[TBL="http://store1.up-00.com/2015-05/1430583624261.png"]
ليس للدعاء في الإسلام صيغة محددة فكل عبد يدعو بما يشاء ويتقرب إلى الله بفنون
الدعاء وطرائقة فمنهم من يدعو الله شعراً ومنهم من يدعوه نثراً ومنهم من يختار كلماته
ويتكلف فيها ومنهم من يدعوه بكلمات سهلة عامية وكلاً حسب بيئته وعلمة وقدرته.
روى ابن ماجه في سننه عن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء
"اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك
من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم اللهم إني أسألك من خير ما
سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك اللهم إني أسألك الجنة
وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك
أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا "
روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله :
"من لم يسأل الله يغضب عليه"
روى الحاكم في صحيحة من حديث أنس عن النبي قال
"لاتعجزوا في الدعاء فإنه لايهلك مع الدعاء أحد"
ذكر الاوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله :
"إن الله يحب الملحين في الدعاء"
في كتاب الزهد للامام أحمد عن قتادة قال: قال مورق:
"ما وجدت للمؤمن مثلا إلا رجل في البحر على خشبة فهو يدعو
يا رب يا رب لعل الله عز وجل أن ينجيه"
يعتبر الاستعجال في إجابة الدعاء من الآفات التي تؤثر في إجابة
الدعاء فالله لا يعجل لعجلة أحد من خلقة.
روى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال:
"يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي".
روى مسلم في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال :
"لايزال يستجاب للعبد ما لم يدع بأثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل:
يا رسول الله ما الاستعجال قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم
أر يستجاب لى فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء"
روي في مسند أحمد من حديث أنس ابن مالك قال: قال رسول الله :
"لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل قالوا: يا رسول الله كيف يستعجل قال:
يقول قد دعوت لربي
« وإذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب وصادف وقتا
من أوقات الإجابة وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب وذلاله وتضرعا
ورقة واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله وبدأ بحمد الله
والثناء عليه ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده صلى الله عليه وسلم ثم قدم بين
يدي حاجته التوبة والاستغفار ثم دخل على الله وألح عليه في المسألة وتملقه
ودعاه رغبة ورهبة وتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدم بين يدي دعائه صدقة
فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أنها مظنة الإجابة أو أنها متضمنة للاسم الأعظم.» – ابن القيم، الجواب الكافي
لمن سأل عن الدواء الشافي
« عن ثابت سمع أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه»
– أحمد بن حنبل، مسند أحمد
ورد في صحيح ابن حبان من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله سمع رجلا يقول:
"اللهم إني أسالك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد فقال: لقد سأل الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب"
وفي لفظ "لقد سألت الله باسمه الاعظم"
ورد في صحيح ابن حبان أيضا من حديث أنس بن مالك :
"أنه كان مع رسول الله جالسا ورجل يصلى ثم دعا فقال: اللهم إني أسالك بأن لك
الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم
فقال النبي : لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"
ورد في جامع الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد أن النبي قال:
"اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾
وفاتحة آل عمران ﴿آلم اللَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾
ورد في مسند الإمام أحمد وصحيح الحاكم من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك وربيعة
بن عامر عن النبي أنه قال:
"ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام" يعنى تعلقوا بها وألزموها وداوموا عليها.
ورد في جامع الترمذي من حديث أبي هريرة :
"أن النبي كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء وإذا اجتهد في الدعاء قال: يا حي يا قيوم".
ورد في جامع الترمذي من حديث أنس بن مالك قال:
"كان النبي إذا حزبه أمر قال يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث".
ورد في صحيح الحاكم من حديث أبي أمامة عن النبي قال:
"اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه"
قال القاسم: فالتمستها فإذا هي آية {الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.
ورد في جامع الترمذي وصحيح الحاكم من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي قال:
"دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت"{ لا إِلَهَ إلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له قال الترمذي : حديث صحيح.
ورد في مستدرك الحاكم أيضا من حديث سعد عن النبي :
"ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم أمر مهم فدعا به يفرج الله عنه؟ دعاء ذي النون"
ورد في الصحيحين البخاري ومسلم من حديث بن عباس أن رسول الله كان يقول عند الكرب:
"لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب
السموات السبع ورب الأرض رب العرش الكريم".
ورد في مسند أحمد من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله :
"ما أصاب أحد قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك
ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو
علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك
أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله
عز وجل همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا فقيل: يا رسول الله إلا نتعلمها؟
قال: بل ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها".
- قال الله في القرآن الكريم :
﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ
وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39﴾) (سورة آل عمران).
- قال الله في القرآن الكريم :
﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ
عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)﴾ (سورة الأنبياء)
- قال الله في القرآن الكريم :
(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)
ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)﴾ (سورة ص)
- قال الله في القرآن الكريم :
﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)﴾ (سورة الأنبياء)
- قال الله في القرآن الكريم :
﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)﴾ (سورة الأنبياء)
- قال الله في القرآن الكريم :
﴿وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)﴾ (سورة الأنبياء)
- قال الله في القرآن الكريم :
﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا
وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا
فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)
يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7)﴾ (سورة مريم)
- قال الله في القرآن الكريم :
﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35)
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37)
وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)﴾ (سورة ص)
- قال الله في القرآن الكريم : ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)﴾ (سورة الصافات)
- ذكر ابن أبي الدنيا في مجابو الدعوة في الدعاء عن الحسن قال:
"كان رجل من أصحاب النبي من الأنصار يكني أبا معلق وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره يضرب
به في الآفاق وكان ناسكا ورعا فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له: ضع
ما معك فاني قاتلك قال: فما تريد من دمي؟ فشأنك بالمال قال: أما المال فلي ولست أريد
إلا دمك قال أما إذا أبيت فذرني أصلى أربع ركعات قال: صلى ما بدا لك فتوضأ ثم صلى أربع ركعات
فكان من دعائه في آخر سجوده أن قال: يا ودود يا ودود يا ذ العرش المجيد يا فعالا لما تريد
أسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر
هذا اللص يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني ثلاث مرات فإذا هو بفارس أقبل بيده
حربة قد وضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل إليه فقال:
قم فقال: بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم فقال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت
بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء
ضجة ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي: دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتله قال الحسن :
فمن توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب "
الدعاء بظهر الغيب هو أسرع الدعاء إجابة وهو أن يدعو شخص مسلم لشخص آخر دون أن
يعلم الآخر أن هناك من يدعو له ولا يخبره بدعائه له فهناك ينال كلاً من الداعي والمدعو له
شرف إجابة الدعوة من الله
روي في سنن ابي داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب "
جاء في النهي عن رفع المصلي بصره إلى السماء : ما روى البخاري (750)
عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى
قَالَ : لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ ) .
وأما رفع البصر إلى السماء خارج الصلاة ، فلا حرج فيه ؛ لعدم ما يدل على المنع منه
بل ذهب بعض الفقهاء إلى أن الرفع هو الأولى . نهى النبي محمد رسول الله عن رفع الأبصار
إلى السماء وقت الدعاء وأنها من أسباب فقد البصر (العمى)
« عن أبي هريرة يهرسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينتهين
أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم »
– الإمام مسلم، صحيح مسلم
[/TBL]