[TBL=https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQvGLg4A9mPtz_r4gfkPbS-L1S1Q5JJr1ZY1TeicCMcVGAIXX14]
[/TBL][TBL=https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS_W8OjBnZsRjE-EUL0_XsBbrPy__e2al5vDVeB5lRxRFaVcxAR]
مرحبا يا سكان الأرض..
هذه هي قصتي الغريبة السادسة عنوانها : "عبر المجرة"
فكرتها بسيطة و لكنني أتمنى أن تعجبكم.
لنبدأ.
جلس برومينوس أمام المرآة في غرفته الغريبة و نظر إلى وجهه.. لقد فقد لون بشرته رونقه الأخضر و بدأ يميل إلى الزرقة.. ربما يجب أن يستشير طبيبه السيد أنتونيوس.. فبالرغم من أن برومينوس يبلغ من العمر 370 سنة حسب تقويم كوكب أليوس و لا يزال شابا.. إلا أن ازرراق بشرته يجعله يبدو عجوزا.
لقد مرت الأيام بسرعة.. هذا ما كان يفكر فيه برومينوس و هو يأخذ رشفة من كوب عصير التراب الموضوع بجانب سريره الطائر.. لقد عادت إليه تلك الذكريات.. يا لسخرية القدر.
***قبل 70 سنة حسب تقويم أليوس أي 7 سنوات حسب تقويم الأرض.
كان برومينوس الشاب البالغ من العمر 300 سنة يقرأ مقالا عن المخلوقات الفضائية :
"لقد لوحظ صحن طائر على سماء مدينة برونوس ليلا، و لكنه اختفى قبل وصول الجهات المختصة، و يعتقد أغلب الشهود أنهم قد رأوا كائنات فضائية طويلة القامة، ترابية البشرة، ثنائية العين و خماسية الأصابع قامت بتهديدهم، لكن لا يمكن الجزم بوجودهم و بصحة هذه الأقوال، فلا يعقل أن يكون هناك كوكب آخر عليه ظروف العيش ذاتها خاصة و أننا قد كنا نحاول التواصل مع المخلوقات الفضائية منذ 30000 سنة، لكن دون جدوى." هذا ما كانت جميع الصحف و وسائل الإعلام تردده.. لقد ظهر الصحن الطائر منذ أسبوع و لا زال الجميع يتحدثون في الأمر.. وضعية مزرية.
استعد برومينوس للنوم و ما إن أغمض عينيه حتى سمع صوت شيء يتحرك في حديقة بيته، فتح النافذة و أطل منها.. لا أحد هناك.. قد تكون مجرد أوهام.
حاول برومينوس النوم ثانية لكنه سمع الصوت مرة أخرى، فارتدى معطفه و نزل إلى الحديقة و ظل ينظر.. الظلام دامس و لا إشارة على وجود مخلوق.. و عندما هم بالدخول، وقعت عينه على شيء واقع على الأرض.. اقترب شيئا فشيئا بحذر شديد و رأى مخلوقا فضائيا فاقدا للوعي.
لم يفكر برومينوس في الأمر كثيرا، إذ سرعان ما غطى وجه المخلوق بمعطفه حتى لا يراه أحد و حمله إلى بيته و وضعه فوق سريره و جلس يعتني به.. معهم حق.. إنه مخلوق ترابي اللون.. له عينان اثنتان و خمسة أصابع.. إضافة إلى هذا، لديه كتلة غريبة سوداء على رأسه الذي يبدو أصغر من رأس سكان أليوس.
حل الصباح و استيقظ برومينوس و ظل ينظر إلى المخلوق بتعجب.. لا زال لم ينهض؟!
ربما يكون قد ارتكب حماقة بإيوائه لمخلوق غريب من المحتمل أنه قد جاء لتهديد كوكب أليوس، لكن برومينوس قد كان أليوسيا عفويا.. لا يحب الحكم على الأشياء من ظاهرها.
مر بعض الوقت و بدأ المخلوق يفتح عينيه شيئا فشيئا، فنهض برومينوس من كرسيه و تراجع خطوة إلى الوراء.. يبدو أن الخوف قد تغلب عليه في النهاية.
نظر المخلوق إلى برومينوس نظرة هلع و قال : يا للهول.. هل أنا في ذاك الكوكب؟
لم يفهم برومينوس شيئا.. لكنه فهم أن المخلوق خائف أيضا من خلال تعابير وجهه.. فاقترب بود.
المخلوق : هل تفهمني؟
برومينوس : أنا لا أفهم ما تقوله.
المخلوق : إنه يتحدث لغة كوكبه.. يبدو أن تواصلنا سيكون صعبا.
برومينوس : ترى ما الذي يقوله؟
نظر المخلوق حوله و رأى ورقة و قلما، فأخذهما و رسم المجموعة الشمسية و كوكب الأرض بلون مختلف.. فأشار إلى نفسه ثم إلى الأرض و قال : الأرض.
برومينوس : الأرض؟ لايوس؟
المخلوق (في نفسه) : يبدو أنهم يسمونه لايوس هنا (بصوت مرتفع) لايوس.. الأرض.
برومينوس : الأرض.. لايوس.
ابتسم المخلوق و كذلك برومينوس.
مرت الأيام على المخلوق و هو يعيش في بيت برومينوس، لقد أصبحا صديقين مقربين يفعلان كل شيء معا، و كان كل منهما يعلم الآخر لغته، و كان برومينوس هو الأسرع تعلما، لهذا بدأ يتكلم اللغة العربية بطلاقة.
برومينوس : إذن.. أنتم أيضا تنادوننا بالفضائيين كما نفعل.
المخلوق : أجل.. لأن كلا منا يجهل الآخر.
برومينوس : إذن أنتم تسمون بشريين و نحن نسمى أليوسيين.
المخلوق : برومينوس.. لقد أحسنت عملا حقا.. أنت ذكي للغاية.
برومينوس : شكرا لك... كريستين.
(أجل.. إن المخلوق الفضائي قد كان فتاة بشرية اسمها كريستين)
كريستين : لولاك لما كنت اليوم هنا.. ربما كنت في أحد المختبرات حيث يتم تشريحي.
برومينوس : لا تفكري بسوداوية.
كريستين : برومينوس.. أود إخبارك بأمر هام..
برومينوس : ما هو؟
كريستين (بتوتر) : كما تعلم.. لقد تمكنت منذ مدة من تصليح مركبتي..
برومينوس (بحزن) : تريدين العودة.. أليس كذلك؟
كريستين : لقد تركت كل عائلتي و أصدقائي هناك.. لا شك في أنهم قلقون علي.
برومينوس : لكنك كل عائلتي.. لقد كنت أشعر بالوحدة قبل أن تدخلي حياتي و تلونيها.
كريستين : و أنت أيضا تعني لي الكثير.
برومينوس : لا أعلم إن كان من المناسب قول هذا.. فأنت بشرية و أنا أليوسي.. لكن.. قبل أن تذهبي.. أريدك أن تعلمي.. أنني.. أنني أحبك.
دمعت عينا كريستين و قالت بسعادة : و أنا أيضا.
مرت الأيام التالية بسرعة، و حان موعد الذهاب، تسلق الاثنان جبلا كانا قد خبآ فيه المركبة، و قبل أن تصعد كريستين إليها قل لها برومينوس : وداعا.. سأشتاق إليك.
كريستين (تمد له كتابا) : إنه ألبوم صورنا معا.. سأترك لك نسخة منه حتى تتذكرني.
برومينوس : لن أنساك مهما حييت.
كريستين : و أنا سأحمل حبك في قلبي إلى الأبد.
برومينوس : و أنا أيضا.. أعدك.
كريستين : سأعود.. يوما ما.. وداعا.
برومينوس : لا تقولي الوداع أبدا.. لأننا سنلتقي مجددا.. أهذا وعد؟
كريستين : وعد.
اختفت كريستين في المركبة و صعدت إلى الفضاء البعيد.
برومينوس (ابتسامة حزينة) : أرجو أن تصل بأمان.
***
عاد برومينوس إلى الحاضر.. وقال : اشتقت إليك كريستين..
حاول النوم لكنه سمع صوت طرق على الباب، فنهض بتثاقل و فتحه و ما أن نظر إلى الطارق حتى دمعت عيناه : كري.. كريستين؟
كريستين : لقد عدت... عزيزي برومينوس... و أحضرت لك معي مفاجأة أرجو أن تكون سارة.
ظهر فجأة من خلف كريستين صبي صغير أخضر اللون، أحادي العين و خماسي الأصابع.
كريستين : أعرفك على أليوس.. ابننا.. لقد سميته على اسم هذا الكوكب حتى يعلم أصله.. لقد كان بالنسبة للجميع على الأرض طفلا معاقا له اسم غريب.. لكنني أحببته من كل قلبي لأنه منك.
عجز برومينوس عن الحديث و سقطت من عينه دمعة حارة و نزل إلى أليوس و عانقه قائلا : هذا.. ابني؟
كريستين : أجل.. أليوس.. هذا هو بابا.
أليوس (بفرح لأنه قد وجد أحدا يشبهه) : مرحبا بابا.
برومينوس : مرحبا بني.
كريستين : دعونا نكمل حديثنا في الداخل.
دخل أفراد الأسرة السعيدة ذاك البيت الأليوسي و أقفلوا الباب خلفهم.
النهاية.
[/TBL]
[/TBL][TBL=https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS_W8OjBnZsRjE-EUL0_XsBbrPy__e2al5vDVeB5lRxRFaVcxAR]
مرحبا يا سكان الأرض..
هذه هي قصتي الغريبة السادسة عنوانها : "عبر المجرة"
فكرتها بسيطة و لكنني أتمنى أن تعجبكم.
لنبدأ.
جلس برومينوس أمام المرآة في غرفته الغريبة و نظر إلى وجهه.. لقد فقد لون بشرته رونقه الأخضر و بدأ يميل إلى الزرقة.. ربما يجب أن يستشير طبيبه السيد أنتونيوس.. فبالرغم من أن برومينوس يبلغ من العمر 370 سنة حسب تقويم كوكب أليوس و لا يزال شابا.. إلا أن ازرراق بشرته يجعله يبدو عجوزا.
لقد مرت الأيام بسرعة.. هذا ما كان يفكر فيه برومينوس و هو يأخذ رشفة من كوب عصير التراب الموضوع بجانب سريره الطائر.. لقد عادت إليه تلك الذكريات.. يا لسخرية القدر.
***قبل 70 سنة حسب تقويم أليوس أي 7 سنوات حسب تقويم الأرض.
كان برومينوس الشاب البالغ من العمر 300 سنة يقرأ مقالا عن المخلوقات الفضائية :
"لقد لوحظ صحن طائر على سماء مدينة برونوس ليلا، و لكنه اختفى قبل وصول الجهات المختصة، و يعتقد أغلب الشهود أنهم قد رأوا كائنات فضائية طويلة القامة، ترابية البشرة، ثنائية العين و خماسية الأصابع قامت بتهديدهم، لكن لا يمكن الجزم بوجودهم و بصحة هذه الأقوال، فلا يعقل أن يكون هناك كوكب آخر عليه ظروف العيش ذاتها خاصة و أننا قد كنا نحاول التواصل مع المخلوقات الفضائية منذ 30000 سنة، لكن دون جدوى." هذا ما كانت جميع الصحف و وسائل الإعلام تردده.. لقد ظهر الصحن الطائر منذ أسبوع و لا زال الجميع يتحدثون في الأمر.. وضعية مزرية.
استعد برومينوس للنوم و ما إن أغمض عينيه حتى سمع صوت شيء يتحرك في حديقة بيته، فتح النافذة و أطل منها.. لا أحد هناك.. قد تكون مجرد أوهام.
حاول برومينوس النوم ثانية لكنه سمع الصوت مرة أخرى، فارتدى معطفه و نزل إلى الحديقة و ظل ينظر.. الظلام دامس و لا إشارة على وجود مخلوق.. و عندما هم بالدخول، وقعت عينه على شيء واقع على الأرض.. اقترب شيئا فشيئا بحذر شديد و رأى مخلوقا فضائيا فاقدا للوعي.
لم يفكر برومينوس في الأمر كثيرا، إذ سرعان ما غطى وجه المخلوق بمعطفه حتى لا يراه أحد و حمله إلى بيته و وضعه فوق سريره و جلس يعتني به.. معهم حق.. إنه مخلوق ترابي اللون.. له عينان اثنتان و خمسة أصابع.. إضافة إلى هذا، لديه كتلة غريبة سوداء على رأسه الذي يبدو أصغر من رأس سكان أليوس.
حل الصباح و استيقظ برومينوس و ظل ينظر إلى المخلوق بتعجب.. لا زال لم ينهض؟!
ربما يكون قد ارتكب حماقة بإيوائه لمخلوق غريب من المحتمل أنه قد جاء لتهديد كوكب أليوس، لكن برومينوس قد كان أليوسيا عفويا.. لا يحب الحكم على الأشياء من ظاهرها.
مر بعض الوقت و بدأ المخلوق يفتح عينيه شيئا فشيئا، فنهض برومينوس من كرسيه و تراجع خطوة إلى الوراء.. يبدو أن الخوف قد تغلب عليه في النهاية.
نظر المخلوق إلى برومينوس نظرة هلع و قال : يا للهول.. هل أنا في ذاك الكوكب؟
لم يفهم برومينوس شيئا.. لكنه فهم أن المخلوق خائف أيضا من خلال تعابير وجهه.. فاقترب بود.
المخلوق : هل تفهمني؟
برومينوس : أنا لا أفهم ما تقوله.
المخلوق : إنه يتحدث لغة كوكبه.. يبدو أن تواصلنا سيكون صعبا.
برومينوس : ترى ما الذي يقوله؟
نظر المخلوق حوله و رأى ورقة و قلما، فأخذهما و رسم المجموعة الشمسية و كوكب الأرض بلون مختلف.. فأشار إلى نفسه ثم إلى الأرض و قال : الأرض.
برومينوس : الأرض؟ لايوس؟
المخلوق (في نفسه) : يبدو أنهم يسمونه لايوس هنا (بصوت مرتفع) لايوس.. الأرض.
برومينوس : الأرض.. لايوس.
ابتسم المخلوق و كذلك برومينوس.
مرت الأيام على المخلوق و هو يعيش في بيت برومينوس، لقد أصبحا صديقين مقربين يفعلان كل شيء معا، و كان كل منهما يعلم الآخر لغته، و كان برومينوس هو الأسرع تعلما، لهذا بدأ يتكلم اللغة العربية بطلاقة.
برومينوس : إذن.. أنتم أيضا تنادوننا بالفضائيين كما نفعل.
المخلوق : أجل.. لأن كلا منا يجهل الآخر.
برومينوس : إذن أنتم تسمون بشريين و نحن نسمى أليوسيين.
المخلوق : برومينوس.. لقد أحسنت عملا حقا.. أنت ذكي للغاية.
برومينوس : شكرا لك... كريستين.
(أجل.. إن المخلوق الفضائي قد كان فتاة بشرية اسمها كريستين)
كريستين : لولاك لما كنت اليوم هنا.. ربما كنت في أحد المختبرات حيث يتم تشريحي.
برومينوس : لا تفكري بسوداوية.
كريستين : برومينوس.. أود إخبارك بأمر هام..
برومينوس : ما هو؟
كريستين (بتوتر) : كما تعلم.. لقد تمكنت منذ مدة من تصليح مركبتي..
برومينوس (بحزن) : تريدين العودة.. أليس كذلك؟
كريستين : لقد تركت كل عائلتي و أصدقائي هناك.. لا شك في أنهم قلقون علي.
برومينوس : لكنك كل عائلتي.. لقد كنت أشعر بالوحدة قبل أن تدخلي حياتي و تلونيها.
كريستين : و أنت أيضا تعني لي الكثير.
برومينوس : لا أعلم إن كان من المناسب قول هذا.. فأنت بشرية و أنا أليوسي.. لكن.. قبل أن تذهبي.. أريدك أن تعلمي.. أنني.. أنني أحبك.
دمعت عينا كريستين و قالت بسعادة : و أنا أيضا.
مرت الأيام التالية بسرعة، و حان موعد الذهاب، تسلق الاثنان جبلا كانا قد خبآ فيه المركبة، و قبل أن تصعد كريستين إليها قل لها برومينوس : وداعا.. سأشتاق إليك.
كريستين (تمد له كتابا) : إنه ألبوم صورنا معا.. سأترك لك نسخة منه حتى تتذكرني.
برومينوس : لن أنساك مهما حييت.
كريستين : و أنا سأحمل حبك في قلبي إلى الأبد.
برومينوس : و أنا أيضا.. أعدك.
كريستين : سأعود.. يوما ما.. وداعا.
برومينوس : لا تقولي الوداع أبدا.. لأننا سنلتقي مجددا.. أهذا وعد؟
كريستين : وعد.
اختفت كريستين في المركبة و صعدت إلى الفضاء البعيد.
برومينوس (ابتسامة حزينة) : أرجو أن تصل بأمان.
***
عاد برومينوس إلى الحاضر.. وقال : اشتقت إليك كريستين..
حاول النوم لكنه سمع صوت طرق على الباب، فنهض بتثاقل و فتحه و ما أن نظر إلى الطارق حتى دمعت عيناه : كري.. كريستين؟
كريستين : لقد عدت... عزيزي برومينوس... و أحضرت لك معي مفاجأة أرجو أن تكون سارة.
ظهر فجأة من خلف كريستين صبي صغير أخضر اللون، أحادي العين و خماسي الأصابع.
كريستين : أعرفك على أليوس.. ابننا.. لقد سميته على اسم هذا الكوكب حتى يعلم أصله.. لقد كان بالنسبة للجميع على الأرض طفلا معاقا له اسم غريب.. لكنني أحببته من كل قلبي لأنه منك.
عجز برومينوس عن الحديث و سقطت من عينه دمعة حارة و نزل إلى أليوس و عانقه قائلا : هذا.. ابني؟
كريستين : أجل.. أليوس.. هذا هو بابا.
أليوس (بفرح لأنه قد وجد أحدا يشبهه) : مرحبا بابا.
برومينوس : مرحبا بني.
كريستين : دعونا نكمل حديثنا في الداخل.
دخل أفراد الأسرة السعيدة ذاك البيت الأليوسي و أقفلوا الباب خلفهم.
النهاية.
[/TBL]