- إنضم
- 7 يوليو 2019
- رقم العضوية
- 10152
- المشاركات
- 12
- مستوى التفاعل
- 19
- النقاط
- 65
- توناتي
- 10
- الجنس
- أنثى
LV
0
سلام 
ماذا ان نبذك عالمك ؟ ماذا ان كنت لا تنتمي له ؟ ان اخبرتك ان لك أمنيه سأحققها لك .. فماذا ستتمنى ؟
قصتي تحمل بعض المعاني الخفيه ، ربما تظنها مجرد روايه خياليه احكيها ، ولكنك ستحتاج استحضار عقلك حين تقرأها ، فلكل كلمه لغز و لكل شخصيه حكايتها و لكل عالم مآسيه .... فقط استطيع ان اقول ان الغراب كان رمز للشرور و الملاك رمز للخير ولكن حين يظن الغراب ان الخير به ، و ان الشر نابع من الملاك ... هنا تأتي حكايتنا ... حيث كان للغراب رأيا آخر .
رأي يخبرنا أن النور ينتج ظلالا دوما ، و أن البراءة ليست جميله دوما ، تخبرنا أن براءه بلا فطنه أحياناً تولد كوارث ، أن الطيبه الزائده ليست خيرا ، ان ذره التراب تؤثر على الأبيض .
روايتي ستخبرنا ان الحب ان زاد عن حده اصبح جنونا ، و أن الكراهيه أحيانا تكون سبباً للبقاء حيا ... و أن الانتقام قد يغيرك للأسوأ ... قد تتوقف بعد فوات الاوان او قد لا تتوقف أبدا الى النهايه و من ثم ستنظر للمرآه ولن تعرف من تكون .
اسطوره تناولها الناس ، روايه حكاها البعض كعظه و البعض الاخر آمن بها و آخرون وجدوها حكايه ممتعه للأطفال ... أن غرابا ما خدع ملاك و قسم روحها الى ثلاث أجزاء لانه اراد التوازن في العالم ... لان طيبه الملاك المفرطه افقد العالم توازنه ...
ابطال قصتنا ثلاث ، كلٌ في عالمه ، ثلاث ابطال في ثلاث عوالم
"عالم انتي له"
اسم روايتي ... متوفره على الواتباد و لقله التفاعل قررت ان انزلها هنا ...
روايتي خياليه جدا و لكن بها عبر كثيره .... ستنزل كل 3 ايام فصل باذن لله ..
ابطالنا كثر .... ولكل شخص منهم حكايه ..... لكل منهم بدايه و نهايه مختلفه ، ابطالنا لا يتشابهون أبدا ... الا في نقطه واحده تعرفوا عليه .....
ولتجيبوا عن هذه التساؤلات
من هي الملاك ؟
من هو الغراب ؟
من صاحب الغمازات ؟
كيف لروح تناثرت ان تمتلك قوه كافيه لنقل 3 اشخاص من عوالمهم ؟ من اين لها بتلك القوه ؟!!!
و أخيرا من هي ارواح الملاك الثلاث ؟
لنبدأ
***************************************************************************************************************
"هل تملك جناحان "
"قويان و كبيران ، استطيع ان اخذك بهما للأمان "
" انا لا ارى امانا في هذه الحياه ، و روحي مستسلمة في الدجا تنام "
" الا تثقين بجناحين بلون الحمام "
"روحي هشة اخشى الا تتحمل الالم "
" تلك الروح سأحميها بين جناحاي ، سأحيطها بريش ناعم مثلها "
و هكذا وثقت السيدة بالغراب المصبوغ بالأبيض ، و احبته و نسيت ما كانت تخافه اكثر من الموت ، ظنت ان احضانه هي الامان و ان روحها تحيا . الى ان كسرت .
" لقد وثقت بك "
" الثقة أمر خاطئ ، لذا هذا سيعلمك الا تثقي بأحد لبقية حياتك ، التي لن تعيشيها "
لقد خانها ، و كسرها الى ثلاثة اجزاء ، هو لم يرى فيها الطيبة يوماً هو رآها جالبة للدمار .
" قلت انك ستحميها ،تلك الروح "
" تلك الروح ، سأحميها في ثلاثة عوالم "
" لم كذبت علي ؟ لم خدعتني ؟"
" انت تلك الروح التي خلقت الطمع و الجشع ، انت تلك التي حرضت على الفساد "
كان الغراب يرى ان الشر قد نبع من قلب الملاك الابيض و انه كغراب بلون السواد .... سيكون الوحيد القادر على اعادة التوازن ، لذا اخذ تلك الاجزاء المحطمة و فرقها ، و من ثم ترك ثلاث من ريشه المنقوعة في السواد تحلق مع كل جزء ليتأكد من ابقائها في مكانها و ألّا تعود للملاك .
***
-جيمين -
تلك العينين الغارقتين ،شعر قصير أسود كحبّات الزّيتون من يكون ؟
.
.
.
.
يداه الكبيرتان تحركان جسدي المتثاقل النعس على المكتب ، لا اقوى على الحراك ، فعقلي غارق في احلامه .
يهزني بكل ما أوتي من قوة ، كأنما جاءته الهيجاء بغتة . فتحت عيناي بتثاقل لأرفع جسدي المخدر بعدها " ما الامر ؟"
" انه العمل يدق ، الجميع مشغول الآن بتوصيل ما بحوزتهم ، هذا هو العنوان " قالها ذلك الأرعن بكل حماس لأرد عليه بوجه مكفهر " هل تمازحني ؟!! هل توقظني من غفوتي لأخرج في ذاك الوابل المهلك ؟!!! لم لا تذهب انت ، الست موظفاً مثلي ؟"
" أنا مشغول كذلك " قالها رافعا ما حمله في يده بعينين مغلقتين وفم مبتهج كأن العيد قد اتاه ركضا ، و من ثم اكمل "لذا لم لا تعمل بصمت "
ضرب الورقة على صدري و من ثم تركها و رحل .
امسكت الورقة لأزفر و كما اظنها اكبر زفره في حياتي ، ان المكان بعيد حقا ، لم علي ان اوصل بيتزا الى مكان كهذا ، اكره الدوام الجزئي ، هذا بسبب ان راتب عملي الاساسي لا يكفيني .
وقفت لأترنح قليلا ، أمازلت نعس ؟!!
اخذت معطفي و غادرت ممسكا بعلبه البيتزا اللعينة لأضعها في حقيبة دراجتي البخارية . و انطلق بأبطأ سرعه لدي .
مؤكد لن اسرع ابدا وسط هذه البحيرات و المستنقعات . فالتفكير في العواقب وحده يجعلني اقشعر . شردت للحظات في من رأيت بمنامي ، و سرعان ما تحول شرودي الى حيره اثقبت لهبا داخلي . لم اشعر هكذا ؟ كلما اقتربت من المكان ارتشف روحي الهاربة دفعه واحده . هذا الشعور لا يطمئن .
***
-جونغكوك -
على فراشي البارد كبرود القمر القاتم ، و في هدوء اكتسح المكان و عقل شرد في ما يدعى بالخيال ، و روح هائمه في الفراغ ، رأيت في احلام يقظتي شعرا بلون الفستق و روح تائهة بارده خاليه من معالم الحياه .عدت الى عالمي مع صرير الباب المزعج الذي تلاه عواء .
استقمت في جلستي لأردد تلك الجمل المحفورة في ذاكرتي " هل تبللت ؟ اخبرتك الا تخرج في الليل ، لا تنسى اننا فصيلتين متكاملتين ، قوتكم تختفي مع ظهور القمر و قوتنا تزداد به " امسكت بالمنشفة متجها ناحيته لأجففه . ولكن زمجرته الغريبة اوقفتني " ما الامر ؟" قلتها مخرجا انيابي " لا انصحك بهذا فأنت في اضعف احوالك الان " قلتها لابتسم بخبث مظهرا انيابي اللامعة .
تراجع للخلف ليهدا سامحا لي بالاقتراب ،جففته و من ثم اغلقت الستائر لأخفي القمر .
عاد جين الى كونه بشري عادي بلون شعره الذهبي ، لأحدثه مازحا " لم لست ذئبا رمادي ، حقا كم ارغب برؤيه هذا اللون عليك .
اخرج كلماته اخيرا بعد ان ارتدى ثيابه " جونغكوك نصف بشري نصف مصاص دماء "
عقدت حاجباي ، لأزمجر بكلماتي " و ما سبب فتحك للموضوع الان ؟ "
" هل ترى اختي كصديقه ام كحبيبه " قالها بوجه العابس مؤنبا ، لن الومه فأنا اعرف مقدار حبه لها ، ليس كأخت بل كحبيبه و مع هذا لقد خنته .
" انا لم افعل اي شيء خاطئ فمشاعري امر انا غير قادر على التحكم به ، اعلم انها خيانة لأعز اصدقائي و لهذا انا لم و لن ابوح بتلك المشاعر الجنونية " قلتها ليعتصر قلبي ألما ، مع انني اعلم ان الامر حتمي الا ان البوح به صادم .
" اتمنى الا تغير رأيك ، فزواج مصاص دماء ب مستذئبه امر مرفوض ، فما بالك ب نصف مصاص دماء " قالها ليتجرع بعض الماء الذي اعلم حق اليقين انه يرتشفه فقط كي يبعد ناظريه عني .
" انت لست بملام ، فأنا اعلم منذ تبناها والديك و انت مغرم بها ، و انا لا ارتجي منها شيء ، حبي لها في قلبي لذا ..... فقط هدئ من روعك و انظر الي " انهيت جملتي لاختمها بابتسامه خفيفة أخفت كل تشوهاتي و ندوبي ، انا حقا جشع برغبتي بها ، الم يكفيني كوني حي .
عاودت الاستلقاء لأعود ذلك العالم القابع في مخيلتي و انام باستسلام تاركا العالم و ما فيه .
***
- مين يونغي -
" مين يونغي ، هذا اخر تحذير لك كصديق ، غادر فالوضع خطر " قالها ليمسك لجام غضبه مهدئا نفسه .
" لم انت منزعج هكذا ؟ لا احد و اكرر لا احد قادر على قهرنا .... هؤلاء العامة سيثورون قليلا و من ثم سيهدؤون " قلتها ببرود اعصاب كادت تقتله ، انا لا اعني استفزازه و لكن حقا الامر لا يخيفني .
" كما تريد ، و لكن اعلم ، قوتي و سحر حراسك لن يفيدك في شيء ، عليك ان تتعلم شيء تحمي به نفسك " قالها مستقبلا النافذة عاقدا يديه الى صدره ليأخذ وضعيه الغاضب في اعتصار حاجبيه مكررا ما قاله " عليك حمايه نفسك "
ابتسمت له لأقضم حلواي باستمتاع ، عيناي تأبى الحراك بعيدا عنه ، هذا يغضبني ، حدثته بحده " من اين لك بهذه الازياء الغريبة ؟"
التفت الي بابتسامه تشق وجهه نصفين ، ليفرد يديه كطائر يجوب الافق " اليست جميله ؟"
احبطّه بكلماتي الباردة كالعادة " و ما الجميل في ارتداء قمامه ؟!"
كشر عن انيابه رافعا حاجبه " هناك عوالم اخرى يرتدي اهلها ازياء مثل هذه و يظنون انها مثاليه "
" ثرثار كعادتك ، غريب الاطوار ، تريد تصديق الترهات " قلتها لأستلقي ، مريحا عقلي و عيناي لأغرق سريعا في حلم عابر كهمسات الرياح .
ذلك الوجه المتعب ، شعره البرتقالي الغريب ، اراه للوحدة عنوان . من يكون ؟
***
-جيمين -
ما حدث وقتها كان غريبا بالفعل ، لم آلت الامور الى هذا الوضع ؟ كيف انتهى بي الحال مطاردا من الشرطة ؟!!! كيف انتهى بي الامر ك قاتل ؟!!!
هذا ما كنت اتساءل حوله حين امسكوا بي !!!
___ قبل بضع ساعات ___
هل هذا هو العنوان ؟!!!!
دعوني اصف لكم المكان ..... امامي مبنى مهجور كان قد اندلع به حريق قبل ان يكتمل بناؤه ، من قد يرغب بأكل البيتزا تحت المطر في مكان كهذا .
وصلت على دراجتي الهوائية و انا اغرق بسبب الامطار التي لم تتوقف من ثلاث ايام ، شعري المبلل و ملابسي و الجو شديد البرودة يقتلني و انا اشعر كأني مختل .
لم قبلت توصيل الطلبية ؟
دخلت ابحث عن صاحب الطلب ممسكا بصندوق البيتزا ، اتلفت شمالا و يمينا انادي لعلي اهتدي بصوت احدهم ، تلك النغمة التي يعزفها المطر انذرتني بسوء ما انا مقدم عليه ، قلبي حذرني اكثر من مره و لكني لم اهتم ، اكمل سيري كآلة صوبت نحو هدف و لم تخلق لتخطئ هدفها .
من بين صوت الامطار اتاني بريق البرق ليصعقني بعدها رعدة ، ايتها الليلة القادمة من احد افلام الرعب ، الم تملي مني بعد ؟ تقدمت بضع خطوات اخرى لأسمع صراخا كان من المفترض ان افر هاربا بما تبقى لدي من حياه و لكن لسوء حظي و شده غبائي لقد ركضت باتجاه الصوت .
و ما رأيته كان ....
دماء اختلطت بالمطر ، واحدهم يحتضر على الارض .
رجل بلباس اسود يبتسم بفرح ، واقف يتلذذ بألم من كان على الارض يحاول التمسك بروحه ، يخبرها الا تذهب و انه ما يزال يرغب بالحياة .
ما رأيته كان .....
جريمة قتل ..... و أنا المتهم بها !!
التفت القاتل الي رافعا سكينه ، يشوح بها يمينا و يسارا ، يهز رأسه باستمتاع ، ببطء ، يقترب و يضحك .
و انا بدوري اغرق في خوفي و اترنح ، اتراجع بتثاقل ، فقدماي لا تحملاني .
ما أصعب أن يقع الإنسان في قبضة الخوف فيدهوره و يحطّم معنوياته !
اين جهازي السمبثاوي ليتصرف ؟ لم لا يتدافع الادرينالين في عروقي لأركض ؟ لم انا بلا حراك اقف ؟
كنت كالأحمق اراقب حركاته التي تبدوا كالوهم ، كالسراب ، ربما كالحلم ، يقترب بسرعه نحوي و يبتسم ، رغم انه قريب ، لم انا غير قادر على رؤيه سوى تلك الابتسامة القادمة من قعر الجحيم .
صوت اعادني للحياة ، صوت الشرطة !
اختفى من امامي كالسراب تاركا سكينه في يدي ، لتأتي العدالة التي من المفترض انها ستنقذني تشيح سلاحها في وجهي .
هذا الجنون بعينه .
ركضت حاملا حياتي على اكتافي ، لتحاول روحي اللحاق بي ، قلبي الذي يسقط كل لحظه اسرع من المطر ، بيدي المرتعشة امسكت بالمقود لانطلق بدراجتي البخارية بسرعه لم اقدها من قبل .
هل انا غبي !!! في هذا المطر!!!
هذا يبدوا و كأن الموت يخبرني انه لا مفر .
بدأ مشهد مطاردا اقسم انني قد شاهدته في اكثر من 100 فلم مختلف ، حيث اقود بسرعه جنونيه و ورائي العشرات من سيارات الشرطة تلاحقني ، كل سيارة منهم تطلب الدعم و هي تعطي ارقام لوحه دراجتي لتصبح اشهر من اي علامه تجاريه في لمح البصر .
لا ادري كيف اتتني الجرأة لأتحدث على هاتفي في مثل هكذا وقت و لكني بلا وعي اتصلت به .
" كيف لك ان تفعل هذا بي ، الشرطة تلاحقني "
اتاني رده المستنكر " جيمين ؟ اين انت ؟ و ما تلك الاصوات ؟"
" هل تمازحني ؟ ما الذي ورطني به بحق الج....."
سقط هاتفي حين ارتطمت بشيء مجهول.
دراجاتي التي تبعدني بضع امتار و هاتفي المحط على الارض و انا الغير قادر على النهوض .... فقط استسلمت الى حين قدومهم للقبض علي .
فكما أرى الحظ يعاندني
***
-جونغكوك-
كان في حلمي تلك المدعوة امي تعانقني !!
كان الجو جميل و كانت تملك اروع ابتسامه رأيتها .
كانت تحكي لي قصه و كنت اجلس في احضانها .
انا الصغير .
كنت كطفل ، اعيش كطفل ، اضحك كطفل .
كنت الطفل اللطيف الذي احب امه العزباء في عالم نسي الحب .
كنت الروح الطاهرة وقتها .
كنت..... اضحك مثلها .
هل كان زائفا ؟
استيقظت على صياحها تلك القادمة من عالم الخيال ، صاحبه اغرب لون شعر بالوجود ، صاحبه العين المبتسمة و الوجه السعيد ، ذات الغمازات اللطيفة ، هجينه الذئب تلك هي يونج .
اول من فتحت نوافذ قلبي لتدخل النور به ، اول من امسكت بيدي ودعمتني ، اول من احببت ، حبيبه صديقي جين .... اخته المتبناة .
" ما الامر في هذا الصباح ؟" قلتها و انا شبه مستيقظ .
" لم ينام جين على الارض محتضنا ذيله ؟ اعني لم هو بهيأة ذئب في هذا الصباح " قالتها بفم مفتوح و نبره استغراب
عاودت الاستلقاء لأحدثها بكلمات شبه مفهومه " اتركيه ، فهو يعاني من مشاكل عاطفيه بسبب هجينه ذئب غبيه "
التفتت الي ببلاهة واضحه " لم افهم ؟ "
تركتها لتغرق في تفكيرها الذي لن يجدي بعقل كخاصتها ، لتقفز على سريري بغتتا " الم تستيقظ بعد ؟!!!"
غادرتنا تلك المختلة لتعد الافطار في حين ذهبنا للاستحمام .
المياه المنهمرة على جسدي ، بالكاد أستشعرها ، جسدي كالمخدر لا يشعر بشيء ، كم ارغب في تجربه مثل تلك الاحاسيس مجددا.
اجلس على طاوله الطعام انتظر من يطيل الاستحمام كل يوم ، لأخرج كلماتي الهزيلة محاولا جذب انتباه تلك التي انهمكت في الشيء الوحيد الذي تجيده و هو الطهو .
" هي يونج هل تتذكرين والديك ؟"
توقفت عن تقليب ما في المقلاة لتلتفت " ممم لم تسألني ؟ الم تكن انت من وضع قانون الخصوصية ؟!"
" فقط اخبريني " قلتها بغيظ لتخرج قهقه
"اجل ، مازالت اتذكرهما جيدا ، لا اظن انني سأنساهما ، و انت ؟" سألتني متأملة ان تسمع مني ردا شافيا .
وضعت راسي على الطاولة متحدثة بإحباط " اجل لازلت اتذكرها تلك الام التي ربتني "
" هل تكرهها ؟" خرجت كلماتها برفق .
"لا ادري ، ربما ابغضها قليلا ، اكره كونها تطاردني في احلامي ، الم يكفيها ما فعلته بي " قلتها مخرجا مخالبي و انيابي ، مستدعيا الوحش داخلي . الوحش الذي التهمني بسببها .
تدخل جين في الحوار " اذن اتكره والدك ؟"
" انا لا املك والدا ، اذا كنت تتحدث عن ذلك الرجل فأنت خير من يعلم انني لا اشاركه الدماء حتى " قلتها بنظرات بارده كالقمر القابع في الظلام اخفي ما في داخلي تحت قناعي الذي ارتديه .
" ذلك الذي تتحدث عنه ، الم يكن يوما منقذك " قالها بابتسامه كم ارغب بتشويهها .
"ذلك الذي تقول انه منقذي ، هو من فعل بي هذا الذي تراه الان " رددت عليه بابتسامه تجاري خاصته لتتدخل هي يونج ممسكه بمعلقتها الخشبية الكبيرة " هذا يكفي ، انا اعتذر ، ما كان علي خرق القاعدة ".
اجتمعنا حول الطاولة نتفحص اوجه بعض و نحن نلتهم طعامنا .
قاطع صمتنا صوت جين الجاد " كونا حذرين ، فالبشر يتربصون بنا بكل الطرق ، و عدد الضحايا يزداد "
ابتسمت بكل اريحيه مجيبا " نحن في القطاع الخامس ، القطاع الخامس سيد جين ولسنا في الثالث حيث عشتما و لا الاول حيث عشت ، لن يستطيعوا الوصول الينا "
" الم تعلم ؟ لقد استطاعوا الوصول للقطاع الرابع بالفعل ، لا تغتر كثيرا بقوتك ، صحيح انكم الأقوى ولكن نقطة ضعفكم هي الاوضح من بين الجميع و هذا بحد ذاته كفيل بجعلكم الاضعف " قالها ليمضغ قطعه اللحم التي في فمه بغيظ
" حسنا حسنا لقد فهمت ، أيا كان الوضع سأحمي أختك لذا لترح بالك فأنا اعلم حق اليقين انك خائف عليها و ليس علي سيد عاشق في الخفاء " قلتها ليركل قدمي بقوه .
هذا الابله هل سيقضي ما تبقى له من عمر يكتم حبه ، و يهددني .
***
-مين يونغي -
" سيد مين ، هل ما تزال مصر على كون الامر مجرد شغب عادي ، لقد اوشكوا على الوصول للقصر و بأعداد كبيره "قالها عاقدا يديه ينتظر مني ردا او ردة فعل تجاري الوضع و الاحداث و لكن انا لا زلت كما انا .
" اخبرتك الا تقلق ، حتى لو وصلوا لن يتمكنوا من الدخول لا تنسى اننا نملك اقوى السحرة هنا " قلتها متسطحا على الارض بكل برود .
" هل تثق بالحرس لهذه الدرجة ، انا احذرك هذا لن يجدي ، لعلك تستمع الي و تنقذ من يساندك قبل ان تترك وحيدا " قذف بكلماته تلك ليغادر بعدها زارعا بذور الشك داخلي ، هل ستتحقق تلك النبوءة ، مستحيل !
انه لضرب من الجنون ان اصدق مشعوذة غريبه الاطوار مثلها ، انا حتى لم التقي بها !!!
بدأت اتلفت يمينا و يسارا ، ما بال هذا الشعور يكتسحني كما لم يحدث من قبل ؟ ما بال جسدي المرتعش كما لو انه خاض تلك التجربة من قبل ؟
" الا تتذكر ؟!!" صدى في الارجاء تردد ، من ؟ من يحدثني من يكلمني ، من هنا يعاتبني يؤنبني .
و كأنها دوامه تسحبني للعدم ، تلتهم برودي و جفائي ، و تتركني مع تلك الشخصية التي أسرتها و نفيتها بعيدا ، تتركني مع قلقي و خوفي الغير مبرر ....
" غرفه سوداء بلا نوافذ ..... " كلماتها مسموعة تطن في أذني ، اتلفت حولي ، اين هذا ، هل هو وهم ؟!!
" مع صوت عقارب الساعة القوي .... " اصرخ و انادي ولكن لا شيء يخرج من احبالي ، توقفي ، ارجوكي ، اطلب الصفح ، اريد الخلاص من ذلك الخوف الذي التهم قلبي .
" وحدك في الغرفة ، متروك تتأوه ....."
" فقط اتركوني اموت مثل البقيه " قلت كلماتي بلا وعي لتجاريني هي في الحوار .
" لم قد يرغب طفل بالموت "
" لأنه يؤلم ، كل شيء مؤلم " اكملت كلماتي بتمتمات و كأنني اهذي
" هل هي جراحك التي تؤلمك ؟ام انه قلبك المنتزع بوحشيه ؟ هل الخوف هو الذي يؤلمك ؟ ام ضعفك و وحدتك ؟ "
" انها الحياه و التنفس ما يؤلمني اكثر " كلماتي جرت دمعاتي و دمعاتي ايقظتني من غفوتي .
ما الذي حدث ، ما الامر ، لم انا هكذا مجددا ؟ كنت اتساءل لم ابكي ، و انا كالبارد بلا قلب اعيش ، لم ارتعش .
ما الذي حدث هذه المرة ؟!!!
***
محكمه سيؤول ، القضية رقم 83 ، المتهم بها بارك جيمين ، بقضيه القتل المتسلسل مع سبق الاصرار و الترصد . بموجب المادة رقم 250 حكم على المتهم بأقصى العقوبات المسموح بها و هي الاعدام !!
كان الدليل القاطع بصماته على السكين و تواجده في موقع الحادث .... ماتت الضحية بنفس الطريقة الضحايا السابقين و بتوقيت متزامن معهم . لم يشهد صاحب المطعم له بل نفى تماما كونه عامل لديه ، في حين ان صديقه كان مختفي تماما و لم يظهر الا بعد ان صدر الحكم .
في كل مره كان يصرخ بها بجملة " انا بريء " كان الالم يشتد اكثر و اكثر ليترك بعدها في زاويه ما من الغرفة يلفظ انفاسه و يتأوه ، ما بال هذا العالم المجنون الذي لا يحالفني ؟ هل ولدت في المكان الخطأ ؟ هل انا نفاية ما كان عليها ابدا ان تصارع لتحيا ؟ بدأ يتساءل ذارفاً الدماء مكان دمعه الذي جف .... ماذا سيفعل ؟
في مكان ما في هذا العالم ، كان صديقه و هو الشخص الذي ورطه في هذا الامر قد افاق من غفوته المطولة ، متسائلا عن مكانه الذي يتواجد في الصحراء الجرداء ، آثار دماء على رأسه افزعته و اعادته الى ارض الواقع " اين انا "
في محاوله استغرقت نصف يوم للعودة للمنزل علم بالخبر الصادم من احد المحلات التجارية .
"حكم عليه بالإعدام !!!!"
ما الذي فعله ؟ لم آل الوضع الى هذا .
-جيمين -
في سجن منفرد ألقي بي ، بارد و موحش ، مظلم و مخيف ، آثار و أمنيات من كانوا قبلي ترعبني ، اكثر أمنيه علقت في شوائب عقلي كانت " اريد ان اختفي " .
شخص على وشك الموت لم يرغب بالاختفاء ، هكذا كنت أتساءل .
مازال هناك ما ارغب بحمايته ، ما يزال امامي شيء ارغب بتحقيقه ، ما تزال مي يونج تنتظرني .... علي الهروب ....
في صباح اليوم التالي ، صدى صوت الزنزانة الصدأة يأخذ روحي ، كلمه واحده تجول في خاطري " سأهرب " ذلك السجان اللعين يجرني كالقمامة ، " سأنتقم " رائحه الموت تقترب ، سيأخذونني على عربه الترحيلات ، متجهين بي الى مكان اعدامي .
صعدت الى تلك السيارة اللعينة ، اترقب و اتأهب ، ابحث عن ثغره او مهرب ، عقلي كالمتاهة و انا محاصر بها ، خائر القوى ، ماذا عساي ان افعل وسط هذا الضغط ، هل انا قاتل خطر الى هذه الدرجة !!
توقف السائق فجأة ، و ما هي الا لحظات ووجدت كل من كانوا حولي قد غادروني ، تاركين حياتهم وراءهم لتصعد للسماء .
من يكون ؟ اهو القاتل الحقيقي ؟!!
مضت لحيظات لاتعد لأجد ذلك الباب الجرار يفتح ليتقدم احدهم مادا يده " هل تحتاج المساعدة " قالها صاحب الغمازات يمسك يدي ساحبا اياي .
" الم ترد الهرب ؟ هل اعيدك للداخل " قالها باستسلام رافعا يده .
" من انت ؟ و لم عساك تساعدني ؟ الا تدرك اني الان قاتل ؟ هل انت من ورطني؟ " و كأنه عقد قد فرط ، اخرجت كلماتي بحذر ، اتابع نظراته مع كل سؤال ، اقاتل الخوف المسيطر داخلي ، علي ان اسرع ...
" هل انت قلق علي ؟ قلبك عطوف ، تماما كأختك " قالها لأخرج قبضتي و اطرحه ارضا .
" من انت ؟" وحش خرج مني ، و لا ادري كيف خرج .
مسح الدماء عن فمه ، ليقف مترنحا " قبضتك قويه حقا !! فقط هدء نفسك انا صديق ، انا لست سبب ما انت به ، انا هنا فقط لأساعدك ، لم لا تركب السيارة و نتحدث ؟" قالها مشيرا الى سيارة سوداء تبدوا في نظري مسروقه .
دخلت السيارة متابعا اياه بنظري ليقود هو بلا اي تعبير " الى اين تأخذني " قلتها بنظرات الوحش تلك
" الى مكان ما لتختبئ به " لم ينظر الي حتى ؟!! هذا يغضبني اكثر
" كيف علمت بشأنها " اكملت سيل تساؤلاتي .
" لا تخف انا لم اخبرها شيء ، هي لازالت لا تعلم ، لقد ذهبت للاطمئنان فقط " و ما يزال نظره لم يتحرك عن الطريق اللعين .
" انا لم اسألك عن هذا ؟ فقط اخبرني كيف علمت عن اختي و عن مكانها ؟ من تكون ؟!!" فقدت اعصابي ، وجهي الاحمر تتدفق به الحرارة اكثر .
" انا شخص في هذه الحياه ، فقط هكذا ، اما عن اختك فقط علمت " ما أشد بروده ، هل يختبر صبري !!!
قبل ان ابدأ مجددا بصب غضبي عليه انعطف بسرعه ليستضم رأسي بالنافذة .
" سنأخذ طريقا اصعب ، لذا تمسك " اخرج كلماته ﻻنتبه لعدد سيارات الشرطة التي خلفنا .
" لم كل هذه الجلبة ، هل انا قاتل مهم او ما شابه ؟!!"
" الم تعلم حقا ، ذلك الذي ورطك ، هو قاتل متسلسل "
زاد من سرعته ليلتصق رأسي بالكرسي ، ينعطف كثيرا ، و يكسر إشارة تلو الأخرى ، الى ان .... "اين هذا !!!!!!!! "
" انها غابه الا ترى ؟" يال بروده المستفز
" اجل .... ولم الغابة ؟!!" ازداد الجو غرابه في المكان .
اتتنا سيارة من الأمام أوقفتنا ، اخرج صاحب الغمازات سلاحه متحدثا بعجل " غادر السيارة الآن ، انا سأوقفهم "
هل يمازحني؟
" هل انت بعقلك ؟ هل ... ربما انت مختل ؟ كيف ستوقف هكذا جيش بسلاحك هذا ؟" قلتها مازحنا في وقت حرج بحق
اعاد صراخه المروع " فقط غادر "
خرجت من السيارة لأركض بكل ما لدي ، لم اسمع ولا حتى صوت اطلاق نار واحد ! ماذا حدث ؟!
رغم ان الفضول قد يقتلني و لكن موتي محتم ان عدت ، اكملت هروبي الى تلك الغابة التي و بحق انا لا اعلم اين تقع ، لا اعلم الى اين انا ذاهب ، و الغريب انني غير قادر على التوقف ، فأنا كالموجه اجري بلا هدف .
فقط اجري في غابه مظلمه .
مظلمه ؟ الم يكن النهار ؟!!
النهار ؟!.....
ماذا افعل ؟
توقفت عن الركض لأتلفت باستغراب .
" اين هذا ؟"
اتقدم بتردد ، اسير بهدوء .
كيف وصلت الى هنا ؟
ماذا حدث ؟
الم يفترض بي توصيل البيتزا ؟
ب..يتزا ؟
اين اختي ؟......
هذا الضياع مخيف ، النسيان يلتهمني ، ببطء ، بهدوء ، يتسلل داخلي ، يفقدني حواسي .
من هي ؟
هناك شيء خاطئ ، اشعر كما لو انني نسيت شيئا مهما ؟
اتقدم بضع خطوات ، لا ادري ما الذي حدث ، انزلقت لأسقط في نهر ، و كل ما فكرت به وقتها .
" من انا ؟"
***
-جونغكوك -
كما في الأفلام ، مشهد مطارده ، أحدهما يضحي بحياته لأجل إنقاذ الاخرين .
كما في الأحلام .... أغرق في مياه بارده ولا أموت .
كما أرى ...... ما كان علي ان اعيش وقتها ، فأنا بالفعل شخص قد مات من قبل .
هذا الخوف و الإحباط ، هذا الألم ، هذه الحيرة ، ذلك الشك ، تلك الفوضى العارمة ....... هل هناك ما هو أسوا
روح تنقاد للفراغ ، يأس يلتهم آخر ما تبقى لي من حياه .
انا الباحث عن الأمان .... اختبئ مع هي يونج في غابه من النسيان .
" فقط ابقي هنا " اقولها بما تبقى لي من انفاس تحيني .
" ألم يكفي اخي ، ارجوك ... لا تتركني ، أنا لا أملك احدا هنا سواك " قالتها بدمعات ساخنه احرقت وجهها الناعم ، وروح هشة تبحث عن ملاذ.....
" انا حقا أسف ، لو انني أخذت كلماته تلك على محمل الجد ، لو انني توخيت الحذر اكثر ، انا حقا آسف " أخذت ابكي جوارها بلا صوت ، أكتم شهقاتي ، اعانق انفاسي ، و هي في احضاني .
" اذا كنت آسف حقا فلا تتركني " تتشبث بثيابي ، بخوف ملأ عينيها سواد ، كيف لا و هي من عاشت تلك المأساة من قبل .
" جين بخير ، مهما كنت أتصنع القوه في السابق ف كلانا يعلم أن جين الأقوى ، لذا هو بخير ، و انا سأعود ، اعدك .... بخنصري أعدك و أبصم ، سأعود لأجلك ... لن أموت ،لذا ، فقط اخفي رائحتك و ابقي هنا "قلتها لأهم مغادرا ، يدها لا تتركني ، يد هزيلة مرتعشة ، ورائحه خوف تفوح .
" ارجوكي ، علي ان أذهب ، أنا لن أسامحني و لا هو سيسامحني إن أصابك مكروه " عيناي الباكيه و قلبي المكسور . فقط لتتركني ، فأنا لا شيء في هذه الحياه .
بدأت اركض كالمجنون أحاول جمع من كان يتربص بنا بعيدا .
ليعود مشهد المطاردة ذاك ، اقفز فوق الأشجار أتجنب طلقاتهم الفضية ، كم أكره تلك المادة اللعينة .
اصارع للبقاء ، ليس لأنني أرغب بالحياة ، بل لأنني وعدتها .
رصاصه أصابت يدي ، لأسقط كطائر مكسور الجناح أختبئ .
بدأت أتقدم ببطء
" سأعود .. لقد وعدتها "
خرجت كلماتي تحفزني
" لأجلها "
صوتي المهترئ ينسيني
" من ؟!"
و عقلي الغارق ، ينسج على ذكرياتي غشاوة .
" من كانت ؟!!"
قدماي تسير الى المجهول .
" من هي مجددا "
و روحي تنقاد الى مصيرها ، مصير غير معلوم .
" من انا مجددا ؟!!"
دمعاتي اختلطت بدمائي ، لم أبكي ، لم انا هنا ، أين هذا مجددا .
طلقه من الخلف أسقطت ما تبقى لي من أمل اختزلته بين يدي .
طلقه في ظهري ..... أوقعتني في نهر بارد كبروده جسدي .
أغرق ، و أبتسم كما في الماضي البعيد .
***
- مين يونجي -
" انهم يسعون لإسقاط العائلة المالكة " قالها بفزع دب داخلي خوف مرير ، تلك الجملة ، هذه العبارة ....
" لقد اقتحموا القصر بالفعل !! أمازلت مصر أنه مجرد شغب ، فقط غادر قوقعتك تلك " صارخا في أذني ، طاردا روح بارده تملكتني ، مخيفه و بارده هكذا أرى الحياه .
" افعل شيء لا تقف هكذا في ذهولك ذاك ، ارجوك مين أقسم سأحميك بكل ما لدي ، لن أدع أحدا يمسكك ، أقسم لذا غادر ، ارجووووك " صرخاته اضطرابه ، انا خائف لحد الموت ، غير قادر على التفكير غير قادر على النهوض ، اصارع وحوش افكاري الوهمية ، و أخسر .
لم يجد رد مني ، لا تعبير ، لا صوت ، انظر الى العدم بشرود .
أمسك يدي ليرفعني من على تلك الارض التي تقوقعت عليها ، هزني و صرخ بي ، صفعني ليتردد دوي صفعته في المكان ، لأنظر إليه أخيرا .
احتضنني محدثا " أعدك ، أقسم لك بحياتي ، لن أدع مكروها يصيبك ، لن أدع التاريخ يكرر نفسه ، لن ادعك أبدا ، لذا ... ارجوك ثق بي و أهرب باستعمال ذلك السحر اللعين هناك "
نظراته ، نبرته ، أبكت قلبي ، و كأنني كنت انتظر من يخرجني من سجني بكلماته . و سط سيل دمعاتي ، أومأت له بالإيجاب ، التفت له مودعا بنظرات خائره " فقط عدني ، انك لن تموت " اخرجت كلماتي التي تلفظ انفاسها بصوت بالكاد سمع ، صوت مريض عفى عليه الزمن ، و من ثم غادرت باستخدام السحر .
.
.
غابه ، واسعه ، غريبه ، روح ما تقبع داخلها ، شيء ما يراقب من بعيد .
أتقدم بضع خطوات ، ازم شفتاي ، اصارع أفكاري و ذكرياتي .
" لقد وعدني ، لن يمس أحد مني شعره "
احاول طرد مخاوفي بكلمات أتأمل منها الأمل .
" كما في الماضي "
و كان أحدا سرقه ، ذلك القلب الذي يزين جسدي ، قلبي البارد .
" ماضي ؟!"
توقفت للحظات .
" اين هذا ؟"
" هل أُطلقت ؟!!هل تحررت ؟"
" و لكن من ماذا ؟"
عاودت سيري متجها للمجهول .
" اين والداي ؟"
سارحا في الخيال ، تاركا العالم و ما فيه ، تاركا روحي لتطفو على مياه ذلك النهر ، في حين هوى جسدي للقعر ، تاركا همي و حزني للفراغ ، ليتردد سؤال واحد فقط في عقلي " من أنا ؟"
***
على صوت نبضهم الغارق في المياه الباردة حالكة السواد ، ثلاثتهم متشبثين بخيط أمل رفيع صنع من نسج الخيال ، على انغام وهميه و موسيقى يعزفها العدم ، مع همسات من سكن المحيط .
عقل ثلاثتهم في شرود ، عوالم طغت على أحلامهم ، لم تكتفي بتدميرهم و إنما ارادت انهاء ما تبقى من أشلائهم .
" هل ترغب بالحياة ؟"
و هكذا جاء دوري لأحصل على ما أريد من أنفس ضائعة .
" لا زلت ارغب بالقليل ، ليس لأجلي بل لأجل وعد أرغب بأن أوفيه "
" ألديك أمنيه تريد تحقيقها ؟"
أخذت أسألهم ، و أجذبهم ....
" لدي أمنيه أريد تحقيقها ، حلم بسيط ، لأجلها فقط سأحلم بالمزيد "
" هل تريد ان تجرب حياه مختلفة ؟"
و أعانق روحهم الضائعة
" اريد حياه بسيطة حيث أستطيع ان أعيش "
" اتريد رؤيه عالم مختلف ؟"
بدأت أعطيهم ضوء وسط عتمتهم .
" اريد عالم حيث اجد الأمان "
" في مقابل تنفيذك للشرط ... سأحقق لك ما تريد "
أخذت اسرقهم بكلماتي المعسولة .

ماذا ان نبذك عالمك ؟ ماذا ان كنت لا تنتمي له ؟ ان اخبرتك ان لك أمنيه سأحققها لك .. فماذا ستتمنى ؟
قصتي تحمل بعض المعاني الخفيه ، ربما تظنها مجرد روايه خياليه احكيها ، ولكنك ستحتاج استحضار عقلك حين تقرأها ، فلكل كلمه لغز و لكل شخصيه حكايتها و لكل عالم مآسيه .... فقط استطيع ان اقول ان الغراب كان رمز للشرور و الملاك رمز للخير ولكن حين يظن الغراب ان الخير به ، و ان الشر نابع من الملاك ... هنا تأتي حكايتنا ... حيث كان للغراب رأيا آخر .
رأي يخبرنا أن النور ينتج ظلالا دوما ، و أن البراءة ليست جميله دوما ، تخبرنا أن براءه بلا فطنه أحياناً تولد كوارث ، أن الطيبه الزائده ليست خيرا ، ان ذره التراب تؤثر على الأبيض .
روايتي ستخبرنا ان الحب ان زاد عن حده اصبح جنونا ، و أن الكراهيه أحيانا تكون سبباً للبقاء حيا ... و أن الانتقام قد يغيرك للأسوأ ... قد تتوقف بعد فوات الاوان او قد لا تتوقف أبدا الى النهايه و من ثم ستنظر للمرآه ولن تعرف من تكون .
اسطوره تناولها الناس ، روايه حكاها البعض كعظه و البعض الاخر آمن بها و آخرون وجدوها حكايه ممتعه للأطفال ... أن غرابا ما خدع ملاك و قسم روحها الى ثلاث أجزاء لانه اراد التوازن في العالم ... لان طيبه الملاك المفرطه افقد العالم توازنه ...
ابطال قصتنا ثلاث ، كلٌ في عالمه ، ثلاث ابطال في ثلاث عوالم
"عالم انتي له"
اسم روايتي ... متوفره على الواتباد و لقله التفاعل قررت ان انزلها هنا ...
روايتي خياليه جدا و لكن بها عبر كثيره .... ستنزل كل 3 ايام فصل باذن لله ..
ابطالنا كثر .... ولكل شخص منهم حكايه ..... لكل منهم بدايه و نهايه مختلفه ، ابطالنا لا يتشابهون أبدا ... الا في نقطه واحده تعرفوا عليه .....
ولتجيبوا عن هذه التساؤلات
من هي الملاك ؟
من هو الغراب ؟
من صاحب الغمازات ؟
كيف لروح تناثرت ان تمتلك قوه كافيه لنقل 3 اشخاص من عوالمهم ؟ من اين لها بتلك القوه ؟!!!
و أخيرا من هي ارواح الملاك الثلاث ؟
لنبدأ
***************************************************************************************************************
"هل تملك جناحان "
"قويان و كبيران ، استطيع ان اخذك بهما للأمان "
" انا لا ارى امانا في هذه الحياه ، و روحي مستسلمة في الدجا تنام "
" الا تثقين بجناحين بلون الحمام "
"روحي هشة اخشى الا تتحمل الالم "
" تلك الروح سأحميها بين جناحاي ، سأحيطها بريش ناعم مثلها "
و هكذا وثقت السيدة بالغراب المصبوغ بالأبيض ، و احبته و نسيت ما كانت تخافه اكثر من الموت ، ظنت ان احضانه هي الامان و ان روحها تحيا . الى ان كسرت .
" لقد وثقت بك "
" الثقة أمر خاطئ ، لذا هذا سيعلمك الا تثقي بأحد لبقية حياتك ، التي لن تعيشيها "
لقد خانها ، و كسرها الى ثلاثة اجزاء ، هو لم يرى فيها الطيبة يوماً هو رآها جالبة للدمار .
" قلت انك ستحميها ،تلك الروح "
" تلك الروح ، سأحميها في ثلاثة عوالم "
" لم كذبت علي ؟ لم خدعتني ؟"
" انت تلك الروح التي خلقت الطمع و الجشع ، انت تلك التي حرضت على الفساد "
كان الغراب يرى ان الشر قد نبع من قلب الملاك الابيض و انه كغراب بلون السواد .... سيكون الوحيد القادر على اعادة التوازن ، لذا اخذ تلك الاجزاء المحطمة و فرقها ، و من ثم ترك ثلاث من ريشه المنقوعة في السواد تحلق مع كل جزء ليتأكد من ابقائها في مكانها و ألّا تعود للملاك .
***
-جيمين -
تلك العينين الغارقتين ،شعر قصير أسود كحبّات الزّيتون من يكون ؟
.
.
.
.
يداه الكبيرتان تحركان جسدي المتثاقل النعس على المكتب ، لا اقوى على الحراك ، فعقلي غارق في احلامه .
يهزني بكل ما أوتي من قوة ، كأنما جاءته الهيجاء بغتة . فتحت عيناي بتثاقل لأرفع جسدي المخدر بعدها " ما الامر ؟"
" انه العمل يدق ، الجميع مشغول الآن بتوصيل ما بحوزتهم ، هذا هو العنوان " قالها ذلك الأرعن بكل حماس لأرد عليه بوجه مكفهر " هل تمازحني ؟!! هل توقظني من غفوتي لأخرج في ذاك الوابل المهلك ؟!!! لم لا تذهب انت ، الست موظفاً مثلي ؟"
" أنا مشغول كذلك " قالها رافعا ما حمله في يده بعينين مغلقتين وفم مبتهج كأن العيد قد اتاه ركضا ، و من ثم اكمل "لذا لم لا تعمل بصمت "
ضرب الورقة على صدري و من ثم تركها و رحل .
امسكت الورقة لأزفر و كما اظنها اكبر زفره في حياتي ، ان المكان بعيد حقا ، لم علي ان اوصل بيتزا الى مكان كهذا ، اكره الدوام الجزئي ، هذا بسبب ان راتب عملي الاساسي لا يكفيني .
وقفت لأترنح قليلا ، أمازلت نعس ؟!!
اخذت معطفي و غادرت ممسكا بعلبه البيتزا اللعينة لأضعها في حقيبة دراجتي البخارية . و انطلق بأبطأ سرعه لدي .
مؤكد لن اسرع ابدا وسط هذه البحيرات و المستنقعات . فالتفكير في العواقب وحده يجعلني اقشعر . شردت للحظات في من رأيت بمنامي ، و سرعان ما تحول شرودي الى حيره اثقبت لهبا داخلي . لم اشعر هكذا ؟ كلما اقتربت من المكان ارتشف روحي الهاربة دفعه واحده . هذا الشعور لا يطمئن .
***
-جونغكوك -
على فراشي البارد كبرود القمر القاتم ، و في هدوء اكتسح المكان و عقل شرد في ما يدعى بالخيال ، و روح هائمه في الفراغ ، رأيت في احلام يقظتي شعرا بلون الفستق و روح تائهة بارده خاليه من معالم الحياه .عدت الى عالمي مع صرير الباب المزعج الذي تلاه عواء .
استقمت في جلستي لأردد تلك الجمل المحفورة في ذاكرتي " هل تبللت ؟ اخبرتك الا تخرج في الليل ، لا تنسى اننا فصيلتين متكاملتين ، قوتكم تختفي مع ظهور القمر و قوتنا تزداد به " امسكت بالمنشفة متجها ناحيته لأجففه . ولكن زمجرته الغريبة اوقفتني " ما الامر ؟" قلتها مخرجا انيابي " لا انصحك بهذا فأنت في اضعف احوالك الان " قلتها لابتسم بخبث مظهرا انيابي اللامعة .
تراجع للخلف ليهدا سامحا لي بالاقتراب ،جففته و من ثم اغلقت الستائر لأخفي القمر .
عاد جين الى كونه بشري عادي بلون شعره الذهبي ، لأحدثه مازحا " لم لست ذئبا رمادي ، حقا كم ارغب برؤيه هذا اللون عليك .
اخرج كلماته اخيرا بعد ان ارتدى ثيابه " جونغكوك نصف بشري نصف مصاص دماء "
عقدت حاجباي ، لأزمجر بكلماتي " و ما سبب فتحك للموضوع الان ؟ "
" هل ترى اختي كصديقه ام كحبيبه " قالها بوجه العابس مؤنبا ، لن الومه فأنا اعرف مقدار حبه لها ، ليس كأخت بل كحبيبه و مع هذا لقد خنته .
" انا لم افعل اي شيء خاطئ فمشاعري امر انا غير قادر على التحكم به ، اعلم انها خيانة لأعز اصدقائي و لهذا انا لم و لن ابوح بتلك المشاعر الجنونية " قلتها ليعتصر قلبي ألما ، مع انني اعلم ان الامر حتمي الا ان البوح به صادم .
" اتمنى الا تغير رأيك ، فزواج مصاص دماء ب مستذئبه امر مرفوض ، فما بالك ب نصف مصاص دماء " قالها ليتجرع بعض الماء الذي اعلم حق اليقين انه يرتشفه فقط كي يبعد ناظريه عني .
" انت لست بملام ، فأنا اعلم منذ تبناها والديك و انت مغرم بها ، و انا لا ارتجي منها شيء ، حبي لها في قلبي لذا ..... فقط هدئ من روعك و انظر الي " انهيت جملتي لاختمها بابتسامه خفيفة أخفت كل تشوهاتي و ندوبي ، انا حقا جشع برغبتي بها ، الم يكفيني كوني حي .
عاودت الاستلقاء لأعود ذلك العالم القابع في مخيلتي و انام باستسلام تاركا العالم و ما فيه .
***
- مين يونغي -
" مين يونغي ، هذا اخر تحذير لك كصديق ، غادر فالوضع خطر " قالها ليمسك لجام غضبه مهدئا نفسه .
" لم انت منزعج هكذا ؟ لا احد و اكرر لا احد قادر على قهرنا .... هؤلاء العامة سيثورون قليلا و من ثم سيهدؤون " قلتها ببرود اعصاب كادت تقتله ، انا لا اعني استفزازه و لكن حقا الامر لا يخيفني .
" كما تريد ، و لكن اعلم ، قوتي و سحر حراسك لن يفيدك في شيء ، عليك ان تتعلم شيء تحمي به نفسك " قالها مستقبلا النافذة عاقدا يديه الى صدره ليأخذ وضعيه الغاضب في اعتصار حاجبيه مكررا ما قاله " عليك حمايه نفسك "
ابتسمت له لأقضم حلواي باستمتاع ، عيناي تأبى الحراك بعيدا عنه ، هذا يغضبني ، حدثته بحده " من اين لك بهذه الازياء الغريبة ؟"
التفت الي بابتسامه تشق وجهه نصفين ، ليفرد يديه كطائر يجوب الافق " اليست جميله ؟"
احبطّه بكلماتي الباردة كالعادة " و ما الجميل في ارتداء قمامه ؟!"
كشر عن انيابه رافعا حاجبه " هناك عوالم اخرى يرتدي اهلها ازياء مثل هذه و يظنون انها مثاليه "
" ثرثار كعادتك ، غريب الاطوار ، تريد تصديق الترهات " قلتها لأستلقي ، مريحا عقلي و عيناي لأغرق سريعا في حلم عابر كهمسات الرياح .
ذلك الوجه المتعب ، شعره البرتقالي الغريب ، اراه للوحدة عنوان . من يكون ؟
***
-جيمين -
ما حدث وقتها كان غريبا بالفعل ، لم آلت الامور الى هذا الوضع ؟ كيف انتهى بي الحال مطاردا من الشرطة ؟!!! كيف انتهى بي الامر ك قاتل ؟!!!
هذا ما كنت اتساءل حوله حين امسكوا بي !!!
___ قبل بضع ساعات ___
هل هذا هو العنوان ؟!!!!
دعوني اصف لكم المكان ..... امامي مبنى مهجور كان قد اندلع به حريق قبل ان يكتمل بناؤه ، من قد يرغب بأكل البيتزا تحت المطر في مكان كهذا .
وصلت على دراجتي الهوائية و انا اغرق بسبب الامطار التي لم تتوقف من ثلاث ايام ، شعري المبلل و ملابسي و الجو شديد البرودة يقتلني و انا اشعر كأني مختل .
لم قبلت توصيل الطلبية ؟
دخلت ابحث عن صاحب الطلب ممسكا بصندوق البيتزا ، اتلفت شمالا و يمينا انادي لعلي اهتدي بصوت احدهم ، تلك النغمة التي يعزفها المطر انذرتني بسوء ما انا مقدم عليه ، قلبي حذرني اكثر من مره و لكني لم اهتم ، اكمل سيري كآلة صوبت نحو هدف و لم تخلق لتخطئ هدفها .
من بين صوت الامطار اتاني بريق البرق ليصعقني بعدها رعدة ، ايتها الليلة القادمة من احد افلام الرعب ، الم تملي مني بعد ؟ تقدمت بضع خطوات اخرى لأسمع صراخا كان من المفترض ان افر هاربا بما تبقى لدي من حياه و لكن لسوء حظي و شده غبائي لقد ركضت باتجاه الصوت .
و ما رأيته كان ....
دماء اختلطت بالمطر ، واحدهم يحتضر على الارض .
رجل بلباس اسود يبتسم بفرح ، واقف يتلذذ بألم من كان على الارض يحاول التمسك بروحه ، يخبرها الا تذهب و انه ما يزال يرغب بالحياة .
ما رأيته كان .....
جريمة قتل ..... و أنا المتهم بها !!
التفت القاتل الي رافعا سكينه ، يشوح بها يمينا و يسارا ، يهز رأسه باستمتاع ، ببطء ، يقترب و يضحك .
و انا بدوري اغرق في خوفي و اترنح ، اتراجع بتثاقل ، فقدماي لا تحملاني .
ما أصعب أن يقع الإنسان في قبضة الخوف فيدهوره و يحطّم معنوياته !
اين جهازي السمبثاوي ليتصرف ؟ لم لا يتدافع الادرينالين في عروقي لأركض ؟ لم انا بلا حراك اقف ؟
كنت كالأحمق اراقب حركاته التي تبدوا كالوهم ، كالسراب ، ربما كالحلم ، يقترب بسرعه نحوي و يبتسم ، رغم انه قريب ، لم انا غير قادر على رؤيه سوى تلك الابتسامة القادمة من قعر الجحيم .
صوت اعادني للحياة ، صوت الشرطة !
اختفى من امامي كالسراب تاركا سكينه في يدي ، لتأتي العدالة التي من المفترض انها ستنقذني تشيح سلاحها في وجهي .
هذا الجنون بعينه .
ركضت حاملا حياتي على اكتافي ، لتحاول روحي اللحاق بي ، قلبي الذي يسقط كل لحظه اسرع من المطر ، بيدي المرتعشة امسكت بالمقود لانطلق بدراجتي البخارية بسرعه لم اقدها من قبل .
هل انا غبي !!! في هذا المطر!!!
هذا يبدوا و كأن الموت يخبرني انه لا مفر .
بدأ مشهد مطاردا اقسم انني قد شاهدته في اكثر من 100 فلم مختلف ، حيث اقود بسرعه جنونيه و ورائي العشرات من سيارات الشرطة تلاحقني ، كل سيارة منهم تطلب الدعم و هي تعطي ارقام لوحه دراجتي لتصبح اشهر من اي علامه تجاريه في لمح البصر .
لا ادري كيف اتتني الجرأة لأتحدث على هاتفي في مثل هكذا وقت و لكني بلا وعي اتصلت به .
" كيف لك ان تفعل هذا بي ، الشرطة تلاحقني "
اتاني رده المستنكر " جيمين ؟ اين انت ؟ و ما تلك الاصوات ؟"
" هل تمازحني ؟ ما الذي ورطني به بحق الج....."
سقط هاتفي حين ارتطمت بشيء مجهول.
دراجاتي التي تبعدني بضع امتار و هاتفي المحط على الارض و انا الغير قادر على النهوض .... فقط استسلمت الى حين قدومهم للقبض علي .
فكما أرى الحظ يعاندني
***
-جونغكوك-
كان في حلمي تلك المدعوة امي تعانقني !!
كان الجو جميل و كانت تملك اروع ابتسامه رأيتها .
كانت تحكي لي قصه و كنت اجلس في احضانها .
انا الصغير .
كنت كطفل ، اعيش كطفل ، اضحك كطفل .
كنت الطفل اللطيف الذي احب امه العزباء في عالم نسي الحب .
كنت الروح الطاهرة وقتها .
كنت..... اضحك مثلها .
هل كان زائفا ؟
استيقظت على صياحها تلك القادمة من عالم الخيال ، صاحبه اغرب لون شعر بالوجود ، صاحبه العين المبتسمة و الوجه السعيد ، ذات الغمازات اللطيفة ، هجينه الذئب تلك هي يونج .
اول من فتحت نوافذ قلبي لتدخل النور به ، اول من امسكت بيدي ودعمتني ، اول من احببت ، حبيبه صديقي جين .... اخته المتبناة .
" ما الامر في هذا الصباح ؟" قلتها و انا شبه مستيقظ .
" لم ينام جين على الارض محتضنا ذيله ؟ اعني لم هو بهيأة ذئب في هذا الصباح " قالتها بفم مفتوح و نبره استغراب
عاودت الاستلقاء لأحدثها بكلمات شبه مفهومه " اتركيه ، فهو يعاني من مشاكل عاطفيه بسبب هجينه ذئب غبيه "
التفتت الي ببلاهة واضحه " لم افهم ؟ "
تركتها لتغرق في تفكيرها الذي لن يجدي بعقل كخاصتها ، لتقفز على سريري بغتتا " الم تستيقظ بعد ؟!!!"
غادرتنا تلك المختلة لتعد الافطار في حين ذهبنا للاستحمام .
المياه المنهمرة على جسدي ، بالكاد أستشعرها ، جسدي كالمخدر لا يشعر بشيء ، كم ارغب في تجربه مثل تلك الاحاسيس مجددا.
اجلس على طاوله الطعام انتظر من يطيل الاستحمام كل يوم ، لأخرج كلماتي الهزيلة محاولا جذب انتباه تلك التي انهمكت في الشيء الوحيد الذي تجيده و هو الطهو .
" هي يونج هل تتذكرين والديك ؟"
توقفت عن تقليب ما في المقلاة لتلتفت " ممم لم تسألني ؟ الم تكن انت من وضع قانون الخصوصية ؟!"
" فقط اخبريني " قلتها بغيظ لتخرج قهقه
"اجل ، مازالت اتذكرهما جيدا ، لا اظن انني سأنساهما ، و انت ؟" سألتني متأملة ان تسمع مني ردا شافيا .
وضعت راسي على الطاولة متحدثة بإحباط " اجل لازلت اتذكرها تلك الام التي ربتني "
" هل تكرهها ؟" خرجت كلماتها برفق .
"لا ادري ، ربما ابغضها قليلا ، اكره كونها تطاردني في احلامي ، الم يكفيها ما فعلته بي " قلتها مخرجا مخالبي و انيابي ، مستدعيا الوحش داخلي . الوحش الذي التهمني بسببها .
تدخل جين في الحوار " اذن اتكره والدك ؟"
" انا لا املك والدا ، اذا كنت تتحدث عن ذلك الرجل فأنت خير من يعلم انني لا اشاركه الدماء حتى " قلتها بنظرات بارده كالقمر القابع في الظلام اخفي ما في داخلي تحت قناعي الذي ارتديه .
" ذلك الذي تتحدث عنه ، الم يكن يوما منقذك " قالها بابتسامه كم ارغب بتشويهها .
"ذلك الذي تقول انه منقذي ، هو من فعل بي هذا الذي تراه الان " رددت عليه بابتسامه تجاري خاصته لتتدخل هي يونج ممسكه بمعلقتها الخشبية الكبيرة " هذا يكفي ، انا اعتذر ، ما كان علي خرق القاعدة ".
اجتمعنا حول الطاولة نتفحص اوجه بعض و نحن نلتهم طعامنا .
قاطع صمتنا صوت جين الجاد " كونا حذرين ، فالبشر يتربصون بنا بكل الطرق ، و عدد الضحايا يزداد "
ابتسمت بكل اريحيه مجيبا " نحن في القطاع الخامس ، القطاع الخامس سيد جين ولسنا في الثالث حيث عشتما و لا الاول حيث عشت ، لن يستطيعوا الوصول الينا "
" الم تعلم ؟ لقد استطاعوا الوصول للقطاع الرابع بالفعل ، لا تغتر كثيرا بقوتك ، صحيح انكم الأقوى ولكن نقطة ضعفكم هي الاوضح من بين الجميع و هذا بحد ذاته كفيل بجعلكم الاضعف " قالها ليمضغ قطعه اللحم التي في فمه بغيظ
" حسنا حسنا لقد فهمت ، أيا كان الوضع سأحمي أختك لذا لترح بالك فأنا اعلم حق اليقين انك خائف عليها و ليس علي سيد عاشق في الخفاء " قلتها ليركل قدمي بقوه .
