- إنضم
- 1 يونيو 2019
- رقم العضوية
- 10036
- المشاركات
- 4,193
- مستوى التفاعل
- 13,167
- النقاط
- 746
- أوسمتــي
- 5
- العمر
- 19
- الإقامة
- .
- توناتي
- 1,255
- الجنس
- أنثى
معنى الوصايا هو أن تحثّ على الخير وتحذّر من الشّر، وإنّ أعظم وصيّة أوصانا بها الله عزّ وجلّ في هذه الحياة هي التقوى، قال سبحانه وتعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) سورة النساء، 131 ،
وقد أوصى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أصحابه بوصايا عديدة، وكان يقوم بتوصية الرّجل بحسب ما يرى من استعداده ، حيث روي أنّه أتى رجل إلى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - فقال: (أوصني يا رسول الله! فإنّ شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) رواه الترمذي . ونحن اليوم
سَوف نَتعرف عَلى وصَايا النَبي لُقمَان
لقد أوصى لقمان الحكيم ابنه بوصايا متعدّدة، ورد ذكرها في سورة سمّيت باسمه في القرآن الكريم، وهذه الوصايا حسب ما وردت في القرآن الكريم هي:
التحذير من الشرك بالله.ق9
الإحسان إلى الوالدين.
مراقبة الله عزّ وجلّ للإنسان. ق9
الأمر بإقامة الصلاة.
الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.ق9
الصّبر عن الشدائد.
التّواضع والنّهي عن التكبّر.ق9
خفض الصّوت عند التحدّث مع الآخرين.
قال الله سبحانه وتعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ) سورة لقمان، 13، ووصيّته له كانت: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) سورة لقمان،
13، والشّرك بالله له عدّة صور، فهو لا يعني عبادة الأصنام فقط، بل له صور عدّة، فقد قال بعض العلماء: من تولّه بلعبة حتّى قدّمها على حُبِّ الله، ووالى من أجلها، وعادى من أجلها؛
فقد أشرك بها، لقوله سبحانه وتعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ) سورة الجاثية، 23.
قال ابن القيّم: ليس العجب من قوله يحبّونه؛ فإنّهم يحبّونه لأنّه مُنعم، لكنّ العجب من قوله يحبّهم، خلقهم، ورزقهم، وأحياهم، وأعطاهم، ثمّ قال: يحبّهم. إنّ أهمّ واجب من واجبات الوالدين اتجاه أبنائهما هو الاهتمام بهم، وغرس عقيدة التوحيد في نفوسهم، وتوجيههم نحو محبّة الله عزّ وجلّ ونبيه صلّى الله عليه وسلّم، وتعليمهم أنّ حبّ الله يجب أن يكون في قلوبهم أكبر من حبّ والديه أو نفسه، وأنّ عليهم أن يؤمنوا بالله سبحانه وتعالى، وملائكته، والرّسل أجمعين، وأن يوحّدوا الله عزّ وجلّ توحيد الألوهيّة والرّبوبيّة، لأنّ الإيمان بالله عزّ وجلّ هو الدّافع للإنسان ليتجه للخير، والسّبب لعناية الله عزّ وجلّ له، وتوفيقه إياه.
وهناك أشكال عديدة للشرك بالله عزّ وجلّ، منها ادّعاء وجود إله آخر مع الله عزّ وجلّ، ومنح سواه أسماءه وربوبيّته، مثل النّصارى الذين جعلوا الله عزّ وجلّ ثالث ثلاثة،
أو شرك المجوس الذين قالوا بأنّ الخير عائد إلى النّور، والشرّ عائد إلى الظّلام. ومن ذلك أيضاً من يؤمن بوجود تدبير من الكواكب العلويّة لأمور النّاس والعالم، وهذا هو مذهب الصّابئة وغيرهم،
وكذلك من يزعم بأنّ للأولياء تصرّفاً بعد الموت من خلال أرواحهم، أي أنّهم يعملون على قضاء الحاجات أو تفريج الكربات، أو تشبيه الله عزّ وجلّ بالمخلوقات، وهذا هو شرك التّشبيه، أو اشتقاق أسماء للآلهة من أسماء الله عزّ وجلّ، قال سبحانه وتعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) سورة الأعراف، 180، وقال ابن عباس: يلحدون في أسمائه: يُشركون، وعنه : سمّوا اللات من الإله، والعزّى من العزيز.
قال سبحانه وتعالى: (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة لقمان، 14-15.
من أبرز صور الرّحمة في هذه الدّنيا عطف الوالدين على أبنائهم، وهذا يوجب على الأبناء أن يقابلوا ذلك كله بالرّحمة والعطف اتجاه والديهم، من خلال خفض جناح الذّل من الرّحمة لهما، وأن يدعو لهما بالرّحمة والمغفرة، وعطف الوالدين على أبنائهم هو فطرة فطر الله عزّ وجلّ كلاهما، ولذلك يعدّ برّهما من أهمّ الواجبات على الأبناء.
ويعدّ عقوقهما كبيرةً من الكبائر التي حذّرنا منها الدّين الحنيف، حيث يعدّ ذلك مقارباً للشرك بالله عزّ وجلّ، ولذلك فإنّ الله قد أمرنا بالإحسان إليهما في مواضع كثيرة، منها قوله سبحانه وتعالى: (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناًً..) سورة النساء، 36 .
وفي هذه الوصيّة يوضّح لقمان لابنه علاقة كلّ من الوالدين والأطفال بأسلوب رقيق، وفي ذلك صورة توحي بالرّقة والعطف، ومع ذلك فإنّ الرّابط العقائديّ مقدّم على علاقته بالوالدين، ولذلك فإنّ شكر الوالدين يأتي في المرتبة التّالية لشكر الله عزّ وجلّ.
وفي ذلك إقرار من لقمان لابنه بأنّ الله عزّ وجلّ هو عالم الغيب وحده، وأنّه المطلع على ما في السّرائر، ولا تخفى عليه في هذه الدّنيا أيّ خافية، فهو قريب من عباده، ويعتبر ذلك من تقرير العقيدة والتّوحيد ، قال سبحانه وتعالى: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) سورة لقمان، 16.
وفي هذه الآية الكريمة إقرار أيضاً بمدى قدرة وعظمة الله عزّ وجلّ، فقد قيل: إِنّ الْحسّ لَا يدْرك للخردلة ثقلاً، إِذْ لَا ترجح ميزاناً. ومعنى ذلك أنّه لو كان للإنسان أيّ رزق ولو بمقدار حبّة من خردل ساقها الله عزّ وجلّ إلى من كانت رزقه، والمطلوب من الإنسان في هذه الحالة أن لا يشغل نفسه عن الفرائض أثناء سعيه للرّزق. وكذلك فإنّ في الآية الكريمة توجيهاً إلى الالتفات إلى قدرة الله عزّ وجلّ الكبيرة، وإحاطته بكلّ صغيرة وكبيرة علماً، وإحصائه لكلّ شيء عدداً،
ومن الآيات التي تدلّ على اتساع علم الله عزّ وجلّ، وقدرته الكبيرة، قوله سبحانه وتعالى: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) سورة الأنعام، 59 . وفي قوله سبحانه وتعالى: (حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَل) إشارةً إلى عدل ميزان الله عزّ وجلّ، ودقّة حسابه، ويتضح ذلك في دقّة التعبير بحبّة الخردل، والتي لا وزن لها ولا قيمة تذكر، وقوله: (فَتَكُنْ فِي صَخْرَة) دلالة على أنّها في مكان لا يمكن الوصول إليه أبداً، ولا هي ظاهرة لأحد، وقوله: (أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ ...) أي في الكيان المتّسع،ش
والذي تبدو فيه النّجوم كأنّها نقطة صغيرة أو ذرّات تائهة وضائعة، وقوله: (أَو ْفِي الأَرْض) أي ضائعة في التراب والحصى ولا تكاد تظهر، والمراد بذلك كله هو قدرة الله عزّ وجلّ على إحصاء أعمال العباد، ومعاصيهم، وطاعاتهم، مهما كان حجمها، كبيرةً أم صغيرةً لا تكاد تظهر للعيون، وفي هذا القول يتضح معنى التخويف، والموعظة، وبالتالي يعلم الإنسان أنّ الله عزّ وجلّ يراقبه دائماً، فيلتزم مخافة الله عزّ وجلّ في تصرّفاته وأعماله، مهما كانت سواءً في الجهر أو في الخفاء.
قال سبحانه وتعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور) سورة لقمان، 17 ، والصّلاة هي أوّل أمر يحاسب عليه الإنسان في يوم القيامة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إِنّ أول مَا يُحَاسب بِهِ العَبْد يَوْم الْقِيَامَة من عمله صلَاته فَإِن صلحت فقد أَفْلح وأنجح،
وَإِن فَسدتْ فقد خَابَ وخسر ...) رواه الترمذي . وقد اهتمّ الإسلام بالصّلاة اهتماماً عظيماً، وأمر المسلم بالمحافظة على أدائها سواءً أكان في الحضر أم في السّفر، أو حالة الأمن أو الخوف،
قال سبحانه وتعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) سورة البقرة، 238 ، وذلك لما للصلاة من أثر تربويّ على النّفوس، واطمئنان القلوب، وإصلاح الفرد والمجتمع على حدّ سواء.
إنّ الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ تتطلب من الإنسان أن يصبر على ما يلقاه من أعداء الدّعوة، وذلك لأنّ تحويل أفكار النّاس ومعتقداتهم هو أمر صعب نسبيّاً، لأنّ هذه الأفكار تكون قد ترسّخت في قلوبهم وعقولهم، وهذا أمر يصعب على النّفوس تقبّله وتصديقه، ولهذا فقد أوصى لقمان ابنه أن يصبر،
قال تعالى: وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور سورة لقمان، 17 وذلك لأنّ الإنسان عندما يبدأ بدعوة النّاس إلى الخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، يتصدّى له أعداء الدّعوة،
ويناله الأذى منهم، وإن كان قليلاً. والصّبر في اللغة يعني: الحبس أو الكَفّ، وفي الاصطلاح: هُوَ قُوَّة خلقيّة من قوى الْإِرَادَة، تمكّن الْإِنْسَان من ضبط نَفسه، لتحمّل المتاعب، والمشقّات، والآلام، وضبطها عَن الاندفاع بعوامل الضّجر، والجزع، والسّأم، والملل، والعجلة، والرّعونة، وَالْغَضَب، والطيش، وَالْخَوْف، والطمع، والأهواء، والشّهوات، والغرائز.
وإنّ الصّبر يمكّن الإنسان من أن يضع الأمور في نصابها، ويتصرّف بعقليّة واتزان، ويقوم بالأمر المناسب في الوقت المناسب، وبطريقة حكيمة، بخلاف التّسرع الذي يؤدّي إلى العجلة، وعدم وضع الإنسان للأمور في نصابها الصّحيح.
أمر لقمان الحكيم ابنه أن يكون كاملاً ومكملاً لمن سواه، وخشي عليه بعد ذلك أمرين، أن يتكبّر على غيره بصفته مكمّلاً لهم، وأن تصيبه الخيلاء والتّبختر كونه كاملاً في نفسه. قال لقمان لابنه وهو يعظه: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) سورة لقمان، 18 ،
وقال: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) سورة لقمان، 19 ، وقد قال القرطبي في تفسير هذه الآية: هُوَ أَن تلوي شدقك إِذا ذكر الرّجل عنْدك كَأَنَّك تحتقره، فَالْمَعْنى: أقبل عَلَيْهِم متواضعاً مؤنساً مستأنساً، وَإِذا حَدّثَك أَصْغَرهم فأصغ إِلَيْهِ حَتَّى يكمل حَدِيثه، وَكَذَلِكَ كَانَ النَّبِي - صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم - يفعل. والتكبر ليس خُلقاً من أخلاق المسلمين، فإنّ الإنسان المتكبّر لو عرف حقيقة نفسه، وفهم إلى أين مرجعه حين موته، فإنّه سيخجل من نفسه، ويخلص عبادته لربّه عزّ وجلّ، ويتواضع لخالقه عزّ وجلّ، وقد أكّد ذلك النَّبِي - صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم - في قوله: (مَا تواضع أحد لله إِلَّا رَفعه الله) رواه مسلم . وأمّ قوله: (وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً ...)، والمرح يأتي بمعنى الفرح وشّدة النّشاط، بشكل مجاوز للقدر،
وهو أيضاً بمعنى الخيلاء والتّبختر، فقوله سبحانه وتعالى: (وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً)، أي بمعنى لا تمش مشيةً تدلّ على التبختر والخيلاء، وختم سبحانه وتعالى الآيات بقوله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)، أي أنّه سبحانه وتعالى لا يحبّ من كان مختالاً على النّاس، متكبّراً عليهم بمشيته وإعراضه. قال سبحانه وتعالى: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ...)، وهنا أمر من لقمان لابنه بأن يمشي مشيةً معتدلةً قاصدةً، فقد قال سبحانه وتعالى: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)، والقصد في ذلك هو عدم إضاعة الإنسان لطاقته في التّبختر، وأن يمشي بطريقة لا تلكّأ فيها، وقوله سبحانه وتعالى: (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) أي أنقص من صوتك، ولا تتكلف في رفعه، أنّ الجهر به والتكلف يؤدّي إلى إيذاء النّاس، والمقصود بذلك هو التواضع.
إنّ من جملة ما وصّى به لقمان ابنه أن يؤمن بالله عزّ وجلّ، ولا يشرك به شيئاً، وأن يبرّ والديه، وأن يثق بعدل الله عزّ وجلّ، وأن يقوم بأداء الصّلاة، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وذلك لتأسيس مجتمع إنسانيّ متوازن. وقد جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري قال: سَمِعت رَسُول الله - صلّى الله عَلَيْهِ وَسلّم - يَقُول: (من رأى مِنْكُم مُنْكراً فليغيره بِيَدِهِ، فَإِن لم يسْتَطع فبلسانه، فَإِن لم يسْتَطع فبقلبه، وَذَلِكَ أَضْعَف الْإِيمَان) رواه مسلم ،
ولذلك يعدّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر من مكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، لأنّ فيها خدمةً عظيمةً للمجتمع، وصيانةً له عن الانزلاق إلى الانحراف الأخلاقي، ولذلك كان هناك حرص كبير من الشّارع على أن يجاهد المسلمون كلّ انحراف بأيديهم، أو بألسنتهم، أو بقلوبهم، وذلك أضعف أنواع الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
السَلام عليكم ورحمة الله وبَركَاته ,,آل توون الجميلين اَحوَالكم ؟
اتمنى تكُونوا بخير وسعدَاء
اليُوم طَرحت لَكُم موضُوع وصَايَا لُقمَان المذكورةَ في القرآن يُخَاطب إبنه
والمفروض يلتزم بهَا كل الابنَاء ويعلَموا بها الابآء
وبَعدِين يقلك ابنِي أِنحرف عن الدِين ...وش رايكم ؟
في إنتظَار ردُودكم اللطيفة والمُشَجِعة واَشوُفكم على خير ش
في اَمان الله
التعديل الأخير: