قبل أن يبدأ الأطفال بتعلم الكلام , وحتى قبل أن نرى الرقص , يقوم هؤلاء , بالتعبير عن بعض حرماتهم بإيقاعات موزونة تشبه إلى حد بعيد الرقص , كام أننا قد نرى حيوانات تبدو وكأنها ترقص ! فهناك طيور قد ترقص في مجموعات فتراها تدور في حلقات أو تظهر نوعاً من الانحناء والتقدم والتراجع بطريقة انسجام وتناسق . وقد رقص الإنسان البدائي غريزياً _ حيث وجد أن تكرار الحركات المتناغمة تعطي شعوراً مميزاً يؤثر في المشاعر والأحاسيس . وهذا جعل الرقص يبدوا وكأنه قوة سحرية , فعندما نُريد تكرار مافعلناه سابقاً بهدف الإحساس بالمشاعر التي تعودّنا عليها تلجأ إلى الرقص . وقد أدى ذلك إلى تطوير العديد من الرقصات اليوم . لاتزال اليوم بعض الشعوب البدائية تمارس الرقص على اعتباره قوة سحرية . منها رقصات الحرب ورقصات الصيد ورقصات الزواج والموت وحتى رقصات الزراعة والحصاد . وقد أدّت هذه الرقصات السحرية البدائية على اتباع الرقص في الاحتفالات الدينية . فكان الرقص يظهر في المعابد القديمة _ وكذلك في الرقصات اليهودية عند ممارسة الطقوس الدينية . أما اليونان فقد اتبعو الرقص _ ليس فقط في المناسبات الدينية , بل في التسلية أيضاً _ ومن ثم أصبح قاعدة في كل المسرحيات والدراما . فكلمة ((أوركسترا )) مثلاً كانت تشير في البداية إلى منطقة الرقص في المسرح اليوناني . كما اعتمد اليونان الرقص كوسيلة تدريب فيزيائية للجنود . غير أن الرومان قاموا بتقليد اليونان في الرقص , ولكن بإدخال الكثير من الفساد . الجيّاشة عليها . ثم أن المسيحين كانوا أول من استخدم الرقص كوسيلة للعبادة _ ولاأن الرومان قموا بإعمال خلال الرقص أدت إلى انحطاطه , فقد قام المسيحيّون بعد ذلك بتحريم الرقص في القداديس الكنيسة . وقد اتّبع الرقص , في الشرق أيضاً , في المناسبات الدينية منذ بدايات العهود القديمة . وكان أهم نوع من الرقص ثم تطويره عبر العصور هو الرقص الشعبي أو الفولكور . وهذا النوع ابتكرته الشعوب في مناطقها ليصبح تقليداً ينتقل عبر العصور من جيل إلى جيل وتعود جذور رقصائنا الحالية إلى الرقص الفلكلوري وكذلك إلى قاعات الرقص التي نشأت في البلاط الأوربي .
التعديل الأخير: