- إنضم
- 1 يوليو 2016
- رقم العضوية
- 6695
- المشاركات
- 12,899
- الحلول
- 3
- مستوى التفاعل
- 50,878
- النقاط
- 535
- أوسمتــي
- 36
- العمر
- 24
- توناتي
- 3,561
- الجنس
- أنثى
LV
9
[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png]
[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327505723.png]
[/TBL][/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327505723.png][/tbl][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327505723.png]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم جميعًا ؟ إن شاء الله كلشي بخير
و أخيرًا وصلنا للمرحلة الأخيرة من مسابقتنا
والتي هي عبارة عن " كتابة نهاية مختلفة للقصة "
أعتقد واضحة جدًا ولا تحتاج شرح ؟
شروط المرحلة الثالثة :
1) عدم تشابه نهاية قصة المشترك مع نهاية قصة مشترك آخر.
2) نهاية للقصة تضعونها في ردود هذا الموضوع .
يعني ما رح تكون مثل المرحلة الأولى تعملون مواضيع وتعطونا روابطهم
بهالمرحلة الملخص تعملوه هنا بدون صنع أي موضوع في القسم أو وضع طقم له .
3) أخر موعد لتسليم ملخصاتكم 2018/9/01 يوم السبت ، لا يقبل أي تسليم بعد هذه المدة
القصة :
أنا روائي وأعتقد أنني قمت بتأليف هذه القصة. أقول "أعتقد" رغم أنني أعلم حقيقةً أنني ألفتها،
غير أنني لا أنفك أتخيل أن هذه القصة لا بد قد حدثت في مكان ما في وقت من الأوقات،
ولا بد أنها حدثت عشية عيد الميلاد في مدينة عظيمة عندما حدثت موجة الصقيع الرهيبة.
في مخيلتي منظر لصبي، صبي صغير، عمره ست سنوات أو حتى أقل. استيقظ هذا الصبي
في ذلك الصباح في قبو بارد رطب. كان يرتدي نوعا من الجلباب وكان يرتعش من شدة البرد.
كان هناك سحابة من البخار الأبيض تشكلت من أنفاسه، وكان يجلس على صندوق في أحد أركان القبو.
كان ينفث البخار من فمه ويسلي نفسه في هذا الوضع الكئيب وهو يشاهد البخار ينطلق من فمه.
لكنه كان جائعا بشكل رهيب. في ذلك الصباح صعد عدة مرات إلى السرير المصنوع من
ألواح خشبية حيث كانت أمه مستلقية على مرتبة رقيقة كالفطيرة وتحت رأسها صُرة تستخدمها
كوسادة. كيف أتت إلى هنا؟ لا بد أنها أتت مع ولدها من مدينة أخرى ومرضت. لقد تم اقتياد
مالكة المكان، التي كانت تؤجر "زوايا" القبو، إلى مركز الشرطة قبل يومين وأصبح المستأجرون
في العراء في الوقت الذي اقترب فيه يوم العطلة، والشخص الوحيد الذي بقي في القبو كان مستلقيا
لمدة الأربع والعشرين الساعة الأخيرة وقد مات وهو مخمور لم ينتظر عيد الميلاد. وفي ركن آخر
من الغرفة كانت امرأة عجوز بائسة في الثمانين، كانت في أحد الأيام ممرضة أطفال لكنها تُركت
الآن لتموت بلا صديق، كانت تئن وتشكو من الروماتزم وتتذمر وتوبخ الصبي لدرجة أنه كان خائفا
من الاقتراب من الركن الذي كانت فيه. حصل الصبي على شربة ماء في الغرفة الخارجية لكنه
لم يجد كسرة طعام في أي مكان. وكان على وشك أن يوقظ أمه عدة مرات. لقد شعر في آخر الأمر
بالذعر وهو في الظلام الدامس، فقد حلّ الغسق منذ وقت طويل دون أن يشعلوا أي ضوء. وعندما
لمس وجه أمه فوجئ بأنها لم تتحرك مطلقاً وأن جسمها كان باردا تماما كالجدار. قال لنفسه
"البرد شديد هنا". وقف قليلا وترك يديه على كتفي المرأة الميتة، ثم تنفس في أصابعه ليدفئها،
ثم تحسس باحثا عن قبعته على الفراش ثم خرج من القبو. كان يمكنه أن يغادر مبكراً أكثر
لكنه كان خائفا من الكلب الكبير الذي كان يعوي طوال النهار عند باب الجيران في أعلى
الدرجات. لكن الكلب لم يكن موجودا في ذلك الوقت، فخرج الصبي منطلقا إلى الشارع.
اللهم ألطف بنا. ما هذه المدينة! لم ير من قبل أي شيء مثلها. في المدينة التي جاء منها ،
كان هناك دائما ظلام دامس في الليل. كان هناك مصباح واحد لإنارة الشارع كله،
وكانت المنازل الخشبية الصغيرة ذات الأسقف المنخفضة، كانت مغلقة بالدرافيل ولم
يشاهد أي إنسان في الشارع بعد الغسق. كان الجميع يغلقون الدرافيل على أنفسهم في
منازلهم، ولم يكن هناك غير مجموعات من الكلاب التي تنبح.. مئات وآلاف منها تنبح وتعوي طوال الليل.
لكن الطقس كان دافئا هناك وكان يحصل هناك على طعام، بينما هنا ... أوه، يا إلهي،
لو أنه يحصل فقط على شيء ما ليأكله! وما هذه الضجة والجلبة التي هنا، أي ضوء، أي
أناس، خيول وعربات، والصقيع! البخار المتجمد الطافي كالسحاب فوق الخيول، أعلى
أفواهها التي تتنفس بدفء؛ حوافرها التي تثير ضجة على الحصى خلال الثلج الناعم كالمسحوق،
وكل واحد مندفع، و.. أوه، يا إلهي، كم كان متلهفا للحصول على لقمة يأكلها، وكم
شعر بالتعاسة فجأة. كان هناك رجل شرطة يمشي قريبا منه فابتعد عنه لتجنب رؤية الصبي.
وهنا شارع آخر..أوه، يا له من شارع عريض، هنا سيُداس عليه بالتأكيد.. كيف كان كل شخص
يصرخ، يسابق ويسوق عربته في الشارع، والضوء، الضوء! وما هذا؟ نافذة زجاجية ضخمة،
ومن خلال النافذة ترى هناك شجرة يصل ارتفاعها حتى السقف، كانت شجرة التنوب الصنوبرية
وعليها أضواء كثيرة، ورق وتفاح ذهبي اللون ودُمىً وأحصنة؛ وكان هناك أطفال نظيفين يرتدون
أبهى حللهم ويركضون حول الغرفة وهم يضحكون ويلعبون ويأكلون ويشربون بعض الأشياء.
وبعد ذلك بدأت فتاة صغيرة ترقص مع أحد الصبية، يا لها من فتاة صغيرة جميلة! وكان يمكنه
أن يسمع الموسيقى من خلال النافذة. كان الصبي ينظر ويتعجب ويضحك رغم أن أصابع
قدميه كانت تؤلمه من شدة البرد وكانت أصابع يديه حمراء ومتصلبة جداً بحيث أنه كان يؤلمه
تحريكها. وفجأة تذكر الصبي كم كانت أصابع قدميه ويديه تؤلمه فبدأ يبكي وانطلق يجري..
ومرة ثانية رأى من خلال زجاج النافذة شجرة عيد ميلاد أخرى وعلى الطاولة كعك من كل الأصناف
– كعك باللوز، كعك أحمر وكعك اصفر، وكان يجلس هناك ثلاثة سيدات شابات، وكانت تلك
السيدات تقدمان الكعك إلى أي شخص يذهب إليهن، وكان الباب مفتوحا باستمرار،
وقد مر الكثير من الرجال المحترمين والسيدات أمام الشارع. أخذ الصبي يزحف،
وفجأة فتح الباب ودخل.. أوه! كم صرخوا عليه ولوحوا بأيديهم له كي يرجع! ذهبت إليه
إحدى السيدات مهرولة ووضعت في يده قطعة "كوبيك" وهي عملة روسية وبيديها فتحت
الباب نحو الشارع ليخرج! كم كان مذعوراً! أخذت قطعة الكوبيك تتدحرج مبتعدة ثم علقت
على درجات السلم ولم يستطع تحريك أصابعه الحمراء ليلتقطها ويتشبث بها! أنطلق الصبي
بعيداً بعيدا دون أن يدري إلى أين. كان على وشك البكاء مرة ثانية لكنه كان خائفا، وأخذ
يجري وهو ينفخ في أصابعه. لقد كان بائسا لأنه شعر فجأة أنه وحيد ومذعور للغاية،
وفي نفس الوقت، اللهم الطف بنا! ما الذي جرى مرة ثانية؟ كان الناس واقفين في جمهرة
وهم معجبون. كان خلف النافذة الزجاجية ثلاثة دُمىً صغيرة بملابس حمراء وخضراء،
وكانت بالضبط، بالضبط كما لو كانت تلك الدمى أحياء. كانت إحدى الدُمى على هيئة رجل
عجوز ويعزف على آلة كمان كبيرة، وكانت الدميتان الأخريان واقفتان قريبا وتعزفان آلات
كمان صغيرة وتومئان في آن واحد، وتتحدثان، تتحدثان فعلاً. في البداية ظن الصبي أنها
أحياء ، وعندما تذكر أنها دمى ضحك. لم ير من قبل مثل هذه الدمى ولم يكن لديه أدنى فكرة
عن وجودها. أرد أن يبكي ، لكنه شعر أن الدمى كانت مسلية له. أحس في ذلك الوقت أن
شخصا ما قد أمسك بجلبابه من الخلف: صبي كبير شرير كان واقفا بجانبه وفجأة ضربه على
رأسه، وخطف قبعته وجعله يتعثر. سقط الصبي على الأرض، وفي الحال أخذ يصيح، لقد
أصيب بالخدران من الذعر.. قفز ناهضا وفر هارباً. كان يجري دون أن يعرف إلى أين
إلى أن وصل بوابة فناء يملكه أحد الأشخاص. ثم جلس خلف كومة من الخشب
: "لن يعثروا عليَّ هنا، إلى جانب ذلك فالمكان مظلم هنا"!
جلس متكوما على نفسه وكان متقطع الأنفاس من الذعر، وفجأة أحس أنه سعيد للغاية: فجأة
لم تعد يداه وقدماه تؤلمه وأصبحت دافئة جدا، دافئة كما لو كانت على مدفأة؛ ثم اجتاحت
القشعريرة كل جسمه، لا بد أنه كان نائما. كم هو جميل أن تنام هنا!. أخذ يفكر"سوف أجلس
هنا قليلا وانظر إلى الدمى مرة ثانية،" قال الصبي ذلك وابتسم وهو يفكر في الدمى.
"تماما كما لو كانت حية ترزق!..". وفجأة سمع أمه تغني من فوقه. "أمي، أنا نائم؛ كم هو جميل أن أنام هنا!".
"تعال إلى شجرة عيد ميلادي، أيها الصغير"، همس صوت ناعم من فوق رأسه.
لقد ظن أن هذه كانت لا تزال أمه، لكن لا، لم تكن هي. من كان يناديه، لم يرى شيئا،
لكن شخصا ما انحنى فوقه وعانقه في الظلام؛ ومد يديه إليه، و.. وفي الحال.. أوه، يا له
من ضوء ساطع! أوه، يا لها من شجرة عيد ميلاد! أين كان هو الآن؟ كل شيء كان
ساطعا ومشرقا، وكان كل ما يحيط به دمىً؛ لكن لا، لم تكن دمىً، لقد
كانت أولادا وفتيات صغاراً، فقط ساطعة ومشرقة جداً. جاءت كلها تطير حوله،
أخذت جميعها تقبله، أخذته وحملته معها، وكان هو نفسه يطير، ورأى أن أمه كانت
تنظر إليه وهي تضحك ببهجة غامرة. "أمي،أمي؛ أوه، كم هو جميل هذا المكان،
أمي!". ومرة ثانية أخذ يقبل الأطفال، وأراد أن يخبرهم في الحال عن تلك الدمى التي
رآها في نافذة المتجر. "من أنتم أيها الصبية؟ من أنتن أيتها الفتيات؟؟" سأل وهو يضحك معجبا بهم.
أجابوه "هذه شجرة عيد ميلاد المسيح، للمسيح دائما شجرة عيد ميلاد في هذا اليوم
للأطفال الصغار الذين لا يملكون شجرة خاصة بهم..". لقد اكتشف أن كل هؤلاء
الأولاد والفتيات هم أطفال مثله تماما؛ وأن البعض قد تجمد في السلال التي
كانوا يملكونها كأطفال رضع ألقي بهم على عتبات منازل أثرياء مدينة بطرسبيرج،
والآخرون تم إخراجهم مع نساء فنلنديات من قبل دار اللقطاء وماتوا اختناقاً،
وآخرون ماتوا على صدور أمهات كن يتضورن جوعاً (أثناء مجاعة سمارا)،
وآخرون ماتوا داخل عربات الدرجة الثالثة في القطارات من جراء الهواء الفاسد.
ومع ذلك، فقد كانوا جميعا هنا، كانوا جميعا مثل الملائكة حول المسيح الذي كان
بينهم ورفع يديه لهم ومنحهم ومنح أمهاتهم الخاطئات بركته... ووقفت أمهات
هؤلاء الأطفال على جانب يبكين؛ كل واحدة عرفت ولدها أو ابنتها، وطار الأطفال
إليهن وقبلوهن ومسحوا دموعهن بأيديهم الصغيرة، وتوسلوا لهن ألا يبكين لأنهم كانوا في غاية السعادة.
وفي الصباح وجد البواب جسد الطفل الصغير المتجمد ميتاً على كومة الخشب
في الأسفل؛ وبحثوا عن أمه أيضا.. لقد ماتت قبله.. لقد التقيا أمام الله في السماء!
لماذا قمتُ بتأليف هذه القصة؟ من باب الاحتفاظ بمفكرة عادية، مفكرة كاتب
قبل كل شيء؟ وقد وعدتُ بتأليف قصتين تتعاملان مع أحداث حقيقية! لكن
هذا ما جرى تماماً، إنني لا أنفك أتخيل أن كل هذا يمكن أن يكون قد حدث في
الواقع .. أي، ما حدث في القبو وعلى كومة الخشب؛ لكن بالنسبة إلى شجرة عيد ميلاد المسيح،
فلا أستطيع أن أخبركم ما إذا كانت قد حدثت أم لا.
أي سؤال تفضلوا لملفي أو ملف ميرو-تشي
هنا لوضع نهاية القصة فقط
[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327503162.png]
[/TBL][/TBL][/TBL]
[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327505723.png]
[/TBL][/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327505723.png][/tbl][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327498551.png][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327505723.png]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم جميعًا ؟ إن شاء الله كلشي بخير
و أخيرًا وصلنا للمرحلة الأخيرة من مسابقتنا
والتي هي عبارة عن " كتابة نهاية مختلفة للقصة "
أعتقد واضحة جدًا ولا تحتاج شرح ؟
شروط المرحلة الثالثة :
1) عدم تشابه نهاية قصة المشترك مع نهاية قصة مشترك آخر.
2) نهاية للقصة تضعونها في ردود هذا الموضوع .
يعني ما رح تكون مثل المرحلة الأولى تعملون مواضيع وتعطونا روابطهم
بهالمرحلة الملخص تعملوه هنا بدون صنع أي موضوع في القسم أو وضع طقم له .
3) أخر موعد لتسليم ملخصاتكم 2018/9/01 يوم السبت ، لا يقبل أي تسليم بعد هذه المدة
القصة :
أنا روائي وأعتقد أنني قمت بتأليف هذه القصة. أقول "أعتقد" رغم أنني أعلم حقيقةً أنني ألفتها،
غير أنني لا أنفك أتخيل أن هذه القصة لا بد قد حدثت في مكان ما في وقت من الأوقات،
ولا بد أنها حدثت عشية عيد الميلاد في مدينة عظيمة عندما حدثت موجة الصقيع الرهيبة.
في مخيلتي منظر لصبي، صبي صغير، عمره ست سنوات أو حتى أقل. استيقظ هذا الصبي
في ذلك الصباح في قبو بارد رطب. كان يرتدي نوعا من الجلباب وكان يرتعش من شدة البرد.
كان هناك سحابة من البخار الأبيض تشكلت من أنفاسه، وكان يجلس على صندوق في أحد أركان القبو.
كان ينفث البخار من فمه ويسلي نفسه في هذا الوضع الكئيب وهو يشاهد البخار ينطلق من فمه.
لكنه كان جائعا بشكل رهيب. في ذلك الصباح صعد عدة مرات إلى السرير المصنوع من
ألواح خشبية حيث كانت أمه مستلقية على مرتبة رقيقة كالفطيرة وتحت رأسها صُرة تستخدمها
كوسادة. كيف أتت إلى هنا؟ لا بد أنها أتت مع ولدها من مدينة أخرى ومرضت. لقد تم اقتياد
مالكة المكان، التي كانت تؤجر "زوايا" القبو، إلى مركز الشرطة قبل يومين وأصبح المستأجرون
في العراء في الوقت الذي اقترب فيه يوم العطلة، والشخص الوحيد الذي بقي في القبو كان مستلقيا
لمدة الأربع والعشرين الساعة الأخيرة وقد مات وهو مخمور لم ينتظر عيد الميلاد. وفي ركن آخر
من الغرفة كانت امرأة عجوز بائسة في الثمانين، كانت في أحد الأيام ممرضة أطفال لكنها تُركت
الآن لتموت بلا صديق، كانت تئن وتشكو من الروماتزم وتتذمر وتوبخ الصبي لدرجة أنه كان خائفا
من الاقتراب من الركن الذي كانت فيه. حصل الصبي على شربة ماء في الغرفة الخارجية لكنه
لم يجد كسرة طعام في أي مكان. وكان على وشك أن يوقظ أمه عدة مرات. لقد شعر في آخر الأمر
بالذعر وهو في الظلام الدامس، فقد حلّ الغسق منذ وقت طويل دون أن يشعلوا أي ضوء. وعندما
لمس وجه أمه فوجئ بأنها لم تتحرك مطلقاً وأن جسمها كان باردا تماما كالجدار. قال لنفسه
"البرد شديد هنا". وقف قليلا وترك يديه على كتفي المرأة الميتة، ثم تنفس في أصابعه ليدفئها،
ثم تحسس باحثا عن قبعته على الفراش ثم خرج من القبو. كان يمكنه أن يغادر مبكراً أكثر
لكنه كان خائفا من الكلب الكبير الذي كان يعوي طوال النهار عند باب الجيران في أعلى
الدرجات. لكن الكلب لم يكن موجودا في ذلك الوقت، فخرج الصبي منطلقا إلى الشارع.
اللهم ألطف بنا. ما هذه المدينة! لم ير من قبل أي شيء مثلها. في المدينة التي جاء منها ،
كان هناك دائما ظلام دامس في الليل. كان هناك مصباح واحد لإنارة الشارع كله،
وكانت المنازل الخشبية الصغيرة ذات الأسقف المنخفضة، كانت مغلقة بالدرافيل ولم
يشاهد أي إنسان في الشارع بعد الغسق. كان الجميع يغلقون الدرافيل على أنفسهم في
منازلهم، ولم يكن هناك غير مجموعات من الكلاب التي تنبح.. مئات وآلاف منها تنبح وتعوي طوال الليل.
لكن الطقس كان دافئا هناك وكان يحصل هناك على طعام، بينما هنا ... أوه، يا إلهي،
لو أنه يحصل فقط على شيء ما ليأكله! وما هذه الضجة والجلبة التي هنا، أي ضوء، أي
أناس، خيول وعربات، والصقيع! البخار المتجمد الطافي كالسحاب فوق الخيول، أعلى
أفواهها التي تتنفس بدفء؛ حوافرها التي تثير ضجة على الحصى خلال الثلج الناعم كالمسحوق،
وكل واحد مندفع، و.. أوه، يا إلهي، كم كان متلهفا للحصول على لقمة يأكلها، وكم
شعر بالتعاسة فجأة. كان هناك رجل شرطة يمشي قريبا منه فابتعد عنه لتجنب رؤية الصبي.
وهنا شارع آخر..أوه، يا له من شارع عريض، هنا سيُداس عليه بالتأكيد.. كيف كان كل شخص
يصرخ، يسابق ويسوق عربته في الشارع، والضوء، الضوء! وما هذا؟ نافذة زجاجية ضخمة،
ومن خلال النافذة ترى هناك شجرة يصل ارتفاعها حتى السقف، كانت شجرة التنوب الصنوبرية
وعليها أضواء كثيرة، ورق وتفاح ذهبي اللون ودُمىً وأحصنة؛ وكان هناك أطفال نظيفين يرتدون
أبهى حللهم ويركضون حول الغرفة وهم يضحكون ويلعبون ويأكلون ويشربون بعض الأشياء.
وبعد ذلك بدأت فتاة صغيرة ترقص مع أحد الصبية، يا لها من فتاة صغيرة جميلة! وكان يمكنه
أن يسمع الموسيقى من خلال النافذة. كان الصبي ينظر ويتعجب ويضحك رغم أن أصابع
قدميه كانت تؤلمه من شدة البرد وكانت أصابع يديه حمراء ومتصلبة جداً بحيث أنه كان يؤلمه
تحريكها. وفجأة تذكر الصبي كم كانت أصابع قدميه ويديه تؤلمه فبدأ يبكي وانطلق يجري..
ومرة ثانية رأى من خلال زجاج النافذة شجرة عيد ميلاد أخرى وعلى الطاولة كعك من كل الأصناف
– كعك باللوز، كعك أحمر وكعك اصفر، وكان يجلس هناك ثلاثة سيدات شابات، وكانت تلك
السيدات تقدمان الكعك إلى أي شخص يذهب إليهن، وكان الباب مفتوحا باستمرار،
وقد مر الكثير من الرجال المحترمين والسيدات أمام الشارع. أخذ الصبي يزحف،
وفجأة فتح الباب ودخل.. أوه! كم صرخوا عليه ولوحوا بأيديهم له كي يرجع! ذهبت إليه
إحدى السيدات مهرولة ووضعت في يده قطعة "كوبيك" وهي عملة روسية وبيديها فتحت
الباب نحو الشارع ليخرج! كم كان مذعوراً! أخذت قطعة الكوبيك تتدحرج مبتعدة ثم علقت
على درجات السلم ولم يستطع تحريك أصابعه الحمراء ليلتقطها ويتشبث بها! أنطلق الصبي
بعيداً بعيدا دون أن يدري إلى أين. كان على وشك البكاء مرة ثانية لكنه كان خائفا، وأخذ
يجري وهو ينفخ في أصابعه. لقد كان بائسا لأنه شعر فجأة أنه وحيد ومذعور للغاية،
وفي نفس الوقت، اللهم الطف بنا! ما الذي جرى مرة ثانية؟ كان الناس واقفين في جمهرة
وهم معجبون. كان خلف النافذة الزجاجية ثلاثة دُمىً صغيرة بملابس حمراء وخضراء،
وكانت بالضبط، بالضبط كما لو كانت تلك الدمى أحياء. كانت إحدى الدُمى على هيئة رجل
عجوز ويعزف على آلة كمان كبيرة، وكانت الدميتان الأخريان واقفتان قريبا وتعزفان آلات
كمان صغيرة وتومئان في آن واحد، وتتحدثان، تتحدثان فعلاً. في البداية ظن الصبي أنها
أحياء ، وعندما تذكر أنها دمى ضحك. لم ير من قبل مثل هذه الدمى ولم يكن لديه أدنى فكرة
عن وجودها. أرد أن يبكي ، لكنه شعر أن الدمى كانت مسلية له. أحس في ذلك الوقت أن
شخصا ما قد أمسك بجلبابه من الخلف: صبي كبير شرير كان واقفا بجانبه وفجأة ضربه على
رأسه، وخطف قبعته وجعله يتعثر. سقط الصبي على الأرض، وفي الحال أخذ يصيح، لقد
أصيب بالخدران من الذعر.. قفز ناهضا وفر هارباً. كان يجري دون أن يعرف إلى أين
إلى أن وصل بوابة فناء يملكه أحد الأشخاص. ثم جلس خلف كومة من الخشب
: "لن يعثروا عليَّ هنا، إلى جانب ذلك فالمكان مظلم هنا"!
جلس متكوما على نفسه وكان متقطع الأنفاس من الذعر، وفجأة أحس أنه سعيد للغاية: فجأة
لم تعد يداه وقدماه تؤلمه وأصبحت دافئة جدا، دافئة كما لو كانت على مدفأة؛ ثم اجتاحت
القشعريرة كل جسمه، لا بد أنه كان نائما. كم هو جميل أن تنام هنا!. أخذ يفكر"سوف أجلس
هنا قليلا وانظر إلى الدمى مرة ثانية،" قال الصبي ذلك وابتسم وهو يفكر في الدمى.
"تماما كما لو كانت حية ترزق!..". وفجأة سمع أمه تغني من فوقه. "أمي، أنا نائم؛ كم هو جميل أن أنام هنا!".
"تعال إلى شجرة عيد ميلادي، أيها الصغير"، همس صوت ناعم من فوق رأسه.
لقد ظن أن هذه كانت لا تزال أمه، لكن لا، لم تكن هي. من كان يناديه، لم يرى شيئا،
لكن شخصا ما انحنى فوقه وعانقه في الظلام؛ ومد يديه إليه، و.. وفي الحال.. أوه، يا له
من ضوء ساطع! أوه، يا لها من شجرة عيد ميلاد! أين كان هو الآن؟ كل شيء كان
ساطعا ومشرقا، وكان كل ما يحيط به دمىً؛ لكن لا، لم تكن دمىً، لقد
كانت أولادا وفتيات صغاراً، فقط ساطعة ومشرقة جداً. جاءت كلها تطير حوله،
أخذت جميعها تقبله، أخذته وحملته معها، وكان هو نفسه يطير، ورأى أن أمه كانت
تنظر إليه وهي تضحك ببهجة غامرة. "أمي،أمي؛ أوه، كم هو جميل هذا المكان،
أمي!". ومرة ثانية أخذ يقبل الأطفال، وأراد أن يخبرهم في الحال عن تلك الدمى التي
رآها في نافذة المتجر. "من أنتم أيها الصبية؟ من أنتن أيتها الفتيات؟؟" سأل وهو يضحك معجبا بهم.
أجابوه "هذه شجرة عيد ميلاد المسيح، للمسيح دائما شجرة عيد ميلاد في هذا اليوم
للأطفال الصغار الذين لا يملكون شجرة خاصة بهم..". لقد اكتشف أن كل هؤلاء
الأولاد والفتيات هم أطفال مثله تماما؛ وأن البعض قد تجمد في السلال التي
كانوا يملكونها كأطفال رضع ألقي بهم على عتبات منازل أثرياء مدينة بطرسبيرج،
والآخرون تم إخراجهم مع نساء فنلنديات من قبل دار اللقطاء وماتوا اختناقاً،
وآخرون ماتوا على صدور أمهات كن يتضورن جوعاً (أثناء مجاعة سمارا)،
وآخرون ماتوا داخل عربات الدرجة الثالثة في القطارات من جراء الهواء الفاسد.
ومع ذلك، فقد كانوا جميعا هنا، كانوا جميعا مثل الملائكة حول المسيح الذي كان
بينهم ورفع يديه لهم ومنحهم ومنح أمهاتهم الخاطئات بركته... ووقفت أمهات
هؤلاء الأطفال على جانب يبكين؛ كل واحدة عرفت ولدها أو ابنتها، وطار الأطفال
إليهن وقبلوهن ومسحوا دموعهن بأيديهم الصغيرة، وتوسلوا لهن ألا يبكين لأنهم كانوا في غاية السعادة.
وفي الصباح وجد البواب جسد الطفل الصغير المتجمد ميتاً على كومة الخشب
في الأسفل؛ وبحثوا عن أمه أيضا.. لقد ماتت قبله.. لقد التقيا أمام الله في السماء!
لماذا قمتُ بتأليف هذه القصة؟ من باب الاحتفاظ بمفكرة عادية، مفكرة كاتب
قبل كل شيء؟ وقد وعدتُ بتأليف قصتين تتعاملان مع أحداث حقيقية! لكن
هذا ما جرى تماماً، إنني لا أنفك أتخيل أن كل هذا يمكن أن يكون قد حدث في
الواقع .. أي، ما حدث في القبو وعلى كومة الخشب؛ لكن بالنسبة إلى شجرة عيد ميلاد المسيح،
فلا أستطيع أن أخبركم ما إذا كانت قد حدثت أم لا.
أي سؤال تفضلوا لملفي أو ملف ميرو-تشي
هنا لوضع نهاية القصة فقط
[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153193327503162.png]
[/TBL][/TBL][/TBL]