"We come to love not by finding a perfect person, but by learning to see an
___ Sam Keen
-
-
-
أهل التون الكرام,
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, أخباركم اعزائي؟ يا رب اموركم كويسه و صحتكم تمام
اليوم و أخيراً جمعت شجاعتي لطرح هذا الموضوع عليكم لنرى تفاوت الارآء فيه
الموضوع اللي قدمته في الساحه بالمره السابقه كان بيناقش القوه و كيفية تحقيتها في المجتمع
كانت قوة المشاعر و الرغبات الانسانيه بحد ذاتها اللتي تطرق لها في موضوعي و اليوم...
جئت لكم بجزء جديد من أفكاري الغريبه علها تلهم البعض او تثير المزيد من الجدالات الفكريه معكم
< و الصراحه انا بعششششق الجدالات الفكريه و اختلافات وجهات النظر > عشان كدا قررت اطلع باقي خبايا افكاري معاكم
يلا كدا نبدأ بسم الله عشان طولت بزياده في المقدمه العامه دي خلوني اقدم لكم اطروحتي الجديده,
(هاتوا بقى مشروب كدا و لا سناك خفيف تسلوا نفسكم جمب قراءة الموضوع)
في بستان الجمال و بينما تتهافت النحلات العامله على جمع رحيق الازهار بكل نشاط و سعاده،
تأتي لك النسمات العليله حاملة معها عبير تلك الازهار الفواحه لتصتدم بملامح وجهك و تتلاعب بها
بكل اريحية لتشكل على محياك ابتسامة الرضى تلك، لتصاحبها عباره في غاية الدقه "كم هذا جميل
...كم هذا مثالي لبداية يوم جديد مفعمٍ بالنشاط"
المثاليه|Perfectionism هو المصطلح الجديد الذي احببت ان اناقشه معكم اليوم بطريقتي البسيطه
لنصل سويا لمعرفه جيده لهذا المصطلح و ما اذا كان بمقدورنا الوصول اليه فعلاً بشكل من الاشكال
قبل أن اعرض عليكم وجهة نظري حول هذا المصطلح الذي بات يتطور بشده بمرور الوقت عليه دعونا
نرى الجزء العلمي منه، و وجهة نظر المجتمع النفسي و الدراسات التي نفهم بها ما الذي نواجهه في هذا
العصر التطوري المليء بالمفاجئات...
بين دراسات الطب النفسي و الابحاث حول حالة المثاليه و السعي نحو الكمال|الـPerfectionism
احببت ان تكون البدايه مع السيد (MAX) الحالة العلميه التي تجمع كل اعراض هذا النوع من
الاضطرابات النفسيه في حالة دراسيه تدعى بـ [Max case study] و التي وضعها الطبيب النفسي
(جوزيف ساكس|Joseph Sacks) و التي سنتطرق منها الى هذا الاضراب النفسي الذي و ان لم نكن
جميعاً نعاني منه بشكل مباشر فهو جزء من انفسنا البشريه التنافسيه كطبيعه و لكن عندما نجعل
من طبيعتنا عامل في تدهور صحتنا النفسيه فلنا ان نفهم الاسباب بشكل صحيح و علمي لنواجه
الواقع بكل قوه__ في هذه الحاله العلميه و عندما واجه(MAX) الطبيب بالمشاكل اللتي تواجهه
و التي لم يستطع فهم سبب ظهورها و طريقة حلها اجابه الطبيب بانه يعاني من اضراب البحث
عن الكمال و السعي لتحقيقه مما جعل صديقنا ماكس يقف مستغرباً قول الطبيب بان المشكله
هي كونه يسعى للكمال و تحقيق الانجازات الصحيحه المتكامله فحسب، فحسبما وضح الطبيب
(جوزيف ساكس) الانجازات التي نسعى للوصول لها تنقسم لنوعين هما النوع الصحي و الذي
قد يشمل بشكل عام 99% من البشر العاديين؛ حيث يسعى فيه الفرد لتحسين وضعه الحالى بشكل
طبيعي و غريزي بتحفيز ايجابي لا يثير التوتر النفسي، و طبعا النوع الآخر هو الغير صحي و هو النوع
الذي يكون انجازاته عن طريق النقد الذاتي و جلد الذات للتقدم و الذي بدوره يشمل 1% من البشر
حيث تتميز هذه النسبه من البشر التي تسعى لتحقيق النجازات الحياتيه بشكل غير صحي بانها اذا
ما لم تصل لمتطلباتها و الاهداف التي وضعتها امام نفسها فانهم يشعرون بالعار و الخزي كما و كأنهم
عبئ و حمل ثقيل على العالم و كانه عار عليهم العيش بين افراده بفشلهم و ضعفهم في احد الامور!
و هو هنا ما نسميه باضراب المثاليه و السعي نحو الكمال...
ممكن انها تكمل بعدين بشكل من الاشكال لدرجه توصله انه يكون مصاب باضطراب نفسي؟!
اولاً اشكركم على التساؤل الممتاز دا و اقولكم ركزوا في اللي جاي دلوقتي< سلكولي بقى حتى
لو السؤال مجاش في بالكم اصلاً ... المهم خلوني اجاوبكم بقى,
الناقد اللاذع او (النفس اللوامه) هو مصطلح تم اطلاقه على الصوت الداخلي للشخص اللي بيوجهه
او بيعاتبه بمعنى اصح في كل تفصيلة صغيره بيعملها في حياته، و هو في العاده صوت اتكون جوانا
بطريقه غير مباشره على مدار حياتنا و تعاملاتنا مع المجتمع بكل تفاصيله، يعني و على حسب الدراسات
فالصوت الداخلي دا مش بالضروره انو يكون صوتك انت او شخصيتك انت اللي بتأمرك للتصرفات
و اللي بعيده شويه عن الصوات التلاته الداخليه اللي قال عليها صديقنا (فرويد|Sigmund Freud) [الانا|الهو|الانا العليا]
النفس اللوامه هنا هي عباره عن صوت اتكون بسبب المعلومات اللي عقلق جمعها من المجتمع المحيط
زي تعليمات و اتقادات [ أهلك|مديرك في الشغل|مدرسك| او حتى حبيبك اللي واجهته و قالك انو آسف مش
هيقدر يكمل معاك لأنكم مش مناسبين لبعض1] أيوا كدا بالظبط بسبب الاصوات الخارجيه دي بيبدأ
يتكون صوتك اللاذع اللي بيحاربك في عقلك و بيحسسك ان كل حاجه بتعملها مش كامله او لسه محتاجه
شغل اكتر > و دا فكرني بفيلم مصري اتمنى تكونوا شفتوه بما انه لأحمد حلمي اسطورة الكوميديا الهادفه
و اللي هو (آسف على الازعاج) و دا لأن طول الفيلم كان فيه زي شخص بيتصل عليه كل شويه و يحسسه
بالفشل و قلة الحيلة و يهزق فيه بس، و اللي طلوه في آخر الفيلم انو صوته الداخلي و هو بيتخيل كل دا
[ Paul L. Hewitt و Gordon L. Flett ] اصدقائنا في الموضوع دا و اللي هما من اهم علماء النفس في الكماليه
حطولنا كدا تقسيمه جميله للـPerfectionism في 3 انواع و اللي هما كالتالي :
باي طريقه و في حال انو موصلهاش فهو بكدا بيكون فاشل قدام نفسه و المجتمع و اللي بالتالي بيخليه يحط
نفسه تحت ضغط اكبر مع كل محاوله بياخدها لتحقيق انجاز او هدف معين بطريقته و منظوره المثالي دا.
و بينتظر من الناس انهم يحققوها زي ما بيتصورها و بيستغرب بكل جديه لو الناس مقدروش يوصلوا للمعايير
اللي رسمها لهم من البدايه و اللي بدوره بيدخله في حاله من الاضراب و التخاوف من العالم اللي بيعاكس تصوراته.
و اللي بيكون عباره عن ان الشخص بيشوف ان كل افكار و توقعات العالم من حوليه هي اوامر ليه و واجب عليه
تنفيذها كلها بشكل صحيح و مثالي لينال الرضا من المجتمع و على حسب افكارهم هما كدا بيحموا نفسهم من
خطر تسليط الضوء الاحمر عليهم كأنهم عار على المجتمع بتفردهم في اسلوبهم عنه و عدم تحقيق متطلبات الجميع.
جلد الذات و المعايير الغير واقعيه اللي بدأت تنتشر مع الوقت في عقولنا كبشر و تخلق حالات اضطرابات نفسيه
زي الـPerfectionism و اللي اثارت العديد من علماء و باحثي النفس البشريه زي صديقتنا (كايتي| Katie Rasmussen)
الباحثه في تأثير الكماليه في نمو و تطور الطفل في جامعة west virginia اللي قالت في مقال تم نشره في
BBC Future ان "الكماليه في طريقها انها تتحول الى وباء" و دا بسبب اضطرابات الجسديه و عقليه اللي بتصاحب
هوس الكماليه النفسي و اللي بتتجسد في [ الاكتئاب | القلق | الارهاق و الصداع المذمن | الأكل بشراهه او النحافه المفطه ]
و اللي بدور كل اللي فات دا انو يأدي بالرغبه في ايذاء النفس او الانتحار، و الاسوء من كل دا ان دا كله ممكن يأدي الى الوفاة المبكره.
-
-
-
-
خلونا نتكلم بقى بشكل عام شويه بعيد عن التقارير و البحوثات و كل الحاجات دي
لأني عندي وجهة نظر حابة اشاركها معاكم و اخد منها النقاش و الاسئله و ما الى ذلك
و من وجهة نظري دي وزي ما قال (أندرو هيل| Andrew Hill)
"الكمالية ليست سلوك. إنها طريقة للتفكير في نفسك"
ان كل واحد فينا بشكل عام له اسلوبه الخاص و نوعه الخاص من المثاليه
دا ببساطه سبب خلق الاختلافات لأن مش بالضروره نكون مثاليين بنفس النمط، لكن نقدر نخلق
لنفسنا الصوره المثلى الخاصه بينا و اللي مش بالضروره ترضي الجميع لان نسبة 100% دي مش منطقيه
و ان مفيش شخص يقدر يتصف بالكمال و المثاليه في كل حاجه على طول و للابد!
لأننا دايما بنحاول فهنقدر نوصل للصوره الكامله اكيد في مره من مرات المحاوله بس الاستمرار في الكمال
نفسه هيقتلك لأنك بتمثل عشان تغطي الجزء اللي فيه الخلل عندك و محدش بيقدر يمثل للأبد
فأكيد هتيجي اللحظه اللي تخليك ترجع على طبيعتك و اللي بسميه (الاسترخاء) لأنك عشان تبقى
مثالي لازم تدي لنفسك متسع من الراحه ترجع نفسك العنفوانيه للحوايه عشان متتجننش عليك و تطلع في وقتها الغلط.
(حدد اهم الصفات اللي مش ممكن تستغنى عنهم في رسم كمالية الشخص اللي قدامك من منظورك الشخصي)
و بس هنا أكون وصلت معاكم للنهايه أتمنى يكون الموضوع خفيف عليكم
و استمتعتم بقراءته بالرغم من دمجي للهجه العاميه و العربيه و كل ما طاب لي من لغات
تحياتي أعزائي مع خالص الود و الاحترام مع تمنياتي بدوام الصحه و العافيه للجميع
التعديل الأخير بواسطة المشرف: