الختم الاداري إجلسُوا إلى التوّابين فإنهم أرقُّ أفئدةً┊١٢ سببًا للتوبة (1 زائر)


Lollipop

وَ غدًا تَبدُو المدَامِعُ مَبسمًا وَ قَسوةُ الدُنيَا تَهونُ.
إنضم
14 مايو 2019
رقم العضوية
9975
المشاركات
747
مستوى التفاعل
4,766
النقاط
267
أوسمتــي
3
الإقامة
Sichuan
توناتي
2,472
الجنس
أنثى
LV
0
 

at158298301668652.gif


at158395247737051.png


at158395247754525.png


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله. أما بعد :
أخي الكريم.. يا من أغفلك ذنبك عن عظيم رحمة الله.. وكبر في

عينيك سوء عملك حتى سد أمامك آفاق التوبة.. وسعة الغفران..
وكلما هممت بالرجوع عن التقصير.. والعودة إلى الله أصابك
يأس.. وإحباط.. وتردد.
وكأني بك تريد الكمال لنفسك.. وتطلب لها العصمة شرطًا للتوبة..
وقد نسيت أنك الإنسان.. الخطّاء.. الناسي.. المفتن.. الذي تغلبه
طباعه ويستهويه متاعه.. ويغره حينًا الغرور.. ويطغيه الغنى والسرور.
أين أنت من سعة عفو الله.. وقد ملأ الأكوان.. ووسع الإنس
والجان.. فلم يألُ جهدًا نبي مرسل.. ولا ولي صالح في الطمع
فيه.. والرغبة في نيله..
أين أنت من رحمة الله التي وسعت كل شيء.. وسبقت غضب
الله.. وها هي قد انسابت على الخلائق الجامد منها والناطق..
والظاهر منها والباطن.
-
أخي – لو تأملت في حقيقة التوبة.. وما أعده الله للتائبين.. وما
تجنيه من ثمارها في الدنيا والآخرة لما تأخرت عنها لحظة
واحدة.

وإليك أسوق بعض المحفزات التي تدعوك إلى الإسراع إلى
التوبة والطمع

في عفو الله وغفرانه كيلا يصيبك اليأس.. ولا يخذلنك الإحباط والقنوط.

at158395247745082.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ككشيبة

𝘉𝘳𝘢𝘵
إنضم
1 يونيو 2019
رقم العضوية
10036
المشاركات
4,193
مستوى التفاعل
13,167
النقاط
746
أوسمتــي
5
العمر
19
الإقامة
.
توناتي
1,255
الجنس
أنثى
LV
1
 
at158395247737051.png


at158395247752644.png


أن الخطأ صفة في الإنسان

أخي الكريم.. إنك لو تأملت في حقيقة الإنسان لوجدت خلقه
ناقصًا.. ولوجدته ضعيفًا قاصرًا عن الكمال في عقله وجسمه
ونفسه.. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم يتعلق بخلق الإنسان..
لماذا خلقه الله ضعيفًا قابلاً للخطأ؟

أخي.. لقد أخبر الله جل وعلا عن الإنسان في آيات كثيرة في
كتابه العزيز.. وظهر من تلك الآيات أن صفات النقص التي خلق
عليها الإنسان لابد وأن تولد فيه من الأخطاء والزلات ما يناسب
تكوينه..

قال تعالى :
{ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [النساء: ٢٨]

وقال سبحانه :
{ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } [الإسراء: ١١]

وقال عنه أيضًا :
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ
يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } [الأحزاب: ٧٢]،
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ
الْخَيْرُ مَنُوعًا } [المعارج: ١٩-٢١]

وقال تعالى :
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ } [الحج: ٦٦]..

وهذه الصفات وغيرها في الإنسان كلها تدل على أن الإنسان
ليس كاملًا .. وأن الخطأ ميزة من مميزات الإنسان.. وما كان الله
جل وعلا ليخلق الإنسان بهذه الصفة إلا وله من ذلك حكمًا بليغة هو
يعلمها.

وإن من أجلّ الحكم من خلق الإنسان خطاءً أن يعبد المسلم ربه
بالتوبة والرجوع إليه.. ليقف على رحمته وعفوه ولطفه.. ولذلك لما
خلق الله الإنسان بتلك الصفات, فإنه قد شرع له التوبة ولم يغلق
عنه بابها أبدًا حتى تقوم قيامته.

أخي الكريم.. لا تجعل ذنبك يزرع في نفسك اليأس.. فإنك إن كنت
أذنبت.. فلأنك إنسان.. فإرادة الله حكمت بأن يعمر الأرض قوم
يخطئون.. ثم يتوبون.. فيتوب الله عليه..

وهذا رسوله الله يقسم على ذلك ويقول :
« والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم
يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم » [رواه مسلم].

واعلم أخي المسلم.. أن هذا لا يسوغ لك أن تخطئ كل وقت
وحين.. بل أنت ملزم شرعًا بطاعة الله ومجاهدة نفسك.. لكن في
الوقت نفسه هذا يحفظك أن لا تستسلم لذنبك وأن تجعل التوبة

هي مخرجك كلما أخطأت..
line.png

at158395247761467.png


أن كل ابن آدم خطّاء

فلست وحدك من يذنب.. بل خلق الله الناس جميعًا مخطئين.. لا
كمال لأحدهم ولا عصمة إلا من عصمه الله من أنبيائه ورسله..

ولذلك قال رسول الله :
« كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون » [رواه الترمذي].

ولو كان الله جل وعلا قد خلق الإنسان كاملًا لا يخطئ لما كان لكل
فرد من بني آدم حظه من الخطأ.. فهذا فيه دليل على أن أي
و3-إنسان لا يسلم من الذنب.

و3-من ذا الذي ما ساء قط

و3-ومن له الحسنى فقط

ولذلك قال الله تعالى :

{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ }
[فاطر: ٤٥]

فهذه الآية عامة في الناس أجمعين ,أنهم كلهم يستحقون من
العقوبة على عصيانهم وكسبهم ما يوجب لهم الهلاك وإن كانوا
في حقيقة الأمر متفاوتون في أخطائهم. لكن القسم المشترك
فيهم أجمعين هو غفلتهم عن عظمة الله وانحرافهم عن توقيره..

فليست المسألة بنوع الذنب وإنما بعظمة من نذنب في حقه.

أخي الكريم.. وهذا – إذا تأملت – يسلي كل مذنب أسرته ذنوبه..
ويقوي عزمه على التوبة والرجوع إلى الله.. لأنه لا أحد يسلم من
الخطأ.. وبما أن رحمة الله تسع الناس على ما هم عليه.. فلماذا لا
يظل المسلم طامعًا في تلك الرحمة.. منافسًا العباد في التقرب

إلى الله بالتوبة ما دام طريقها واجب السلوك في حقهم جميعًا.

at158395247745082.png
 

Lollipop

وَ غدًا تَبدُو المدَامِعُ مَبسمًا وَ قَسوةُ الدُنيَا تَهونُ.
إنضم
14 مايو 2019
رقم العضوية
9975
المشاركات
747
مستوى التفاعل
4,766
النقاط
267
أوسمتــي
3
الإقامة
Sichuan
توناتي
2,472
الجنس
أنثى
LV
0
 
at158395247737051.png


at1583952477860510.png


" أن التوبة من الذنب واجبة على الفور "

أخي.. وإن مما يدعوك إلى التوبة.. أن الله جل وعلا قد أوجبها
على كل مذنب.. بل أوجبها على كل مؤمن مهما كان صلاحه
وإيمانه.. وأوجبها على أنبيائه ورسله..

ولذلك تاب آدم وهو يقول :
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ } [الأعراف: ٢٣].


وهذا موسى عليه السلام يقول :
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ } [القصص: ١٦].


فالتوبة – أخي – ليست اختيارية في سلوك المسلم.. بل هي
واجبة عليك وجوبًا فوريًا،

كما قال تعالى :
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[النور: ٣١].


line.png


at158395281114851.png


" أن الله سبقت رحمته غضبه "

تأمل أخي هذه الآية :
{ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ
تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الأنعام: ٥٤]

وانظر كيف جمع الله جل وعلا بين ما كتبه على نفسه من الرحمة
وبين توبته على عباده.. ولذلك ختم الآية بالجمع بين صفتي
الرحمة والغفران.

أخي.. إن رحمة الله جل وعلا قد وسعت كل شيء.. وإن معالمها
ومظاهرها في كل شيء.. فبرحمته خلق وأوجد.. وبها أحيا
وأعطى.. وبها رزق وأشفى.. وبها يتوب على عباده ويغفر..

فكيف يعرض مسلم عن التوبة إلى الله والرجوع إليه وهو يدرك أن
رحمة الله سبقت غضبه.. وأنه ما دخل الجنة من دخل.. ومما نجا
من النار من نجا إلا برحمته وغفرانه..

فهذا رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :
« لا أحد يدخل الجنة بعمله, قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال :
ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ».

أخي.. أقبِل على الله يُقبِل عليك.. فإنه سبحانه يقبل العفو.. ويغفر
الذنب بل إنه سبحانه يفرح بتوبتك أيما فرح.. فلا تحرم نفسك من
رحمة الله بإعراضك عن التوبة.

أخي.. إن من أدرك أن رحمة الله تسع ذنبه.. وأن الله جل وعلا قد
أوجب عليه الرجوع إليه.. وأنه موعود بقبول توبته بل وإثابته
عليها.. ثم لا يزال يتردد في التوبة والاستغفار.. لقليل العزم..

مغبون !

قال تعالى :
{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا
يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ
الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[الزمر: ٣٣-٣٥].


فانظر - رعاك الله - كيف قسّم الله أعمال المتّقين إلى عملين :
الأول عمل سيئ والثاني عمل حسن, وبيّن سبحانه أنه جزاهم
على الإحسان إحسانًا.. وكفّر عنهم السيئات.. وهذا من رحمته
سبحانه بهم ولو حاسبهم على ما عملوا لاستحقوا العقاب.. وهذا

يؤكد رحمة الله تعالى.

at158395247745082.png
 

ككشيبة

𝘉𝘳𝘢𝘵
إنضم
1 يونيو 2019
رقم العضوية
10036
المشاركات
4,193
مستوى التفاعل
13,167
النقاط
746
أوسمتــي
5
العمر
19
الإقامة
.
توناتي
1,255
الجنس
أنثى
LV
1
 
at158395247737051.png


at158395281119062.png


" أن الله واسع المغفرة "

أخي.. ألم تر أن الخلق كلهم يخطئون.. ألم تر أنهم على ما هم
عليه من الخطأ فريقان : فريق في الجنة.. وفريق في السعير !

إنه لو لم يكن الله واسع المغفرة لما دخل الجنة أحد.. ولكن رحمة
الله وغفرانه وسِعت ذنوب التائبين.. استحقوا بذلك الإحسان من
الله فأثابهم على أعمالهم وتوباتهم الجنة.

وها هو نداؤه سبحانه يناديك؛ لتلحق بفريق أهل الجنة :
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر: ٥٣].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صل الله عليه
وسلم يقول :
« أن عبدًا أصاب ذنبًا فقال : يا رب, إني أذنبت ذنبًا فاغفره، فقال
له ربه : علِم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به. فغفر له، ثم مكث
ما شاء الله ثم أصاب ذنبًا آخر- وربما قال - ثم أذنب ذنبًا آخر.
فقال : يا رب إني أذنبت ذنبًا آخر فاغفر لي قال ربه : علِم عبدي
أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به. فغفر له. ثم مكث ما شاء الله، ثم
أصاب ذنبًا آخر – وربما قال – ثم أذنب ذنبًا آخر. فقال : يا رب
إني أذنبت ذنبًا فاغفره لي. فقال له ربه : علِم عبدي أن له ربًا يغفر
الذنب ويأخذ به. فقال ربه : غفرت لعبدي فليعمل ما شاء »
[رواه البخاري ومسلم].

قيل للحسن البصري رحمه الله : إن الرجل ليذنب ثم يتوب ثم يذنب
ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب إلى متى هذا؟
فقال الحسن : لا أعرف هذا إلا من أخلاق المؤمنين.

أخي.. فتعبّد الله بالطمع في سعة غفرانه.. وقل :

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة

فلقد علمت بأن عفوك أعظم

إن كان لا يرجوك إلا محسن

فمن الذي يدعو ويرجو المجرم

أدعوك رب كما أمرت تضرعًا

فإذا رددت يدي, فمن ذا يرحمُ

مالي إليك وسيلة إلا الرجا

وجميل عفوك ثم إني مسلم.


line.png


at158395281121693.png


"أن اليأس من رحمة الله حرام "

وكيف تيأس أخي من قبول الله لتوبتك وقد علمت أن الله جل وعلا
واسع المغفرة، وأن رحمته وسعت كل شيء وأن له صفات الجلال
والجمال..

إن يأسك من التوبة وقبولها كما فيه جهل بالله جل وعلا وتقصير
في حقه.. ففيه أيضًا إسعاد للشيطان الذي يصد المؤمن عن ربه
ويقطع طريقه عن الرجوع إليه.. ولذلك فإن الله جل وعلا لا يرضى
لعباده اليأس من رحمته،

قال تعالى :
{ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ
الْكَافِرُونَ } [يوسف: ٨٧]

اقرأ في كتب التوبة لترى كيف غفر الله لمن قتل مائة نفس.. فهل
قتلت مائة نفس حتى تيأس من التوبة ؟!

وإن كنت أذنبت فقم واعتذر

إلى كريم يقبل الاعتذارْ

وانهض إلى مولى عظيم الرجا

يغفر بالليل ذنوب النهارْ


at158395247745082.png
 

Lollipop

وَ غدًا تَبدُو المدَامِعُ مَبسمًا وَ قَسوةُ الدُنيَا تَهونُ.
إنضم
14 مايو 2019
رقم العضوية
9975
المشاركات
747
مستوى التفاعل
4,766
النقاط
267
أوسمتــي
3
الإقامة
Sichuan
توناتي
2,472
الجنس
أنثى
LV
0
 
at158395247737051.png


at158395281125394.png


" أن الله يحب العبد التواب "

أخي الكريم.. تذكر أن ما من مؤمن إلا وقد ابتلي بشيء من
الذنوب كما قال رسول الله :
« ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو
مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنًا،
توابًا، نساء، إذا ذكر ذكر » [السلسلة الصحية برقم (٢٢٧٦)].

وما قضى الله جل وعلا على عباده المؤمنين بالذنب إلا ليستخرج
منهم التضرع إليه والوقوف على رحمته وعطفه وغفرانه فمن سبق
له عناية من الله سبحانه قضى الله بالتوفيق إلى التوبة.. ثم أحبه عليها..

{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة: ٢٢٢]

ولأن الله جل وعلا يحب العبد التواب فإنه يفرح بتوبته فرح إحسان
وإشفاق كما قال رسول الله :
« لله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية – فلاة
واسعة الأطراف – ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه
فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر
والعطش أو ما شاء الله، قال : أرجع إلى مكاني، فرجع فنام
نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده » [رواه البخاري].

يقول ابن القيم :

« ولو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلي بالذنب أكرم الخلق
عليه، فلمحبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يوجب وقوع محبوبه
من التوبة وزيادة محبته لعبده فإن للتائبين عنده محبة خاصة ».

at158395281126945.png


" أن التوبة في ذاتها عبادة نفيسة "

فـالتـوبـة- أخي- دليل على معرفة المؤمن بربه ومعرفته بحقوقه..
فهو كما يتعبده بطاعته واتباع أمره يتعبده أيضًا بسؤاله المغفرة
على التقصير في الطاعة.

وهذا الطريق لم يتخلف عنه نبي مرسل ولا صالح من المؤمنين.
وهذا رسول الله صل الله عليه وسلم يتعبد الله بالتوبة ويرشد أمته
إلى ذلك ويقول :
« يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة
مرة » [رواه مسلم].

قال بعض الحكماء :
« حرفة العارف ستة أشياء : إذا ذكر الله افتخر.. وإذ ذكر نفسه
احتقر.. وإذا نظر في آيات الله اعتبر.. وإذا هم بمعصية أو شهوة
انزجر.. وإذا ذكر عفو الله اسبشر.. وإذا ذكر ذنوبه استغفر ».

أخي الكريم.. وتذكر أن العبودية التي لأجلها خلقت هي أوسع من
أداء شعائر بعينها إنها تشمل كل ما يحب الله ويرضاه من
الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.. ومما يحبه الله ويحب أن
يتعبد به : التوبة.. { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }

at158395247745082.png
 

ككشيبة

𝘉𝘳𝘢𝘵
إنضم
1 يونيو 2019
رقم العضوية
10036
المشاركات
4,193
مستوى التفاعل
13,167
النقاط
746
أوسمتــي
5
العمر
19
الإقامة
.
توناتي
1,255
الجنس
أنثى
LV
1
 
at158395247737051.png


at158395281128646.png

" أن التوبة دواء الكبر "

فالتوبة إلى الله جل وعلا خير كبير.. لا يعرض عنه إلا متكبر
جبار.. يعانه الله في أمره.. ويعرض – عمدًا – في طاعته.. قال
رسول الله :
« إن من أحبكم علي، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسانكم
أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة :
الثرثارون والمتشدقون، والمتفيهقون. قالوا: قد علمنا الثرثارون
والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون » [السلسلة
الصحيحة رقم (٧٩١)].

فإذا كان المتكبر على المسلمين أبعد الناس من الرحمة ومن
رسول الله يوم القيامة.. فكيف بالمتكبر على الله.. المعرض عن
اللجوء إليه.. والطمع في رحمته وغفرانه.. فلا شك أنه أبعد الناس
يوم القيامة عن رحمة الله.. بل قد وعده الله جل وعلا بالنار
والحرمان من الجنة

فقد قال رسول الله :
« لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ».

وإن من الظلم والجهل أن يتواضع المسلم مع الناس.. ولا يخضع

لله جل وعلا.. ويظل على عصيانه مصرًا!

line.png


at158395281129657.png

" أن التوبة دليل الإيمان ومعرفة الله "

فالمؤمن التائب.. الملازم لعتبة الاستغفار والعودة إلى الله هو
أفقه الناس بنفسه وحقيقتها وأعرب الناس بالله.. لأنه لما اطلع
على حال نفسه وعلم نقصها وضعفها..

ثم اطلع على صفات العفو
والمغفرة والرحمة عند الله.. أوجب له اطلاعه وعلمه ملازمته
للتوبة.. فلا تراه متعمدًا في ارتكاب المعاصي أبدًا.. لكنه إذا
غفلته نفسه.. أو غلبه طبعه..

قام واستغفر وتاب إلى الله لما يعلمه
من حب الله للتوبة وبغضه للإصرار على الذنب.

at158395247745082.png
 

Lollipop

وَ غدًا تَبدُو المدَامِعُ مَبسمًا وَ قَسوةُ الدُنيَا تَهونُ.
إنضم
14 مايو 2019
رقم العضوية
9975
المشاركات
747
مستوى التفاعل
4,766
النقاط
267
أوسمتــي
3
الإقامة
Sichuan
توناتي
2,472
الجنس
أنثى
LV
0
 
at158395247737051.png


at158395281130818.png


" أن الإصرار على الذنب يوجب العقوبة "

فعامة البلايا والمصائب إنما تنزل بسبب الذنوب كما قال تعالى :
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }.

أخي.. ولهذا فإن التوبة هي سبيل فكاكك من مغبات الذنوب..
وهي كشف همك وزوال غمك.. يقول ابن القيم رحمه الله :
« أما تأثير الاستغفار في دفع الهم والغم والضيق فمما اشترك
في العلم به أهل الملل وعقلاء كل أمة أن المعاصي والفساد توجب
الهم والغم وضيق الصدر، ولا دواء لها إلا بالتوبة »
[زاد المعاد ٢٠٨/٤].

وعقوبات المعاصي كثيرة خطيرة فهي توجب الحرمان من الرزق
ولا دواء لها إلا بالاستغفار وتوجب قسوة القلب ولا رقة له إلا
بالتوبة.. وتوجب بغض الخلق وقلة التوفيق، ووهن البدن وانعدام
البركة؛ ومنها ما هو معجل مهلك.. واللبيب من يبتغي في الإسراع
إلى التوبة السلامة.

line.png


at158395281134329.png


" أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له "

فهذا أعرابي جاء إلى الرسول صل الله عليه وسلم فقال : أرأيت
من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئًا وهو في ذلك لم يترك
حاجة ولا داجة إلا أتاها : فهل لذلك من توبة ؟ قال : « فهل
أسلمت ؟ » قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
قال : « تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات
كلهن ». وقال: « وغدراتي وفجراتي ؟ » قال : « نعم ». قال : الله
أكبر، فما زال يكبر حتى توارى »
[صحيح الترغيب برقم ٣١٦٤].

يا من أسا في ما مضى ثم اعترف


كن محسنًا فيما بقي تلقى الشرف

واسمع كلام الله في تنزيله

إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف


at158395247745082.png
 

ككشيبة

𝘉𝘳𝘢𝘵
إنضم
1 يونيو 2019
رقم العضوية
10036
المشاركات
4,193
مستوى التفاعل
13,167
النقاط
746
أوسمتــي
5
العمر
19
الإقامة
.
توناتي
1,255
الجنس
أنثى
LV
1
 
at158395247737051.png


at158395247758486.png


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,اما بَعد ش11ق8

كِيفكُكم تونيين ؟إن شاء الله تكونوا بخِير وماتشكُوا من شَي حب2
اليوم انا متوَاجدة مَع الكيُوتن "Pan "في موضوع مشترك للقِسم العام وإن شَاء
الله استفدتوا واستمتعتوا ومامليتوا طبعًا >>كف ض9
اشكر الجميلة ,@Milli, على تصميمها لطقم الموضوع عسى ماننحرم منكحبي90
ولاتبخلوا من ناحية الردُود ها !غ9مس1
دمتم سالمين و3

في امان الله

at158395247745082.png
 
التعديل الأخير:

إنضم
19 مارس 2020
رقم العضوية
10857
المشاركات
147
مستوى التفاعل
142
النقاط
10
الإقامة
بلاد المليون ونصف المليون شهيد
توناتي
0
الجنس
أنثى
LV
0
 
ور3بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد اشرف المرسلين ور3
ور1ور1كيف حال كل من كوكي وبان الجميلتين عساكما تعيشان في رغد وسعادة اني اتمنى ذلك ور1
قبل كل شئ دعاني اشكركما نيابة عن الامة الاسلامية اجمع ..اعني بالله انظروا لعظمة هذا الموضوعو2
ق1ان الله عز وجل قد خلقنا وهدانا النجدين لنميز بمفردنا بين طريقي الخير والشر ان الله عز وجل يفتح لعباده طرق الخير دائماسما3ق6
و2فيغفر لهم ذنوبهم مهما كانت ومهما كان نوعها ان الله عز وجل يحب عباده اكثر من محبة الام لاولادها سبحان الله هل تتصور ذلك ؟و3
ففتح لعباده التوبة فكانت مسارا منيرا لا يغلق الا بعد يوم الحساب فان قصرت ايها العبد او شعرت فقط بانك مقصر غارجع الى الله اعتصم بحبل الدين انسى الدنيا ومضارها تذكر الجنة وانوارها
ق6ان الله لايضر بعباده احدا ان الله لايملك علمه احد الله رب العرش العظيم يسير الكون وفق حكمت
ه
كورونا فيه خير للارض فيه خير للبيئة فيه خير وبشر للصابرين
كنت انتظر الموضوع من فترة ننتظر مثيله موفقتانق00ور3
ان كان هناك اخطاء فاعتذر لاني كنت متحمسة للرد
 
التعديل الأخير:

آك منيتك

don't think
إنضم
30 مايو 2019
رقم العضوية
10030
المشاركات
3,693
مستوى التفاعل
8,839
النقاط
732
أوسمتــي
6
العمر
56
توناتي
155
الجنس
أنثى
LV
1
 

ق1 و عليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته ق1

كيف حال الكيوتة بان & كوكو ش2

عساكم بخير و صحة و سلامة دوماً ق1

اولا اهنيكم على طرحكم للموضوع المشترك المفيد ش1

ان شاء الله يكون في ميزان حسناتكم ق1

هدول المواضيع الدينية لازم نعملها اهتمام

خاصة في هذا الزمن الي احنا فيه

كل واحد فينا مقصر في عبادة الله حز1

لكن كل عباد الله خطّائين ، ولما نخطا لازم نتوب

و ننعل الشيطان و نرجع لله

فمثل ما ذكرتوا اسباب الي ترغبنا في التوبة ، هي اسباب مقنعة بالطبع ق1

و احنا اصلا لما نعبد ربنا راح تطمئن قلوبنا و نحس بالامان

و دائما نشوف الي كرهوا حياتهم و كذا و الي بدهم ينتحروا دائما نلقاهم اجانب

هذا بسبب ابتعادهم عن الصلاة و عبادة الله ...

ان شاء الله كل واحد فينا يهديه الله للطريق المستقيم
و يتوب ق1

المهم تسلم ايديكم على التنسيق اللطيف للموضوع
و المعلومات القيمة الي وضعتوها فيه

و تسلم ميلي على الطقم الجميل ش1

في انتظاركم في مواضيع مشتركة اخرى ضض1

تحياتي و باقة ورد

ور3ور3ور3



 
التعديل الأخير:

المتواجدون في هذا الموضوع

المواضيع المتشابهة

أعلى أسفل