- إنضم
- 18 فبراير 2015
- رقم العضوية
- 3510
- المشاركات
- 346
- مستوى التفاعل
- 139
- النقاط
- 0
- توناتي
- 0
- الجنس
- ذكر
LV
0
مواضيعك جميلة وفريدة
لو انك بس تحط هيدر وخلفية راح اعطيها ختم مميز وبجدارة
لو انك بس تحط هيدر وخلفية راح اعطيها ختم مميز وبجدارة
:: مقدمة واعتذار ::
رغم ما قد اجنيه من كراهية وانتقاد .. فقد ترددت كثيرا بوضع الموضوع .. احتمالية ان اتعرض للكراهية التامة 14% .. وانزعاج عام لن يقل عن 55% من متابعي مواضيعي .. .. واعتذر وبشدة ان كنت قاسيا او كلامي غير مقبول .. فقد حاولت جهدي ان اتجنب وضع الموضوع لكن لم اعد اتحمل ..
الموضوع يتكون من فقرتين .. وساناقض نفسي لذا فلو اشرتم اني اناقض نفسي فأنا اعترف بذلك من الان .. ربما ان الامر معقد وشديد الحساسية ..!!
i am very sorry i take the risk !!
:
<< الفقرة الاولى >>
:: الاعاقة ألم واذلال ::
بعيدا عن محاولات التخفيف اليائسة .. وتجميل الصورة القاسية .. الاعاقة مذلة .. المرض يذل الانسان بشكل يفوق الوصف .. ويسبب الما لا يعرف اين الخلاص ..
هناك من يفقد احد حواسه الخمسة كالبصر او السمع .. لقد حكم عليه مسبقا انه سيولد ويغادر الدنيا دون حتى ان يعرف شكلها او لونها او صوتها .. اتدرك كم ان الامر حزين !!
هناك من فقد القدرة على الحركة .. وابسط خصوصياته خصوصا دخول دورة المياه لا يستطيع ان يقوم به ..
يتعرض لشفقة الاخرين .. ومن يخدمونه يعانون الهم والتعب .. فتلك الام تنهك في رعاية ابتها المعاق .. والاب لم يعد يطيق البقاء في البيت ربما .. وقد يصل الامر إلى الاشمئزاز مما انجبوه "ماهذا المشوه الذي انجبناه ؟!!!" ..
وهنا اسمع احدهم يقول .. هششش هششش عيب لا تقول معاقين .. قول "ذوي الاحتياجات الخاصة" .. نعم هي كلمة اكثر لباقة .. لكنها لن تخفف وقع الالم ..
ان مطرقة العجز جاءت لتفتك بهذا الجسد .. لتقتل عصبا او عضلا او عدة اعضاء .. قاتله معها الاحساس والمشاعر .. لأن شده الالم خصوصا الم العجز يقتل كل احساس ..
دموع مهما كثرت لن تغير هذا الواقع الاشبه بالجحيم .. انه شكل من اشكال جحيم الدنيا .. وقد قدر للاصحاء النجاة منه .. لقد نجى عدة مئات او الاف .. وحل الجحيم بذلك الجسد ليجعله معلقا بالحياة معذبا ..
"لماذا ولدت هكذا ؟! واي حياة هذه ؟!"
الاجابات والتفسيرات كثيرة .. انه اختبار للتحمل والصبر .. نعم هو اختبار .. لكن لا يعني ذلك انه ليس اختبار صعب ومؤلم للغاية .. كما ان الاختبار اجباري ..
:
:: الالم يولد اليأس وقد يؤدي إلى الحقد ::
فتاة جميلة او رجل وسيم .. تجده بالسوق يُجر على كرسي متحرك .. الاقدام موجودة لكنها لا تعمل ؟!! حقا لا تعمل .. اتمزح معي ؟!
اذن لما ولد بهما طالما انهما لا تعملان اهي لمجرد الزينة .. ؟؟
اما عن السبب فانه مرض بالاعصاب او العضلات .. آليته غير معروفة بالكامل او جزئيا ؟ .. وللاسف العصب الميت او العليل لا يمكن ان يتجدد او يستبدل .. العلاجات محدودة واقصى ما يمكنك الوصول به هو منع مزيد من التشوهات في شكل العضلات ..
هذا غير التكاليف العالية في حال اتباع برنامج تاهيل كامل ..
هناك من ولد بلا اطراف ايضا .. شكله قد تشمئز منه الاعين .. لدرجة ان البعض سيعتقد انه ليس انسانا .. انه شئ مشوه جاء العالم "بالخطأ؟!" .. هذه نظرة البشر فنسمع عبارات مثل "انت شكلك غلط !!" ..
لا يمكن استيلاد جسد جديد .. لا يمكنك التوقف عن النظر حولك والتحسر على ما اصابك .. اما فكرة الانتحار فانت لا تامل ان كانت الحياة القادمة افضل حالا ؟!!!
هذا الالم يولد شيئا من القسوة في القلب .. شيئا من الحقد .. سرعان ما ينمو مع الزمن ..
احدهم وقع وكسرت قدمه .. "حقا ومالمشكلة كلها بضع اسابيع ويمشي من جديد"
احدهم فسخ خطوبته .. "ههه اذا انا اصلا حكم علي بالاعدام في فكرة الارتباط اصلا"
احدهم قد توفي .. "ومالجديد فهذه الدنيا عذاب بكل الاحوال "
:
الالم لا يكمن في وجود اعاقة فقط.. بل في رؤية من حولك من الاصحاء يصعدون ويتقدمون ويخوضون تجارب السعادة والحزن .. يدخلون دورة المياة في دقائق وبمنتهى السلاسة .. يستيطعون العيش لوحدهم وطبخ طعامهم وغسل اطباقهم واختيار ملابسهم والتذمر والاستمتاع بالاحاديث والمشاكل التافهة ..
هذا الالم والحقد سيتولد في اي انسان يتعرض لإعاقة .. ولا اعني بالحقد كراهية او تمني الشر للاخرين .. بل اعني السخط على الحياة بكل ما فيها ..
:
تخيل أيها الانسان صحيح الجسد انك اصبت بكسر في ساقك ويدك .. تخيل ان فترة الشهر او الشهرين في الجبس والتي تقيد حركتك بما فيها من ازعاج هو نفسه شعور الانزعاج مضروبا في مئات الشهور من الحياة .. انك تعد الايام والساعات لتفك الجبس وتمشي من جديد .. فما بالك بمن ليس له امل من الاصل ؟!!!
:
:: مظاهر الغضب والسخط ::
عزيزي المعاق .. او عزيزي "صاحب الاحتياجات الخاصة" ان كانت العبارة ستشعرك انك افضل ؟!
اعلم انك ضيف غير مرحب به في عالم البشر الذي الاصحاء فيه لا يرحمون بعضهم .. فما بالك انت من يتحمل همك اخرون ..!!
كما اعلم انك لم تكن ضيفا باختيارك .. ولم تختر هذا الجسد ولا تلك الحياة ..
انك في اختبار صعب بل في مصيبة .. اعانك الله ..
أنت مظلوم حقا .. لكن ألا تعتقد أنك ايضا ظالم ولو بنسبة بسيطة ؟!!
ألست ظالما عندما تلوم وتسخط وترفع صوتك وتبكي غاضبا في وجه من حولك .. صحيح انهم لا يطيقونك ربما او مستاؤون من وجودك لكن ألا يستحقون ولو بعض الصمت والتقدير كونهم حولك ويساندوك وان كان بعصبية وتأفف ؟!
لماذا تسخط على الاطباء وعجزهم .. مع اني اتفق معك ان بعضهم قد يستغلك ماديا "للأسف" ..
لماذا تستاء عندما تسمع اخبار جيدة حول الاخرين .. او حتى لا تفرح لفرحهم ..
في الواقع انني لا اعرف ما اريد قوله بهذه الفقرة ..
لكن بطريقة ما .. اشعر أنك ظالم بعدة صور او بطريقة ما .. ظالم ربما لأنه بوسعك تقديم نوع هاص من السعادة .. نوع خاص من التأثير ..
انت لن تكون بالمزاج او التقبل لأقول لك اي نصائح او اقتراحات ..
:
لكن لماذا انا اناني لاطلب منك ان تكون مبتسما وسعيدا .. ان تلعب بمرح مع الاطفال بيديك او حتى اصابعك رغم ان جسدك مشلول ..!
لماذا انا اناني لأتمنى ان تغمز لي مازحا بعينك اليمنى مع ان نصف وجهك الايسر مشلول ..!
لماذا اتمنى ان اسمعك تبتسم في وجه والدتك العابسة او تلك القائمة على مساعدتك رغم انها لا تطيقك وتخفي معالم معاناتك .. !
ولماذا اطلب منك بانانية ان تساعد الاصحاء وتشاركهم همومهم وافراحهم وتسال عليهم رغم انهم افضل حالا ؟!!!
والاكثر من ذلك .. لماذا اشعر ان اي مشاعر فرحة صادقة او تمنياتك لي بالتوفيق لها قيمة حقيقية تفوق تمنيات او دعوات اي مصاب اخر ..
لماذا افكر بانانية ان اخذ منك قبل ان اعطيك .. هل انا نذل واناني ام يهيأ لي ان لك مهمة في تغيير حياة بعض البشر .. وان لك دورا لن يقوم به احد غيرك ؟!
لماذا اشعر بالاسى عندما اراك تسعى لتحقيق ذاتك بالدراسة وتعزل نفسك وتخوض التمارين الشاقة .. انه حقا امر جميل واشجعك بالاستمرار عليه .. لكن خلال ذلك ارى ملامح التحدي بشكل مبالغ او جدية مختلطة بالغضب .. لا اعرف كيف اصف .. ربما ارى وكان عيناك محترقتان من جحيم العجز .. وتريد الانتقام بتحقيق النصر .. وحتى ذلك النصر لا اراه قد يرضيك بالنهاية ..!
انك بالفعل تغير حياة اسرة باكملها .. والظاهر عينا انه للاسوأ .. ولكن مع ذلك اشعر ان مصيبتك بسوادها اهون من مصائب اكثر سوادا .. وان وجودك مقدر سلفا في حياة عائلتك لحكمة ما ..
ما الاحظه ان الاعاقة التي اصابت جسدك .. لست انت المقصود بها بالدرجة الاولى .. بل عائلتك .. فقد ابتليت باعاقة .. وابتلت العائلة ايضا بوجود هذه الاعاقة .. كذلك الاطباء والعلماء والمنظمات وآلاف الوظائف ومليارات الاموال التي وظفت حول بند "الاعاقة" ..
لماذا لم تولد ميتا مثلا .. او انك لم تولد من الاصل ؟! .. لماذا قدر ان تولد وان تكون معاق ؟!
:
:: عالم بأكمله ::
انني ارى عالم عملاق .. اسمه "عالم الاعاقة" .. ففي كل بلد مستشفيات خاص بتاهيل المعاقين .. في كل كتاب طبي او حتى تخصص طبي باطني او رمد او عظام او غيرها هناك بند التلف والاعاقة للاعضاء ..
التكنولجيا الكراسي المتحركة وعلم الميكروبيولوجي وتجارب استيلاد اعضاء بشرية .. والابحاث التي هي موضوع رسالة طبيب يسعى لإنهاءها لياخذ شهادة تمكنه من اكل عيشه وفتح بيت والانفاق على عائلة .. هذا غير مجال صناعة الاطراف الصناعية وبرامج ومواقف وحمامات بانظمة تناسب المعاقين ..وآلاف الابحاث والمحاولات ..
انه تحدي بل نظام حياة آخر .. انت سبب في ظهور مجتمع طبي وعلمي واجتماعي ذو طبيعة خاصة .. بل انت سبب في ضجيج هادئ .. ومصدر رزق لملايين البشر ..
اعلم ان هذا لن يضيف جديدا لك او يخفف ذرة من همك .. لكن أحببت ان اوضح لك حقيقة انك سبب في وجود وظائف ومصدر رزق للملايين .. ولو تخيلنا عالما بلا معاقين الله وحده اعلم ماذا كان الطبيب سيعمل بدل الطب .. ربما كان سيتحول الى سارق او قاتل ليكسب قوت يومه حيث ان الوظائف ستقل كثيرا ..
انت اشبه بلغز "لماذا هذا المعاق هنا اهو زيادة عدد ؟!!"
والعلماء يسهرون للبحث عن اجابة هذا اللغز من خلال دراسة الاعاقة وايجاد علاج لها.. مع ذلك لن تشعر بهذا الامر ..
ربما اماكنياتك المادبة لن تسمح بان تنال رعاية مثالية .. لكن للمعاقين مراعاة واضحة في هذا العالم بغض النظر عن مستوى التقدم في تقديم الخدمات ..
كان من الاسهل على البشر ان يحرقوا من يولد معاقا تحت مسمى "مخلوقات مشوهة" ..مع ذلك الا تلاحظ ان البشرية التي ابتكرت الحروب اظهرت نواة من التعاطف وحماية قيمة الانسان الروحية قبل الجسدية من خلال اهتمامها للاعاقة ودعمها وتمييزها ؟!
هل ستسمح لي لو قلت بانني اشعر من الاعماق ان هذا العالم كان يحتاج إلى معاقين هم نواة تتشكل حولهم انظمة طبية وعلمية واتاثيرات اجتماعية ايجابية وسلبية ..
هل يمكنني اقول ان العالم يحتاج لمعاقين ؟! وان لك مهمة تنفذها بوجودك منذ ان ولدت ؟!
:
:: هل ستلوم خالقك ::
لماذا يا ربي خلقتني هكذا ؟!
انه خالقك .. فهل انت راض عنه .. ؟ اسأله واطلب منه الاجابة ..
لكن احب ان اذكرك بان جميعنا بلا استثناء "اصحاء ومعاقين" لم ننل كل شئ وهناك دائما ما ينقصنا سواء بالمال والصحة بل البعض يفتقد الحياة .. فهناك اصحاء يفقدون حياتهم في سنهم الصغير ويذوبون بحرارة الحروب او الامراض الاخرى .. هناك من فقد حبا عزيزا عليه او وظيفة كان يتطلع لها لسنوات او انتهى به المطاف ليعيش حياة لا يحبها ..
الخالق اخذ منك .. من جسدك وصحتك .. وترك ما تبقى .. فهل انت راض بما تركه لك .. ؟
اخذ القدمين واعطاك يدا سليمة .. او اخذ كل شئ ولم يتبق سوا بعض عضلات الوجه ..
ان لم تكن راضيا .. فهل سيرضيك التعويض ؟ لما لا تساله وتطلب منه التعويض "عوضني يارب " ..
أليس هو من وضعك في الابتلاء .. اليس من واجبه بل هو الاقرب لعونك .. لست انا من يقول ذلك بل هو أوجب على نفسه ان يستجيب الدعاء ويجيب المضطر اذا دعاه ..
اذا هل فكرت بسؤاله واخباره عن مدى يأسك او حزنك ورغبتك بالخلاص او العوض ؟؟
:
:: لا يكلف الله نفسا الا وسعها ::
ذكرت تلك الاية بالقران .. ولننظر لها بشكل عملي ..
عزيزي المعاق .. الم تلاحظ انك صبور .. لم تنتحر فعليا .. ربما فكرت او حاولت لكن المهم انك لم تنتحر بالنهاية وتقرا المكتوب هنا .. !
انك تتحمل اعاقتك رغم كل الالم .. انت لست سعيدا لكنك تتحمل .. اذا بوسعك التحمل ووهبت الصبر لذلك ..
هناك من الاصحاء تمثل له الصلاه عبئا فظيعا .. يصلي كانه مشلول وبمجرد ان ينتهي منها وكانه قام بمجهود جبار .. لأن الصلاة ثقيلة على قلبه لكنه تحمل ..
هناك من يصلي وهي خفيفة على نفسه .. وهناك من يشعر ان قيودا قيدته ويتحامل على نفسه ..بكلا الحالتين هي محتملة ..
واعاقتك وصبرك والرضا بما لديك لا يقل اهمية وستحتسب باذن الله في صحيفة اعمالك ..
اذا فالاعاقة محتملة .. ولعل الاعاقة لو اصابت غيرك من الاصحاء ما كان ليتحملها وانتحر هربا !!
:
يتبع : الفقرة الثانية ...
رغم ما قد اجنيه من كراهية وانتقاد .. فقد ترددت كثيرا بوضع الموضوع .. احتمالية ان اتعرض للكراهية التامة 14% .. وانزعاج عام لن يقل عن 55% من متابعي مواضيعي .. .. واعتذر وبشدة ان كنت قاسيا او كلامي غير مقبول .. فقد حاولت جهدي ان اتجنب وضع الموضوع لكن لم اعد اتحمل ..
الموضوع يتكون من فقرتين .. وساناقض نفسي لذا فلو اشرتم اني اناقض نفسي فأنا اعترف بذلك من الان .. ربما ان الامر معقد وشديد الحساسية ..!!
i am very sorry i take the risk !!
:
<< الفقرة الاولى >>
:: الاعاقة ألم واذلال ::
بعيدا عن محاولات التخفيف اليائسة .. وتجميل الصورة القاسية .. الاعاقة مذلة .. المرض يذل الانسان بشكل يفوق الوصف .. ويسبب الما لا يعرف اين الخلاص ..
هناك من يفقد احد حواسه الخمسة كالبصر او السمع .. لقد حكم عليه مسبقا انه سيولد ويغادر الدنيا دون حتى ان يعرف شكلها او لونها او صوتها .. اتدرك كم ان الامر حزين !!
هناك من فقد القدرة على الحركة .. وابسط خصوصياته خصوصا دخول دورة المياه لا يستطيع ان يقوم به ..
يتعرض لشفقة الاخرين .. ومن يخدمونه يعانون الهم والتعب .. فتلك الام تنهك في رعاية ابتها المعاق .. والاب لم يعد يطيق البقاء في البيت ربما .. وقد يصل الامر إلى الاشمئزاز مما انجبوه "ماهذا المشوه الذي انجبناه ؟!!!" ..
وهنا اسمع احدهم يقول .. هششش هششش عيب لا تقول معاقين .. قول "ذوي الاحتياجات الخاصة" .. نعم هي كلمة اكثر لباقة .. لكنها لن تخفف وقع الالم ..
ان مطرقة العجز جاءت لتفتك بهذا الجسد .. لتقتل عصبا او عضلا او عدة اعضاء .. قاتله معها الاحساس والمشاعر .. لأن شده الالم خصوصا الم العجز يقتل كل احساس ..
دموع مهما كثرت لن تغير هذا الواقع الاشبه بالجحيم .. انه شكل من اشكال جحيم الدنيا .. وقد قدر للاصحاء النجاة منه .. لقد نجى عدة مئات او الاف .. وحل الجحيم بذلك الجسد ليجعله معلقا بالحياة معذبا ..
"لماذا ولدت هكذا ؟! واي حياة هذه ؟!"
الاجابات والتفسيرات كثيرة .. انه اختبار للتحمل والصبر .. نعم هو اختبار .. لكن لا يعني ذلك انه ليس اختبار صعب ومؤلم للغاية .. كما ان الاختبار اجباري ..
:
:: الالم يولد اليأس وقد يؤدي إلى الحقد ::
فتاة جميلة او رجل وسيم .. تجده بالسوق يُجر على كرسي متحرك .. الاقدام موجودة لكنها لا تعمل ؟!! حقا لا تعمل .. اتمزح معي ؟!
اذن لما ولد بهما طالما انهما لا تعملان اهي لمجرد الزينة .. ؟؟
اما عن السبب فانه مرض بالاعصاب او العضلات .. آليته غير معروفة بالكامل او جزئيا ؟ .. وللاسف العصب الميت او العليل لا يمكن ان يتجدد او يستبدل .. العلاجات محدودة واقصى ما يمكنك الوصول به هو منع مزيد من التشوهات في شكل العضلات ..
هذا غير التكاليف العالية في حال اتباع برنامج تاهيل كامل ..
هناك من ولد بلا اطراف ايضا .. شكله قد تشمئز منه الاعين .. لدرجة ان البعض سيعتقد انه ليس انسانا .. انه شئ مشوه جاء العالم "بالخطأ؟!" .. هذه نظرة البشر فنسمع عبارات مثل "انت شكلك غلط !!" ..
لا يمكن استيلاد جسد جديد .. لا يمكنك التوقف عن النظر حولك والتحسر على ما اصابك .. اما فكرة الانتحار فانت لا تامل ان كانت الحياة القادمة افضل حالا ؟!!!
هذا الالم يولد شيئا من القسوة في القلب .. شيئا من الحقد .. سرعان ما ينمو مع الزمن ..
احدهم وقع وكسرت قدمه .. "حقا ومالمشكلة كلها بضع اسابيع ويمشي من جديد"
احدهم فسخ خطوبته .. "ههه اذا انا اصلا حكم علي بالاعدام في فكرة الارتباط اصلا"
احدهم قد توفي .. "ومالجديد فهذه الدنيا عذاب بكل الاحوال "
:
الالم لا يكمن في وجود اعاقة فقط.. بل في رؤية من حولك من الاصحاء يصعدون ويتقدمون ويخوضون تجارب السعادة والحزن .. يدخلون دورة المياة في دقائق وبمنتهى السلاسة .. يستيطعون العيش لوحدهم وطبخ طعامهم وغسل اطباقهم واختيار ملابسهم والتذمر والاستمتاع بالاحاديث والمشاكل التافهة ..
هذا الالم والحقد سيتولد في اي انسان يتعرض لإعاقة .. ولا اعني بالحقد كراهية او تمني الشر للاخرين .. بل اعني السخط على الحياة بكل ما فيها ..
:
تخيل أيها الانسان صحيح الجسد انك اصبت بكسر في ساقك ويدك .. تخيل ان فترة الشهر او الشهرين في الجبس والتي تقيد حركتك بما فيها من ازعاج هو نفسه شعور الانزعاج مضروبا في مئات الشهور من الحياة .. انك تعد الايام والساعات لتفك الجبس وتمشي من جديد .. فما بالك بمن ليس له امل من الاصل ؟!!!
:
:: مظاهر الغضب والسخط ::
عزيزي المعاق .. او عزيزي "صاحب الاحتياجات الخاصة" ان كانت العبارة ستشعرك انك افضل ؟!
اعلم انك ضيف غير مرحب به في عالم البشر الذي الاصحاء فيه لا يرحمون بعضهم .. فما بالك انت من يتحمل همك اخرون ..!!
كما اعلم انك لم تكن ضيفا باختيارك .. ولم تختر هذا الجسد ولا تلك الحياة ..
انك في اختبار صعب بل في مصيبة .. اعانك الله ..
أنت مظلوم حقا .. لكن ألا تعتقد أنك ايضا ظالم ولو بنسبة بسيطة ؟!!
ألست ظالما عندما تلوم وتسخط وترفع صوتك وتبكي غاضبا في وجه من حولك .. صحيح انهم لا يطيقونك ربما او مستاؤون من وجودك لكن ألا يستحقون ولو بعض الصمت والتقدير كونهم حولك ويساندوك وان كان بعصبية وتأفف ؟!
لماذا تسخط على الاطباء وعجزهم .. مع اني اتفق معك ان بعضهم قد يستغلك ماديا "للأسف" ..
لماذا تستاء عندما تسمع اخبار جيدة حول الاخرين .. او حتى لا تفرح لفرحهم ..
في الواقع انني لا اعرف ما اريد قوله بهذه الفقرة ..
لكن بطريقة ما .. اشعر أنك ظالم بعدة صور او بطريقة ما .. ظالم ربما لأنه بوسعك تقديم نوع هاص من السعادة .. نوع خاص من التأثير ..
انت لن تكون بالمزاج او التقبل لأقول لك اي نصائح او اقتراحات ..
:
لكن لماذا انا اناني لاطلب منك ان تكون مبتسما وسعيدا .. ان تلعب بمرح مع الاطفال بيديك او حتى اصابعك رغم ان جسدك مشلول ..!
لماذا انا اناني لأتمنى ان تغمز لي مازحا بعينك اليمنى مع ان نصف وجهك الايسر مشلول ..!
لماذا اتمنى ان اسمعك تبتسم في وجه والدتك العابسة او تلك القائمة على مساعدتك رغم انها لا تطيقك وتخفي معالم معاناتك .. !
ولماذا اطلب منك بانانية ان تساعد الاصحاء وتشاركهم همومهم وافراحهم وتسال عليهم رغم انهم افضل حالا ؟!!!
والاكثر من ذلك .. لماذا اشعر ان اي مشاعر فرحة صادقة او تمنياتك لي بالتوفيق لها قيمة حقيقية تفوق تمنيات او دعوات اي مصاب اخر ..
لماذا افكر بانانية ان اخذ منك قبل ان اعطيك .. هل انا نذل واناني ام يهيأ لي ان لك مهمة في تغيير حياة بعض البشر .. وان لك دورا لن يقوم به احد غيرك ؟!
لماذا اشعر بالاسى عندما اراك تسعى لتحقيق ذاتك بالدراسة وتعزل نفسك وتخوض التمارين الشاقة .. انه حقا امر جميل واشجعك بالاستمرار عليه .. لكن خلال ذلك ارى ملامح التحدي بشكل مبالغ او جدية مختلطة بالغضب .. لا اعرف كيف اصف .. ربما ارى وكان عيناك محترقتان من جحيم العجز .. وتريد الانتقام بتحقيق النصر .. وحتى ذلك النصر لا اراه قد يرضيك بالنهاية ..!
انك بالفعل تغير حياة اسرة باكملها .. والظاهر عينا انه للاسوأ .. ولكن مع ذلك اشعر ان مصيبتك بسوادها اهون من مصائب اكثر سوادا .. وان وجودك مقدر سلفا في حياة عائلتك لحكمة ما ..
ما الاحظه ان الاعاقة التي اصابت جسدك .. لست انت المقصود بها بالدرجة الاولى .. بل عائلتك .. فقد ابتليت باعاقة .. وابتلت العائلة ايضا بوجود هذه الاعاقة .. كذلك الاطباء والعلماء والمنظمات وآلاف الوظائف ومليارات الاموال التي وظفت حول بند "الاعاقة" ..
لماذا لم تولد ميتا مثلا .. او انك لم تولد من الاصل ؟! .. لماذا قدر ان تولد وان تكون معاق ؟!
:
:: عالم بأكمله ::
انني ارى عالم عملاق .. اسمه "عالم الاعاقة" .. ففي كل بلد مستشفيات خاص بتاهيل المعاقين .. في كل كتاب طبي او حتى تخصص طبي باطني او رمد او عظام او غيرها هناك بند التلف والاعاقة للاعضاء ..
التكنولجيا الكراسي المتحركة وعلم الميكروبيولوجي وتجارب استيلاد اعضاء بشرية .. والابحاث التي هي موضوع رسالة طبيب يسعى لإنهاءها لياخذ شهادة تمكنه من اكل عيشه وفتح بيت والانفاق على عائلة .. هذا غير مجال صناعة الاطراف الصناعية وبرامج ومواقف وحمامات بانظمة تناسب المعاقين ..وآلاف الابحاث والمحاولات ..
انه تحدي بل نظام حياة آخر .. انت سبب في ظهور مجتمع طبي وعلمي واجتماعي ذو طبيعة خاصة .. بل انت سبب في ضجيج هادئ .. ومصدر رزق لملايين البشر ..
اعلم ان هذا لن يضيف جديدا لك او يخفف ذرة من همك .. لكن أحببت ان اوضح لك حقيقة انك سبب في وجود وظائف ومصدر رزق للملايين .. ولو تخيلنا عالما بلا معاقين الله وحده اعلم ماذا كان الطبيب سيعمل بدل الطب .. ربما كان سيتحول الى سارق او قاتل ليكسب قوت يومه حيث ان الوظائف ستقل كثيرا ..
انت اشبه بلغز "لماذا هذا المعاق هنا اهو زيادة عدد ؟!!"
والعلماء يسهرون للبحث عن اجابة هذا اللغز من خلال دراسة الاعاقة وايجاد علاج لها.. مع ذلك لن تشعر بهذا الامر ..
ربما اماكنياتك المادبة لن تسمح بان تنال رعاية مثالية .. لكن للمعاقين مراعاة واضحة في هذا العالم بغض النظر عن مستوى التقدم في تقديم الخدمات ..
كان من الاسهل على البشر ان يحرقوا من يولد معاقا تحت مسمى "مخلوقات مشوهة" ..مع ذلك الا تلاحظ ان البشرية التي ابتكرت الحروب اظهرت نواة من التعاطف وحماية قيمة الانسان الروحية قبل الجسدية من خلال اهتمامها للاعاقة ودعمها وتمييزها ؟!
هل ستسمح لي لو قلت بانني اشعر من الاعماق ان هذا العالم كان يحتاج إلى معاقين هم نواة تتشكل حولهم انظمة طبية وعلمية واتاثيرات اجتماعية ايجابية وسلبية ..
هل يمكنني اقول ان العالم يحتاج لمعاقين ؟! وان لك مهمة تنفذها بوجودك منذ ان ولدت ؟!
:
:: هل ستلوم خالقك ::
لماذا يا ربي خلقتني هكذا ؟!
انه خالقك .. فهل انت راض عنه .. ؟ اسأله واطلب منه الاجابة ..
لكن احب ان اذكرك بان جميعنا بلا استثناء "اصحاء ومعاقين" لم ننل كل شئ وهناك دائما ما ينقصنا سواء بالمال والصحة بل البعض يفتقد الحياة .. فهناك اصحاء يفقدون حياتهم في سنهم الصغير ويذوبون بحرارة الحروب او الامراض الاخرى .. هناك من فقد حبا عزيزا عليه او وظيفة كان يتطلع لها لسنوات او انتهى به المطاف ليعيش حياة لا يحبها ..
الخالق اخذ منك .. من جسدك وصحتك .. وترك ما تبقى .. فهل انت راض بما تركه لك .. ؟
اخذ القدمين واعطاك يدا سليمة .. او اخذ كل شئ ولم يتبق سوا بعض عضلات الوجه ..
ان لم تكن راضيا .. فهل سيرضيك التعويض ؟ لما لا تساله وتطلب منه التعويض "عوضني يارب " ..
أليس هو من وضعك في الابتلاء .. اليس من واجبه بل هو الاقرب لعونك .. لست انا من يقول ذلك بل هو أوجب على نفسه ان يستجيب الدعاء ويجيب المضطر اذا دعاه ..
اذا هل فكرت بسؤاله واخباره عن مدى يأسك او حزنك ورغبتك بالخلاص او العوض ؟؟
:
:: لا يكلف الله نفسا الا وسعها ::
ذكرت تلك الاية بالقران .. ولننظر لها بشكل عملي ..
عزيزي المعاق .. الم تلاحظ انك صبور .. لم تنتحر فعليا .. ربما فكرت او حاولت لكن المهم انك لم تنتحر بالنهاية وتقرا المكتوب هنا .. !
انك تتحمل اعاقتك رغم كل الالم .. انت لست سعيدا لكنك تتحمل .. اذا بوسعك التحمل ووهبت الصبر لذلك ..
هناك من الاصحاء تمثل له الصلاه عبئا فظيعا .. يصلي كانه مشلول وبمجرد ان ينتهي منها وكانه قام بمجهود جبار .. لأن الصلاة ثقيلة على قلبه لكنه تحمل ..
هناك من يصلي وهي خفيفة على نفسه .. وهناك من يشعر ان قيودا قيدته ويتحامل على نفسه ..بكلا الحالتين هي محتملة ..
واعاقتك وصبرك والرضا بما لديك لا يقل اهمية وستحتسب باذن الله في صحيفة اعمالك ..
اذا فالاعاقة محتملة .. ولعل الاعاقة لو اصابت غيرك من الاصحاء ما كان ليتحملها وانتحر هربا !!
:
يتبع : الفقرة الثانية ...
التعديل الأخير بواسطة المشرف: