- إنضم
- 24 أغسطس 2013
- رقم العضوية
- 1001
- المشاركات
- 7,572
- مستوى التفاعل
- 21,001
- النقاط
- 1,435
- أوسمتــي
- 13
- العمر
- 33
- الإقامة
- KSA
- توناتي
- 1,506
- الجنس
- أنثى
LV
3
لم أكن مستعدة لتجاوز كل شيء بعد ، لكني ظننت أنني قادرة على ذلك وقت ما أريد ..
ذلك الغرور الذي كان يعيش بداخلي منذ زمن بعيد لم اكتشف وجوده الا مؤخراً ، و لأني بت
أتغاضى عن الكثير من الأشياء حتى وإن شعرت بتلك الحرقة الصغيرة في قلبي و تلك الغصة
المرة في حلقي ، لكن كل ذلك يمر في حال لففناه بغطاء الصمت بإحكام و أضفنا القليل من
الابتسامة الكاذبة ، عندها فقط لا أحد يعلم كم كان ذلك مؤلما ، أجل هذا هو غروري !!
لطالما آمنت أن الصمت علاجاً لمواقف لا تعد و لا تحصى ، و تبقى الأسرار محصورة في قلب
أحدهم بكل تفاصيها المؤلمة و المزعجة، ويبقى الطرف الآخر هائماً لا يعلم أن كان على
صواب أو أدركه الخطأ .. !! لكن أليست هذه عجلة الحياة ؟ الطريقة التي يود أحدهم العيش بها
ليبقى مسالماً لا يؤذي من حوله ، ليبقى قلبه صافياً رغم كل الجروح العميقة فيه !
كنت أعتقد أنه لا يوجد على أرض البسيطة أحد يعيش بقلب كذاك ، لكن أتوقع أنني عثرت عليه أخيراً ..
إنه أنا يا سادة ..!!!
..
كان الوقت متأخراً حيث وضبت ملابسي الجامعية و تأكدت من وجود كل ما احتاجه في حقيبتي ..
خرجت في صباح اليوم التالي و أنا أمرجح حقيبتي في يدي ، يا له من يوم ربيعي يحمل نسيم
منعش مشبع بعبق الزهور الصغيرة على جنبات الطريق ..
..
لم يكن اليوم الدراسي مملاً على العكس بداية سنة جديدة سأقضيها بين كتبي و بين محاولاتي
في وضع الحواجز الخيالية بيني و بين الجميع ، كان هذا أبسط من أي شيء أقوم به ، أن أحافظ
على عالمي خالياً من الإزعاج و من أي مخربين قد يفسدون الطفلة الصغيرة التي ما زالت تعيش
بداخلي ..
..
أثناء عودتي للمنزل ظننت أنه نهارعادي مثل أي يوم أمضيه برفقة عائلتي ، و مثل
أي مساء أحشر نفسي بين رفوف الكتب و استعد ليوم جديد في الجامعة ..
لكن مهلاً !!
إنه يقف هناك من جديد ، ينظر باتجاهي مبتسماً وقد رأيت تلك الهالة السعيدة تتطاير حوله..
توقفت قدمي عن المسير راغبة في عودة أدراجها والهرب بعيداً .. بعيداً جداً ..
لكنني لم أفعل ، ليس السبب قوة عينيه الجذابتين لكن قدماي الهزيلة ستوقعني بالطريق بلا شك ..
هذا ما خمنته لذلك واصلت السير حتى وقفت أمامه و قد رفعت رأسي حتى أستطيع تجاوز فرق
الطول بيننا ،،
" ماذا تفعل أمام باب منزلي ؟ "
رأيته يرتب كلامه بنظراته قبل أن يقول " ظننت أنني شخص مرحب به عندك ؟ "
ابتسمت ابتسامة مهمله وانا افتح الباب بعنف " إنه ظنك و حسب "
ثم صفعت الباب في وجهه ..
" أمي لقد عدت .."
صعدت درجات السلم طائرة اقفز درجتين و ثلاثة معاً ..حتى وصلت الى غرفتي
كان هناك مجدداً ، لم يفاجئني وسؤالي دائماً له " من أين دخلت .."
ابتسم بشكل ساحر " تركتي النافذة مفتوحة مرة أخرى "
حررت شعري من ربطته ثم ارتميت على سريري مستسلمة لنوم عميق ..
..
قد لا تكون الحقيقة دائماً ما نراه ، في هذا الوقت الحقيقة فقط ما نلمسها و ندركها بأنفسنا
حتى أعيننا لم تعد محل ثقه و يبدو أن القلب يتحول مع الوقت لهذا و أظنه سيفقد مصداقيته
يوماً ما .
.
كالعادة وجدت نفسي أتناول الطعام وحيدة بعد أن فوت وجبة الطعام العائلية ..
مثل أي وجبه لا طعم لها مجرد وسيلة لأبقى على قيد الحياة !
انهيت طبقي و خرجت لأشتري بعض المراجع المهمة ..
مجدداً يقف عند الباب ينتظر خروجي ، حقيقة لا أعلم متى غادر غرفتي .. وأصبح يقف من جديد
هنا و كأن هذا المكان هو مأواه الوحيد و ملجأه الثابت !!
" لن تذهبي بدون مرافقتي صحيح ..؟ ! "
هززت رأسي ، ليس بإمكاني الرفض حتى ..
عندما انتهيت من شراء الكتب اللازمة مضيت الى محل المأكولات السريعة
كانت النودلز اختياري ،و لم أنسى أن اشتري بعض السكاكر..
لم أكن قادره على العودة للمنزل فهو خانق بشكل لا يطاق ..
جلست على كرسي خشبي مقابل حديقة صغيرة مضاءة و هادئة ..
و بدأت في تناول طعامي ..
" ألا تشاركيني بعض الطعام ! "
نظرت إليه و قد شاركني الجلوس على نفس الكرسي !
اكملت طعامي ولم أتفوه بكلمة
تنهد قائلاً " سيعاقبك والدك على تأخرك وسيلقي اللوم علي .."
" فليعاقبني إذاً .."
وقف مبتعداً عني حتى تلاشى في الظلام ثم جاءني صدا صوته .. وهو يردد
" لكنه ليس هنا ..لا أحد هنا "
تركت ما تبقى من النودلز في الكرسي و هربت عائدة إلى منزلي ..
..
هادئاً أكثر مما يجب ، ساكن أكثر مما كان .. أبي ألن تأتي لعتابي الليلة ، أمي لقد أخبرتك
أني عدت آلاف المرات لكنك لم تقولي لي أهلاً بعودتك .. أخي ما زلت أشتري عشرات السكاكر
وأخبئها في حجرتك ، لابد أن تعود و تأكلها يوماً وإلا من سيأكلها غيرك ؟
صديقي الذي ما زال شبحه يرافقني ، تمنيت أن أقاسمك النودلز دائماً ..
..
رغم اللهب الذي لف حياتي مؤخراً و الذي خطف مني عائلتي و صديقي في وقت واحد ..
إلا أنني قتلت تلك الضعيفة التي استسلمت طويلاً للبكاء وأقسمت أن أشرق و أن أمضي قدماً
حتى لو لم يرى اقدامي أحد ، أقسمت أن أكون مشرقة رغم الضوء ، واضحة رغم الوضوح
فقط مثل نجمة في وجه النهار ..
- النهايـــة -