يمنع دخول أصحاب القلوب ال ..
رن الهاتف بجانبها إلتقطته بين أصابعها ، نظرت ببرودة إلي المتصل
لتجد الرقم مجهولاً .. أصابتها الخيبة .. فكانت تنتظر إتصال صديقتها
ردت علي الرقم وهي عابثة لتسمع صوت رجلٍ خافت ..
_ ما بك َ يا جوان لن تستطيع قتل ساجي إن كنت بهذا الغباء
نظرت إلي الهاتف وقد إعتل جسدها الخوف والرعب ..
وقالت في نفسها " لا يمكن أن تكون هي نفسها صديقتي ساجي "
وضعت الهاتف علي إستقامة أذنها اليسري وسمعت صوته .. يقول ..
_ يبدو أنك نسيت الخطة .... عليك قتل ساجي الموجودة في شارع 565 عند إكتمال القمر
أوقعت الهاتف من يديها ورتجفت خائفة ونهضت من فراشها وسط هذا الليل القارص والمظل
بدلت ثيابها وركدت خارجة من المنزل نحو منزل صديقتها ساجي .. كان منزلها في الشارع 600
وتبعد عن صديقتها عدة شوارع طويلة .
وفي الطريق رأت عند أخره شاباً ويمسك بمسدس .. يبدوا لها كأنه سفاح هائج .
وقفت وسط الشارع من الخوف وجاء نحوها وهو يبتسم ..
خطوة .. خطوة .. خطوة .. ونبضات قلبها تزداد .. لايمكنها أن تحرك جزءاً من جسدها
كادت تصرخ من الخوف لتضع يدها علي فمها كاتمة هذه الصرخة .
إقترب ذلك الشاب منها فخطي بجانبها ولم يعطها أيً إهتمام ..
ولاكن بعد خطوات قصيرة جداً وقفت وإلتفت إليها وقال لها ..
_ فتاة مثلك لايجب أن تكون خارج منزلها
ضحك وتابع كلامه مكملاً له
_ أدخلي لمنزلك فهناك مثيري شغب في هذه المنطقة ينتشرون بالليل وحسب
إلتفتت إليه وهي غاضبة ... لاتتحمل أن يتدخل أحدُ ُ في شئونها الخاصة
نظرت إليه ببرودة شديدة وقالت له ..
_ عن إذنك .. لا أحب أن يتدخل أحدُ ُ في شئوني الخاصة
أوطئ رأسه للأرض ثم رفعه مجدداً وقال..
_ مارأيك أن نتجول سوياً لأعبر لك عن إعتزاري
إشتعلت غضباً .. وأفلتت أعصابها .. لم تقدر علي التحكم في نفسها
لتأتي نحوه وتصفعه علي وجهه بقوة .. ليرتد بصره نحو الأرض
ولاكن سقط رأسه عند تلك الصفعة القوية علي الأرض .. وبات منظر الدماء تحت قدميها
مخيفاً جداً .. نزلت للأرض وهي خائفة جداً وصرخت بأعلي صوتها .. وسرعان ما عادت
لتقف من جديد .. فوضعت يدها علي دمه ورفعتها لمستوي عينيها وقالت ..
" سأحميك يا ساجي ومهما كلفني الأمر "
ركدت بين الشوارع وفي الأرجاء ... لم تنتبه أنه لايوجد أحد في هذه الشوارع .. فيليلُ ُ بارد ٌ ٌ لهذا الحد
وظُلمةُ ُ هكذا ... لن تسمع لأي شخص بالخروج من مسكنه .
وهي تركد في الشوارع سمعت صوتاً قادماً من خلفها .. إتلفتت إليه لتري
رجلاً إقتلعت عيناه .. والدماء تملأ وجهه ووقع عليها .. ولاكنها إبعدته عنها وصرخ
خائفة .. ركدت بسرعة لاتعلم إلي أين تذهب .. أيعقل أن يكون الخوف والرعب أثرا علي عقلها.
وفي الطريق وجددت عدداً هائلاً من الجثث والضحايا مقطعة أجسامهم إلي قطع .. منهم بدون رأس ومنهم
بدون قدمين .. ويدين ...
إرتجفت من هذا المنظر المخيف .. لتحفر حفرة لم تكن عميقة وكانت كالقبر وسط الشارع .. دخلت في الحفرة
وستلقت .. لتمسك بالتراب وتضعه فوق جسمها .. وهي تقول وتردد " أكره هذا العالم المخيف "
ولاكن إستقوفها صوت صديقتها ساجي وهي تقول
_ لا يا صديقتي ليست هذه نهاية الحياة
مدت ساجي يدها لها .. ترددت .. وترددت .. لتمسك في النهاية بيدها وتنهضت من هذه الحفرة
التي أرادت أن تدفن نفسها فيها .
قالت لصديقتها ..
_ معك حق هذه ليست نهاية الحياة وإنما هي نقطة بداية تعود من جديد .
لتضع هذه وصن عينيك .. الحياة لاتتوقف علي أحد أو شيئ .. فعليك المتابعة وألاً تستلم أبداً ..
فإنتهاء الحياة يكون عند إستسلامك وكرهك لها