- إنضم
- 7 مايو 2019
- رقم العضوية
- 9955
- المشاركات
- 3,895
- مستوى التفاعل
- 4,243
- النقاط
- 498
- أوسمتــي
- 2
- الإقامة
- كوكب بلوتو ♇
- توناتي
- 1,535
- الجنس
- ذكر
.. في كل صباح يأتي هذا الطبيبُ إلى المستشفى
التي يعمل فيها ويزور احد المرضى الذي أُبتلى بمرض في القلب..
كان دائماً يدخل عليهِ في الغرفة بأبتسامة نقية حتى يخفف عن همهِ.. كان هذا المريض طاعن في السِن لكن قلبهُ طيب
وفي أحد الأيام تأخر الطبيب عن موعده مع هذا المريض فذهب مسرعاً لكي يبرر سبب تأخره عنه.. فأعتذر منهُ..
كان يعرف إن هذا المريض مُتعلق بهِ..فأخبره المريض بأنهُ يريد إستخدام ألحمام.. فساعده الطبيب هو والممرضة بسبب ضعف جسده وكِبرِه ِ في السِن..
وبعدما دخل الى الحمام سمع الطبيب صوت سقوط قوي في الداخل ..وإذ بهِ هو المريض فقد انزلق بقوة وكُسِرت قدمه اليمنى...
وبعد مرور مُدة وفي نهاية كُل يوم .. كان جميع ألاطباء يجتمعون حوله ويضحكون معهُ ليؤنسوا وحدته وحزنهْ..
..لكن..
ما سبب الاهتمام الزائد بهذا المريض؟!
..هذا المريض كان معلم في إحدى الجامعات وكان يعلم الطلاب تخصص الطب
..نعم..
.. فهؤلاء الأطباء هم تلاميذ هذا المريض ..
كان المعلم من المعلمين المتميزين بمعاملة التلاميذ وكان اكثر شخص قريباً من قلوبهم ..فكان يهتم بهم كأنهم أبنائه ويتابع أمورهم الدراسية أولاً بأول.... وفي بعض الاحيان يقسو عليهم لكي لا يتكاسلوا بالدراسة..
في أحد الايام ..
شعر المعلم بأن هذا التلميذ بدأ يتكاسل بالدراسة مع انه من المتفوقين الأوائِل .. استغرب المُعلم من هذا التغير المفاجأ..ماذا حدث له؟
فأحضره الى مكتبه وأراه نتائج إختباراته وكانت كلها سيئة وحتى انه كان راسباً بإحدى تلك المواد..
انصدم التلميذ من هذا وتغيرت ملامح وجهه فأخذ النتيجة ببطئ وانصرف في الحال
ولكن ..كان هذا الخبر سيء جداً عليه فلم يأتي هذا الطالب الى الجامعة بعد ذلك..
وفي محاضرة هذا المعلم لفت انتباهه غياب هذا التلميذ عن المحاضرة ولم يره اليوم أصلاً ..بعد نهاية الدوام توجه الى منزل الطالب بدراجته الهوائية فوجده يعمل في الصحف وبتوزيعها..
فنظر له المعلم نظرة كلها حسرة على حال الطالب فقد كان متفوق ..والأن ..ضاع.. فقال له : لماذا لم تحضر الى الجامعة لقد كثرت أيام غيابك وسوف ترسب..
فقال له التلميذ : ارسب؟! انا راسب منذ البداية..وليس لدي ما يكفي من النقود لكي أتحمل مصاريف فشلي ..
فقال له المعلم : انت لم ترسب ..خذ .. هذه هي نتائجك الحقيقية ..تفضل..
عندما فتح هذه الورقة ..كان الطالب قد نجح بتفوق في جميع المواد..لكن كيف؟
كانت هذه النتائج التي
اعطاها المعلم للطالب نتائج مزيفة
لكنه فعل هذا حتى يزيد من عزيمته وإصراره بالنجاح..وحتى يقضي على التكاسل في حياته ولا يفشل مرة أخرى..
أدار المعلم ضهرهُ وذهب ببطأ والطالب ينظر له بخجل ويعد بأنه سوف يتفوق مرى أخرى..
وبعدها عاد التلميذ الى الجامعة وقد تحسن وضعه في الدراسة ..فكان المعلم يعطيهم بعض الدروس الأضافية في مكتبة الجامعة ويشاركهم بأفراحهم وأحزانهم ..نعم.. انه أب حقيقي!! حيث يحاول ان يضيف لهم المرح لكي يحبوا تخصصهم ..
وفي يوم ..
خرج الطلاب مع معلمهم وهم يتكلمون بتفائل ويبتسمون ..فوجدوا ان الدراجة الهوائية التي يتنقل بها المعلم قد تعطلت ..ولن تُصلح مرة اخرى ..فوقفوا كلهم امامها لا يعرفون ماذا يفعلون!
حل صمت قصير في المكان
فودعهم الأستاذ وذهب الى البيت مشي على الأقدام..
وفي اليوم التالي ..قرروا جمع مبلغ من المال مع اصدقائهم لشراء دراجة جديدة للمعلم ..وبالفعل إحضروا له الدراجة ووضعوها امام باب الجامعة وكتبوا عليها (الى أستاذنا العزيز:نحن نحبك) ..فرح الأستاذ كثيراً بهذه الهدية وتأثر من هذا الموقف وكان كل الطلاب يشاهدونه من النوافذ وهم يبتسمون لفرح أستاذهم..
ثم واصل التلاميذ دراستهم بنجاح وتخرجوا كلهم بتفوق وذهبوا الى مكتب المعلم ليحتفلوا معه ويشاركوه بهذه اللحضة من العمر ففرح المعلم كثيراً لهم فقد كانوا بمثابة ابنائه..
وفجأة إنطلقت صافرة إنذار في المستشفى بإن قلب المعلم....(قد توقف)
فحضروا جميع الإطباء مُسرعين وأقاموا له فحص قلبي رئوي وكانوا يحاولون مراراً وتكراراً..لكن..بدون جدوى
.. فقد توفي المُعلم..
تذكروا كلهم اللحضات السعيدة معه وهم لا يزالون يجرون له ألانعاش ..يعرفون أنه مات ..لكنهم يكذبون هذا..يبكون بشدة..
هل حقاً مات مُعلمي؟ لم اكن اتوقع بأن هذه اللحضة سوف تأتي ..لم أفكر فيها أصلاً..معلمي إرجوك لا تمت ..هيا عد يا معلمي..لا لا..نحن بحاجةٍ لكَ..لا تتركنا
(يا أبي)..لقد أريتنا طريق السعادة إذاً لماذا تتركنا الأن!!
فأمسكت إحدى الممرضات بكتفه وقالت بنبرة حزينة : هذا لا يغير شيء..لقد ذهب..
جميع الإحداث تتكرر..كل الصور المُعلقة في الغرفة ..الذكريات ..كلها ..أصبحت حزينة..الإجواء صارت كأيبة..شعرت إن شيء قد إختفى بداخلي ولن يعود أبداً..
جلس الطبيب في الخارج غير مصدق لما حدث وهو يبكي بصمت.. وإذ بالممرضة تعطيه رسالة من معلمه قد كتبها مُسبقاً ..ففتح الرسالة وكان مضمونها:
يا بُني.. لا تجعل شيء في هذه الحياة يكسرك..فنحن من نستطيع ان نغير في الحياة ليست الحياة من تغير فينا..نحن من نصنع الحياة ليست الحياة من تصنعنا..فإعمل بجد وقدم كلما تستطيع تقديمه بدون ملل أو كسل لكي تجد من يقف بجانبك عندما يخذلك العُمر..
حزن الأطباء كثيراً على وفاة معلمهم ..فقد كان بمثابة والد لهم..فتمت مراسم العزاء على يدهم والكل ينظر الى قبرهِ بأبتسامة حزينة مخلوطة مع العتاب..
لا تفقد شيأً قبل أن يفقدك..
ولا تجعل الحياة تهزمك..
فإعمل بجد ولا تحزن على ما فاتك..
(إِلى القاء يا مُعَلِمي)
..تمت..
التعديل الأخير بواسطة المشرف: