المجاعة كانت بلشمال لشهور طويلة و الناس لشهور تستنجد و العدد كان ثلث سكان غزة هناك
المجاعة حاليا انتقلت للجنوب و العدد ثلثين سكان غزة يعني اكثر من مليون و نص انسان حاليا ما عارف شو ياكل
جدتي اللي عمرها أكثر من 95 سنة
طول اليوم تكرر هالجملة اليهود عدونا معروف ليش سكروا علينا الاكل
و مصر عربية ليش مسكرة علينا المعبر ؟
مين يفهم جدتي العجوز اللي ما تعرف شي حاليا من العالم الخارجي الا شو سمعها يوصل له انه العرب يهود اكثر من اليهود نفسهم
خلال سنة و نصف .. رأينا كل أنواع العذاب بعد خمس أشهر من الأن ستكمل الحرب عامها الثاني ..
و الله يعلم بأننا صبرنا و احتملنا ما لا تحتمله الجبال
و الله مالنا في الدنيا غاية سوى عبادة الله و رضاه و على هذه الدنيا السلام ..
عام و نصف كانوا كفيلين بأن يظهروا كل شيء بصورته الحقيقية .. كأن الحياة أصبحت كفتين إما حق و إما باطل
كأن الله يختبر فينا أعلى درجات تحملنا و صبرنا جميعاً ليعلم من الثابت على الحق و من سيتزحزح عنه في ظل قسوة الظروف
اصطفى الله من يريد من عباده لا ندري متى يحين موعدنا
و اذا شاء الله أن نبقى أحياء لنشهد نهاية هذه الحرب كيف سنواجه الحياة بعدما كسرت بعيننا الحياة
عام و نصف و الله يعلم بأنه حدث معنا ما يزلزل الأمة الاسلامية جمعاء و أن ما حدث و ما يحدث لا يحل بأقل الايمان و لا بالدعاء
و الله يعلم بأن الأمة جمعاء لم تحرك ساكن لمسلم ينتهك و يقتل و يجوع و يمارس عليه أشد أنواع العذاب
و الله يعلم أننا راضيين صابريين حامديين على كل ما أراد الله .
"نحنُ أصغر من أن نفهم حكمتك لا نعترضُ ولا نخوضُ فيما تراهُ وتقضيه
أنتَ أعلمُ، أنتَ أدرى
أنتَ ربّنا وربّ أحزاننا ومصائبنا وأوجاعنا وأقدارِنا
سُبحانك ما علِمنا ما تعلم، سُبحانك نرضى بكلّ ما تقضي سبحانكَ رضينَا، سبحانك آمنا ."
تقصف الطائرات العمارات في الشوارع المجاورة هل تجاوز عددها الثمانية ؟ بعد الثالثة توقفت عن احصائهم و خرجت أشاهد الدخان و الجموع في الخارج يرددون سنة التكبير يحيونها في هذه الأيام الفضيلة رغم الألم
غير آبهين هل الموت آتيهم اليوم في هذه الدقيقة أم ليس بعد !
نشاهد الدخان و يلحقه الحجارة و الشظايا جميعها تتصاعد في السماء ، تهبط الحجارة و الشظايا تتطاير ربما تغرز بقلب طفل و تقتله ربما هو من أتى موعد موته اليوم مع العشرات أو المئات الذين يودعوننا كل يوم !
في نفس الدقيقة في نفس الشارع على امتداده هناك سوق شعبي و بسطات كثيرة تحتوي على القليل من الحبوب أو الطحين الفاسد الذي يباع بأسعار سياحية ،
و الكثير الكثير من الناس يتسوقون يحملون جيوبهم الفارغة و المعدة الجائعة ، يزورون السوق كل يوم علهم يجدون فيه ما يطعمون به أطفالهم اليوم و لكنهم يعودوا الى بيوتهم خائبين .