- إنضم
- 11 سبتمبر 2015
- رقم العضوية
- 5209
- المشاركات
- 10,996
- مستوى التفاعل
- 12,800
- النقاط
- 1,602
- أوسمتــي
- 16
- العمر
- 26
- الإقامة
- ❞𝓢𝓾𝓶𝓮𝓻𝓾
- توناتي
- 16,790
- الجنس
- أنثى
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1468639961731.png"]
[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1468639961792.png"]
في زمن ما بعيدٍ عن هذا العصر والزمان وفي مكانٍ ما لا وجود له الآن
جزيرة متوسطة الحجم نسبياً يسكنها البشر .. كان الجميع يعيش في سلام ، الكل يحب بعضهم البعض
لا كراهية ولا بغضاء ، لا حقد ولا شر !
وككل قرية ومدينة هناك شخصٌ ما ؛ قد يكون كبيراً في العمر وقد لا يكون كذلك
ولكن لابد من أنه حكيمٌ جداً ! فهو الشخص الذي يذهبون له لاستشارته وطلب النصح منه والمعونة
ولقريتنا رجل كهل يعيش في منزل صغير ، يسمي نفسه بالعرّاف والآخرون يسمونه بالحكيم ولم يختلف المعنى بالنسبة لهم
طالما كان يساعدهم دون مقابل ويقدم لهم العون ويحذرهم من الكوارث !
اما مظهره الذي يوحي بكل تلع المتاعب الذي خاضها .. شعره لم يكن بذلك الطول ولم يكن قصيراً وبالطبع لا يُنسى شيبه الذي انتشر كالنار في رأسه
ذو ملامحٍ طيبة حنونة لا يبدو عليه العدوان او الكُره لأي أحدٍ كان
كتلك المرة التي أخبرهم فيها عن موجة التسونامي التي ضربت قريتهم فقاموا بالذهاب للطرف الآخر من الجزيرة حيث حموا أنفسهم
والمرة التي استيقظ البركان فيها فنصحهم بحفر خندقٍ ضخم فنجوا من حادثة رهيبة كادت أن تقع !
على كلٍ كانت تلك حوادث قديمة عفى عليها الزمن وقد نسيها البعض وربما البقية يتذكرونها ليشكروا حكيمهم على صنيعه
يوماً ما استقال كبير رجال الأمن هناك أو ما يسمونه بـ رئيس الشرطة وما شابه
لتحل محلّه امرأةٌ في مقتبل العمر .. كسواد الليل كان شعرها وكبياض وجمال القمر كان وجهها
قد تمتلك مظهراً في غاية الحسن ولكن ذلك لم يمنعها من أن تكون رئيسة الشرطة القادمة
" كايا " ، وقد كان ذلك اسمها .. الجميع سعيدٌ لأن امرأة مثلها ستكون من يحميهم !
لطيفة ، حنونة ، ذات قلبٍ طيب بجانب شخصيتها الشجاعة القوية
كانت لكايا علاقة بالحكيم فقد اعجبت به وبكل ما قام به من أجل القرية وسلامتها
حتى أنها أصبحت تذهب له وبشكلٍ دوري لمساعدتها في أمورها ولمعرفة ما قد يخبئه لها المستقبل ..
وفي يومٍ ما بعد تعيين كايا كرئيسة للشرطة ذهبت له كعادتها
ولكن هناك كان ما فاجئها ! وهو عدم وجود الحكيم بعينه ..
بحثت عنه منادية " أيها الحكيم ؟ هل أنت هنا ؟ أيمكنك أن تسمعني ؟ الا يمكنك ان تجيب ؟ "
بقيت كايا تناديه لمدة من الزمن حتى شعرت بعدم فائدة ما تفعله ، ولذلك خرجت بنية العودة متى ما سنح لها الوقت
وبعد ثلاثة أيام عادت كايا ووجدت منزل الحكيم فارغاً كالمرة السابقة ولكن !
كانت هناك قطعةً ورق على الوجه الخلفي لباب منزله وقد كتب عليها :
" اعزائي سكان جزيرة موهايا
قد لا تعلمون باسم الجزيرة حتى ولكنني عشت كثيراً وأعرف الكثير
لكن هذا ليس ما اريد قوله ، جزيرتكم معرضة لخطرٍ وشيك جداً
سيقتلكم أطفالكم ، نعم اطفالكم ذوي العامين فأقل
لا أطلب منكم التصديق بل توخي الحذر والانتباه لهم
راجياً من الله أن يحفظكم ، أودعكم
الحكيم "
وبعد أن أنهت كايا قراءة الرسالة تسللت تلك الأفكار السلبية و التساؤلات
ما الذي حصل فجأة ؟ لم غادر ؟ وأين ؟
و ذلك السؤال الأهم " ما الذي تقصده أيها الحكيم ؟ "
قالت كايا ذلك وهي خائفة لا تعلم ما يجب عليها فعله
.. فجأة !
صفعت كايا خديها لتيقظ نفسها من هذه الترهات التي تدور في دماغها وتذكر نفسها بمنصبها وربما قدرتها على إيجاده
خرجت من منزل الحكيم وذهبت للمركز هناك حيث طلبت اجتماعاً لكبار القرية
بدأ نقاشهم برواية كايا لما حصل منتقلة لمشكلة اختفاء الحكيم ثم تساؤلها لتفسير رسالته الغامضة تلك
- " لا أظن أنه كان جاداً منذ البداية وعندما قلّت أهميته رحل بكرامته ! "
* " لا أعتقد ذلك فأنا أشعر بالخطر الذي تحدّث عنه في رسالته "
- " أنت دائماً ما تقول ذلك ولكن ذلك غير صحيح فأنت كالدابّة لا تمشي إلا خلف مربيها !! "
استمر شجارهما خارجين عن الموضوع الأساسي فصاحت كايا فيهم :
" لا يهمني إن كنتما تؤمنان بصدقه أم لا فما أتيت بكم هنا إلا لنجد الحلول ولتلقوا بآرائكم في وسط المحيط ! "
ساد جوٌ من القلق والتوتر حتّى قطعته كايا قائلة : " لنترك اختفاء الحكيم جانباً الآن ، ما الذي سنفعله بالأطفال ؟ "
- " وهل هم حقاً مصدر تهديد للجزيرة وسكانها ؟ "
* " أنا أصدق بالحكيم ولكن الم يبالغ قليلاً ؟ إنهم أكثر من أن ... ااه كيف لي أن أقولها ؟ انهم أطفال ! "
كايا : " أنا أعلم ذلك جيداً ولكن ما الذي يجب أن نفعله ؟ "
استمر نقاشهم حول خطر الأطفال وخوفهم من أن يكون الحكيم على خطأ !
حتى قطع نقاشهم ذلك الصوت الأجش الذي اختبأ تحت الظلام قائلاً : " يجب أن نقتلهم ، لا حل آخر "
كايا بقلق : " ولكن هذا سيء ! كيف سيكون موقفنا وموقف أسرهم بهذا القرار وتنفيذه أيها الرئيس ؟! "
الرئيس : " وهل اهتم الحكيم للمنازل التي كانت مبنيةً بقرب البركان ؟ لا ، أم السفن التي كانت ترسوا على شاطئ الجزيرة ؟ لا طبعاً !
والخطر المحدق بنا أشبه بذلك .. قتلهم والأمر بعدم الإنجاب لتمر سنتين على الأقل ولتعد الحياة لمجراها بعد انقضاء تلك المدة "
- " أيها الرئيس ألا تعتقد أنك قاسٍ بعض الشيء ؟ الأطفال بشر يمتلكون أرواحاً وليس من السهل التخلص منهم "
الرئيس : " ولِمَ يحذرنا الحكيم منهم إذاً ؟ من يعلم ربما أرواح الغابة قامت بتملكهم ؟ لا شيء سنخسره .. "
وقفت كايا بغضب قائلة : " هذا خطير وعشوائيٌ أيضاً وأنا شخصياً لست موافقة بفكرة كتلك ! "
الرئيس : " لكنني قررت ذلك ويجب عليك التنفيذ دون ان تنطقي بكلمة ، أهذا مفهوم ؟ "
انتهى الاجتماع بقرارٍ من الرئيس يأمر كايا بقتل جميع الأطفال دون سن الثالثة ..
سيتم جمع سكان القرية في اليوم التالي لإلقاء كلمة الرئيس وفي ذلك الوقت
يأمرهم بجمع أطفالهم .. يأسرهم فيقتلهم ، ياله من شر !
وفي تلك الليلة تنكرت كايا وبعضٌ من رجالها الثقة ليخبروا كل بيت بأن ينتبهوا لأطفالهم بأي طريقة حتى لا يقتلهم الرئيس
هناك من صدق وهناك من لم يهتم ، ولم يعلم أحد ما يجب عليهم فعله فمن الممكن ان تفتش البيوت باحثين عن الأطفال وقتلهم أمام أعينهم
فلم يكن هناك حل سوى تركهم لأطفالهم في تلك الغابة الموحشة مع تحذير الأهالي لأبنائهم بأن لا يذهبوا وأن ينتبهوا للرضع
.. رحل الكبار بدموعهم خائبين الآمال يرجون من الله أن يحفظ لهم أبناءهم
وفي اليوم التالي حصل ما كانت تتوقعه كايا من تفتيش الرئيس لكل منزل في الجزيرة!
جمع العديد منهم ولكن عددهم لم يكن كما توقعه الرئيس فعلم مباشرةً أن لـ كايا دخلًا في ذلك
فأمر مباشرة في نزع رتبتها وطردها من مجلس الأمن وسجنها حتّى يثبت أمر خيانتها للملأ أجمَع
ولكن ! في جانب آخر قريبٌ من هنا كان الأهالي منقسمين إلى بكاء وحسرة على أبنائهم وآخرون خائفون على أبنائهم
وما سيحصل لهم !
ماذا إن عادوا فهل سيموتون ؟ وقلوبهم لن تتحمل تركهم في مكان ما كذلك
ولكن مهلاً! في لحظةٍ ما أدرك الجميع أن أبنائهم لا يزالون هناك فأسرعوا جميعاً نحو الغابة
الخوف القلق حزن هم غمٌ وحرقة وشوقٌ لرؤية أطفالهم .. كانت تلك المشاعر تتصارع داخلهم أثناء جريهِم
حملتهم أقدامهم لا إراديًا .. ولكن حين وصلوا شاهدو منظراً نزل على قلوبهم كالصاعقة فلم يكن هناك أيّ أحد
فَزِع الجميع ، إنهار البعض وأكمل البقية البحث ومناداتهم
كانوا كل دقيقة كل خطوة وكل لحظة يقتربون من أعماق الغابة .. مكان لم يصله أحد وربما حتّى أطفالهم
المكان يزداد ظلمةً وسواداً و الحرارة تنخفض تدريجياً وكأن الوقت لم يكن في منتصف نهارٍ صيفي !!
بالإضافة لتلك الأصوات التي يسمعونها بين حينٍ وآخر ولكنهم لم يعيرونها أي اهتمام فالأولوية لأطفالهم
وبشكلٍ ما ومن اللا مكان ظهر شخصٌ ما برداء غريب أسود وقناع يخفي وجهه ،
كان بطوله الذي يبلغ حوالي السبعة أقدام وعرض منكبيه كان متوسطاً
" 7 أقدام = مترين تقريباً "
كان يحمل غموضاً وغرابة كما تنبعث منه هالةً مريبة وبالطبع هيئته هذه لم تكن توحي انه من أهل الجزيرة
الهدوء .. نعم الهدوء كان منتشراً لا أحد يعلم ما يجب فعله
قطع الهدوء بصوتٍ جميل يميل للبحوحة بنبرةٍ هادئة قائلاً : " ابتعدوا عن هنا فالمكان خطر "
قال أحد الرجال بعد أن خطى خطوةً للأمام : " من أنت ومن أين أتيت ! لِمَ تملي أوامرك هكذا فجأة فنحن نبحث عن أطفالنا "
قال الرجل الغريب : " لا تخطوا أكثر من ذلك .. لا أطفال هنا "
قال آخر : " وكيف تعلم ذلك ! "
الرجل الغريب : " لأن بقاؤكم هنا أمر محظور ، ولن يكون هناك وجودٌ لكم إن بقيتم أكثر من هذا .. ارحلوا "
استدار ليعطيهم ظهره ومشى نحو الأمام نحو الظلام الدامس ذلك
قالت امرأة من بينهم : " يا هذا لا ترحل هكذا ! نريد أبنائنا ! فلذات أكبادنا كيف نرحل من دونهم ! "
توقف ثم قال : " يمكنكم الرحيل فلا أحد هًنا كما قًلت منذ لحظات فقط .. كما وأنني أدعى كاغي "
أكمل مشيه مُبتعداً ؛ شيئاً فشيئا كالظلال تختفي في الظلام
لم يرتح احد لذلك الشخص ، لكنهم بشكلٍ ما كانوا مجبرين على العودة خائبين خاليّ الأيدي
لا أحد يعلم ما الذي حصل ، لا أحد يعلم ما الذي يجب عليهم فعله
لكنهم يعلمون أنه ذنب الرئيس الذي قتلهم .. حصلت احتجاجاتٌ كبيرة من أهل الجزيرة يقصدون بها أن تتم إزالة الرئيس
ومطلبهم الذي ينص على تلقيه العقاب ، بالرغم من أن القتل وحده لا يكفي عقاباً لأخذه أطفالهم من بين أيديهم
نعم فهذه هي المشاعر الصادقة نحو أطفالهم الذين لم يقوموا بأي ذنب أو خطأ
أو هذأ ما كانوا يعتقدونه .. استمر نحيبهم لمدة أيامٍ وهدء الوضع بعض الشيء
بالرغم من ان الرئيس لم يحصل على ما كان الجميع يتمناه ولم يحصل الإباء على ما يريدونه
في مكان ما آخر بعيدًا بعيدًا عن أهل الجزيرة، هناك في منتصف الغابة
كان هناك تجمع لبعض الكائنات مشكلةً حلقة حول الأطفال،
التفت أحدهم قائلاً : " كاغي !! لقد عدت ، إذاً ما الذي حصل ؟ هل أبعدتهم ؟ "
خرج من بين الظلال وقال : " نعم ، لن يعودوا مجددًا يمكنك ان تقوم بتحصين الغابة ، سيربينت "
[ روح الظلال ]
* المَظهر : طولُه المُهِيب وملامحه الهَادئة التي تبعث على راحة من يراه ؛
ذو شعرٍ قصير كما ان شعره وعينيه سوداء كسواد الليل في ليلة اختفاء القمر
سيربينت : " احسنت عملًا ، هكذا سنضمن عدم عودتهم "
[ روح الثعبان ]
* المَظهر : طوله كما هُو طول كاغي ؛ نحيف ذو ملامِح حادة وهادئ إلى حدٍ ما ..
كما انه يمتلك تلك الابتسامة التي تجعلُكَ تُعيد التفكير في أمرِه ، شعُه فِضي طويل وعينين خضراء كالزُمرد
قال آخر وكانت طريقته في الكلام تميل للغباء : " ولكن .. ماذا نفعل بهذه الأشياء ؟ إنهم نائمون منذ أحضرناهم متى سوف يستيقظوا ؟ "
سيربينت : " لن يستيقظ أحد منهم يا ميدفد ، في اللحظة التي تم تركهم في الغابة هنا انفصلت ارواحهم عن أجسادهم
لكنها لا تزال عالقة هناك ، إنهم ليسوا احياء وفي الآن نفسه هم ليسوا أموات "
ميدفيد بحزن : " أهذا يعني انهم سيبقون هكذا إلى الأبد ؟ لقد كنت اريد ان ألعب معهم "
[ روح الدُب ]
* المَظهر : قصيرٌ بعضَ الشيء وذو جسدٍ ممتلئ ؛ يمتلِك هيئة ظريفة ومُسالمٌ جداً ؛ ذو شعرٍ بني وعينين كلونِ العسل
قالت إحداهم بلطف : " لكن السيد فينيكس يمكنه ان يساعدهم ، لكننا لا نعلم سبب وجودِهم هنا ،
لقد ألقى البشر بهم هنا هكذا دفعة واحدة دون ان يفكروا بالعواقب .. يا للسخرية ميو ~ "
[ روح القطة ]
* المَظهر : طُول فتاةٍ متوسطة ملامح وجهها لطيفة .. ذات شعرٍ قصيرة أشقر ومُموج ؛ عينيها تختلف كل واحدةٍ عن الأخرى
في اليمينِ زرقاء كزُرقةِ البحر في النهر وفي اليَسار كلونِ اوراقِ الخريف المُتساقطة
ميدفد : " جيتو ولكنهم صغار ، أيضاً لقد كنا مثلهم يوماً ما ؟ لقد دخلنا الغابة وحصل لنا الأمر ذاته وأنقذنا فينيكس- "
قطع آخر حديث ميدفد : " أجل ولكننا كنا أكبر منهم ودخلنا بإرادتنا وكانت لدينة نية للعب ولم نكن نملك احدًا او شيئًا خارج الغابة
فأعطانا السيد فينيكس أرواحنا .. بكلامٍ أصح لقد جعلنا نحتفظ بها فقد كانت الشيء الوحيد الذي نمتلكه ،
اما بالنسبة لهم فكل واحدٍ منهم يمتلك عائلة .. منزل و ربما صديق يحتاجون للعودة لديارهم او الموت هنا "
جيتو بتوبيخ : " كورنيل أيها الاحمق ألم تكن مهمة كاغي إبعادهم ؟ ميو ~ ، كما وانه من الوقاحة قتل أطفال أبرياء !
لم يقم أي منهم بفعل أي شيء سيء لك أو لأي أحد منكم ! "
كورنيل بغضب : " وإن أعطاهم السيد فينيكس الحياة كما فعل معنا فلن يفعلوا شيئاً سوى ملئ الغابة بالفساد ! "
[ روح الغراب ]
* المَظهر : مُتوسط الطول ؛ بإستثناء بشرتِه البيضاء فهو أسودٌ كسوادِ الليل ذو عينين ماكرتين وابتسامة جانبية .. لا احد يعرفُ عنه الكثير
جيتو تحاول كبت غضبها: " ولكنها فاسدة تماماً أيها الغراب العفِن ! ميو ~ "
كورنيل باستفزاز : " أووه هل أصبحت انا العفن هنا ؟ ليس وكأنكِ أنتِ من يخرج من الغابة سراً للجزيرة لأكل بقايا الحيوانات الميتة "
جيتو بتحدٍ : " هممم إن كنتَ تفعل ذلك فأنا لا أفعل ، انا شبحٌ الآن ولا أحتاج لذلك ..
ان كان احدهم يُحب الميتة وأكل كل ما يجده أمامه فهو أنت يا كورنيل ميو ~ "
ومن بين الجميع كان أحدهم يستمع بصمت فقال بصوته الهادئ المسالم : " جيتو .. كورنيل لا داعِ للشجار عليكما التروي في الأمر
وأن لا نخلط الأمور ببعضها ؛ وجميعنا نعلم ان الأرواح تختفي اذا تعدت حدود الغابة "
كاغي : " بايكوس محق ، ليس عليكم الشجار كالأطفال "
[ روح البومة ]
المَظهر : قصيرٌ ونحيف ؛ ذو شعرٍ يصل الى كتفه بلونٍ كستنائي تشق طريقها بعض الخُصلات البيضاء والرمادية
ذو عينين واسعتين عسليةِ اللون ؛ رمزٌ للتعاون والسلام
ومن السماء هبط مخلوق هائل ذو ألوانٍ نارية زاهية ..
صمت الجميع ووجهوا نظرهم نحوه ، ثم قالوا جميعهم :
" السيد فينيكس !! "
[ العنقاء ]
المَظهر : طيرٌ عملاق ؛ ريشُه يبدو كما لو كانت نارٌ تشتعل ؛ زاهِيٌ ومُهيب
ميدفيد بسعادة : " انت هنا اخيراً أيها السيد فينيكس ! لقد كنا ننتظرك ، لقد وضع بعض أهالي الجزيرة أطفالهم هنا
ودخلوا في سبات او شيء ما وأحضرناهم هنا ، وقد جلعنا الأهالي يعودون أدراجهم ، ما الذي سنفعله بهم الآن ؟ "
فينيكس : " أعلم ذلك يا ميدفيد ، أنا ايضًا لا أعلم حقُا مالذي يجب فعله ، لقد حذرني موريتاما من ان أقوم بإعطائهم الحرية كما أعطيتها لكم ،
ولكنهم.. لا أعلم حقًا ما الذنب الذي قاموا به او الشيء الذي سيفعلونه "
جيتو : " وهذا تمامًا ما كُنت أقوله ميو ~ "
كورنيل : " تشه .. ذلك ال موريتاما حذرك منهم ولكن هل يمتلك سبباً أو حتى حلًا لمَ يجب عليك فعله بهم أيها السيد فينيكس ؟ "
فينيكس : " لم يخبرني بشيء .. "
كورنيل باستهزاء : " يبدو انه سخر من أهل قريته وعجت الفوضى هناك وقام بقتل هؤلاء الأطفال وربما مات غيرهم في القرية "
بايكوس : " لا تقل ذلك ! السيد موريتاما يعرف الكثير حتى أكثر من السيد فينيكس ..
نهم أصدقاء يتشاركون الكثير كما وان كل ما يقوله السيد موريتاما صحيح وان كان لابد من إبقائهم على هذا الحال فلا حل غير ذلك ! "
كورنيل : " أجل أجل ، إبقائهم هكذا يعني موتهم لمَ انتَ رقيقٌ هكذا ايتها البومة ؟ أم انكَ لا تريد فتح عينيكَ الواسعتين على الحقيقة ؟ "
جيتو : " أصمتا انتما الإثنين ! لمَ يجب عليهم الموت ! أليست كل عائلة منهم هي المخطئة بجلبهم لهنا ؟
ألا يوجد مكان آخر ؟ كما وانهم هنا بحاجة لحياتهم .. "
أكملت جيتو بحزن : " اقصد انهم .. لا يزالون صغار "
تنهد فينيكس وقال : " معكِ حق جيتو ، اعتقد انني سوف .. "
قاطعه سيربينت قائلاً بجدية : " اعذرني سيدي فينيكس ولكن ، ءأنت واثق من ذلك ؟ ألم يكن موريتاما يحذر من الأطفال ؟
انهم سيقومون بقتل أهالي الجزيرة ؟ لا يجب عليهم العيش حتى لا يختل التوازن "
صرخت جيتو : " كيف لهم أن يقوموا بقتل أحد !! انهم .. أنهم .. أنهم أطفال "
سيربينت : " سيكبرون كما كبرنا نحن، عشرة أعوام ، عشرين عام ، ثلاثون ، خمسون حتى مائة عام وسيقومون بذلك ..
أنتِ ترين ذلك يا آنسة جيتو .. "
اقترب سيربينت من جيتو شيء فشيء حتى أصبح ما يبعدهما عن بعضهما بمقدار شعرة
اكمل قائلاً : " لقد كانت أرواحنا بريئة قبل أن تخرج من أجسدنا وحتى أعطانا السيد فينيكس الحرية دخل السواد لقلب البعض ،
لنأخذ كورنيل على سبيل المثال .."
كورنيل بغضب : " ما الذي تقوله أيها الثعبان الوغد !! "
ارتسمت على وجه سيربينت ابتسامة جانبية ثم قال : " انظروا له لقد غضب "
قال فينيكس بصوتٍ مرتقع : " فليصمت الجميع ! " أخفض صوته تدريجياً : " فالقرار ليس بيد أي واحدٍ منكم "
صمت الجميع ، طأطأ الجميع رؤوسهم ثم قال الجميع باحترام : " نعتذر .. سيد فينيكس "
رفع كاغي رأسه ثم قال بهدوئه المعتاد : " اذاً .. أستقوم بإعطائهم الحرية وفك القيود عنهم ؟ لا أريد ان أبدأ شجارًا آخر ولكن ،
أستكون راضٍ بما سيفعلونه من دمار ؟ "
فينيكس : " ذلك لن يحدث .. والآن فليبتعد الجميع ، ولكن فليكن بالحُسبان ؛
لن يعيش الجميع فليست كل روح تتمسك بقيود الحياة بل تريد الحُرية بعيداً عن هنا "
ابتعد الجميع مسافة تقارب الخمسة عشر قدماً
" 50 قدم = 15 متر تقريباً "
حلق فينيكس فوق الأطفال وبدأ بترديد بعض الكلمات الغريبة وما أن أنهى ذلك حتى ظهر من العدم ضوء ساطع جداً
جعل من الغابة المظلمة تشع ضوءاً
مرت عدة دقائق وكان الستة ينتظرون النتائج بعيداً
قاطعاً ذلك الجو الساكن بينهم ؛ قال كاغي : " لم يستطع الجميع تحمل هذه الطاقة الكبيرة ، لقد نجى أربعةٌ منهم فقط "
جيتو بحزن : " أربعة فقط ؟! لكنهم كانوا حواليّ خمسة عشرَ طفلاً ! يا للحزن "
سيربينت بنبرة تحوي الحِنية : " لقد أخبرنا السيد فينيكس بذلك مسبقاً ؛ لا تحزني فهناك بعض الأطفال مِمَن سيكسبون العيش هنا "
كورنيل بابتسامة جانبية : " لقد تمنيت ان يموت الجميع لكن لا بأس هؤلاء الأربعة سيموت عاجلاً أم أجلاً "
جيتو بغضب : " أصمت !"
تقدمهم كاغي وقال بهدوء : " كفو عن الشجار ودعنا نرى ما حصل "
تقدم الجميع نحو الأطفال الذين تبقوا على قيد الحياة ؛ كانت أشكالهم قد تغيرت منذ رؤيتهم الأولى لهم
نعم هذا صحيح ؛ ذلك لأن أرواحهم لا تبقى مُرتبطة بأجسادهم في هذه الغابة إلا اذا تم ربط روحٍ أخرى معها
بايكوس بسعادة : " يبدو انهم رائعين ! ما أسماؤهم ؟ ما هي هوية كل واحدٍ منهم ؟ "
فينيكس : " لننتظرهم حتى يستعيدون وعيهم "
جيتو بساعدة مماثلة لبايكوس : " اذاً فتاة واحدة و ثلاثةُ صِبية ! الفتاة تبدو جميلة "
ميدفيد بحماس : " يبدون ظُرفاء ؛ كم أود اللعب معهم ! هيا هيا استيقظوا جميعاً "
فينيكس : " بما اننا لا نمتلك أي شيء لنفعله لمَ لا نبقى هنا ننتظرهم ؟ مثلما انتظرتكم مع موريتاما لتفتحوا اعينكم للمرة الأولى "
كورنيل : " لكن يا سيد فينيكس اليس من المفترض انهم موتى الآن ؟ لمَ خالفت أوامره من أجل هؤلاء الحمقى ؟ "
صمت فينيكس وصمت الجميع كما لو ان كورنيل لم ينطق منذ البداية
وبقوا في حالتهم هذه حتى بضع ساعات ثم فتحت احد الصِبية عينيه وكان يتمتم بأشياء لا معنى لا
كان الصبي بشعر ذو لونين أشقر ثلجي بخصلات ذات لونٍ أسود ؛ عينيه الواسعتين تتلون عدستيها باللون الأحمر
كما أن بشرته بيضاء حليبية قصير القامة تمتد من بطن ذراعيه جناحٌ جلدي رمادي اللون
قال بصوتٍ مبحوح : " أي .. أين أنا ؟ ومن أنتم ؟ "
ما ان انهى كلامه حتى بانت على وجهه ملامح الألم ؛ وضع يديه على رأسه ثم قال بألم شديد : " لا أتذكر شيء .. رأ رأسي ! "
اقترب بايكوس منه ووضع كفه على رأس الصبي ومسح عليه وهو يقول بحنان
: " لا بأس لا بأس ؛ اهدئ لا يوجد شيء لتقلق عليه ؛ كل شيء بخير " ثم أنهى حديثه بابتسامةٍ دافئة
فبادله الصبي الابتسامة ؛ ثم أخذ نفساً عميقاً ليهدئ وقال : " أشكركَ يا .. ؟ "
بايكوس : " بايكوس .. يمكنكَ مناداتي بهذا الاسم ؛ اما نحن فجميعنا أرواحٌ نعيش في هذه الغابة "
أمسك بايكوس بمرفق الآخر وساعده على النهوض ؛ ثم قام بتعريف الفتى على الأرواح الأخرى واحدًا تلو الآخر
الصبي باندهاش : " هذا مذهل إذاً جميعكم أرواح لمخلوقات ما .. أعتذر لقد نسيت ان أعرف عن نفسي ؛ أدعى كوموري وانا خفاش "
مد كوموري بيده نحو بايكوس وقال : " سررت بمعرفتكم وانا سعيد لأنكم أنقذتموني من تلك الكوابيس "
بادله بايكوس المصافحة وقال بسرور : " وانا ايضاً "
التفتت جيتو نحو فينيكس وقالت بتعجب : " سيدي مالذي يقصده بكوابيس ؟ ولدي عدة أسئلة نحو هذا الارتباط او أياً كان اسمه "
فينيكس : " توقعت ان تقوموا بسؤالي ذلك .. ريثما يستعيد البقية وعيهم سأخبركم بكل شيء "
أخبرهم فينيكس عن الارتباط حيث يقوم فينيكس بأخذ أرواح الحيوانات او المخلوقات الضائعة
في هذه الغابة وربطها بالأرواح الضائعة داخل الجسد البشري
فيقوم بربط الأرواح المتشابهة او تلك التي تنسجم معاً وليست كل الأرواح البشرية يمكنها ان تندمج مع أي روحٍ أخرى
بل من النادر ان تجد لها روحٌ مشابهة في محيط صغير كهذا !
كما وان الأرواح الضائعة داخل الجسد يبدو لها الأمر كما لو أنها تعيش في كابوس حتى تموت أو يتم دمجها مع روحٍ أخرى كما يفعل فينيكس
كما وأن عمر الجسد والروح لهذا المخلوق تزداد حسباً لعمر المخلوق ..
على سبيل المثال فالأطفال الأربعة كانوا رُضع حديثي الولادة لا تتجاوز أعمارهم الخمسة أشهر
ولكن بسبب الارتباط أصبحت أعمارهم ما بين 10-12 عام
وما إن أنهى فينيكس حديثه حتى استيقظ الأطفال الثلاث البقية فتحدث فينيكس معهم بالإضافة لكوموري
ليهدئهم ويبين لهم الوضع ؛ كما وانه اخبرهم بسبب تواجدهم .. لم يكذب لكنه لم يقل الحقيقة كاملة
لم يخبرهم ان اهاليهم وضعوهم هنا ليحموهم من الموت المحتم الذي أنقذهم فينيكس منه وما كان يجب عليه فعل ذلك
وبعد ذلك ذهب الأربعة ليعرفوا بأنفسهم للبقية
قالت بخجل : " إسمي مونَرك و انا فراشة "
[ روح الفراشة الملكية ]
المَظهر : ذات شعرٍ برتقالي وخُصلات سوداء ؛ بريئة الملامح كالأطفال
قال بهدوء : " إسمي بادوهُايتي وأنا فهدٌ أبيض "
[ روح الفَهد الأبيض ]
المَظهر : ذو شعرٍ أبيض وعينين بنيتين ؛ بارد الوجه ومُطيع
بشكل طبيعي : " أنا ذئب واسمي فولك "
[ روح الذِئب ]
المَظهر : شعرٌ رمادي وملامحهُ التي ما ان تراها حتى تراه شخصٌ حماسي ومُشتعل ؛ ذو عينين زرقاوتين
أخيراً بسعادة : " اما انا خفاش وأدعى كوموري "
مرت عدة أيام وأسابيع حتى اندمج الجميع وأصبحوا أصدقاء
جيتو ومونَرك وميدفيد ؛ بايكوس وكوموري ؛ بادوهُايتي وسيربينت وفولك واحياناً ما يأتي كاغي معهم
بينما كان كورنيل الوحيد الذي لم يندمج مع أي أحد منهم وكانت علاقته سطحية جداً مع الجميع
وفي يومٍ ما عندما كان الجميع يلعبون الغميضة لتمضية الوقت
مونَرك وهي تعطي ظهرها للجميع مواجهةُ للشجرة : " 95 ؛ 96 ؛ 97 ؛ 98 ؛ 99 ؛ 100 ! ها أنا ذا قادمة !! "
بدأت مونَرك بالبحث عنهم تارة تطلب من اجنحتها الطيران و البحث واحياناً تكمل البحث على قدميها
" أين انتم ! لمَ انتم جيدون هكذا في الاختباء ! "
وبعد دقائق من ذلك وجدت أحدهم
مونَرك بسعادة : " لقد وجدتكَ ك و ر ن ي ل ~~ "
نظر لها كورنيل بجفاء وقال : " وجدتني ؟ ماذا تريدين ؟ "
ارتعبت مونَرك منه ثم قالت : " نحن نلعب الغميضة واعتقدت انكَ تلعب معنا .. "
عقد كورنيل ذراعيه وقال باستهزاء : " أنا ؟ ألعب معكم ؟ يا للسخف هذا أخر أمر أود فعله ..
أيضاً أنا لستُ مهتم بتضييع وقتي بمجموعة أطفال لا تعلم سبب كونها لا تزال على قيد الحياة "
غضبت مونَرك وقالت : " ما الذي تتحدث عنه! السيد فينيكس أعادنا للحياة لأن .. لان .. لأننا نحتاج لأرواحنا ونمضي بقية حياتنا "
ابتسم كورنيل ابتسامة جانبية وقال باستهزاء وسخرية أكثر : " أوه أجل أجل هذا ما قاله لكم فينيكس لكن أتعرفين لمَاذا دخلتم الغابة في المقام الأول ؟ "
مونَرك بتردد : " لأننا كنا نلعب ودخلنا للغابة بمحض الخطأ "
كورنيل : " أوه حقاً ؛ لقد كذب عليكم فينيكس أكثر من اللازم .. أتريدي معرفة الحقيقة أيتها الفراشة ؟ "
ترددت مونَرك لكن هناك في أعماقها كانت تريد ان تعرف الحقيقة ؛ الحقيقة التي لم تكن متأكدة منها
مونَرك : " ولكن كيف أعرف أنكَ لا تكذب عليّ ؟ "
كورنيل : " استمعي لي ثم حددي بنفسكِ من هو المحق ومن هو الكاذب "
مونَرك ولا تزال مُترددة في ذلك : " ح حسناً أخبرني "
أخبرها كورنيل بكل شيء ؛ كون حكيم قريتهم أمر الجميع بقتل الأطفال ..
كونهم رُضعاً عندما دخلوا الغابة ولم يكونوا يلعبوا أو يعرفوا بعضهم منذ الأساس
وانه من المفترض أن يكونوا في عداد الأموات منذ أيام لكن فينيكس أشفق عليهم
قالت مونَرك محاولة متجاهلة الحقيقة التي أصبحت واضحة امامها : " كاذب !!! لا يمكنني أن أصدقكَ ! "
كورنيل ببرود : " لا اهتم لقد قلت الحقيقة الآن لكِ وانتِ حرة بتصديقها أم لا ولكن ليكُن في علمكِ أنكِ من النوع السام ؛ أقصد انتِ فراشة سامة ..
أنظري لباطن ذراعيكِ ، هناك يمكنكِ رؤية السم الذي تستطيعين نشره لأي أحد يلمسه لذلك دائماً ما يحرص فينيكس ان تقومي بتغطيتها وألا يلمسها أحد "
قامت مونَرك برفع أكمام قميصها لتجدها ذات لونٍ أرجواني يميل للسواد
مونَرك بخوف : " أه أهذا هو السم ؟ أنه .. انه – "
قاطع كورنيل كلامها : " لا تقلقي لا احد سيتأذى إن لم يلمسه احد ؛ وبالمناسبة جميعكم مؤذيين ..
الفهد يمكنه أن يدمر أي أحدهم ان أراد ذلك وذلك الذئب مشابهٌ له .. كما وأن الخفاش يستطيع أن يقتل بشرياً بشربه لدمه ؛
بالطبع هم لا يعلمون بذلك لأنكم تعيشون هنا بسلام وهدوء شديدين لكن ماذا لو أردتم الانتقام للبشر الذين رموكم هنا دون أي ذن- "
لاحظ كورنيل ان مونَرك لا تستمع له بل بدأت بالهرب قبل أن ينهي حديثه
تمتم لنفسه : " يبدو انها تأثرت كما يجب " ثم ابتسم ابتسامة جانبية لا تدل على أي خير
وهناك عند مونَرك .. كانت تبكي ونسيت أمر اللعبة بقيت لدى فينيكس تحاول ان تقنع نفسها بشكل ميؤوس منها ان كورنيل كان يكذب وفينيكس محق
انها كانت هنا بسبب خطأ وليس بسبب عائلتها الذي رمتها هنا .. ولكن كيف ستصدقهم ؟ من ستصدق ؟ ولماذا !
مرت عدة ساعات
كانت مونَرك لا تزال تجلس مستندةً لأحد الأشجار تتأمل القمر من بين الأوراق العالية بدون أي ملامح على وجهها
فولك بقلق : " مونَرك ما الذي حصل ؟ لقد انتظرناكِ لفترة طويلة .. هل انتِ بخير ؟ "
مونَرك : " لستُ .. كذلكَ "
فولك : " اذاً أخبريني ما الذي حصل ؟ "
مونَرك : " وهل ستصدق ؟ "
فولك : " لمَ لا ؟ "
مونَرك : " اجمع كوموري و بادوهُايتي هُنا يجب عليّ إخباركم بذلك "
اجتمع الأربعة وتعهدوا على أن لا يعلم احد بشأن معرفتهم بذلك .. لم يكن احد سعيد بسماعهم بالحقيقة
فولك : " لمَ لا نخرج من هنا ونذهب وننتقم كما يقول كورنيل ؟ "
بادوهُايتي : " لا تكن متسرعاً ! فنحن لا نعرفهم حتى ونحن لسنا بحاجة لفعل ذلك ولا نعلم ان كان هذا صحيحاً أم لا ! "
مونَرك بحزن : " أريد ان اراهم فقط "
كوموري : " لكن تعرفون ذلك ؟ لا احد يخرج من هنا ! لا احد يمكنه أن يخرج هذا محرم ! "
وقف فولك وقال بثقة : " لن نخسر شيء ؛ سندمر جميع البشر هناك انهم لا يستحقون حياتهم هذه !
كما وانهم جميعاً متشابهين بعض من كان في صفنا مات خارج الغابة ومن دخل الغابة مات لأسباب أخرى فما الفرق ! "
وقف بادوهُايتي وقال بغضب : " انا لا أوافقكَ الرأي فنحن هنا لأنهم كانوا سيحموننا ! أليس الأمر هكذا !! "
مونَرك بحزن : " أنا أوافق فولك .. يجب ان ننتقم "
كوموري : " أنا أيضاً "
بادوهُايتي : " الجميع .. أنتم مخطئون ! أنا لن أرافقكم ! "
فولك : " لا بأس ابقى هنا نحن ثلاثة على كلِ حال .. غداً عند الظهيرة سنخرج "
وكما اتفق الثلاثة .. في تلك الليلة مونَرك تعرفت على كيفية استخدامها للسم من كورنيل الذي بدى سعيداً بتعليمها
اما كوموري فقام بتجريب شيئاً لم يجربه من قبل حيث اُعجب بطعم دم الحيوانات التي تعيش في الغابة
اما فولك فقد كان متحمساً .. فلم يقم بقتل مخلوقٍ حي من قبل سوى تلك التي يأكلها
كانت تلك المشاعر الغريبة تتدفق فيهم ؛ كانوا أطفالاً بالفعل ما إن يتعلمو شيئاً فلن يرضوا حتى يقومون بتجريبه
وبالمناسبة ؛ ساعدهم كورنيل في إقامة خطة للخروج و تدمير كل شيء في الخارج فقد أعطى كل واحدٍ منهم عباءة ليُخفي مظهره المُريب
وفي اليوم التالي
فولك : " أنتم جاهزون ؟ "
مونَرك وكوموري : " أجل "
فولك : " لم أتصور انني سأقوم بفعل ذلك من قبل لكننا سنخرج الآن خارج حدود الغابة لأول مرة منذ دمج أرواحنا "
خرج الثلاثة وسرى في جسدهم أكثر شعورٍ غريب شعروا به من قبل ؛ اشبه بالقشعريرة الندم الخوف وان لا عودة فيمَا فعلوه
فولك : " هيا "
مشى الجميع حتى وصلوا وسط القرية أو بالأصح ؛ الى مِنطقة ما حيث كان الجميع يأخذ ويُعطي " السُوق "
مونَرك : " اذاً هذه هي القرية ؟ أنها كبيرة وواسعة و و .. تسبب الإرباك "
كوموري بسخرية : " اذاً ؟ وماذا سنفعل ؟ كيف سنبدأ أيها القائد "
فولك : " لدي شعور انه لا يجب علينا العودة للغابة بأيدٍ فارغة .. " أكمل بإحباط : " كما وأنني لم أشعر ان القرية بهذا الاتساع لا أعرف كيف نبدأ "
كوموري : " اليس فينيكس بمرتبة القائد الأعلى ؟ بالطبع لديهم شخص مشابه له ؛
لنبدأ به وكما ان فينيكس يعيش عند الشجرة الكبرى فهو يعيش في أكبر مبنى ؟ "
مونَرك : " حسناً هيا ! "
فولك : " لستُ جيداً في وضع الاستراتيجيات لكن لنذهب "
كوموري : " مهلاً ! "
فرد كوموري ذراعيه وطارَ بعيداً ليوسع مدى رؤيته والبحث عن ذلك المبنى المزعوم
صرخت مونَرك قائلة : " هل وجدتَ شيئاً !! "
هبط كوموري وقال :" لا ربما لا يملكون شيئاً كذل- "
قطع حديث كوموري سكيناً وضع عند رقبته ثم قال من كان يمسكه مرتعباً مرتجفاً : " انتم الثلاثة .. من انتم ؟؟؟ "
لاحظ كوموري ارتجافه وتردده الكبيرين فخطرت في باله فكرة ؛ او كانت أكبر للمجازفة
فأمسك بحركة سريعة السكين وقام بعض يد ذلك الشخص وغرز أنيابه هناك ليتصاعد دمه في فم كوموري الذي أعجب بدوره بطعم الدم البشري
حيث شعر كما لو كان أفخم أنواع المشروبات بالمقارنة بما كان يشربه من فواكه متعددة او حتى المخلوقات الأخرى في الغابة
شعر مونَرك و فولك ان نهايتهما قد تكون قريبة اذا بقي كوموري في حالته فقاما بسحبه والهروب لمكانٍ ما هروباً من البشر
وبالنسبة لذلك الرجل فقد كان بإمكان كوموري بشكل ما امتصاص كمية كبيرة من دمه حتى فقد حياته بعد ان كان يهدد كوموري بسلب حياته
كوموري باندهاش : " ما .. ما هذا ! انه أروع شيء دخل فمي منذ عِشت منذ فتحت عينيّ لهذه الحياة ! أريده أريد المزيد !! "
فولك بحماس : " دعنا منه بعد ان نقتل الجميع هنا يمكنكَ شرب ما تشاء ! انظر الجميع هنا يشعر بالرعب منا !
مونَرك جهزي سُمكِ اما كوموري فطِر انتَ تطير أبعد من مونَرك ! ااه ليت بادوهُايتي هنا لكان يستطيع الجري والقضاء عليهم بسهولة "
مونَرك : " انتَ ايضاً يمكنكَ ذلك ! "
فولك : " الآن أتتذكر ما أخبرنا به كورنيل ؟ دعنا نكمل ! "
أجاب الجميع له ثم مسكوا بامرأة عشوائية مرت من أمامهم كشّر فولك عن مخالبه بينما كان يمسك بذراعه الأخرى عنقها
كانت تصرخ مستنجدة بصوتها الذي كان يكاد يخرج ؛
فولك بصوتٍ عالِ : " جميعكم أيها البشر .. استسلموا والا قمت بقتل هذه المرأة ! "
تعالت صرخات النساء والرجال والأطفال
" ما الذي يفعله !! " ؛ " من يكون هذا الشخص ؟ " ؛ " أتركها أيها الوغد !! " ؛ " استدعوا الشرطة !! "
كان بعض الرجال يحاولون إنقاذها لكن كل ما كان يحصل هو موتهم واحداً تلو الآخر على يديّ كوموري
الذي اكتشف بالصدفة قوة ذراعه واظافره الطويلة التي كانت تبدو كسلاح ممتاز
ومونَرك الأخرى التي اكتشفت طريقة لنشر سُمها على شكل دخان على مدىً قصير
فولك : " انتمَا الإثنين رائعين ! "
قال ذلك ثم أعاد نظره لتلك المرأة ثم قال بسخرية : " لقد بدأنا بحركتنا لا أظن اننا نحتاجكِ الآن ايتها الآنسة الجميلة "
ثم قام بغرس مخالبه في رقبتها مؤدياً لموتها في ثوانٍ حتى انه لم يسمح لها بأن تصرخ للمرة الأخيرة في حياتها
وبشكل ما اشتبك الثلاثة في معركة غير عادلة بين مونَرك كوموري فولك والقرويين الضعفاء الذين كانوا يقعون واحداً تلو الاخر
وآثار المعركة تزداد شيئاً فشيئاً ؛ الدماء في كل مكان والبضائع تتحطم وتفسدها الدماء ؛ وفي حلول دقائق سمِعوا صوتاً من بغيد
يقول : " ها هم الوحوش ! "
التفت الثلاثة ليرا مجموعة مِن الرجال يقفون بملامح تعتريها الخوف والغضب يحملون بأيديهم عصاً تشتعل اعلاها النيران
لم تدُم مسرحية الدِماء لمدة طويلة ! ؛ شيئاً فشيئاً أصبحوا كالوحوش ؛ فقد أعمت روح وحوش الغابة على روحهم البشرية
وبشكل مفاجئ تَصلب الثلاثة في أماكنهم دون حراك .. كل ما كانوا يستطيعون تحريكه هي أعيُنِهِم
التي تحولت للبياض بعد ان أصبحوا تماثيلاً حجرية
ليتحولوا لمجرد رمادٍ تجرفه الرياح كما لو لم يكن موجوداً أصلاً
حدَث ذلك بسرعة شديدة ؛ لم يستطع احد استيعاب ذلك
فقد اتى الثلاثة بشكل مفاجئ وسريع وقاموا بما قاموا به ويختفون .. كما لو كانوا اعصاراً أتى بسرعة ليدمر كل شيء ليرحل دون ان يُبالي
وبين تعجب القرويين ، حزنهم و فاجعتهم على ما حصل من دمار .. يمشي بهدوء نحو مكان الثلاثة الذين تحولوا الى رماد
مُرتدياً عباءة بيضاء تغطي غالِبَ ملامح وجهه ؛
قال بصوته الذي يبعث على الشباب وانه في مُقتبل العُمر : " لا تقلقوا ؛ فمن مات هُنا اما كان سارقاً او مُحتالاً أما المرأة فقد كانت احد الجواسيس ..
لا احد يستحق الحياة ، لا الأوغاد الذين قاموا بالقتل ولا الذين قتِلوا .. أعدوا لهم مراسيم دفنٍ وذلك يكفيهم وما فات قد مات ؛
تحققوا من البقية فهُناك من كُتبت له حياةٌ ليكملها "
قال احد الرِجال : " ومن انت يا هذا !! ؟ "
رفع غِطاء العباءة عن رأسه ليظهر فتى حِنطي البشرة ذو شعر ثلجي بعينين زرقاء تلمعُ كالألماس ؛ وتلك الملامح التي تُظهر رجولته وحِكمته
فردّ عليه : " موريتاما .. أحد أقارب الحكيم الراحِل ؛ لقد اتيت لأكمل طريقه هنا لحمايتكم .
أتمنى ان أكون تحت رعايتكم من يصدق فليصدقني ومن لا يرد فهو حرٌ "
أنهى موريتاما الأمور بشكل ما وما حصل ذلك اليوم أصبح قصة تدور بين سُكان الجزيرة لم يكن الكثير يُصدق ما حصل
فمن المعروف ان القصص ما ان يتم تداولها حتى تخالطها الأكاذيب لتصبح قصصاً تخلو من الحقيقة
ولكن .. من موريتاما هذا ؟ وما الذي سيفعله ؟ ؛ لنذهب الى أعماق الغابة
حيث ذهب الفتى الشاب هناك حيث اندهش الجميع من وجود بشريّ استطاع الوصول لهناك دون ان يتأذى !
كاد الجميع ان يقوموا بإيذائه الا ان كاغي قام بإيقافهم
كاغي : " لا تأذوا هذا الرجل ! "
فينيكس بتعجب : " م موريتاما ! الم تمت ؟ "
ابتسم موريتاما ثم قال : " فينيكس ؛ لقد اخبرتكَ من قبل انني مثلك ..
ان مُت يوماً فأنا اعود شاباً مثلك تماماً تموت حرقاً حتى تولد مجدداً من لهيب النيران بينما اولد من تجمع الرماد "
تتضح الأمور للجميع ؛ يعود كل شيء كما كان يعود فينيكس وكاغي الغابة من عدوانها ؛ و يعود موريتاما لشبابه والجزيرة لحمياتها من كوارثها ..
وفي الجزيرة ؛ عادت الضحكة للأطفال وللجميع
" انا موري الغابة ؛ وتاما روحها ؛ أنا روح الغابة وأساسها "
[/TBL]
[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1468639961792.png"]
في زمن ما بعيدٍ عن هذا العصر والزمان وفي مكانٍ ما لا وجود له الآن
جزيرة متوسطة الحجم نسبياً يسكنها البشر .. كان الجميع يعيش في سلام ، الكل يحب بعضهم البعض
لا كراهية ولا بغضاء ، لا حقد ولا شر !
وككل قرية ومدينة هناك شخصٌ ما ؛ قد يكون كبيراً في العمر وقد لا يكون كذلك
ولكن لابد من أنه حكيمٌ جداً ! فهو الشخص الذي يذهبون له لاستشارته وطلب النصح منه والمعونة
ولقريتنا رجل كهل يعيش في منزل صغير ، يسمي نفسه بالعرّاف والآخرون يسمونه بالحكيم ولم يختلف المعنى بالنسبة لهم
طالما كان يساعدهم دون مقابل ويقدم لهم العون ويحذرهم من الكوارث !
اما مظهره الذي يوحي بكل تلع المتاعب الذي خاضها .. شعره لم يكن بذلك الطول ولم يكن قصيراً وبالطبع لا يُنسى شيبه الذي انتشر كالنار في رأسه
ذو ملامحٍ طيبة حنونة لا يبدو عليه العدوان او الكُره لأي أحدٍ كان
كتلك المرة التي أخبرهم فيها عن موجة التسونامي التي ضربت قريتهم فقاموا بالذهاب للطرف الآخر من الجزيرة حيث حموا أنفسهم
والمرة التي استيقظ البركان فيها فنصحهم بحفر خندقٍ ضخم فنجوا من حادثة رهيبة كادت أن تقع !
على كلٍ كانت تلك حوادث قديمة عفى عليها الزمن وقد نسيها البعض وربما البقية يتذكرونها ليشكروا حكيمهم على صنيعه
يوماً ما استقال كبير رجال الأمن هناك أو ما يسمونه بـ رئيس الشرطة وما شابه
لتحل محلّه امرأةٌ في مقتبل العمر .. كسواد الليل كان شعرها وكبياض وجمال القمر كان وجهها
قد تمتلك مظهراً في غاية الحسن ولكن ذلك لم يمنعها من أن تكون رئيسة الشرطة القادمة
" كايا " ، وقد كان ذلك اسمها .. الجميع سعيدٌ لأن امرأة مثلها ستكون من يحميهم !
لطيفة ، حنونة ، ذات قلبٍ طيب بجانب شخصيتها الشجاعة القوية
كانت لكايا علاقة بالحكيم فقد اعجبت به وبكل ما قام به من أجل القرية وسلامتها
حتى أنها أصبحت تذهب له وبشكلٍ دوري لمساعدتها في أمورها ولمعرفة ما قد يخبئه لها المستقبل ..
وفي يومٍ ما بعد تعيين كايا كرئيسة للشرطة ذهبت له كعادتها
ولكن هناك كان ما فاجئها ! وهو عدم وجود الحكيم بعينه ..
بحثت عنه منادية " أيها الحكيم ؟ هل أنت هنا ؟ أيمكنك أن تسمعني ؟ الا يمكنك ان تجيب ؟ "
بقيت كايا تناديه لمدة من الزمن حتى شعرت بعدم فائدة ما تفعله ، ولذلك خرجت بنية العودة متى ما سنح لها الوقت
وبعد ثلاثة أيام عادت كايا ووجدت منزل الحكيم فارغاً كالمرة السابقة ولكن !
كانت هناك قطعةً ورق على الوجه الخلفي لباب منزله وقد كتب عليها :
" اعزائي سكان جزيرة موهايا
قد لا تعلمون باسم الجزيرة حتى ولكنني عشت كثيراً وأعرف الكثير
لكن هذا ليس ما اريد قوله ، جزيرتكم معرضة لخطرٍ وشيك جداً
سيقتلكم أطفالكم ، نعم اطفالكم ذوي العامين فأقل
لا أطلب منكم التصديق بل توخي الحذر والانتباه لهم
راجياً من الله أن يحفظكم ، أودعكم
الحكيم "
وبعد أن أنهت كايا قراءة الرسالة تسللت تلك الأفكار السلبية و التساؤلات
ما الذي حصل فجأة ؟ لم غادر ؟ وأين ؟
و ذلك السؤال الأهم " ما الذي تقصده أيها الحكيم ؟ "
قالت كايا ذلك وهي خائفة لا تعلم ما يجب عليها فعله
.. فجأة !
صفعت كايا خديها لتيقظ نفسها من هذه الترهات التي تدور في دماغها وتذكر نفسها بمنصبها وربما قدرتها على إيجاده
خرجت من منزل الحكيم وذهبت للمركز هناك حيث طلبت اجتماعاً لكبار القرية
بدأ نقاشهم برواية كايا لما حصل منتقلة لمشكلة اختفاء الحكيم ثم تساؤلها لتفسير رسالته الغامضة تلك
- " لا أظن أنه كان جاداً منذ البداية وعندما قلّت أهميته رحل بكرامته ! "
* " لا أعتقد ذلك فأنا أشعر بالخطر الذي تحدّث عنه في رسالته "
- " أنت دائماً ما تقول ذلك ولكن ذلك غير صحيح فأنت كالدابّة لا تمشي إلا خلف مربيها !! "
استمر شجارهما خارجين عن الموضوع الأساسي فصاحت كايا فيهم :
" لا يهمني إن كنتما تؤمنان بصدقه أم لا فما أتيت بكم هنا إلا لنجد الحلول ولتلقوا بآرائكم في وسط المحيط ! "
ساد جوٌ من القلق والتوتر حتّى قطعته كايا قائلة : " لنترك اختفاء الحكيم جانباً الآن ، ما الذي سنفعله بالأطفال ؟ "
- " وهل هم حقاً مصدر تهديد للجزيرة وسكانها ؟ "
* " أنا أصدق بالحكيم ولكن الم يبالغ قليلاً ؟ إنهم أكثر من أن ... ااه كيف لي أن أقولها ؟ انهم أطفال ! "
كايا : " أنا أعلم ذلك جيداً ولكن ما الذي يجب أن نفعله ؟ "
استمر نقاشهم حول خطر الأطفال وخوفهم من أن يكون الحكيم على خطأ !
حتى قطع نقاشهم ذلك الصوت الأجش الذي اختبأ تحت الظلام قائلاً : " يجب أن نقتلهم ، لا حل آخر "
كايا بقلق : " ولكن هذا سيء ! كيف سيكون موقفنا وموقف أسرهم بهذا القرار وتنفيذه أيها الرئيس ؟! "
الرئيس : " وهل اهتم الحكيم للمنازل التي كانت مبنيةً بقرب البركان ؟ لا ، أم السفن التي كانت ترسوا على شاطئ الجزيرة ؟ لا طبعاً !
والخطر المحدق بنا أشبه بذلك .. قتلهم والأمر بعدم الإنجاب لتمر سنتين على الأقل ولتعد الحياة لمجراها بعد انقضاء تلك المدة "
- " أيها الرئيس ألا تعتقد أنك قاسٍ بعض الشيء ؟ الأطفال بشر يمتلكون أرواحاً وليس من السهل التخلص منهم "
الرئيس : " ولِمَ يحذرنا الحكيم منهم إذاً ؟ من يعلم ربما أرواح الغابة قامت بتملكهم ؟ لا شيء سنخسره .. "
وقفت كايا بغضب قائلة : " هذا خطير وعشوائيٌ أيضاً وأنا شخصياً لست موافقة بفكرة كتلك ! "
الرئيس : " لكنني قررت ذلك ويجب عليك التنفيذ دون ان تنطقي بكلمة ، أهذا مفهوم ؟ "
انتهى الاجتماع بقرارٍ من الرئيس يأمر كايا بقتل جميع الأطفال دون سن الثالثة ..
سيتم جمع سكان القرية في اليوم التالي لإلقاء كلمة الرئيس وفي ذلك الوقت
يأمرهم بجمع أطفالهم .. يأسرهم فيقتلهم ، ياله من شر !
وفي تلك الليلة تنكرت كايا وبعضٌ من رجالها الثقة ليخبروا كل بيت بأن ينتبهوا لأطفالهم بأي طريقة حتى لا يقتلهم الرئيس
هناك من صدق وهناك من لم يهتم ، ولم يعلم أحد ما يجب عليهم فعله فمن الممكن ان تفتش البيوت باحثين عن الأطفال وقتلهم أمام أعينهم
فلم يكن هناك حل سوى تركهم لأطفالهم في تلك الغابة الموحشة مع تحذير الأهالي لأبنائهم بأن لا يذهبوا وأن ينتبهوا للرضع
.. رحل الكبار بدموعهم خائبين الآمال يرجون من الله أن يحفظ لهم أبناءهم
وفي اليوم التالي حصل ما كانت تتوقعه كايا من تفتيش الرئيس لكل منزل في الجزيرة!
جمع العديد منهم ولكن عددهم لم يكن كما توقعه الرئيس فعلم مباشرةً أن لـ كايا دخلًا في ذلك
فأمر مباشرة في نزع رتبتها وطردها من مجلس الأمن وسجنها حتّى يثبت أمر خيانتها للملأ أجمَع
ولكن ! في جانب آخر قريبٌ من هنا كان الأهالي منقسمين إلى بكاء وحسرة على أبنائهم وآخرون خائفون على أبنائهم
وما سيحصل لهم !
ماذا إن عادوا فهل سيموتون ؟ وقلوبهم لن تتحمل تركهم في مكان ما كذلك
ولكن مهلاً! في لحظةٍ ما أدرك الجميع أن أبنائهم لا يزالون هناك فأسرعوا جميعاً نحو الغابة
الخوف القلق حزن هم غمٌ وحرقة وشوقٌ لرؤية أطفالهم .. كانت تلك المشاعر تتصارع داخلهم أثناء جريهِم
حملتهم أقدامهم لا إراديًا .. ولكن حين وصلوا شاهدو منظراً نزل على قلوبهم كالصاعقة فلم يكن هناك أيّ أحد
فَزِع الجميع ، إنهار البعض وأكمل البقية البحث ومناداتهم
كانوا كل دقيقة كل خطوة وكل لحظة يقتربون من أعماق الغابة .. مكان لم يصله أحد وربما حتّى أطفالهم
المكان يزداد ظلمةً وسواداً و الحرارة تنخفض تدريجياً وكأن الوقت لم يكن في منتصف نهارٍ صيفي !!
بالإضافة لتلك الأصوات التي يسمعونها بين حينٍ وآخر ولكنهم لم يعيرونها أي اهتمام فالأولوية لأطفالهم
وبشكلٍ ما ومن اللا مكان ظهر شخصٌ ما برداء غريب أسود وقناع يخفي وجهه ،
كان بطوله الذي يبلغ حوالي السبعة أقدام وعرض منكبيه كان متوسطاً
" 7 أقدام = مترين تقريباً "
كان يحمل غموضاً وغرابة كما تنبعث منه هالةً مريبة وبالطبع هيئته هذه لم تكن توحي انه من أهل الجزيرة
الهدوء .. نعم الهدوء كان منتشراً لا أحد يعلم ما يجب فعله
قطع الهدوء بصوتٍ جميل يميل للبحوحة بنبرةٍ هادئة قائلاً : " ابتعدوا عن هنا فالمكان خطر "
قال أحد الرجال بعد أن خطى خطوةً للأمام : " من أنت ومن أين أتيت ! لِمَ تملي أوامرك هكذا فجأة فنحن نبحث عن أطفالنا "
قال الرجل الغريب : " لا تخطوا أكثر من ذلك .. لا أطفال هنا "
قال آخر : " وكيف تعلم ذلك ! "
الرجل الغريب : " لأن بقاؤكم هنا أمر محظور ، ولن يكون هناك وجودٌ لكم إن بقيتم أكثر من هذا .. ارحلوا "
استدار ليعطيهم ظهره ومشى نحو الأمام نحو الظلام الدامس ذلك
قالت امرأة من بينهم : " يا هذا لا ترحل هكذا ! نريد أبنائنا ! فلذات أكبادنا كيف نرحل من دونهم ! "
توقف ثم قال : " يمكنكم الرحيل فلا أحد هًنا كما قًلت منذ لحظات فقط .. كما وأنني أدعى كاغي "
أكمل مشيه مُبتعداً ؛ شيئاً فشيئا كالظلال تختفي في الظلام
لم يرتح احد لذلك الشخص ، لكنهم بشكلٍ ما كانوا مجبرين على العودة خائبين خاليّ الأيدي
لا أحد يعلم ما الذي حصل ، لا أحد يعلم ما الذي يجب عليهم فعله
لكنهم يعلمون أنه ذنب الرئيس الذي قتلهم .. حصلت احتجاجاتٌ كبيرة من أهل الجزيرة يقصدون بها أن تتم إزالة الرئيس
ومطلبهم الذي ينص على تلقيه العقاب ، بالرغم من أن القتل وحده لا يكفي عقاباً لأخذه أطفالهم من بين أيديهم
نعم فهذه هي المشاعر الصادقة نحو أطفالهم الذين لم يقوموا بأي ذنب أو خطأ
أو هذأ ما كانوا يعتقدونه .. استمر نحيبهم لمدة أيامٍ وهدء الوضع بعض الشيء
بالرغم من ان الرئيس لم يحصل على ما كان الجميع يتمناه ولم يحصل الإباء على ما يريدونه
في مكان ما آخر بعيدًا بعيدًا عن أهل الجزيرة، هناك في منتصف الغابة
كان هناك تجمع لبعض الكائنات مشكلةً حلقة حول الأطفال،
التفت أحدهم قائلاً : " كاغي !! لقد عدت ، إذاً ما الذي حصل ؟ هل أبعدتهم ؟ "
خرج من بين الظلال وقال : " نعم ، لن يعودوا مجددًا يمكنك ان تقوم بتحصين الغابة ، سيربينت "
[ روح الظلال ]
* المَظهر : طولُه المُهِيب وملامحه الهَادئة التي تبعث على راحة من يراه ؛
ذو شعرٍ قصير كما ان شعره وعينيه سوداء كسواد الليل في ليلة اختفاء القمر
سيربينت : " احسنت عملًا ، هكذا سنضمن عدم عودتهم "
[ روح الثعبان ]
* المَظهر : طوله كما هُو طول كاغي ؛ نحيف ذو ملامِح حادة وهادئ إلى حدٍ ما ..
كما انه يمتلك تلك الابتسامة التي تجعلُكَ تُعيد التفكير في أمرِه ، شعُه فِضي طويل وعينين خضراء كالزُمرد
قال آخر وكانت طريقته في الكلام تميل للغباء : " ولكن .. ماذا نفعل بهذه الأشياء ؟ إنهم نائمون منذ أحضرناهم متى سوف يستيقظوا ؟ "
سيربينت : " لن يستيقظ أحد منهم يا ميدفد ، في اللحظة التي تم تركهم في الغابة هنا انفصلت ارواحهم عن أجسادهم
لكنها لا تزال عالقة هناك ، إنهم ليسوا احياء وفي الآن نفسه هم ليسوا أموات "
ميدفيد بحزن : " أهذا يعني انهم سيبقون هكذا إلى الأبد ؟ لقد كنت اريد ان ألعب معهم "
[ روح الدُب ]
* المَظهر : قصيرٌ بعضَ الشيء وذو جسدٍ ممتلئ ؛ يمتلِك هيئة ظريفة ومُسالمٌ جداً ؛ ذو شعرٍ بني وعينين كلونِ العسل
قالت إحداهم بلطف : " لكن السيد فينيكس يمكنه ان يساعدهم ، لكننا لا نعلم سبب وجودِهم هنا ،
لقد ألقى البشر بهم هنا هكذا دفعة واحدة دون ان يفكروا بالعواقب .. يا للسخرية ميو ~ "
[ روح القطة ]
* المَظهر : طُول فتاةٍ متوسطة ملامح وجهها لطيفة .. ذات شعرٍ قصيرة أشقر ومُموج ؛ عينيها تختلف كل واحدةٍ عن الأخرى
في اليمينِ زرقاء كزُرقةِ البحر في النهر وفي اليَسار كلونِ اوراقِ الخريف المُتساقطة
ميدفد : " جيتو ولكنهم صغار ، أيضاً لقد كنا مثلهم يوماً ما ؟ لقد دخلنا الغابة وحصل لنا الأمر ذاته وأنقذنا فينيكس- "
قطع آخر حديث ميدفد : " أجل ولكننا كنا أكبر منهم ودخلنا بإرادتنا وكانت لدينة نية للعب ولم نكن نملك احدًا او شيئًا خارج الغابة
فأعطانا السيد فينيكس أرواحنا .. بكلامٍ أصح لقد جعلنا نحتفظ بها فقد كانت الشيء الوحيد الذي نمتلكه ،
اما بالنسبة لهم فكل واحدٍ منهم يمتلك عائلة .. منزل و ربما صديق يحتاجون للعودة لديارهم او الموت هنا "
جيتو بتوبيخ : " كورنيل أيها الاحمق ألم تكن مهمة كاغي إبعادهم ؟ ميو ~ ، كما وانه من الوقاحة قتل أطفال أبرياء !
لم يقم أي منهم بفعل أي شيء سيء لك أو لأي أحد منكم ! "
كورنيل بغضب : " وإن أعطاهم السيد فينيكس الحياة كما فعل معنا فلن يفعلوا شيئاً سوى ملئ الغابة بالفساد ! "
[ روح الغراب ]
* المَظهر : مُتوسط الطول ؛ بإستثناء بشرتِه البيضاء فهو أسودٌ كسوادِ الليل ذو عينين ماكرتين وابتسامة جانبية .. لا احد يعرفُ عنه الكثير
جيتو تحاول كبت غضبها: " ولكنها فاسدة تماماً أيها الغراب العفِن ! ميو ~ "
كورنيل باستفزاز : " أووه هل أصبحت انا العفن هنا ؟ ليس وكأنكِ أنتِ من يخرج من الغابة سراً للجزيرة لأكل بقايا الحيوانات الميتة "
جيتو بتحدٍ : " هممم إن كنتَ تفعل ذلك فأنا لا أفعل ، انا شبحٌ الآن ولا أحتاج لذلك ..
ان كان احدهم يُحب الميتة وأكل كل ما يجده أمامه فهو أنت يا كورنيل ميو ~ "
ومن بين الجميع كان أحدهم يستمع بصمت فقال بصوته الهادئ المسالم : " جيتو .. كورنيل لا داعِ للشجار عليكما التروي في الأمر
وأن لا نخلط الأمور ببعضها ؛ وجميعنا نعلم ان الأرواح تختفي اذا تعدت حدود الغابة "
كاغي : " بايكوس محق ، ليس عليكم الشجار كالأطفال "
[ روح البومة ]
المَظهر : قصيرٌ ونحيف ؛ ذو شعرٍ يصل الى كتفه بلونٍ كستنائي تشق طريقها بعض الخُصلات البيضاء والرمادية
ذو عينين واسعتين عسليةِ اللون ؛ رمزٌ للتعاون والسلام
ومن السماء هبط مخلوق هائل ذو ألوانٍ نارية زاهية ..
صمت الجميع ووجهوا نظرهم نحوه ، ثم قالوا جميعهم :
" السيد فينيكس !! "
[ العنقاء ]
المَظهر : طيرٌ عملاق ؛ ريشُه يبدو كما لو كانت نارٌ تشتعل ؛ زاهِيٌ ومُهيب
ميدفيد بسعادة : " انت هنا اخيراً أيها السيد فينيكس ! لقد كنا ننتظرك ، لقد وضع بعض أهالي الجزيرة أطفالهم هنا
ودخلوا في سبات او شيء ما وأحضرناهم هنا ، وقد جلعنا الأهالي يعودون أدراجهم ، ما الذي سنفعله بهم الآن ؟ "
فينيكس : " أعلم ذلك يا ميدفيد ، أنا ايضًا لا أعلم حقُا مالذي يجب فعله ، لقد حذرني موريتاما من ان أقوم بإعطائهم الحرية كما أعطيتها لكم ،
ولكنهم.. لا أعلم حقًا ما الذنب الذي قاموا به او الشيء الذي سيفعلونه "
جيتو : " وهذا تمامًا ما كُنت أقوله ميو ~ "
كورنيل : " تشه .. ذلك ال موريتاما حذرك منهم ولكن هل يمتلك سبباً أو حتى حلًا لمَ يجب عليك فعله بهم أيها السيد فينيكس ؟ "
فينيكس : " لم يخبرني بشيء .. "
كورنيل باستهزاء : " يبدو انه سخر من أهل قريته وعجت الفوضى هناك وقام بقتل هؤلاء الأطفال وربما مات غيرهم في القرية "
بايكوس : " لا تقل ذلك ! السيد موريتاما يعرف الكثير حتى أكثر من السيد فينيكس ..
نهم أصدقاء يتشاركون الكثير كما وان كل ما يقوله السيد موريتاما صحيح وان كان لابد من إبقائهم على هذا الحال فلا حل غير ذلك ! "
كورنيل : " أجل أجل ، إبقائهم هكذا يعني موتهم لمَ انتَ رقيقٌ هكذا ايتها البومة ؟ أم انكَ لا تريد فتح عينيكَ الواسعتين على الحقيقة ؟ "
جيتو : " أصمتا انتما الإثنين ! لمَ يجب عليهم الموت ! أليست كل عائلة منهم هي المخطئة بجلبهم لهنا ؟
ألا يوجد مكان آخر ؟ كما وانهم هنا بحاجة لحياتهم .. "
أكملت جيتو بحزن : " اقصد انهم .. لا يزالون صغار "
تنهد فينيكس وقال : " معكِ حق جيتو ، اعتقد انني سوف .. "
قاطعه سيربينت قائلاً بجدية : " اعذرني سيدي فينيكس ولكن ، ءأنت واثق من ذلك ؟ ألم يكن موريتاما يحذر من الأطفال ؟
انهم سيقومون بقتل أهالي الجزيرة ؟ لا يجب عليهم العيش حتى لا يختل التوازن "
صرخت جيتو : " كيف لهم أن يقوموا بقتل أحد !! انهم .. أنهم .. أنهم أطفال "
سيربينت : " سيكبرون كما كبرنا نحن، عشرة أعوام ، عشرين عام ، ثلاثون ، خمسون حتى مائة عام وسيقومون بذلك ..
أنتِ ترين ذلك يا آنسة جيتو .. "
اقترب سيربينت من جيتو شيء فشيء حتى أصبح ما يبعدهما عن بعضهما بمقدار شعرة
اكمل قائلاً : " لقد كانت أرواحنا بريئة قبل أن تخرج من أجسدنا وحتى أعطانا السيد فينيكس الحرية دخل السواد لقلب البعض ،
لنأخذ كورنيل على سبيل المثال .."
كورنيل بغضب : " ما الذي تقوله أيها الثعبان الوغد !! "
ارتسمت على وجه سيربينت ابتسامة جانبية ثم قال : " انظروا له لقد غضب "
قال فينيكس بصوتٍ مرتقع : " فليصمت الجميع ! " أخفض صوته تدريجياً : " فالقرار ليس بيد أي واحدٍ منكم "
صمت الجميع ، طأطأ الجميع رؤوسهم ثم قال الجميع باحترام : " نعتذر .. سيد فينيكس "
رفع كاغي رأسه ثم قال بهدوئه المعتاد : " اذاً .. أستقوم بإعطائهم الحرية وفك القيود عنهم ؟ لا أريد ان أبدأ شجارًا آخر ولكن ،
أستكون راضٍ بما سيفعلونه من دمار ؟ "
فينيكس : " ذلك لن يحدث .. والآن فليبتعد الجميع ، ولكن فليكن بالحُسبان ؛
لن يعيش الجميع فليست كل روح تتمسك بقيود الحياة بل تريد الحُرية بعيداً عن هنا "
ابتعد الجميع مسافة تقارب الخمسة عشر قدماً
" 50 قدم = 15 متر تقريباً "
حلق فينيكس فوق الأطفال وبدأ بترديد بعض الكلمات الغريبة وما أن أنهى ذلك حتى ظهر من العدم ضوء ساطع جداً
جعل من الغابة المظلمة تشع ضوءاً
مرت عدة دقائق وكان الستة ينتظرون النتائج بعيداً
قاطعاً ذلك الجو الساكن بينهم ؛ قال كاغي : " لم يستطع الجميع تحمل هذه الطاقة الكبيرة ، لقد نجى أربعةٌ منهم فقط "
جيتو بحزن : " أربعة فقط ؟! لكنهم كانوا حواليّ خمسة عشرَ طفلاً ! يا للحزن "
سيربينت بنبرة تحوي الحِنية : " لقد أخبرنا السيد فينيكس بذلك مسبقاً ؛ لا تحزني فهناك بعض الأطفال مِمَن سيكسبون العيش هنا "
كورنيل بابتسامة جانبية : " لقد تمنيت ان يموت الجميع لكن لا بأس هؤلاء الأربعة سيموت عاجلاً أم أجلاً "
جيتو بغضب : " أصمت !"
تقدمهم كاغي وقال بهدوء : " كفو عن الشجار ودعنا نرى ما حصل "
تقدم الجميع نحو الأطفال الذين تبقوا على قيد الحياة ؛ كانت أشكالهم قد تغيرت منذ رؤيتهم الأولى لهم
نعم هذا صحيح ؛ ذلك لأن أرواحهم لا تبقى مُرتبطة بأجسادهم في هذه الغابة إلا اذا تم ربط روحٍ أخرى معها
بايكوس بسعادة : " يبدو انهم رائعين ! ما أسماؤهم ؟ ما هي هوية كل واحدٍ منهم ؟ "
فينيكس : " لننتظرهم حتى يستعيدون وعيهم "
جيتو بساعدة مماثلة لبايكوس : " اذاً فتاة واحدة و ثلاثةُ صِبية ! الفتاة تبدو جميلة "
ميدفيد بحماس : " يبدون ظُرفاء ؛ كم أود اللعب معهم ! هيا هيا استيقظوا جميعاً "
فينيكس : " بما اننا لا نمتلك أي شيء لنفعله لمَ لا نبقى هنا ننتظرهم ؟ مثلما انتظرتكم مع موريتاما لتفتحوا اعينكم للمرة الأولى "
كورنيل : " لكن يا سيد فينيكس اليس من المفترض انهم موتى الآن ؟ لمَ خالفت أوامره من أجل هؤلاء الحمقى ؟ "
صمت فينيكس وصمت الجميع كما لو ان كورنيل لم ينطق منذ البداية
وبقوا في حالتهم هذه حتى بضع ساعات ثم فتحت احد الصِبية عينيه وكان يتمتم بأشياء لا معنى لا
كان الصبي بشعر ذو لونين أشقر ثلجي بخصلات ذات لونٍ أسود ؛ عينيه الواسعتين تتلون عدستيها باللون الأحمر
كما أن بشرته بيضاء حليبية قصير القامة تمتد من بطن ذراعيه جناحٌ جلدي رمادي اللون
قال بصوتٍ مبحوح : " أي .. أين أنا ؟ ومن أنتم ؟ "
ما ان انهى كلامه حتى بانت على وجهه ملامح الألم ؛ وضع يديه على رأسه ثم قال بألم شديد : " لا أتذكر شيء .. رأ رأسي ! "
اقترب بايكوس منه ووضع كفه على رأس الصبي ومسح عليه وهو يقول بحنان
: " لا بأس لا بأس ؛ اهدئ لا يوجد شيء لتقلق عليه ؛ كل شيء بخير " ثم أنهى حديثه بابتسامةٍ دافئة
فبادله الصبي الابتسامة ؛ ثم أخذ نفساً عميقاً ليهدئ وقال : " أشكركَ يا .. ؟ "
بايكوس : " بايكوس .. يمكنكَ مناداتي بهذا الاسم ؛ اما نحن فجميعنا أرواحٌ نعيش في هذه الغابة "
أمسك بايكوس بمرفق الآخر وساعده على النهوض ؛ ثم قام بتعريف الفتى على الأرواح الأخرى واحدًا تلو الآخر
الصبي باندهاش : " هذا مذهل إذاً جميعكم أرواح لمخلوقات ما .. أعتذر لقد نسيت ان أعرف عن نفسي ؛ أدعى كوموري وانا خفاش "
مد كوموري بيده نحو بايكوس وقال : " سررت بمعرفتكم وانا سعيد لأنكم أنقذتموني من تلك الكوابيس "
بادله بايكوس المصافحة وقال بسرور : " وانا ايضاً "
التفتت جيتو نحو فينيكس وقالت بتعجب : " سيدي مالذي يقصده بكوابيس ؟ ولدي عدة أسئلة نحو هذا الارتباط او أياً كان اسمه "
فينيكس : " توقعت ان تقوموا بسؤالي ذلك .. ريثما يستعيد البقية وعيهم سأخبركم بكل شيء "
أخبرهم فينيكس عن الارتباط حيث يقوم فينيكس بأخذ أرواح الحيوانات او المخلوقات الضائعة
في هذه الغابة وربطها بالأرواح الضائعة داخل الجسد البشري
فيقوم بربط الأرواح المتشابهة او تلك التي تنسجم معاً وليست كل الأرواح البشرية يمكنها ان تندمج مع أي روحٍ أخرى
بل من النادر ان تجد لها روحٌ مشابهة في محيط صغير كهذا !
كما وان الأرواح الضائعة داخل الجسد يبدو لها الأمر كما لو أنها تعيش في كابوس حتى تموت أو يتم دمجها مع روحٍ أخرى كما يفعل فينيكس
كما وأن عمر الجسد والروح لهذا المخلوق تزداد حسباً لعمر المخلوق ..
على سبيل المثال فالأطفال الأربعة كانوا رُضع حديثي الولادة لا تتجاوز أعمارهم الخمسة أشهر
ولكن بسبب الارتباط أصبحت أعمارهم ما بين 10-12 عام
وما إن أنهى فينيكس حديثه حتى استيقظ الأطفال الثلاث البقية فتحدث فينيكس معهم بالإضافة لكوموري
ليهدئهم ويبين لهم الوضع ؛ كما وانه اخبرهم بسبب تواجدهم .. لم يكذب لكنه لم يقل الحقيقة كاملة
لم يخبرهم ان اهاليهم وضعوهم هنا ليحموهم من الموت المحتم الذي أنقذهم فينيكس منه وما كان يجب عليه فعل ذلك
وبعد ذلك ذهب الأربعة ليعرفوا بأنفسهم للبقية
قالت بخجل : " إسمي مونَرك و انا فراشة "
[ روح الفراشة الملكية ]
المَظهر : ذات شعرٍ برتقالي وخُصلات سوداء ؛ بريئة الملامح كالأطفال
قال بهدوء : " إسمي بادوهُايتي وأنا فهدٌ أبيض "
[ روح الفَهد الأبيض ]
المَظهر : ذو شعرٍ أبيض وعينين بنيتين ؛ بارد الوجه ومُطيع
بشكل طبيعي : " أنا ذئب واسمي فولك "
[ روح الذِئب ]
المَظهر : شعرٌ رمادي وملامحهُ التي ما ان تراها حتى تراه شخصٌ حماسي ومُشتعل ؛ ذو عينين زرقاوتين
أخيراً بسعادة : " اما انا خفاش وأدعى كوموري "
مرت عدة أيام وأسابيع حتى اندمج الجميع وأصبحوا أصدقاء
جيتو ومونَرك وميدفيد ؛ بايكوس وكوموري ؛ بادوهُايتي وسيربينت وفولك واحياناً ما يأتي كاغي معهم
بينما كان كورنيل الوحيد الذي لم يندمج مع أي أحد منهم وكانت علاقته سطحية جداً مع الجميع
وفي يومٍ ما عندما كان الجميع يلعبون الغميضة لتمضية الوقت
مونَرك وهي تعطي ظهرها للجميع مواجهةُ للشجرة : " 95 ؛ 96 ؛ 97 ؛ 98 ؛ 99 ؛ 100 ! ها أنا ذا قادمة !! "
بدأت مونَرك بالبحث عنهم تارة تطلب من اجنحتها الطيران و البحث واحياناً تكمل البحث على قدميها
" أين انتم ! لمَ انتم جيدون هكذا في الاختباء ! "
وبعد دقائق من ذلك وجدت أحدهم
مونَرك بسعادة : " لقد وجدتكَ ك و ر ن ي ل ~~ "
نظر لها كورنيل بجفاء وقال : " وجدتني ؟ ماذا تريدين ؟ "
ارتعبت مونَرك منه ثم قالت : " نحن نلعب الغميضة واعتقدت انكَ تلعب معنا .. "
عقد كورنيل ذراعيه وقال باستهزاء : " أنا ؟ ألعب معكم ؟ يا للسخف هذا أخر أمر أود فعله ..
أيضاً أنا لستُ مهتم بتضييع وقتي بمجموعة أطفال لا تعلم سبب كونها لا تزال على قيد الحياة "
غضبت مونَرك وقالت : " ما الذي تتحدث عنه! السيد فينيكس أعادنا للحياة لأن .. لان .. لأننا نحتاج لأرواحنا ونمضي بقية حياتنا "
ابتسم كورنيل ابتسامة جانبية وقال باستهزاء وسخرية أكثر : " أوه أجل أجل هذا ما قاله لكم فينيكس لكن أتعرفين لمَاذا دخلتم الغابة في المقام الأول ؟ "
مونَرك بتردد : " لأننا كنا نلعب ودخلنا للغابة بمحض الخطأ "
كورنيل : " أوه حقاً ؛ لقد كذب عليكم فينيكس أكثر من اللازم .. أتريدي معرفة الحقيقة أيتها الفراشة ؟ "
ترددت مونَرك لكن هناك في أعماقها كانت تريد ان تعرف الحقيقة ؛ الحقيقة التي لم تكن متأكدة منها
مونَرك : " ولكن كيف أعرف أنكَ لا تكذب عليّ ؟ "
كورنيل : " استمعي لي ثم حددي بنفسكِ من هو المحق ومن هو الكاذب "
مونَرك ولا تزال مُترددة في ذلك : " ح حسناً أخبرني "
أخبرها كورنيل بكل شيء ؛ كون حكيم قريتهم أمر الجميع بقتل الأطفال ..
كونهم رُضعاً عندما دخلوا الغابة ولم يكونوا يلعبوا أو يعرفوا بعضهم منذ الأساس
وانه من المفترض أن يكونوا في عداد الأموات منذ أيام لكن فينيكس أشفق عليهم
قالت مونَرك محاولة متجاهلة الحقيقة التي أصبحت واضحة امامها : " كاذب !!! لا يمكنني أن أصدقكَ ! "
كورنيل ببرود : " لا اهتم لقد قلت الحقيقة الآن لكِ وانتِ حرة بتصديقها أم لا ولكن ليكُن في علمكِ أنكِ من النوع السام ؛ أقصد انتِ فراشة سامة ..
أنظري لباطن ذراعيكِ ، هناك يمكنكِ رؤية السم الذي تستطيعين نشره لأي أحد يلمسه لذلك دائماً ما يحرص فينيكس ان تقومي بتغطيتها وألا يلمسها أحد "
قامت مونَرك برفع أكمام قميصها لتجدها ذات لونٍ أرجواني يميل للسواد
مونَرك بخوف : " أه أهذا هو السم ؟ أنه .. انه – "
قاطع كورنيل كلامها : " لا تقلقي لا احد سيتأذى إن لم يلمسه احد ؛ وبالمناسبة جميعكم مؤذيين ..
الفهد يمكنه أن يدمر أي أحدهم ان أراد ذلك وذلك الذئب مشابهٌ له .. كما وأن الخفاش يستطيع أن يقتل بشرياً بشربه لدمه ؛
بالطبع هم لا يعلمون بذلك لأنكم تعيشون هنا بسلام وهدوء شديدين لكن ماذا لو أردتم الانتقام للبشر الذين رموكم هنا دون أي ذن- "
لاحظ كورنيل ان مونَرك لا تستمع له بل بدأت بالهرب قبل أن ينهي حديثه
تمتم لنفسه : " يبدو انها تأثرت كما يجب " ثم ابتسم ابتسامة جانبية لا تدل على أي خير
وهناك عند مونَرك .. كانت تبكي ونسيت أمر اللعبة بقيت لدى فينيكس تحاول ان تقنع نفسها بشكل ميؤوس منها ان كورنيل كان يكذب وفينيكس محق
انها كانت هنا بسبب خطأ وليس بسبب عائلتها الذي رمتها هنا .. ولكن كيف ستصدقهم ؟ من ستصدق ؟ ولماذا !
مرت عدة ساعات
كانت مونَرك لا تزال تجلس مستندةً لأحد الأشجار تتأمل القمر من بين الأوراق العالية بدون أي ملامح على وجهها
فولك بقلق : " مونَرك ما الذي حصل ؟ لقد انتظرناكِ لفترة طويلة .. هل انتِ بخير ؟ "
مونَرك : " لستُ .. كذلكَ "
فولك : " اذاً أخبريني ما الذي حصل ؟ "
مونَرك : " وهل ستصدق ؟ "
فولك : " لمَ لا ؟ "
مونَرك : " اجمع كوموري و بادوهُايتي هُنا يجب عليّ إخباركم بذلك "
اجتمع الأربعة وتعهدوا على أن لا يعلم احد بشأن معرفتهم بذلك .. لم يكن احد سعيد بسماعهم بالحقيقة
فولك : " لمَ لا نخرج من هنا ونذهب وننتقم كما يقول كورنيل ؟ "
بادوهُايتي : " لا تكن متسرعاً ! فنحن لا نعرفهم حتى ونحن لسنا بحاجة لفعل ذلك ولا نعلم ان كان هذا صحيحاً أم لا ! "
مونَرك بحزن : " أريد ان اراهم فقط "
كوموري : " لكن تعرفون ذلك ؟ لا احد يخرج من هنا ! لا احد يمكنه أن يخرج هذا محرم ! "
وقف فولك وقال بثقة : " لن نخسر شيء ؛ سندمر جميع البشر هناك انهم لا يستحقون حياتهم هذه !
كما وانهم جميعاً متشابهين بعض من كان في صفنا مات خارج الغابة ومن دخل الغابة مات لأسباب أخرى فما الفرق ! "
وقف بادوهُايتي وقال بغضب : " انا لا أوافقكَ الرأي فنحن هنا لأنهم كانوا سيحموننا ! أليس الأمر هكذا !! "
مونَرك بحزن : " أنا أوافق فولك .. يجب ان ننتقم "
كوموري : " أنا أيضاً "
بادوهُايتي : " الجميع .. أنتم مخطئون ! أنا لن أرافقكم ! "
فولك : " لا بأس ابقى هنا نحن ثلاثة على كلِ حال .. غداً عند الظهيرة سنخرج "
وكما اتفق الثلاثة .. في تلك الليلة مونَرك تعرفت على كيفية استخدامها للسم من كورنيل الذي بدى سعيداً بتعليمها
اما كوموري فقام بتجريب شيئاً لم يجربه من قبل حيث اُعجب بطعم دم الحيوانات التي تعيش في الغابة
اما فولك فقد كان متحمساً .. فلم يقم بقتل مخلوقٍ حي من قبل سوى تلك التي يأكلها
كانت تلك المشاعر الغريبة تتدفق فيهم ؛ كانوا أطفالاً بالفعل ما إن يتعلمو شيئاً فلن يرضوا حتى يقومون بتجريبه
وبالمناسبة ؛ ساعدهم كورنيل في إقامة خطة للخروج و تدمير كل شيء في الخارج فقد أعطى كل واحدٍ منهم عباءة ليُخفي مظهره المُريب
وفي اليوم التالي
فولك : " أنتم جاهزون ؟ "
مونَرك وكوموري : " أجل "
فولك : " لم أتصور انني سأقوم بفعل ذلك من قبل لكننا سنخرج الآن خارج حدود الغابة لأول مرة منذ دمج أرواحنا "
خرج الثلاثة وسرى في جسدهم أكثر شعورٍ غريب شعروا به من قبل ؛ اشبه بالقشعريرة الندم الخوف وان لا عودة فيمَا فعلوه
فولك : " هيا "
مشى الجميع حتى وصلوا وسط القرية أو بالأصح ؛ الى مِنطقة ما حيث كان الجميع يأخذ ويُعطي " السُوق "
مونَرك : " اذاً هذه هي القرية ؟ أنها كبيرة وواسعة و و .. تسبب الإرباك "
كوموري بسخرية : " اذاً ؟ وماذا سنفعل ؟ كيف سنبدأ أيها القائد "
فولك : " لدي شعور انه لا يجب علينا العودة للغابة بأيدٍ فارغة .. " أكمل بإحباط : " كما وأنني لم أشعر ان القرية بهذا الاتساع لا أعرف كيف نبدأ "
كوموري : " اليس فينيكس بمرتبة القائد الأعلى ؟ بالطبع لديهم شخص مشابه له ؛
لنبدأ به وكما ان فينيكس يعيش عند الشجرة الكبرى فهو يعيش في أكبر مبنى ؟ "
مونَرك : " حسناً هيا ! "
فولك : " لستُ جيداً في وضع الاستراتيجيات لكن لنذهب "
كوموري : " مهلاً ! "
فرد كوموري ذراعيه وطارَ بعيداً ليوسع مدى رؤيته والبحث عن ذلك المبنى المزعوم
صرخت مونَرك قائلة : " هل وجدتَ شيئاً !! "
هبط كوموري وقال :" لا ربما لا يملكون شيئاً كذل- "
قطع حديث كوموري سكيناً وضع عند رقبته ثم قال من كان يمسكه مرتعباً مرتجفاً : " انتم الثلاثة .. من انتم ؟؟؟ "
لاحظ كوموري ارتجافه وتردده الكبيرين فخطرت في باله فكرة ؛ او كانت أكبر للمجازفة
فأمسك بحركة سريعة السكين وقام بعض يد ذلك الشخص وغرز أنيابه هناك ليتصاعد دمه في فم كوموري الذي أعجب بدوره بطعم الدم البشري
حيث شعر كما لو كان أفخم أنواع المشروبات بالمقارنة بما كان يشربه من فواكه متعددة او حتى المخلوقات الأخرى في الغابة
شعر مونَرك و فولك ان نهايتهما قد تكون قريبة اذا بقي كوموري في حالته فقاما بسحبه والهروب لمكانٍ ما هروباً من البشر
وبالنسبة لذلك الرجل فقد كان بإمكان كوموري بشكل ما امتصاص كمية كبيرة من دمه حتى فقد حياته بعد ان كان يهدد كوموري بسلب حياته
كوموري باندهاش : " ما .. ما هذا ! انه أروع شيء دخل فمي منذ عِشت منذ فتحت عينيّ لهذه الحياة ! أريده أريد المزيد !! "
فولك بحماس : " دعنا منه بعد ان نقتل الجميع هنا يمكنكَ شرب ما تشاء ! انظر الجميع هنا يشعر بالرعب منا !
مونَرك جهزي سُمكِ اما كوموري فطِر انتَ تطير أبعد من مونَرك ! ااه ليت بادوهُايتي هنا لكان يستطيع الجري والقضاء عليهم بسهولة "
مونَرك : " انتَ ايضاً يمكنكَ ذلك ! "
فولك : " الآن أتتذكر ما أخبرنا به كورنيل ؟ دعنا نكمل ! "
أجاب الجميع له ثم مسكوا بامرأة عشوائية مرت من أمامهم كشّر فولك عن مخالبه بينما كان يمسك بذراعه الأخرى عنقها
كانت تصرخ مستنجدة بصوتها الذي كان يكاد يخرج ؛
فولك بصوتٍ عالِ : " جميعكم أيها البشر .. استسلموا والا قمت بقتل هذه المرأة ! "
تعالت صرخات النساء والرجال والأطفال
" ما الذي يفعله !! " ؛ " من يكون هذا الشخص ؟ " ؛ " أتركها أيها الوغد !! " ؛ " استدعوا الشرطة !! "
كان بعض الرجال يحاولون إنقاذها لكن كل ما كان يحصل هو موتهم واحداً تلو الآخر على يديّ كوموري
الذي اكتشف بالصدفة قوة ذراعه واظافره الطويلة التي كانت تبدو كسلاح ممتاز
ومونَرك الأخرى التي اكتشفت طريقة لنشر سُمها على شكل دخان على مدىً قصير
فولك : " انتمَا الإثنين رائعين ! "
قال ذلك ثم أعاد نظره لتلك المرأة ثم قال بسخرية : " لقد بدأنا بحركتنا لا أظن اننا نحتاجكِ الآن ايتها الآنسة الجميلة "
ثم قام بغرس مخالبه في رقبتها مؤدياً لموتها في ثوانٍ حتى انه لم يسمح لها بأن تصرخ للمرة الأخيرة في حياتها
وبشكل ما اشتبك الثلاثة في معركة غير عادلة بين مونَرك كوموري فولك والقرويين الضعفاء الذين كانوا يقعون واحداً تلو الاخر
وآثار المعركة تزداد شيئاً فشيئاً ؛ الدماء في كل مكان والبضائع تتحطم وتفسدها الدماء ؛ وفي حلول دقائق سمِعوا صوتاً من بغيد
يقول : " ها هم الوحوش ! "
التفت الثلاثة ليرا مجموعة مِن الرجال يقفون بملامح تعتريها الخوف والغضب يحملون بأيديهم عصاً تشتعل اعلاها النيران
لم تدُم مسرحية الدِماء لمدة طويلة ! ؛ شيئاً فشيئاً أصبحوا كالوحوش ؛ فقد أعمت روح وحوش الغابة على روحهم البشرية
وبشكل مفاجئ تَصلب الثلاثة في أماكنهم دون حراك .. كل ما كانوا يستطيعون تحريكه هي أعيُنِهِم
التي تحولت للبياض بعد ان أصبحوا تماثيلاً حجرية
ليتحولوا لمجرد رمادٍ تجرفه الرياح كما لو لم يكن موجوداً أصلاً
حدَث ذلك بسرعة شديدة ؛ لم يستطع احد استيعاب ذلك
فقد اتى الثلاثة بشكل مفاجئ وسريع وقاموا بما قاموا به ويختفون .. كما لو كانوا اعصاراً أتى بسرعة ليدمر كل شيء ليرحل دون ان يُبالي
وبين تعجب القرويين ، حزنهم و فاجعتهم على ما حصل من دمار .. يمشي بهدوء نحو مكان الثلاثة الذين تحولوا الى رماد
مُرتدياً عباءة بيضاء تغطي غالِبَ ملامح وجهه ؛
قال بصوته الذي يبعث على الشباب وانه في مُقتبل العُمر : " لا تقلقوا ؛ فمن مات هُنا اما كان سارقاً او مُحتالاً أما المرأة فقد كانت احد الجواسيس ..
لا احد يستحق الحياة ، لا الأوغاد الذين قاموا بالقتل ولا الذين قتِلوا .. أعدوا لهم مراسيم دفنٍ وذلك يكفيهم وما فات قد مات ؛
تحققوا من البقية فهُناك من كُتبت له حياةٌ ليكملها "
قال احد الرِجال : " ومن انت يا هذا !! ؟ "
رفع غِطاء العباءة عن رأسه ليظهر فتى حِنطي البشرة ذو شعر ثلجي بعينين زرقاء تلمعُ كالألماس ؛ وتلك الملامح التي تُظهر رجولته وحِكمته
فردّ عليه : " موريتاما .. أحد أقارب الحكيم الراحِل ؛ لقد اتيت لأكمل طريقه هنا لحمايتكم .
أتمنى ان أكون تحت رعايتكم من يصدق فليصدقني ومن لا يرد فهو حرٌ "
أنهى موريتاما الأمور بشكل ما وما حصل ذلك اليوم أصبح قصة تدور بين سُكان الجزيرة لم يكن الكثير يُصدق ما حصل
فمن المعروف ان القصص ما ان يتم تداولها حتى تخالطها الأكاذيب لتصبح قصصاً تخلو من الحقيقة
ولكن .. من موريتاما هذا ؟ وما الذي سيفعله ؟ ؛ لنذهب الى أعماق الغابة
حيث ذهب الفتى الشاب هناك حيث اندهش الجميع من وجود بشريّ استطاع الوصول لهناك دون ان يتأذى !
كاد الجميع ان يقوموا بإيذائه الا ان كاغي قام بإيقافهم
كاغي : " لا تأذوا هذا الرجل ! "
فينيكس بتعجب : " م موريتاما ! الم تمت ؟ "
ابتسم موريتاما ثم قال : " فينيكس ؛ لقد اخبرتكَ من قبل انني مثلك ..
ان مُت يوماً فأنا اعود شاباً مثلك تماماً تموت حرقاً حتى تولد مجدداً من لهيب النيران بينما اولد من تجمع الرماد "
تتضح الأمور للجميع ؛ يعود كل شيء كما كان يعود فينيكس وكاغي الغابة من عدوانها ؛ و يعود موريتاما لشبابه والجزيرة لحمياتها من كوارثها ..
وفي الجزيرة ؛ عادت الضحكة للأطفال وللجميع
" انا موري الغابة ؛ وتاما روحها ؛ أنا روح الغابة وأساسها "
التعديل الأخير: