غرفة كل ما عليها مبعثر، الدببة المحشوة في كل زاوية، و المكان شبه مظلم
بالرغم من ان الساعة الان هي ال 7:00 صباحا ذلك ان ستائر الغرفة كلها مسدلة .
و على السرير، تتمدد فتاة بشكل عشوائي، احدى ذراعيها بارزة من السرير
و الاخرى بجانب رأسها المحاط بخصلات شعرها الكثيفة، و جسدها النحيل
نصف مغطى! سيقانها تبدو جلية في حين أن باقي جسدها يلفه غطاء .
انها كوروساكي مي، فتاة في الخامسة عشر من العمر، ذات شعر برتقالي
و عيون بارزة بلون الاناناس،و جسم مثالي، فتاة مهملة و غالبا ما تحصل
اقل الدرجات، كما انها لا تملك الكثير من الصديقات .
يخترق صمت الغرفة الذي بدا ازليا صوت ساعة المنبه لتستيقظ مي مذعورة
- مـ .. مممـ ماذا حدث ؟ أنا لم آكل كعكتك ! اقسم اني لم آكلها !
تضع يدها على جبينها مع تنهيدة عميقة لتضيف بذات النبرة
آه ! إنه المنبه !!
فجأة تبدي ملامح يتخللها الفزع كما لو رأت شبحا، أجل .. ساعة المنبه التي
من المفترض أن تكون موجودة فوق الطاولة الصغيرة التي بجانب سريرها
من جهة الوسادة .. غير موجودة !
بلا شك، انها ضائعة وسط جبال الاغراض المتراكمة في الغرفة، و اذا لم تقم
بايجادها و ايقافها سريعا فإن صوتها الصاخب سيوقظ من بالبيت ليقوموا بتوبيخها .
تقوم مي من فراشها مرتبكة و هي تتمتم
أين .. أين اي اي أين هي ؟
تقوم بتفليب الاغراض و رميها هنا و هناك عل و عسى ان تجدها، تنتقل بين
زوايا الغرفة كالمجنونة و هي تتعثر بالدببة المحشوة التي تملأ الأرض غير
تاركة أي منفذ للمشي .
فجأة يسمع صوت طرق على الباب ..
انها ام مي امرأة في الاربعينيات من العمر و بالرغم من هذا فهي تبدو شابة
في العشرينات و ذلك بفعل الكمية الكبيرة من مساحيق التجميل التي تضعها،
طويلة القامة و ذات شعر اسود ناعم ينسدل الى حين خصرها،
من خلف الباب تصرخ والدة مي بنبرة غاضبة :
- اوقفي هذا الصوت المزعج حالا، ستوقظين الجيران و اخاكي الذي عاد للبيت
متأخرا و لم يأخذ قسطه من النوم ..
تتمتم مي في مكانها قائلة وهي ترتجف :
- حاضر حـ حاضر سأوقفه الان !
قالت جملتها الاخيرة و الضياع يعتريها، كيف لا و هي تدري جيدا انه من الصعب العثور
على ساعة المنبه في تلك الكومة من الاغراض بل الامر شبه مستحيل .
- هذا غير ممكن لماذا يحدث معي هذا دائما !
تمتمت مي بكلماتها هاته، و الحزن باد على وجهها الذي بدا منتفخا من النوم .
في هاته الاثناء .. في احدى الغرفة المجاورة لمي، غرفة يوشيدا كوروساكي،
الشقيق الاكبر لمي ..
ينام على السرير واضعا وسادة على رأسه قصد تجنب الاصوات الخارجية التي بدا
من ردة فعله انه متعود عليها ..
- حتى النوم محرم في هذا البيت !!
قال جملته هاته تحت الوسادة بنبرة يغلب عليها التعب،
و في هاته الاجواء الصاخبة لا تزال والدة مي تضيف صارخة
و العروق تضبهر على جبينها :
مي !! اوقفي هذا الصوت حالا الا تسمعين ؟
ترد عليها مي و هي تتلعتم في كلامها
انا حقا لا استطيع ايجادها ! فقط فـ فقط بعض االوقت سأجدها .
ينضم الان تورو كوروساكي الاخ الاصغر لمي و هو اخر العنقود في العائلة
و هو يحمل دبه المحشو في يده و يحك عينيه من شدة النعاس .
امي ! ما هذا الصوت ؟ هل هي تلك الغبية مي مجددا ؟
قالها بنبرة يائسة كما لو انه كان ليستغرب لو لم يحدث ذلك .
ترد الام قائلة بنبرة يتخللها التعب،ربما هو التعب من الصراخ او هو التعب
من تصرفاتها عامة .
انا لا ادري ماذا عساي أفعل معها !
بالرغم من ان باب الغرفة كان مقفلا الا ان كلام الام استطاع ان يصل الى
مسامع مي التي أظهرت ملامح حزينة بعد سماعها لما قالته امها .
فجأة، يلفت انتباه مي شيئ ما يلمع خلف حقيبتها المدرسية، بدا شبيها
برأس ساعة المنبه .. تبتسم مي ابتسامة غريبة موجهة نظهرها نحو
الغرض الواقع مبدية ملامح على وججها كما لو انها خارج عن القانون جاء
مرسوم بالافراح عنه .
أخيرا وجدتك !
قالت جملتها هاته بكل حماسة، و اسرعت لتلتقط الغرض من على الارض
لتفاجئ انها ساعة منبهها القديمة الضائعة التي ضلت ترن حتى نفذت بطاريتها .
ماااااااااااااذا ؟ كـ كيف هذا ؟ انها ساعة القطة خاصتي القديمة !
في مقابل ان تبدي مي بعض الاسف و الاحباط، الا انها انغمست في
سعادتها بتلك الجملة التي قالتها و الفرحة تعلو محياها .
نيكو نيكو ! ساعتي الجميلة
و بملامح طفولية بدأت تضم ساعتها القديمة وسط صراخ امها و ضوضاء المنبه .
يستيقظ يوشيدا، و يتوجه قبالة غرفة مي ليفتحها، ينضر اليها نظرة شفقة و هو
يرى سعادتها مع ساعتها القديمة ، و دون ان يكلف نفسه عناء البحث، توجه
الى مصدر الصوت بخطوات واثقة يتخللها الاعتدال، ينحني بعدها ليلتقط الساعة
و يوقف صوتها و بتنهيدة عميقة يقول مخاطبا مي التي تنظر اليه بدورها نظرة
ذهول كما لو انها شاهدت معجزة :
هيا يا فتاة ! قومي لتجهزي نفسك، انه اول يوم لك في الثانوية !
قال جملته هاته، متخللة حروفه نبرة من التشجيع .
يضيف بنفس اللهجة مع قليل من الحماسة :
حظا موفقا لك !
تمتلأ عينا مي بالدموع التي تأثرت بكلام شقيقها، فهي نادرا ما تحضى
بالتشجيع بدل الكلام الجارح و الانتقاد .
×××
[ الشخصيات التي ظهرت في الفصل ]
- كوروساكي مي - البطلةُ - طالبة في اولىَ سنواتها الثانويةَ .
- كوروساكي تورو - الاخ الاصغر لميِ طالب في المرحلة الابتدائيةِ .
- كوروساكيِ يوشيدا - الاخ الاكبر لميِ - طالب جامعيِ .
- والدةُ مي .
الىَ هنا نكون وصلنا لنهاية البارت ، لا تنسوا تشاركوني بآرائكم /
اعتذر على الاخطاء التركيبيةَ ، هذا البارت من تاريخ 2015
وما قدرت اعدل عليه لان التعديل رح ياخذ وقت كبير قم0 .
اذا عندكم اي انتقادات لا تنوسا تفيدونيِ بها
.
& مع السلامة ،