~ [ـخـ] (1 زائر)


7727

i lost myself in me
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
329
مستوى التفاعل
396
النقاط
387
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
640
الجنس
ذكر
LV
0
 
[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491283767141.gif"]












































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491283767313.gif"]

toon1491365320241.gif


انا لم افكر في تأليف هذه التي لا اجد وصفاً مناسباً لها!
لكن عندما طُلب مني اثبات استحقاقي للمنافسة
قمت بكتابتها وتأليفها في اربعة ايام قد وضعتها حداً لنفسي لا استطيع تعديه ..
وهذا ربما يفسر سبب احتياجها لبعض النواقص التي ستستخدم نفسها لسد احتياج شيء اخر! ..
وبالطبع انا اعي بأن هذا الموضوع لن يتلف العقول من اثر الاعجاب
كما اعلم بأن بلدتي يصب فيها شلال لأحدي فروع نهر الاخطاء ,
ولذلك فلنضع في اعتبارنا بأن اربعة ايام لا تكفي لكتابة مقدمة سيتم البدء بها في احدي الروايات العالمية .
فما بالكم بهذه المؤلفة المتواضعة .. علي كل فلنبدأ بالقراءة !

- اهداء الي النسيم الذي دب في ارواحنا . الي تلك الاصوات في الهواء! -

..

جميع حقوق الكتابة والـتأليف محفوظة لي ولأنمي تون
و المشاركة تتم فقط عن طريق وضع رابط الموضوع وذكر المصدر


[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491283767252.gif"]









[/TBL]
 
التعديل الأخير:

7727

i lost myself in me
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
329
مستوى التفاعل
396
النقاط
387
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
640
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: ~ [ـخـ]

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936341.gif"]





































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936453.gif"]
toon149136536841.gif

تدهور اقتصاد احدي الشركات الكبرى لصناعة الادوات الكهربائية واستمرت في طريقها اليسير الي الافلاس
بعد ان تم اثبات فضيحة المدير القبيحة التي تتعلق بالشرف والتي جعلت العمال يرحلون واحداً تلو الأخر
ومن تحمل حقيقة بأنه يعمل لدي رجل شوه مبادئ الاخلاق وقوانين الدين ,
انتهي بهم المطاف في الشارع بعد ان تم اغلاق هذه الشركة للأبد وسُريح عمالها ..
ومن ضمن هؤلاء الاشخاص الذين تحملوا عبء الفضيحة من اجل اعالة عائلة صغيرة من ثلاث افراد
رجل في اواخر الخمسينات كان اميناً وصبوراً تجاه ما يصيبه , والذي تحمل الكثير من الضغوط من اجل عائلته
اب احب ابنه الوحيد وحافظ علي امانته في تربيته وبني له مستقبلاً بحجارة الاخلاق
واحب زوجته ورعي خالقة في معاملتها واحسانه لها .. لكن بعد ان تم تسريحة كحال الكثير من العمال
لم يجد مفر سوي التغاضي عن رأي قمر وشمس حياته -ابنه وزوجته - واجبراهم علي الانتقال
لأحدي القري الريفية التي مازال بها رائحة العصور البدائية التي تحوم بها ومازالت التكنولوجية علي ابوابها
فهو يظن بأن مهنته قد انتهت بانتهاء تلك الشركة التي افني بها حياته منذ شبابه
ورأي بأن تلك القرية افضل لهم و اوفر من تكاليف منزلهم التي لن يستطيعوا تسديدها بعد الان
لم تجادل الزوجة كثيراً فهي اصيلة وكل ما تهتم له هو راحة زوجها وابنها ..
لكن الانتقال كان كارثياً بالنسبة للفتي .. فهو مقبل علي حياة مختلفة تماماً عن حياته التي اعتاد عليها
اشخاص غرباء و بدائيين في نظرة , قرية لا تعرف شيء اسمه انترنت او العاب الفيديو
ومتعتها الوحيدة هي اضجاره الي الموت .. وما زاد الامر سوءاً
انه لا يستطيع التواصل من اصدقائه القدامى مما جعله وحيداً يائساً غاضباً من قرار ابيه

•••

بعد رحلة طويلة قد تركوا فيها الحصور الحديثة
اخيراً داست اقدامهم ارض اجدادهم وتخطوا حدودها لأول مرة منذ سنين طويلة
وفور اندماجهم في طريق القرية الوحيد اخذت الرياح تهز اشجرها الكثيفة التي كانت تغطي ذلك الطريق
كأنها ترحب بهم فرحه بعودتهم و كان الامر جميلاً اثناء فحيح الاشجار وتساقط اوراقها
لكن بالنسبة للفتي كان امراً مملاً ,فهو لم يري اي جمالاً في تساقط بضع اوراق الشجر عليهم
مما اوضح بان الانترنت قد قتل بداخله ابهاره بالطبيعة واعتياده علي العوالم الافتراضية التي حبس نفسه بداخلها

بعد عشرون دقيقة تقريباً وصلوا الي منزلهم والذي كانت تقف امامه جدة الفتي
التي يعلو وجهها ابتسامة شابت مع الزمن واصبحت تشبه ضحكات الاطفال الخاوية من الاسنان
لكن ما اثار اعجاب الزوجة هو المنزل وقد انبهرت بحق حيث رأت منزلاً خشبياً مكون من طابقين
لونه كان اسوداً لكنه كان جميلاً و نوافذه كانت تتخذ شكلاً كلاسيكياً بالمربعات المتساوية
وامامة نافورة مياه ,وان كانت صدأة وغير قابلة للعمل, لكنها اعطته هيبته وذادته جاذبية
مما اعطي انطباع للزوجة بأن الامور ستكون علي ما يرام هنا ,
لكن المشكلة كانت مع صديقنا الفتي الذي لم يحوز اعجابه علي شيء مما قد رأي

•••

مر الوقت سريعاً علي الوالدين والجدة بعد ان دخلوا المنزل
وبدأوا في توضيب مكانهم الجديد القديم وتقسيم الغرف من سيأخذ تلك ومن سيأخذ ذاك ,
لكن الوقت كان علي هيئة سلحفاة مرت من امام الفتي
الذي ظل جالساً علي السلمة الخشبية الاولي من المنزل بعد ان رفضت رغبته الدخول واستكشاف المنزل
علي الاقل كما فعلت والدته بحماسة عكست ردة فعلها عندما علمت بأنها ستترك منزلها القديم لتنتقل الي هنا ..
رفض مساعدتهم في شيء وترك عليهم توضيب وتجهيز وتنظيف المنزل من الاتربة التي لم تكن واضحة لنظر الجدة
وبعض شبكات العناكب التي تشكلت عبر السنين , ليصبح المنزل مأهولاً لأسرة صغيرة جعلت الحياة تدب فيه مجدداً .


toon1491365368442.gif


اربعة ايام , اربعة ايام قد مرت علي الفتي وكأنها اربعة عقود , اربعة قرون ..
كانت ايام الفتي عبارة عن تحديق في سقف المنزل وشكوي في نفسة عن حالة وعن وحدته
التي ساعد فيها ابتعاده عن اصدقائه وانشغال والده بعمله الجديد ,وانشغال والدته بأثبات اصالتها برعاية ام زوجها
وبدون قصد منها اهملت اعتقادها بأن ابنها لم يتكيف مع الحياة الجديدة بعد وبأنه يحتاج للمساعدة
السيء بأن الفتي قد حاول بالفعل عندما قرر التعرف علي اصدقاء جدد لكن بدلاً من ان يتقرب منهم
لم يجد من يتكيف معه عندما بدأ التحدث عن العاب الفيديو وعن امور الانترنت
وبدي لهم بأنه كائن فضائي علي هيئة بشري اتي لزيارتهم ,فمنهم من انبهر بذكائه ومنهم من سخر منه
لكن في النهاية لم يستطيع احد التواصل مع الكائن الفضائي الذي لم يستفد شيء سوي انه سيحاول مجدداً
لكن بعد ان يزيح عن نفسه الاحباط الذي اصابه

••••

عاد لمنزلة وعلي وجهة معالم الضجر والاحباط في الوقت نفسه وجلس علي السلمة الاولي المعتادة
وسرح في ذكرياته القديمة عن اصدقائه وعن غرفته وعن التسلية التي اعتاد عليها والتي اصبحت مجرد اسطورة الان ,
واثناء ابحاره في مشاهدهُ, دعته امه للغداء ..
لكنه لم يجيب ,فهو لم يكن هنا بل في مواعدة مع ذكرياته , دعته مرة اخري لكنه لم يستمع فجعلها تأتي اليه
- عزيزي ما بك لقد دعوتك اكثر للغداء
- الغداء ؟ .. صحيح انه وقت الغداء , انا قادم
نظرة واحدة له كفيلة بجعل اي ام تفهم الفوضى العارمة بداخل ابنها
- يبدوا عليك الحزن ,اخبرني ما بك
- لا شيء انا قادم كما طلبتي
- يا عزيزي انا اشعر بك ,واعلم بأنك لست علي ما يرام
- تشعرين بي ! .. صحيح ,لقد شعرتم بي في الايام الماضية لدرجة بأن لم يهتم احد منكم بما امر به
- عزيزي كنا مشغولون بأمور المنزل والانتقال
- نعم انه الانتقال , حياتي انقلبت بسبب ذلك الانتقال ,
انكم لم تأخذوا برأيي او حتي تجعلوني جزءاً من نقاشكم عن انتقالنا هنا
- لا تقول ذلك , نحن نهتم بك و والدك فعل الافضل لنا
- وما الافضل في ذلك , ربما يكون افضل لكم لكنه عذاباً لي
- لا تقل ذلك نحن نبذل ما بوسعنا من اجلك
- من اجلي ! من اجلي ! , لا ليس من اجلي فكل ما تفعلونه هو من اجل انفسكم ,
هل فكرتم كم انا محبط بعد ان فشلت في التعرف علي احد هنا ,
هل فكرتم في عذابي عندما ودعت كل شيء اعتدت عليه
- صدقني نحن مثلك نشعر بالحنين لأشياء قد تركناها خلفنا ,
فوالدك يشتاق لأصدقائه وانا اشتاق لجيراني وكل منا حزين علي شيء قد فقده
- لا يهم , انا لن أكل الان
نهض الفتي وترك خلفة والدته واتجه صوب الغابة , لكن امه كانت تعرف بأنه يحتاج وقتاً مع نفسه
فطلبت منه بأن يعود قبل حلول الظلام فلم يعطيها رداً او اشارة بالرغم من سماعه لكلامها
واستمر في مشيته الي وجهته المجهولة ,فهو لا يعرف الي اين يتجه لكنه استمر في التقدم الي الامام عبر الغابة

•••

بعد اربعين دقيقة من التجول في الغابة لم يدر بنفسة الا بعد ان بدأت الاشجار في الشحيح
وبدأ ضوء الشمس بالسقوط علي جسده مما جعله يدرك بأنه ابتعد بما فيه الكفاية عن منزله
فقرر العودة لأنه قد بدأ يشعر بالجوع ولكن قبل ان يلتف بجسده للعودة من حيث اتي ,
لفت انتباه تل قصير و وحيد علي بُعد عشارات الامتار من الاشجار التي اتي منها .
وما لفت انتباه اكثر هي تلك الشجرة الكبيرة التي كانت متمركزة اعلي التل , وبالتحديد في منتصف القمة ,
وكانت هذه المرة الاولي التي يشعر فيها الفتي بالأعجاب والاثارة منذ قدومه للقرية ..
حيث كانت هذه الشجرة مختلفة عن باقي الاشجار الاخرى, فلم يكن لون ارواقها هو الاخضر المعتاد ,
بل كان الزهري الذي كان يتساقط بين حين واخر صانعاً هذا المشهد الذي اثر عاطفة واعجاب هذا الفتي ,
لأنها كانت شجرة الكرز الوحيدة في القرية و ربما المدينة بأكملها ,
فقرر الاقتراب منها بعد ان اعجب بهذا المنظر البديع



[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149128493642.gif"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

7727

i lost myself in me
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
329
مستوى التفاعل
396
النقاط
387
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
640
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: ~ [ـخـ]

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936341.gif"]





































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936453.gif"]
toon1491365368493.gif

بعد محاولات الفتي للتغلب علي انحدار التل ونعومته التي ارهقته
اخيراً استطاع الصعود لقمة التل والتقرب من الشجرة وهو مسحوراً بالمشهد الذي قد شاهده من الاسفل
لكن قبل ان تكتمل فرحته اختل وزنة عندما تجاهل ارهاقه لعضلات قدمة واستقام بجسده
بعد ان كان منحني يحاول تجميع شتات انفاسه مما سبب صدمة لعضلات قدمة والتي لم تتحملها
فجعلت وزنة يختل ويتأرجح وكأن الارض كانت موحلة بالطين ,
فسقط من القمة قبل ان يملئ رغبته بالتمتع بالمنظر البديع .. و لكن اثناء سقوطه
وقبل ان يودع الحافة امسكت به يد مجهولة وسحبته لأعلي
وكأنها قوي جبارة استطاعت انتشاله من الضياع وتنقذ حياته القصيرة من الهلاك

•••

لم تسمح له رهبته بالوقوف بعد ان عاد للقمة مرة اخري
بل بالركوع علي ركبتيه وهو منحني لأسفل يحاول جاهداً الخروج من نوبة الهلع التي قد اصابته
والتي تلاشت فيها مؤقتاً صورته عن الشجرة الجميلة . بل تلاش المشهد بأكمله ..
و بعد عدة دقائق من الرعشة والخوف سمع سؤال تردد علي اذنيه ..
- هل انت بخير ؟
- نعم انا ..
صمت الفتي بعد ان استرجع مشهد تلك اليد التي انقذته ,
فأصيب بالارتباك وربما الخوف لأنه لم يري اشخاص من حولة
فمن اين اتي هذا السؤال ؟
نعم كما توقعتم من خلف الشجرة , لكن الفتي لم يعرف المصدر بعد
فأجاب علي السؤال وهو يريد اكتشاف مصدر الصوت ,لكنه لم ينجح حيث لم يستقبل اي كلمات اخري في البداية
- انا بخير
- مرحباً!..
- اين انت
- يا هذا ,
- اذا عد لمنزلك
الان وبعد ان عرف مصدر الصوت توجه نحوه لمليء فضوله بمعرفة من انقذه ولماذا هو هنا .. ولشكرة ايضاً ,
فتوجه خلف الشجرة ليجد هذا العجوز يجلس خلفها باستقامة وهو يلقي بظهرة عليها وكأنها صديقته .
رفيقته التي يثق فيها ثقة عمياء , و نصفه السفلي ممد وكأنه يرتاح من شيء ما قد ارهقه ,
ولم يكن هذا بسبب عملية انقاذ الفتي! ,فقاطع هذا العجوز نظرات الفتي المتفحصة له دون ان يلتفت له
- الم اقل لك عد لمنزلك
- اردت فقط شكرك
- عفواً , الان عد لمنزك ولا تعود لهنا مرة اخري
- لماذا , هل هذا المكان ملكك
- لماذا تسأل
- لأني احب المكان هنا
- انت لا تعرفة حتي تحبه والان ارحل
- هل لي بالعودة غداً ؟
- الم تسمع ما اقوله لك
- نعم سمعت , لكني اريد العودة الي هنا مجدداً
- لا تستطيع
- لماذا , هل تملكه ؟
- لا .. لا املكه لكنك لا تستطيع التواجد هنا اثناء تواجدي
- حسناً متي ترحل حتي أتي عندما لا تكون موجوداً
- انا لا ارحل من هنا
- انت رجل عجوز , والكذب لا يليق بك
- احترم اخلاقك يا فتي .. ثم انا لستُ عجوزاً انا في ريعان شبابي
- كذبة اخري ..!
- ماذا قولت لك
- حسناً اسف
- .....
- اممم , هل يمكنني العودة مرة اخري ؟
- لا
- لمـــــاذا .. ارجوك اجعلني أتي الي هنا وأعدك بأني لن ازعجك
- ......
- اذاً هل يمكنني العودة مجدداً ؟
لم يجيب العجوز علي سؤاله مما كانت تلك بمثابة موافقة علي طلبة ,
و بعد ان اخذ الموافقة الصامتةعاد الفتي لمنزلة دون ان ينطق بأي شيء لوالديه
واحتفظ بما حدث سراً لم يطالبه احد بالاحتفاظ به , وانتهي اليوم كالمعتاد لكن الفرق بأن هذا الفتي وللمرة الاولي
كان متلهف لفعل شيء , وهو العودة مرة اخري

toon1491365368514.gif

استيقظ الفتي في الصباح التالي وهو متحمس للعودة لمشاهدة المنظر الذي سقط في حبه ,أكل فطورة بسرعة
وبدل ملابسة وخرج مسرعاً نحو الغابة ,وهنا قد شعرت والدته بأن هناك شيء في مزاجه تغير للأفضل ,
فعبر الفتي الغابة و تسلق التل وارهق عضلات قدمة مجدداً ,
وعند القمة اخذ يرتب انفاسه لكنه تعلم من درسه القاسي ولم يندفع في حماسته كما فعل سابقاً ,
وكانت مكافئته هي رؤية كاملة للشجرة , ورؤية افضل من الاعلى الي تلك الاشجار والحقول والمساحات الخضراء .
- اذا لقد عدت
- نعم فأنت وافقت علي طلبي .. مــــــــاذا .. ما الذي تفعله هنا , لا تخبرني بأنك هنا من البارحة
- اخبرتك باني لا ارحل من هنا
- صحيح تلك الكذبة مجدداً
- ماذا قلت
- لم اقل شيء .. لم اقل شيء .. اذا منذ متي وانت تأتي الي هنا ؟
- لقد وعدت البارحة بأنك لن تسبب اي ازعاج لي , فأصمت
- لم اجد ضرر من الكلام
- فقط اصمت
- حسناً
مر الوقت وهو يجلس علي بعد عدة امتار من العجوز نصف الوقت كان يتأمل الحقول والمزارع و النباتات
ويتأمل تلك الشجرة التي فتحت ابواب حبه للطبيعة التي قتلها فيه الانترنت
والنصف الاخر كان ينظر للعجوز بفضول لمعرفة من هو ولماذا هو هنا ,لأن كان هناك شيء مختلف فيه ,
شيء ليس موجوداً في جدته او اي من كبار السن الذين قابلهم .. شيء مريح
يجعلك تريد الافصاح عن اسرارك وعن مشاكلك ,
وهذا ما حدث للفتي حيث شعر برغبة كبيرة بالافصاح عن ما في قلبة..ولم يمر الكثير حيث بدأ بالتحدث بالفعل
- هل تعرف يا جدي لماذا اصررت علي العودة الي هنا .
لأني شعرت باختلاف في هذا المكان شعرت بشيء لأول مرة اشعر به ,
تبدوا وكأنها مزروعة من بذرة السعادة و الراحة . بالرغم من انني لم احب الطبيعة ولم اهتم لها
لكن لأول مرة منذ قدومي الي القرية او ربما في حياتي بأكملها احب شيء طبيعي مثل تلك الشجرة
اعرف بأنك لا تريدني بجانبك وانا ربما افهم السبب ,فهي تستحق حقاً التفرد بها
وانا اسف بحق علي تخريب خلوتك بها ,لكني احتاج لها ..حقاً احتاج لها فأنا لم اشعر بتلك الراحة منذ طفولتي
لمعت عينان الفتي بقطرات دموعة التي تساقطت علي خديه , واستمر في البكاء دون ان يعرف السبب ..
لكنه كان بكاء صامت , بكاء نابع من داخله , بكاء كان يحتاج له ..
فقد كان يحتاج الي الحديث عن قلبه وعن ما يدور بداخلة لأي شخص . او حتي شجرة!
- هل انتهيت يا فتي ؟
- (وهو يمسح دموعة) نعم .. اعتقد ذلك
- حسناً عد لمنزلك قبل ان يحل الظلام
- لكني اريد المكوث فترة اطول
- امامك الكثير من الايام لتأتي فيها الي هنا
- اذاً انت موافق علي قدومي لهنا كل يوم ؟
- نعم والان عد قبل ان اغير رأيي .
- حسناً اراك غداً ايها العجوز
- انا لست بعجوز
- هههههه حسناً حسناً ايها الشاب , الي اللقاء
استعد للعودة ولكن قبل ان يهم بالنزول سمع بعض الشهقات من خلف الشجرة فعاد ادراجه واختلس النظر علي العجوز ,
فرأه ينظر للسماء و الدموع التي في عينيه كونت انعكاساً للنجوم في قطراته
وكأنها دموع كرستاليه سقطت بعد ان لم تتحمل وزن المشاعر
- حتي انت لديك ما تقوله لهذه الشجرة ايها العجوز!
قالها وهو يرحل تاركاً العجوز في خلوته مع دموعة ومشاعرة ,
وعاد لمنزلة وجلس مع عائلته لتناول العشاء ,وقبل ان يدرك ذلك لاحظ تغير افضل في تصرفاته
فكانت تلك الشجرة بمثابة سحر قد عالج فجوة ضجرة و وحدته ,
فأنتهي من طعامه وخلد للنوم علي أمل ان يعود لصديقته الجديدة

[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149128493642.gif"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

7727

i lost myself in me
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
329
مستوى التفاعل
396
النقاط
387
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
640
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: ~ [ـخـ]

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936341.gif"]





































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936453.gif"]
toon1491365368555.gif

في الصباح التالي استيقظ متأخراً عن العاده ,نظر لساعته ليكتشف بأنه قد تأخر عن ميعاده مع الشجرة ..
لكن عندما حاول النهوض من سريرة شعر بألم جماً في قدميه التي ارهقها بصعوده الي التل ,
حاول النهوض مرة تلو مرة لكن المه كان اقوي منه مما قد جعله يرقد في سريرة لباقي اليوم
مع شعورة بالغضب ممزوج بالحزن لعدم قدرته علي الذهاب الي مكانه المفضل الجديد
- عزيزي هل انت بخير , لماذا لم تأتي للأسفل
- نعم انا بخير فقط قدمي تؤلمني قليلاً
- لماذا , انا لم اراك تلعب في الجوار ,ماذا كنت تفعل اثناء غيابك
- لم اكن افعل شيء فقط اتجول في الجوار
- حسناً لا تريد اخباري . اي كان ما تفعله فاستمر في فعله لأنه جعلك افضل
- (باحمرار معالم الاحراج) ماذا تقصدين بجعلي افضل
- انت تعلم ما اتحدث عنه , خذ راحة لليوم وغداً اذهب لمكانك المجهول لكن احترس يا عزيزي
- حاضر يا أمي
خرجت الام تاركه الفتي لخصوصيته و راحت تعد الغداء ,
اما هو فقد استمر تفكيره في الشجرة وعن سبب بكاء الرجل العجوز وقد وصل بخيالة للكثير من الاجابات
لكن الاجابة الوحيدة التي لم يتخيلها هي عن علاقة الرجل بالشجرة!

•••

اخيراً قد شفي من الم قدمية وحان الوقت لعودته للتل بعد ان اعد كل شيء سيأخذه معه ,
حصل علي الموافقة من والدته وخرج من المنزل وتوجه الي الاشجار التي اختفي بينها مسرعاً الي التل ,
عبر من خلال الكثير من الاشجار منها من كانت نضرة بلونه الاخضر ومنها من شاخت فبدأت بأسقاط اوراقها الصفراء ,
كانت الاجواء رائعة واصوات الطيور ممتعة ,فقد كان كل شيء يستحق الم الاقدام
بعد فترة وصل الفتي الي التل الذي تسلقه بكل حماس ليعود لمكانة بجانب الشجرة والعجوز
- مازلت موجود في القرية اذا
قالها العجوز وهو في وضع جلوسه المعتاد دون ان ينظر للفتي
- نعم لقد عدت ,لم استطيع القدوم البارحة لأني شعرت بألم في قدمي
اعتقد لأني غير معتاد علي اجهاضها بهذا الشكل .كيف تتسلق الي هنا يا جدي
- انا لم اسألك عن شيء لتثرثر بكل هذا ,ولا تقلق مع الاستمرار ستعتاد قدمك علي التسلق ولن تؤلمك مجدداً
- نعم اعتقد ذلك .. اممم هل لي بسؤال ؟
- لا تزعجني
- فقط مجرد سؤال ؟
- حسناً حسناً يكفي ثرثرة وتفضل اخبرني بسؤالك لننتهي هنا
- هل بكيت من قبل ؟
- ما هذا السؤال ؟ تقول لشخص بمعر جدك بأنه يبكي
- انا لم اقول بأنك تبكي لقد كان مجرد سؤال يا جدي
- انا لست بجدك
- لكنك قلتها بنفسك " تقول لشخص بعمر جدك " يا جدي
- رأسي بدأت تؤلمني بسببك يا فتي
- فقط اجب عن سؤالي
هنا تغيرت الاجواء واصبحت اكثر هدوءاً مع نظرة العجوز التي تحولت شيء اكثر عمقاً
- ماذا تعتقد بأني افعل هنا
- هل تقول بأنك تأتي هنا للبكاء
- بالطبع لا يا فتي , بل لأن هذه الشجرة تحمل الكثير من الذكريات الخالدة في روحي وقلبي
- هل يمكنني معـرفـ ..
لم يكمل الفتي طلبه , حيث بدأ العجوز في الحديث بالفعل
- عندما كنت فتي صغيراً اكتشفنا هذه الشجرة عندما كنا نلهو بالجوار ,
لقد كنا اربعة افراد ,فتاة وثلاث فتيان صغار كانوا يلهون في الانحاء ويقومون بالكثير من المشاغبات ..
كنا نفتعل الكثير من المشاكل ونهرب , كنا بمثابة الرباعي المزعج بالنسبة للسكان ,
كنا معروفين بحق في جميع انحاء القرية بسبب مشاكلنا التي جعلت الاعتذار جزء من حياة اهالينا ,
لكن لم يعاقبنا احد لأننا كنا صغار لا ندرك شيء سوي اللعب ,
ولأن اهالي القرية كانوا يحبوننا بالرغم من ازعجانا لم نتلقى الأذى من احدهم
بل العكس عندما كان يحدث مكروه لأحدنا ينقلب اهالي القرية علي ذاك الغريب الذي اذانا
اتعرف لماذا, لأن القرية كانت متحدة ,علي الاقل علي ذلك الوقت!,
واثناء لعبنا الغميضة اكتشفت هذا التل بالصدفة عندما كنت ابحث عن مكان اختبئ فيه ,فذُهلت بجمال هذه الشجرة
ولذلك قررت الاقتراب منها ولمسها , فتركت اصدقائي الذين ظلوا يبحثون عني بعد ان اكتشفوا اماكن بعضهم
لكنهم لم يكتشفوا مكاني ابداً..وفي كل مرة نعلب الغميضة أتي الي هنا واختبئ واعود حين اعرف بأن اللعبة قد انتهت
وانا فزت مجدداً لكن لم يستمر الامر كثيراً بعد ان الح اصدقائي علي معرفة مكاني السري فاضطررت لأخذهم الي التل ,
فكانت ردة فعلهم مثل ردة فعلي في المرة الاولي ,حيث بدأ كلاً بتوجيه الحديث الي
- مذهل , هذا المكان مذهل, هذا ما قالته الفتاة
- انت اناني اتعلم ذلك .. لماذا اخفيت عنا هذا المكان
قالوها الاخرين . بالطبع لم يقصدوا قولها بعداوة بل بعتاب اصدقاء صغار ..
واصبح هذا المكان هو مقرنا السري للقيام بأي نشاطات , اللعب , المذاكرة , الاختباء الخ ..
حتي مرت السنين وكبرنا واصبح لكل منا شكلاً اكثر رشداً , اكتسبت الفتاة الانوثة بمفاتنها
واكتسب احد اصدقائي العضلات , والاخر اكتسب الذقن والشوارب, اما انا فاكتسبت الشعر الطويل ..
في ذلك الوقت كنا قد وصلنا لأخر سنة في الثانوية الوحيدة في القرية , وكنا علي مقربة من عطلة الصيف
لذلك كنا نأتي الي هنا للمذاكرة . ويعود كل منا لمنزلة .. لم يعد اللعب من اولوياتنا ,ولم تعد الغميضة تسليتنا .
بل اصبحت المذاكرة هي وسليتنا لدخول الجامعة ومطاردة احلامنا ..
فصاحب العضلات كان يريد ان يكون رجل اعمال في المستقبل , وصاحب الذقن كان يريد ان يصبح نجماً تلفزيونياً
والفتاة كانت تريد ان تصبح مدرسة جامعية وتنشأ اول جامعة في القرية , اما انا فكانت احلامي بسيطة ,
فقد كنت اريد العثور علي وظيفة هنا و الزواج من صديقتي الفتاة التي اخفيت حبها في قلبي
,وكان ذلك الحب اكبر سر اخفيته عنها وعنهم, فلم يلاحظ احد مشاعري تجاهها واستمرت الايام بالمرور
ونحن نجتمع هنا في المعاد المعتاد ونجلس معاً نتحاور في احلامنا , ونمزح علي شتي انواع الاشياء ..
تارة تجد كل منا يركز في كتابه الذي يذاكره ,
و تارة اخري تجدنا جالسين بابتسامة مخفية منتظرين اتمام المقلب الذي اعددناه لصاحب العضلات ..
واحياناً تجدنا جالسين صامتين نتأمل المناظر الطبيعية من حولنا والهواء ينعش ارواحنا,
بالطبع لم يلاحظ احد اختلاساتي السريعة بالنظر للفتاة التي كنت ابتسم لمجرد وجودها معنا ..
كانت الحياة رائعة و لقد اعتقدنا من صغرنا بأننا سنكون معاً للأبد او هذا ما كنت اعتقده انا قبل ان يتغير كل شيء


toon1491365368586.gif

في احدي الايام الهادئة التي كنا مجتمعين بها , جلسنا نتحدث عن احلامنا التي ذكرتها سابقاً ,
صاحب الشوارب بدأ في الحديث واخذ يعبر عن امكانياته ..
- عندما انهي الثانوية سأقوم بالتسجيل في معهد التمثيل واصبح اشهر ممثل في العالم ,
بالطبع لن انساكم و سآتي لكم بالزيارات والهدايا يا معجبينِ الكرام
- بالطبع .. و ستكون عامل توصيل هذه الهدايا الي هنا (ضحك وضحكنا معه انا والفتاة)
- اخرس ولا تسخر من احلامي يا عضلة علي الاقل احلامي متناسقة مع شكلي
اما انت اليس من الافضل ان تكون مدرب رياضة بدل من ان تكون رجل اعمال
- لا فحملي ان اكون صاحب شركة ضخمة لصنع اثاث المنازل ,عندها سأمنع عنك الاثاث واجعلك تنام علي الارض
- هههههه لا سأقوم بشرائها منك بعد ان تفشل في ادارتها وسنري من يبيت علي الارض..وانتِ ماذا تريدين ان تصبحي
- انا امممم , انا اريد ان اكون مدرسة جامعية بعد ان انشأ اول جامعة في قريتنا
- حسناً سأكون انا الممول لبناء هذه الجامعة وسأمولك بالخشب
- وماذا ستفعل هي بالخشب يا غبي
- يا نجمنا المعتم بما اني صاحب شركة اثاث سأمولها بالصفوف الخشبية التي سيجلس عليها الطلاب
- اما انا سأكون الواجهة الاعلانية للجامعة , يكفيكم شرف زيارة نجم مثلي
- حسناً حسناً يانجمنا المعتم .. وانت يا صاحب الشعر ماذا تريد ان تكون ,لقد كنت صامتاً من فترة
- انا ..
- نعم انت ومن منا يشبه الفتيات غيرك هههههه
- انا اريد ان اجد وظيفة واعيش واتزوج هنا
- فقط! . يا لها من احلام بسيطة .. حسناً تعال الي وانا اعطيك وظيفة في شريكتي
- لا . لا اريد ان اكون عبارة عن مقعد خشبي مثلك
- مثلي !
- نعم , فهل تعتقد بأنك ستكون شيء غير هذا هههههههه

استمر الحديث الذي تعالت فيه اصوات ضحكاتنا نحن الاربعة
تحدث كلاً منا عن احلامه وكأنها سهلة المنال وربما قد حدثت بالفعل اثناء حديثنا!

•••

في اليوم التالي اجتمعنا في نفس الميعاد المعتاد ..
و لكن صاحب العضلات قد تأخر بعكس كل مرة , فبدأت الفتاة تسأل
- هل يعرف احد لماذا تأخر عضلة , هذا غريب فهذه المرة الاولي التي يتأخر فيها احدنا
- لا . لا اعرف لماذا تأخر
فوجه نفس السؤال لي بنظرته فأشرت لهم برأسي بأني اجهل السبب مثلهم
- حسناً ربما مازال نائماً او مشغول بشيء ما , سيأتي لا تقلقوا
جلس كل منا في مكانة وبدأنا في المذاكرة
وما ان مرت 11دقيقة حتي وجدنا بأن صاحب العضلات قادماً من بعيد وهو يركض في اتجاهنا ,
كان واضح علي معالمه الخوف قد تصل الي الذعر , فانتفضنا من امكاننا وركضنا بدورنا نحوه
وما ان اقتربنا منه حتي بدأ الحديث بجمل غير مفهومة بسبب سرعة انفاسه التي ستشق صدرة
- لقــ .. لق.. لقد .. قتلـ .. وهم
- رويداً .. نحن لا نفهمك .. ماذا تقول
- لقد .. قتلوهم امام نظري
- من , قتلوا من ؟
- قتلوا من , اخبرني .. او توقف عن المزاح
- (امتلأت عيناه بالدموع) عائلتي!
- ماذا تقصد
- لقد دمروا قريتنا!
- من
- لقد بدأوا في قتل الجميع!
هنا ركضت الفتاة تجاه القرية ونحن خلفها
ربما ركضنا خلفها لإيقافها لكننا كنا نركض دون ارادة مثلها .. وعندما وصلنا كان قد تدمرت القرية,
اصاب الرعب اربعتنا ووقفنا مصدومين وسط النيران التي تأكل في اسقف معظم المنازل ..
لم نستطيع استيعاب الجثث المنتشرة في انحاء القرية فوقف اربعتنا وكأن الشلل قد اصابنا
ونحن نسمع صراخ ما تبقي من زوجات الضحايا , نسمع انينهم علي اطفالهم , نسمع بكاء الاطفال ..
وكأننا كنا نسمع انين ارواح سكان القرية التي تفارقها , فأدمعت عيون اربعتنا ونحن نسير ببطيء بين من تبقي من بشر
منهم من كان يزحف بعد ان فقد احدي قدمية ومنهم من كان يتشبث بنا لمساعدته ..
لكننا لم نستطيع مساعدة احد فقد كنا نحن من نحتاج المساعدة ,
دون ان نلاحظ تركنا صاحب العضلات خلفنا وسط القرية وافترقنا عندما تبعنا خوفنا من المجهول وتوجهنا لمنازلنا
وبالرغم من الرغبة المتوحشة بداخلنا لمعرفة ما قد حل لمنازلنا وعائلتنا لكن كانت حركتنا كانت بطيئة نوعاً ما
خوفاً من الوصول ومواجهة حقيقة بأن عائلاتنا قد قتلوا جميعاً ..
صاحب العضلات لم يتجه لأي مكان فقد شاهد منزلة يدمر وعائلته تقتل امامه بالفعل ,
اما صاحب الشوارب فقد عاد لمنزلة او ما تبقي منه , وكان شكه في محله , حيث لم يجد احداً من عائلته حياً
وبحركات لا اراديه قام بها عقلة نتيجة لصدمته ..
جلس وسط حطام منزلة وهو يملك نظرة الحسرة والألم .. ولم ينطق بكلمة بعدها
اما الفتاة فقد عادت لمنزلها بخطواتها المترددة لتجد بأن نور حياتها وشمس صباحها ,أمها, ملقاة امام منزلها المدمر
فركضت اتجاها وضمتها اليها بعد ان ركعت علي ركبتيها والدموع تفيض من عيناها ..
لتكون شاهدة علي انفاس امها الاخيرة وهي تقول لها بصوتها الصامت
- انتِ بخير .. حمدلله
- امي .. ماذا فعلوا بك
- ساعتي (تبلع ريقها) ساعتي قد حلت يا ابنتي
- لا تقولي ذلك يا امي , مازال امامك الكثير من الوقت ..
ولم تدرك الفتاة في هذه اللحظة بأن امها قد فارقت الحياة
- لا تتركيني وحدي يا امي ,
- اعدك بأن سأساعدك في تنظيف المنزل ..
- سأقوم بأعداد الطعام كل يوم ..
- لن اجعلك تقومي بشيء
- ولن اغضبك بعد الان
- فلا ترحلي .. ارجوكِ لا ترحلي
- من سيضفر لي شعري
- من سيوقظني لمدرستي كل يوم
- لمن سأعيش
- اخبريني من سيكون معي من بعدك
- كيف لن استطيع سماع صوتك
- كيف لن اراكي بعد الان
- ارجوك .. هيا انهضي معي
- هيا نرحل من هنا ..
- هيا معي
- امي! .... امي
- امــــــــــــي
صراخ الفتاة كان يكفي لجعل الجثث تستيقظ من جديد
حيث استمرت في البكاء والصراخ وهي تأخذ امها في حضنها التي فارقت القرية , بل فارقت الكوكب بأكمله

اما عندما عدت انا لم اجد من يستقبلني كالمعتاد. فقد رحلوا جميعاً بالفعل ..
منزلي كان يحترق وعائلتي كانت بالداخل . لم اشعر بساقي فركعت وانا مصدوم من المشهد الذي امامي ,
- اين انت يا نجمنا, هل اصبحت ممثل بالفعل , لماذا لم تخبرني بانك ستصور فلمك هنا ..
ارجوك اخبرني بأن هذا مشهد سينمائيا تصوره في قريتنا .. ارجوك اخبرني بأن هذا غير حقيقي

هذا كان كلامي بعد ان توقف علقي عن المنطق نتيجة لصدمتي ..
واثناء فيضان عيني بأنهار من الدموع اخذت احدق في النار التي انعكس لونها علي وجهي
وهي تأكل في منزلي وجثث عائلتي الذين لم استطيع توديعهم , فاستمرت دموعي ومعها النيران

[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149128493642.gif"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

7727

i lost myself in me
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
329
مستوى التفاعل
396
النقاط
387
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
640
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: ~ [ـخـ]

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936341.gif"]





































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936453.gif"]
toon1491365368637.gif

- هذا بشع .. اذا ماذا حدث بعد ذلك
- الشمس قد غابت يا فتي
- لا يهمني اكمل قصتك
- عد لمنزلك وغداً سأكملها لك
- لا اريد العودة اريد معرفة ماذا حدث
- أعدك بأني سأكمل بالغد .. هيا عد لمنزلك
- (بتعابير محبطة) حسناً , لكني سأعود غداً
- الي اللقاء يا فتي
عاد الفتي لمنزلة تاركاً العجوز وعلي وجهه نفس النظرة التي تركه بها المرة السابقة ,
كانت نظرة عميقة للسماء , نظرة تخاطب شيء لا يراه الفتي الذيعاد لمنزله وان بدا عليه الاحباط
لكنه كان متحمس للعودة في اليوم التالي فسرح اثناء تناول طعامه مما لفت الانظار اليه وذاد تساؤل والديه .
- عزيزي هل انت بخير
- نعـ نعم يا امي ماذا هناك
- لم تأكل طعامك وكنت سارحاً لمعظم الوقت
- اسف فأنا افكر في شيء ما
- هل يمكننا معرفته يا بني
- لا تشغل بالك يا ابي , انه شيء غير مهم
- اذا كان غير مهم فلماذا يشغلك ؟ هيا اخبرنا هل هي فتاة
- (رد بأحراج) لا لا , انا فقط قابلت هذا الشخص علي التل
هنا التفتت الجدة لكلام الفتي وكأنها سمعت شيء مهم فجاءة , وسألته
- اي تل واي شخص ؟
- تل يبعد عن هنا بضع الكيلومترات كان يجلس علي قمته هذا الشخص العجوز
- لكن لا يوجد احد يعيش هناك
- لا يعيش هناك , لكنه يجلس دائماً في نفس المكان
- لا تذهب الي هناك مجدداً
- لماذا وما الخطأ في ذهابي لهناك
- فقط اطع اوامري ولا تذهب مجدداً
- لم تخبريني لماذا ؟!!
- (صمت لدقيقة) حسناً ربما اكون قد بالغت , افعل ما شئت لكن احترس
نهضت الجدة من علي المائدة وتركت الفتي تحت تأثير الغرابة ,
لكن مفعلوه لم يستمر كثيراً حيث استمرت المناقشة بينه وبين والديه
- لماذا قالت هذا
- لا اعرف يا عزيزي ربما خائفة عليك من الغرباء
- لا تقلقوا هو شخص لطيف ويبدوا عليه بأنه ليس سيئا
- حسناً طالما انت مستمتع معه لا ضرر من مقابلته
ربما اذهب معك وادعوه للغداء لدينا بما ان غداً يوم عطلتي
- صحيح يا ابي , ستدعوه الي هنا
- بالطبع فهو السبب في تغيرك للأفضل ,اعتقد
- حسناً غداً سآخذك معي لدعوته ,عن اذنكم سأذهب لغرفتي
- هل شبعت
- نعم , والان تصبحون علي خير
- تصبح علي خير يا عزيزي
صعد الفتي لغرفته وحاول النوم , لكن القصة التي حكاها له العجوز لم تفارق ذهنه
وظل طوال الليل يتخيل الاحداث , شعر بالحزن لما حدث وشعر بالغضب من مجهول لا يعرفه
وشعر بالشفقة علي الاصدقاء الاربعة .. واستمرت مخيلاته برسم القصة
واستمرت مشاعرة بالتصاعد الي ان غلبة النعاس وغط في نوماً عميق

•••

ابي اين انت يا ابي , انا هنا يا بني انقذني .. اين انت لا اجدك في اي مكان .. بني انقذني .
امي! اين انتي .. انا احترق هنا انقذني .. ابي امي اين انتم, انقذنا .. اين انتــــــــــــــــــــــــــــــــم تـم تـم تم

انتفض الفتي من نومة بعد رؤيته لذلك الكابوس الذي حلم به نتيجة للأحداث التي تخيلها قبل نومة
والتي جعلت عقلة يستجيب لها وتحاكي اجواء لم يستطع الاستمرار فيها بالرغم من انها مجرد كابوس
فماذا يفعل من عاش هذه الاحداث في الواقع

نزل الفتي للأسفل وقد تأخر في الاستيقاظ عن الفطور بالفعل ,
ولأنه ينزعج بشدة اذا ايقظه احد من اجل الفطور فلم يشاء ايقاظه احد وتركوه يستيقظ بمفرده .
فوجد امة والجدة منشغلين بأمور المنزل..و والدة في الحديقة يكسر بعض الحطب
لاستخدامه في تصليح بعض الاضرار القديمة في المنزل فعاد للداخل واتجه للحمام ليغتسل
وعاد مجدداً للحديقة ليحادث والده
- هل ستأتي معي لدعوة الرجل العجوز للغداء
- نعم بمجرد ان تقترب والدتك من الانتهاء من اعداد الغداء سنذهب لدعوته
- حسناً .. شكراً يا أبي
- لا مشكلة طالما انت صديق هذا الرجل وهو السبب في تغير مزاجك
- نعم .. اتعلم لقد قص علي قصته وسيكملها لي عندما اذهب لهناك
- حقاً .. وما هي ؟
- عندما كان صغيراً ...
لم يكمل الفتي كلامة حيث قاطعة صوت رنين الهاتف القديم فذهب والده للرد ..
وما ان انتهت المكالمة حتي هم الوالد بالتوجه للغرفة لتبديل ملابسة .. وقبل وان يخرج من المنزل سألته زوجته
- ماذا هناك يا عزيزي الي ان انت ذاهب
- طرأ امر ما في العمل وطلبوني هناك
فقاطعهم الفتي وسألة
- وماذا عن دعوة العجوز
- اسف يا عزيزي , ربما العطلة القادمة
وغادر مسرعاً تاركاً الفتي في احباطه , فسأل امه اذا كان يستطيع الذهاب للتل
فوافقت بشرط أن لا يذكر للعجوز شيء عن الدعوة , فوافق بدوره وغادر ايضاً واختفي داخل الاشجار

•••

صعد للتل فوجد العجوز كالعادة , فالقي بالتحية عليه وجلس بجانبه لكن هذه المرة كان اقرب له من المرة السابقة ,
لم يرفض العجوز بل قبل الامر .. و بعد مدة قليلة بدأ الفتي بالحديث
- هل ستكمل القصة لي كما وعدتني
- نعم سأكملها لك .. لكن بشرط
- وما هو ؟!
- بأن لا تدعوني لمنزلك ابداً !!
- حسناً ........... ماذا , كيف عرفت ذلك
- عرفت ماذا
- هذا , لقد كنا سندعـ (هنا تذكر طلب والدته منه فصمت )
لكن العجوز اكمل حديثهم و وجه سؤاله للفتي
- اذا .. هل تريد معرفة باقي القصة
- نعم بالطبع
- حسناً

•••

استمر اربعتنا كل منا علي وضعه لساعات
انا راكع و رأسي منحنية للأسفل امام منزلي الذي أكلته النيران الي ان شبعت وهدأت من روعها
الفتاة تحضن امها بعد ان نفذت منها دموعا التي جفت علي خديها
صاحب العضلات جالس في بداية القرية مع حسرته وانينه الداخلي ,
صاحب الشوارب لم ينهض من وسط حطام منزله وظل صامتاً في الاجواء الهادئة وسط حسرته

وبعد ساعات اخيراً عاد العقل لتأدية مهامه والعودة للعمل مجدداً ,
فبدأت انا بإخماد النار المتبقية باستخدام غطاء سرير قد وجدته ملقي بجانب احدي المنازل المحطمة والتي لم تحترق ,
وبعد محولات يائسة مني اخيراً لم يتبقى من النيران سوي الدخان الذي يعلن استسلام النار

اما الفتاة فقد اسندت رأس امها برفق علي الارض لتدخل منزلها وتأتي بالمجرفة
لتحفر قبر امها بنفسها في الباحة الخلفية لمنزلهم المدمر,وبعد ان انتهت قامت بحمل امها بقوي الحزن
وقامت بدفنها والجلوس بجانبها وهي صامتة , حزينة متألمة

بالنسبة لصاحب الشوارب سمع بعض طلبات النجدة من تحت انقاض منزلة
فبدأ بإزاحة الحطام بيديه وهو متلهف لإنقاذ اي فرد من عائلته .. وبعد مدة من اتباع الصوت
اخيراً قد عثر علي اخاه الصغير ,الناجي الوحيد , فأنتشله وحضنه بكل مشاعر الوجع والحنين
وهنا قد بدأ في البكاء بعد ان عثر علي فرد من عائلته الراحلة

صاحب العضلات لم يقم بفعل اي شيء سوي انه استمر في الجلوس عند بداية القرية ولم يحرك ساكناً
لأنه لم يشاء رؤية عائلته من جديد وكأنه لا يهتم لهم لكن العكس فبعد ان شاهدهم يقتلون امامة
لم يريد رؤيتهم مجدداً حتي لا يشعر بالألم اكثر

وبعد ان اشتركنا جمعياً في الصمت والتألم والحسرة حل الليل ببرودته
لكنها كانت دافئة مقارنة بالثلوج التي كانت في اروحنا .. فتوجهت للمكان الوحيد الذي كان بمثابة منزلي الاخر
توجهت للمكان الذي اعتدت علي قضاء وقتي به مع اشخاص كانوا يتسمون بالعفوية
ولكن الأن اصحبت هناك فجوات في قلوبهم قتلت فيهم شخصياتهم وتحولوا لشيء اخر اكثر ظلمه ,
قررت العودة للشجرة .. ولم اعرف السبب حيث بدأت في التحرك لا ارادياً بين الاشجار مع خطوات بطيئة
ربما استمرت لدقائق ,لساعات..لا اعرف لكني وصلت للشجرة .حيث كان القمر يسطع بنوره عليها
وكأنها البقعة الوحيدة في الارض التي يهتم لها القمر..وعندما صعدت الي التل
وجدت هناك ثلاث اشخاص وطفلاً اعرفهم جيداً يجلسون في صمت وحزن وكأنها جنازة ,
فقد كان كل منهم يأخذ بقعة بعيدة عدة امتار عن الاخر , ودون ان انطق حرفاً أخذت انا بدوري بقعة وجلست بها
وبعدها لم يقم اي منا بالتحرك وكأنك اوقفت الصورة علي هذا المشهد واستمرت الساعات بالمرور
الي ان اقتربنا من الفجر حتي نطق احدنا كلمة انتبهنا لها دون حرك
- الانتقام
طرفت بعيني لأعرف من تحدث للتو ,و كان صاحب العضلات هو من يتحدث اثناء نظرة للسماء
- الانتقام .. يجب ان ننتقم
وقبل ان احرك شفتاي بالرد , سبقتني الفتاة التي ردت دون ان تحرك ساكناً
- مِن من
- مِن من تسبب في ذلك
- وهل تعرف من تسبب بذلك
- لقد رأيتهم , اثناء .. اثناء قتلهم لعائلتي
هنا قد ذاد اهتمامنا بالحديث ,فقاطعتهم انا
- ومن هم ؟
- لا اعرف لقد كانوا يرتدون ملابس رسمية تبدوا وكأنها ملابس حرب ما
- حرب !! اي حرب
- لقد سمعت ذلك من احدي الطلاب في الثانوية
بأن هناك بلد تريد افتعال حرب ضد بلادنا وذلك عن طريق حرق وقتل سكان المدن الصغيرة والقري
لكني لم اهتم لأني لم اعتقد بأن الامر حقيقي وبأنهم سيأتون لهنا .. في تلك اللحظة تحركت الفتاة نحوه
- ولماذا لم تخبرنا
- ماذا
- لماذا لم تخبرنا
- لم اعرف بانهم قادمون
- لماذا لم تخبرنا فبسببك قد ماتت امي .. بسببك مات الكثير من سكان القرية بسببك قد ماتت ,قد ماتت
بدأت الفتاة في البكاء اثناء ضربها له علي صدرة ,لكنه كان متفهم وتركها حتي تنتهي .. لأقاطع انا
- وكيف ستنتقم بالضبط
- سأقوم بالتطوع في الجيش!
- لكن هذا لن يقتل من قتلوا عائلاتنا
- اعرف , لكني اقسم بقتل اكبر عدد من هؤلاء الاوغاد . اقسم علي اراقة دمائهم , ولن ارحمهم
- اذا الجيش .. حسناً سأنضم معك
- متأكد قد لا نعود
- نعم لا يهمني فأنا ليس لدي شيء اخسره و تعطشي للانتقام مثلك وربما اكثر منك
- حسناً .. هل انت ات يا صاحب الشوارب
- لا ! .. فأنا لدي اخ اريد تربيته وتعويضه عن ما فقدناه .. اريده ان يكبر وأنا بجانبه فهو كل عائلتي الان
وبعد ان انتهي من جملته نهض من جلسته وحمل اخاه الطفل في احضانه
ونظر نظرة اخيرة للشجرة . ونظرة اخيرة لنا وقام بتوديعنا - وداعاً يا اصدقائي
و هم بالهبوط من علي التل واستمر في الابتعاد بعيداً جداً الي ان اختفي ظله بين الاشجار
وكانت هذه هي المرة الاخيرة التي نراه فيها

و بعد ان انتهي مشهد رحيلة الذي كان ثقيلاً علي صدرونا ,بدأت الفتاة بالحديث
- انا اشعر مثلكم برغبة جمة للانتقام ولهذا سأتطوع مثلكم في الجيش
- لكنك فتاة وهم لا يقبلون الفتيات
- لا , سأتطوع في قسم الممرضات
واتعلم الاسعافات لأكون دعمكم عند اصابتكم حتي تعدون وتقتلون المزيد من هؤلاء الاوغاد
- سنموت هناك
- وهل تراني اهتم بعد ان فقدت اغلي شيء لدي
- حسناً .
اخذ صاحب العضلات يدي ووضعها فوق يد الفتاة وقام بوضع يداه في الاعلى وقال التالي
- لنتعهد في هذه اللحظة ببزل جهودنا للانتقام لعائلتنا وقريتنا
- انا اتعهد بذلك
- وانا اقسم اني سأنتقم
وتحت ضوء القمر أخذنا نحن الثلاثة وعداً وعهداً علي انفسنا بالانتقام مِن من تسبب في قتل عائلتنا وتدمير قريتنا


[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149128493642.gif"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

7727

i lost myself in me
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
329
مستوى التفاعل
396
النقاط
387
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
640
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: ~ [ـخـ]

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936341.gif"]





































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936453.gif"]
toon149136536879.gif

- الم يكن هناك قوانين
- في ذلك الوقت لم يكن هناك اي قوانين يا فتي
- كيف .. علي الاقل هذا القائد ليس له الحق في قتل من يشاء
- انت لم تفهم .. كانت البلاد تستعد لشن الحرب ولم تحتاج الي جبناء او مستهترين
بل كانت تريد رد الصاع الصاعين لتلك البلد التي نجحت في استفزازنا ..
والقوانين كانت منحصرة في اطاعة اوامر القادة دون نقاش
- تعني بان القادة في ذلك الوقت كانوا بمثابة ملوك
- اقتربت يا فتي لقد كانوا امراء يطيعون الاوامر العليا من الرتبة الاعلى
- اذا كيف تحملتم هذه المشقة
- الشمس قد غابت يا فتي
- لكن انا ..... حسناً سأعود بالغد
- وانا لن اتحرك من هنا!
- الي اللقاء يا جدي
نهض الفتي للعودة لمنزله ,لكن قبل ان يبتعد قال له العجوز
- لا تنس وعدك لي
- حسناً لا دعوات للمنزل
ورحل بين الاشجار وعاد لمنزلة , وقبل ان يخطوا العتبة استقبلته جدته
- اين كنت؟
- لقد كنت بالجوار
- لم تذهب للتل مجدداً صحيح
- لا! .. لا لم اذهب
- جيد .. لا يجب عليك الذهاب الي هناك
- هل لي ان اعرف لماذا لا تريدين مني الذهاب لهناك
- اعتقد بأن اخبارك سيزيد من حرصك
- اخباري ماذا؟
- منذ اكثر من 150 سنة انتشرت اشاعة بأن هناك ارواح تحوم حول هذا التل الذي ذكرته
يعتقد البعض بأن تحت تلك الشجرة تم دفن ضحايا المحاربين الذي حاربوا من اجل هذه القرية ..
اما البعض فهم يعتقدون بأنها اسطورة يعود اصلها للعصور الوسطي حيث كانوا يقدسون اشجار الكرز
فقاموا بإلقاء لعنة تصيب كل من يقترب منها لحمايتها
- اذا تخبريني بأن التل مسكون بالأشباح؟!
- فقد لا تقترب الي هناك
- تعلمي ماذا .. لقد اتيت من هناك للتو وجلست بجانب الشجرة بل قد لمستها ولم تصيبني اي لعنة كما ترين
- فقد استمع لي ولا تذهب لهناك
- هل عدت يا عزيزي , لماذا صوتك مرتفع
- امي جدتي تخبرني بأن المكان الذي اذهب اليه تسكنه الاشباح
- اشباح؟ لا وجود للأشباح يا عزيزي
- اخبري جدتي بذلك
- انها تريد ان تخيفك حتي لا تبتعد كثيراً . صحيح
- نعـ , نعم لقد خدعتك بالكامل هههه
- لا تمزحي معي مجدداً بهذه الطريقة
دخل الفتي للمنزل وهو مغتاظ وذهب للاغتسال , حتي حدثته جدته من خارج الباب
- فقط لا تنسي ما قولته لك .. , ورحلت
و بعد ان انتهي جلس علي المائدة لتناول العشاء لكنه لم يأكل وظل طوال المدة يفكر في ما اخبرته جدته
- عزيزي لماذا لا تأكل , لم يعجبك الطعام؟
- الطعام جيد لكن افكر في ..
وقبل ان يقول بأنه يفكر في كلام جدته نظر لها حيث كان واضح عليها بأنها تطلب منه عدم اخبارهم بشيء
- افكر في العاب الفيديو
- العاب الفيديو!
- نعم العاب الفيديو لقد اشتقت للعلب مع اصدقائي
- لا تقلق يا عزيزي ستكون هنا العديد من الصداقات كما فعلت في الماضي
- نعم انا اعرف , عن اذنكم
- اين تذهب الن تكمل طعامك
- لقد شبعت
وصعد الفتي واستلقي علي سريرة وبدأ في لعب احدي العاب السيارات التي لا تحتاج الي انترنت ,
لكنه تنبيه لم يكن في اللعبة لأنه قد سرح كثيراً في قصة العجوز و كلام جدته حول التل ..
لكنه وكالعادة نام علي مخيلاته واسالته التي لا يجيبه عليها احد

••••

استيقظ الفتي بعد احلام كثيرة لم يتذكر منها شيء
ونهض من فراشة ليفعل المعتاد , يغتسل . يأكل فطورة ,ويذهب للتل .
لكن هذه المرة واثناء مغادرتة كانت جدته تقف عند باب منزلهم وكأنها قلقة من شيء ما
وبالرغم من انه لاحظها لكنه لم يهتم واختفي بين الاشجار ليعود للرجل العجوز .
- لقد عدت باكراً هذا اليوم
- بالطبع فأنا اريد معرفة القصة بالكامل قبل ان تغيب الشمس
- قبل ان تبدأ هل لي بسؤال ؟
- تفضل
- هل تؤمن بالأشباح؟!
- اشباح! ... لا اعرف , هل تؤمن انت
- لا .. لا اعتقد بأني اؤمن بوجودهم .. لكنهم موجودين صحيح
- ولماذا تسأل
- لأني قد سمعت هممم
- سمعت ماذا
- بأن هناك ارواح هنا لتحمي هذه الشجرة .. هل تعتقد ذلك؟
- لو كان هناك ارواح لحماية الشجرة اليس من الممكن ان اكون منهم
- ماذا!!!
- امزح امزح لماذا قلقت هكذا
- تبدوا لي ممن ماتوا من قرون يا جدي
- ههههه هل تريد ان تكمل القصة ام غيرت رأيك
- ولماذا اغير رأيي
- ربما تكون خائف مني
- لا انا لا اخاف منك , حتي لو كنت شبحاً فأنت لا تبدوا مخيفاً بالنسبة لي
- اذا اعتقد بأن علي بزل المزيد من المجهود
- لا تمزح .. و اكمل
- حسناً
بعد الكثير من التدريبات المكثفة والشاقة والكثير من توتر الاعصاب والخوف ,مات منا الكثير ..
فهناك من لم يتحمل عقلة وجن جنونه مثل صاحبنا , واخرين استيقظنا صباحاً لنجدهم امواتاً في فراشهم ,
وهناك اخرين انتحروا .. لكن انا وعضلة كنا نبزل اقصي جهودنا للبقاء علي قيد الحياة ..
واخيراً بعد شهرين حانت اللحظة التي كنا ننتظرها , لحظة ذهابنا في اول مهمة لنا ..
والتي كان هدفها تحرير بعض الجنود الذين أثروا في احدي القري التي استلوا عليها اعدائنا " قرية الجذع! "


و قبل ان نستلم اسلحتنا ونركب الشاحنات اتي القائد نحونا ليلقي بكلماته التي ربما تكون الاخيرة بالنسبة لنا
فقامت الصفوف بتحيته كرجال بعكس طبيعتنا التي اتينا بها في المرة الاولي
حتي كاد المبني يهدم من شدة حزمنا وارتفاع صوتنا الجماعي
- اهلاً يا سيدي
- اريد من الرجال الذين صنعتهم ان يذهبوا ويسحقوا هؤلاء الاوغاد عن بكرة ابيهم.
و لا اريد ايادي خاوية عندما تعودون والا قطعتها لكم . مفهوم؟
- مفهوم يا سيدي
وبعد ان سقي بداخلنا نبتة الحماس توجهنا لتلك الشاحنات المكشوفة ,
ومنذ ان ركبنا هذه الشاحنات ونحن في لهفة للوصول لنقتل اكثر عدد من الاعداء ,حتي ....
- حتي ماذا ؟
- حتي مرت بجانبنا شاحنة اخري , لكن هذه الشاحنة لم تحمل اي جنود , بل ما تبقي منهم !
لقد كانت ملئيه برؤوس واشلاء واطراف جنود تم ارسالهم في احدي المهمات لكن من الواضح بأنهم قد فشلوا ..
وبسبب ذلك المشهد صمتنا جميعاً بعد ان كنا صاخبين متلهفين للقتال ..
فسيطير الصمت علي الشاحنة منذ رؤيتنا لهذا المشهد حتي وصولنا لأطراف القرية المجاورة لقرية الجذع..
و هناك استقبلونا اثنين من القادة الذين كان واضح عليهم وعلي زيهم بأنهم عادوا للتو من معركة دامية .
فعرفنا فيما بعد بأنهم من كان يقود كتيبة تلك الجنود التي عادت دون معالم ..
وبعد ان ترجلنا من الشاحنة بدأ احدهم بالتحدث عندما وقفنا في الصفوف المعتادة
- لقد خسرنا الكثير من الجنود الي الان
ولذلك نحن في حاجة لتحرير جنودنا من الاثر حتي يعودون لساحة المعركة مجدداً ..
وهنا رفع يديه احدي من كان يقف في الصفوف
- هل لي بسؤال يا سيدي .
- تفضل ايها الجندي
- كم عدد جندونا المأثورين
- 50جندي
وهنا قد اصابتنا الدهشة والخوف في الوقت نفسه
فكيف لخمسين جندياً ان يتم أثرهم بتلك السهولة وخصوصاً بأننا نعلم من الذي دربهم ,
هذا يعني شيء واحد وهو بأن عدد الاعداء كثير جداً وربما يكون اكثر منا ... فتابع القائد حديثة
- اعلم بأنكم تتسألون كيف تم اثرهم ,واعلم ايضاً بأنك خائفون في هذه اللحظة
لكن يجب علينا تحرريهم بأقل الخسائر الممكنة في الارواح والا لن تكون لمهمتنا فائدة اذا قتلتم
- ماذا ايها الجندي
- هل لي بسؤال اخر
- تفضل
- اعلم بأن مهمتنا في قرية الجذع ,فلماذا اتينا الي هنا؟
- لقد وضعتا خطة محكمة لاستيراد القرية وتحرير الجنود ,
وهذه الخطة لن تنجح اذا ذهبتم الي هناك بالشاحنات لأننا سنوزعكم بتكتيك يسمح لكم بتغطية مساحة كبيرة
وذلك سيساعدنا علي شن هجوم من عدة اتجاهات لأرباك العدو ..
اضافة بأن ذهابكم بالشاحنة يعرضكم لخطر اكبر لكونكم مكشوفون ,
القرية تبعد من هنا عدة كيلوا مترات لهذا هي ليست بالمسافة الكبيرة مقارنة بنجاح الخطة ..
هل لدي احدكم اي سؤال اخر , حسناً سنبدأ في التحرك بعد ساعة من الأن استعدوا
انهي القائد حديثة وتوجه لخيمته حيث بدا عليه انه يحتاج لكل دقيقة من هذه الساعة ليجمع شتات نفسه
ويريح اعصابه قبل ان يذهب لمعركة اخري ..

خارج الخيمة سمحوا لنا بالحديث مع بعضنا لعدة دقائق قبل ان يشرحوا لنا الخطة .. فبدأت الحديث مع عضلة
- هل انت خائف
- لا .. بل متحمس للقتال .. وانت
- ربما , الم تري تلك الشاحنة التي عبرت بجانبنا
- نعم رأيتها وماذا في ذلك .. لا تخبرني بأنك تراجعت عن انتقامك
- بالطبع لا .. لكن ماذا ان متنا قبل ان ننتقم
- تذكر عهدك واجعله امامك في كل وقت كما افعل انا
- لكن العهد وحدة لن يساعدني علي النجاة
- اذا تذكر عائلتك الذين احرقوهم , تذكر قريتك .. اجعل الغضب رفيقك في المعركة وأنجو يا صديقي
هنا قاطعنا صياح احد الجنود حينما كان يأمر الجنود بالوقوف في الصفوف .. فأصطف الجنود ونحن منهم ,
حيث اتي القائد الاخر وبدأ في اختيار عدة اشخاص من الصفوف لضمهم للقوات الدعم
- انت وانت .. وانت .. 5 .. 17 .. 29 ..
قام باختيار 29 جندي ومن بينهم عضلة بسبب بنية جسده ..
وقبل ان يغادر عضلة مكانة في الصف نظر لي نظرة سريعة وقال لي بحماس وابتسامة تعلو وجهة
" اراك في المعركة يا صديقي "

وهنا قد افترقت عن عضلة لأول مرة منذ وقت طويل بعد ان توجهت انا ومن تبقي لخيمة القائد لمعرفة خطة الهجوم ..
وتوجه عضلة مع الاشخاص المختارون لخيمة القائد الاخر لمعرفة واجبهم في المعركة ..

مشهد صديقي وهو يحمل سلاحه في كتفة ويرحل بعيداً عني كان ثقيلاً علي صدري ,
والدقيقة التي غادر بها ابطئ دقيقة مرت علي منذ وقت طويل .. ولسبب ما قد شعرت فيها بالوحدة
وبأن دعمي قد رحل عني , لكني تذكرت .. تذكرت انتقامي . عائلتي . قريتي . عهدي وصحوت من غفلتي
عندما بدأ القائد في شرح الخطة ..
- يجب ان تكونوا سريعين في التحرك , اسرع من الضوء لأن لدينا فرصة واحدة قبل ان ...
ايها الجندي الي اين تنظر , ركز هنا
- اسف شعرت بأني شاهدت ظل لأحدهم خارج الخيمة , ربما تخيلت ذلك
- والان ركز هنا لأن الخطة تحتاج تعاونكم جميعاً . ولو تشتت احدكم مجدداً سأعاقبه , مفهوم
- مفهوم يا سيدي
و بدأ القائد في الشرح علي الخريطة سنعبر من هنا وندخل من هناك ..
المجموعة أ ستقوم بفعل هذا .. والمجموعة ب ستتسلق ذاك .. المسدس ضوئي للطوارئ فقط ..
الحمراء تعني فشل الخطة .. , الخضراء تعني ... , ويجب ان .. الخ الخ ..
وبعد مرور 50 دقيقة قد استخدمنا فيها كامل تركزينا انهي القائد شرحة و قال
- لا تنسوا اي تفاصيل من الخطة لأنها تعتمد علي الدقة , والان قد حان وقت الذهاب للمعركة ..بالتوفيق
صرفنا القائد الي خارج الخيمة وقبل ان نبدأ في المغادرة حاولت القاء نظرة علي خيمة قوات الدعم
علي أمل رؤية صديقي مرة اخري , لكنهم قد غادروا بالفعل .. ولم تسنح لي الفرصة بالسؤال عنهم
حيث تبعنا القائد وخرج من خيمته بعد ان ارتدي خوذته وحمل سلاحه واعطانا امراً في التحرك
تاركين قرية صغيرة قد استضافتنا لمدة ساعة واحدة و التي لم يتبقى من منازلها سوي بعض الحطام

••••

مرت 75 دقيقة منذ تركنا لتلك القرية قد صادفنا فيها الكثير من جثث المتعفنة لرجال وسيدات وحتي لأطفال
كان واضح بأنهم سكان احدي القري التي تم تدميرها ..
وكلما رأيت جثة كان دمي يشتاط غيظاً لأنهم كانوا مجرد سكان ابرياء لم يجرموا شيئاً في حياتهم ,
وقبل ان نصل للقرية المنشودة وعندما كنا نبعد عنها نصف كيلوا
استقبلنا مشهد واحد كان كفيلاً بإيقاف الكتيبة لعدة دقائق واثارة سخط وغضب الجميع ..
جثتين واحدة لأم واخري لرضيعها الذي تحضنه لحمايته ,ملقون تحت شجرة نُحت عليها " استمتعنا و نحن نقتلهم " ..
لم ينطق القائد كلمة ولم يتفوه احدنا بشيء , ففي ذلك الوقت كنا نعرف جيداً ماذا سنفعل بهؤلاء الاوغاد ,
وسيندمون بحق علي استفزازنا . او هذا ما كنا نعتقد
- لماذا .. ماذا حدث
- عندما غابت الشمس وحل الليل قد وصلنا لأطراف القرية ولسبب ما اعتقدنا بأن الظلام ميزة لنا
و مع استخدام الخطة الجهنمية ستنتهي المعركة لصالحنا ..
فبدأ القائد في اعطاء الاوامر عن طريق الاشارات حيث بدأنا في تنفيذ تكتيك خطتنا

- في وقت سابق -
المجموعة (أ) ستتجه الي القرية مباشراً وتبدأ في شن هجوم عشوائي بأطلاق الرصاص
علي مراكز تجمع الاعداء التي نعتقد بأنهم متمركزين هنا و هنا و هنا
وعندها سيرتبكون ويخرجون من جحرهم , نلك ستكون فرصة القناصين من المجموعة (ب)
الذين قد صعدوا علي الاشجار في وقت سابق بنقص اكبر عدد منهم .
اما المتبقي من المجموعة (ب) علي الارض ستشتبك مع الجنود الذين لم تستطع القناصة التمكن منهم ,
واثناء انشغال الاعداء بالاشتباك ستقوم المجموعة (أ) بالذهاب لموقع الاثري وتحرريهم
وسيساعدهم في ذلك المجموعة (د) التي تبعد 200 متر من موقع الاثري ..
يجب ان يتم كل شيء في وقت واحد وبسرعة لضمان نجاح الخطة ..
بالنسبة للمسدس الضوئي فهو للحالات الاتية فقط ,
الحمراء تعني فشل الخطة , الخضراء تعني نجاح الخطة وتحرُر الاثري ..
الرمادية تعني بأن هناك فخ , البرتقالية تعني استدعاء قائد الكتيبة


[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149128493642.gif"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

7727

i lost myself in me
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
329
مستوى التفاعل
396
النقاط
387
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
640
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: ~ [ـخـ]

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936341.gif"]





































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936453.gif"]
toon1491365368678.gif

نظرة اخيرة لشجرتنا التي لا نعرف اذا كنا سنراها من جديد ام لا وتركناها خلفنا ورحلنا
وفي صباح اليوم التالي توجه ثلاثتنا الي الانضمام للجيش لكننا لم نعرف اين نتجه فسيرنا علي طريق القرية الوحيد
واثناء سيرنا صادفتنا احدي تلك العرابات التي يجمعون فيها الجنود
وبمجرد ان رأونا حتي ترجل جندين لإجبارنا علي الصعود لتلك الشاحنة ,لكننا لم نعارض فهذا كان هدفنا ,
صعدنا الي الشاحنة وصعدت الفتاة الي شاحنة السيدات الذين تم اجبارهم ايضاً علي التطوع كممرضات للجنود ,
منهم من كانت ستموت قهراً علي زوجها واخري علي اولادها,والكثير ممن ساد الحزن عليهم بسبب فقدان عزيزاً غالياً
و كان من الواضح بأن بلادنا بها عجز في الجنود وانها لم تكن مستعدة لشن حرب
وهذا ربما يفسر سبب تجنديها لمن هم اكبر من 16عام او بالأصح كل من يستطيع حمل السلاح
الخوف استغل الامور لصالحة و يسيطر علي الجميع,فهناك من كان يبكي لأنه يعرف بأنه علي وصول لأبواب الجحيم
واخرين قد فقدوا عقولهم نتيجة للأحداث المتتابعة من فقدان عائلاتهم الي فقدان انفسهم في الحرب ..
لكن ثلاثتنا كنا جامدين . لم نظرف الدموع مجدداً ورغبة الثأر تملكت مشاعرنا ,
ومع كل دقيقة كنا نتخلى عن خوفنا وعن انسانتينا حتي نستطيع مواجهة اعدائنا ..
كان هناك ثلاث اصدقاء لطفاء طيبون لم يتبقى منهم شيء سوي الوحشية والرغبة المخيفة لإراقة الدماء ..
اخيراً بعد سفر دام ساعات طويلة قد صولنا لمعسكر التدريب , فترجل الجميع ووقفنا علي هيئة صفوف
كل صف مكون من 10 اشخاص , اما بالنسبة للسيدات فقد كانوا في معسكر اخر بالقرب من معسكرنا ..
وبعد عدة دقائق وقف امامنا قائد الكتيبة وبدأ في الحديث بصوته المرتفع
وكأنه كان علي استعداد لقتل اي شخص تنفس من فمه بدلاً من انفه ..
- تعلمون لماذا انتم هنا يا حثالة .. انتم هنا لنجعل منكم رجالاً
فزمن الطفولة والاحلام قد انتهي منذ تخطيكم لحدود قراكم ..
هنا حيث الجحيم , هنا حيث تستقبل رصاصة في رأسك بكل سرور .
هل تعلون ماذا سيحدث عندما يموت احدكم .. لا شيء .. سيلقي بجانب الجثث الاخرى اليتي سنحرقها ..
تريد ان تنجو طع الاوامر ,اعصي امراً وسأجعلك تتقيأ امعائك خالف قانوناً وسأجعلك وجبة لكلاب الحراسة ..مفهوم
- مفهوم
- ماذا ؟ انا لم اسمعكم يا فتيات , يبدوا بأن كلامي كان غير مفهوم ..
ستؤدون 50 من تمارين الضغط , هيا يا حثالة
- لكننا لا نستطيع
- من قال هذا
- ......
- لن اكرر سؤالي
- أ .. أنا
تقدم امامه واقترب منه وصرخ في وجهه بكلماته مما جعل الجندي يفعل المثل!
- هل ينقصك ذراعاً
- لـــا
- ماذا
- لا يا سيدي
- اذا افعل ما امرتك به
- حاضر يا سيدي
نزل الجندي علي ذراعة وبدأ في التمرين وهو يعد 1 .. 2 .. 3 بشكل تلقائي فتبعه الجميع ومنهم انا وعضلة
وبدأنا نؤدي تمارين الضغط, حيث تابع القائد حديثة
- لقد كان لديكم فرصة واحدة لعصيان امراً لي وهذا الحثالة قد استعملها
و الأن اي حشرة منكم تحاول ان تجادل سيتم عقاب الجميع . مفهوم
صرخ الجميع في نفس واحد - مفهوم يا سيدي

بعد انقضاء النهار وقد تم سحق اذرعنا بالتمارين ..اخذنا امراً بالتوجه للمكان الذي سنقيم فيه طوال الايام القادمة ,
فتوجهت كل مجموعة مكونة من خمسة عشر رجلاً الي هذه الخيم الي كانت تشبه البناية في حجمها ,
وهناك وجدنا صف من الاسِرة التي وضع عليها الزي الرسمي للمعسكر , فأرتدي كلاً منا زيه ..
وتشارك خمسة عشر رجلاً خيمة واحدة منهم انا وعضلة لقضاء اولي ليالي المعسكر

•••

في الصباح التالي اطلقت صفارات الاستيقاظ ولكنها لم تكن صفارات عادية ,
بل كانت تجعلك تنتفض من نومك دون ارادة منك لتشعرك بأن نهاية العالم قد حلت ..
استيقظنا ونحن نشعر باللام حادة في عضلات اجسادنا لكن ليس بيدنا حيلة سوي اطاعة الاوامر
لأننا لا نريد ان نعرف ماذا سيحدث لمن يتأخر عن الطابور .
فبدلنا ملابسنا وخرجنا للوقوف بنفس ترتيب اليوم السابق .. و كان واضحاً علينا الارهاق حد الاغماء
لكن بمجرد ان رأينا القائد قادم نحونا تلاشت تماماً تلك الالم ووقفنا جميعاً في توتر واستقامة ,
وقف امامنا القائد لمدة 17دقيقة كاملة دون ان يقول كلمة ..لم يجرؤ فيها احد علي التحرك
وبقينا علي هذا الوضع بأعصابنا المشدودة لمدة 17دقيقة كاملة حتي ابتعد عنا ..
بالطبع لم نفهم سبب فعلته ,لكن لم يجرؤ احد السؤال عن السبب..ومضي اليوم الثاني بعد الكثير من التمارين الشاقة
حيث قد تسلقنا الشباك و اطلقنا الرصاص علي الاهداف الثابتة والمتحركة منها وادينا المزيد من التمارين البدنية .
وبالرغم من قساوة التدريبات والتمارين الرياضية لكن قوة ارادتنا للانتقام كانت المعينة لمواجهة هذه التمارين
بل استغلالها لنصبح اكثر قوة ,فأنتهي اليوم المرهق واتجه كل منا الي سريرة
حيث لم نشعر بأجسادنا الا وهي تسقط علي الاسِرة لنغط في نوم عميق دون ان نقدر حتي علي تغير زيينا

•••

في اليوم الثالث انتفضنا مرة اخري بسبب تلك الصافرات التي كرهناها جميعاً لأنها كانت تيقظنا بطريقة غير أديمه
لنواجه المزيد من تلك المشقات .. حيث بدأنا في ارتداء زيينا بحركات بطيئة نتيجة لألم عضلاتنا ,
منا من كان يحتاج المساعدة في ارتداء زيه لأنه لم يستطيع ثني ذراعه وارتدائها بنفسة
ومنا من لم يستطيع النهوض من سريرة لكن بالطبع كان امراً علينا ان نكون في الصفوف قبل ان يمر القائد
ويلاحظ بأن عددنا أقل فيعاقب الجميع

بعد نصف ساعة من استيقاظنا اخيراً استطعنا ارتداء زيينا الرسمي وخرجنا من خيمتنا نواجه النور لصباح يوم جديد
لا نعلم ما الذي ينتظرنا فيه .. رتبنا صفوفنا ووقفنا منتظرين امر البدء بالتمارين ..
ومجدداً بمجرد ان رأينا القائد قادم نحونا حتي انتصبت اجسادنا وقشعر بدن الجميع و وققنا في توتر اعصاب لا نهائي
وما ذاد الامر توتر و غرابة ان القائد وقف امامنا دون ان يقول كلمة .وللمرة الثانية وقف الكل دون حراك ..

حتي فجاءة وبدون اي مقدمات سمعنا ضحكة قد انفجرت من احدي الجنود الواقفين في الصف الثالث
مما جعلنا جميعاً نشوه الصفوف و نبتعد عنه حتي اصبح هو المنصف لمجموعتين من الجنود وقفت علي يمينة ويسارة
تشاهد ما يحدث بغرابة .. ولم يتوقف هذا الجندي عند هذا الحد بل بدأ في الضحك اكثر بشكل هيستيري
نتيجة لعدم تحمل عقلة للضغوط النفسية والعصبية والبدينة ,
فجعل الرعب يدب في قلوبنا لأننا نعرف الان بأن العقاب ات علي الجميع لا محالة ..
حاولنا ان نوقفه لكننا لم نستطيع .. حتي اننا وضعنا ايادينا علي فمه لنخرسه لكننا لم نستمر
حيث بدأ القائد في الاقتراب له بخطوات بطيئة جعلت الجميع يبتعد عنه ,
ومع كل خطوة كان يخطوها كانت حدقة عيوننا تتسع رعباً حتي اصبح وجه قريب من وجه هذا الضاحك بهستيريا
وسألة بهدوء لم نتوقعه
- ما الذي يضحكك
لم يجيب عليه وظل يضحك ليعلن للجميع بأن الجنون قد اصابة ,فسألة مجدداً
- ما الذي يضحك ايها الجندي
تجاهل السؤال و استمر في جنونه , لكن هذه المرة لم يسأله مجدداً ,
وبهالة سوداء ظهرت حول عينياه التي ملاءها الغضب الهادئ! سحب خنجراً من غمدة وشق بطنة افقياً ,
فجعلنا نري امعاء بشري لأول مرة في حيواتنا , و حتي اثناء احتضاره ظل يضحك بأصوات متقطعة وقبيحة
الي ان مات وتركنا نواجه عقاب فعلته الغبية التي عًقب عليها بالموت , اما القائد فلم يتحدث سوي بجملة واحدة
" اعتادوا علي تلك الامعاء لأنكم سترون الكثير منها " ومضي الي خيمته
تاركاً لنا جثة لم يتبقى شيء في بطنها
المشهد كان مقززاً , فمنا من استمر في التقيؤ واخر سقط علي ركبتيه من اثر الصدمة
والباقي اصبتهم الرهبة اكثر من ذي قبل , اما نحن لم يصيبنا شيء سوي التقزز
لأننا قد شاهدنا مثل تلك المشاهد البشعة من قبل في قريتنا ..
و تلك المشاهد عن عائلتنا لم تخمد من نيران انتقامنا .

[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149128493642.gif"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

7727

i lost myself in me
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
329
مستوى التفاعل
396
النقاط
387
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
640
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: ~ [ـخـ]

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936341.gif"]





































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936453.gif"]

فهم كل منا دورة الذي يعرفه مسبقاً بعد ان قام القائد بالاشارات..
صعد القناصين علي الاشجار , استعد المهاجمين للهجوم , ارسالنا فرقة تحرير الاثري ,
و بعد استعداد الجميع في اماكنهم ساد الهدوء الشديد علي الارجاء وكأن الوقت قد توقف
وكل ما كنا نسمعه حينذاك هي انفاسنا وضربات قلوبنا في انتظار اشارة القائد التي ستشعل فتيل الهجوم .
لكن فجاءة وقبل ان يعطينا الاشارة المنشودة اطلقت شعلة من الفرقة (د) وكانت لونها رمادياً ..
ارتباكي جعلني انسي ما الذي يعنيه هذا اللون وخوفي جعلني ارجع عدة خطوات للخلف ..
وقبل ان ابدأ في تذكر معني الشعلة بدأت جثث الفرقة (ب) تسقط علي رؤوسنا حيث تم قنصهم من قِبل الاعداء ..
وانقلبت الطاولة واصبحنا نحن المهجوم عليهم ,
في ذلك الوقت ادركت بأني لم أكن اتخيل ذلك الظل الذي رأيته خارج خيمتنا , لكني ادركت متأخراً للأسف ....
فأنا اتذكر كل شيء كأنه فلماً حربياً دارت احداثه ببطء شديد جداً
لدرجة بأنك ستشاهد فوارغ الرصاصات وهي تسقط علي الارض
الاعداء يركضون نحونا و يطلقون الطلقات النارية علينا حيث يمكنك مشاهدة التموجات في الفراغ خلف الرصاصات
اثناء ذلك هناك طلقة قادمة من فوهة قناصة باتجاه قائدنا الذي تزينت الشجرة خلفة بأشلاء عقلة
واثناء سقوطة ينفجر عدد من القنابل المنتشرة في الساحة وكأنهم ورود برتقالية تنبت من تحت الارض ,
واثناء الانفجار تتساقط الجثث التي تبدوا علي هيئة ظلال سوداء بسبب انعكاس ضوء الانفجار خلفهم ,
ومن هنا تبدأ الاحداث في العودة لسرعتها الطبيعية .. يسقط القائد ميتاً وتسقط معه فرقة القناصين
و لا احد يعلم ماذا حدث للمجموعة (د) التي اطلقت الشعلة , انا الصق ظهري بأحدي الاشجار
واشاهد الخطة تدمر تماماً.. اثناء تصدي من تبقي من جنودنا للأعداء ..
ونتيجة للأحداث التي شوهت بدمائنا سقط سلاحي من يدي فحاولت التقاطه من جديد
لكن الرصاصة كانت اسرع مني, فعندما استقمت لم افعل شيء سوي استقبالها في كتفي .

•••

مازالت المعركة قائمة ضد اعدائنا وبعض جنودنا الشجعان الذين يحاولون التصدي لهم , واثناء هذه المعركة الدامية
سقطت علي وجهي وانا ببطء افقد الوعي فبدا كل شيء امامي يصبح مشوشاً وغير واضع المعالم ,
و الاصوات اصبحت قاتمة وكأني كنت اغرق في قاع المحيط ..حاولت جاهداً فتح عيناي لكني لم استطيع
حيث امتلكتني رغبة شديدة في النعاس فلم اجد ضرر بأخذ قيلولة والعودة مجدداً لساحة المعركة عندما استيقظ ,
فتبعت رغبتي تلك و أغلقت عيناني لأرتاح قليلاً , لكني لم استطيع النوم ..
فكيف انام وانا اشاهد صور عائلتي وهي تحترق حية في منزلنا , كيف انام وانا اشاهد صور لقريتنا المدمرة ,
كيف انام وتلك الاطفال تطلب مني النهوض والانتقام لهم , فبدأت افتح عيني من جديد ,
و بدأت الصورة تتضح لي وان كان بها بعض التشويش لكنها افضل من ذي قبل ,
فتحت عيني لأري مجموعة من الاعداء قادمين نحوي والذي يطلقون علي الجثث حتي يتأكدن بأننا قد متنا جميعاً
لكن لم يلاحظ احد منهم باني مازلت علي قيد الحياة بالرغم من اني كنت غارقاً في دمائي ..
لم اعرف ماذا افعل في هذا الموقف ,فأنا ميت لا محالة,لكني ارفض الموت بهذه الطريقة الرخيصة..لأني اريد الانتقام
بدأت اتفحص الارجاء بنظري حتي اعثر علي اقرب سلاح واتجه اليه .
لكن للأسف اقرب سلاح مني بعيد كفاية لجعلهم يردوني قتيلاً قبل ان اصل اليه و الأشخاص يقتربون بالفعل
لذلك ليس امامي فرصة, وكلما اقتربوا اكثر كلما ارتفعت وجههم عن مستوي نظري وذلك يعني موت محقق
لكن فجاءة بدأ كتفي يؤلمني فجعلني احرك اصابعي كردة فعل لألمه
وفي تلك اللحظة شعرت بشيء مدبب تحت اصبعي السبابة ,فبدأت اتحسس هذا الشيء..
هنا اكتشفت حجم غبائي عندما نسيت بأني امسكت سلاحي قبل ان اتلقى الرصاصة في كتفي واسقط عليه
ومع ثبات جسدي علي نفس الوضع لساعات جعلة يبدوا وكأنه جزء من جسدي الذي لا اشعر به ,
فتمكنت من السلاح واستعددت للهجوم و قمت بإغماض عيني لثواني وكأني اودع الحياة ,
بعدها .. وبعد نفساً عميق .. بدأت في الصياح وانا انهض بكل سرعتي لأوجه ذخيرتي بالكامل تجاه الاعداء ,
واثناء اطلاقي سراح الرصاصات التي ظلت حبسيه في ذخيرتي رأيت اشخاص تقف بجواري
اشخاص ظهرت من الدعم لتساعدني , ومن وسط اصوات الطلقات النارية الكثيفة سمعت صوت يقول
" هل تأخرت يا صديقي " فبدأت ابحث عن مصدر الصوت بين الاشخاص .
حتي اكتشفت بأن عضلة قد اتي ومعه قوات الدعم , ولكن بدلاً من ان تغمرني السعادة
ادمعت عيناي من الحزن عندما وقع نظري عليه , لأنهم قد اتوا متأخرين , فالمهمة فشلت ومات الجميع,
وذلك يعني بأنهم قد اتوا للقاء حتفهم لا غير ..
فالأعداء اكثر من 29 شخص حتي وان كانوا اقوياء البنية والجسد ستظل فرصهم ضئيلة . ابتسم لي عضلة
وحملني علي كتفية قبل ان اسقط ارضاً بعد ان خرت قواي ليركض بي بعيداً عن المعركة علي أمل انقاذي ,
لكن تعقبونا ثلاثة من الاعداء و ركضوا خلفنا و بالرغم من محولاتي لجعله يتركني خلفه
لكنه رفض الانصات لي وظل يركض وهم يركضون خلفه , و لا انكر بأن عضلة كان قوياً عندما حملني .
لكنه يظل انسان يشعر بالتعب وهذا كان واضحاً عندما اصبح ركضه ابطئ من ذي قبل
لكنه أبى التوقف وقرر انقاذي بطريقة او بأخري .

••••

مع تلقي عضلة لثاني رصاصة في ظهرة كان ذلك بمثابة الم حاد في قلبي لأنه تلاقها بسبب اصراره علي انقاذي ,
وعندما كنت ارجوه للتوقف كان يقول لي " استطيع تلقي عدة رصاصات اخري قبل ان انقذك " ,
فاستمرت المطاردة لـ عدة دقائق قام فيها عضلة ببذل اقصي جهوده حتي ابتعدنا مسافة عنهم ..
لكنه في النهاية لم يجد حل سوي ان يسند ظهري علي شجرة قبل ان يطلب مني عدم التحرك .
- اجلس هنا ولا تتحرك حتي اعود
- تعود!! .. الا تشعر بأنك قد تلقيت رصاصتين بالفعل
- صدقني يا صديقي هذه المرة الاولي التي اشعر فيها في الالم الجسدي
- اذا اتركني وارحل , ارحل قبل ان يعثروا علينا
- لا استطيع
- لماذا؟ اليس غايتك هي الانتقام ,كيف ستنتقم اذا مت هنا
- لا استطيع لأني اشعر بالذنب
- الذنب ؟ ماذا تقصد
- انا من اتيت بفكرة الانتقام من البداية .. انا سبب وجودك هنا
نعم انا هنا بسببك ,لكنك كنت محقاً , فالانتقام سيشفي روحي ويجلب لي السلام
- "اذا كان السلام تحت انقاض قريتنا فلما لا ننقذه ونبنيها من جديد".. لا تتحرك من هنا حتي اعود
غادر لمدة ليست بقليلة قد سمعت فيها العديد من اصوات الطلقات النارية في جميع الانحاء ,
من خلفي .. من امامي .. من يساري , وكأنها كانت مطاردة من نوع ما , حتي في النهاية عاد مجدداً
لكن مع رصاصة ثالثة في كتفه جعلته يتكأ علي الاشجار اثناء قدومه في اتجاهي ..
- هيا يا صديقي يجب ان نجد لك مكان أمن
- ماذا حدث للأشخاص
- لم تعد تلك مشكلتنا بعد الان , فيجب ان اساعدك
- ساعد نفسك فأنت علي وشك الموت
- اخبرتك بأني استطيع تلقي عدة رصاصات اخري قبل ان انقذك
- كفي هراء وانقذ نفسك
- لا تقلق فأنا بخير .. هيا بنا
- حسناً لكنك لن تحملني فأنت بالكاد تستطيع بالوقوف
- اوافقك في هذا يا صديقي
اتكأ كل منا علي الاخر واستمرت خطواتنا البطيئة والضعيفة ,
نمشي دقيقة ونرتاح عشرة ..يسقط احدنا فيقوم الاخر بانتظاره لينهض مجدداً .حتي خرت قوانا بأكملها
واصبح الالم لا يطاق فلم نجد سبيل سوي ان نستلقي بجانب بعضنا و نغط في ثبات و نوم يصل لفقدان الوعي
واستمر غيابنا حتي اشرق الفجر ليعلن بأننا علي وشك رؤية نور الصباح من جديد بعد ان فقدنا الامل في رؤيتة مجدداً
- انظر يا عضلة لقد بزغ الفجر اخيراً ولذلك يعني بأن المساعدة في الطريق صحيح
- نعم صديقي انت محق وهذا يعني بأن الوقت قد حان لاستخدامها
- استخدام ماذا يا عضلة
- اخر شعلة معي , الشعلة البرتقالية
- لماذا لم تستخدمها من قبل
- لا تكن غبياً يا صديقي , كانوا سيعثرون علينا
- محق .. هيا اطلقها
استخدم عضلة يده السليمة لأطلاق الشعلة
- هل تعتقد بأنهم سيعثرون علينا
- نعم يا صديقي .. أمل بأن اعدائنا لا يرونها قبل قواتنا
- لا تقلق اكيد هناك المزيد من قواتنا بالجوار
- نعم .. صديقي هل لي بطلب
- تفضل يا عضلة
- ابلغ صديقتنا سلامي
- ولماذا لا تبلغها بنفسك ؟
لم ادرك في ذلك الوقت بأن فجراً جديداً قد ولد بموت صديقي عضلة!
- هيا اخبرني لماذا لا تخبرها بنفسك ؟
- ......
- عضلة! .. ماذا هناك هل تتألم
- ......
- اصمد قليلاً سيأتون حتماً .. وبالمناسبة شكراً لأنك انقذتني لا اعرف ماذا كنت سأفعل من دونك
- ......
- اتمني ان ارد لك الجميل قريباً .... (بعد دقائق) انظر يا عضلة لقد اتت المساعدة اخيراً .. هيا بنا للرحيل من هنا
و بعد ان تأكدوا بأننا حلفاء قاموا باستعداء نقالة المصابين وحملوني عليها
- شكراً لأنكم اتيتم انا وصديقي كنا علي وشك الموت . صحيح يا عضلة .. عضلة!
- اين هو عضلة ... انا لا اراه .
وبينما كانوا يحملوني رأيتهم يضعون غطاء علي عضلة اثناء وضعة في شاحنة الاشلاء و الموتى .
- ماذا تفعلون ,أنه مازال علي قيد الحياة
- عضلة ماذا تفعل ,هيا تحرك و اثبت لهم بأنك لم تمت بعد ..
- قم بحركة واحدة .. لا تفعل هذا بي و كف عن المزاح
- عضلة! .. انه لا يتحرك , هذا يعني بأنه لا يمزح
- هذا يعني شيء واحد
- هذا يعني بأن عضلة صديقي مات!
وقبل ان انهي صراخي شعرت بالمخدر يسري في عروقي
وكان مشهده وهو ملقى مع الاشلاء والاطراف اخر ما شاهدته قبل ان تظلم عيناي

[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149128493642.gif"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

7727

i lost myself in me
إنضم
13 فبراير 2017
رقم العضوية
7727
المشاركات
329
مستوى التفاعل
396
النقاط
387
أوسمتــي
1
الإقامة
كومة قش ضاعت فيها نفسي كأبره.
توناتي
640
الجنس
ذكر
LV
0
 
رد: ~ [ـخـ]

[TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936341.gif"]





































[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon1491284936453.gif"]
toon14913653687310.gif


- الن تطلب مني المغادرة بما ان الشمس قد غابت
- لا .. اريدك ان تبقي معي اليوم
- غريب .. دائماً انت حريص علي عودتي قبل حلول الظلام فلماذا اليوم
- اشعر بشعور غريب وكأني علي وشك الانتهاء!
- لم افهم
- لا يهم يا فتي .. هل تريد معرفة التكملة ام لا
- وهل احتاج للإجابة .. بالطبع اريد معرفة باقي القصة
...

عندما افقت من المخدر وجدت نفسي علي سرير في حجرة بيضاء
لكني ادركت بعد مدة قصيرة بأني في خيمة المصابين حيث بدأ الهواء يهز سقفها
فنظرت يساري ويميني لأري الكثير من الاسِري التي تحمل مصابين الحرب او ما تبقي منهم ..
فهناك من فقد قدماً . ومن فقد ذراعاً .. او اسوء فقد اطرافه كلها نتيجة لانفجار ما ..
لكن انا .. انا فقدت اعز اصدقائي , في بادئ الامر رأيت صوراً للماضي حينما كنا نجلس عند هذه الشجرة
تذكرت ابتسامته , تذكرت غضبة . عبوسة . حزنة . قوته .. تذكرت كل شيء عنه
فلم ادرك بالدموع التي سقطت علي وسادتي الا عندما اتي حب حياتي
الذي لم تسنح لي الفرصة او الظروف بالبوح به و وجلست بجانبي
وأمسكت يدي والدموع في عينيها ليولد حديثاً تشكل بدموعنا معاً ...
- هل انت بخير
- نعــ نعم انا بخير ... هل .. هل دفنتم عضلة ؟
- نعم . دفناه مع الضحايا الاخرين
- حــسـ ... حسناً .. ماهي نتيجة المعركة
- لقد فشلت المهمة .. سمعنا بأنهم قتلوا الاثري
- فشلت! .. كيف فشلت .. كيف .. اخبريني كيف تفشل بعد ان مات معظمنا
كيف تفشل بعد ان ..... بعد ان مات عضلة
- هذا ما حدث
- اذا اعتقد بأن كل شيء قد انتهي الان
- انتهي .. ماذا تقصد بأن كل شيء قد انتهي
- اقصد بأني سأعود لقريتنا وأبدأ في بنائها من جديد
هنا تركت يدي ونهضت
- تعود لقريتنا! .. وماذا عن انتقامنا وانتقامك
- اعرف , لكن اسمعيني
- انا لا اسمع سوي الهراء , كيف لك ان تخون عهدك وتتخلي عن انتقامك بهذه السهولة ..
هل نسيت ماذا فعلوا بنا , هل نسيت ماذا فعلوا بك وبـعائلتك .. هل نسيت ماذا فعلوا بأمي ...
لقد رأيت ما فعلوه لعضلة . وتقول لي بأنك ستعود لقريتنا ..و اي قرية..اين هذه القرية التي ستعود لها اخبرني
- انا اعرف .. اعرف كل هذا . لكن هذا لن يجلب لنا سوي الموت ..
لقد اخذنا فرصة اخري عندما لم نتواجد في القرية اثناء قتل سكانها .. ربما اكتشفانا للشجرة كان قدرنا من البداية ..
ربما تشكل التل مع الزمن من اجلنا حتي ننجو ونُعمر قريتنا من جديد
- لا اصدق ما اسمعه .. انت بهذا تخون قريتنا
- كيف تسمين بناء وتعمير قريتنا خيانة لها
- وماذا عن عائلتك الذين اكلتهم النار احياء , هل ستتخلى بكل بساطة عن ثأرهم ..
الا تطاردك اصواتهم وصورهم , الا تري عنهم الكوابيس
- نعم انا دمائي تغلي عندما اتذكرهم .. نعم اصواتهم تطاردني وارهم كلما اغمضت عيني ..
لكن اليس تعمير قريتنا وتكوين عائلات اخري سيجلب لنا السلام ,
اخبريني ماذا سنستفيد من الانتقام سوي اننا تبعنا رغبتنا في اراقة الدماء وماذا بعد ذلك ..
انتقمنا وقتلنا المزيد منهم هل ذلك سيفيد قريتنا بشيء , هل سيرجع لنا عائلاتنا ..
القتل لن يجلب لنا سوي المزيد من الاصوات والصور التي ستطاردنا ,
لكن البناء والتعمير وتكوين عائلات اخري ربما وقتها فقط سنشعر بالسلام
- وماذا عن عضلة الذي انقذك لتكمل ما اتيت فعله
- عضلة لا يريد ذلك .. لا يريد الانتقام
- كيف لك ان تكذب في ذلك ايضاً , الا يكفيك خيانتك لعهدك
- صدقيني هو لا يريد منا الانتقام والموت
- لماذا انقذك اذا ..
- انقذني لأنه شعر بالذنب .. انقذني لأنه اراد مني الرحيل عن الحرب اراد ..
- لا اصدقك ..
- "اذا كان السلام تحت انقاض قريتنا فلما لا ننقذه ونبنيها من جديد"
- ماذا؟
- هذا ما قاله لي عضلة قبل ان يتلقى رصاصة اخري في جسده ..
فهو ادرك بأننا ارتكبنا خطأ عندما تبعنا غضبنا وقررنا التطوع للحرب ولهذا انقذني ,
انا متأكد بأننا لو لم نتسرع في قرارتنا لكان عضلة معنا الان .. لكن هذا يجلبه لنا الغضب والانتقام.الحزن والالم .
- لا اعرف ماذا اقول لك
- لا تقولي شيئاَ ودعينا نغادر قبل فوات الاوان
- لكني لا استطيع
- ماذا تقصدين
- لا استطيع المغادرة .
- لماذا
- لأن السلام لن يعود لي بأمي
وغادرت الخيمة وهي تتجاهل صياحي باسمها لتعود مجدداً

••••

بعد مرور ساعتين تقريباً اخذت افكر فيها في ما الذي استطيع فعلة لأقناعها ..
فكرت كثيراً وترددت اكثر بين قراري في الاستمرار بالحرب او العودة للقرية وبنائها .
وبالرغم من محولاتي لأقناع الفتاة بالعودة للقرية لكني في داخلي لم اقتنع بصورة كاملة بهذا القرار
وظل دخان الانتقام يحوم في ذاكرتي ويحاول السيطرة علي قراراتي .. اثناء انغماسي في التفكير
دخلت احدي الممرضات للاطمئنان علي شخص من المصابين المطروحين علي يميني
واخذت تكتب تقرير بحالته .. وفجاءة واثناء سرحاني سمعنا صوت محرك شبيبه بصوت الدبور قريب من الخيمة
وماهي سوي ثوان حتي سمعنا صراخ الممرضات في الخارج وبعض الاصوات الصاخبة ..
هرولت الممرضة التي كانت موجودة في الخيمة للخارج لتترك جميع المصابين في حيرة وخوف ,
حنيذاك لم اتمالك رغبتي في معرفة ما يحدث في الخارج فتحملت الم جروحي ونهضت رويداً رويداً من سريري
لألقي نظرة علي الخارج وعندما خرجت من الخيمة الشبيهة بالمبني وبعد ان رفعت رأسي لأعلي
وواجهت نور الشمس رأيتها.. نعم رأيتها , طائرة من طائرات العدو تحلق قريبة من خيم المصابين
لترهب الجميع بأزيزها , فشعرت بالخطر وبدأت اهرول قدر استطاعتي في اتجاه خيمة الممرضات حتي ابحث عن الفتاة ..
ولكن يا ليتني! يا ليتني لم استمع لعضلة عندما زرع نبتة الانتقام السوداء في عقلي .
يا ليتني لم اترك الفتاة تخرج من الخيمة .
- لماذا .. ماذا حدث
- اتذكر كل شيء وكأنه حدث اليوم . حدث الساعة الماضية .. اتذكر تلك الطائرة القذرة
وهي تقصف خيم المصابين ومعها خيمة الممرضات لتقتل ضحايا مساكين اعتقدوا بأنهم قد نجوا بما تبقي منهم
وممرضات بريئات لم ترتكب اياديهم اثماً
- كيف؟ , الا توجد قوانين للحرب
- قوانين .. اين كانت تلك القوانين عندما دمروا القرى وقتلوا سكانها
- فهمت مقصدك .. اكمل
عندما بدأت الطائرة بالقصف كنت قد وصلت انا لخيمة الممرضات بالفعل وبعد لحظة من رؤيتي لعيون الفتاة
سقطت قذيفة بالقرب من خلفية الخيمة لتدمرها وتدفعني للخلف فأسقط علي ظهري مع طنين حاد في اذني .
ولم يستمر القصف كثيراً لأن الطائرة قد تم اسقاطها بعد دقائق من القائها للقذائف
لكن المكان كان يحومه دخان رمادياً مما سبب ضباب اثر القصف .. و الطنين في اذني لم يجعلني اسمع اي شيء
سوي صرخات مكتومة و اري نيران تأكل الخيم ومعها بعض جثث المصابين ..
بدأت في تحريك جسدي وزحفت تجاه الخيمة علي أمل ان اجد الفتاة علي قيد الحياة ..
وبعد معناة في الزحف بجسدي الذي شوهته جروح وحروق جديدة اثر الانفجار اخيراً قد وجدت الفتاة التي كانت كانت
- كانت ماذا ؟
- كانت تحتضر .. فأنا عثرت عليها غارقة في دمائها والحروق تملئ جسدها
وبسبب ما رأيت قد نسيت المي لأني كنت اوجه الم اقسي واصعب من الالم الجسدية ,الم قلبي,
الذي كان يئن بصوته المكسور في تلك اللحظة . فضممتها إلى وانا ازرف ما تبقي في عيني من دموع

•••

- النجدة .. ليساعدنا احد
- توقف فلن يسمعك احد
- لا , يجب ان ننقذك و بسرعة
- الا تري بأني لن انجو
- لا تقولي ذلك انها مجرد خدوش
- انت سيء في الكذب اتعلم ذلك
- النجـــــــدة .. ارجوكم اي احد .. يوجد مصابين هنا
- توقف واسمعني ..
- فلننقذك اولاً ثم استمع لكٍ
- استمع لي قبل ان ارحل
- (نظر لها والدموع في عينه)
- لقد كنت محقاً .. الانتقام لن يجلب لنا سوي الدمار
لذلك اوعدني بأنك ستعود وتبني قريتنا وتعثر علي السلام الخاص بك
- سنبنيها معاً .. فلا تستسلمي
- اوعدني
- اعدك
- حسناً اعتقد باني استطيع الرحيل الان
- انا ...
- انت ماذا ...
- انا .. انا .. انا احبك
- تحبني!! .. هكذا اذاً ,فهمت ماكنت تقصد بتكوين عائلات جديدة
- ابقي معي.. ارجوك
- اسفة .. لكني لا استطيع فأمي هنا لتأخذني معها
- امك!
- الا تراها انها تقف خلفك وتبتسم لي
- (ضمها الي حضنه حتي صارت ذقنها علي كتفه)
- لا تبكي فرحيلي افضل لي
- لكني اريدك معي
- وانا لن اتركك وسأكون بقلبك دائماً
- (مع فيض دموعه) احبك .. احبك
واخذت الام ابنتها وتركوني وحيداً

•••

بعد اسبوع عدت لقريتي , وبدأت في تنفيذ وعدي للفتاة ,
حيث بعد ان عدت جمعت ما تبقي من جثث متعفنة وقمت بدفنها ,
ثم بدأت في فرز الاخشاب والحجارة وقمت بتجميع الحطام والانقاض لأعيد تشكليها لتصبح صالحة للبناء مرة اخري
وبعد اسابيع من الجهد المتواصل نهاراً وليل تغذيت فيها علي الفواكه و الفرائس
اخيراً انتهيت من تنظيف القرية كاملاً , لأبدأ في بناء اول منزل في القرية الجديدة
وساعدني في ذلك وعدي وحلمي لأعاده ترميم قرية بريئة قد انتهك عرضها الشر ,
لكن اتعلم .. المنزل الوحيد الذي لم استطيع لمسة هو منزلي القديم
فكان بمثابة بقعة سوداء في منتصف لوحة من البياض
...

بعد عدة اسابيع نمت فيها ذقني انتهيت من بناء المنزل الذي كان مكوناً من دور واحد والذي كان مشوهاً قليلاً
لكني نجحت في تحقيق حلمي , لكني لم اتوقف عند هذا الحد ..
لأني بدأت في بناء منزل اخر مجاور له لكن هذه المرة كان مختلفاً لأني قررت بناءه علي دورين ..
واثناء الكثير من الضوضاء واعمال البناء الصاخبة رأيت مجموعة من الاشخاص قادمين نحوي
التي اوحت لي ظلالهم من بعيد بأني في خطر وبأنهم جنود اخرين قادمين لهدم ما بنيته ..
فأمسكت مجرفتي وبمجرد ان اقتربوا كفاية ركضت تجاههم ملوحاً بها
ولم يهمني حينذاك اذا كنت سأموت ام لا لأني لم اشاء رؤية تدمير اخر هنا ..
لكن عندما اقتربت منهم اكتشفت بأنهم ليسُ سوي سكان قري اخري وذلك كان واضحاً من ملابسهم الرديئة
وعندما رأوني اعتقد الرجال منهم بأني سأهجم عليهم فوضعوني ارضاً وحمل احدهم المجرفة
وقبل أن يكسر رأسي اوقفه احدهم وسألني
- هل انت من بنيت هذا
- نعم انا والان ابعد هؤلاء عني
- نحن اسفين اعتقادنا بأنك ستهجم علينا عندما ركضت تجاهنا
- وانا اسف فأنا اعتقدت بأنكم جنود قادمين لتدمير قريتي
- لا نحن سكان عاديين تم تدمير قريتنا مثلك
- اسف لهذا .. ولأين انتم متجهون
- في الحقيقة لا نعلم . فنحن سيرنا لمسافة طويلة علي أمل ان نجد مسكن نعيش فيه
- حسناً بالتوفيق لكم
- الي اين انت ذاهب
- سأعود لأكمل عملي
- هل يمكننا مساعدتك
- لماذا , ما الفائدة لكم
- اخبرتك نحن نبحث عن مسكن .. انت لا تمانع اذا عشنا هنا مقابل مساعدتك في بناء القرية
- وكيف اضمن بأنكم لن تؤذوني
- لماذا نؤذيك .. كل ما نريده هو ملجئ لنا ولأطفالنا واذا رفضت سنستمر في السير الي ان يحالفنا الحظ
لكنك لن ترفض صحيح ؟ فمعظمنا مرهق من السير وخصوصاً السيدات والاطفال كما تري
- لماذا لا تبنون قريتكم من جديد
- لا نستطع
- لماذا ؟
- اولاً قريتنا بعيدة جداً جداً من هنا وثانياً نحن من عدة قري وليس من قرية واحدة
لذلك لا اعتقد بأن احداً منا يريد ترك مجموعتنا وبينائها بمفرده
- لكن انت , انت استطعت الترميم بمفردك ونحن بحاجة لقائد مثلك
- حسناً ,لا اجد مشكلة ..
لكن اولاً هناك قفص مليء بالفواكه في داخل المنزل اعطوها للأطفال والسيدات ليأكلوا واستعدوا للعمل
- شكراً جزيلاً لك , نحن لا نعرف ماذا نقول
- وفروا جهد الكلام لأن هناك الكثير من العمل

•••

- ماذا الن تكمل ؟
- هل تري القرية التي تعيش فيها
- نعم
- انها التكملة
- هل تخبرني بأنك من اسس هذه القرية الكبيرة
- لستُ انا بل نحن , لا تنسي المجموعة يا فتي
- قصة رائعة بحق .. سعيد لأنك اخبرتني بها . لكن عندي سؤال
- تفضل يا فتي
- لماذا قصصتها علي , فأنا لم اطلب منك ان تخبرني شيئاً
- لا اعلم يا فتي شعرت برغبة في قصها عليك ,
ربما لأني اردت من اي شخص معرفة تاريخ هذه القرية واخباره للأخرين
او ربما لأنك تذكرني بنفسي عندما كنت في مثل سنك ,
وفي الحقيقة السبب لا يهم لكن المهم بأن هناك شخص غيري يعرف بالقصة ..
والأن اعتقد بأني انتهيت هنا!!
- ماذا تقصد ؟
- لا تهتم يا فتي وهيا عد لمنزلك قبل ان يقلقوا عليك
- هل سأجدك عندما اعود غداً
- (ابتسم ونظر للفتي لأول مرة) انهم ينتظروك
- نعم صحيح نسيت بأنك لا تغادر .. حسناً الي اللقاء ايها العجوز
عاد الفتي لمنزلة مع قصة كاملة ليخبرها لوالديه .. فدخل متحمساً واتجه لغرفة المعيشة حيث كانوا جالسين
وبدأ يقصها عليهم . اسمعوا اسمعوا الشخص الذي كنا سندعوه الي هنا اخبرني قصة جميلة ومثيرة
- حقاً يا عزيزي .. وما هي
- عندما كان فتي صغير اكتشف شجرة علي التل ...........

اما في الخارج و بين الاشجار كان العجوز يقف بالقرب من المنزل بابتسامة تعلو وجه وبصوت خافت قال .
- تاريخ القرية وتاريخي سيعرف من خلالك . وداعاً يا فتي
واختفي !

- تمت -



[/TBL][TBL="http://www.anime-tooon.com/up/uploads/toon149128493642.gif"]







[/TBL]
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل