[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152825436136841.png]
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152825436144343.png]
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152825436144343.png][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152825436144343.png]
مرحبا أيها البشريون (أشك في ذلك )
قصتي الرابعة هذه عنوانها : "السفاح المنقذ للأرواح" (الله يستر )
أتمنى أن تعجبكم
أرجو من أصحاب القلوب الضعيفة أن لا يقرؤوا هذه القصة (مع أن لا شيء فيها مخيف لكن الحذر واجب)
على بركة الله
دخل السيد سياف البالغ من العمر 30 سنة شقته الصغيرة في ذلك الحي القديم مساء، إنه يعيش وحيدا منذ وفاة والديه، فلم تعد الوحدة تخيفه، لقد كان يوم عمل متعبا حقا.. إنه يكافح منذ سنوات ليصبح طبيبا مشهورا، لكن مدير المشفى السيد نيل لا يرحمه أبدا، فهو لا يفوت أية فرصة لإهانته و لومه على كل ما يحدث في المستشفى، ترى من يعلم ما السبب؟
ليس الأمر و كأنه لا يريد الاستقالة، إنه يريد ذلك و يستطيع فعلها، لكن حب حياته جودي تعمل هناك، لا يمكنه العيش بدونها، لهذا احتمل سوء المعاملة التي يتعرض لها و ضحى بحلمه في أن يصبح طبيبا مشهورا كي لا يفترق عنها.
إن سيافا يعلم أنها لا تبادله نفس الشعور، في الحقيقة، لقد كانت تعامله بحياد و موضوعية كأي زميل آخر.. لكنه كان متيما بها، شأنه شأن العديد من الأطباء العاملين في ذاك المستشفى : مستشفى نيل المركزي.
أخذ سياف يقرأ جريدة اليوم : سلسلة جرائم روعت المدينة تحدث في مستشفيات عديدة و القاتل دائما يلبس ثياب الطبيب و قد تم تلقيبه بالسفاح المنقذ للأرواح.. تبا، ما هذا العالم القاسي؟ لقد أصبحت أخبار كهذه تنقل بدم بارد.. يا للغرابة!
****
كان ذاك العجوز البالغ من العمر 60 سنة عام 2018 جالسا يقرأ رواية و هو يشرب كأس قهوة ليلا، فجأة و دون سابق إنذار، تذكر وجهها.. اغرورقت عيناه بذاك السائل المالح.. كيف له أن ينسى تلك الابتسامة الدافئة و ذاك الوجه الهادئ؟
طوى جانب صفحة من روايته حتى يعود إليها في وقت لاحق و حمل تلك الصورة بين يديه و تساقطت عبراته عليها مبللة زجاجها القديم. فقال مناجيا نفسه : ترى أين أنت؟ لماذا تركتني؟... جودي.
لقد مرت 30 سنة على وفاة زوجته المحبوبة، و منذ ذلك الوقت و هو منعزل عن المجتمع، وحيد و منطو على نفسه.
لماذا انتحرت؟ هل هذا لأنها لم تكن تحبه؟ كلا.. إنه متأكد من حبها له.. لكن لماذا لم تترك له رسالة قبل إقدامها على قتل نفسها؟... هل انتحرت فقط لأن مدير المشفى السيد نيل طردهما من عملهما في ذلك الوقت؟ أمر مستبعد.. يا للبؤس!
لم يعد يستطيع النوم ليلا.. لأن مشهدها و هي تسبح في بركة من الدماء بعد أن قطعت شرايينها يجعل من راحته أمرا شبه مستحيل.. بل مستحيلا.
ليته يجد طريقة يكتشف بها لم ماتت.. ما السبب؟
قال سياف بصوت عال : يا ليتني أجد طريقة أعود بها إلى الزمن لأمنع حدوث ذلك، أو على الأقل أكتشف السبب لترتاح روح جودي.
فجأة لمع ضوء ساطع في منتصف الغرفة.. كان ساطعا لدرجة أن عيني سياف قد آلمتاه فأغلقهما، و عندما فتحهما، وجد في منتصف الغرفة بابا قديما أزرق اللون كتبت على بابه عبارة : "بوابتك نحو المستقبل".. هل عيناه تخدعانه؟
****
اتكأ سياف البالغ من العمر 30 سنة على سريره و بدأ يفكر في أمر غريب : هل هو مريض نفسي؟ فبالرغم من أنه طبيب إلا أنه ينتابه شعور غريب بالمرارة و الحزن عندما ينقذ مريضا.. بينما تخالجه نشوة عندما يضيع من بين يديه! إنه يحب شعور الفرحة الذي يراوده عندما يخرج من غرفة العمليات و يرى وجوه عائلة المريض قلقة متسائلة، فيخبرهم بأن المريض قد مات.. فتكسو وجوههم تعابير الحزن و الأسى، بينما يطير قلبه فرحة و غبطة إزاء هذا المنظر.. لكنه يجب أن يصبح طبيبا مشهورا و يحقق أمنية أمه قبل وفاتها.. إنقاذ الأرواح أمر ضروري.
سمع سياف ضجيجا غريبا قاطع تأملاته الليلية.. و كأن أحدهم يتنفس في قنوات الصرف الصحي بصوت عال.. و فجأة ظهر ضوء يعمي العيون.. فأغمض عينيه بخوف.
اختفى الضوء الساطع و بدأ سياف يفتح عينيه شيئا فشيئا ليرى أمامه عجوزا في الستينيات من عمره يشبه والده بطريقة لا تصدق، حتى ظن أنه هو بالرغم من أنه قد مات منذ سنوات.
سياف : أبي؟
بقي العجوز ينظر مشدوها إلى أن قال : سياف؟
سياف : أبي؟... لكن.. كيف؟
سياف العجوز : أنا لست والدك يا سياف.
سياف : من أنت؟
سياف العجوز : أنا أنت..
اختفت ملامح الدهشة من على محيى سياف و أصبحت باردة فقال : اخرج من هنا يا عم.. فأنا ليس لدي وقت للمزاح.
سياف العجوز : لكنني لا أمزح.. هل رأيت الباب الذي ظهر بعد الضوء الساطع؟
سياف :لا بد و أنها حيلة ما.
سياف العجوز : و لماذا سيأتي شخص في منتصف الليل يشبه والدك و يدخل بابا غريبا لمنزلك و يخبرك أنه أنت ؟
سياف : هذا السؤال موجه لك.. لماذا تفعل هذا؟
سياف العجوز : ما رأيك في أن أخبرك إذن بأمر سري لا يعرفه سواك.
سياف : ما هذا الهراء؟.. هذا أمر مستحيل.. هيا اخرج و إلا اتصلت بالشرطة.
سياف العجوز : ما رأيك في أنني أعلم عما كنت تفكر به قبل وصولي بقليل.
لم ينطق سياف الشاب بأية كلمة.. فقد كان يتساءل عما إذا كان يعلم حقا بأمر فرحه بوفاة مرضاه.
سياف العجوز : كما توقعت.. أنت خائف الآن.. لأن سرك الصغير الذي لم تصارح به حتى نفسك يعلمه عجوز غريب ظهر من باب غريب فجأة عند منتصف الليل.. يا لسخرية القدر.. أليس كذلك؟
سياف : عن أي سر تتحدث ؟
اقترب العجوز من الشاب و قال له بهمس و كأنه يخبره سرا : الطبيب يفرح لإنقاذه الأرواح.. أليس كذلك؟ لكنك.. تحزن عندما تنجح العملية.. و تفرح عندما تفشل.. و مع ذلك لا زلت تطمح إلى أن تصير طبيبا مشهورا... أنا أشفق عليك.
سياف : ماذا تريد مني؟
سياف العجوز : هل هذا يعني أنك قد صدقتني؟
سياف : ماذا تريد؟
سياف العجوز : جودي.
سياف : لحظة.. ماذا؟؟!
سياف العجوز : أعلم أنك تحب جودي.. أقصد نحن نحبها.. نحن أساسا الشخص ذاته.. لم أكن أريد أن أحرق المفاجأة السعيدة عليك.. لكن الأمر جاد.. جودي زوجتي.
سياف : هل تقصد أن...؟
سياف العجوز : أجل.. مستقبلك هو أنك ستتزوج جودي.. و ماضي هو أنني قد كنت زوجها.
سياف : كنت؟
سياف العجوز : في الحقيقة.. السبب الذي جعلني أعود إلى الماضي هو تحذيرك من أمر هام.. في العاشر من أكتوبر سنة 1987، انتحرت جودي عبر قطع شرايينها.
سياف : ماذا؟
سياف العجوز : هو كذلك.. أنا لا أعلم السبب.. لكن.. أود إنقاذها بأي ثمن.. المطلوب منك الآن هو أن تكتشف سبب انتحارها حتى تنقذها.. و هكذا عندما سأعود إلى المستقبل، قد أجدها لا زالت معي.
سياف : حسنا.. أنا موافق.. سأفعل.
هم سياف العجوز بدخول الباب العجيب لكنه استدار قبل إقفال الباب و قال : عندما رأيت جثتها.. كانت تلك المرة الوحيدة التي لم أفرح فيها لرؤية شخص ميت.. أردتك أن تعلم بهذا فحسب.
ابتسم سياف بأسى و قال : لقد وصلت الفكرة.
سياف العجوز : و قبل أن أنسى.. خذ.. هذه صورة لي.. هذا لكي لا تظن أنك كنت تحلم عندما تستيقظ غدا صباحا.
تناول سياف الصورة و نظر إلى ذلك العجوز المبتسم البائس الذي كان عليها، فظهر نور ساطع اختفى معه الباب..
****
وصل الباب الزمني إلى سنة 2018، و خرج منها سياف العجوز، و بدأ يركض في أرجاء البيت و هو يصرخ : جودي! جودي! هل أنت هنا؟ أجيبي!
لم يتمكن سياف من إيجاد جودي فجلس مكتئبا حانقا قائلا : اللعنة! من المفترض أنني قد أنقذتها في الماضي.. هل قمت بشيء غبي أذهب كل هذا هباء؟
سمع سياف صوتا مدويا، لقد كان الباب يختفي، فأسرع إليه و لكن ذاك الضوء أعماه، و عندما فتح عينيه وجد أمامه رجلا عجوزا يشبهه بشكل لا يصدق.
سياف العجوز 1: من أنت؟
سياف العجوز 2: أنا أنت.. بعد 10 سنوات.. أتيتك من سنة 2028.
بقي سياف العجوز ينظر بدهشة إلى هذا الضيف الجديد و قال له بثقة : ما الذي حصل؟ هل الأمر يخص جودي؟
سياف العجوز 2 : بعد 10 سنوات من الآن.. سوف تكتشف بأننا لا يمكننا إعادة الأشخاص الموتى في الماضي إلى الحياة.. و بهذا فمهما حاول سياف الذي عدت إليه.. فإن قدر جودي واحد و لن يتغير.. مهما حدث.. ستموت في العاشر من أكتوبر سنة 1987 بعد أن تم قطع شرايينها.
سياف العجوز 1 : هل هذا يعني أنني لن أرى جودي مجددا؟
سياف العجوز 2 : ليس هذا ما جئت لأخبرك به.. لقد جئت لأحثك على الانتقام.. من أجل حبنا.. جودي.
سياف العجوز 1 : انتقام؟
سياف العجوز 2 : لقد عثرت في سرداب منزلي منذ أيام قليلة على مذكرات جودي.. و علمت أخيرا لماذا انتحرت.
سياف العجوز 1 : لماذا ؟
سياف العجوز 2 : إن جودي لم تنتحر.. بل قتلها أحدهم.. و هو أنت.. أو أنا.. الأمر سيان.
صعق سيافنا و ظل ينظر إلى محدثه و مئة سؤال يجوب عقله الذي لم يعد يستطيع التحمل أكثر.
قال سياف العجوز الآتي من المستقبل محاولا شرح ما تلفظ به : أنت في الحقيقة تعاني من انفصام في الشخصية.. في يوم تكون طبيبا نموذجيا ينقذ مرضاه بإصرار و عزيمة.. و في يوم آخر تصبح سفاحا قذرا متعطشا للدماء و يقتل مرضاه بوحشية.. هذا ما كتب في المذكرة.. هل تتذكر الأخبار التي كان يتم تداولها قبل 40 سنة.، أي قبل 30 سنة من هذا الزمن حول سفاح يدعى السفاح المنقذ للأرواح؟.. إنه أنت.. إنه نحن.. نحن السفاح حين نقتل الروح، و نتحول إلى منقذ أرواح حين نعالج مريضا.
سياف العجوز 1 : و ما علاقة كل هذا بجودي؟
سياف العجوز 2 : في ذلك اليوم.. كانت حالتك سيئة للغاية لأنك لم تقتل أحدا منذ أيام.. ففرغت جام غضبك و وحشيتك فيها.. لقد راحت جودي ضحية لنا..
سياف العجوز 1 : هذا يعني.. أنني.. أنني.. قتلت جودي بنفسي ؟
سياف العجوز 2 : أجل.. لقد قتلتها و شربت دماءها ثم خرجت لتعود بشخصيتك الطيبة ناسيا ما اقترفته يداك.
سياف العجوز 1 : أنا لا أستحق العيش بعد هذا.
سياف العجوز 2 : و لهذا عدت للانتقام.. لا يمكنني استرجاع حبيبتي جودي.. لكن يمكنني الانتقام لها.. أنت لست أول من أزوره.. أنا قد عدت إلى كل سياف في الماضي.. و هل تعرف ما الذي فعلته بهم؟ لقد قتلتهم الواحد تلو الآخر من أجلها.. و هذا يشملك أنت أيضا.
وقف سياف العجوز 1 واجما من هول الصدمة، فأجهز عليه شخصه المستقبلي و قتله عبر قطع شرايينه ثم شرب دماءه و اختفى في الباب قائلا : لقد انتهى عملي هنا.. إلى العام التالي.. أنا آت يا سياف.النهاية!
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152825436151378.png]
[/TBL]
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152825436144343.png]
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152825436144343.png][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152825436144343.png]
مرحبا أيها البشريون (أشك في ذلك )
قصتي الرابعة هذه عنوانها : "السفاح المنقذ للأرواح" (الله يستر )
أتمنى أن تعجبكم
أرجو من أصحاب القلوب الضعيفة أن لا يقرؤوا هذه القصة (مع أن لا شيء فيها مخيف لكن الحذر واجب)
على بركة الله
دخل السيد سياف البالغ من العمر 30 سنة شقته الصغيرة في ذلك الحي القديم مساء، إنه يعيش وحيدا منذ وفاة والديه، فلم تعد الوحدة تخيفه، لقد كان يوم عمل متعبا حقا.. إنه يكافح منذ سنوات ليصبح طبيبا مشهورا، لكن مدير المشفى السيد نيل لا يرحمه أبدا، فهو لا يفوت أية فرصة لإهانته و لومه على كل ما يحدث في المستشفى، ترى من يعلم ما السبب؟
ليس الأمر و كأنه لا يريد الاستقالة، إنه يريد ذلك و يستطيع فعلها، لكن حب حياته جودي تعمل هناك، لا يمكنه العيش بدونها، لهذا احتمل سوء المعاملة التي يتعرض لها و ضحى بحلمه في أن يصبح طبيبا مشهورا كي لا يفترق عنها.
إن سيافا يعلم أنها لا تبادله نفس الشعور، في الحقيقة، لقد كانت تعامله بحياد و موضوعية كأي زميل آخر.. لكنه كان متيما بها، شأنه شأن العديد من الأطباء العاملين في ذاك المستشفى : مستشفى نيل المركزي.
أخذ سياف يقرأ جريدة اليوم : سلسلة جرائم روعت المدينة تحدث في مستشفيات عديدة و القاتل دائما يلبس ثياب الطبيب و قد تم تلقيبه بالسفاح المنقذ للأرواح.. تبا، ما هذا العالم القاسي؟ لقد أصبحت أخبار كهذه تنقل بدم بارد.. يا للغرابة!
****
كان ذاك العجوز البالغ من العمر 60 سنة عام 2018 جالسا يقرأ رواية و هو يشرب كأس قهوة ليلا، فجأة و دون سابق إنذار، تذكر وجهها.. اغرورقت عيناه بذاك السائل المالح.. كيف له أن ينسى تلك الابتسامة الدافئة و ذاك الوجه الهادئ؟
طوى جانب صفحة من روايته حتى يعود إليها في وقت لاحق و حمل تلك الصورة بين يديه و تساقطت عبراته عليها مبللة زجاجها القديم. فقال مناجيا نفسه : ترى أين أنت؟ لماذا تركتني؟... جودي.
لقد مرت 30 سنة على وفاة زوجته المحبوبة، و منذ ذلك الوقت و هو منعزل عن المجتمع، وحيد و منطو على نفسه.
لماذا انتحرت؟ هل هذا لأنها لم تكن تحبه؟ كلا.. إنه متأكد من حبها له.. لكن لماذا لم تترك له رسالة قبل إقدامها على قتل نفسها؟... هل انتحرت فقط لأن مدير المشفى السيد نيل طردهما من عملهما في ذلك الوقت؟ أمر مستبعد.. يا للبؤس!
لم يعد يستطيع النوم ليلا.. لأن مشهدها و هي تسبح في بركة من الدماء بعد أن قطعت شرايينها يجعل من راحته أمرا شبه مستحيل.. بل مستحيلا.
ليته يجد طريقة يكتشف بها لم ماتت.. ما السبب؟
قال سياف بصوت عال : يا ليتني أجد طريقة أعود بها إلى الزمن لأمنع حدوث ذلك، أو على الأقل أكتشف السبب لترتاح روح جودي.
فجأة لمع ضوء ساطع في منتصف الغرفة.. كان ساطعا لدرجة أن عيني سياف قد آلمتاه فأغلقهما، و عندما فتحهما، وجد في منتصف الغرفة بابا قديما أزرق اللون كتبت على بابه عبارة : "بوابتك نحو المستقبل".. هل عيناه تخدعانه؟
****
اتكأ سياف البالغ من العمر 30 سنة على سريره و بدأ يفكر في أمر غريب : هل هو مريض نفسي؟ فبالرغم من أنه طبيب إلا أنه ينتابه شعور غريب بالمرارة و الحزن عندما ينقذ مريضا.. بينما تخالجه نشوة عندما يضيع من بين يديه! إنه يحب شعور الفرحة الذي يراوده عندما يخرج من غرفة العمليات و يرى وجوه عائلة المريض قلقة متسائلة، فيخبرهم بأن المريض قد مات.. فتكسو وجوههم تعابير الحزن و الأسى، بينما يطير قلبه فرحة و غبطة إزاء هذا المنظر.. لكنه يجب أن يصبح طبيبا مشهورا و يحقق أمنية أمه قبل وفاتها.. إنقاذ الأرواح أمر ضروري.
سمع سياف ضجيجا غريبا قاطع تأملاته الليلية.. و كأن أحدهم يتنفس في قنوات الصرف الصحي بصوت عال.. و فجأة ظهر ضوء يعمي العيون.. فأغمض عينيه بخوف.
اختفى الضوء الساطع و بدأ سياف يفتح عينيه شيئا فشيئا ليرى أمامه عجوزا في الستينيات من عمره يشبه والده بطريقة لا تصدق، حتى ظن أنه هو بالرغم من أنه قد مات منذ سنوات.
سياف : أبي؟
بقي العجوز ينظر مشدوها إلى أن قال : سياف؟
سياف : أبي؟... لكن.. كيف؟
سياف العجوز : أنا لست والدك يا سياف.
سياف : من أنت؟
سياف العجوز : أنا أنت..
اختفت ملامح الدهشة من على محيى سياف و أصبحت باردة فقال : اخرج من هنا يا عم.. فأنا ليس لدي وقت للمزاح.
سياف العجوز : لكنني لا أمزح.. هل رأيت الباب الذي ظهر بعد الضوء الساطع؟
سياف :لا بد و أنها حيلة ما.
سياف العجوز : و لماذا سيأتي شخص في منتصف الليل يشبه والدك و يدخل بابا غريبا لمنزلك و يخبرك أنه أنت ؟
سياف : هذا السؤال موجه لك.. لماذا تفعل هذا؟
سياف العجوز : ما رأيك في أن أخبرك إذن بأمر سري لا يعرفه سواك.
سياف : ما هذا الهراء؟.. هذا أمر مستحيل.. هيا اخرج و إلا اتصلت بالشرطة.
سياف العجوز : ما رأيك في أنني أعلم عما كنت تفكر به قبل وصولي بقليل.
لم ينطق سياف الشاب بأية كلمة.. فقد كان يتساءل عما إذا كان يعلم حقا بأمر فرحه بوفاة مرضاه.
سياف العجوز : كما توقعت.. أنت خائف الآن.. لأن سرك الصغير الذي لم تصارح به حتى نفسك يعلمه عجوز غريب ظهر من باب غريب فجأة عند منتصف الليل.. يا لسخرية القدر.. أليس كذلك؟
سياف : عن أي سر تتحدث ؟
اقترب العجوز من الشاب و قال له بهمس و كأنه يخبره سرا : الطبيب يفرح لإنقاذه الأرواح.. أليس كذلك؟ لكنك.. تحزن عندما تنجح العملية.. و تفرح عندما تفشل.. و مع ذلك لا زلت تطمح إلى أن تصير طبيبا مشهورا... أنا أشفق عليك.
سياف : ماذا تريد مني؟
سياف العجوز : هل هذا يعني أنك قد صدقتني؟
سياف : ماذا تريد؟
سياف العجوز : جودي.
سياف : لحظة.. ماذا؟؟!
سياف العجوز : أعلم أنك تحب جودي.. أقصد نحن نحبها.. نحن أساسا الشخص ذاته.. لم أكن أريد أن أحرق المفاجأة السعيدة عليك.. لكن الأمر جاد.. جودي زوجتي.
سياف : هل تقصد أن...؟
سياف العجوز : أجل.. مستقبلك هو أنك ستتزوج جودي.. و ماضي هو أنني قد كنت زوجها.
سياف : كنت؟
سياف العجوز : في الحقيقة.. السبب الذي جعلني أعود إلى الماضي هو تحذيرك من أمر هام.. في العاشر من أكتوبر سنة 1987، انتحرت جودي عبر قطع شرايينها.
سياف : ماذا؟
سياف العجوز : هو كذلك.. أنا لا أعلم السبب.. لكن.. أود إنقاذها بأي ثمن.. المطلوب منك الآن هو أن تكتشف سبب انتحارها حتى تنقذها.. و هكذا عندما سأعود إلى المستقبل، قد أجدها لا زالت معي.
سياف : حسنا.. أنا موافق.. سأفعل.
هم سياف العجوز بدخول الباب العجيب لكنه استدار قبل إقفال الباب و قال : عندما رأيت جثتها.. كانت تلك المرة الوحيدة التي لم أفرح فيها لرؤية شخص ميت.. أردتك أن تعلم بهذا فحسب.
ابتسم سياف بأسى و قال : لقد وصلت الفكرة.
سياف العجوز : و قبل أن أنسى.. خذ.. هذه صورة لي.. هذا لكي لا تظن أنك كنت تحلم عندما تستيقظ غدا صباحا.
تناول سياف الصورة و نظر إلى ذلك العجوز المبتسم البائس الذي كان عليها، فظهر نور ساطع اختفى معه الباب..
****
وصل الباب الزمني إلى سنة 2018، و خرج منها سياف العجوز، و بدأ يركض في أرجاء البيت و هو يصرخ : جودي! جودي! هل أنت هنا؟ أجيبي!
لم يتمكن سياف من إيجاد جودي فجلس مكتئبا حانقا قائلا : اللعنة! من المفترض أنني قد أنقذتها في الماضي.. هل قمت بشيء غبي أذهب كل هذا هباء؟
سمع سياف صوتا مدويا، لقد كان الباب يختفي، فأسرع إليه و لكن ذاك الضوء أعماه، و عندما فتح عينيه وجد أمامه رجلا عجوزا يشبهه بشكل لا يصدق.
سياف العجوز 1: من أنت؟
سياف العجوز 2: أنا أنت.. بعد 10 سنوات.. أتيتك من سنة 2028.
بقي سياف العجوز ينظر بدهشة إلى هذا الضيف الجديد و قال له بثقة : ما الذي حصل؟ هل الأمر يخص جودي؟
سياف العجوز 2 : بعد 10 سنوات من الآن.. سوف تكتشف بأننا لا يمكننا إعادة الأشخاص الموتى في الماضي إلى الحياة.. و بهذا فمهما حاول سياف الذي عدت إليه.. فإن قدر جودي واحد و لن يتغير.. مهما حدث.. ستموت في العاشر من أكتوبر سنة 1987 بعد أن تم قطع شرايينها.
سياف العجوز 1 : هل هذا يعني أنني لن أرى جودي مجددا؟
سياف العجوز 2 : ليس هذا ما جئت لأخبرك به.. لقد جئت لأحثك على الانتقام.. من أجل حبنا.. جودي.
سياف العجوز 1 : انتقام؟
سياف العجوز 2 : لقد عثرت في سرداب منزلي منذ أيام قليلة على مذكرات جودي.. و علمت أخيرا لماذا انتحرت.
سياف العجوز 1 : لماذا ؟
سياف العجوز 2 : إن جودي لم تنتحر.. بل قتلها أحدهم.. و هو أنت.. أو أنا.. الأمر سيان.
صعق سيافنا و ظل ينظر إلى محدثه و مئة سؤال يجوب عقله الذي لم يعد يستطيع التحمل أكثر.
قال سياف العجوز الآتي من المستقبل محاولا شرح ما تلفظ به : أنت في الحقيقة تعاني من انفصام في الشخصية.. في يوم تكون طبيبا نموذجيا ينقذ مرضاه بإصرار و عزيمة.. و في يوم آخر تصبح سفاحا قذرا متعطشا للدماء و يقتل مرضاه بوحشية.. هذا ما كتب في المذكرة.. هل تتذكر الأخبار التي كان يتم تداولها قبل 40 سنة.، أي قبل 30 سنة من هذا الزمن حول سفاح يدعى السفاح المنقذ للأرواح؟.. إنه أنت.. إنه نحن.. نحن السفاح حين نقتل الروح، و نتحول إلى منقذ أرواح حين نعالج مريضا.
سياف العجوز 1 : و ما علاقة كل هذا بجودي؟
سياف العجوز 2 : في ذلك اليوم.. كانت حالتك سيئة للغاية لأنك لم تقتل أحدا منذ أيام.. ففرغت جام غضبك و وحشيتك فيها.. لقد راحت جودي ضحية لنا..
سياف العجوز 1 : هذا يعني.. أنني.. أنني.. قتلت جودي بنفسي ؟
سياف العجوز 2 : أجل.. لقد قتلتها و شربت دماءها ثم خرجت لتعود بشخصيتك الطيبة ناسيا ما اقترفته يداك.
سياف العجوز 1 : أنا لا أستحق العيش بعد هذا.
سياف العجوز 2 : و لهذا عدت للانتقام.. لا يمكنني استرجاع حبيبتي جودي.. لكن يمكنني الانتقام لها.. أنت لست أول من أزوره.. أنا قد عدت إلى كل سياف في الماضي.. و هل تعرف ما الذي فعلته بهم؟ لقد قتلتهم الواحد تلو الآخر من أجلها.. و هذا يشملك أنت أيضا.
وقف سياف العجوز 1 واجما من هول الصدمة، فأجهز عليه شخصه المستقبلي و قتله عبر قطع شرايينه ثم شرب دماءه و اختفى في الباب قائلا : لقد انتهى عملي هنا.. إلى العام التالي.. أنا آت يا سياف.
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at152825436151378.png]
[/TBL]