[TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153716117658762.png]
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153716117781533.png]
وقف كالعادة في ساحة المدينة، بأسمال بالية لم يسبق لأحد أن رآه بغيرها يوما، انحنى بعد أن أحنى قبعته بحركة استعراضية ثم أخذ نايه المصنوع يدويا و باشر بعزف ألحان ندية.
لم يكن أحد يتوقف ليسمع عزف هذا العازف الموهوب، ليس لأنهم لا يحبون عزفه، بل لأنهم لا يتجرؤون على سماعه.. أقصد، أليس من الغريب أن ترى شخصا يعزف في الشارع بينما الوباء يغزو بلدته ؟
أجل، هو كذلك، لم يكن أحد يمشي في ذاك الشارع الحقير، ببساطة لأنهم يخافون العدوى التي كانت في أوجها آنذاك، لقد استغل ذاك الطاعون اللعين فترة الحرب ليأخذ مأخذه من النساء و الأطفال و العجائز الذين ظنوا أنهم بعيدون عن ساحة المعركة، لكنهم قد كانوا في الواقع جنودا يحاربون المرض و الفقر و الجوع في زمن لا رحمة فيه.
تابع ذاك العجوز العزف و هو يتحرك على إيقاع أنغامه المتناسقة إلى أن غابت الشمس، توقف لحظة ليحدج ذاك الشارع الأرعن القاحل ثم انطلق نحو مكانه المفضل و بيته.. قمة الجبل..
كان أهل البلدة قبل الحرب ينادونه "أولريك الضاحك"، لأن الابتسامة لا تفارق وجهه أبدا، و كانوا على الرغم من احتقارهم لتفاؤله الزائد عن الحد يواصلون الاستمتاع بطرائفه التي لا تنتهي، إذ كان كل يوم يجمع الأطفال في سوق المدينة و يحكي لهم عن أمراء من الزمن القديم تنازعوا ففاز الأقوى، و تنانين حكمت العالم الآخر، و قطعة حصى أحبت نجمة فتزوجت بها، و أميرة تستطيع إحداث العواصف، و سوء النية التي غدرت بالنية خلال النزهة.. و ترافق قصصه العجيبة تلك ألحان نايه المألوفة التي يرقص على إيقاعها المدرس و الخباز و الجزار و الحداد و الدباغ.
هو كذلك، رجل عجوز محبوب من طرف الجميع لكنهم يظهرون العكس.
استمر الأمر على هذه الحال لفترة، انتشرت حالات المرض في كل مكان و طالت الأغنياء أنفسهم.. لكنه ما زال عازما على المتابعة..
ضاق أهل القرية ذرعا به، و هذا قد ظهر جليا حين أطلت ذات يوم سيدة أربعينية اسمها فيلومين من نافذتها و صاحت به : أيا أولريك الضاحك.. إلى متى ستنوي قض مضجعنا بنايك اللعين؟!!.. الأطفال محمومون لكنهم لا يستطيعون النوم بسبب ضجيجك.. أزواجنا و آباؤنا و أولادنا يحاربون العدو الجبار و لا نعلم إن كانوا على قيد الحياة أم لا.. و أنت لا تحترم مشاعرنا و حزننا و حدادنا.. من ذهب مات مجاهدا ضد العدو و من بقي مات مجاهدا ضد المرض.. هناك حدود للفرح و حدود للتفاؤل أيضا! لا تنس أنك السبب في هذه المصيبة!!
توقفت الألحان و نظر صاحبها إلى السيدة الغاضبة ليرى دموعا تملأ عينيها المحمرتين، نظر إلى اليمين ليرى السيد ثيودور واقفا عند عتبة منزله و هو ينظر إليه بغضب، و في اليسار توجد السيدة ماربل التي تطل من نافذتها و عيناها مليئتان بالدموع و بيدها رضيعها الذي صار وجهه شبه مسود.. لا بد و أن العدوى قد انتقلت إليه فرفضت التخلي عنه و قررت الموت بجانبه..
نظر إلى نايه بأسى، تردد صدى آخر ما قالته فيلومين في رأسه : "لا تنس أنك السبب في هذه المصيبة"
أجل.. هذا هو..
ألم يكم ينوي في المقام الأول أن يحمل السعادة إلى أهالي القرية كما كان يحدث قبل الحرب؟ لماذا إذن يشعر بأنه السبب في إضافة حزن على أحزانهم المتراكمة؟
لكن لحظة، أساسا لقد كان هو السبب في كل ما حدث بالفعل..
لا تجرح مشاعر المهرج..
لقد قالها أحدهم في زمن ما و ربما ستقال في المستقبل البعيد..
لكنهم اليوم قد جرحوا مشاعر أولريك الضاحك.. و لم يعلموا لم يقوم بفعل كل هذا.. لقد كان يحاول التكفير عن ذنبه الذي اقترفه في حقهم..
فبعد أسابيع من بداية الحرب، كان أولريك الضاحك جالسا يعزف في كوخه الجبلي، فجأة، سمع طرقا خفيفا على الباب، قام بخطى خفيفة و فتحه، فإذا به في مواجهة فتاة صغيرة..
سألها عن اسمها و أصلها و سبب تواجدها هناك لكنها ظلت صامتة.
بقيت الطفلة مع أولريك الضاحك لأيام معدودة بعد أن أشفق عليها، لم تكن تتحدث، لكنه كان يفهمها بطريقة ما.. لقد أسماها سيسيل لكي لا يراها أحد غيره من فرط حبه لها..
صارت سيسيل ابنته التي لم يلدها، آنست وحدته، و ملأت الفراغ الذي في داخله، و فجأة، لم يعد غريب الأطوار أولريك الضاحك، فقد أصبح محبوبا لدى الجميع بعد أن صاروا يقولون : "لقد بدأ يأخذ الحياة على محمل الجد و أخيرا.. من الجيد أنه يتحمل مسؤولية الفتاة!"
لقد كان يأخذ سيسيل كل يوم معه إلى القرية و اعتاد عليها الجميع..
لكن لا شيء يدوم على حاله في هذه الحياة الغدارة..
فقد ساءت صحة سيسيل فجأة بعد أيام، لم تعد تستطيع المشي حتى، قلق عليها أولريك الضاحك فأخذ معه الطبيب إلى قمة الجبل ليفحصها..
و هنا جاءه الخبر الصادم : الفتاة مصابة بالطاعون..
قال الطبيب هذه الكلمات و فر هاربا من المكان تاركا أولريك يتخبط في حزنه.. و لم يره أحد بعدها..
و ما هي إلا أيام معدودات حتى افترق أولريك عن ابنته المحبوبة سيسيل التي ذهبت دون عودة.. خطفها القدر من حضنه فجأة، و حدثت المعجزة عند لفظها لأنفاسها الأخيرة..
لقد نطقت للمرة الأولى و قالت : أريد أن أسمع ألحانك إلى الأبد..
ثم أسلمت روحها للبارئ.
و بعد أيام ساءت صحة أولريك للغاية و لم يعد يقوى على الذهاب إلى القرية.
و بعدها بمدة، سمع خبر وفاة طفل بالقرية من الحطاب الذي صعد الجبل يحتطب، ذهب بسرعة البرق إلى القرية ليجد الجميع ينظرون إليه نظرة حقد و هم يغطون أنوفهم و أفواههم بقطع قماش.. ليأتيه الخبر الصادم الثاني : لقد توفي الطفل نتيجة لإصابته بوباء الطاعون الأسود.
نزلت هذه الكلمات التي تكاد تكون غير واضحة على قلب أولريك كالصاعقة، لقد اقترف ذنبا عظيما، وضع شخصا مصابا بالطاعون بين الأطفال، و لا بد و أن العدوى قد انتقلت إليه هو أيضا، لهذا ساءت صحته إلى تلك الدرجة، و الأسوأ هو أنه قد كان يختلط مع كل أهالي القرية..
إنها.. مصيبة..
و ما هي إلا أسابيع قليلة حتى انتشر خبر تفشي الوباء بالقرية..
شعر أولريك بالذنب..
نزل إلى وسط القرية مباشرة بعد صدور الخبر و لم يجد أحدا هناك، لكنه رأى طفلا صغيرا عندما رآه ابتسم و قال : عمي أولريك.. لم لم تعد تسمعنا ألحانك الجميلة؟ أريد أن أسمعها كل يوم إلى الأبد.. تماما كما كان يحدث قبل أن يذهب أبي إلى الحرب..
ابتسم الطفل و لاحظ أولريك وجود جثة في المكان.. لا شك في أنها لأمه..
رأى أولريك ابتسامة الطفل الأخيرة قبل أن يخر ساقطا على الأرض و هو صريع.. لا شك في أنه قد توفي بعد انتشار العدوى.. لقد كان وجهه مسودا تماما..
و منذ ذلك اليوم، أقسم أولريك على أن يحقق أمنية الصبي الأخيرة و كذلك أمنية سيسيل.. حلم بريء لطفلين بريئين..
فصار كل يوم يعزف حتى و لو لم يكن لديه جمهور..
لم يعد نفسه أولريك الضاحك المتفائل لكنه.. على الأقل.. حاول أن ينشر الابتسامة قبل أن يموت هو الآخر..
أصيب بالمرض لكن كان لديه هدف أقوى ليعيش..
هدف أن يعيد الحياة عبر الابتسامة التي لا تقدر..
الابتسامة التي تم لومه عليها طوال حياته..
استيقظ أولريك من ذكرياته ليعود إلى الواقع..
و بعد أن سمع كلمات فيلومين القاسية، لمح وراءها طفلة صغيرة تبتسم و هي تمثل أنها تعزف الناي مثله.. و عندما انتبهت إلى كونه ينظر إليها.. لوحت له بسعادة..
ابتسم أولريك، ربما يكون عمله قد انتهى هنا..
ربما يكون قد نشر السعادة التي قضى عليها بنفسه..
ربما سترتاح روح سيسيل التي كانت حتى آخر نفس لها تود سماع عزفه..
إذا مات الآن.. لربما سيشعر بالراحة..
إلى الأبد..
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15371611764681.png][/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15371611764681.png][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15371611764681.png][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15371611764681.png]
[/TBL]
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at153716117781533.png]
وقف كالعادة في ساحة المدينة، بأسمال بالية لم يسبق لأحد أن رآه بغيرها يوما، انحنى بعد أن أحنى قبعته بحركة استعراضية ثم أخذ نايه المصنوع يدويا و باشر بعزف ألحان ندية.
لم يكن أحد يتوقف ليسمع عزف هذا العازف الموهوب، ليس لأنهم لا يحبون عزفه، بل لأنهم لا يتجرؤون على سماعه.. أقصد، أليس من الغريب أن ترى شخصا يعزف في الشارع بينما الوباء يغزو بلدته ؟
أجل، هو كذلك، لم يكن أحد يمشي في ذاك الشارع الحقير، ببساطة لأنهم يخافون العدوى التي كانت في أوجها آنذاك، لقد استغل ذاك الطاعون اللعين فترة الحرب ليأخذ مأخذه من النساء و الأطفال و العجائز الذين ظنوا أنهم بعيدون عن ساحة المعركة، لكنهم قد كانوا في الواقع جنودا يحاربون المرض و الفقر و الجوع في زمن لا رحمة فيه.
تابع ذاك العجوز العزف و هو يتحرك على إيقاع أنغامه المتناسقة إلى أن غابت الشمس، توقف لحظة ليحدج ذاك الشارع الأرعن القاحل ثم انطلق نحو مكانه المفضل و بيته.. قمة الجبل..
كان أهل البلدة قبل الحرب ينادونه "أولريك الضاحك"، لأن الابتسامة لا تفارق وجهه أبدا، و كانوا على الرغم من احتقارهم لتفاؤله الزائد عن الحد يواصلون الاستمتاع بطرائفه التي لا تنتهي، إذ كان كل يوم يجمع الأطفال في سوق المدينة و يحكي لهم عن أمراء من الزمن القديم تنازعوا ففاز الأقوى، و تنانين حكمت العالم الآخر، و قطعة حصى أحبت نجمة فتزوجت بها، و أميرة تستطيع إحداث العواصف، و سوء النية التي غدرت بالنية خلال النزهة.. و ترافق قصصه العجيبة تلك ألحان نايه المألوفة التي يرقص على إيقاعها المدرس و الخباز و الجزار و الحداد و الدباغ.
هو كذلك، رجل عجوز محبوب من طرف الجميع لكنهم يظهرون العكس.
استمر الأمر على هذه الحال لفترة، انتشرت حالات المرض في كل مكان و طالت الأغنياء أنفسهم.. لكنه ما زال عازما على المتابعة..
ضاق أهل القرية ذرعا به، و هذا قد ظهر جليا حين أطلت ذات يوم سيدة أربعينية اسمها فيلومين من نافذتها و صاحت به : أيا أولريك الضاحك.. إلى متى ستنوي قض مضجعنا بنايك اللعين؟!!.. الأطفال محمومون لكنهم لا يستطيعون النوم بسبب ضجيجك.. أزواجنا و آباؤنا و أولادنا يحاربون العدو الجبار و لا نعلم إن كانوا على قيد الحياة أم لا.. و أنت لا تحترم مشاعرنا و حزننا و حدادنا.. من ذهب مات مجاهدا ضد العدو و من بقي مات مجاهدا ضد المرض.. هناك حدود للفرح و حدود للتفاؤل أيضا! لا تنس أنك السبب في هذه المصيبة!!
توقفت الألحان و نظر صاحبها إلى السيدة الغاضبة ليرى دموعا تملأ عينيها المحمرتين، نظر إلى اليمين ليرى السيد ثيودور واقفا عند عتبة منزله و هو ينظر إليه بغضب، و في اليسار توجد السيدة ماربل التي تطل من نافذتها و عيناها مليئتان بالدموع و بيدها رضيعها الذي صار وجهه شبه مسود.. لا بد و أن العدوى قد انتقلت إليه فرفضت التخلي عنه و قررت الموت بجانبه..
نظر إلى نايه بأسى، تردد صدى آخر ما قالته فيلومين في رأسه : "لا تنس أنك السبب في هذه المصيبة"
أجل.. هذا هو..
ألم يكم ينوي في المقام الأول أن يحمل السعادة إلى أهالي القرية كما كان يحدث قبل الحرب؟ لماذا إذن يشعر بأنه السبب في إضافة حزن على أحزانهم المتراكمة؟
لكن لحظة، أساسا لقد كان هو السبب في كل ما حدث بالفعل..
لا تجرح مشاعر المهرج..
لقد قالها أحدهم في زمن ما و ربما ستقال في المستقبل البعيد..
لكنهم اليوم قد جرحوا مشاعر أولريك الضاحك.. و لم يعلموا لم يقوم بفعل كل هذا.. لقد كان يحاول التكفير عن ذنبه الذي اقترفه في حقهم..
فبعد أسابيع من بداية الحرب، كان أولريك الضاحك جالسا يعزف في كوخه الجبلي، فجأة، سمع طرقا خفيفا على الباب، قام بخطى خفيفة و فتحه، فإذا به في مواجهة فتاة صغيرة..
سألها عن اسمها و أصلها و سبب تواجدها هناك لكنها ظلت صامتة.
بقيت الطفلة مع أولريك الضاحك لأيام معدودة بعد أن أشفق عليها، لم تكن تتحدث، لكنه كان يفهمها بطريقة ما.. لقد أسماها سيسيل لكي لا يراها أحد غيره من فرط حبه لها..
صارت سيسيل ابنته التي لم يلدها، آنست وحدته، و ملأت الفراغ الذي في داخله، و فجأة، لم يعد غريب الأطوار أولريك الضاحك، فقد أصبح محبوبا لدى الجميع بعد أن صاروا يقولون : "لقد بدأ يأخذ الحياة على محمل الجد و أخيرا.. من الجيد أنه يتحمل مسؤولية الفتاة!"
لقد كان يأخذ سيسيل كل يوم معه إلى القرية و اعتاد عليها الجميع..
لكن لا شيء يدوم على حاله في هذه الحياة الغدارة..
فقد ساءت صحة سيسيل فجأة بعد أيام، لم تعد تستطيع المشي حتى، قلق عليها أولريك الضاحك فأخذ معه الطبيب إلى قمة الجبل ليفحصها..
و هنا جاءه الخبر الصادم : الفتاة مصابة بالطاعون..
قال الطبيب هذه الكلمات و فر هاربا من المكان تاركا أولريك يتخبط في حزنه.. و لم يره أحد بعدها..
و ما هي إلا أيام معدودات حتى افترق أولريك عن ابنته المحبوبة سيسيل التي ذهبت دون عودة.. خطفها القدر من حضنه فجأة، و حدثت المعجزة عند لفظها لأنفاسها الأخيرة..
لقد نطقت للمرة الأولى و قالت : أريد أن أسمع ألحانك إلى الأبد..
ثم أسلمت روحها للبارئ.
و بعد أيام ساءت صحة أولريك للغاية و لم يعد يقوى على الذهاب إلى القرية.
و بعدها بمدة، سمع خبر وفاة طفل بالقرية من الحطاب الذي صعد الجبل يحتطب، ذهب بسرعة البرق إلى القرية ليجد الجميع ينظرون إليه نظرة حقد و هم يغطون أنوفهم و أفواههم بقطع قماش.. ليأتيه الخبر الصادم الثاني : لقد توفي الطفل نتيجة لإصابته بوباء الطاعون الأسود.
نزلت هذه الكلمات التي تكاد تكون غير واضحة على قلب أولريك كالصاعقة، لقد اقترف ذنبا عظيما، وضع شخصا مصابا بالطاعون بين الأطفال، و لا بد و أن العدوى قد انتقلت إليه هو أيضا، لهذا ساءت صحته إلى تلك الدرجة، و الأسوأ هو أنه قد كان يختلط مع كل أهالي القرية..
إنها.. مصيبة..
و ما هي إلا أسابيع قليلة حتى انتشر خبر تفشي الوباء بالقرية..
شعر أولريك بالذنب..
نزل إلى وسط القرية مباشرة بعد صدور الخبر و لم يجد أحدا هناك، لكنه رأى طفلا صغيرا عندما رآه ابتسم و قال : عمي أولريك.. لم لم تعد تسمعنا ألحانك الجميلة؟ أريد أن أسمعها كل يوم إلى الأبد.. تماما كما كان يحدث قبل أن يذهب أبي إلى الحرب..
ابتسم الطفل و لاحظ أولريك وجود جثة في المكان.. لا شك في أنها لأمه..
رأى أولريك ابتسامة الطفل الأخيرة قبل أن يخر ساقطا على الأرض و هو صريع.. لا شك في أنه قد توفي بعد انتشار العدوى.. لقد كان وجهه مسودا تماما..
و منذ ذلك اليوم، أقسم أولريك على أن يحقق أمنية الصبي الأخيرة و كذلك أمنية سيسيل.. حلم بريء لطفلين بريئين..
فصار كل يوم يعزف حتى و لو لم يكن لديه جمهور..
لم يعد نفسه أولريك الضاحك المتفائل لكنه.. على الأقل.. حاول أن ينشر الابتسامة قبل أن يموت هو الآخر..
أصيب بالمرض لكن كان لديه هدف أقوى ليعيش..
هدف أن يعيد الحياة عبر الابتسامة التي لا تقدر..
الابتسامة التي تم لومه عليها طوال حياته..
استيقظ أولريك من ذكرياته ليعود إلى الواقع..
و بعد أن سمع كلمات فيلومين القاسية، لمح وراءها طفلة صغيرة تبتسم و هي تمثل أنها تعزف الناي مثله.. و عندما انتبهت إلى كونه ينظر إليها.. لوحت له بسعادة..
ابتسم أولريك، ربما يكون عمله قد انتهى هنا..
ربما يكون قد نشر السعادة التي قضى عليها بنفسه..
ربما سترتاح روح سيسيل التي كانت حتى آخر نفس لها تود سماع عزفه..
إذا مات الآن.. لربما سيشعر بالراحة..
إلى الأبد..
[/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15371611764681.png][/TBL][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15371611764681.png][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15371611764681.png][/tbl][TBL=https://www.anime-tooon.com/up/uploads/at15371611764681.png]
[/TBL]