[TBL=http://wjhalnhs.com/wp-content/uploads/2014/06/Card.png]
[/TBL][TBL=http://wjhalnhs.com/wp-content/uploads/2014/06/Card.png][/tbl][TBL=http://wjhalnhs.com/wp-content/uploads/2014/06/Card.png][/tbl][TBL=http://wjhalnhs.com/wp-content/uploads/2014/06/Card.png]
[/TBL][TBL=https://pic-hd.com/wp-content/uploads/2018/03/صور-سوداء-سادة-وخلفيات-2-300x169.jpg][/TBL][TBL=https://pic-hd.com/wp-content/uploads/2018/03/صور-سوداء-سادة-وخلفيات-2-300x169.jpg][/tbl][TBL=https://pic-hd.com/wp-content/uploads/2018/03/صور-سوداء-سادة-وخلفيات-2-300x169.jpg][/tbl][TBL=https://pic-hd.com/wp-content/uploads/2018/03/صور-سوداء-سادة-وخلفيات-2-300x169.jpg]
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أتمنى أن تكونوا بخير
هذه القصة عنوانها : "وجه النحس"
تبدو كقصة للأطفال (على ما أظن ) لكن يجب أن تكملوها حتى النهاية لتفهموا العبرة
لنبدأ
***
عالم مليء بالحروب.. بالقمع.. بالحزن.. بالدماء.. و الذنوب.. هذا هو العالم الذي ولد فيه.
وضعته أمه بين الحطام بعد مخاض ضاهته آلام إصابتها ببندقية العدو.. و بمجرد أن رأى هذا الطفل النور.. أسلمت أمه روحها للخالق.. "وجه النحس".. هذا ما ظل أهالي القرية ينادونه به منذ ولادته.. بعد أن علم والده بحمل أمه غادر ليحارب العدو و لم يعد.. في اليوم الذي ولد فيه.. توفيت أمه و هجم العدو على البلدة.. بعد ذلك تولت خالته العناية به فانهار منزلها و مات كل من كان به إلا ذاك الرضيع الملعون.. الذي خرج من الأنقاض سليما معافى.
بعد ذلك أينما حل.. حلت مصيبة.. و أينما ارتحل.. نفر الناس من سحنته الغريبة..
كان فؤاد يسأل النحس : لماذا تلاحقني؟
فكان يجيبه : لأنك صديقي!
لا يعلم أحد كيف كبر هذا الصبي دون أن يعتني به أحد.. و عندما كان يسأله العجوز السكير الجالس فوق كرسي أمام دكانه : من الذي يعتني بك و من أين تحصل على طعامك و كيف تعلمت القراءة و الكتابة؟
يجيبه الطفل بفخر : النحس هو الذي رباني و أطعمني و علمني..
فينفجر السكير ضحكا..
لم يمر يوم واحد لم يسأل فيه وجه النحس هذا السؤال.. و لم يسبق أن تغير جوابه قط..
كبر وجه النحس و صار شابا يافعا.. و ها هو ذا يبحث عن عمل و كله أمل في أن يصبح نافعا..
سأل وجه النحس النجار : هل من عمل يا خالي مختار؟
فرد النجار : لا أود أن يأكل النمل الأبيض أخشابي بسببك.. فلا أجد ما آكل و أهلك.
سأل وجه النحس الطباخ : هل من عمل في مقهى الأشياخ؟
فرد الطباخ : لا أريد أن يفسد طبخي.. و عندئذ لا يسمع أحد صراخي.
سأل وجه النحس الحداد : هل من عمل يا فؤاد؟
فرد الحداد : لا أود أن أرى حديدي يصدأ.. و يمرض خادمي و لا يبرأ.
سأل وجه النحس الفلاح : هل من عمل متاح في هذا الصباح؟
فرد الفلاح : لا أود أن يفسد المحصول.. لهذا سأمنعك من الدخول..
ترك وجه النحس الفلاح، و الدمع عن عينيه لا ينزاح.
سأل وجه النحس نحسه : لماذا تلاحقني؟ و عن النجاح حضورك يمنعني!
رد النحس : ظننتنا أصدقاء.. أليس هذا صحيحا يا مغوار يا معطاء؟
قال وجه النحس باكيا : لكنني أريد أن أعيش عيشا عاديا.. و أنت تمنعني من المضي قدما..
رد النحس : و هل ستصمد لوحدك في وجه هذا العالم الغدار؟ فالإنسان لا يستطيع أن يعيش فقط بالإصرار!
وجه النحس : أعطني فرصة لأثبت جدارتي! و أضمن لك أنني لن أحتاجك طول حياتي!
رد النحس حزينا : لك ما تريد يا صديقي.. و إذا أردتني فلا تبحث عن طريقي..
غادر النحس و توهجت عينا وجه النحس.. إنه يرى الشمس لأول مرة.. و انزاحت عن سمائه تلك الغيمة السوداء المرة.
فجأة جاء إليه النجار مختار قائلا : لقد اكتفيت من الاحتيار.. تعال إلى معملي لأعلمك عمل النجار.
و لكن قاطعه الطباخ : بل سيأتي معي إلى مقهى الأشياخ.. و لا داعي يا نجار للصراخ.
فجأة ظهر الحداد فؤاد : توقفوا عن الشجار.. سآخذه معي بعيدا عنكم أيها الأشرار!
جاء الفلاح : توقفوا عن هذا النواح! و اطلبوا من وجه النحس السماح! قبل أن يأتي إلى أرضي
و يساعدني على حرثها في هذا الصباح..
كان وجه النحس سعيدا.. فأبواب الفرج قد انفتحت أمامه أخيرا.
مرت الأيام.. و وجه النحس يساعد الآخرين على الدوام.. لقد كان معطاء مقدام.. و الكل في مساعدته يطمع.. في المغيب و المطلع.
كان يحمل أخشاب النجار.. إلى أعالي الأسوار.. و لا يحصل على نصيبه من الإفطار.
كما كان يساعد الطباخ.. في مقهى الأشياخ.. لكنه ينام في مكان كله أوساخ.
كان يساعد الحداد.. على صنع السيوف للأسياد.. لكنه يلاقي معاملة قاسية كالعبد المقتاد.
أما الفلاح.. فمنذ الصباح.. و هو يراقبه يحرث الأرض بكل كفاح.. و في النهاية يجفوه كأنه قدح من الأقداح.
تهالك وجه النحس على كرسي عتيق.. و ظل يفكر في ذاك الصديق.. ليته يعود إلي من هذا الطريق.
لقد سقطت أسناني و تركت فجوة.. و شاب شعري و وضحت الفروة.. صار جسمي ثقيلا.. و بصري ضئيلا.. ضاعت أيام شبابي سدى.. و جفاني الجميع على غير هدى.. ما هذا المصير المحتوم؟ أتساءل دائما عن هذا بجبين محموم.. أنا الآن متشرد.. و أنام على الرصيف البارد.. أين أنت يا نحسي؟ أطلب منك السماح قبل أن أختفي.
سقط وجه النحس بسحنته المريعة.. و ظلت جثته و هذا العالم على قطيعة..
هل تعلمون من هو النحس؟
إنه الوالدان.. نحمل اسميهما كما حمل وجه النحس اسم النحس.. نفتخر بهما في الطفولة و نتعلق بهما.. كما كان يفعل وجه النحس في طفولته.. و عندما نكبر قليلا.. نرى أنهما يقيدان حريتنا و لا نفهم لماذا يمنعاننا عن فعل أشياء تبدو لنا صوابا.. فننتفض و نهجرهما.. و عندما نكتشف أهميتهما و ندرك أنهما قد كانا على حق.. يكون الأوان قد فات.. فنطلب السماح آملين أن نحصل عليه.. لكننا.. لا نستطيع.
النهاية
[/TBL]
[/TBL][TBL=http://wjhalnhs.com/wp-content/uploads/2014/06/Card.png][/tbl][TBL=http://wjhalnhs.com/wp-content/uploads/2014/06/Card.png][/tbl][TBL=http://wjhalnhs.com/wp-content/uploads/2014/06/Card.png]
[/TBL][TBL=https://pic-hd.com/wp-content/uploads/2018/03/صور-سوداء-سادة-وخلفيات-2-300x169.jpg][/TBL][TBL=https://pic-hd.com/wp-content/uploads/2018/03/صور-سوداء-سادة-وخلفيات-2-300x169.jpg][/tbl][TBL=https://pic-hd.com/wp-content/uploads/2018/03/صور-سوداء-سادة-وخلفيات-2-300x169.jpg][/tbl][TBL=https://pic-hd.com/wp-content/uploads/2018/03/صور-سوداء-سادة-وخلفيات-2-300x169.jpg]
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أتمنى أن تكونوا بخير
هذه القصة عنوانها : "وجه النحس"
تبدو كقصة للأطفال (على ما أظن ) لكن يجب أن تكملوها حتى النهاية لتفهموا العبرة
لنبدأ
***
عالم مليء بالحروب.. بالقمع.. بالحزن.. بالدماء.. و الذنوب.. هذا هو العالم الذي ولد فيه.
وضعته أمه بين الحطام بعد مخاض ضاهته آلام إصابتها ببندقية العدو.. و بمجرد أن رأى هذا الطفل النور.. أسلمت أمه روحها للخالق.. "وجه النحس".. هذا ما ظل أهالي القرية ينادونه به منذ ولادته.. بعد أن علم والده بحمل أمه غادر ليحارب العدو و لم يعد.. في اليوم الذي ولد فيه.. توفيت أمه و هجم العدو على البلدة.. بعد ذلك تولت خالته العناية به فانهار منزلها و مات كل من كان به إلا ذاك الرضيع الملعون.. الذي خرج من الأنقاض سليما معافى.
بعد ذلك أينما حل.. حلت مصيبة.. و أينما ارتحل.. نفر الناس من سحنته الغريبة..
كان فؤاد يسأل النحس : لماذا تلاحقني؟
فكان يجيبه : لأنك صديقي!
لا يعلم أحد كيف كبر هذا الصبي دون أن يعتني به أحد.. و عندما كان يسأله العجوز السكير الجالس فوق كرسي أمام دكانه : من الذي يعتني بك و من أين تحصل على طعامك و كيف تعلمت القراءة و الكتابة؟
يجيبه الطفل بفخر : النحس هو الذي رباني و أطعمني و علمني..
فينفجر السكير ضحكا..
لم يمر يوم واحد لم يسأل فيه وجه النحس هذا السؤال.. و لم يسبق أن تغير جوابه قط..
كبر وجه النحس و صار شابا يافعا.. و ها هو ذا يبحث عن عمل و كله أمل في أن يصبح نافعا..
سأل وجه النحس النجار : هل من عمل يا خالي مختار؟
فرد النجار : لا أود أن يأكل النمل الأبيض أخشابي بسببك.. فلا أجد ما آكل و أهلك.
سأل وجه النحس الطباخ : هل من عمل في مقهى الأشياخ؟
فرد الطباخ : لا أريد أن يفسد طبخي.. و عندئذ لا يسمع أحد صراخي.
سأل وجه النحس الحداد : هل من عمل يا فؤاد؟
فرد الحداد : لا أود أن أرى حديدي يصدأ.. و يمرض خادمي و لا يبرأ.
سأل وجه النحس الفلاح : هل من عمل متاح في هذا الصباح؟
فرد الفلاح : لا أود أن يفسد المحصول.. لهذا سأمنعك من الدخول..
ترك وجه النحس الفلاح، و الدمع عن عينيه لا ينزاح.
سأل وجه النحس نحسه : لماذا تلاحقني؟ و عن النجاح حضورك يمنعني!
رد النحس : ظننتنا أصدقاء.. أليس هذا صحيحا يا مغوار يا معطاء؟
قال وجه النحس باكيا : لكنني أريد أن أعيش عيشا عاديا.. و أنت تمنعني من المضي قدما..
رد النحس : و هل ستصمد لوحدك في وجه هذا العالم الغدار؟ فالإنسان لا يستطيع أن يعيش فقط بالإصرار!
وجه النحس : أعطني فرصة لأثبت جدارتي! و أضمن لك أنني لن أحتاجك طول حياتي!
رد النحس حزينا : لك ما تريد يا صديقي.. و إذا أردتني فلا تبحث عن طريقي..
غادر النحس و توهجت عينا وجه النحس.. إنه يرى الشمس لأول مرة.. و انزاحت عن سمائه تلك الغيمة السوداء المرة.
فجأة جاء إليه النجار مختار قائلا : لقد اكتفيت من الاحتيار.. تعال إلى معملي لأعلمك عمل النجار.
و لكن قاطعه الطباخ : بل سيأتي معي إلى مقهى الأشياخ.. و لا داعي يا نجار للصراخ.
فجأة ظهر الحداد فؤاد : توقفوا عن الشجار.. سآخذه معي بعيدا عنكم أيها الأشرار!
جاء الفلاح : توقفوا عن هذا النواح! و اطلبوا من وجه النحس السماح! قبل أن يأتي إلى أرضي
و يساعدني على حرثها في هذا الصباح..
كان وجه النحس سعيدا.. فأبواب الفرج قد انفتحت أمامه أخيرا.
مرت الأيام.. و وجه النحس يساعد الآخرين على الدوام.. لقد كان معطاء مقدام.. و الكل في مساعدته يطمع.. في المغيب و المطلع.
كان يحمل أخشاب النجار.. إلى أعالي الأسوار.. و لا يحصل على نصيبه من الإفطار.
كما كان يساعد الطباخ.. في مقهى الأشياخ.. لكنه ينام في مكان كله أوساخ.
كان يساعد الحداد.. على صنع السيوف للأسياد.. لكنه يلاقي معاملة قاسية كالعبد المقتاد.
أما الفلاح.. فمنذ الصباح.. و هو يراقبه يحرث الأرض بكل كفاح.. و في النهاية يجفوه كأنه قدح من الأقداح.
تهالك وجه النحس على كرسي عتيق.. و ظل يفكر في ذاك الصديق.. ليته يعود إلي من هذا الطريق.
لقد سقطت أسناني و تركت فجوة.. و شاب شعري و وضحت الفروة.. صار جسمي ثقيلا.. و بصري ضئيلا.. ضاعت أيام شبابي سدى.. و جفاني الجميع على غير هدى.. ما هذا المصير المحتوم؟ أتساءل دائما عن هذا بجبين محموم.. أنا الآن متشرد.. و أنام على الرصيف البارد.. أين أنت يا نحسي؟ أطلب منك السماح قبل أن أختفي.
سقط وجه النحس بسحنته المريعة.. و ظلت جثته و هذا العالم على قطيعة..
هل تعلمون من هو النحس؟
إنه الوالدان.. نحمل اسميهما كما حمل وجه النحس اسم النحس.. نفتخر بهما في الطفولة و نتعلق بهما.. كما كان يفعل وجه النحس في طفولته.. و عندما نكبر قليلا.. نرى أنهما يقيدان حريتنا و لا نفهم لماذا يمنعاننا عن فعل أشياء تبدو لنا صوابا.. فننتفض و نهجرهما.. و عندما نكتشف أهميتهما و ندرك أنهما قد كانا على حق.. يكون الأوان قد فات.. فنطلب السماح آملين أن نحصل عليه.. لكننا.. لا نستطيع.
النهاية
[/TBL]