- إنضم
- 23 يونيو 2019
- رقم العضوية
- 10095
- المشاركات
- 495
- مستوى التفاعل
- 403
- النقاط
- 20
- العمر
- 22
- الإقامة
- A L G E R I A
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
.│ اَلْسَّلاَمُ عَلَيْكُمُ وَ رَحْمَةُ اَلْلّٰهِ تَعَاْلىٰ وَ بَرَكَاْتُهُ │.
.│ . │ . │ ° ✿ ° │ . │ . │.
.│ . │ . │ ° ✿ ° │ . │ . │.
.│.│.│ ° ✿ ° │.│.│.
.│ ° ✿ ° │.
✿ كونيتشيوا مينا سان،كيف حالكم؟ ✿
✿ اتمنى تكونوا بألف خير ✿
✿ اليوم سأقدم لكم قصة قصيرة بعنوان فَيْئَة بعد أُفول✿
✿ اتمنى تنال أعجابكم ✿
.│ . │ . │ ° ✿ ° │ . │ . │.
ترعرعت بين أحضانك ، نشات بين أولادك، غذيت بثمارك ، تنشقت هواءك تمتعت بجمالك الذي بسط على مساحة جلها خضرة و بهاء ، مشيت تحت سماءك الزرقاء وشمسك الدافئة خلال يومك الزاهي ، وتحتها بعدما تلبست حلية سوداء مرصعة بنجوم يميزها الضياء ، وقمر جميل زاد فروهة تلك السيماء .
يا وطني حتى أوراق هذا الكون تفنى في ذكر افضالك علي ، وكل الاقلام تعجز عن وصف مقدار الشوق والحنين الذي تغلغل في قلبي جراء بعدي عنك .
انا شاب في الثامن و العشرين من عمري سافرت حول هذا العالم الواسع في رحلة طويلة دامت خمس سنوات ، وذلك ليس للبحث عن ذاتي بل لتكوينه ، وتحصيل معلومات جديدة واكتساب ثقافات جديدة عن شعوب العالم المتشعبة كما ان أكبر سبب دفعني لذلك هو تحقيق حلمي في أن اغدوا مصورا محترفا ألتقط اندر الصور من مختلف بقاع هذه الارض .
تركت أهلي ووطني وانا في الثالث والعشرين من عمري اي انني كنت شابا في بداية ربيعي يمتلك خبرة صغيرة عن هذه الحياة ، لكنني استطعت اكتساب ما يكفي منها خلال هذه السنوات الخمس ، فقد استطعت الرفع من قوة شخصيتي من خلال ما عانيته بعيدا عن اهلي في بلدان غريبة لا افقه عنها شيئا لكن مع الوقت استطعت التاقلم مع مختلف الظروف الجديدة علي والتي لم ارها في موطني.
وبعد كل هذه السنوات الطوال ها أناذا اتجه نحو الطائرة التي ستكون الجسر الذي يقودني نحو جذوري صعدت على متنها وجلست بهدوء رغم اللهب الذي كنت اكتمه داخلي .
اقلعت الطائرة وشقت طريقها بين الغيوم البيضاء في السماء، كانت سرعتها كبيرة ، إذ كانت تقطع مسافات متزايدة تتسارع معها دقات قلبي كلما كبرت المسافة المقطوعة ، لم تفترق عن ذهني خلال الرحلة اغلى الذكريات التي تركتها خلفي عن اصدقائي وشقيقيّ ووالديّ.
هاهي ذي الطائرة تحط على المدرج وبدأ الركاب يستعدون للنزول بعد ان اخد كل واحد أمتعته هرعت مسرعا للنزول وكلي حرقة للقاء بعد الفراق ، وما ان خرجت من المطار بدأت عيني تحدقان في كل شيء حولي من بنايات واشخاص وسماء وحتى الارض وكأنها تعانق حبيبا طال انتظاره .
أخذت سيارة اجرة وانطلقت نحو الحي الذي ولدت فيه . لقد تغيرت المدينة كثيرا الا ان ذلك لم يشعرني بالغربة لان رائحة الهواء لم تتغير والهالة المحيطة بالناس بقيت كما هي قد لا يبدو لهذا اساس من الصحة الا انني احس بانني في ارضي رغم تغيرها .
وصلت اخيرا الى الحي الذي كنت اقطن فيه شكرت السائق ودفعت له اجرته واتجهت نحو منزلي شعرت بقشعريرة كبيرة اعتلت جسدي بعد ان وطئت قدمي الارض كانت الاجواء رائعة جدا والبهجة منتشرة في كل مكان والاطفال يجرون ويلعبون في كل الاتجاهات والسعادة مرتسمة على وجوههم .
وصلت للباب كانت السعادة تعصر قلبي اسرعت ورننت جرس الباب لتفتح اختي الصغرى الباب كانت في العاشرة في اخر لقاء لنا اما الان فقد اصبحت أنسة جميلة في الخامس عشر من عمرها قفزت الي وضمتني بقوة وصرخت بقوة قائلة:
"امي لقد عاد اخي، لقد عاد اسرعي يا امي!"
دخلت المنزل لاجد امي تركض مسرعتا نحو الباب لكنها توقفت في لحظة رأيتها لي نظرنا لبعضنا البعض وتلألأت الدموع في عينينا وبدت بالسيلان على خدينا ركضت نحوها واخدتها بين يدي وقلت لها بصوت مهتز:
"لقد عدت يا اماه "
ردت بصوت عذب يعلوه السرور :"اهلا بعودتك يا بني"
كان الجميع مشتاقا لي كثيرا تماما مثلما كنت مشتاقا اليهم والى لمتهم ضحكاتهم دموعهم مناوشاتهم وكل شيء فيهم .
اجتمعنا على طاولة العشاء جميعنا مثلما كنا نفعل عادة، كان الجميع يطرح علي كما هائلا من الاسئلة عن حالي وعن الاماكن المختلفة التي زرتها والتي مررت بها في رحلتي ، وعن التذكارات التي جلبتها معي الا ان صرخت امي عليهم كي يتوقفوا ويتركوني اكمل الطعام الذي حضرته من اجلي وهذا ما جعلني انفجر من الضحك فقد بدى الموقف من اجمل لحظاتي حيتي رغم كونه موقفا عاديا .
فما اجمل ان يكون المرء بين اهله الذين يحبونه ويشعرون بما يعانيه من الم ووجع سعادة وحنين...
.
.│ ✿. النهاية .✿ │.
.│ . │ . │ ° ✿ ° │ . │ . │.
.│ . │ . │ ° ✿ ° │ . │ . │.
.│.│.│ ° ✿ ° │.│.│.
.│ ° ✿ ° │.
✿ كونيتشيوا مينا سان،كيف حالكم؟ ✿
✿ اتمنى تكونوا بألف خير ✿
✿ اليوم سأقدم لكم قصة قصيرة بعنوان فَيْئَة بعد أُفول✿
✿ اتمنى تنال أعجابكم ✿
.│ . │ . │ ° ✿ ° │ . │ . │.
ترعرعت بين أحضانك ، نشات بين أولادك، غذيت بثمارك ، تنشقت هواءك تمتعت بجمالك الذي بسط على مساحة جلها خضرة و بهاء ، مشيت تحت سماءك الزرقاء وشمسك الدافئة خلال يومك الزاهي ، وتحتها بعدما تلبست حلية سوداء مرصعة بنجوم يميزها الضياء ، وقمر جميل زاد فروهة تلك السيماء .
يا وطني حتى أوراق هذا الكون تفنى في ذكر افضالك علي ، وكل الاقلام تعجز عن وصف مقدار الشوق والحنين الذي تغلغل في قلبي جراء بعدي عنك .
انا شاب في الثامن و العشرين من عمري سافرت حول هذا العالم الواسع في رحلة طويلة دامت خمس سنوات ، وذلك ليس للبحث عن ذاتي بل لتكوينه ، وتحصيل معلومات جديدة واكتساب ثقافات جديدة عن شعوب العالم المتشعبة كما ان أكبر سبب دفعني لذلك هو تحقيق حلمي في أن اغدوا مصورا محترفا ألتقط اندر الصور من مختلف بقاع هذه الارض .
تركت أهلي ووطني وانا في الثالث والعشرين من عمري اي انني كنت شابا في بداية ربيعي يمتلك خبرة صغيرة عن هذه الحياة ، لكنني استطعت اكتساب ما يكفي منها خلال هذه السنوات الخمس ، فقد استطعت الرفع من قوة شخصيتي من خلال ما عانيته بعيدا عن اهلي في بلدان غريبة لا افقه عنها شيئا لكن مع الوقت استطعت التاقلم مع مختلف الظروف الجديدة علي والتي لم ارها في موطني.
وبعد كل هذه السنوات الطوال ها أناذا اتجه نحو الطائرة التي ستكون الجسر الذي يقودني نحو جذوري صعدت على متنها وجلست بهدوء رغم اللهب الذي كنت اكتمه داخلي .
اقلعت الطائرة وشقت طريقها بين الغيوم البيضاء في السماء، كانت سرعتها كبيرة ، إذ كانت تقطع مسافات متزايدة تتسارع معها دقات قلبي كلما كبرت المسافة المقطوعة ، لم تفترق عن ذهني خلال الرحلة اغلى الذكريات التي تركتها خلفي عن اصدقائي وشقيقيّ ووالديّ.
هاهي ذي الطائرة تحط على المدرج وبدأ الركاب يستعدون للنزول بعد ان اخد كل واحد أمتعته هرعت مسرعا للنزول وكلي حرقة للقاء بعد الفراق ، وما ان خرجت من المطار بدأت عيني تحدقان في كل شيء حولي من بنايات واشخاص وسماء وحتى الارض وكأنها تعانق حبيبا طال انتظاره .
أخذت سيارة اجرة وانطلقت نحو الحي الذي ولدت فيه . لقد تغيرت المدينة كثيرا الا ان ذلك لم يشعرني بالغربة لان رائحة الهواء لم تتغير والهالة المحيطة بالناس بقيت كما هي قد لا يبدو لهذا اساس من الصحة الا انني احس بانني في ارضي رغم تغيرها .
وصلت اخيرا الى الحي الذي كنت اقطن فيه شكرت السائق ودفعت له اجرته واتجهت نحو منزلي شعرت بقشعريرة كبيرة اعتلت جسدي بعد ان وطئت قدمي الارض كانت الاجواء رائعة جدا والبهجة منتشرة في كل مكان والاطفال يجرون ويلعبون في كل الاتجاهات والسعادة مرتسمة على وجوههم .
وصلت للباب كانت السعادة تعصر قلبي اسرعت ورننت جرس الباب لتفتح اختي الصغرى الباب كانت في العاشرة في اخر لقاء لنا اما الان فقد اصبحت أنسة جميلة في الخامس عشر من عمرها قفزت الي وضمتني بقوة وصرخت بقوة قائلة:
"امي لقد عاد اخي، لقد عاد اسرعي يا امي!"
دخلت المنزل لاجد امي تركض مسرعتا نحو الباب لكنها توقفت في لحظة رأيتها لي نظرنا لبعضنا البعض وتلألأت الدموع في عينينا وبدت بالسيلان على خدينا ركضت نحوها واخدتها بين يدي وقلت لها بصوت مهتز:
"لقد عدت يا اماه "
ردت بصوت عذب يعلوه السرور :"اهلا بعودتك يا بني"
كان الجميع مشتاقا لي كثيرا تماما مثلما كنت مشتاقا اليهم والى لمتهم ضحكاتهم دموعهم مناوشاتهم وكل شيء فيهم .
اجتمعنا على طاولة العشاء جميعنا مثلما كنا نفعل عادة، كان الجميع يطرح علي كما هائلا من الاسئلة عن حالي وعن الاماكن المختلفة التي زرتها والتي مررت بها في رحلتي ، وعن التذكارات التي جلبتها معي الا ان صرخت امي عليهم كي يتوقفوا ويتركوني اكمل الطعام الذي حضرته من اجلي وهذا ما جعلني انفجر من الضحك فقد بدى الموقف من اجمل لحظاتي حيتي رغم كونه موقفا عاديا .
فما اجمل ان يكون المرء بين اهله الذين يحبونه ويشعرون بما يعانيه من الم ووجع سعادة وحنين...
.
.│ ✿. النهاية .✿ │.