- إنضم
- 29 مايو 2018
- رقم العضوية
- 9073
- المشاركات
- 74
- مستوى التفاعل
- 214
- النقاط
- 5
- العمر
- 25
- الإقامة
- الدار البيضاء
- توناتي
- 0
- الجنس
- ذكر
LV
0
[TBL=http://d.up-00.com/2018/06/152868472122571.png]
إستيقظت في الصباح الباكر لأنه دوري في إخراج القمامة فتوجهت للإلقاء بها في الخارج وتفاجئت بصمت وهدوء جميل لم أستطع مقاومته ,تأخرت قليلا عن موعدي المعتاد للعودة إلى المنزل فوجدت أمي مستيقظة تعد أختي الصغيرة المصابة بالفشل الكلوي لتأخدها للمستشفى , نظرت إلي وإعتذرت لأنها لم تقم بإعداد الفطور فوضعت يدها في جيبها لتقدم لي مصروفي , هذا المشهد دائما مايزعجني فأمي تعمل بشكل متواصل بدون توقف حتى تعيل أسرتها الصغيرة ولديها أمال كبيرة في إبنها حتى يخرجها من وضعيتها المزرية , خرجت من المنزل وأخدت الباص حتى أصل إلى جامعتي وفي طريقي لاحظت أن الهدوء والصمت إختفو مع الناس التي تتحارب مع الوقت باستمرار , وصلت إلى جامعتي فدخلت إلى حجرة المحاضرات لايهم إن وصلت مبكرا أو لا فأنا لأجد مكاني أبدا ,دخل الأستاد وبدأت الحصة ألقى محاضرته بسرعة البرق إنتهى وطلب منا أن نقدم له خلاصة عما درسناه اليوم ومن بين ثلاثمائة طالب لعين لم يجبه سوى ثلاتة وبالطبع أنا لن أكون من بينهم فلم أكن أفقه شيئا في الشعبة التي إختارتها بكاملها لقد كنت أنوي التوقف عن الذهاب للجامعة لكنني لم أكن سأقوى على النظر لأمي
ففي اليوم الذي سمعت فيه بأن إبنها إلتحق بالجامعة كان أسعد يوم في حياتها التعيسة لأنها وببساطة وجدت أمل صغيرا تتمسك به وليس لي الحق في أن أخد منها ذلك الأمل لذلك إستمررت في الكذب عليها والإدعاء بأن أوضاعي جيدة , خرجت للإستراحة كي أمعن النظر في الكائنات التي ترتدي نفس الجامعة التي أرتديها ففي كل يوم يفاجئونني بتصرفاتهم المصطنعة وكلامهم الزائف وأوجههم المتعددة ببساطة إنهم يتعايشون مع محيطهم فقط فهذا ماتفعله الحيونات أيضا
وإنتهى يومي المعتاد لكن هذه المرة لم أكن سأخد طريق عودتي نفسه فقد توجهت لطريق الذي تخرج منه السيارات المركونة في الجامعة وحينها تذكرت بأن كل هذا هو شريط حياتي يمر أمامي لأنني في الوقع أمام سيارة مسرعة قريبة من صدمي وقد توقف الوقت لكي أتذكر هاته اللحظات الأخيرة وثم صدمتني السيارة ..
وإنتهت القصة ... ؟؟ لا فأنا تعمدت أن أمر من ذلك الطريق لأنني سبق لي وخططت للأمر فلطالما رأيت أستادي الجامعي يمر بسرعة خيالية من ذلك الممر بسيارته وهو يتكلم في الهاتف وأيضا فلطالما تذكرت ذلك المبلغ اللعين المخصص لرخصة الحياة لقد دفعته لي أمي وفي تفاصليه بأن أي حادثة تحصل لي داخل الجامعة فستحصل أسرتي على مبلغ كبير كتعويض وهو ماتحتاجه حقا عائلتي وأنا الأن في لحظات لأخيرة أتمنى حقا أن اموت كي يتضاعف ذلك المبلغ فهذا هو أقصى شيئا يمكن لفاشل مثلي تقديمه لعائلته .
[/TBL]