الغول (1 زائر)


أبو ماريا

الأسطورة الخالدة
إنضم
22 يونيو 2014
رقم العضوية
2301
المشاركات
3,168
مستوى التفاعل
5,969
النقاط
725
أوسمتــي
5
العمر
34
الإقامة
عالم الأساطير
توناتي
2,530
الجنس
ذكر
LV
1
 
اعتدنا الكثير من الأساطير الغربية والتي كانت قصص الغرب القديمة هي منابعها وأساس نشأتها وتصديرها للعالم أجمع بعد ذلك، لكن الواقع أن من ضمن الأساطير التي تجوب أرجاء العالم أساطيرٌ عربيةٌ أيضًا صدرتها الحضارة العربية للعالم بدورها وكانت هي أصلها ومنشأها، لكن بعضها لا يُعرف له حقًا تاريخٌ أو أصلٌ أو بداية، ولم يعرف حتى على وجه الدقة البلد التي نشأت فيها الأسطورة وبدأت من عندها وإنما بدا وكأن تلك الأسطورة موجودةٌ منذ زمن كوجود الشمس والقمر والأرض والسماء والحيوان والإنسان، الغول أسطورةٌ من تلك الأساطير المرعبة المخيفة التي لم نجد لها المنشأ الدقيق لكننا نعرف أكثر من حاجتي لقول ذلك أنها كانت موجودةً دومًا حتى قبل وجودنا، وأنها من أشهر قصص الجدات وعفاريت الصبا ووسائل ترهيب الأمهات العربيات للأبناء، لست أظن أن هناك أمًا في حضارةٍ عربيةٍ عريقة سألت ابنها النوم وإلا جاء له مصاص الدماء! لكني أعرف يقين المعرفة أنه ما من أمٍ عربية لم تقل لابنها إن لم تنم فستأتيك الغولة! وربما أمنا الغولة،

الغول كائن خرافي يرد ذكره في القصص الشعبية والحكايات الفلكلورية يتصف هذا الكائن بالبشاعة والوحشية والضخامة وغالبا ما يتم إخافة الناس بقصصه. وهو إحدى المستحيلات الثلاثة عند أهل الجزيرة العربية. في الجاهلية، العرب لم تسافر بسبب الغول. ولكن عندما جاء الإسلام، تم نفي تلك الأفكار. و قيل هو أحد أنواع الجن.

ورد ذكر الغول في العديد من الأساطير والروايات الشعبية العربية وآمن به وبوجوده الكثير من العرب أشهرهم المصريون والفلسطينيون وسكان شبه الجزيرة العربية، وكان الكبار يرهبونه قبل الصغار والقصص الشعبية هنا لم تكن تتحدث عن تخويف أطفالٍ ليناموا وإنما كانت قضيةً مرعبةً تشغل العقول والأذهان، وأسطورةً تفرض وجودها بقوةٍ على كثيرٍ من الوقائع، قيل أن لفظة الغول جاءت من كلمة التحايل والخداع وهو أحد أهم صفات الغول وأبرزها حسب الأساطير المختلفة، فالغول يلجأ للتماهي وتغيير شكله ومظهره ويخفي حقيقته ليتمكن من الإيقاع بفريسته والقبض عليها، في كثيرٍ من الأساطير كان تفضيل أو ترجيح ذكر الغولة الأنثى أكبر وأكثر من خليلها الغول الذكر والذي ربما لم يوجد في بعض تلك القصص والأساطير وإنما وُجدت قصة الغولة وحيدة الجنس تلك، والتي تظهر في الظلام للمسافرين وعابري السبيل والضائعين فتأخذ شكلًا محببًا لهم أو شكل امرأةٍ فاتنةٍ توقعهم في حبائلها وتخطفهم ثم تأكلهم، من صفات الغول التي قالتها تلك الأساطير أنه كائنٌ نصف حيوانيٍّ نصف بشريّ، أقدامه كأقدام الحمار وجسمه مغطى بالشعر الكثيف له قرون ماعز وعيونٌ حمراءٌ مشقوقة ولونه أسود مرعب وحجمه ضخمٌ وهائل، ومن جهةٍ أخرى جاء وصف الغولة في أساطير أخرى بأنها ذات شعرٍ كثيفٍ طويل يقطر زيتًا وملامح مرعبة وأسنان حادة وجسد مشوه وأقدام ماعز أو حمار وربما ذيل ماعز ونظراتٍ مرعبة، وأنها حين تنام يخرج من بطنها أصوات صياح بشر ونهيق حميرٍ وغيرها من الكائنات التي تناولتها في يقظتها.

مكان وجودهم اختلف من أسطورةٍ شعبيةٍ لأخرى، فبلادٌ مطلةٌ على الأنهار جعلت منها كائنًا مائيًا يختفي تحت سطح الماء في النهار ولا يخرج ليعيث فسادًا إلا في جوف ظلمة الليل، وبعضها قيل أنه يسحب ضحاياه معه إلى الماء فيغرقهم ويأكلهم، وبلادُ أخرى تغزو أرضها الصحاري اعتبرتها كائنًا مولودًا من جوف ظلام القفر تظهر للتائهين والضائعين وتغوي الرجال بجمالها أو خداعها وتسوقهم إلى حتفهم وحين يطلع النهار تكون اختفت في قلب صحرائها، جعل ذلك التناقض وتضارب الأقوال والأساطير الأمر أكثر صعوبةً على التصديق فاعتبرها كثيرون كائنًا برمائيًا تستطيع العيش على اليابسة وفي الماء وهي تنام دهرًا وتستيقظ دهرًا، وقد تعجب الغولة بأحد الرجال فتخطفه وتختفي به سنينًا لتتزوجه وربما تنجب منه الأولاد ثم تتركه يعود لأرضه بعد ذلك، والغول الذكر قيل أنه يتنكر في هيئة عجوزٍ لطيف يجذب الأطفال من حوله فيستدرجهم ثم يأكلهم، وعلى جانبٍ آخر بجانب المكر والخداع فقيل عنهم الوحشية فهم لا يلجؤون للخداع دومًا وإنما في بعض الأحيان، أما في أحيانٍ أخرى فهم يفترسون فريستهم كالضواري بوقد كانت أسطورة الغول من قوتها وانتشارها أن ذُكرت في كثيرٍ من الأدبيات والأشعار والقصائد وعلى ألسنة الأدباء العرب مرارًا، ومما يُحكى عنه أنه يموت من ضربةٍ واحدة فإن أثنيت عليها عادت له قوته وحياته وانتقم منك، وهو ما كان يستخدمه في خداع من يحاولون قتله فيتوسل إليهم أن يثنوا عليه الضربة ليرحموه من عذابه فإن فعلوا عاد لقوته وعنفوانه ومزقهم

الغول الإغريقي
صحيحٌ أن الغول كانت أسطورةً عربيةً لكن ذلك لا يعني أن بقية الحضارات حول العالم لم تجد لنفسها مقعدًا في جلسة الأساطير تلك فكل حضارةٍ حملت أسطورة الغول الخاصة بها وقصصها ذات الطابع الشعبي الأقرب لمجتمعاتها، دائمًا ما كانت الحضارة الإغريقية ذات أساطيرٍ أكثر غرابةً وتحمل طابعًا ومسحةً إغريقية! لا أجد وصفًا آخر يصف الأساطير الإغريقية سوى بأنها إغريقيةٌ جدًا بطابعٍ مميز جعلك تدرك أنك في صدد أسطورةٍ من أساطيرهم، كان الإغريق يعتبرون الغيلان كائناتٍ همجية عنيفة وشهوانية ومحدودة الذكاء، كما أنها تعشق الخمور والسكر وتتبع النساء وتخطفهم، وهو ما انتقل مع الوقت بنفس الطريقة أو بتحريفٍ بسيط إلى بلاد شرق آسيا وجعلهم يؤمنون بحقيقة الغيلان كما قال الإغريق وأنهم كانوا يسكنون الجبال ويتخفون فيها، عندها قام جماعةٌ من رهبان التبت بنصب كمينٍ لهم فجاؤوا بالخمور وشراب الأرز والسكاكين الحقيقية والمزيفة، فشرب بوابين الجبال ورقصوا وتظاهروا بالسكر وبدؤوا يطعنون بعضهم بالسكاكين المزيفة، وبعد انسحابهم نزل الغيلان فشربوا الخمر الحقيقي الذي تركوه قاصدين وأمسكوا بالسكاكين الحقيقية وبدؤوا بطعن بعضهم البعض حتى ماتوا جميعًا ولم يتبقَ منهم سوى غولٌ واحد، يقل أنه يظهر من حينٍ لآخر هناك.

الغول في أساطير الغرب
كانت هناك أساطير أخرى عن الغيلان كثيرة عبر أنحاء العالم وكانت إحداها مرتبطةً ارتباطًا عميقًا بأسطورة أكلة لحوم البشر، وجاء ذلك الترابط من حقيقة كون الغيلان تأكل لحوم البشر هي الأخرى فكانت الأسطورة أن أي إنسانٍ يأكل لحم البشر يصبح غير قادرٍ على التوقف عنه، ومع الاستمرار في تناول لحوم البشر يتحول إلى غولٍ وحشيٍ مع الوقت فيكبر ويستطيل جسده وتظهر له الحوافر والأنياب وتختفي صفاته الآدمية مع الوقت ويقل ذكاءً لكنه يملك ما يكفيه من الذكاء لعملية توفير الطعام لنفسه، فهو يجد مخبأً أمينًا فيختطف ضحاياه ويحتجزهم في ذلك المخبأ محافظًا عليهم على قيد الحياة حتى يتسنى له أن يجد عددًا لا بأس به من الوجبات الطازجة عندما يصيبه الجوع، وقيل أن هذا الغول لا يقتله سوى إشعال النيران فيه، ومن ناحيةٍ أخرى ظهرت أساطير أخرى تربط بين الجان والغيلان في كائنٍ كبيرٍ ضخم أشبه بالبشر لكن جسده يحمل الكثير من النقوش الغريبة وملامحه مرعبة وهو يقوم باختطاف ضحاياه وتعليقهم وقتلهم ببطء وامتصاص دمائهم بينما يدخل ضحاياه في حالةٍ من الهلوسة وفقدان الوعي فلا يشعرون بأي شيء ولا يبدون أي مقاومة، وقيل أن هذا الغول لا يمكن قتله إلا بطعنه بسكينٍ عليه دم حمل.
 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل