- إنضم
- 18 فبراير 2015
- رقم العضوية
- 3510
- المشاركات
- 346
- مستوى التفاعل
- 139
- النقاط
- 0
- توناتي
- 0
- الجنس
- ذكر
LV
0
:: رسائل ::
عالمنا ملئ بالرسائل ..
لكل رسالة مرسل ومستقبل ومضمون للرسالة .. وللمضمون تاثير ما .. قد تصدق محتواها او تنكره او تندهش منه او تشك او تؤمن به ..
:
:: القران رسالة حديثة ::
لم يمر على نزول القران حتى الفين عام بل اقل .. وهو زمن صغير مقارنة بعهد البشر الذين خلقوا من عشرات او مئات الالوف من السنين .. لذا فهل نعتبرها رسالة متاخرة ؟!
:
:: انها رسالة تذكيرية ::
كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ} - الأعراف (2)
اذا فالرسالة قديمة لكن القران بمثابة رسالة تذكيرية ..
لكن بالتفكير بذلك الم يكن هناك كتب سماوية سابقة تنزل كل فترة زمنية ؟ .. الن نحتاج مثلا بعد الفين او 10 الاف سنة ان تاتي رسالة تذكيرية جديدة .. كتاب جديد ؟!
اذا كانت المسألة "تذكرة" فلو لاحظنا فان القران الان على الايباد وعلى ملايين المصاحف الورقية وعلى جوجل وبكل مكان .. لذا لا اظن انه سيكون تكرار رسالة ذا معنى ولن يضيف اي جديد ..
هل تزامن نزول الايات في عصر الكتابة واقترابه من عصور اختراع الطباعة .. ان اقل من الفين عام لا شئ من تاريخ البشرية يعتبر تاريخا حديثا للغاية نسبيا .. فلو كان القران نزل منذ 8 الاف سنة حيث اندثرت حضارات لأسباب مجهولة ولم تدون باي كتب تاريخية بل الموجود فقط اثار مندثرة تحت التراب لكان هذا حال تلك الرسالة ربما ..
:
:: الغرب حفظوه لنا ::
لا احب استخدام لفظ الشرق والغرب فكلنا بشر .. ولكن اليس من الغريب ان الرسالة نزلت على العرب وباللغة العربية وهي الان محفوظة في الاجهزة الرقمية ومطبوعة باستخدام الطابعات التي اخترعها الغربيون ؟! بل بفضلهم انتشرت للعالم ..
هم من اخترعوا شبكة الانترنت والطائرات والبريد والصحف العالمية ونظام المكتبات .. وبرامج الترجمة لكل لغات العالم .. وهي النسخة ذاتها .. ولم نسمع عن خلاف بين نوعين من القران .. هناك ربما اختلاف في القرآت الصوتية لبعض الحروف .. اما النص فلم نشهد اختلافا في كلمة او حرف زائد او ناقص ..
هناك اختلاف على احاديث اما النص القراني فحتى الشيع والمذاهب المختلفة معها نفس النسخة تماما .. !
::: رسالة من اجداد فضائيين !! ::
من الطبيعي ان يراودك الشك في اي امر .. القران في حد ذاته كتاب يحوي رسالة ومواعظ وقصص تاريخية لكن كثير من الامور قد تبدو مبهمة بلا تفاصيل كثيرة .. فقط هناك محرمات قلائل ذكرت بشكل واضح .. اما الامور الاجتماعية كمثال فمن يقرا القران يمكن ان يفهمها باشكال مختلفة .. وهو ما يسبب اختلافات في الراي والتطبيق ويتوافق مع اي بيئة .. بالتالي هو اشبه برؤوس اقلام لأمور اعظم واكبر ..
يحتوي على حقائق كونية اكتشفت مؤخرا فقط .. وهو ما يزيد ايمان قارئه ..
مع ذلك هناك من يدعي ان الكتب السماوية بما فيها القران مكتوبة من بشر ارقى او حضارة قديمة متقدمة .. او انها نسخت من كوكب اخر .. وتلك المخلوقات الذكية تسبقنا بالاف السنين ومن الطبيعي ان الحقائق العلمية والكونية هي على دراية بها .. وبانها كتبت تلك الكتب وانزلتها واوهمتنا ان هناك خالق وملائكة ..
عموما هو نوع التشكيك في صاحب الرسالة .. او المختصر ان تلك الرسالة موجهة من مخلوقات وليس من خالق هذا الكون .. بل ربما هذا الكون خلق بالصدفة .. !
وتجد ان ادلتهم تقتصر على انهم وجدوا في مكان ما بامريكا الجنوبية او مكان مجهول نفق او كهف او جدران منحوت عليها طبق طائر او روايات عن اجداد والهة من السماء ..
ودليلهم الاخر هو انه احتمال منطقي ان نكون مستنسخين من حضارات اقدم وان هذا الكون الواسع منطقي يكون فيه كواكب فيها بشر اقدم منا ..
وايضا ان خالقنا لم يظهر .. بل من ظهر مجرد انسان يحمل رسالة "يقصدون الانبياء عليهم السلام"
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ البقرة (55)
وهنا فهو يشكك في مصدر الرسالة اهي من خالق لهذا الكون ام من ابتكار من بشر اذكى منا ؟! لكنه لم يشكك في مجتوى الرسالة .. ولما يتطرق لها ..
واصلا اين دليلهم .. اين تلك المخلوقات ليه ما تظهر .. ما عندها خمس دقايق تشوفنا حتى ؟! .. وحتى لو ظهرت تلك المخلوقات من حقي ان اشك ان هناك حضارة احدث منهم واعلى منهم خدعتهم ايضا كما خدعتنا نحن !
بالتالي لا ارى هدف من التشكيك بمصدر الرسالة .. بل الاولى ان نقرا الرسالة ونفكر بمحتواها بعدها نقرر ..
:
:: شك ام رغبة في الاطمئنان ::
هل تعلم ان الشك في وجود الخالق هو بحد ذاته طريق للايمان بوجوده ؟
فقد شك سيدنا ابراهيم بالهه وقتها المتمثل في اصنام .. واخذ يفكر :
{فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} - الأنعام (77)
{فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} - الأنعام (78)
{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} - الأنعام (79)
:
مع ذلك قد تكون واثق ومؤمن ومستشعر وجود الخالق .. لكن يراودك شعور ربما بالقلق او عدم الارتياح .. كان تتساءل ماذا سيحدث بعد الموت .. اليس ربما لا وجود لحياة اخرى .. وهذا ليس شك بقدر ما هو خوف او عدم اطمئنان .. وهو شعور طبيعي بالغموض ..
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ البقرة (260)
ما بالك ان ابراهيم نفسه اراد الاطمئنان .. السنا بالاولى ان نطلبه نحن .. اليس من حقنا ان نتساءل .. او ليس القلق نابع من القلب الذي خلقه الخالق ؟!
كان ممكن ان نولد بلا مشاعر .. لكان الامر سهلا ان نؤمن منذ ان ولدنا .. لكن الاكيد والواضح اننا وهبنا ارادة حرة واختيار .. ان نؤمن او نشك او ننكر ! ان تاتينا رسالة القران وان نقراها او نتجاهلها .. نؤمن بها او ننكرها ..
لم نرى الخالق لكننا نعتقد بوجوده .. لم نرى احدا عاد من الموت ليحكي لنا ما راه لكننا نعتقد ان هناك حياة اخرى .. وهذا الاعتقاد مبني على رسالة القران التي اتى بها نبينا محمد "عليه الصلاة والسلام" وايضا مبني على "المنطق والعلم"
هناك من ينكر وجود خالق اصلا .. وان الحياة واحدة تنتهي بالموت وهو اعتقاد شخصي مبني على "ظن شخصي او منطق او علم"
ولكل منطقه وعلمه .. لكن الفارق ان هناك من يبحث عن الحقيقة .. وهناك من يريد ان يصنع حقيقة او يزورها للتناسب مع افكاره ..
:
:: الرسالة الازلية ::
"الوجود" هي الرسالة التي نتفق عليها جميعا .. المؤمن والكافر .. كافة الخلق يشهدون عليها .. ببساطة نحن موجودون .. انظر ليدك للارض حولك انها موجودة ..
:
:: صانع الوجود ::
اذا كان للسيارة صانع فمن المنطقي ان للكون صانع .. بغض النظر عن المسميات سواء بوجود خالق او من يسميها صدفة .. هناك صانع .. وهذا الصانع "موجود" .. وكان قبل هذا الوجود "الاول" ..
:
:: الوجود المترابط ::
ان وجودنا على الارض مثلا مرتبط بوجود الشمس .. فلو اختفت الشمس وتلاشى وجودها .. تلاشئ وجودنا كذلك .. وليس العكس .. اذا فالشمس هي وجود اعلى مننا .. وهناك من عبد الشمس ظنا انها خالقنا ..
لكن وجود الشمس مرتبط بوجود المجرة .. فالمجرة حسب ما راى العلماء هي من تولد النجوم من خلال صناعة المكونات الاساسية .. فلو لم توجد المجرة فمنطقيا لم توحد الشمس .. والمجرة وجود اكبر لو اختفت لتلاشت الشمس .. وليس العكس .. فلو تلاشت الشمس فالمجرة ستظل موجودة بخير ..
:
بالتالي على نفس المنطق هناك وجود اعلى + اكبر حجما + ابعد .. وهناك تعدد في كل شئ .. فهناك قارات .. وكواكب .. وشموس .. ومجرات .. فمن المنطقي ان نتوقع وجود سماوات وليس سماء واحدة .. وكلما ابتعدنا لاحظنا "وجودا اعلى واكبر" ..
:
:: اذا ساختار الاعلى ::
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} - الأعلى (1)
ساختار الاعلى .. سأختار اخر اعلى على الاطلاق ..
:
:: الانسان خالق يتطور ::
وهب الانسان صفة الخلق والابتكار .. خلق الانسان باستخدام المواد حوله المسكن والملبس .. ومع مرور الزمن خلق من الالات ما يقهر الجبال ويفتتها .. صنع قنبلة تدمر مدينة بل قارة .. وصل القمر وقريبا الى المريخ ..
وفي المستقبل قد يصل من القوة والعلم لأن يفجر كوكبا .. بل ربما يطفأ شمسا .. او يصنع حياة على كوكب اخر .. ان يسافر ويخترق السماوات .. والطريق متاحة لمن يريد حال تنفيذ الشروط "السلطان" :
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ الرحمن (33)
لكن مهما وصل الانسان من القوة سيظل مقيدا بحدود عليه تجاوزها باستمرار .. وكل حاجز يقطعه ابعد واصعب من الذي يليه ..
:
:: انظر حولك ::
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ الحج (46)
كلنا نرى السماء .. هناك من يتامل ويتساءل عن صانعها .. وهناك من يخطر على باله نفس التساؤل لكن اختار ان الاجابة لا تهمه ..
كلانا لا نعرف .. لكن الفرق انك تريد ان تعرف .. اما هو فاختار الا يعرف .. حتى وان فكرت بان تعرفه فسيهز راسه ويبتسم بمجاملة ثم يمضي في طريقه غير مكترث ..
إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ المؤمنون (37)
لذا فمهما كثرت الرسائل .. طالما ان المستقبل لا يريد قراءتها .. فلا نستغرب ان هناك من ينكر وجود خالق .. او يصل بخياله الى نظريات لا تعتمد سوى على علم الافتراض .. مخلوقات فضائية او صدفة او الهة رومانية منحوتة على تماثيل .. او ملائكة انثوية مجنحة .. واله للبحر واخر للحظ ..
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ الجاثية (23)
:
:: العلم والايمان ::
وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ فاطر (28)
كلا النوعين من العلماء سواء من يؤمنون بوجود خالق او ينكرونه .. لكن هناك اتفاق على عظمة الصناعة وانها ليس من صناعة بشر .. ولا يمكن لبشري ان يصنع خلية مطابقة ..
ايضا هناك اتفاق ان الروح او طاقة الحياة لازال لغزا غامضا .. ولا يستطيع الانسان دب الروح بجسد المريض في غيبوبة حتى لو كان حسده سليما .. فما بالك بالميت يستحيل احياؤه ولو دقيقة واحدة على يد انسان ..
العلم يبين ان هناك انظمة .. الوجود منظم ومترابط .. هناك نظام الجهاز الهضمي الذي يعمل بتناغم ليهضم ثمرة ينتجها مخلوق اخر هي شجرة التفاح والتي تنبت في وجود مخلوق مختلف تماما وهي تربة الارض ..
وبخصوص الخلاف على نظرية التطور وان اصل الانسان قرد .. فاثبات هذه النظرية لن يثبت عدم وجود خالق .. لكن ذكر بالقران ان هناك بشرا سخطوا إلى قردة .. لذا لما الاعتقاد ان الانسان قد تطور من قرد .. لماذا ليس العكس مثلا ؟! .. ومالهدف من اثبات نظريات حتى الان لازالت نظريات .. وان ثبت صحتها فمعرضة بالمستقبل لأن تكون معكوسة .. بالتالي فان الاستماتة لاثبات التطور لا يتنافى مع وجود خالق ..
فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ الأعراف (166)
اعتقد ان الاختلاف هو في نية العالم .. هل النية في البحث عن الحقيقة .. اما النية هي اثبات افتراضات شخصية وتطويع بل ربما يصل الامر لتزوير الابحاث والعلوم او اخفاء حقائق لاثبات اعتقاده ..
:
:: انها رسالة والخيار لك ::
قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ الملك (26) -
:
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ
ان صاحب الرسالة اعطاك الخيار .. وليس لبشر ان يجبرك .. لن ينهار العالم ان امنت او كفرت ..
:
:: هناك من يحفظ الرسالة وهناك من يتامل الرسالة ::
اعتقد ان التامل اكثر اهمية ..
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الجمعة (5)
:: الايمان يزداد وينقص ::
تختلف دوافع الايمان من شخص لآخر .. فأنت تؤمن بصحة رسالة القران لأنك تثق بوالديك .. اي سبب ايمانك الاول هم الوالدين .. هناك غيرك من يريد مصدر اقوى واعلى فيجد ذلك العلم او تعرضه لموقف في الحياة كشف له امورا "زادته ايمانا" ..
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ المدثر (31)
كلمة "يزداد" توحي ان المقدار مختلف .. فايمانك مثلا 10% وبعد مرور زمن زاد الى 30% .. ثم نقص قليلا .. ثما ارتفع الى 100% ثم الى 200% ..
اذا هو امر تكتسبه مع الزمن وليس شيئا تصنعه .. يمكنك ان توهم الاخرين به .. لكن لا يمكنك ان تستحدثه الا اذا شعروا بذلك بانفسهم ..
هناك من اسلم لأنه راى اصدقاءه من المسلمين على اخلاق حميدة او ساعدوه .. لكن هناك ايضا من اعتنق ديانة اخرى لنفس السبب .. فهل برأيك هذا سبب كاف للايمان ؟! ..
هناك مسلم يبكي من الخشوع في صلاته .. وهناك من يبكي من الخشوع امام تمثال لبوذا .. فهل هذا سبب كاف للايمان .. ؟!
لماذا لا ينظر الانسان ويتعمق ويتامل اكثر ؟!
:
:: رحلة لا تنتهي ::
اعتقد ان الايمان رحلة لا نهاية لها .. فحتى اخر لحظة من حياتنا نتعلم ونكتشف هذا العالم .. وفي النهاية نجد اننا اوتينا مقدارا صغيرا من الحقيقة ..
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا الإسراء (85)
:
واحلاما سعيدة =)
عالمنا ملئ بالرسائل ..
لكل رسالة مرسل ومستقبل ومضمون للرسالة .. وللمضمون تاثير ما .. قد تصدق محتواها او تنكره او تندهش منه او تشك او تؤمن به ..
:
:: القران رسالة حديثة ::
لم يمر على نزول القران حتى الفين عام بل اقل .. وهو زمن صغير مقارنة بعهد البشر الذين خلقوا من عشرات او مئات الالوف من السنين .. لذا فهل نعتبرها رسالة متاخرة ؟!
:
:: انها رسالة تذكيرية ::
كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ} - الأعراف (2)
اذا فالرسالة قديمة لكن القران بمثابة رسالة تذكيرية ..
لكن بالتفكير بذلك الم يكن هناك كتب سماوية سابقة تنزل كل فترة زمنية ؟ .. الن نحتاج مثلا بعد الفين او 10 الاف سنة ان تاتي رسالة تذكيرية جديدة .. كتاب جديد ؟!
اذا كانت المسألة "تذكرة" فلو لاحظنا فان القران الان على الايباد وعلى ملايين المصاحف الورقية وعلى جوجل وبكل مكان .. لذا لا اظن انه سيكون تكرار رسالة ذا معنى ولن يضيف اي جديد ..
هل تزامن نزول الايات في عصر الكتابة واقترابه من عصور اختراع الطباعة .. ان اقل من الفين عام لا شئ من تاريخ البشرية يعتبر تاريخا حديثا للغاية نسبيا .. فلو كان القران نزل منذ 8 الاف سنة حيث اندثرت حضارات لأسباب مجهولة ولم تدون باي كتب تاريخية بل الموجود فقط اثار مندثرة تحت التراب لكان هذا حال تلك الرسالة ربما ..
:
:: الغرب حفظوه لنا ::
لا احب استخدام لفظ الشرق والغرب فكلنا بشر .. ولكن اليس من الغريب ان الرسالة نزلت على العرب وباللغة العربية وهي الان محفوظة في الاجهزة الرقمية ومطبوعة باستخدام الطابعات التي اخترعها الغربيون ؟! بل بفضلهم انتشرت للعالم ..
هم من اخترعوا شبكة الانترنت والطائرات والبريد والصحف العالمية ونظام المكتبات .. وبرامج الترجمة لكل لغات العالم .. وهي النسخة ذاتها .. ولم نسمع عن خلاف بين نوعين من القران .. هناك ربما اختلاف في القرآت الصوتية لبعض الحروف .. اما النص فلم نشهد اختلافا في كلمة او حرف زائد او ناقص ..
هناك اختلاف على احاديث اما النص القراني فحتى الشيع والمذاهب المختلفة معها نفس النسخة تماما .. !
::: رسالة من اجداد فضائيين !! ::
من الطبيعي ان يراودك الشك في اي امر .. القران في حد ذاته كتاب يحوي رسالة ومواعظ وقصص تاريخية لكن كثير من الامور قد تبدو مبهمة بلا تفاصيل كثيرة .. فقط هناك محرمات قلائل ذكرت بشكل واضح .. اما الامور الاجتماعية كمثال فمن يقرا القران يمكن ان يفهمها باشكال مختلفة .. وهو ما يسبب اختلافات في الراي والتطبيق ويتوافق مع اي بيئة .. بالتالي هو اشبه برؤوس اقلام لأمور اعظم واكبر ..
يحتوي على حقائق كونية اكتشفت مؤخرا فقط .. وهو ما يزيد ايمان قارئه ..
مع ذلك هناك من يدعي ان الكتب السماوية بما فيها القران مكتوبة من بشر ارقى او حضارة قديمة متقدمة .. او انها نسخت من كوكب اخر .. وتلك المخلوقات الذكية تسبقنا بالاف السنين ومن الطبيعي ان الحقائق العلمية والكونية هي على دراية بها .. وبانها كتبت تلك الكتب وانزلتها واوهمتنا ان هناك خالق وملائكة ..
عموما هو نوع التشكيك في صاحب الرسالة .. او المختصر ان تلك الرسالة موجهة من مخلوقات وليس من خالق هذا الكون .. بل ربما هذا الكون خلق بالصدفة .. !
وتجد ان ادلتهم تقتصر على انهم وجدوا في مكان ما بامريكا الجنوبية او مكان مجهول نفق او كهف او جدران منحوت عليها طبق طائر او روايات عن اجداد والهة من السماء ..
ودليلهم الاخر هو انه احتمال منطقي ان نكون مستنسخين من حضارات اقدم وان هذا الكون الواسع منطقي يكون فيه كواكب فيها بشر اقدم منا ..
وايضا ان خالقنا لم يظهر .. بل من ظهر مجرد انسان يحمل رسالة "يقصدون الانبياء عليهم السلام"
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ البقرة (55)
وهنا فهو يشكك في مصدر الرسالة اهي من خالق لهذا الكون ام من ابتكار من بشر اذكى منا ؟! لكنه لم يشكك في مجتوى الرسالة .. ولما يتطرق لها ..
واصلا اين دليلهم .. اين تلك المخلوقات ليه ما تظهر .. ما عندها خمس دقايق تشوفنا حتى ؟! .. وحتى لو ظهرت تلك المخلوقات من حقي ان اشك ان هناك حضارة احدث منهم واعلى منهم خدعتهم ايضا كما خدعتنا نحن !
بالتالي لا ارى هدف من التشكيك بمصدر الرسالة .. بل الاولى ان نقرا الرسالة ونفكر بمحتواها بعدها نقرر ..
:
:: شك ام رغبة في الاطمئنان ::
هل تعلم ان الشك في وجود الخالق هو بحد ذاته طريق للايمان بوجوده ؟
فقد شك سيدنا ابراهيم بالهه وقتها المتمثل في اصنام .. واخذ يفكر :
{فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} - الأنعام (77)
{فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} - الأنعام (78)
{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} - الأنعام (79)
:
مع ذلك قد تكون واثق ومؤمن ومستشعر وجود الخالق .. لكن يراودك شعور ربما بالقلق او عدم الارتياح .. كان تتساءل ماذا سيحدث بعد الموت .. اليس ربما لا وجود لحياة اخرى .. وهذا ليس شك بقدر ما هو خوف او عدم اطمئنان .. وهو شعور طبيعي بالغموض ..
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ البقرة (260)
ما بالك ان ابراهيم نفسه اراد الاطمئنان .. السنا بالاولى ان نطلبه نحن .. اليس من حقنا ان نتساءل .. او ليس القلق نابع من القلب الذي خلقه الخالق ؟!
كان ممكن ان نولد بلا مشاعر .. لكان الامر سهلا ان نؤمن منذ ان ولدنا .. لكن الاكيد والواضح اننا وهبنا ارادة حرة واختيار .. ان نؤمن او نشك او ننكر ! ان تاتينا رسالة القران وان نقراها او نتجاهلها .. نؤمن بها او ننكرها ..
لم نرى الخالق لكننا نعتقد بوجوده .. لم نرى احدا عاد من الموت ليحكي لنا ما راه لكننا نعتقد ان هناك حياة اخرى .. وهذا الاعتقاد مبني على رسالة القران التي اتى بها نبينا محمد "عليه الصلاة والسلام" وايضا مبني على "المنطق والعلم"
هناك من ينكر وجود خالق اصلا .. وان الحياة واحدة تنتهي بالموت وهو اعتقاد شخصي مبني على "ظن شخصي او منطق او علم"
ولكل منطقه وعلمه .. لكن الفارق ان هناك من يبحث عن الحقيقة .. وهناك من يريد ان يصنع حقيقة او يزورها للتناسب مع افكاره ..
:
:: الرسالة الازلية ::
"الوجود" هي الرسالة التي نتفق عليها جميعا .. المؤمن والكافر .. كافة الخلق يشهدون عليها .. ببساطة نحن موجودون .. انظر ليدك للارض حولك انها موجودة ..
:
:: صانع الوجود ::
اذا كان للسيارة صانع فمن المنطقي ان للكون صانع .. بغض النظر عن المسميات سواء بوجود خالق او من يسميها صدفة .. هناك صانع .. وهذا الصانع "موجود" .. وكان قبل هذا الوجود "الاول" ..
:
:: الوجود المترابط ::
ان وجودنا على الارض مثلا مرتبط بوجود الشمس .. فلو اختفت الشمس وتلاشى وجودها .. تلاشئ وجودنا كذلك .. وليس العكس .. اذا فالشمس هي وجود اعلى مننا .. وهناك من عبد الشمس ظنا انها خالقنا ..
لكن وجود الشمس مرتبط بوجود المجرة .. فالمجرة حسب ما راى العلماء هي من تولد النجوم من خلال صناعة المكونات الاساسية .. فلو لم توجد المجرة فمنطقيا لم توحد الشمس .. والمجرة وجود اكبر لو اختفت لتلاشت الشمس .. وليس العكس .. فلو تلاشت الشمس فالمجرة ستظل موجودة بخير ..
:
بالتالي على نفس المنطق هناك وجود اعلى + اكبر حجما + ابعد .. وهناك تعدد في كل شئ .. فهناك قارات .. وكواكب .. وشموس .. ومجرات .. فمن المنطقي ان نتوقع وجود سماوات وليس سماء واحدة .. وكلما ابتعدنا لاحظنا "وجودا اعلى واكبر" ..
:
:: اذا ساختار الاعلى ::
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} - الأعلى (1)
ساختار الاعلى .. سأختار اخر اعلى على الاطلاق ..
:
:: الانسان خالق يتطور ::
وهب الانسان صفة الخلق والابتكار .. خلق الانسان باستخدام المواد حوله المسكن والملبس .. ومع مرور الزمن خلق من الالات ما يقهر الجبال ويفتتها .. صنع قنبلة تدمر مدينة بل قارة .. وصل القمر وقريبا الى المريخ ..
وفي المستقبل قد يصل من القوة والعلم لأن يفجر كوكبا .. بل ربما يطفأ شمسا .. او يصنع حياة على كوكب اخر .. ان يسافر ويخترق السماوات .. والطريق متاحة لمن يريد حال تنفيذ الشروط "السلطان" :
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ الرحمن (33)
لكن مهما وصل الانسان من القوة سيظل مقيدا بحدود عليه تجاوزها باستمرار .. وكل حاجز يقطعه ابعد واصعب من الذي يليه ..
:
:: انظر حولك ::
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ الحج (46)
كلنا نرى السماء .. هناك من يتامل ويتساءل عن صانعها .. وهناك من يخطر على باله نفس التساؤل لكن اختار ان الاجابة لا تهمه ..
كلانا لا نعرف .. لكن الفرق انك تريد ان تعرف .. اما هو فاختار الا يعرف .. حتى وان فكرت بان تعرفه فسيهز راسه ويبتسم بمجاملة ثم يمضي في طريقه غير مكترث ..
إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ المؤمنون (37)
لذا فمهما كثرت الرسائل .. طالما ان المستقبل لا يريد قراءتها .. فلا نستغرب ان هناك من ينكر وجود خالق .. او يصل بخياله الى نظريات لا تعتمد سوى على علم الافتراض .. مخلوقات فضائية او صدفة او الهة رومانية منحوتة على تماثيل .. او ملائكة انثوية مجنحة .. واله للبحر واخر للحظ ..
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ الجاثية (23)
:
:: العلم والايمان ::
وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ فاطر (28)
كلا النوعين من العلماء سواء من يؤمنون بوجود خالق او ينكرونه .. لكن هناك اتفاق على عظمة الصناعة وانها ليس من صناعة بشر .. ولا يمكن لبشري ان يصنع خلية مطابقة ..
ايضا هناك اتفاق ان الروح او طاقة الحياة لازال لغزا غامضا .. ولا يستطيع الانسان دب الروح بجسد المريض في غيبوبة حتى لو كان حسده سليما .. فما بالك بالميت يستحيل احياؤه ولو دقيقة واحدة على يد انسان ..
العلم يبين ان هناك انظمة .. الوجود منظم ومترابط .. هناك نظام الجهاز الهضمي الذي يعمل بتناغم ليهضم ثمرة ينتجها مخلوق اخر هي شجرة التفاح والتي تنبت في وجود مخلوق مختلف تماما وهي تربة الارض ..
وبخصوص الخلاف على نظرية التطور وان اصل الانسان قرد .. فاثبات هذه النظرية لن يثبت عدم وجود خالق .. لكن ذكر بالقران ان هناك بشرا سخطوا إلى قردة .. لذا لما الاعتقاد ان الانسان قد تطور من قرد .. لماذا ليس العكس مثلا ؟! .. ومالهدف من اثبات نظريات حتى الان لازالت نظريات .. وان ثبت صحتها فمعرضة بالمستقبل لأن تكون معكوسة .. بالتالي فان الاستماتة لاثبات التطور لا يتنافى مع وجود خالق ..
فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ الأعراف (166)
اعتقد ان الاختلاف هو في نية العالم .. هل النية في البحث عن الحقيقة .. اما النية هي اثبات افتراضات شخصية وتطويع بل ربما يصل الامر لتزوير الابحاث والعلوم او اخفاء حقائق لاثبات اعتقاده ..
:
:: انها رسالة والخيار لك ::
قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ الملك (26) -
:
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ
ان صاحب الرسالة اعطاك الخيار .. وليس لبشر ان يجبرك .. لن ينهار العالم ان امنت او كفرت ..
:
:: هناك من يحفظ الرسالة وهناك من يتامل الرسالة ::
اعتقد ان التامل اكثر اهمية ..
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الجمعة (5)
:: الايمان يزداد وينقص ::
تختلف دوافع الايمان من شخص لآخر .. فأنت تؤمن بصحة رسالة القران لأنك تثق بوالديك .. اي سبب ايمانك الاول هم الوالدين .. هناك غيرك من يريد مصدر اقوى واعلى فيجد ذلك العلم او تعرضه لموقف في الحياة كشف له امورا "زادته ايمانا" ..
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ المدثر (31)
كلمة "يزداد" توحي ان المقدار مختلف .. فايمانك مثلا 10% وبعد مرور زمن زاد الى 30% .. ثم نقص قليلا .. ثما ارتفع الى 100% ثم الى 200% ..
اذا هو امر تكتسبه مع الزمن وليس شيئا تصنعه .. يمكنك ان توهم الاخرين به .. لكن لا يمكنك ان تستحدثه الا اذا شعروا بذلك بانفسهم ..
هناك من اسلم لأنه راى اصدقاءه من المسلمين على اخلاق حميدة او ساعدوه .. لكن هناك ايضا من اعتنق ديانة اخرى لنفس السبب .. فهل برأيك هذا سبب كاف للايمان ؟! ..
هناك مسلم يبكي من الخشوع في صلاته .. وهناك من يبكي من الخشوع امام تمثال لبوذا .. فهل هذا سبب كاف للايمان .. ؟!
لماذا لا ينظر الانسان ويتعمق ويتامل اكثر ؟!
:
:: رحلة لا تنتهي ::
اعتقد ان الايمان رحلة لا نهاية لها .. فحتى اخر لحظة من حياتنا نتعلم ونكتشف هذا العالم .. وفي النهاية نجد اننا اوتينا مقدارا صغيرا من الحقيقة ..
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا الإسراء (85)
:
واحلاما سعيدة =)