هذا الابله هل سيقضي ما تبقى له من عمر يكتم حبه ، و يهددني .
***
-مين يونغي -
" سيد مين ، هل ما تزال مصر على كون الامر مجرد شغب عادي ، لقد اوشكوا على الوصول للقصر و بأعداد كبيره "قالها عاقدا يديه ينتظر مني ردا او ردة فعل تجاري الوضع و الاحداث و لكن انا لا زلت كما انا .
" اخبرتك الا تقلق ، حتى لو وصلوا لن يتمكنوا من الدخول لا تنسى اننا نملك اقوى السحرة هنا " قلتها متسطحا على الارض بكل برود .
" هل تثق بالحرس لهذه الدرجة ، انا احذرك هذا لن يجدي ، لعلك تستمع الي و تنقذ من يساندك قبل ان تترك وحيدا " قذف بكلماته تلك ليغادر بعدها زارعا بذور الشك داخلي ، هل ستتحقق تلك النبوءة ، مستحيل !
انه لضرب من الجنون ان اصدق مشعوذة غريبه الاطوار مثلها ، انا حتى لم التقي بها !!!
بدأت اتلفت يمينا و يسارا ، ما بال هذا الشعور يكتسحني كما لم يحدث من قبل ؟ ما بال جسدي المرتعش كما لو انه خاض تلك التجربة من قبل ؟
" الا تتذكر ؟!!" صدى في الارجاء تردد ، من ؟ من يحدثني من يكلمني ، من هنا يعاتبني يؤنبني .
و كأنها دوامه تسحبني للعدم ، تلتهم برودي و جفائي ، و تتركني مع تلك الشخصية التي أسرتها و نفيتها بعيدا ، تتركني مع قلقي و خوفي الغير مبرر ....
" غرفه سوداء بلا نوافذ ..... " كلماتها مسموعة تطن في أذني ، اتلفت حولي ، اين هذا ، هل هو وهم ؟!!
" مع صوت عقارب الساعة القوي .... " اصرخ و انادي ولكن لا شيء يخرج من احبالي ، توقفي ، ارجوكي ، اطلب الصفح ، اريد الخلاص من ذلك الخوف الذي التهم قلبي .
" وحدك في الغرفة ، متروك تتأوه ....."
" فقط اتركوني اموت مثل البقيه " قلت كلماتي بلا وعي لتجاريني هي في الحوار .
" لم قد يرغب طفل بالموت "
" لأنه يؤلم ، كل شيء مؤلم " اكملت كلماتي بتمتمات و كأنني اهذي
" هل هي جراحك التي تؤلمك ؟ام انه قلبك المنتزع بوحشيه ؟ هل الخوف هو الذي يؤلمك ؟ ام ضعفك و وحدتك ؟ "
" انها الحياه و التنفس ما يؤلمني اكثر " كلماتي جرت دمعاتي و دمعاتي ايقظتني من غفوتي .
ما الذي حدث ، ما الامر ، لم انا هكذا مجددا ؟ كنت اتساءل لم ابكي ، و انا كالبارد بلا قلب اعيش ، لم ارتعش .
ما الذي حدث هذه المرة ؟!!!
***
محكمه سيؤول ، القضية رقم 83 ، المتهم بها بارك جيمين ، بقضيه القتل المتسلسل مع سبق الاصرار و الترصد . بموجب المادة رقم 250 حكم على المتهم بأقصى العقوبات المسموح بها و هي الاعدام !!
كان الدليل القاطع بصماته على السكين و تواجده في موقع الحادث .... ماتت الضحية بنفس الطريقة الضحايا السابقين و بتوقيت متزامن معهم . لم يشهد صاحب المطعم له بل نفى تماما كونه عامل لديه ، في حين ان صديقه كان مختفي تماما و لم يظهر الا بعد ان صدر الحكم .
في كل مره كان يصرخ بها بجملة " انا بريء " كان الالم يشتد اكثر و اكثر ليترك بعدها في زاويه ما من الغرفة يلفظ انفاسه و يتأوه ، ما بال هذا العالم المجنون الذي لا يحالفني ؟ هل ولدت في المكان الخطأ ؟ هل انا نفاية ما كان عليها ابدا ان تصارع لتحيا ؟ بدأ يتساءل ذارفاً الدماء مكان دمعه الذي جف .... ماذا سيفعل ؟
في مكان ما في هذا العالم ، كان صديقه و هو الشخص الذي ورطه في هذا الامر قد افاق من غفوته المطولة ، متسائلا عن مكانه الذي يتواجد في الصحراء الجرداء ، آثار دماء على رأسه افزعته و اعادته الى ارض الواقع " اين انا "
في محاوله استغرقت نصف يوم للعودة للمنزل علم بالخبر الصادم من احد المحلات التجارية .
"حكم عليه بالإعدام !!!!"
ما الذي فعله ؟ لم آل الوضع الى هذا .
-جيمين -
في سجن منفرد ألقي بي ، بارد و موحش ، مظلم و مخيف ، آثار و أمنيات من كانوا قبلي ترعبني ، اكثر أمنيه علقت في شوائب عقلي كانت " اريد ان اختفي " .
شخص على وشك الموت لم يرغب بالاختفاء ، هكذا كنت أتساءل .
مازال هناك ما ارغب بحمايته ، ما يزال امامي شيء ارغب بتحقيقه ، ما تزال مي يونج تنتظرني .... علي الهروب ....
في صباح اليوم التالي ، صدى صوت الزنزانة الصدأة يأخذ روحي ، كلمه واحده تجول في خاطري " سأهرب " ذلك السجان اللعين يجرني كالقمامة ، " سأنتقم " رائحه الموت تقترب ، سيأخذونني على عربه الترحيلات ، متجهين بي الى مكان اعدامي .
صعدت الى تلك السيارة اللعينة ، اترقب و اتأهب ، ابحث عن ثغره او مهرب ، عقلي كالمتاهة و انا محاصر بها ، خائر القوى ، ماذا عساي ان افعل وسط هذا الضغط ، هل انا قاتل خطر الى هذه الدرجة !!
توقف السائق فجأة ، و ما هي الا لحظات ووجدت كل من كانوا حولي قد غادروني ، تاركين حياتهم وراءهم لتصعد للسماء .
من يكون ؟ اهو القاتل الحقيقي ؟!!
مضت لحيظات لاتعد لأجد ذلك الباب الجرار يفتح ليتقدم احدهم مادا يده " هل تحتاج المساعدة " قالها صاحب الغمازات يمسك يدي ساحبا اياي .
" الم ترد الهرب ؟ هل اعيدك للداخل " قالها باستسلام رافعا يده .
" من انت ؟ و لم عساك تساعدني ؟ الا تدرك اني الان قاتل ؟ هل انت من ورطني؟ " و كأنه عقد قد فرط ، اخرجت كلماتي بحذر ، اتابع نظراته مع كل سؤال ، اقاتل الخوف المسيطر داخلي ، علي ان اسرع ...
" هل انت قلق علي ؟ قلبك عطوف ، تماما كأختك " قالها لأخرج قبضتي و اطرحه ارضا .
" من انت ؟" وحش خرج مني ، و لا ادري كيف خرج .
مسح الدماء عن فمه ، ليقف مترنحا " قبضتك قويه حقا !! فقط هدء نفسك انا صديق ، انا لست سبب ما انت به ، انا هنا فقط لأساعدك ، لم لا تركب السيارة و نتحدث ؟" قالها مشيرا الى سيارة سوداء تبدوا في نظري مسروقه .
دخلت السيارة متابعا اياه بنظري ليقود هو بلا اي تعبير " الى اين تأخذني " قلتها بنظرات الوحش تلك
" الى مكان ما لتختبئ به " لم ينظر الي حتى ؟!! هذا يغضبني اكثر
" كيف علمت بشأنها " اكملت سيل تساؤلاتي .
" لا تخف انا لم اخبرها شيء ، هي لازالت لا تعلم ، لقد ذهبت للاطمئنان فقط " و ما يزال نظره لم يتحرك عن الطريق اللعين .
" انا لم اسألك عن هذا ؟ فقط اخبرني كيف علمت عن اختي و عن مكانها ؟ من تكون ؟!!" فقدت اعصابي ، وجهي الاحمر تتدفق به الحرارة اكثر .
" انا شخص في هذه الحياه ، فقط هكذا ، اما عن اختك فقط علمت " ما أشد بروده ، هل يختبر صبري !!!
قبل ان ابدأ مجددا بصب غضبي عليه انعطف بسرعه ليستضم رأسي بالنافذة .
" سنأخذ طريقا اصعب ، لذا تمسك " اخرج كلماته ﻻنتبه لعدد سيارات الشرطة التي خلفنا .
" لم كل هذه الجلبة ، هل انا قاتل مهم او ما شابه ؟!!"
" الم تعلم حقا ، ذلك الذي ورطك ، هو قاتل متسلسل "
زاد من سرعته ليلتصق رأسي بالكرسي ، ينعطف كثيرا ، و يكسر إشارة تلو الأخرى ، الى ان .... "اين هذا !!!!!!!! "
" انها غابه الا ترى ؟" يال بروده المستفز
" اجل .... ولم الغابة ؟!!" ازداد الجو غرابه في المكان .
اتتنا سيارة من الأمام أوقفتنا ، اخرج صاحب الغمازات سلاحه متحدثا بعجل " غادر السيارة الآن ، انا سأوقفهم "
هل يمازحني؟
" هل انت بعقلك ؟ هل ... ربما انت مختل ؟ كيف ستوقف هكذا جيش بسلاحك هذا ؟" قلتها مازحنا في وقت حرج بحق
اعاد صراخه المروع " فقط غادر "
خرجت من السيارة لأركض بكل ما لدي ، لم اسمع ولا حتى صوت اطلاق نار واحد ! ماذا حدث ؟!
رغم ان الفضول قد يقتلني و لكن موتي محتم ان عدت ، اكملت هروبي الى تلك الغابة التي و بحق انا لا اعلم اين تقع ، لا اعلم الى اين انا ذاهب ، و الغريب انني غير قادر على التوقف ، فأنا كالموجه اجري بلا هدف .
فقط اجري في غابه مظلمه .
مظلمه ؟ الم يكن النهار ؟!!
النهار ؟!.....
ماذا افعل ؟
توقفت عن الركض لأتلفت باستغراب .
" اين هذا ؟"
اتقدم بتردد ، اسير بهدوء .
كيف وصلت الى هنا ؟
ماذا حدث ؟
الم يفترض بي توصيل البيتزا ؟
ب..يتزا ؟
اين اختي ؟......
هذا الضياع مخيف ، النسيان يلتهمني ، ببطء ، بهدوء ، يتسلل داخلي ، يفقدني حواسي .
من هي ؟
هناك شيء خاطئ ، اشعر كما لو انني نسيت شيئا مهما ؟
اتقدم بضع خطوات ، لا ادري ما الذي حدث ، انزلقت لأسقط في نهر ، و كل ما فكرت به وقتها .
" من انا ؟"
***
-جونغكوك -
كما في الأفلام ، مشهد مطارده ، أحدهما يضحي بحياته لأجل إنقاذ الاخرين .
كما في الأحلام .... أغرق في مياه بارده ولا أموت .
كما أرى ...... ما كان علي ان اعيش وقتها ، فأنا بالفعل شخص قد مات من قبل .
هذا الخوف و الإحباط ، هذا الألم ، هذه الحيرة ، ذلك الشك ، تلك الفوضى العارمة ....... هل هناك ما هو أسوا
روح تنقاد للفراغ ، يأس يلتهم آخر ما تبقى لي من حياه .
انا الباحث عن الأمان .... اختبئ مع هي يونج في غابه من النسيان .
" فقط ابقي هنا " اقولها بما تبقى لي من انفاس تحيني .
" ألم يكفي اخي ، ارجوك ... لا تتركني ، أنا لا أملك احدا هنا سواك " قالتها بدمعات ساخنه احرقت وجهها الناعم ، وروح هشة تبحث عن ملاذ.....
" انا حقا أسف ، لو انني أخذت كلماته تلك على محمل الجد ، لو انني توخيت الحذر اكثر ، انا حقا آسف " أخذت ابكي جوارها بلا صوت ، أكتم شهقاتي ، اعانق انفاسي ، و هي في احضاني .
" اذا كنت آسف حقا فلا تتركني " تتشبث بثيابي ، بخوف ملأ عينيها سواد ، كيف لا و هي من عاشت تلك المأساة من قبل .
" جين بخير ، مهما كنت أتصنع القوه في السابق ف كلانا يعلم أن جين الأقوى ، لذا هو بخير ، و انا سأعود ، اعدك .... بخنصري أعدك و أبصم ، سأعود لأجلك ... لن أموت ،لذا ، فقط اخفي رائحتك و ابقي هنا "قلتها لأهم مغادرا ، يدها لا تتركني ، يد هزيلة مرتعشة ، ورائحه خوف تفوح .
" ارجوكي ، علي ان أذهب ، أنا لن أسامحني و لا هو سيسامحني إن أصابك مكروه " عيناي الباكيه و قلبي المكسور . فقط لتتركني ، فأنا لا شيء في هذه الحياه .
بدأت اركض كالمجنون أحاول جمع من كان يتربص بنا بعيدا .
ليعود مشهد المطاردة ذاك ، اقفز فوق الأشجار أتجنب طلقاتهم الفضية ، كم أكره تلك المادة اللعينة .
اصارع للبقاء ، ليس لأنني أرغب بالحياة ، بل لأنني وعدتها .
رصاصه أصابت يدي ، لأسقط كطائر مكسور الجناح أختبئ .
بدأت أتقدم ببطء
" سأعود .. لقد وعدتها "
خرجت كلماتي تحفزني
" لأجلها "
صوتي المهترئ ينسيني
" من ؟!"
و عقلي الغارق ، ينسج على ذكرياتي غشاوة .
" من كانت ؟!!"
قدماي تسير الى المجهول .
" من هي مجددا "
و روحي تنقاد الى مصيرها ، مصير غير معلوم .
" من انا مجددا ؟!!"
دمعاتي اختلطت بدمائي ، لم أبكي ، لم انا هنا ، أين هذا مجددا .
طلقه من الخلف أسقطت ما تبقى لي من أمل اختزلته بين يدي .
طلقه في ظهري ..... أوقعتني في نهر بارد كبروده جسدي .
أغرق ، و أبتسم كما في الماضي البعيد .
***
- مين يونجي -
" انهم يسعون لإسقاط العائلة المالكة " قالها بفزع دب داخلي خوف مرير ، تلك الجملة ، هذه العبارة ....
" لقد اقتحموا القصر بالفعل !! أمازلت مصر أنه مجرد شغب ، فقط غادر قوقعتك تلك " صارخا في أذني ، طاردا روح بارده تملكتني ، مخيفه و بارده هكذا أرى الحياه .
" افعل شيء لا تقف هكذا في ذهولك ذاك ، ارجوك مين أقسم سأحميك بكل ما لدي ، لن أدع أحدا يمسكك ، أقسم لذا غادر ، ارجووووك " صرخاته اضطرابه ، انا خائف لحد الموت ، غير قادر على التفكير غير قادر على النهوض ، اصارع وحوش افكاري الوهمية ، و أخسر .
لم يجد رد مني ، لا تعبير ، لا صوت ، انظر الى العدم بشرود .
أمسك يدي ليرفعني من على تلك الارض التي تقوقعت عليها ، هزني و صرخ بي ، صفعني ليتردد دوي صفعته في المكان ، لأنظر إليه أخيرا .
احتضنني محدثا " أعدك ، أقسم لك بحياتي ، لن أدع مكروها يصيبك ، لن أدع التاريخ يكرر نفسه ، لن ادعك أبدا ، لذا ... ارجوك ثق بي و أهرب باستعمال ذلك السحر اللعين هناك "
نظراته ، نبرته ، أبكت قلبي ، و كأنني كنت انتظر من يخرجني من سجني بكلماته . و سط سيل دمعاتي ، أومأت له بالإيجاب ، التفت له مودعا بنظرات خائره " فقط عدني ، انك لن تموت " اخرجت كلماتي التي تلفظ انفاسها بصوت بالكاد سمع ، صوت مريض عفى عليه الزمن ، و من ثم غادرت باستخدام السحر .
.
.
غابه ، واسعه ، غريبه ، روح ما تقبع داخلها ، شيء ما يراقب من بعيد .
أتقدم بضع خطوات ، ازم شفتاي ، اصارع أفكاري و ذكرياتي .
" لقد وعدني ، لن يمس أحد مني شعره "
احاول طرد مخاوفي بكلمات أتأمل منها الأمل .
" كما في الماضي "
و كان أحدا سرقه ، ذلك القلب الذي يزين جسدي ، قلبي البارد .
" ماضي ؟!"
توقفت للحظات .
" اين هذا ؟"
" هل أُطلقت ؟!!هل تحررت ؟"
" و لكن من ماذا ؟"
عاودت سيري متجها للمجهول .
" اين والداي ؟"
سارحا في الخيال ، تاركا العالم و ما فيه ، تاركا روحي لتطفو على مياه ذلك النهر ، في حين هوى جسدي للقعر ، تاركا همي و حزني للفراغ ، ليتردد سؤال واحد فقط في عقلي " من أنا ؟"
***
على صوت نبضهم الغارق في المياه الباردة حالكة السواد ، ثلاثتهم متشبثين بخيط أمل رفيع صنع من نسج الخيال ، على انغام وهميه و موسيقى يعزفها العدم ، مع همسات من سكن المحيط .
عقل ثلاثتهم في شرود ، عوالم طغت على أحلامهم ، لم تكتفي بتدميرهم و إنما ارادت انهاء ما تبقى من أشلائهم .
" هل ترغب بالحياة ؟"
و هكذا جاء دوري لأحصل على ما أريد من أنفس ضائعة .
" لا زلت ارغب بالقليل ، ليس لأجلي بل لأجل وعد أرغب بأن أوفيه "
" ألديك أمنيه تريد تحقيقها ؟"
أخذت أسألهم ، و أجذبهم ....
" لدي أمنيه أريد تحقيقها ، حلم بسيط ، لأجلها فقط سأحلم بالمزيد "
" هل تريد ان تجرب حياه مختلفة ؟"
و أعانق روحهم الضائعة
" اريد حياه بسيطة حيث أستطيع ان أعيش "
" اتريد رؤيه عالم مختلف ؟"
بدأت أعطيهم ضوء وسط عتمتهم .
" اريد عالم حيث اجد الأمان "
" في مقابل تنفيذك للشرط ... سأحقق لك ما تريد "
أخذت اسرقهم بكلماتي المعسولة .
التعديل الأخير:
-، إلا إنه كان لازم توضحي من البداية قبل لا تحطين فصولك نسخ لصق يا فتاة .gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)

.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
.gif)
الفصل القادم 21/8.gif)
.gif)


.gif)
ق9.png)
.png)
؟.gif)
.gif)
هم5.png)

.gif)
من عمره حين غزاهم جيش مملكة كورين الذي اسر وقتل اعدادا لا تحصى من العائلة الحاكمة و العاملين في القصر و بعض الجنود ...... حينها اسر مين لسنتين كاملتين الى ان تحررت جوسو اخيرا و خرجت مجددا من تحت سيطهم ، كانت الساحرة مي سو هي من انقذته رغم انه لا يتذكر ما حدث وقتها الان . الجنرال اوه سيهون الذي حرر المملكة اراد الحصول على الحكم ، و كان سبيله الحيد هو مين ........ "
" جيمين كان مجرد شخص طبيعي بس لما راح لعالم كوك اصبح يرى الارواح هل هي صدفه ؟؟ و ماذا حدث ل مي يونج حين سجن جيمين لي وصلت للحاله ذي؟ .gif)
لان واضح هي يونج هتابع الموضوع الى ان يتم ... ربنا يستر.gif)
.gif)
مسموح الصياح هنا جديا قلبي يتقطع بس ما علينا ...... مين هي الساحره التي انقذته و لييييش ما يتذكرها .gif)
.gif)
.png)