- إنضم
- 18 أكتوبر 2015
- رقم العضوية
- 5415
- المشاركات
- 359
- مستوى التفاعل
- 28
- النقاط
- 0
- الإقامة
- بلاد العجائب
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا تونيين
انشالله تمام
كيف الصيام معكم
انشالله ما تجوعون مثلي
اليوم حبيت اكتبلكم قصة
انشالله تعجبكم
الاوزه زوزي
احم ... احم ...
ھبطت عشرُ إوزات بیضاء في بحیرة ماء صغیرة صافیة تقع في قلب غابة جمیلة من أشجار الأرْز
والصنوبر والبلّوط، فقررن البقاء حتى نھاية الصیف فالمكان جمیل وھادئ والطعام
متوفر في میاه البحیرة وعلى شواطئھا وبین الأشجار، لكنّ الإوزة زيزي
كانت كثیرة الشكوى
والتبرُّم فھي تؤكد أنھا لم تشبع يوما واحداً مع أنھا كانت كما تزعم قد بحثت عن الطعام بجدّ
في كل مكان لكنھا في الحقیقة كانت تمضي معظم ساعات النھار نائمة قربَ الشاطئ
وقد أخفت رجلھا الیسرى في ريش بطنھا، حالمةً بوجبة من القواقع والديدان والضفادع الصغیرة
في صباح أحد الأايم استیقظت الإوز اّت مذعوراتٍ على ھدير حافلة تخترق الغابة
وتتقدم نحو البحیرة متمايلةً على الطريق الترابي وقد أطلّت من النوافذ وجوهٌ صغیرة باسمة
أسرعت الإوزات بالھرب والاختباء واضطرت إحداھن للعودة بسرعة وجر زيزي الكسولة نحو
أشجار الغابة
توقّفت الحافلة قرب الشاطئ ونزل منھا بسرعة ثلاثون طفلا انتشروا ھنا وھناك يركضون
ويصرخون ويقفزون
ثمّ صمتوا حین نزل المعلّم المشرف وأمرھم بالھدوء والاصطفاف أمامه
راح يوز عّ علیھم مھام إقامة المعسكر الصغیر، وسرعان ما ارتفعت الأعمدة وانتصبت
الخیام ودُقّتْ الأوتادُ وشُدّت الحبال ثم رفرفتْ الأعلام
وبعد استراحة قصیرة عقد الأطفال حلقات الغناء والرقص ثم تناولوا طعامھم واستراحوا في
الخیام
وبین ظلال الأشجار، تسلّلت زيزي مستطلعة وكم كانت فرحتھا كبیرة حین لمحت بقايا تفاحة
فانقضّت علیھا وابتلعتھا دُفعة واحدة وأتبعتھا بقطعة خبز وحین انتصف
النھار كان بطن زيزي قد امتلأ تماما في الیوم التالي قررت الإوزات مغادرة المكان والبحث عن مكان أكثر ھدوءا وأمانا لكنّ زيزي
رفضت الفكرة فھي تريد البقاء بعد أن ملّت من الطیران والبحث بمشقة عن الطعام ورفضت
بعناد
كلّ النصائح التي قدّمتھا صديقاتھا وبعد أن يئسن من إقناعھا اندفعن إلى الفضاء بأجنحتھن
التي
لمعت كالأشرعة الصغیرة في أشعة الشمس وطُفن دورة كاملة حول البحیرة
ثم اندفعن يمخُرْن الفضاء الواسع نحو الجنوب
بقیت زيزي وحیدةً، شعرت بالحزن قلیلا وسُرعان ما نسیت وراحت تبحث عن بقايا الطعام حول
الخیام
وتجرأت مر ةّ ودخلتْ خیمة ملیئة بالخبز والخضار والفواكه فأخذت تنقر من ھذا الطعام وذاك بنھم
وسرعة
ولم تتوقف إلاّ حین سمعت صُراخ الأطفال وقد أحاطوا بھا من كل جانب وھم يصرخون بفرح
إوز ةّ.. إوز ةّ
حاولت الھرب وزعقت وفتحت منقارھا ورفرفت بأجنحتھا، لكنھا وجدت نفسھا أخیرا قد رُبطت
بمَرَسة إلى جذع شجرة وھدأ ضجیجھا تماما حین انھال علیھا الطعام اللذيذ من أيدي الأطفال
كما قدموا إلیھا صحنا ملیئا بالماء العذب فكادت ترقص من الفرح واكتشفت زيزي أنّ الطعام
يزداد كلّما قفزت وصفقت بجناحیھا ورقصت فیضحكُ الأطفال ويزداد سخاؤھم
قالت زيزي في نفسھا: (ھذه ھي الحیاة حقا .. نومٌ وراحةٌ وطعام لذيذ دون جھد أو تعب
اللعنةُ على الضفادع والديدان والقواقع وطعمھا الكريه
تتالت الأيام سھلةً سعیدةً على زيزي وقد امتلأت لحما وشحما ... ولكنْ في عصر أحد الأيام
لمحَتْ
زيزي الأطفالَ وھم يحزمون أمتعتھم ويقو ضّون خیامَھم ثم اقترب منھا طفل وأطلق سراحھا
لم تفھم زيزي ما يجري ولكن حین أنشد الأطفال أغنیة الوداع وركبوا الحافلة ثم لو حّوا لھا
بأيديھم
أدركتْ أنھم راحلون.. تحر كّتْ الحافلةُ وزيزي مذھولةٌ لا تصدّق ما يجري فركضَتْ خلفَ الحافلة
وھي تصرخ كواك... كواك... كواك... ولكنّ الحافلة واصلت سیرھا حتى الطريق المعب دّ ثم
اختفت
في منعطف جبلي بعید... وقفت زيزي تنتظر ساعاتٍ حتى خیم الظلام... وكانت تقول لنفسھا
سیعودون... سیعودون حتما ... إنھم أصدقائي لن يتركوني ھكذا بلا طعام
ونامت تلك اللیلةَ قربَ الطريق تحلم بعودة الأطفال حاملین إلیھا صحونا ملیئة بالبسكويت
والفستق والشوكولا... لكنھا استیقظتْ عند الفجر على نسمات باردة أرعشت قلبھا فجر تّ
جسدھا السمینَ نحو البحیرة، بدا لھا المكان موحشا وعند الظھیرة قرص الجوع بطنھا فأخذت
تبحث عما خلّفه الأطفال فلم تعثر على شيء لأن العصافیر والنملات النشیطات قد نظَّفت
المكان تماما فدفعھا الجوع أخیرا لمطاردة الضفادع والبحث عن الديدان والقواقع وبعد جھد كبیر عثرت على
قوقعة
اختبأ فیھا حلزون مسكین فابتلعتھا بصعوبة وقرف وشعرت كأنّ حجرا كبیرا يرقدُ في بطنھا
وھكذا نامت زيزي تلك اللیلة وحیدة جائعة، وأيقظَھا فجأةً في الصباح ھديرُ محرك
سیارة قادمة من بعید، فركضت زيزي فرحةً نحو الطريق وھي تصرخ كواك... كواك
ولكنھا تجمّدتْ فجأة حینَ لمحتْ سی اّرة صغیرة قادمة نحوھا... توقفت السیارةُ وامتدتْ
من نافذتھا فُو ھّة بندقیة ثم أومض برقٌ وأعقبه دويٌّ مفزع، انخلعَ قلب زيزي من الرعب
حین رأت ريشات تتطاير من جناحھا الأيسر وأحسّت بسائل ساخن يقطر منه فاندفعت تقفزة
بكل قوتِھا
نحو الغابة وھي تصرخ مذعورة... زيزي تركض ورصاص الصیادين يلاحقھا... حاولَتْ الطیرانَ لكنّ
جناحھا
المحطّم فَقَدَ القدرة على الحركة، وأخیرا توقفت يائسة لاھثة خلف إحدى الأشجار والرصاصُ
يحاصرھا
نظرت بلھفة إلى السماء فشاھدت سربا من الإوز يعبرُ الفضاء بحري ةّ وشموخ
فتمنتّْ زيزي من أعماقھا أن تكون طائرة معه تعانق بجناحیھا أجنحة الرياح .