة لنا اشهر صانعي الحلويات ،كما قد بعثرت بعض الاحرف الغريبة على الجدار الامامي و التي نقشت
بطريقة احترافية ، ولا ننسى دلك الدرج الدهبي و حتى ارضيته الفضية كانت لافتة للانتباه ، بحق كل ما كان حولها قمة
في الرقي و الفخامة و الجمال ،
وبينما هي غارقة وسط دهشتها استوقفها صوت يقول
- عدرا يا انسة لكن لا يسمح لاي كان الدخول هنا !
كان رجلا بلباس رسمي بملامح تثبت غموض صاحبها و قد بدا الشيب يظهر على شعره الاسود وكأنه في الخمسين من عمره //
لتقول ببعض من التوتر
- عدرا سيدي لكن اعلانكم الدي ينص على احتياجكم لعمال هو ما احضرني باحثة عن عمل
تفاجأ بما قالته لكنه اردف بهدوء
- اه ادا كان هدا حقا سبب قدومكي فقد كان عليكي الدخول من الباب المجاورة لهده لكن لاباس ، اتبعيني ... "
بعد قوله لاخر كلمة اخد يسير وهي تتبعه املة في ايجاد عمل يناسبها !
وقد كانت فخامة المكان تزداد كلما مشت اكثر لتصل الى باب دهبي مزركش بالفضي ،
توقف دلك الرجل قائلا
- هنا يا انسة ستجدين من يودون ايضا العمل ، انتظري دوركي ، اتمنى لكي التوفيق "
ابتسمت شاكرة له و لطيبته في تعامله معها ثم فتحت الباب كان المكان واسعا جدا و قد وزعت الكثير من
الكراسي الدهبية و لكن ما قد فاجأها بشدة هو وجود دلك الكم الكبير من الناس ، انداك فقدت الامل كليا
في الحصول على عمل فهي دون مهارات و فاشلة في كل ما تقوم به *كما كانت تظن* اضافة الى حظها
الكارثي لكنها جلست على احدى المقاعد فقط كي تستريح فقد تعبت من رحلة البحث تلك و من شدة تعبها نامت دون وعي منها ،،
وبعد ساعات فتحت عيناها ببطئ لتجد ان الظلام قد سكن الجو خارجا وتنتبه الى ان كل من كانو حولها قد رحلو !
نهضت وهي تشعر ببعض الخوف من خلو دلك المكان الدي قد وقعت بين احضانه وبينما هي داهبة قاصدة
الخروج لفتت انتباهها باب شابهت تلك الباب التي دخلت منها ظنت انها هي نفسها ففتحتها بتوتر لتتفاجأ بتلك
الحديقة التي احاطت ببحيرة براقة ، بعثرت على نواحيها اشجار اعتلت عرش الجمال بعلوها وروعتها ، زهور
بشتى الالوان و الانواع فرشتها لتملاها بهاءا ، وما قد زاد المنظر فتونا هو القمر بحلته الفضية كعادته يحيي الناظر ،
وانعكاس جماله على مياه تلك البحيرة الراكدة , و كانها في حلم اقرب للخيال بعيدا كل البعد عن اهوال الواقع
وبينما هي في حالة تامل و انبهار انتبهت لتلك الفتاة الجالسة وقد بدت انها غارقة في افكارها ادركت انها ان راتها
قد تقع في ورطة لا نهاية لها فاسرعت نحو الباب قاصدة الخروج ،
لكن وكالعادة بسبب سوء حظها تعثرت في صخرة لم تنتبه لها ،
لتفيق تلك الفتاة من شرودها و تقف قائلة
- من هنا ، كريس هل انت من دخل !
لم تجب هيلين بل بقيت صامتة وراء شجرة كانت بجانبها لكن الفتاة تقدمت ببطء وقد لمحت خصلات
من شعر بني تتطاير مع نسمات الهواء وراء تلك الشجرة تقدمت اكثر حتى وصلت عندها لتقول في صدمة :
- من انتي ، و كيف دخلتي الى هنا !!
كانت فتاة دات شعر دهبي جميل و عينان زرقاوتان ، و قد بدت في عمر هيلين
ردت بتوتر
- انا جدا اسفة لم اقصد الدخول هنا ، فقط لقد حدث لي مالم يكن في الحسبان
لتقول الفتاة باستغراب واضح
- كيف دلك ، كلماتك غير مقنعه ! "
ثم توسعت عيناها لتنطق بخوف طفولي
- ياه لربما كنتي شبح فتاة عادت الى الحياة مجددا 0.0 "
قالت الاخرى بتعجب
- لا لست كدلك .-. خيالكي جد مثير '0
ثم اردفت بهدوء
- في الحقيقة لقد جئت هنا من اجل البحث عن عمل بعد ان قرات اعلانا يخص الحاجة للعمال ،
لكني و عند وصولي الى هنا وجلوسي على احدى المقاعد نمت دون قصد و عند استيقاضي كان الجميع قد رحل ،
اردت المغادرة لكني اخطأت بالباب فكل ما قد حدث خارج عن ارادتي
- هدا غريب فعلا ، حسنا لا باس بدلك اسمي رِيناد ، وانتي ؟
- اسمي هيلين تشرقت بكي عزيزتي ، لكني حقا اود الخروج من هده المتاهة
- ليست متاهة .-. ، بامكاني القول ان هدا بيتي
- لكن كيف دلك ، اليس هدا مصنع ؟! "
- اجل هو كدلك و ابي صاحبه ، ولكنه كبير جدا لدا فنحن نقيم به رغم انه لدينا الكثير من البيوت المنتشرة في
العديد من المناطق ، لكن المصنع في ايامه الاولى سيحتاج الى عناية فائقة لدى فلابد من البقاء هنا
- ما اروع دلك ، لقد احببت هدا المصنع مند ان رايته لاول مرة فهو يشبه القصور في بهاءه
- اجل انا ايضا احبه جدا خصوصا هده الحديقة , صراحة أهوى الاهتمام بها و البقاء وسطها
- اه فعلا ، هي حقا قمة في الحلاوة أهنئكِ لى عدوبة دوقكِ
ابتسمت مجيبة على مديحها ثم نظرت الى الساعة على يدها قائلة بقلق
- لكن يا هيلين الن يقلق عليكي والداك ، فالساعة الان جد متاخرة ، لربما هما الان يبحثان عنكي
بعد سماعها لكلمات ريناد القلقة ابتسمت باسى مجيبة
- امم لا باس ، هما دوما معي فلما يقلقان علي ، هما يقيمان بين ثنايا قلبي الدي ينبض باسميهما !
رحمهما المولى "
حينها اكتست ملامح ريناد بالحزن تأثرا
- ياه , اسفة لم اقصد تدكيركِ بهما
قلبت بسمة الاسى من على وجه هيلين الى اخرى مليئة بالامل
- لاباس عزيزتي ، ليس عليكي الاعتدار ، فهده مشيئة الله "
ابدت الاخرى اعجابها باجابتها قائلة :
- كم أنتي رائعة !
ثم أكملت بمرح :
- حسنا اود ان اريكي غرفتي ، هيا اتبعيني اريد ايضا ان نتحدث اكثر
ثم امست بيدها و بدات بالسير مسرعة قاصدة غرفتها و لم تخطأ هيلين في وصف اروقة المصنع او
بالاصح هدا القصر بالمتاهة فمن السهل الضياع بينها !
لكن لازال المكان فخما راقيا ، واخيرا وصلت الى باب توقفت عنده ، فتحته قائلة ببسمة شغب
- هاقد وصلنا وقد انرتها بحضورك ‘3
ثم دخلتا اليها كانت غرفة واسعة دات جدران فضية منقوشة باللون البنفسجي من كافة الجهات
دات ارضية رخامية توسطها سرير متوسط الحجم بينما كانت هنالك بعض من الارائك الفضية المزخرفة
باللون البنفسجي موزعة بانتظام فيها
لتقف هيلين مندهشة ، فهي اكثر روعة من كل ما راته حتى الان ،، !
لتقول بحروف متقطعة من شدة اعجابها :
- اهـ.. ده غرفتك ! ما اروعها ،
ضحكت ريناد بخفة قائلة :
ليست لهده الدرجة ، لكن من الجيد انها اعجبتكي
ثم اكملت بجدية
- ما رايك ان تبقين معي هده الليلة هنا ثم تدهبين غدا ، فلا يجب ان تسيري في هده الظلمات وحدكي
تنهدت هيلين ثم ابتسمت قابلة العرض فلم يكن لديها اي خيار اخر !
بعد دلك اتجهت ريناد نحو سريرها و رمت بنفسها هناك قائلة :
- اتعلمين مند صغري و انا منعزلة عن الجميع ، الكل يصادقني فقط من اجل ثروة ابي ، لا اظن ان
هنالك من حاول التعرف على داتي قبل التفكير بثروتي فقد درست في مدرسة عامة في صغري ،
اما الان و حينما انتقلت الى الثانوية الخاصة لا ازال متؤثرة بدلك و بطباع الناس
فاقتربت هيلين ثم جلست على احدى الارائك قائلة :
- امم اجل لدى الكثير تفكير سطي ، !
لكنكي حقا طيبة القلب نقية الروح مرحة لم اتعارف عليكي سوى مند لحظات ، لكن هنالك شيء
باطنكي يجدب اليكي قلوب البشر ، ربما هي طيبتكي ، لكنكي جد مميزة !!
اعتدلت رناد في جلستها قائلة بنيرة فرح :
- امم لاول مرة اسمع كلمات هكدا تصفني بصدق ، حقا قد اسعدتني !
ثم اكملت متسائلة
- تتحدثين و كانكي تدرسين علم النفس ، فمثل هده الكلمات لا تقال الا عند معرفة الشخص تمام المعرفة
او من يمتلك خبرة في علم النفس و اسرار القلوب ،
ردت الاخرى متعجبة :
- امم لا لست الا طالبة و هدا العام ساكون في الثالثة من المرحلة الثانوية
ريناد بإعجاب :
- ادن لا بد ان تكون موهبة ،
ثم اكملت بفرح :
- هدا جيد ادن انتي في نفس صفي ، لدينا نفس العمر !
و بعد ان ظهرت عليها ملامح الانزعاج اردفت
- هده السنة ستكون صعبة جدا ، لا اريد ان يقترب الدخول المدرسي ابدا
هيلين مؤيدة و قد استقر بعض القلق على وجهها دو البشرة البيضاء الناعمة
- اه اجل معك حق ، لدا لابد لي ان اجد عملا في اقرب وقت
- ياه لكن سيكون صعب عليكي الدراسه و العمل في ان واحد !!
- اجل لكني ساحاول ، فقط لو لم اطرد من عملي السابق
ثم اكملت و قد بقيت نظراتها مركزة في جهة واحدة لا اراديا و كانها تسترجع جزءا من محتويات داكرتها
- في العامين الماضيين كان صديق والدي يعطيني كل شهر بعض من النقود لاستطيع العيش بها و شراء
مستلزماتي لكن الان قد اضطر ان يسافر ، طلب مني ان ادهب معه لكني احسست باني ثقل عليه و على اسرته
كما انني الان لابد من الاعتماد على نفسي
لتقول ريناد باستغراب
- يااه قصتكي جد غريبة عزيزتي هلين ، لكن لمادا طردتي من عملك السابق .-.
قالت المقصودة بنبرة متدمرة
- فقط بسبب اهمالي وتهوري طردت من 3 اعمال بالتوالي ،
- ادن لابد ان اجد لكي عمل هنا ، لكني اخشى ان تطردي مرة اخرى ._.
هدا ما قالته تلك الشقراء قبل ان تكمل
- لكنني ربما قد وجدت لكِ عملا ليس بالامكان ان تطردي منه ، مارايكي ان تكوني خادمتي الخاصة وساتخد
السبب في ان روبرت ليس فتاة و لا يفهمني بالقدر الكافي لدا ستكونين خادمة اضافة عنه ،
هيلين بتردد :
- امم و لكن ..
ثم بعد ان فكرت قليلا لثوان قالت بثقة :
- حسنا هدا جيد ،
ريناد وقد ملاتها البهجة :
- هدا جيد ، و ساقنع والدي ان يكون راتبكي جيد ، وان تكوني في نفس ثانويتي ، وسيسمح هدا لنا ان ندرس معا ايضا
- احببت افكاركي ، حقا انا اشكركي عزيزتي بفضلكي قد ازيح ثقل كبير لطالما كان محور قلقي الدائم
- من الجيد انه الان قد تلاشى ،
ثم اكملت بمرح : ي صديقتي مقتحمة البيوت
قطبت هيلين حاجبيها لتقول
- كل ما قد حدث كان خارجا عن مقصدي و مرادي ، كانت مجرد صدف عابرة ..
ريناد و بينما ارتسمت عليها بسمة صادقة قالت
- وما اجملها من صدف ، ستبقى دوما في سجل الداكرة ، فلقياك كان اجمل ما بإمكانه ان يحدث معي
هيلين متؤثرة و قد بادلتها البسمة داتها
- ياه ما اروعكِ ، بالطبع ستبقى هده اجمل دكرياتي ')
ثم اكملت بتسائل
- صحيح ، من كان كريس داك الدي ظننتي انني هو حين تعثري
- انه اخي التوام ، لكن رغم انه توامي الا انه لا يشبهني لا في المظهر ولا في الشخصية !
هو بارد الاعصاب ، جاف الطباع، و احيانا لا يطاق ، لكن ما اعلمه جيدا ان باطنه قلب ابيض ينبض طيبة !
- جميل ، اتعلمين انا ايضا كان لدي اخ اكبر مني سنتين ، كان عاقلا ، مثالا للادب و الفطنة
اردفت بعد دلك وقد بدات عيناها بالبريق و كانها تخبا دموعا ممنوعة من النزول مند سنين :
- اشتاق اليه ، خسرته هو و والدَي في حادث واحد ، قُتِلو امام ناظري !
سحقا لمن كان السبب ! ..
تأثرت ريناد بما سمعته و لكنها حاولت تعديل نبرتها قائلة :
- لا باس عزيزتي فماقد مر لن يعود !
ثم اكملت محاولة تغيير الموضوع :
- الم تشعري بالجوع بعد ، بالنسبة لي عصافير بطني تزقزق راغبة في الاكل
هيلين بعد ان تداركت جوعها الدي باتت لا تحس به من شدة تعبها
- اجل نسيت دلك ، لم اكل شيء مند البارحة '3
لتقول الاخرى بتعجب مؤنبة
- ماداا هل جننتي ؟!
ساحضر شيء ما من الطبخ ، لا اريد ان اوقض احد الخدم فقد تعبوا من العمل طوال اليوم لدا ساحضرها بنفسي
ثم نهضت من سريرها و اسرعت خارج الغرفة بينما كانت هيلين تنتظرها ، و لم تمر الا 5 دقائق لتجدها قد
رجعت حاملة معها العديد من الوجبات ، تناولتا بعض من الطعام وهما تتبادلان الحديث و بقيتا هكدا حتى
نامتا بعد حوالي منتصف الليل
،،
ليشرق صباح جديد حاملا معه ماقد يغير حياة هيلين ، تلك الفتاة التي لم تترك اي مجال للياس في التغلغل اليها ،
رغم تلك المشكلة التي كادت ان تجعل منها مجرد متشردة بين الشوارع تسير !
لامست اشعة الشمس المتسللة الفتاتين ، لتبدا عيناهما تُفتحان ببطء ، نهضتا بخمول و اخدتا حماما سريعا
بعد ان ارشدت ريناد صديقتها الى احد الحمامات المجاورة لغرفتها ، ثم بدات هيلين تجهز نفسها للخروج
الى ان استوقفتها ريناد قائلة :
- الى اين ! الن تتناولي معي طعام الافطار
- امم عدرا عزيزتي لكني لن اثقل عليكي اكثر من هدا ، فانا الان ممتنة لكي كثيرا
ريناد وقد شقت على شفتيها بسمة مرح
- الم نصبح صديقات ، قد يكون دلك قد حدث في وقت قياسي '$
لكن الاهم اننا كدلك فهل هنالك بين الاصدقاء اشياء كهده ، هيا الى الافطار
- لكن يا ريناد ، لا احد من اهلك يعلم بوجودي معكي
- لا باس بدلك ، اظن ان والدي الان تناولا افطارهما فهما يستيقظان باكرا، اما اخي فهو لا يكترث لشيء
وبعد اخر كلمة لها سمعتا طرق في باب الغرفة ، لتقول :
- تفصل !
ففتح الباب ودخل نفس دلك الرجل الدي قاد هيلين الى تلك القاعة اينما ينتظر
الراغبون في العمل دورهم لاختبار القبول
قال بادب :
- صباح الخير انستِي ، الافطار جاهز
ردت مبتسة :
- شكرا روبرت ، انا قادمة و معي صديقتي
وبعد ان انتبه لهيلين بدت عليه بعض علامات الاستغراب لكنه اكمل
- اه حسنا انستي الفطور سيكون بانتظاركما
ثم استادن للرحيل مغادرا ،،
بعد دلك قالت ريناد و قد حولت نظرها للفتاة الواقفة بجانبها
- هدا خادمي الخاص ، انا لا اعتبره كدلك فهو بمثابة ابي الثان ، هو طيب جدا و قد رافقني طيلة طفولتي
وخصوصا عندما يغيب والدي بسبب كثرة العمل
- جميل ، فهو حقا يبدو رجلا طيبا
- اجل ، لكن الان هيا لندهب فقد تاخرنا على الطعام
ثم خرجت من الغرفة بينما كانت هيلين تتبعها ،و كان فكرها مركز على دلك الخادم الدي يدعى روبرت ، دلك الدي ارشدها ،
فقد لاحظت شيء عليه لم تستطع معرفته !
لكن و عند انتباهها لنفسها لاحظت ان ريناد قد اختفت و انها قد ضاعت بين تلك الاروقة ، فوقفت مكانها
و بدات تنظر محاولة ان تتدكر في اي طريق مشت فيه صديقتها و قد تملكها بعض من الخوف فقد احست
و كانها في متاهة حقيقية فقررت ان تختار طريق و تجرب حظها ، وبينما هي تسير وسط المجهول ،
تفاجات بدلك الشاب الدي قد مر بجوارها فجاة ، كان دو شعر بني و عينان خضراوتان ،
و قد كانت ملامحه الجدابة تعكس الى نحو ما هدوءه ،
فاستوقفته قائلة بتوتر :
- امم عدرا انا ابحث عن ريناد كانت معي مند برهة لكني اضعت طريقي
ليجيب ببرود ساخر :
- هي في حديقتها السخيفة تحب تناول افطارها هناك كل صباح
و بعد ان قال دلك اكمل طريقه فلم تستطع شكره او محاولة معرفة اين ستجد هده الحديقة !
كما انها قد استغربت من اسلوبه البارد ، فخمنت في ان يكون اخ ريناد الدي حدثتها عنه ثم بدات
تفكر كيف لها ان تجد تلك الحديقة وقد ادركت انها نفسها تلك التي بفضلها تعرفت عليها ، و اكملت سيرها
محاولة تدكر الطريق الدي سلكته انداك للوصول اليها ، بينما هي كدلك احست ان هنالك من يتبعها !
لتشعر بالتوتر قليلا فاسرعت في خطواتها وهي مشتتة الفكر لتصطدم بشخص اسقطها ثم سقط ارضا فقالت :
- ياه لقد كسر ظهري
وحين نظرت الى من اوقعها او بالاصح من اوقعتها ' اكملت
- ريناد اين كنتي !
ريناد بتفاجئ
- انا ايضا كسر ظهري ، اظن ان كلتانا كانتا مسرعتان ،
لقد كنت ابحث عنكي ، فحين وصولي انتبهت اختفاءك و ادركت انكي قد ضعتي .-.
- اجل ، كيف استطعتي الاعتياد على كل هده التفرعات في الاروقة ، لقد كان دلك مريب حقا :/
- امم هدا لا شيء امام رواق منزلنا الدي كنا نقيم فيه
هيلين و ملامح الدهشة قد رسمت عليها :
- احقا ! امم جميل
ريناد بمرح : اجل هو كدلك ،
ثم امسكت بيد هيلين و اسرعت الى تلك الحديقة ، وبعد ان تناولتا افطارهما ،
استأدنت هيلين قائلة :
- يجب علي الدهاب الان عزيزتي اشكركي على كل شيء مرة اخرى
- لاباس ، امم لكن الى اين ستدهبين
- الى شقتي -.-
- ادن سادهب معكي ادا كنت غير معارضة طبعا ، فانا دائما جالسة لوحدي في مجالسة الملل
لتجيها ببسمة قائلة
- حسنا لا باس بدلك ،
B.R.B
[/TBL]
[/TBL]
[TBL="http://store1.up-00.com/2015-04/142972624092.png"]
الجزء 01 ،
وسط أجواء تلك المدينة الهادئة ، كان النهار لا يزال في منتصفه و قد امتلات الطرقات بالمارة
و بينما كانت الشمس تعتلي السماء و تسقط اشعتها على سائر الانحاء
نظرت تلك الفتاة مليا حولها بعيناها الكريستاليتين في ضجر بينما
قد كان شعرها البني الدي يصل الى منتصف ظهرها ينسدل على كتفيها
و قد اخد التعب يرتسم على ملامحها المرهقة فاخدت تقول في نفسها بتدمر " هاقد عدت الى رحلة البحث عن
العمل من جديد ، لما يحدث معي هدا، اليس بامكاني النجاح ، تبا لهدا العالم ! "
و اكملت سيرها بخطى متثاقلة يائسة فقد فشلت في كونها مربية اطفال ، و نادلة مطعم و ايضا بائعة مكسرات في السينيما ،
وكل دلك كان بسبب شرودها المفاجئ وسط وقت العمل !
لتتفاجئ بجملة لفتت انتباهها لتقراها مرارا من تلك اللافتة ،
" عرض خاص لكل من يريد العمل ، وسط مصنع بروكيدهول جديد سيفتتح في الايام القادمة و بحاجة لعمال "
بعد دلك ملا السرور قلبها و عاد الى روحها الامل ، وخصوصا ان هدا المصنع المخصص للحلويات بانواعها كانت تنتظر افتتاحه بشغف ،
فهو قريب جدا من شقتها الصغيرة ، دهبت مسرعة قاصدة اياه محاولة عدم تضييع فرصة ربح قوتها في هده المرة
كان اشبه بقصور الملوك فقد اعتلى الافق بجماله ورقيه و لو لا ان اسم المصنع كان منقوشا عليه لظن الناظر انه ينظر الى
احدى القصور الفخمة ، وقد انتظرت - هيلين - تلك الفتاة التي وصلت لتوها قاصدة العمل لحظة دخولها اليه بشوق ،، !
دخلت اليه اخيرا و لم يخب ظنها ابدا ، فقد وقفت وسط ملامح الدهشة من روعة ما راته حين دخولها ، تلك الاسوار
البيضاء المزينة باللون الدهبي توسطتها ستائر حمراء لنوافد ضخمة بينما قد علقت بعض الصور و التماثيل التي جسدت
باتقان راسمة لنا اشهر صانعي الحلويات ،كما قد بعثرت بعض الاحرف الغريبة على الجدار الامامي و التي نقشت
بطريقة احترافية ، ولا ننسى دلك الدرج الدهبي و حتى ارضيته الفضية كانت لافتة للانتباه ، بحق كل ما كان حولها قمة
في الرقي و الفخامة و الجمال ،
وبينما هي غارقة وسط دهشتها استوقفها صوت يقول
- عدرا يا انسة لكن لا يسمح لاي كان الدخول هنا !
كان رجلا بلباس رسمي بملامح تثبت غموض صاحبها و قد بدا الشيب يظهر على شعره الاسود وكأنه في الخمسين من عمره //
لتقول ببعض من التوتر
- عدرا سيدي لكن اعلانكم الدي ينص على احتياجكم لعمال هو ما احضرني باحثة عن عمل
تفاجأ بما قالته لكنه اردف بهدوء
- اه ادا كان هدا حقا سبب قدومكي فقد كان عليكي الدخول من الباب المجاورة لهده لكن لاباس ، اتبعيني ... "
بعد قوله لاخر كلمة اخد يسير وهي تتبعه املة في ايجاد عمل يناسبها !
وقد كانت فخامة المكان تزداد كلما مشت اكثر لتصل الى باب دهبي مزركش بالفضي ،
توقف دلك الرجل قائلا
- هنا يا انسة ستجدين من يودون ايضا العمل ، انتظري دوركي ، اتمنى لكي التوفيق "
ابتسمت شاكرة له و لطيبته في تعامله معها ثم فتحت الباب كان المكان واسعا جدا و قد وزعت الكثير من
الكراسي الدهبية و لكن ما قد فاجأها بشدة هو وجود دلك الكم الكبير من الناس ، انداك فقدت الامل كليا
في الحصول على عمل فهي دون مهارات و فاشلة في كل ما تقوم به *كما كانت تظن* اضافة الى حظها
الكارثي لكنها جلست على احدى المقاعد فقط كي تستريح فقد تعبت من رحلة البحث تلك و من شدة تعبها نامت دون وعي منها ،،
وبعد ساعات فتحت عيناها ببطئ لتجد ان الظلام قد سكن الجو خارجا وتنتبه الى ان كل من كانو حولها قد رحلو !
نهضت وهي تشعر ببعض الخوف من خلو دلك المكان الدي قد وقعت بين احضانه وبينما هي داهبة قاصدة
الخروج لفتت انتباهها باب شابهت تلك الباب التي دخلت منها ظنت انها هي نفسها ففتحتها بتوتر لتتفاجأ بتلك
الحديقة التي احاطت ببحيرة براقة ، بعثرت على نواحيها اشجار اعتلت عرش الجمال بعلوها وروعتها ، زهور
بشتى الالوان و الانواع فرشتها لتملاها بهاءا ، وما قد زاد المنظر فتونا هو القمر بحلته الفضية كعادته يحيي الناظر ،
وانعكاس جماله على مياه تلك البحيرة الراكدة , و كانها في حلم اقرب للخيال بعيدا كل البعد عن اهوال الواقع
وبينما هي في حالة تامل و انبهار انتبهت لتلك الفتاة الجالسة وقد بدت انها غارقة في افكارها ادركت انها ان راتها
قد تقع في ورطة لا نهاية لها فاسرعت نحو الباب قاصدة الخروج ،
لكن وكالعادة بسبب سوء حظها تعثرت في صخرة لم تنتبه لها ،
لتفيق تلك الفتاة من شرودها و تقف قائلة
- من هنا ، كريس هل انت من دخل !
لم تجب هيلين بل بقيت صامتة وراء شجرة كانت بجانبها لكن الفتاة تقدمت ببطء وقد لمحت خصلات
من شعر بني تتطاير مع نسمات الهواء وراء تلك الشجرة تقدمت اكثر حتى وصلت عندها لتقول في صدمة :
- من انتي ، و كيف دخلتي الى هنا !!
كانت فتاة دات شعر دهبي جميل و عينان زرقاوتان ، و قد بدت في عمر هيلين
ردت بتوتر
- انا جدا اسفة لم اقصد الدخول هنا ، فقط لقد حدث لي مالم يكن في الحسبان
لتقول الفتاة باستغراب واضح
- كيف دلك ، كلماتك غير مقنعه ! "
ثم توسعت عيناها لتنطق بخوف طفولي
- ياه لربما كنتي شبح فتاة عادت الى الحياة مجددا 0.0 "
قالت الاخرى بتعجب
- لا لست كدلك .-. خيالكي جد مثير '0
ثم اردفت بهدوء
- في الحقيقة لقد جئت هنا من اجل البحث عن عمل بعد ان قرات اعلانا يخص الحاجة للعمال ،
لكني و عند وصولي الى هنا وجلوسي على احدى المقاعد نمت دون قصد و عند استيقاضي كان الجميع قد رحل ،
اردت المغادرة لكني اخطأت بالباب فكل ما قد حدث خارج عن ارادتي
- هدا غريب فعلا ، حسنا لا باس بدلك اسمي رِيناد ، وانتي ؟
- اسمي هيلين تشرقت بكي عزيزتي ، لكني حقا اود الخروج من هده المتاهة
- ليست متاهة .-. ، بامكاني القول ان هدا بيتي
- لكن كيف دلك ، اليس هدا مصنع ؟! "
- اجل هو كدلك و ابي صاحبه ، ولكنه كبير جدا لدا فنحن نقيم به رغم انه لدينا الكثير من البيوت المنتشرة في
العديد من المناطق ، لكن المصنع في ايامه الاولى سيحتاج الى عناية فائقة لدى فلابد من البقاء هنا
- ما اروع دلك ، لقد احببت هدا المصنع مند ان رايته لاول مرة فهو يشبه القصور في بهاءه
- اجل انا ايضا احبه جدا خصوصا هده الحديقة , صراحة أهوى الاهتمام بها و البقاء وسطها
- اه فعلا ، هي حقا قمة في الحلاوة أهنئكِ لى عدوبة دوقكِ
ابتسمت مجيبة على مديحها ثم نظرت الى الساعة على يدها قائلة بقلق
- لكن يا هيلين الن يقلق عليكي والداك ، فالساعة الان جد متاخرة ، لربما هما الان يبحثان عنكي
بعد سماعها لكلمات ريناد القلقة ابتسمت باسى مجيبة
- امم لا باس ، هما دوما معي فلما يقلقان علي ، هما يقيمان بين ثنايا قلبي الدي ينبض باسميهما !
رحمهما المولى "
حينها اكتست ملامح ريناد بالحزن تأثرا
- ياه , اسفة لم اقصد تدكيركِ بهما
قلبت بسمة الاسى من على وجه هيلين الى اخرى مليئة بالامل
- لاباس عزيزتي ، ليس عليكي الاعتدار ، فهده مشيئة الله "
ابدت الاخرى اعجابها باجابتها قائلة :
- كم أنتي رائعة !
ثم أكملت بمرح :
- حسنا اود ان اريكي غرفتي ، هيا اتبعيني اريد ايضا ان نتحدث اكثر
ثم امست بيدها و بدات بالسير مسرعة قاصدة غرفتها و لم تخطأ هيلين في وصف اروقة المصنع او
بالاصح هدا القصر بالمتاهة فمن السهل الضياع بينها !
لكن لازال المكان فخما راقيا ، واخيرا وصلت الى باب توقفت عنده ، فتحته قائلة ببسمة شغب
- هاقد وصلنا وقد انرتها بحضورك ‘3
ثم دخلتا اليها كانت غرفة واسعة دات جدران فضية منقوشة باللون البنفسجي من كافة الجهات
دات ارضية رخامية توسطها سرير متوسط الحجم بينما كانت هنالك بعض من الارائك الفضية المزخرفة
باللون البنفسجي موزعة بانتظام فيها
لتقف هيلين مندهشة ، فهي اكثر روعة من كل ما راته حتى الان ،، !
لتقول بحروف متقطعة من شدة اعجابها :
- اهـ.. ده غرفتك ! ما اروعها ،
ضحكت ريناد بخفة قائلة :
ليست لهده الدرجة ، لكن من الجيد انها اعجبتكي
ثم اكملت بجدية
- ما رايك ان تبقين معي هده الليلة هنا ثم تدهبين غدا ، فلا يجب ان تسيري في هده الظلمات وحدكي
تنهدت هيلين ثم ابتسمت قابلة العرض فلم يكن لديها اي خيار اخر !
بعد دلك اتجهت ريناد نحو سريرها و رمت بنفسها هناك قائلة :
- اتعلمين مند صغري و انا منعزلة عن الجميع ، الكل يصادقني فقط من اجل ثروة ابي ، لا اظن ان
هنالك من حاول التعرف على داتي قبل التفكير بثروتي فقد درست في مدرسة عامة في صغري ،
اما الان و حينما انتقلت الى الثانوية الخاصة لا ازال متؤثرة بدلك و بطباع الناس
فاقتربت هيلين ثم جلست على احدى الارائك قائلة :
- امم اجل لدى الكثير تفكير سطي ، !
لكنكي حقا طيبة القلب نقية الروح مرحة لم اتعارف عليكي سوى مند لحظات ، لكن هنالك شيء
باطنكي يجدب اليكي قلوب البشر ، ربما هي طيبتكي ، لكنكي جد مميزة !!
اعتدلت رناد في جلستها قائلة بنيرة فرح :
- امم لاول مرة اسمع كلمات هكدا تصفني بصدق ، حقا قد اسعدتني !
ثم اكملت متسائلة
- تتحدثين و كانكي تدرسين علم النفس ، فمثل هده الكلمات لا تقال الا عند معرفة الشخص تمام المعرفة
او من يمتلك خبرة في علم النفس و اسرار القلوب ،
ردت الاخرى متعجبة :
- امم لا لست الا طالبة و هدا العام ساكون في الثالثة من المرحلة الثانوية
ريناد بإعجاب :
- ادن لا بد ان تكون موهبة ،
ثم اكملت بفرح :
- هدا جيد ادن انتي في نفس صفي ، لدينا نفس العمر !
و بعد ان ظهرت عليها ملامح الانزعاج اردفت
- هده السنة ستكون صعبة جدا ، لا اريد ان يقترب الدخول المدرسي ابدا
هيلين مؤيدة و قد استقر بعض القلق على وجهها دو البشرة البيضاء الناعمة
- اه اجل معك حق ، لدا لابد لي ان اجد عملا في اقرب وقت
- ياه لكن سيكون صعب عليكي الدراسه و العمل في ان واحد !!
- اجل لكني ساحاول ، فقط لو لم اطرد من عملي السابق
ثم اكملت و قد بقيت نظراتها مركزة في جهة واحدة لا اراديا و كانها تسترجع جزءا من محتويات داكرتها
- في العامين الماضيين كان صديق والدي يعطيني كل شهر بعض من النقود لاستطيع العيش بها و شراء
مستلزماتي لكن الان قد اضطر ان يسافر ، طلب مني ان ادهب معه لكني احسست باني ثقل عليه و على اسرته
كما انني الان لابد من الاعتماد على نفسي
لتقول ريناد باستغراب
- يااه قصتكي جد غريبة عزيزتي هلين ، لكن لمادا طردتي من عملك السابق .-.
قالت المقصودة بنبرة متدمرة
- فقط بسبب اهمالي وتهوري طردت من 3 اعمال بالتوالي ،
- ادن لابد ان اجد لكي عمل هنا ، لكني اخشى ان تطردي مرة اخرى ._.
هدا ما قالته تلك الشقراء قبل ان تكمل
- لكنني ربما قد وجدت لكِ عملا ليس بالامكان ان تطردي منه ، مارايكي ان تكوني خادمتي الخاصة وساتخد
السبب في ان روبرت ليس فتاة و لا يفهمني بالقدر الكافي لدا ستكونين خادمة اضافة عنه ،
هيلين بتردد :
- امم و لكن ..
ثم بعد ان فكرت قليلا لثوان قالت بثقة :
- حسنا هدا جيد ،
ريناد وقد ملاتها البهجة :
- هدا جيد ، و ساقنع والدي ان يكون راتبكي جيد ، وان تكوني في نفس ثانويتي ، وسيسمح هدا لنا ان ندرس معا ايضا
- احببت افكاركي ، حقا انا اشكركي عزيزتي بفضلكي قد ازيح ثقل كبير لطالما كان محور قلقي الدائم
- من الجيد انه الان قد تلاشى ،
ثم اكملت بمرح : ي صديقتي مقتحمة البيوت
قطبت هيلين حاجبيها لتقول
- كل ما قد حدث كان خارجا عن مقصدي و مرادي ، كانت مجرد صدف عابرة ..
ريناد و بينما ارتسمت عليها بسمة صادقة قالت
- وما اجملها من صدف ، ستبقى دوما في سجل الداكرة ، فلقياك كان اجمل ما بإمكانه ان يحدث معي
هيلين متؤثرة و قد بادلتها البسمة داتها
- ياه ما اروعكِ ، بالطبع ستبقى هده اجمل دكرياتي ')
ثم اكملت بتسائل
- صحيح ، من كان كريس داك الدي ظننتي انني هو حين تعثري
- انه اخي التوام ، لكن رغم انه توامي الا انه لا يشبهني لا في المظهر ولا في الشخصية !
هو بارد الاعصاب ، جاف الطباع، و احيانا لا يطاق ، لكن ما اعلمه جيدا ان باطنه قلب ابيض ينبض طيبة !
- جميل ، اتعلمين انا ايضا كان لدي اخ اكبر مني سنتين ، كان عاقلا ، مثالا للادب و الفطنة
اردفت بعد دلك وقد بدات عيناها بالبريق و كانها تخبا دموعا ممنوعة من النزول مند سنين :
- اشتاق اليه ، خسرته هو و والدَي في حادث واحد ، قُتِلو امام ناظري !
سحقا لمن كان السبب ! ..
تأثرت ريناد بما سمعته و لكنها حاولت تعديل نبرتها قائلة :
- لا باس عزيزتي فماقد مر لن يعود !
ثم اكملت محاولة تغيير الموضوع :
- الم تشعري بالجوع بعد ، بالنسبة لي عصافير بطني تزقزق راغبة في الاكل
هيلين بعد ان تداركت جوعها الدي باتت لا تحس به من شدة تعبها
- اجل نسيت دلك ، لم اكل شيء مند البارحة '3
لتقول الاخرى بتعجب مؤنبة
- ماداا هل جننتي ؟!
ساحضر شيء ما من الطبخ ، لا اريد ان اوقض احد الخدم فقد تعبوا من العمل طوال اليوم لدا ساحضرها بنفسي
ثم نهضت من سريرها و اسرعت خارج الغرفة بينما كانت هيلين تنتظرها ، و لم تمر الا 5 دقائق لتجدها قد
رجعت حاملة معها العديد من الوجبات ، تناولتا بعض من الطعام وهما تتبادلان الحديث و بقيتا هكدا حتى
نامتا بعد حوالي منتصف الليل
،،
ليشرق صباح جديد حاملا معه ماقد يغير حياة هيلين ، تلك الفتاة التي لم تترك اي مجال للياس في التغلغل اليها ،
رغم تلك المشكلة التي كادت ان تجعل منها مجرد متشردة بين الشوارع تسير !
لامست اشعة الشمس المتسللة الفتاتين ، لتبدا عيناهما تُفتحان ببطء ، نهضتا بخمول و اخدتا حماما سريعا
بعد ان ارشدت ريناد صديقتها الى احد الحمامات المجاورة لغرفتها ، ثم بدات هيلين تجهز نفسها للخروج
الى ان استوقفتها ريناد قائلة :
- الى اين ! الن تتناولي معي طعام الافطار
- امم عدرا عزيزتي لكني لن اثقل عليكي اكثر من هدا ، فانا الان ممتنة لكي كثيرا
ريناد وقد شقت على شفتيها بسمة مرح
- الم نصبح صديقات ، قد يكون دلك قد حدث في وقت قياسي '$
لكن الاهم اننا كدلك فهل هنالك بين الاصدقاء اشياء كهده ، هيا الى الافطار
- لكن يا ريناد ، لا احد من اهلك يعلم بوجودي معكي
- لا باس بدلك ، اظن ان والدي الان تناولا افطارهما فهما يستيقظان باكرا، اما اخي فهو لا يكترث لشيء
وبعد اخر كلمة لها سمعتا طرق في باب الغرفة ، لتقول :
- تفصل !
ففتح الباب ودخل نفس دلك الرجل الدي قاد هيلين الى تلك القاعة اينما ينتظر
الراغبون في العمل دورهم لاختبار القبول
قال بادب :
- صباح الخير انستِي ، الافطار جاهز
ردت مبتسة :
- شكرا روبرت ، انا قادمة و معي صديقتي
وبعد ان انتبه لهيلين بدت عليه بعض علامات الاستغراب لكنه اكمل
- اه حسنا انستي الفطور سيكون بانتظاركما
ثم استادن للرحيل مغادرا ،،
بعد دلك قالت ريناد و قد حولت نظرها للفتاة الواقفة بجانبها
- هدا خادمي الخاص ، انا لا اعتبره كدلك فهو بمثابة ابي الثان ، هو طيب جدا و قد رافقني طيلة طفولتي
وخصوصا عندما يغيب والدي بسبب كثرة العمل
- جميل ، فهو حقا يبدو رجلا طيبا
- اجل ، لكن الان هيا لندهب فقد تاخرنا على الطعام
ثم خرجت من الغرفة بينما كانت هيلين تتبعها ،و كان فكرها مركز على دلك الخادم الدي يدعى روبرت ، دلك الدي ارشدها ،
فقد لاحظت شيء عليه لم تستطع معرفته !
لكن و عند انتباهها لنفسها لاحظت ان ريناد قد اختفت و انها قد ضاعت بين تلك الاروقة ، فوقفت مكانها
و بدات تنظر محاولة ان تتدكر في اي طريق مشت فيه صديقتها و قد تملكها بعض من الخوف فقد احست
و كانها في متاهة حقيقية فقررت ان تختار طريق و تجرب حظها ، وبينما هي تسير وسط المجهول ،
تفاجات بدلك الشاب الدي قد مر بجوارها فجاة ، كان دو شعر بني و عينان خضراوتان ،
و قد كانت ملامحه الجدابة تعكس الى نحو ما هدوءه ،
فاستوقفته قائلة بتوتر :
- امم عدرا انا ابحث عن ريناد كانت معي مند برهة لكني اضعت طريقي
ليجيب ببرود ساخر :
- هي في حديقتها السخيفة تحب تناول افطارها هناك كل صباح
و بعد ان قال دلك اكمل طريقه فلم تستطع شكره او محاولة معرفة اين ستجد هده الحديقة !
كما انها قد استغربت من اسلوبه البارد ، فخمنت في ان يكون اخ ريناد الدي حدثتها عنه ثم بدات
تفكر كيف لها ان تجد تلك الحديقة وقد ادركت انها نفسها تلك التي بفضلها تعرفت عليها ، و اكملت سيرها
محاولة تدكر الطريق الدي سلكته انداك للوصول اليها ، بينما هي كدلك احست ان هنالك من يتبعها !
لتشعر بالتوتر قليلا فاسرعت في خطواتها وهي مشتتة الفكر لتصطدم بشخص اسقطها ثم سقط ارضا فقالت :
- ياه لقد كسر ظهري
وحين نظرت الى من اوقعها او بالاصح من اوقعتها ' اكملت
- ريناد اين كنتي !
ريناد بتفاجئ
- انا ايضا كسر ظهري ، اظن ان كلتانا كانتا مسرعتان ،
لقد كنت ابحث عنكي ، فحين وصولي انتبهت اختفاءك و ادركت انكي قد ضعتي .-.
- اجل ، كيف استطعتي الاعتياد على كل هده التفرعات في الاروقة ، لقد كان دلك مريب حقا :/
- امم هدا لا شيء امام رواق منزلنا الدي كنا نقيم فيه
هيلين و ملامح الدهشة قد رسمت عليها :
- احقا ! امم جميل
ريناد بمرح : اجل هو كدلك ،
ثم امسكت بيد هيلين و اسرعت الى تلك الحديقة ، وبعد ان تناولتا افطارهما ،
استأدنت هيلين قائلة :
- يجب علي الدهاب الان عزيزتي اشكركي على كل شيء مرة اخرى
- لاباس ، امم لكن الى اين ستدهبين
- الى شقتي -.-
- ادن سادهب معكي ادا كنت غير معارضة طبعا ، فانا دائما جالسة لوحدي في مجالسة الملل
لتجيها ببسمة قائلة
- حسنا لا باس بدلك ،
B.R.B
[/TBL]
[/TBL]
التعديل الأخير: