[TBL=https://pbs.twimg.com/profile_images/928509598423711745/sJ-eTfw7_400x400.jpg]
[/TBL][TBL=http://www.solidbackgrounds.com/images/2560x1440/2560x1440-black-solid-color-background.jpg][/TBL]
[TBL=http://www.solidbackgrounds.com/images/2560x1440/2560x1440-black-solid-color-background.jpg][/TBL][TBL=http://www.solidbackgrounds.com/images/2560x1440/2560x1440-black-solid-color-background.jpg][/TBL][TBL=http://www.solidbackgrounds.com/images/2560x1440/2560x1440-black-solid-color-background.jpg][/TBL][TBL=http://www.solidbackgrounds.com/images/2560x1440/2560x1440-black-solid-color-background.jpg][/TBL]
مرحبا أيها الأرضيون با33
لقد جئت بقصة جديدة عنوانها : "نداء غراب أعمى"
أتمنى أن تعجبكم
لقد كتبت هذه القصة في البداية كموضوع في امتحان للغة الفرنسية و أخذت عليها العلامة الكاملة
فأعدت كتابتها باللغة العربية لأشاركها معكم
لا أظن أن القصة مرعبة لكن مع ذلك أرجو من ذوي القلوب الضعيفة ألا يقرؤوها
لقد قمت بكتابتها أكثر من 3 مرات و انمحت بالخطإ لدرجة كدت أصاب معها بسكتة قلبية
لكنني أعدت كتابتها
هيا نبدأ
لقد جئت بقصة جديدة عنوانها : "نداء غراب أعمى"
أتمنى أن تعجبكم
لقد كتبت هذه القصة في البداية كموضوع في امتحان للغة الفرنسية و أخذت عليها العلامة الكاملة
فأعدت كتابتها باللغة العربية لأشاركها معكم
لا أظن أن القصة مرعبة لكن مع ذلك أرجو من ذوي القلوب الضعيفة ألا يقرؤوها
لقد قمت بكتابتها أكثر من 3 مرات و انمحت بالخطإ لدرجة كدت أصاب معها بسكتة قلبية
لكنني أعدت كتابتها
هيا نبدأ
كان يوما جميلا، كنت عائدة من الثانوية إلى البيت مع صديقتي سيرا التي كانت فتاة محجبة في نفس صفي، جلسنا في محطة القطار الكهربائي، و بعد وصوله هممنا بالصعود، لكن شخصا أعمى باغتنا طالبا منا مساعدته على إيقاف سيارة أجرة لأن لا أحد قد وافق على مساعدته، ففاتنا القطار إثر موافقتنا على طلبه.. و يا ليتنا لم نفعل.
كنت أمشي في المقدمة أبحث عن سيارة أجرة بينما كانت سيرا متأبطة ذراع الكفيف حتى لا يخرج عن الرصيف، إذ لم أوافق على أن أكون مكانها لأنني كنت أشعر بعدم الارتياح ناحيته خاصة و أن طائرا أسود صغيرا قد كان يلاحقه طوال الوقت.. لا أعرف كيف لاحظ انزعاجي لكنه قال لي : هذا غاري.. صديقي المقرب.. و هو أعمى أيضا.
كنت أظن أنه يمزح.. لكنه في الحقيقة لم يكن كذلك.
وبعد طول عناء، نجحنا في إقناع سائق بأخذه معه إلى وجهته، فشكرنا و ذهب بينما استمريت و سيرا في طريقنا.
كنا نود العودة إلى محطة القطار الكهربائي، فجأة، اكفهر الجو و تنكرت المدينة بعباءتها السوداء متناسية ابتسامتها الصباحية، فعم الظلام بالرغم من أن الوقت قد كان عصرا.. يا للغرابة!
بعد برهة لاحظت أنا و سيرا أننا نمشي في حلقة مفرغة لا نهاية لها باختصار : لقد ضللنا الطريق ! كلا.. الطريق هي التي ضلتنا.. إذ كنا نحفظها كما نحفظ حروف أسمائنا.. لم يعد هناك أي شخص نسأله عن مكاننا... اختفى الجميع.. و كان عزاؤنا الوحيد هو أننا كنا مع بعضنا.. من الجيد أن يكون معك شخص يشاطرك معاناتك و يفهمها.
بعد قليل وصلنا إلى طريق مسدود، و عندما استدرنا لنعود أدراجنا وجدنا أن لا منفذ أمامنا.. لقد صرنا محتجزتين بين أربعة جدران في ومضة عين.. وضعية يرثى لها.
تجمد الدم في عروقي أمام هذا المنظر، و استدرت إلى سيرا.. حينها أصبت بصدمة ليس لها مثيل...
لم تكن تلك سيرا على أية حال، لقد كانت أنا.. فجأة لاحظت أمرا غريبا.. من أين أتى هذا الحجاب الذي أضعه على رأسي بحق الجحيم؟
لا مفر من ذلك.. مواجهة الحقيقة أمر ضروري.. لقد تبادلنا الأجساد.
أصيبت سيرا بحالة هستيرية و بدأت تصرخ، لم يسبق لي أن سمعت نفسي أصرخ بهذا القدر و القوة.. فقد كانت سيرا تصرخ بصوتي العزيز.
فجأة.. كست السماء غيمة من الغربان السوداء اللامعة فاشتدت الحلكة.
ظهر شخص مألوف أمامنا.. لا شك في ذلك.. إنه الكفيف، غير أن في هذه المرة كان على كتفه غراب أشد سوادا من غيره و كان يضع نظارات العمى هو أيضا.. لم تكن تلك السحنة لتخفى علي.. إنه الغراب غاري.. يا للغرابة.
الكفيف : مرحبا يا فتيات.. كيف حالكما؟
كانت سيرا غير قادرة على أن تنبس ببنت شفة، فتوليت زمام الأمور فقلت : ما الذي يعنيه هذا؟ ما الذي فعلته بنا يا هذا؟
الكفيف : مجرد سحر أسود لا أقل و لا أكثر.. لا تخافي.
أنا : ماذا الذي تريده منا ؟ أهكذا ترد الجميل؟
الكفيف : هدئي من روعك.. سأعيدك إلى جسدك.. لكن هناك شرطا.
أنا (بجدية حانقة) : ما هو؟
الكفيف : كما تعرفين.. أنا الآن أستطيع فعل أي شيء.. لكن هناك أمرا ينقصني.. البصر!
أنا : هذا ليس من شأني.
الكفيف : سيصبح من شأنك.. لأن الشرط هو أن تمنحاني عيناكما.. اثنتان لي و اثنتان لغاري.. غرابي المدلل.
صاح الغراب صيحة تنم عن السعادة و الفخر.. بينما كان هناك شخص يشعر بأنه سيصيح صيحة ذعر.. إنه أنا.
الكفيف : أرى أن لسانك السليط قد توقف عن الحديث.. اختاري.. هل تعطيانني أعينكما و تحرران؟ أم أقتلعهما من محجريهما و تظلان هنا إلى الأبد؟
لا جدوى من الأمر.. لقد لخص هذا الوغد حياتي في خيارين لا ثالث لهما.. و كل منهما أسوأ من الآخر.. يبدو أنني في النهاية لست قوية كما كنت أظن.
الكفيف : ما هو قرارك إذن؟
أنا : لماذا نحن بالضبط؟ لقد ساعدناك.. و أنت تكافئنا بهذه الطريقة؟
الكفيف : يا للقرف.. أكره الخير من كل قلبي.. إن شعور أن تتم مساعدتك من طرف شخص آخر لأنه أشفق عليك لأمر مقزز و ليس له أي معنى لأن المتواضع شخص يريد أن يمجده الناس فقط لا غير.. لقد كنت على وشك الإجهاز عليكما بمجرد أن وافقتما على مساعدتي.. لكنني فكرت بروية و قررت الاستفادة منكما.
ذرفت دمعة حارة سقطت على الأرض و ضاعت إلى الأبد.. يا لسخرية القدر.. لقد كنت قبل دقائق في فصلي أجيب عن سؤال أستاذي و أنا أفكر في ما قد تكون أمي قد أعدته للغذاء.. و ها أنا ذي أصارع لأجل البقاء.. و سيرا لم أعد أسمع لها صوتا منذ مدة.. لا بد و أنها قد فقدت وعيها.. أم أنها ماتت؟ لا أدري.. أساسا لم يعد أي شيء يهمني بعد الآن.
نظرت إلى السماء ثم إلى الكفيف... لحظة.. أين الكفيف؟ أين الغربان؟ أين الجدران الأربعة؟ و الأهم من كل ذلك... أين أنا؟
هل كان هذا توهما.. أمر وارد.. لكن لماذا لا زلت في جسد سيرا بحق الجحيم؟
اجتمع الناس حول سيرا الفاقدة للوعي، و استيقظت بعد قليل و عانقتني بشدة.. أنا أعانق نفسي.. شعور نادر.
اتفقنا بعد ذلك على أن كلا منا يجب أن تقيم في بيت الأخرى حتى لا يعلم أهلنا بالأمر.. من يعلم؟ فقد يؤذيهم ذاك الكفيف الذي سبب لنا كل هذا.
بعد أيام.. بلغني أن سيرا قد أصيبت بالجنون و هي في جسدي.. أي إنني أنا من أصبت بالجنون بالنسبة للناس.. يبدو أنها قد حكت الحكاية لوالدي و لم يصدقاها.. و بعد فترة.. سمعت أنها قد تم وضعها في مصحة للأمراض العقلية لأنها كلما رأت كفيفا أصيبت بحالة هستيرية.. و قد بلغ بها الأمر إلى أنها قد حاولت قتل كفيف في الشارع ذات يوم.. كنت أود إخبار الجميع بالحقيقة لأتمكن من إنقاذ سيرا.. لكنني خفت من أن يظنوا أنني مجنونة أيضا.
في إحدى الليالي، كنت نائمة في بيت سيرا كالعادة.. و عندما استيقظت صباحا، لم أجد نفسي هناك.. لقد كنت في غرفة غريبة.. و احزروا ماذا.. لقد عدت إلى جسدي.. فرحت كثيرا و لكن سرعان ما تبددت غبطتي.. لأنني اكتشفت أنني في مستشفى المجانين مكان سيرا.. باختصار.. لقد عدت إلى جسدي الذي كان في المصحة و لا بد و أن سيرا في بيتها الآن و هي في جسدها الأصلي.. حاولت إقناعهم أنني عاقلة لكنهم لم يصدقوني و عندما أخبرتهم بالقصة كاملة و أننا قد تبادلنا الأجساد، صعقوني بالكرسي الكهربائي و أعطوني إبرا مخدرة جعلت حالتي النفسية تصل إلى الحضيض.. أنا عالقة هنا منذ سنوات و لا أحد يصدقني و في كل يوم يأتي غراب أسود يصطدم بزجاج نافذة غرفتي ثم يذهب.. لا بد و أنه أعمى أيضا.. لا أعلم ما الذي حدث مع سيرا.. لماذا تركتني؟ يبدو أن هذا لأنها مجنونة حقا.. أو أنها خافت العودة إلى هنا.. على كل لا يمكنني لومها لأنني فعلت الشيء ذاته عندما كانت هي محتجزة هنا.. لم أعد أحتمل العيش مع المجانين، لقد بدأت أهلوس حقا.. و لا زال لا أحد يريد يصدقني.. إذا كنت تقرأ هذه السطور.. فهذا يعني أنني قد تركت هذا العالم و ذهبت إلى عالم آخر أشد حلكة و سوادا من ذاك الغراب الذي لا زالت ذكرى ندائه في قلبي و فؤادي.
لكنك أنت تصدقني أيها القارئ أليس كذلك؟
طوت الممرضة إليز تلك الورقة البائسة و وضعتها في جيبها ثم نظرت إلى وجه تلك الفتاة المحتقن البارد، تلك الفتاة التي تمردت على أحزانها و شنقت نفسها علها تجد من يفهمها.. فقالت الممرضة لتلك الجثة الهامدة و هي تذرف دمعة خافتة و تبتسم ابتسامة باهتة : أنا أصدقك..
ثم خرجت من الغرفة راكضة و هي تنادي على باقي الأطباء : انتحار.. حالة انتحار.. المريضة رقم 132 قد شنقت نفسها!
النهاية ؟؟!كنت أمشي في المقدمة أبحث عن سيارة أجرة بينما كانت سيرا متأبطة ذراع الكفيف حتى لا يخرج عن الرصيف، إذ لم أوافق على أن أكون مكانها لأنني كنت أشعر بعدم الارتياح ناحيته خاصة و أن طائرا أسود صغيرا قد كان يلاحقه طوال الوقت.. لا أعرف كيف لاحظ انزعاجي لكنه قال لي : هذا غاري.. صديقي المقرب.. و هو أعمى أيضا.
كنت أظن أنه يمزح.. لكنه في الحقيقة لم يكن كذلك.
وبعد طول عناء، نجحنا في إقناع سائق بأخذه معه إلى وجهته، فشكرنا و ذهب بينما استمريت و سيرا في طريقنا.
كنا نود العودة إلى محطة القطار الكهربائي، فجأة، اكفهر الجو و تنكرت المدينة بعباءتها السوداء متناسية ابتسامتها الصباحية، فعم الظلام بالرغم من أن الوقت قد كان عصرا.. يا للغرابة!
بعد برهة لاحظت أنا و سيرا أننا نمشي في حلقة مفرغة لا نهاية لها باختصار : لقد ضللنا الطريق ! كلا.. الطريق هي التي ضلتنا.. إذ كنا نحفظها كما نحفظ حروف أسمائنا.. لم يعد هناك أي شخص نسأله عن مكاننا... اختفى الجميع.. و كان عزاؤنا الوحيد هو أننا كنا مع بعضنا.. من الجيد أن يكون معك شخص يشاطرك معاناتك و يفهمها.
بعد قليل وصلنا إلى طريق مسدود، و عندما استدرنا لنعود أدراجنا وجدنا أن لا منفذ أمامنا.. لقد صرنا محتجزتين بين أربعة جدران في ومضة عين.. وضعية يرثى لها.
تجمد الدم في عروقي أمام هذا المنظر، و استدرت إلى سيرا.. حينها أصبت بصدمة ليس لها مثيل...
لم تكن تلك سيرا على أية حال، لقد كانت أنا.. فجأة لاحظت أمرا غريبا.. من أين أتى هذا الحجاب الذي أضعه على رأسي بحق الجحيم؟
لا مفر من ذلك.. مواجهة الحقيقة أمر ضروري.. لقد تبادلنا الأجساد.
أصيبت سيرا بحالة هستيرية و بدأت تصرخ، لم يسبق لي أن سمعت نفسي أصرخ بهذا القدر و القوة.. فقد كانت سيرا تصرخ بصوتي العزيز.
فجأة.. كست السماء غيمة من الغربان السوداء اللامعة فاشتدت الحلكة.
ظهر شخص مألوف أمامنا.. لا شك في ذلك.. إنه الكفيف، غير أن في هذه المرة كان على كتفه غراب أشد سوادا من غيره و كان يضع نظارات العمى هو أيضا.. لم تكن تلك السحنة لتخفى علي.. إنه الغراب غاري.. يا للغرابة.
الكفيف : مرحبا يا فتيات.. كيف حالكما؟
كانت سيرا غير قادرة على أن تنبس ببنت شفة، فتوليت زمام الأمور فقلت : ما الذي يعنيه هذا؟ ما الذي فعلته بنا يا هذا؟
الكفيف : مجرد سحر أسود لا أقل و لا أكثر.. لا تخافي.
أنا : ماذا الذي تريده منا ؟ أهكذا ترد الجميل؟
الكفيف : هدئي من روعك.. سأعيدك إلى جسدك.. لكن هناك شرطا.
أنا (بجدية حانقة) : ما هو؟
الكفيف : كما تعرفين.. أنا الآن أستطيع فعل أي شيء.. لكن هناك أمرا ينقصني.. البصر!
أنا : هذا ليس من شأني.
الكفيف : سيصبح من شأنك.. لأن الشرط هو أن تمنحاني عيناكما.. اثنتان لي و اثنتان لغاري.. غرابي المدلل.
صاح الغراب صيحة تنم عن السعادة و الفخر.. بينما كان هناك شخص يشعر بأنه سيصيح صيحة ذعر.. إنه أنا.
الكفيف : أرى أن لسانك السليط قد توقف عن الحديث.. اختاري.. هل تعطيانني أعينكما و تحرران؟ أم أقتلعهما من محجريهما و تظلان هنا إلى الأبد؟
لا جدوى من الأمر.. لقد لخص هذا الوغد حياتي في خيارين لا ثالث لهما.. و كل منهما أسوأ من الآخر.. يبدو أنني في النهاية لست قوية كما كنت أظن.
الكفيف : ما هو قرارك إذن؟
أنا : لماذا نحن بالضبط؟ لقد ساعدناك.. و أنت تكافئنا بهذه الطريقة؟
الكفيف : يا للقرف.. أكره الخير من كل قلبي.. إن شعور أن تتم مساعدتك من طرف شخص آخر لأنه أشفق عليك لأمر مقزز و ليس له أي معنى لأن المتواضع شخص يريد أن يمجده الناس فقط لا غير.. لقد كنت على وشك الإجهاز عليكما بمجرد أن وافقتما على مساعدتي.. لكنني فكرت بروية و قررت الاستفادة منكما.
ذرفت دمعة حارة سقطت على الأرض و ضاعت إلى الأبد.. يا لسخرية القدر.. لقد كنت قبل دقائق في فصلي أجيب عن سؤال أستاذي و أنا أفكر في ما قد تكون أمي قد أعدته للغذاء.. و ها أنا ذي أصارع لأجل البقاء.. و سيرا لم أعد أسمع لها صوتا منذ مدة.. لا بد و أنها قد فقدت وعيها.. أم أنها ماتت؟ لا أدري.. أساسا لم يعد أي شيء يهمني بعد الآن.
نظرت إلى السماء ثم إلى الكفيف... لحظة.. أين الكفيف؟ أين الغربان؟ أين الجدران الأربعة؟ و الأهم من كل ذلك... أين أنا؟
هل كان هذا توهما.. أمر وارد.. لكن لماذا لا زلت في جسد سيرا بحق الجحيم؟
اجتمع الناس حول سيرا الفاقدة للوعي، و استيقظت بعد قليل و عانقتني بشدة.. أنا أعانق نفسي.. شعور نادر.
اتفقنا بعد ذلك على أن كلا منا يجب أن تقيم في بيت الأخرى حتى لا يعلم أهلنا بالأمر.. من يعلم؟ فقد يؤذيهم ذاك الكفيف الذي سبب لنا كل هذا.
بعد أيام.. بلغني أن سيرا قد أصيبت بالجنون و هي في جسدي.. أي إنني أنا من أصبت بالجنون بالنسبة للناس.. يبدو أنها قد حكت الحكاية لوالدي و لم يصدقاها.. و بعد فترة.. سمعت أنها قد تم وضعها في مصحة للأمراض العقلية لأنها كلما رأت كفيفا أصيبت بحالة هستيرية.. و قد بلغ بها الأمر إلى أنها قد حاولت قتل كفيف في الشارع ذات يوم.. كنت أود إخبار الجميع بالحقيقة لأتمكن من إنقاذ سيرا.. لكنني خفت من أن يظنوا أنني مجنونة أيضا.
في إحدى الليالي، كنت نائمة في بيت سيرا كالعادة.. و عندما استيقظت صباحا، لم أجد نفسي هناك.. لقد كنت في غرفة غريبة.. و احزروا ماذا.. لقد عدت إلى جسدي.. فرحت كثيرا و لكن سرعان ما تبددت غبطتي.. لأنني اكتشفت أنني في مستشفى المجانين مكان سيرا.. باختصار.. لقد عدت إلى جسدي الذي كان في المصحة و لا بد و أن سيرا في بيتها الآن و هي في جسدها الأصلي.. حاولت إقناعهم أنني عاقلة لكنهم لم يصدقوني و عندما أخبرتهم بالقصة كاملة و أننا قد تبادلنا الأجساد، صعقوني بالكرسي الكهربائي و أعطوني إبرا مخدرة جعلت حالتي النفسية تصل إلى الحضيض.. أنا عالقة هنا منذ سنوات و لا أحد يصدقني و في كل يوم يأتي غراب أسود يصطدم بزجاج نافذة غرفتي ثم يذهب.. لا بد و أنه أعمى أيضا.. لا أعلم ما الذي حدث مع سيرا.. لماذا تركتني؟ يبدو أن هذا لأنها مجنونة حقا.. أو أنها خافت العودة إلى هنا.. على كل لا يمكنني لومها لأنني فعلت الشيء ذاته عندما كانت هي محتجزة هنا.. لم أعد أحتمل العيش مع المجانين، لقد بدأت أهلوس حقا.. و لا زال لا أحد يريد يصدقني.. إذا كنت تقرأ هذه السطور.. فهذا يعني أنني قد تركت هذا العالم و ذهبت إلى عالم آخر أشد حلكة و سوادا من ذاك الغراب الذي لا زالت ذكرى ندائه في قلبي و فؤادي.
لكنك أنت تصدقني أيها القارئ أليس كذلك؟
طوت الممرضة إليز تلك الورقة البائسة و وضعتها في جيبها ثم نظرت إلى وجه تلك الفتاة المحتقن البارد، تلك الفتاة التي تمردت على أحزانها و شنقت نفسها علها تجد من يفهمها.. فقالت الممرضة لتلك الجثة الهامدة و هي تذرف دمعة خافتة و تبتسم ابتسامة باهتة : أنا أصدقك..
ثم خرجت من الغرفة راكضة و هي تنادي على باقي الأطباء : انتحار.. حالة انتحار.. المريضة رقم 132 قد شنقت نفسها!
[/TBL]
التعديل الأخير: