- إنضم
- 17 نوفمبر 2019
- رقم العضوية
- 10559
- المشاركات
- 876
- مستوى التفاعل
- 2,148
- النقاط
- 130
- العمر
- 20
- الإقامة
- ×× وينترفل××
- توناتي
- 333
- الجنس
- أنثى
LV
0
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
احوالكم ايها المجتمع التوني ، ان شاء الله كلكم بخير . ق8
هذه القصة القصيرة تابعة لمسابقة القصص و الروايات لهذا الشهر .
اتمنى ان تعجبكم القصة رغم أنها ليست بتلك الجودة ، فأنا مازلت ببداية الطريق .
طبعا ما اطيل عليكم و اترككم مع الأحداث ، بطلة القصة هي الجميلة ليديا .
القصة :
في العاصمة طوكيو ، و تحديدا في احدى المطارات ، تقف فتاة شابة تبلغ ال 17 من العمر ، ذات ملامح ايطالية و مصرية معا ، انسابت دمعة من عينيها فزادتها جمالا على جمالها الأخاذ .
ليديا : وداعا اوسوي ، ميزوكي سأشتاق لكما .
ميزوكي : كفى بكاء ليديا ، لا أحب رؤيتك تبكين ، أنا أيضا سأشتاق اليك .
أوسوي : ليديا .....تفضلي ،" فأعطاها قلادة على شكل قلب " افتحي القلب يا ليديا .
أخذت ليديا القلادة و حين فتحتها وجدت بداخلها صورة تجمعها هي و أصدقاءها { أوسوي ...ميزوكي ...ساكورا ...سوتا...يوكو ، فعلقتها حول عنقها و مسحت دموعها المنسابة .
ليديا : ألن تأتي يوكو و الآخرون؟ .
نظرت ميزوكي لأوسوي : صحيح لقد تأخروا .
....: ليديااااا.
بحثت ليديا عن مصدر الصوت بعينيها لتهتف بفرحة : يوكو ...و تحضنان بعضهما .
يوكو : عزيزتي سوف نفتقدك .
ليديا : و أنا أيضا ....
ساكورا بحزن مصطنع : أنا أيضا أريد أن تحضنني ليديا ...ابتعدي يوكو .
يوكو بطفولية : لا ساكورا ، لن أبتعد و تمد لها لسانها لتغيضها .
تقفز ليديا لتعانق ساكورا و هي تتألم لفراق أصدقاءها .
سوتا: اتصلي بنا حين تصلين الى باريس ....و تعالي لزيارتنا مرة أخرى .
ليديا بابتسامة صغيرة : أجل سأفعل ....اعتنوا بأنفسكم يا أصدقائي .
ثم حملت حقيبتها و اتجهت الى الطائرة و هي تلوح لهم و هم كذلك الى ان اختفوا عن ناظريها ،
جلست على مقعدها و هي تنظر من النافذة تتأمل تلك المدينة التي احتضنتها طيلة 3 سنوات .
____________________
على صعيد آخر ، كان جالسا في مكتبه بهيبته و هدوءه المعتاد ، حمل ذلك الإطار الصغير و احتضنه بكفه و هو ينظر إلى صورة تلك الملاك الصغيرة ، كانت تبدو بعمر 8 او 9 سنوات .
تمام بألم و ضيق : آه .....أين أنت يا ليديا ؟
لم يستطع تحمل فكرة كونها قد ماتت ، بحث عنها طويلا دون جدوى ، حتى سائقها اختفى أيضا ، و لم يبقى منها سوى تلك الصورة التي تجمعهما معا في طفولتهما ، و بعض من الذكريات يسعى للحفاظ عليها.
_________________
أخيرا وصلت ليديا الى باريس ، نظلت من الطائرة و تقدمت الى قاعة الانتظار ، جالت بناظريها ليرتكز بصرها على تلك المرأة ، ركضت اليها و احتضنتها بشدة و دموع الفرح تغزو وجنتيها الورديتين .
ليديا : اشتقت اليك كثيرا يا أمي .
جوزيفين : و أنا أكثر يا ابنتي ، هيا بنا يا عزيزتي .
ركبت ليديا سيارة والدتها ، و بسبب تعبها ، أسدلت جفونها لتسمح لسلطان النوم بمداهمتها .
نظرت جوزيفين الى صغيرتها النائمة ، لتعاودها ذكرى ذلك اليوم المشؤوم .
flash back
توقفت سيارة سوداء نزل منها رجل و امرأة نظرا الى تلك السيارة المقلوبة رأسا على عقب .
جوزيفين : أسرع يا إياد ....
ركض ذلك الرجل المدعو اياد و تبعته زوجته ، انحنى لينظر من زجاج السيارة المحطم .....شاهد رجلا تملؤه الدماء تحدث بصعوبة : أنق...ذها ...
جوزيفين بقلق : هناك فتاة في المقعد الخلفي ....
حطم اياد الباب الخلفي و أخرج تلك الفتاة الصغيرة ، كان الرجل الآخرة قد فارق الحياة .
إياد : أمسكي الصغيرة يا جوزيفين ، و ما كاد يقترب من السيارة المحطمة حتى انفجرت و اندلعت النيران .
جوزيفين بفزع : الرجل !! .....
إياد : إنا لله و إنا اليه راجعون .....علينا أن ننقل الفتاة لأقرب مشفى بسرعة .
في أحد مستشفيات مصر .
كانت جوزيفين تمسك بيد الفتاة التي نجت من الموت .
بدأت تلك الصغيرة تفتح عينيها ببطئ .
جوزيفين بحنان : حمدا لله على السلامة .
نظرت لها الفتاة بحيرة و اغرورقت عيناها بالدموع .
جوزيفين بقلق : مابك يا عزيزتي هل تتألمين ؟
هزت رأسها نفيا و نظرت إلى السطح بفراغ في عينيها .
جوزيفين : ما اسمك يا صغيرتي ؟
لم تجب الفتاة بشيئ ، فجأة أمسكت رأسها تهتف بألم : آه .....لا أعلم .....لا أعلم .و عادت تنظر إلى الفراغ أمامها و كأنها تفتقد شيئا لم تستطع ايجاده .
اجوزيفين و ربنا على شعرها بحنان : لا تبكي يا ابنتي .....حسنا اهدئي و استريحي الآن .
دخل إياد و جلس على كرسي مقابل لزوجته : ها ...كيف حالها الآن ؟
جوزيفين تهمس بحزن : يبدو أنها ....فقدت الذاكرة .
صدم إياد بهذا الخبر ، حول نظره بين الصغيرة و زوجته و هو في حيرة من أمره .
Back
وصلتا اخيرا الى بيتهم في باريس .
جوزيفين : ليديا ....هيا لقد وصلنا .
فتحت عينيها و نظرت الى منزلها الحبيب بحنين ، نزلت من السيارة و دخلت إلى بيتها تتأمل كل شبر فيه.
ليديا : سأصعد لأرتاح في غرفتي يا أمي .
هزت رأسها ايجابا و هي تفكر كيف ستخبر ابنتها بالأمر .
على الساعة 9 مساء ، خرجت ليديا من غرفتها و نزلت الى الطابق السفلي ،
ليديا بدهشة ممزوجة بالفرح : أبي ...!!
ركضت اليه و ارتمت في احضانه : أبي ...لقد اشتقت اليك كثيرا يا أبي .
إياد : و أنا أيضا يا عزيزتي ...تعالي نجلس و نتحدث .
بقيت ليديا تقص على والدها عن الكثير من الأشياء ، دراستها في اليابان ، أصدقاءها و الكثير و الكثير .
أتت جوزيفين و جلست بجانب ليديا لتصبح هذه الأخيرة في وسطهما .
نظرت جوزيفين لزوجها نظرات ذات مغزى فهم معناها ليبدأ هو الحديث .
إياد : أنت تعلمين كم نحبك يا عزيزتي ليديا .
هزت رأسها إيجابا .
أغمض إياد عينيه بألم و تنهد بحرارة ليكمل : الحقيقية ....نحن لسنا والديك الحقيقين .
فتحت عينيها بدهشة مما سمعت ،
إياد : قبل 9 سنوات ، تعرضت لحادث خطير أفقدك الذاكرة ، الرجل الذي كان معك في السيارة توفي في الحادث . ثم تنهد بألم شديد فهو لا يزال يتذكر مشاهد ذلك الحادث المؤلم جيدا .
ليديا أصيبت بصدمة شديدة فجاة عصف ألم شديد برأسها لتمسكه بكلتا يديها .
ليديا : آه ....لا أذكر .....أنا لا أذكر شيئا .....أصبحت الرؤية مشوشة لها ، ثم بدأت العديد من المشاهد و الأحداث تتجمع في ذاكرتها .
....: ليناااا أمسكي الكرة ....هوووب
ليديا بغضب طفولي : عصاااام ، لا ترميها بعيدا .
عصام : حسنا ....حسنا ....1...2....3....هووووبااا
ليديا : سيدي رعد ، لماذا لم يأتي أبي .
رعد و هو يقود السيارة : آه ، إنه مشغول بعض الشيء ، أخبرني بأنه سيلحق بك لاحقا .
ليديا بفزغ : رعععععد .....انتبه....كيااااااا
انحرف السيارة فجأة لتصطدم بأحد الصخور و تنقلب رأسا على عقب .
ليديا : ببكاء و ألم : ر...عد
رعد و الذي نطق الحروف بصعوبة بالغة : لي....نا .
انهمرت دموع ليديا دون إرادتها ، نظرت إلى والدها و عيناها تحمل الكثير من الألم و الحزن لتسقط فاقدة الوعي بين ذراعيه .
جوزيفين بقلق : ليديا عزيزتي ...إياد .
إياد : ستحتاج لبعض الوقت حتى تستوعب الأمر .
في غرفة ليديا ، فتحت عينيها بصعوبة ، نظرت الى سقف الغرفة بشرود .
ليديا في نفسها : آه ...رعد مات ، لا أصدق هذا مستحيل ، و أيضا لست ابنة ماما جوزيفين ، أين أمي إذا ، و عصام هذا ...من كان ، أخي ؟!
نهضت من السرير و اتجهت الى الشرفة ففتحت النافذة لتتسلل نسمات الهواء العليل تداعب خصلات شعرها الذهبي .
دخلت جوزيفين و نظرت الى ابنتها بحزن فقد حان الوقت لتعود الى أهلها الحقيقين .
ليديا بابتسامة صغيرة : أمي .
جلست جوزيفين على السرير ، و أشارت لليديا أن تجلس بجانبها ، تنهدت بحزن .
ليديا : لقد تذكرت ....عصام ، عصام هو أخي الكبير أما رعد ، كان سائقي الخاص ،و هو من كان معي في ذلك الحادث ، اذن لقد مات بالفعل ها ...لا أستطيع أن أصدق ذلك ...و أجهشت بالبكاء لا أصدق ، رعد ....مااات
احتضنتها جوزيفين و مسحت على شعرها بحنان : ادع له بالرحمة يا صغيرتي ، سنذهب الى مصر قريبا ، لقد عثر أبوك على عائلتك الحقيقة .
لم تعرف ليديا هل تفرح أم تحزن ، فهي لم تعرف أبا و أما غير جوزيفين و إياد ، شددت من عناقها لأمها و هي تتمنى لو تسطيع العيش دائما في دفئ و حنان مثل هذا الحضن .
بعد بضعة أيام ، كان الثلاث في طائرة متوجهة الى القاهرة ، تحمست ليديا كثيرا لرؤيتهم ، فهي لا تتذكرهم أبدا سوى بعض خيالات عصام .
_____________
في مطار في القاهرة ، كان يتحرك ذهابا و إيابا .
عصام : اهدئ قليلا يا أبي ، مرت ساعة و أنت على هذا الحال .
أحمد : إنها ابنتي يا عصام ، ابنتي التي حرمت من رؤيتها 9 سنوات ،
أتت امرأة في أواخر الأربعين " 48" سنة : يا عصام ، كم بقي من الوقت .
نظر في ساعته : 10 دقائق تقريبا .
أخيرا وصلت الطائرة .
نزلت ليديا رفقة والديها أو مربياها على الأرجح و اتجهوا الى قاعة الانتظار .
أشار إياد بسبابته : إنهم هناك .
تسارعت دقات قلب ليديا و أنفاسها ، شعرت بثقل في أقدامها التي لا تقوى على التحرك .أخيرا نظرت الى تلك الناحية لتشاهد ثلاثة أشخاص ، ركزت نظرها طويلا في ذلك الشاب ففكرت مع نفسها " هذا الوجه مألوف لي ، إنه .....هذا ...عصام !! "
ألقت حقيبتها و ركضت اليه : عصااااام .
حملها عصام و هو يبتسم و دموع الفرح تغمره : لينا ....آه يا أختي العزيزة .....لو تعلمين كم اشتقت اليك ، و شدد على عناقها و كأنه خائف أن تهرب منه ثانية .
ليديا مع نفسها : نعم تذكرت أنا اسمي لينا ....عصام ...أخي .
كانت تلك المرأة متجمدة في مكانها من هول الصدمة ، رغم أنها اشتاقت الى ابنتها المفقودة لازالت فكرة كونها ميتة منقوشة في دماغها كالنقش على الحجر .
ابتعدت ليديا قليلا عن عصام لتنظر الى أحمد و المرأة ريم الواقفة أمامه .
لينا بحنان و سعادة : أنتما والدتي ....أجل لقد تذكرتما أيضا .
احتضن أحمد و ريم ابنتهما المفقودة لسنين ، أحسا أن الروح قد عادت اليهما و انعشت من جديد ، بعد أن كان طعم الحياة مفقودا .
ريم : الحمد لله ، انتي ابنتي حقا .....الحمد لله .
تأثرت جوزيفين كثيرا بذلك الموقف ، فبكت رغما عنها ، ضمها اياد اليه و خمس بحنان : اهدئي يا عزيزتي، لقد فعلنا الصواب بإرجاعنا لأهلها ، و رغم ذلك سنضل نحبها دائما .
ابتعدت ليديا عن والديها برفق و ماكادت تتحرك حتى أمسكت ريم بيدها ، هي لا تصدق حقا أن قرة عينها و فلذة كبدا لينا قد عادت أخيرا اليها .
ضمت ليديا يدي والدتها و هتفت بحنان مع ابتسامة حانية على شفتيها : لا تقلقي يا أمي الغالية ، سأعود بعد لحظات فقط .
كادت ريم أن تقفز من الفرح لسماعها كلمة أمي من هذه الفتاة .
ودعت ريم جوزيفين و إياد ووعدتهما بأن تزورهم كثيرا ، فرغم وجودها بين أسرتها الأصلية ، غير أنها لم تحس بحنان الوالدين الا معهما ،
اعتادت ليديا على حياتها الجديدة ، و ما حدث بعد ذلك أن رزق إياد و زوجته بفتاة لطيفة أسمياها ليديا أيضا .
**** النهاية ****
اتمنى تعجبكم القصة المتواضعة يا تونييين
لا تحرموني من ردودكم و انتقادكم ، اعجابكم و تفاعلاتك فكلها تحفزني على نشر المزيد
و الى اللقاء يا أحبتي .
احوالكم ايها المجتمع التوني ، ان شاء الله كلكم بخير . ق8
هذه القصة القصيرة تابعة لمسابقة القصص و الروايات لهذا الشهر .
اتمنى ان تعجبكم القصة رغم أنها ليست بتلك الجودة ، فأنا مازلت ببداية الطريق .
طبعا ما اطيل عليكم و اترككم مع الأحداث ، بطلة القصة هي الجميلة ليديا .
القصة :
في العاصمة طوكيو ، و تحديدا في احدى المطارات ، تقف فتاة شابة تبلغ ال 17 من العمر ، ذات ملامح ايطالية و مصرية معا ، انسابت دمعة من عينيها فزادتها جمالا على جمالها الأخاذ .
ليديا : وداعا اوسوي ، ميزوكي سأشتاق لكما .
ميزوكي : كفى بكاء ليديا ، لا أحب رؤيتك تبكين ، أنا أيضا سأشتاق اليك .
أوسوي : ليديا .....تفضلي ،" فأعطاها قلادة على شكل قلب " افتحي القلب يا ليديا .
أخذت ليديا القلادة و حين فتحتها وجدت بداخلها صورة تجمعها هي و أصدقاءها { أوسوي ...ميزوكي ...ساكورا ...سوتا...يوكو ، فعلقتها حول عنقها و مسحت دموعها المنسابة .
ليديا : ألن تأتي يوكو و الآخرون؟ .
نظرت ميزوكي لأوسوي : صحيح لقد تأخروا .
....: ليديااااا.
بحثت ليديا عن مصدر الصوت بعينيها لتهتف بفرحة : يوكو ...و تحضنان بعضهما .
يوكو : عزيزتي سوف نفتقدك .
ليديا : و أنا أيضا ....
ساكورا بحزن مصطنع : أنا أيضا أريد أن تحضنني ليديا ...ابتعدي يوكو .
يوكو بطفولية : لا ساكورا ، لن أبتعد و تمد لها لسانها لتغيضها .
تقفز ليديا لتعانق ساكورا و هي تتألم لفراق أصدقاءها .
سوتا: اتصلي بنا حين تصلين الى باريس ....و تعالي لزيارتنا مرة أخرى .
ليديا بابتسامة صغيرة : أجل سأفعل ....اعتنوا بأنفسكم يا أصدقائي .
ثم حملت حقيبتها و اتجهت الى الطائرة و هي تلوح لهم و هم كذلك الى ان اختفوا عن ناظريها ،
جلست على مقعدها و هي تنظر من النافذة تتأمل تلك المدينة التي احتضنتها طيلة 3 سنوات .
____________________
على صعيد آخر ، كان جالسا في مكتبه بهيبته و هدوءه المعتاد ، حمل ذلك الإطار الصغير و احتضنه بكفه و هو ينظر إلى صورة تلك الملاك الصغيرة ، كانت تبدو بعمر 8 او 9 سنوات .
تمام بألم و ضيق : آه .....أين أنت يا ليديا ؟
لم يستطع تحمل فكرة كونها قد ماتت ، بحث عنها طويلا دون جدوى ، حتى سائقها اختفى أيضا ، و لم يبقى منها سوى تلك الصورة التي تجمعهما معا في طفولتهما ، و بعض من الذكريات يسعى للحفاظ عليها.
_________________
أخيرا وصلت ليديا الى باريس ، نظلت من الطائرة و تقدمت الى قاعة الانتظار ، جالت بناظريها ليرتكز بصرها على تلك المرأة ، ركضت اليها و احتضنتها بشدة و دموع الفرح تغزو وجنتيها الورديتين .
ليديا : اشتقت اليك كثيرا يا أمي .
جوزيفين : و أنا أكثر يا ابنتي ، هيا بنا يا عزيزتي .
ركبت ليديا سيارة والدتها ، و بسبب تعبها ، أسدلت جفونها لتسمح لسلطان النوم بمداهمتها .
نظرت جوزيفين الى صغيرتها النائمة ، لتعاودها ذكرى ذلك اليوم المشؤوم .
flash back
توقفت سيارة سوداء نزل منها رجل و امرأة نظرا الى تلك السيارة المقلوبة رأسا على عقب .
جوزيفين : أسرع يا إياد ....
ركض ذلك الرجل المدعو اياد و تبعته زوجته ، انحنى لينظر من زجاج السيارة المحطم .....شاهد رجلا تملؤه الدماء تحدث بصعوبة : أنق...ذها ...
جوزيفين بقلق : هناك فتاة في المقعد الخلفي ....
حطم اياد الباب الخلفي و أخرج تلك الفتاة الصغيرة ، كان الرجل الآخرة قد فارق الحياة .
إياد : أمسكي الصغيرة يا جوزيفين ، و ما كاد يقترب من السيارة المحطمة حتى انفجرت و اندلعت النيران .
جوزيفين بفزع : الرجل !! .....
إياد : إنا لله و إنا اليه راجعون .....علينا أن ننقل الفتاة لأقرب مشفى بسرعة .
في أحد مستشفيات مصر .
كانت جوزيفين تمسك بيد الفتاة التي نجت من الموت .
بدأت تلك الصغيرة تفتح عينيها ببطئ .
جوزيفين بحنان : حمدا لله على السلامة .
نظرت لها الفتاة بحيرة و اغرورقت عيناها بالدموع .
جوزيفين بقلق : مابك يا عزيزتي هل تتألمين ؟
هزت رأسها نفيا و نظرت إلى السطح بفراغ في عينيها .
جوزيفين : ما اسمك يا صغيرتي ؟
لم تجب الفتاة بشيئ ، فجأة أمسكت رأسها تهتف بألم : آه .....لا أعلم .....لا أعلم .و عادت تنظر إلى الفراغ أمامها و كأنها تفتقد شيئا لم تستطع ايجاده .
اجوزيفين و ربنا على شعرها بحنان : لا تبكي يا ابنتي .....حسنا اهدئي و استريحي الآن .
دخل إياد و جلس على كرسي مقابل لزوجته : ها ...كيف حالها الآن ؟
جوزيفين تهمس بحزن : يبدو أنها ....فقدت الذاكرة .
صدم إياد بهذا الخبر ، حول نظره بين الصغيرة و زوجته و هو في حيرة من أمره .
Back
وصلتا اخيرا الى بيتهم في باريس .
جوزيفين : ليديا ....هيا لقد وصلنا .
فتحت عينيها و نظرت الى منزلها الحبيب بحنين ، نزلت من السيارة و دخلت إلى بيتها تتأمل كل شبر فيه.
ليديا : سأصعد لأرتاح في غرفتي يا أمي .
هزت رأسها ايجابا و هي تفكر كيف ستخبر ابنتها بالأمر .
على الساعة 9 مساء ، خرجت ليديا من غرفتها و نزلت الى الطابق السفلي ،
ليديا بدهشة ممزوجة بالفرح : أبي ...!!
ركضت اليه و ارتمت في احضانه : أبي ...لقد اشتقت اليك كثيرا يا أبي .
إياد : و أنا أيضا يا عزيزتي ...تعالي نجلس و نتحدث .
بقيت ليديا تقص على والدها عن الكثير من الأشياء ، دراستها في اليابان ، أصدقاءها و الكثير و الكثير .
أتت جوزيفين و جلست بجانب ليديا لتصبح هذه الأخيرة في وسطهما .
نظرت جوزيفين لزوجها نظرات ذات مغزى فهم معناها ليبدأ هو الحديث .
إياد : أنت تعلمين كم نحبك يا عزيزتي ليديا .
هزت رأسها إيجابا .
أغمض إياد عينيه بألم و تنهد بحرارة ليكمل : الحقيقية ....نحن لسنا والديك الحقيقين .
فتحت عينيها بدهشة مما سمعت ،
إياد : قبل 9 سنوات ، تعرضت لحادث خطير أفقدك الذاكرة ، الرجل الذي كان معك في السيارة توفي في الحادث . ثم تنهد بألم شديد فهو لا يزال يتذكر مشاهد ذلك الحادث المؤلم جيدا .
ليديا أصيبت بصدمة شديدة فجاة عصف ألم شديد برأسها لتمسكه بكلتا يديها .
ليديا : آه ....لا أذكر .....أنا لا أذكر شيئا .....أصبحت الرؤية مشوشة لها ، ثم بدأت العديد من المشاهد و الأحداث تتجمع في ذاكرتها .
....: ليناااا أمسكي الكرة ....هوووب
ليديا بغضب طفولي : عصاااام ، لا ترميها بعيدا .
عصام : حسنا ....حسنا ....1...2....3....هووووبااا
ليديا : سيدي رعد ، لماذا لم يأتي أبي .
رعد و هو يقود السيارة : آه ، إنه مشغول بعض الشيء ، أخبرني بأنه سيلحق بك لاحقا .
ليديا بفزغ : رعععععد .....انتبه....كيااااااا
انحرف السيارة فجأة لتصطدم بأحد الصخور و تنقلب رأسا على عقب .
ليديا : ببكاء و ألم : ر...عد
رعد و الذي نطق الحروف بصعوبة بالغة : لي....نا .
انهمرت دموع ليديا دون إرادتها ، نظرت إلى والدها و عيناها تحمل الكثير من الألم و الحزن لتسقط فاقدة الوعي بين ذراعيه .
جوزيفين بقلق : ليديا عزيزتي ...إياد .
إياد : ستحتاج لبعض الوقت حتى تستوعب الأمر .
في غرفة ليديا ، فتحت عينيها بصعوبة ، نظرت الى سقف الغرفة بشرود .
ليديا في نفسها : آه ...رعد مات ، لا أصدق هذا مستحيل ، و أيضا لست ابنة ماما جوزيفين ، أين أمي إذا ، و عصام هذا ...من كان ، أخي ؟!
نهضت من السرير و اتجهت الى الشرفة ففتحت النافذة لتتسلل نسمات الهواء العليل تداعب خصلات شعرها الذهبي .
دخلت جوزيفين و نظرت الى ابنتها بحزن فقد حان الوقت لتعود الى أهلها الحقيقين .
ليديا بابتسامة صغيرة : أمي .
جلست جوزيفين على السرير ، و أشارت لليديا أن تجلس بجانبها ، تنهدت بحزن .
ليديا : لقد تذكرت ....عصام ، عصام هو أخي الكبير أما رعد ، كان سائقي الخاص ،و هو من كان معي في ذلك الحادث ، اذن لقد مات بالفعل ها ...لا أستطيع أن أصدق ذلك ...و أجهشت بالبكاء لا أصدق ، رعد ....مااات
احتضنتها جوزيفين و مسحت على شعرها بحنان : ادع له بالرحمة يا صغيرتي ، سنذهب الى مصر قريبا ، لقد عثر أبوك على عائلتك الحقيقة .
لم تعرف ليديا هل تفرح أم تحزن ، فهي لم تعرف أبا و أما غير جوزيفين و إياد ، شددت من عناقها لأمها و هي تتمنى لو تسطيع العيش دائما في دفئ و حنان مثل هذا الحضن .
بعد بضعة أيام ، كان الثلاث في طائرة متوجهة الى القاهرة ، تحمست ليديا كثيرا لرؤيتهم ، فهي لا تتذكرهم أبدا سوى بعض خيالات عصام .
_____________
في مطار في القاهرة ، كان يتحرك ذهابا و إيابا .
عصام : اهدئ قليلا يا أبي ، مرت ساعة و أنت على هذا الحال .
أحمد : إنها ابنتي يا عصام ، ابنتي التي حرمت من رؤيتها 9 سنوات ،
أتت امرأة في أواخر الأربعين " 48" سنة : يا عصام ، كم بقي من الوقت .
نظر في ساعته : 10 دقائق تقريبا .
أخيرا وصلت الطائرة .
نزلت ليديا رفقة والديها أو مربياها على الأرجح و اتجهوا الى قاعة الانتظار .
أشار إياد بسبابته : إنهم هناك .
تسارعت دقات قلب ليديا و أنفاسها ، شعرت بثقل في أقدامها التي لا تقوى على التحرك .أخيرا نظرت الى تلك الناحية لتشاهد ثلاثة أشخاص ، ركزت نظرها طويلا في ذلك الشاب ففكرت مع نفسها " هذا الوجه مألوف لي ، إنه .....هذا ...عصام !! "
ألقت حقيبتها و ركضت اليه : عصااااام .
حملها عصام و هو يبتسم و دموع الفرح تغمره : لينا ....آه يا أختي العزيزة .....لو تعلمين كم اشتقت اليك ، و شدد على عناقها و كأنه خائف أن تهرب منه ثانية .
ليديا مع نفسها : نعم تذكرت أنا اسمي لينا ....عصام ...أخي .
كانت تلك المرأة متجمدة في مكانها من هول الصدمة ، رغم أنها اشتاقت الى ابنتها المفقودة لازالت فكرة كونها ميتة منقوشة في دماغها كالنقش على الحجر .
ابتعدت ليديا قليلا عن عصام لتنظر الى أحمد و المرأة ريم الواقفة أمامه .
لينا بحنان و سعادة : أنتما والدتي ....أجل لقد تذكرتما أيضا .
احتضن أحمد و ريم ابنتهما المفقودة لسنين ، أحسا أن الروح قد عادت اليهما و انعشت من جديد ، بعد أن كان طعم الحياة مفقودا .
ريم : الحمد لله ، انتي ابنتي حقا .....الحمد لله .
تأثرت جوزيفين كثيرا بذلك الموقف ، فبكت رغما عنها ، ضمها اياد اليه و خمس بحنان : اهدئي يا عزيزتي، لقد فعلنا الصواب بإرجاعنا لأهلها ، و رغم ذلك سنضل نحبها دائما .
ابتعدت ليديا عن والديها برفق و ماكادت تتحرك حتى أمسكت ريم بيدها ، هي لا تصدق حقا أن قرة عينها و فلذة كبدا لينا قد عادت أخيرا اليها .
ضمت ليديا يدي والدتها و هتفت بحنان مع ابتسامة حانية على شفتيها : لا تقلقي يا أمي الغالية ، سأعود بعد لحظات فقط .
كادت ريم أن تقفز من الفرح لسماعها كلمة أمي من هذه الفتاة .
ودعت ريم جوزيفين و إياد ووعدتهما بأن تزورهم كثيرا ، فرغم وجودها بين أسرتها الأصلية ، غير أنها لم تحس بحنان الوالدين الا معهما ،
اعتادت ليديا على حياتها الجديدة ، و ما حدث بعد ذلك أن رزق إياد و زوجته بفتاة لطيفة أسمياها ليديا أيضا .
**** النهاية ****
اتمنى تعجبكم القصة المتواضعة يا تونييين
لا تحرموني من ردودكم و انتقادكم ، اعجابكم و تفاعلاتك فكلها تحفزني على نشر المزيد
و الى اللقاء يا أحبتي .