سفسطات (1 زائر)

[USF]

قال مسفسطا ... لا يوجد دليل لافتراض صحة البديهيات بالخارج ... فقط هي اشياء تعلمناها في واقعنا و بحواسنا ...و ليس شرطا ان تكون صحيحة دائما و ابدا .
فقلت اذا كنت تفترض ان مبدأ عدم التناقض مثلا ((ان تكون بذاتك موجود و غير موجود في الوقت ذاته)) هي حقائق اخترعتها ...فعليك ان تعبد عقلك و تسفهه في الوقت نفسه ... تعبده بصفته الخالق للمنطق الذي يسري على كل امر واقعي او نظري ... و تسفهه لنفس السبب .. لان ايمانك بمنطق مخلوق ..هو ايمانك بمعقول لم يكن قبل ظهور ادراكك .
فقبل ان تحاول نفي البديهيات خارج كوننا .. فعليك ان تلجأ الى منطق يختبر الخارج ايضا و ليس فقط واقعك الذي حدث فيه (تفكيرك) .. اي داخل الكون فقط... وهنا نسألك : كيف توصلت الى انه ((لا يوجد منطق بالخارج)) ... لانه يفترض منك ان تكون لديك تجربة أزلية ... شهدت من خلالها تخبط المنطق في محيطك بالخارج فتجمع ولا تجمع النقائض معا في الوقت ذاته ؟؟
وكيف قفزت من كون ((عدم التناقض صحيح في واقعك مثلا)) الى ((كونه غير صحيح فيما وراءه)) ؟؟ما هي القاعدة المنطقية التي سمحت لك بذلك ؟
ما نعلمه ان هناك من يستخدم عدم التناقض نظريا ((و ليس فقط في الواقع )) ليثبت صحة بديهية تقول انه((يوجد عدد لا نهائي من الاعداد الاولية)) ...فالبرهنة لا تتم بتقييم عدد لا نهائي من الارقام .. بل بافتراض نقيض المراد اثباته.
فان كنت تظن انه بمقدورك اختراع منطق جديد لا يمكن ان يصح دائما و ابدا... فاخترع نقيض مبرهنة ((يوجد عدد لا نهائي من الاعداد الاولية)) فما الذي يمنعك؟ هل حاولت وهددوك ام انك مجبور على قبول المبرهنة جبرا و قسرا.. فأيهما تختار ؟؟
فان قلت بالاولى استخففت بنفسك ... وان قلت الثانية فهذا ما نود اثباته ((ان البديهيات العقلية تتجاوز حدود عالمنا المادي)) و ان محاولة العبث بها هي ضرب للعقل نفسه