مرحبا بكم أعضاء المنتدى الجميل والذين تتشرف مدونتي بزيارتهم تم بفضل الله إفتتاح هذه المدونة بعد تردد كبير بإذن الله ومن خلال مدونتي أقديم الإفادة لكم اتمنى لكم وقضى وقت طيب هنا
ما أعظم وأشرف تلاوة القرآن وتدبره في كل وَقت، لكن شَرف تلاوته وتدبره في الصَّلوات الخمس المكتوبة أعلى وأرفع، ففي الحَديث القدسي: ((ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه))، وهذه الصَّلوات الخَمسُ أعظَمُ الفرائض بعد التوحيد وأجَلُّها، قال شيخُ الإسلام ابنُ تَيميَّة رحمه الله : ((ومَا وَردَ مِن الفَضلِ لقَارئ القُرآن يَتنَاولُ المُصلِّي أعظَمَ ممَّا يتَناولُ غَيرَه))، وإن شئتَ أيضًا قُل: وما ورد من الفَضل لمن يتدَبَّر القرآن يتناول المُصَلِّي أعظم مما يتناول غيره. فحري بالمسلم أن يجاهد نفسه على تدبر القرآن في صلاته؛ ولا سيما سورة الفاتحة المُتكررة في كل ركعة، وأن يتدبر ما يتلوه أو يسمعه؛ ما يَتلوه في الصَّلاة السرية، أو يَسمعه في الصلاة الجَهرية، فإن مُجَاهدة النَّفس على هذا التدبُّر من أنفع ما يكونُ للعبد، ومن أبلغ ما يكون في تَحقيق الخُشوع في الصلاة، وحُضور القلب فيها، ممَّا يُحقِّق للعَبد كمالَ الثواب وعظيم الأجر في صلاته،وليس للمَرء من صلاته إلا مَا عَقَل منها.
قال ابن القيم رحمه الله: ((وعلامة قبول عملك : احتقاره واستقلاله وصغره في قلبك حتى إن العارف ليستغفر الله عقيب طاعته وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة استغفر الله ثلاثا وأمر الله عباده بالاستغفار عقيب الحج ومدحهم على الاستغفار عقيب قيام الليل
وشرع النبي صلى الله عليه وسلم عقيب الطهور التوبة والاستغفار، فمن شهد واجب ربه ومقدار عمله وعيب نفسه : لم يجد بدا من استغفار ربه منه
واحتقاره إياه واستصغاره)). مدارج السالكين(2/62).
عن محمد بن كعب القرضي رحمه الله قال:«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا ، جَعَلَ فِيهِ ثَلاَثَ خِصَالٍ : فِقْهًا فِي الدِّينِ ،وَزَهَادَةً فِي الدُّنْيَا ،وَبَصَرًا بِعُيُوبِهِ». الزهد لابن المبارك (282). أما الفقه في الدين فهو باب الخير ومدخله،وأما الزهادة في الدنيا ففيها السلامة من القواطععن الخير والشواغل عن تحصيله،وأما
التبصر بعيوب النفس فبوابة التوبةوسبيل الأوبة إلى طريق الخير.
قال ابن حجر في ” التهذيب 3/ 572 “ ، وقال النسائي في ” الضعفاء “:
الكذَّابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعة: إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة، ومُقاتل بخُراسان،ومحمد بن سعيد المصلوب بالشَّام، والواقديُّ ببغداد. نقلت : مقاتل بن سليمان،و الواقديتجدهما كثيرا في مرويات السيرة و التفسير فتنبّه !
قال الله تعالى/ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) سورة الفرقان { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } أي: لا يحضرون الزورأي: القول والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة، كالخوض في آيات الله والجدال الباطل والغيبة والنميمة والسب والقذف والاستهزاء والغناء المحرم وشرب الخمر وفرش الحرير، والصور ونحو ذلك، وإذا كانوا لا يشهدون الزور فمن باب أولى وأحرى أن لا يقولوه ويفعلوه.
وشهادة الزور داخلة في قول الزور تدخل في هذه الآية بالأولوية، { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ } وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فيه فائدة دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم { مَرُّوا كِرَامًا } أي: نزهوا أنفسهم وأكرموها عن الخوض فيه ورأوا أن الخوض فيه وإن كان لا إثم فيه فإنه سفه ونقص للإنسانية والمروءة فربأوا بأنفسهم عنه.
وفي قوله: { وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ } إشارة إلى أنهم لا يقصدون حضوره ولا سماعه، ولكن عند المصادفة التي من غير قصد يكرمون أنفسهم عنه.