....تنهد و ابتسم بتحدٍ : أتظنني ظفرت بالدنيا بعد هذا؟
لا والله ما زلت أغذُّ في سيري و أتعثر ،
تقضم مني الحياة كل مرة إصراري ، فنتصارع و أسترده من عينيها ،
قطَفت زهرة شبابي وإربًا من صحتي ، لكن الله عوضني مكانها بصيرة بالحياة !
إني أراك على هامش العالم ، تسير كما سار أجدادك ، لا تنبش عن رزقك؟
أراهن أن هذا منزل سابع جد لك ، ورثته و لم تزد ، بل كنت زائدًا على هذه الحياة.
لقد تحدث بانطلاق ، بثقة الخطيب ، وشفقة الأب و لسان الحكيم! واصل بأسمى كلام سمعته ، قلب طاولة معتقداتي رأسًا على عقب :
أن تعيش حياة يحدق فيها الموت بك و تمسّك نفحاته في كل مرة ، يعني أن تتذوق طعم الحياة بلسانك و تشم مقاصدها و تكتحل بجمالها و تشنف أذنيك بموسيقاها ،
و أن تعود كل مرة و كأنك ولدت من جديد لم أندم على اللحظة التي خلعت فيها رداء أجدادي و حكت بنفسي حُلة تناسبني .
انطلق بمهجة المغامر والله يحميك ، لا تلتزم بعيش أحد ، أودع الله في أحشاء هذا الكون أسرارًا ، تأملها يا بنيّ.
ومضى صديقي المغامر كحبة مطر ، روت أرضًا ، فاكتست خزًّا على طويل الدهر.