[TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg]
[TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg]
مرحبا أيها البشريون
با33
هذه هي قصتي الجديدة عنوانها : السفاحة ميري عاشقة البط.. أتمنى أن تعجبكم.
لا أظن أن في القصة أشياء مرعبة، لكن مع ذلك من يخاف من هذه الأشياء أرجو ألا يقرأها.
أعتذر عن حجب بعض الكلمات بسبب الخلفية فهذا خارج عن إرادتي.. لكن يمكنكم الارتجال.. أظهروا الكاتب الذي في داخلكم.
حسنا لنبدأ.
استيقظت فجأة، و وجدت نفسي في سريري و أنا ألهث و كأنني عداء مسافات طويلة، وجدت ملابسي مبللة من شدة تعرقي، نظرت إلى الساعة فوجدتها الثانية بعد منتصف الليل، فقمت بخطوات ثقيلة و غيرت ملابسي، إذ لم أكن أجرؤ على الاستحمام في وقت كهذا، عدت إلى سريري و بدأت أنظر إلى السقف حتى خيل إلي أنني بدأت أضيع بين زخارفه، لكن لماذا الاستغراب؟ على كل حال، ليست هذه أول مرة يراودني فيها حلم غريب كهذا، سأنام فحسب.
لكن هيهات هيهات، كيف يمكنني أن أغلق جفوني و أنا لا أعلم حتى ما الذي يعنيه كل هذا؟ و لماذا أنا من بين كل الناس؟ و هل هذا حلم حقا؟
بدأت حينئذ أسترجع شريط ذكرياتي و كيف انتهى بي الأمر بهذا الشكل، لقد بدأ كل شيء في ذلك اليوم الذي لن تضمحل آثاره من ذاكرتي، زرت أنا و والدي بيتنا الصيفي في جزيرة خلابة و أقمنا فيه لأيام، و قد كان لي هناك صديقان، الأولى فتاة تدعى آكاني و الثاني فتى يدعى جيريمي لكننا ندعوه جيري، كنا نحن الثلاثة في مرحلتنا الأخيرة من الثانوية هذه السنة و كنت متشوقة للقائهما للغاية، إذ نحن لا نلتقي إلا في العطل الصيفية منذ أن كنا أطفالا.
مر اليومان الأولان بشكل سلس و كما كان مخططا له، و في اليوم الثالث قرر صديقاي التخييم في الغابة ليلا، يمكنكم القول أنني لست من ذاك النوع المميز من البشر، إذ لا أمتلك أية هواية أو موهبة، لهذا لا أحب أن أظهر ضعيفة أمام أصدقائي، فما كان مني إلا الموافقة على اقتراحهما رغم الخوف الذي انتابني من مجرد فكرة أن أبيت في العراء.
أعددنا كل شيء و وافق والداي بعد عناء، فذهبنا إلى منتصف الغابة و نصبنا خيمتنا و عند حلول منتصف الليل، كنا مجتمعين في الداخل نتجاذب أطراف الحديث.
آكاني : الغابة هادئة للغاية.
جيريمي : جيد.. إنه مناخ مناسب لأحكي لكما قصصي المرعبة هههه (ضحكة شريرة مازحة)
أنا : كفى يا جيري.. أنت تبالغ.
آكاني : أساسا قصصك دائما مملة و لا تفيد في شيء.
جيريمي : اسمعا هذه و أخبراني برأيكما بعد ذلك.
وافقت آكاني بينما اكتفيت بإيماءة خفيفة متوترة.
جيريمي : هذه قصة حقيقية.. تحكي عن سفاحة أرعبت الجزيرة، بل البلدة بأكملها و روعتها على مدى سنوات منذ قرون طويلة.. لقد كانت سفاحة عرفت باسم ميري عاشقة البط.. إذ كانت تختار ضحاياها من النساء المتزوجات اللواتي أنجبن فتيانا فقط و كلما قتلت إحداهن كانت تترك بجانب جثتها ريشة بطة صفراء، المهم، لقد كان لميري سبعة أطفال و تزوجت أكثر من خمس مرات، و يقال أنها كانت تقتل أزواجها الواحد تلو الآخر، و قد كانوا كلهم متشابهين، كما يشاع أنها قد قتلت بعض أطفالها و أطعمتهم للبط..
آكاني : و لماذا كانت تختار ضحاياها من هذا النوع فقط؟
جيريمي : يقال أن هذا قد كان لأن ميري قد تم خداعها من طرف زوجها الأول الذي كان الوحيد الذي أحبته حقا، و أنجبت منه ولدا لكنه مات في طفولته بسبب مرض خطير، بينما تركها زوجها بعد أن جردها من أموالها.
آكاني : و ماذا حدث لها بعد ذلك؟
جيريمي : اختفت إلى الأبد بعد انكشاف أمرها و يشاع أنها قد ألقت بنفسها في البحر و لم يتم إيجادها حتى هذا اليوم.
آكاني : تستحق ذلك.. بل أكثر.. فلا يحق لها سلب حياة الناس هكذا.
شعرت بحرارة جسمي ترتفع فجأة بعد سماع كلام آكاني، فأغمضت عيني و بعد ذلك فتحتهما لأجد نفسي أرضا و أرى وجهي صديقي المرتعبين.
أنا : ما الذي حدث لي؟ ما بكما تنظران إلي هكذا؟
آكاني : اهدئي هانابي.
أنا : لكنني هادئة بالفعل.. أخبراني.. ما الذي حدث لي؟
جيريمي : عندما قالت آكاني قبل قليل أن ميري تستحق ما حدث لها.. تهجمت عليها و قمت بخنقها و أنت تصرخين : أنا لم أفعل ذلك! كيف تجرئين على اتهامي؟.. و بعد ذلك فقدت وعيك و ها أنت ذا.
أنا : أنا؟ أنا فعلت ذلك؟ لا يعقل.. كفى مزاحا هههه (ضحكة متوترة)
لكن ضحكتي تلاشت شيئا فشيئا بعد أن رأيت ملامحهما الجادة.
نمنا تلك الليلة و تجنبنا الحديث في الموضوع، و لكنني حلمت بأمر غريب :
كنت في مكان مجهول لكنه مألوف، كنت أشعر بشعور غريب، فقوام جسمي تغير، و ملابسي قد صارت عبارة عن فستان طويل مهترئ و قديم، و عندما لمست وجهي كانت الصدمة: لا أدري ما كان هذا بحق الجحيم، لكنني متأكدة من شيء واحد، أنا لست أنا.
فجأة جاء إلي طفل صغير و بدأ يصرخ : أمي، أمي، تعالي بسرعة، لقد وقع توم في النهر.
بدأت أتلفت حولي لكن ما من مفر، لقد كان الطفل يخاطبني أنا.
فجأة اندفعت دون شعور و هببت إلى النهر و قد كنت ألبس فستانا قديما أسود اللون جعلني أتعثر عند كل خطوة، يا للغرابة!
وقف الطفل بمحاذاة النهر و بدأ ينادي : تووووم! تووووم! أين أنت؟
فجأة رأيت طفلا آخر يتمسك بصخرة و التيار يكاد يحوله إلى أشلاء، و سرعان ما حملت غصن شجرة عملاقا و مددت له يد العون و سحبته إلى بر الأمان.
فقلت له : هل أنت بخير؟ عزيزي توم؟
عانقني ذاك الطفل و بادلته العناق دون شعور و قال : أحبك ماما.
يا لها من وضعية لا أحسد عليها، أنا الآن في مكان لا أعرفه، أعانق طفلا يزعم بأنني أمه، كما أنني فقدت التحكم في جسدي، أي إن كل حركاتي و أقوالي تخضع لشخص آخر، أنا كنت فقط بمثابة المتفرج الذي ليس بيده حيلة.
استيقظت فجأة و أدركت أنه قد كان مجرد حلم.. أم هل هو كابوس؟ لا أدري.
و في اليوم التالي، حلمت بأمر يشبه هذا، و هذه المرة اكتشفت أن من كنت بداخل جسدها كانت ميري، و منذ ذلك الحين و أنا في كل ليلة أنتقل إلى الأزمنة الغابرة لأشهد تصرفات ميري دون أن أتحكم بها، و بدأت أعيش يومي صباحا ثم أعيش على أنني ميري في أحلامي ليلا، حياة مزدوجة، وضعية مضنية.
مرت شهور على ذلك و في كل ليلة أعيش حياة ميري.. كنت متأكدة أن الأمر ليس حلما، لقد كانت روحي تغادر جسدي حقا، ففي أحد الأيام، حاولت أمي إيقاظي ليلا بينما كنت أعيش يوم ميري، و بدأن تصرخ لأنني لم أكن أتنفس.. لقد ظنتني ميتة، و لحسن حظي أنني قد عدت إلى جسدي قبل أن تبدأ المشاكل، و هدأت أمي التي اعتبرت الأمر معجزة.
توقف شريط ذكرياتي هنا.. و أنا مستلقاة على السرير أنظر إلى ذلك السقف في ليلة مقمرة موحشة.
أنا الآن أعلم أمرا واحدا، و هو أن ميري ليست سفاحة و هي مجرد امرأة تكافح من أجل أطفالها، لقد كانت حياتها بائسة للغاية، و كان جميع أزواجها يتزوجونها لاستغلالها فقط لا غير، صحيح أنها تحب البط و تعطيهم الأولوية في حياتها و هذا أمر غريب جدا، لكنها يستحيل أن تقدم على قتل أحد، حتى أنني قد شهدت على أنها لم يسبق لها أن كانت في مسرح أي من تلك الجرائم، بل على العكس كانت تبغض أن يقوم المجرم باستعمال ريش البط المحبب إليها كعلامة على سلسلة جرائمه.
فجأة راودتني فكرة أغرب من الخيال جعلتني أشك في نفسي.. ماذا لو كانت ميري بداخلي الآن أنا أيضا؟ ماذا لو كانت خلال نومها تنتقل هي أيضا الى جسدي دون أن تستطيع التحكم به؟
واجهت الأمر و قررت فض المسألة فقلت بصوت عال في غرفتي : ميري.. هل أنت هنا؟
صمت لبرهة ثم أردفت : أنت في جسدي تشهدين حياتي و لا تستطيعين التحكم بي.. أليس كذلك؟أكملت قائلة : أعطني إشارة واحدة فقط على وجودك.
لم يحدث شيء، فقلت في نفسي : يا لني من حمقاء، أساسا كل حكاية ميري و عيشي حياتها مجرد حلم.
لكن فجأة بدأت يدي تتحرك من تلقاء نفسها بارتجاف، لم أستطع إيقافها، و كأن قوة جبارة كانت وراء ذلك، فجأة فقدت القدرة على الكلام و لكنني سمعت نفسي أقول : و أخيرا طلبت لقائي.
عادت إلي القدرة على الحديث فقلت : ميري.. هل ما يحدث معي حقيقي؟ هل أنت السبب في هذا؟
سمعت نفسي أقول من جديد دون وعي : أجل.. أجل..
هنا بدأ الحوار و كنت أتنقل بين وضعيتي المتحكم و غير المتحكم لأتحدث.
أنا : لم تفعلين بي هذا؟ ما المميز في؟ لماذا أنا من بين كل الناس؟
ميري : أنت من اخترتني و لست أنا من فعلت.
أنا : كلا.. أنا لم أفعل ذلك.
ميري : أنت لا تعيشين الآن حياة ميري.. أنت تتذكرين حياتك السابقة فقط.
أنا :ما هذا الهراء الذي تهذين به؟ لا يوجد شيء اسمه دورة الحياة.. لكل منا حياة واحدة فحسب!
تصرخ ميري بصوت هز قلبي المرتجف الضعيف قائلة : لا تستهزئي بي.. أنت طلبت شرحا و تفضلي ها هو ذا.. لقد قلت لك أن تلك حياتك السابقة.
استسلمت للأمر و أبديت اقتناعي بالرغم من أن ديني يدحض هذه النظرية و ليس لدي أي شك في ديني ، فقلت : هل هذا يعني أنك أنا؟ و أنا أنت؟
ميري : هذا صحيح.
أنا : و كيف تستطيعين الحديث معي إن كنا شخصا واحدا؟
ميري : انظري حولك جيدا.. لا أحد هنا يتحدث غيرك.
أنا : هذه سخرية.. فكلتانا نعلم أن هناك شخصان في هذا الجسد.
ميري : خطأ.. أنا عقلك الباطني.. أخاطبك عبر قراءة الأفكار.
أنا : و ما المطلوب مني؟ لماذا بدأت تذكر "حياتي السابقة" ؟
ميري : لأن جيريمي قد أعادها إلى ذكرياتك الباطنية.. الحيوات لا تنفصل عن أصحابها و ستكون نهايتنا واحدة.. في جسد واحد.
عدت إلى رشدي و هذه المرة لم تظهر ميري مهما حدثتها.. ما الذي تعنيه بالنهاية الموحدة؟ جلست أفكر فيما حدث، و فجأة غفوت.
هذه المرة كان حلما مختلفا : كنت في جسد ميري كالعادة، و كانت تبكي، و رغم محاولاتي، لم أتمكن من محاورتها، قام الجيش بالهجوم على منزلها، و انتشلوا منها أطفالها و لكنها تمكنت من الهرب و ظلت تركض في الغابة و أنا بداخلها، أحاول تهدئتها لكنها لا تسمعني، أشعر بالاختناق.
وقفت ميري فوق صخرة عالية تطل على هاوية في قاعها المحيط المجهول و بدأت تتمتم بكلمات أنا بنفسي لم أفهمها، و فجأة رأيت نورا يصعد إلى السماء و شعرت بأنني تحررت، أنا الآن
أنا الآن أستطيع التحكم بجسدها.. ترى أين هي روحها؟ لا شك في ذلك.. لقد صعدت مع ذلك الضوء الساطع.
بقيت واقفة على حافة الهاوية على أمل أن تعود ميري، لكنها لم تعد، انتظرت لساعات، لكن ليس بعد، لقد مر الوقت الذي أعود فيه عادة إلى جسدي.. لا مفر من ذلك... أنا عالقة لا محالة.
فجأة سمعت ضجيجا مدويا، كان أعضاء الجيش قريبين من المكان.
لم يكن لدي الخيار...
فألقيت بنفسي من الهاوية... كلا لم أفعل، هناك بطة دفعتني.. و عندما كنت أسقط لقد رأيتها.. لقد كانت تضحك.... بشر.. بشر
أنا أكره البط و أمقته... كثيرا...
لم أعد بعد ذلك إلى جسدي، أو إلى جسد ميري... و كل هذا بسبب البط.[/TBL][/TBL][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg][/tbl][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg][/tbl][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg]
هذه هي قصتي مع ميري عاشقة البط.[/TBL][/TBL][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg][/tbl][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg][/tbl][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg]
و هذه هي نهايتي. [/TBL] [/TBL][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][/tbl]
[TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg]
مرحبا أيها البشريون
با33
هذه هي قصتي الجديدة عنوانها : السفاحة ميري عاشقة البط.. أتمنى أن تعجبكم.
لا أظن أن في القصة أشياء مرعبة، لكن مع ذلك من يخاف من هذه الأشياء أرجو ألا يقرأها.
أعتذر عن حجب بعض الكلمات بسبب الخلفية فهذا خارج عن إرادتي.. لكن يمكنكم الارتجال.. أظهروا الكاتب الذي في داخلكم.
حسنا لنبدأ.
استيقظت فجأة، و وجدت نفسي في سريري و أنا ألهث و كأنني عداء مسافات طويلة، وجدت ملابسي مبللة من شدة تعرقي، نظرت إلى الساعة فوجدتها الثانية بعد منتصف الليل، فقمت بخطوات ثقيلة و غيرت ملابسي، إذ لم أكن أجرؤ على الاستحمام في وقت كهذا، عدت إلى سريري و بدأت أنظر إلى السقف حتى خيل إلي أنني بدأت أضيع بين زخارفه، لكن لماذا الاستغراب؟ على كل حال، ليست هذه أول مرة يراودني فيها حلم غريب كهذا، سأنام فحسب.
لكن هيهات هيهات، كيف يمكنني أن أغلق جفوني و أنا لا أعلم حتى ما الذي يعنيه كل هذا؟ و لماذا أنا من بين كل الناس؟ و هل هذا حلم حقا؟
بدأت حينئذ أسترجع شريط ذكرياتي و كيف انتهى بي الأمر بهذا الشكل، لقد بدأ كل شيء في ذلك اليوم الذي لن تضمحل آثاره من ذاكرتي، زرت أنا و والدي بيتنا الصيفي في جزيرة خلابة و أقمنا فيه لأيام، و قد كان لي هناك صديقان، الأولى فتاة تدعى آكاني و الثاني فتى يدعى جيريمي لكننا ندعوه جيري، كنا نحن الثلاثة في مرحلتنا الأخيرة من الثانوية هذه السنة و كنت متشوقة للقائهما للغاية، إذ نحن لا نلتقي إلا في العطل الصيفية منذ أن كنا أطفالا.
مر اليومان الأولان بشكل سلس و كما كان مخططا له، و في اليوم الثالث قرر صديقاي التخييم في الغابة ليلا، يمكنكم القول أنني لست من ذاك النوع المميز من البشر، إذ لا أمتلك أية هواية أو موهبة، لهذا لا أحب أن أظهر ضعيفة أمام أصدقائي، فما كان مني إلا الموافقة على اقتراحهما رغم الخوف الذي انتابني من مجرد فكرة أن أبيت في العراء.
أعددنا كل شيء و وافق والداي بعد عناء، فذهبنا إلى منتصف الغابة و نصبنا خيمتنا و عند حلول منتصف الليل، كنا مجتمعين في الداخل نتجاذب أطراف الحديث.
آكاني : الغابة هادئة للغاية.
جيريمي : جيد.. إنه مناخ مناسب لأحكي لكما قصصي المرعبة هههه (ضحكة شريرة مازحة)
أنا : كفى يا جيري.. أنت تبالغ.
آكاني : أساسا قصصك دائما مملة و لا تفيد في شيء.
جيريمي : اسمعا هذه و أخبراني برأيكما بعد ذلك.
وافقت آكاني بينما اكتفيت بإيماءة خفيفة متوترة.
جيريمي : هذه قصة حقيقية.. تحكي عن سفاحة أرعبت الجزيرة، بل البلدة بأكملها و روعتها على مدى سنوات منذ قرون طويلة.. لقد كانت سفاحة عرفت باسم ميري عاشقة البط.. إذ كانت تختار ضحاياها من النساء المتزوجات اللواتي أنجبن فتيانا فقط و كلما قتلت إحداهن كانت تترك بجانب جثتها ريشة بطة صفراء، المهم، لقد كان لميري سبعة أطفال و تزوجت أكثر من خمس مرات، و يقال أنها كانت تقتل أزواجها الواحد تلو الآخر، و قد كانوا كلهم متشابهين، كما يشاع أنها قد قتلت بعض أطفالها و أطعمتهم للبط..
آكاني : و لماذا كانت تختار ضحاياها من هذا النوع فقط؟
جيريمي : يقال أن هذا قد كان لأن ميري قد تم خداعها من طرف زوجها الأول الذي كان الوحيد الذي أحبته حقا، و أنجبت منه ولدا لكنه مات في طفولته بسبب مرض خطير، بينما تركها زوجها بعد أن جردها من أموالها.
آكاني : و ماذا حدث لها بعد ذلك؟
جيريمي : اختفت إلى الأبد بعد انكشاف أمرها و يشاع أنها قد ألقت بنفسها في البحر و لم يتم إيجادها حتى هذا اليوم.
آكاني : تستحق ذلك.. بل أكثر.. فلا يحق لها سلب حياة الناس هكذا.
شعرت بحرارة جسمي ترتفع فجأة بعد سماع كلام آكاني، فأغمضت عيني و بعد ذلك فتحتهما لأجد نفسي أرضا و أرى وجهي صديقي المرتعبين.
أنا : ما الذي حدث لي؟ ما بكما تنظران إلي هكذا؟
آكاني : اهدئي هانابي.
أنا : لكنني هادئة بالفعل.. أخبراني.. ما الذي حدث لي؟
جيريمي : عندما قالت آكاني قبل قليل أن ميري تستحق ما حدث لها.. تهجمت عليها و قمت بخنقها و أنت تصرخين : أنا لم أفعل ذلك! كيف تجرئين على اتهامي؟.. و بعد ذلك فقدت وعيك و ها أنت ذا.
أنا : أنا؟ أنا فعلت ذلك؟ لا يعقل.. كفى مزاحا هههه (ضحكة متوترة)
لكن ضحكتي تلاشت شيئا فشيئا بعد أن رأيت ملامحهما الجادة.
نمنا تلك الليلة و تجنبنا الحديث في الموضوع، و لكنني حلمت بأمر غريب :
كنت في مكان مجهول لكنه مألوف، كنت أشعر بشعور غريب، فقوام جسمي تغير، و ملابسي قد صارت عبارة عن فستان طويل مهترئ و قديم، و عندما لمست وجهي كانت الصدمة: لا أدري ما كان هذا بحق الجحيم، لكنني متأكدة من شيء واحد، أنا لست أنا.
فجأة جاء إلي طفل صغير و بدأ يصرخ : أمي، أمي، تعالي بسرعة، لقد وقع توم في النهر.
بدأت أتلفت حولي لكن ما من مفر، لقد كان الطفل يخاطبني أنا.
فجأة اندفعت دون شعور و هببت إلى النهر و قد كنت ألبس فستانا قديما أسود اللون جعلني أتعثر عند كل خطوة، يا للغرابة!
وقف الطفل بمحاذاة النهر و بدأ ينادي : تووووم! تووووم! أين أنت؟
فجأة رأيت طفلا آخر يتمسك بصخرة و التيار يكاد يحوله إلى أشلاء، و سرعان ما حملت غصن شجرة عملاقا و مددت له يد العون و سحبته إلى بر الأمان.
فقلت له : هل أنت بخير؟ عزيزي توم؟
عانقني ذاك الطفل و بادلته العناق دون شعور و قال : أحبك ماما.
يا لها من وضعية لا أحسد عليها، أنا الآن في مكان لا أعرفه، أعانق طفلا يزعم بأنني أمه، كما أنني فقدت التحكم في جسدي، أي إن كل حركاتي و أقوالي تخضع لشخص آخر، أنا كنت فقط بمثابة المتفرج الذي ليس بيده حيلة.
استيقظت فجأة و أدركت أنه قد كان مجرد حلم.. أم هل هو كابوس؟ لا أدري.
و في اليوم التالي، حلمت بأمر يشبه هذا، و هذه المرة اكتشفت أن من كنت بداخل جسدها كانت ميري، و منذ ذلك الحين و أنا في كل ليلة أنتقل إلى الأزمنة الغابرة لأشهد تصرفات ميري دون أن أتحكم بها، و بدأت أعيش يومي صباحا ثم أعيش على أنني ميري في أحلامي ليلا، حياة مزدوجة، وضعية مضنية.
مرت شهور على ذلك و في كل ليلة أعيش حياة ميري.. كنت متأكدة أن الأمر ليس حلما، لقد كانت روحي تغادر جسدي حقا، ففي أحد الأيام، حاولت أمي إيقاظي ليلا بينما كنت أعيش يوم ميري، و بدأن تصرخ لأنني لم أكن أتنفس.. لقد ظنتني ميتة، و لحسن حظي أنني قد عدت إلى جسدي قبل أن تبدأ المشاكل، و هدأت أمي التي اعتبرت الأمر معجزة.
توقف شريط ذكرياتي هنا.. و أنا مستلقاة على السرير أنظر إلى ذلك السقف في ليلة مقمرة موحشة.
أنا الآن أعلم أمرا واحدا، و هو أن ميري ليست سفاحة و هي مجرد امرأة تكافح من أجل أطفالها، لقد كانت حياتها بائسة للغاية، و كان جميع أزواجها يتزوجونها لاستغلالها فقط لا غير، صحيح أنها تحب البط و تعطيهم الأولوية في حياتها و هذا أمر غريب جدا، لكنها يستحيل أن تقدم على قتل أحد، حتى أنني قد شهدت على أنها لم يسبق لها أن كانت في مسرح أي من تلك الجرائم، بل على العكس كانت تبغض أن يقوم المجرم باستعمال ريش البط المحبب إليها كعلامة على سلسلة جرائمه.
فجأة راودتني فكرة أغرب من الخيال جعلتني أشك في نفسي.. ماذا لو كانت ميري بداخلي الآن أنا أيضا؟ ماذا لو كانت خلال نومها تنتقل هي أيضا الى جسدي دون أن تستطيع التحكم به؟
واجهت الأمر و قررت فض المسألة فقلت بصوت عال في غرفتي : ميري.. هل أنت هنا؟
صمت لبرهة ثم أردفت : أنت في جسدي تشهدين حياتي و لا تستطيعين التحكم بي.. أليس كذلك؟أكملت قائلة : أعطني إشارة واحدة فقط على وجودك.
لم يحدث شيء، فقلت في نفسي : يا لني من حمقاء، أساسا كل حكاية ميري و عيشي حياتها مجرد حلم.
لكن فجأة بدأت يدي تتحرك من تلقاء نفسها بارتجاف، لم أستطع إيقافها، و كأن قوة جبارة كانت وراء ذلك، فجأة فقدت القدرة على الكلام و لكنني سمعت نفسي أقول : و أخيرا طلبت لقائي.
عادت إلي القدرة على الحديث فقلت : ميري.. هل ما يحدث معي حقيقي؟ هل أنت السبب في هذا؟
سمعت نفسي أقول من جديد دون وعي : أجل.. أجل..
هنا بدأ الحوار و كنت أتنقل بين وضعيتي المتحكم و غير المتحكم لأتحدث.
أنا : لم تفعلين بي هذا؟ ما المميز في؟ لماذا أنا من بين كل الناس؟
ميري : أنت من اخترتني و لست أنا من فعلت.
أنا : كلا.. أنا لم أفعل ذلك.
ميري : أنت لا تعيشين الآن حياة ميري.. أنت تتذكرين حياتك السابقة فقط.
أنا :ما هذا الهراء الذي تهذين به؟ لا يوجد شيء اسمه دورة الحياة.. لكل منا حياة واحدة فحسب!
تصرخ ميري بصوت هز قلبي المرتجف الضعيف قائلة : لا تستهزئي بي.. أنت طلبت شرحا و تفضلي ها هو ذا.. لقد قلت لك أن تلك حياتك السابقة.
استسلمت للأمر و أبديت اقتناعي بالرغم من أن ديني يدحض هذه النظرية و ليس لدي أي شك في ديني ، فقلت : هل هذا يعني أنك أنا؟ و أنا أنت؟
ميري : هذا صحيح.
أنا : و كيف تستطيعين الحديث معي إن كنا شخصا واحدا؟
ميري : انظري حولك جيدا.. لا أحد هنا يتحدث غيرك.
أنا : هذه سخرية.. فكلتانا نعلم أن هناك شخصان في هذا الجسد.
ميري : خطأ.. أنا عقلك الباطني.. أخاطبك عبر قراءة الأفكار.
أنا : و ما المطلوب مني؟ لماذا بدأت تذكر "حياتي السابقة" ؟
ميري : لأن جيريمي قد أعادها إلى ذكرياتك الباطنية.. الحيوات لا تنفصل عن أصحابها و ستكون نهايتنا واحدة.. في جسد واحد.
عدت إلى رشدي و هذه المرة لم تظهر ميري مهما حدثتها.. ما الذي تعنيه بالنهاية الموحدة؟ جلست أفكر فيما حدث، و فجأة غفوت.
هذه المرة كان حلما مختلفا : كنت في جسد ميري كالعادة، و كانت تبكي، و رغم محاولاتي، لم أتمكن من محاورتها، قام الجيش بالهجوم على منزلها، و انتشلوا منها أطفالها و لكنها تمكنت من الهرب و ظلت تركض في الغابة و أنا بداخلها، أحاول تهدئتها لكنها لا تسمعني، أشعر بالاختناق.
وقفت ميري فوق صخرة عالية تطل على هاوية في قاعها المحيط المجهول و بدأت تتمتم بكلمات أنا بنفسي لم أفهمها، و فجأة رأيت نورا يصعد إلى السماء و شعرت بأنني تحررت، أنا الآن
أنا الآن أستطيع التحكم بجسدها.. ترى أين هي روحها؟ لا شك في ذلك.. لقد صعدت مع ذلك الضوء الساطع.
بقيت واقفة على حافة الهاوية على أمل أن تعود ميري، لكنها لم تعد، انتظرت لساعات، لكن ليس بعد، لقد مر الوقت الذي أعود فيه عادة إلى جسدي.. لا مفر من ذلك... أنا عالقة لا محالة.
فجأة سمعت ضجيجا مدويا، كان أعضاء الجيش قريبين من المكان.
لم يكن لدي الخيار...
فألقيت بنفسي من الهاوية... كلا لم أفعل، هناك بطة دفعتني.. و عندما كنت أسقط لقد رأيتها.. لقد كانت تضحك.... بشر.. بشر
أنا أكره البط و أمقته... كثيرا...
لم أعد بعد ذلك إلى جسدي، أو إلى جسد ميري... و كل هذا بسبب البط.[/TBL][/TBL][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg][/tbl][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg][/tbl][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg]
هذه هي قصتي مع ميري عاشقة البط.[/TBL][/TBL][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg][/tbl][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg][/tbl][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][TBL=https://www.radiozamaneh.com/u/wp-content/uploads/2014/03/corporate.black_.v-full.jpg]
و هذه هي نهايتي. [/TBL] [/TBL][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][/tbl][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][/tbl]
[/TBL][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg][/TBL][TBL=https://img00.deviantart.net/e8f4/i/2011/234/e/1/rubber_ducky_the_cyborg_by_phlip627-d47frik.jpg]
التعديل الأخير: