إشتد البرد وأخذت الغطاء اضعه فوق جثتي ... كنت أرتجف برداً بملابس المبتلة
قد كنت أغسل الآطباق لزوجة أبي مثل كل ليلة من ليالي هذا البرد القارص .. ...
كنت أرتجف من البرد الشديد جداً وليس لدي سوي ثوبان فقط واحد لا آعرف مكانه
وواحد أرتديه ... أعيش حياة قاسية تحت إمرتها وربما هي ليست حياة وإنما سجن
غلبني النوم فنمت وظللت أحلم بالحرية التي صارت بعيدة المدي .. كنت أركد
وسط المرج فرحة وسعيدة إلي أن سمعت صوتها المزعج يناديني من الأسفل
_ هيا يا كسولة .. هيا أعدي الإفطار .. نحن ننتظرك
نهضت مسرعة وركدت نحو المطبخ وأمسكت بقطعة خبر كنت أقربها لفمي
إلي أن جأتني ضربة قوية علي رأسي منها .
_ أيتها الغبية ... هذا اليوم لا إفطار لك بسبب تكاسلك
أعدت قطعة الخبز إلي الطبق وأخذت أحضر الإفطار بسرعة وعجلة
كنت قد إنتهيت وذهبت بالأطباق ووضعتها علي الطاولة .
وصرخت في وجهي بقوة .
_ ماذا بك اليوم ؟؟ أريد أن اري الحديقة كلها نظيفة ولامعة
_ أمرك يا زوجة أبي
ذهبت إلي الحديقة ونسيت أن أحضر المقشة كي أكنسها كم أنها ساذجة وأنسي كثيراً
عدت إلي المنزل وسمعت همساتها تقول لـ ابنتها .
_ بعد موته حصلنا علي مانريد .. الأملاك والثروة ولاكن يبقي ذلك الكتاب الذي وضع فيه
كل الأسرار حول الشبح هيل
_ الشبح هيل !! ومن هذا
_ أمضي والدك سنوات وهو يجمع المعلومات عنه وكسب وده وبعدها منحه الشبح قوة خارقة
لا آعلم ماهي بالضبط ولاكن بعد ذلك إختفي من الكون
_ ربما منحه قدة علي الإختفاء
_ لا تكوني ساذجة يا ريم
_ إذاً أنت تسعين للحصول علي ذلك الكتاب
_ نعم يا ريم وعندما أحصل عليه سوف أثبت للعالم من هي السيدة روز ساي
سمعت مالم أتوقعه فغباء زوجة ابي كشف لي أسراراً كثيرة لم أكن أعلمها عن والدي
ولذلك قررت أن أطلق في رحلتي للعثور علي ذلك الكتاب قبل أن تمسه زوجة أبي .
ذهبت مسرعة نحو غرفتي ومددت يدي تحت الخزانة وستعطعت الوصول
لصندوق لي فيه ذكريات كثيرة مع والدي وأخي بسام الذي إختفي بعد إختفاء أبي .
أخرجت المفتاح الذي كنت أضعه في جيب معطفي القديم وفتحت به الصندوق
وأخذت من الصندوق المفتاح وذهبت به مسرعة إلي المخزن القديم لعائلتنا .
فتحت به المخزن ولم أجد مفتاح الإضاءة ومشيت في الظلام الحالك
ومن ثم بحثت بين الصناديق القديمة .. إلي أن وجدت الكتاب
نعم لقد وجدته .. كان بعنوان الشبح هيل .. صديق حنون .
فتحته لأترك سطور لم أقرأئها وقرأت العبارة التي كتبت باللون الأحمر
[ أنت لست مجرد صديق أنت هو اعز صديق . لست أقل شيئناً من عائلتي .. أنت هو الصديق ]
بعد أن قرأت تلك العبارة ظهر ضوء صغير علي مسافة قريبة مني .
خفت جدأً وتركت الكتاب لتمسك بي زوجة أبي من خلفي .
_ أحسنت يا جور لقد ساعدتني خير مساعدة في إيجاد الكتاب
_ دعينا يا شريرة .. لقد علمت لماذا تزوجتي بابي
_ يبدوا أنك ذكي جداً يا عزيزتي .. ولاكن للأسف مكانك الوحيد هو القبر .
أمسكتني بيد واحدة وبيدها الآخري حاولت الوصول لسكين
الذي كان علي الطاولة ولاكنني كنت أقاومها بكل قوتي .
ولاكن فجأة ظهر شبح أمامي كان ذلك رعباً بالنسبة لي
كان الخوف أماي ولا أستطيع أن أتصرف أو أفعل شي
_ لا تخافي يا إبنتي جور أنا هو والدك الذي قتلته زوجته
_ لا هذا مستحيل لقد قتلتك وأنت الآن ميت
_ لا لم تقتليني وإنما قتلتي جسدي ولاكن قلبي وروحي لا يزالان هنا في المنزل
_ مستحيل .. أهذه هي النهاية .
وضعت السكين علي قلبي وأنا مصدومة من هذه الصدمة القوية
ولاكن أبي كان هادئاً رغم ذلك .
_ لن تستفيدي شيئاً إن قتلتها أنت وهي ستتحولان لشبح
_ لا هذا كذب .. أنت تكذب لتحمي إينتك
_ لا أنا لا أكذب ... جربي فالتجربة خير مثال
رفعت السكين عليُ ولاكن أبي سحبني منها بطرفة عين
فأصابها السكين .
_ مستحيل .. هذا ليس شبحاً ولا بشرياً
_ أتظنينني بشرياً بعد كل هذا
إنتهي بها الآمر إلي الموت ودمائها علي الأرض
وكان والدي في قمة السعادة لذلك الحادث
_ حان وقت الوداع يا حبيبتي جور ... لا يمكنني البقاء هنا لاكثر من عشرة دقائق
_ لا يا أبي أريدك أن تبقي معي للأبد
_ لا يا عزيزتي لن أقدر
_ إذا سأذهب معك .
وضعت يدي إلي يد والدي وختفينا وسط الشعاع الأبيض الذي حملنا إلي
عالم آخر .. ربما كان أجمل من العالم الحقيقي ولاكن يبقي العالم الحقيقي هو عالمي .
التعديل الأخير: