- إنضم
- 12 مايو 2019
- رقم العضوية
- 9970
- المشاركات
- 7,199
- الحلول
- 13
- مستوى التفاعل
- 34,911
- النقاط
- 2,076
- أوسمتــي
- 54
- العمر
- 30
- الإقامة
- Deutschland
- توناتي
- 10,270
- الجنس
- أنثى
LV
13
الشعراء الجاهليون تعدّدت أغراض الشعر في العصر الجاهلي بين هجاء ومدح وغزل وفخر، وقد برع الجاهليون في النظم
في هذه الأغراض على تفاوت الإبداع في النظم الشعري في هذه الفنون بين شاعر وآخر، فمنهم من برع في الغزل مثل عنترة
بن شداد وزهير بن أبي سلمى، ومنهم من برع في الهجاء مثل حسان بن ثابت، وقد سار شعراء الجاهلية قد على نظام واحد
يقوم على تقسيم القصيدة إلى أقسام حيث تستهل القصيدة بالوقوف على الأطلال، ثم استيقاف الرفيق ووصف الرحلة، ثم المدح
والفخر ثم الحكمة، ولعل من أبرز هؤلاء الشعراء: الحارث بن حلزة والنمر بن تولب والخنساء وكعب بن مالك والنابغة الذبياني
والشنفرى وتأبط شرًا وطرفة بن العبد الذي عرف بفضل معلقته.
طرفة بن العبد (86/539 م-60 ق.هـ/564 م) شاعر جاهلي شهير، من الطبقة الأولى وهو أحد أصحاب المعلقات.
وهو عمرو بن العبد بن سفيان من بني ضبيعة بن بكر بن وائل وطرفة لقبه وأمه وردة وهي أخت الشاعر المتلمس وكان
لطرفه أخ اسمه معبد و أخوات إحداهن شاعرة اسمها الخرنق أم منازل قومه فكانت البحرين عاش بالفترة. تنقل في بقاع نجد.
واتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه. ثم أرسله بكتاب إلى المعبر (عامله على البحرين وعمان) يأمره فيه بقتله، لأبيات
بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر، شاباً، في "هجر" قيل: ابن عشرين عاماً، وقيل: ابن ست وعشرين. أشهر شعره
معلقته، ومطلعها: لخولة أطلال ببرقة ثهمد, وقد شرحها كثيرون من العلماء. وجمع المحفوظ من شعره في (ديوان - ط) صغير
ترجم إلى الفرنسية. وكان هجاءاً. غير فاحش القول. تفيض الحكمة على لسانه في أكثر شعره.
وهو عمرو بن العبد بن سفيان من بني بكر من قبيلة وائل، وطرفة لقب لقّب به ويعني المال الموروث، ولد في
البحرين في بيت عريق الأصل، إلا أنه تيتم في صغره مما جعل أعمامه يضيقون عليه العيش طمعًا بميراثه
فظلموه ووالدته ظلمًا شديدًا، وذلك قد دفعه للتمرد على قبيلته والخروج عليها، ووالسعي في الإنفاق إسرافًا وتبذيرًا
كما أنه قد اعتزل أهله وعشيرته، وندد بهم في الشعر فقال:
ما تَنظُرونَ بِحَقّ وَردَة َ فيكُمُ، صَغُرَ البَنونَ، ورَهطُ وردة َغُيّبُ
قد يَبعَثُ الأمرَ العَظِيمَ صغيرُهُ حتى تظلّ له الدماءُ تَصَبَّبُ
والظُّلْمُ فَرّقَ بينَ حَبّيْ وَائِلٍ: بَكرٌ تُساقيها المَنايا تَغلبُ
كان طرفة بن العبد شاعرًا حاذقًا فخورًا بشعره، كما كان الشعر له منجاة له في كثير من السقطات، إذ يذكر
أن طرفة بن العبد قد فقد ماله، واحتاج أهله وعشيرته، فعمل لدى أخيه راعيًا للإبل حتى ضيّعها، فسأله أخوه إذا
كان بمقدوره أن يرد إبله بشعره، ففعل وحصل لنفسه على إبل منها وظل ينفق منها كافيًا نفسه مر السؤال والحاجة.
برع طرفة بن العبد في نظم الشعر، وتكشّفت حذاقته الشعرية في سن صغيرة، ولعله كغيره من شعراء العصر
الجاهلي قد جعل من الشعر وثيقة يفرغ فيها ما يعثر به من عقبات الحياة، ويسجل فيها ما أحرزه من نقاط نصر
على أعدائه وعشيرته ونفسه أيضًا، فالظروف الصعبة التي عاشها طرفة بن العبد في صغره والمعاناة التي قاساها
خلال فترة حياته بين أعمامه بعد وفاة والده، عملت على صقل شخصيته الاجتماعية من جهة، والفنية من جهة
أخرى، فقد اتخذ لنفسه ردة فعل قوية تجاه ما لقيه من أبناء عشيرته وفضل اعتزالهم، وانكب على نفسه وصحبه
يلهو ويمضي ما تبقى له من أيام العمر، إلا أن الحياة لم تساوره فسرعان ما انقلب حاله وتغير وتخلى عنه
رفقته وأصحابه، وارتأى الرجوع إلى حضن العشيرة ثانية، وبذل العمل الشاق فيها والسعي من أجل الكسب
ومن هنا ظهرت أولى حذاقاته الشعرية وقت استرداده نوق أخيه بشعره، فبدا الشعر له وسيلة وهدفًا في آن معًا
وجعل من شعره موقدًا يصقل فيه تجاربه ويصوغ فيه مغامراته وعراكه مع الحياة، فاكتسى شعره
بلون الحكمة والوقار كما في قوله:
إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسلاً
فأرْسِلْ حَكِيماً، ولا تُوصِهِ
وإنْ ناصحٌ منكَ يوماً دنَا
فلا تنأَ عنه ولاتُقْصهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوَى
فشاوِرْ لبيبًا ولاتعصهِ
وَذو الحَقِّ لا تَنتَقِص حَقَّهُ
فَإِنَّ القَطيعَةَ في نَقصِهِ
ولعلّ هذه الحكمة التي اكتسبها طرفة بن العبد من خلال تجاربه في الحياة، كانت نابعة من تلك الثقة بالنفس
التي تسامت بلا حدود، والتي قد تنامت لديه واكتسبت وقت اعتزاله أهله وعشيرته واختلائه بنفسه وبصحبته
إذ استشعر في نفسه القوة والقدرة على الاعتماد على الذات وعدم الاحتياج إلى الآخر، إلا أن الحياة لم ترغب
بتعليمه هذا الدرس وحده، فألقت عليه بصفعتها وأدارته حيث الحاجة لكل ما قد تخلى عنه وتركه،فأيقن في قرارة نفسه
أهمية الموازنة بين الذات والآخر، بين الفرد والجماعة، فصنع من نفسه شاعرًا حكيمًا مفاخرًا، ويقول في فخره بنفسه
وعزته:
إذا القومُ قالوا مَن فَتًى ؟
خِلتُ أنّني عُنِيتُ فلمْ أكسَلْ ولم أتبَلّدِ
أحَلْتُ عليها بالقَطيعِ فأجذَمتْ
وقد خبَّ آل الأَمعز المتوقد
فذلك كما ذالت وليدة مجلس
تُري ربّها أذيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
ولستُ بحلاّل التلاع مخافة
ولكن متى يسترفِد القومُ أرفد
وإلى جانب ذلك فقد تميز شعر طرفة بن العبد بالكثير من السمات الفنية، فهو يلجأ لاستخدام المحسنات البديعية
دون تكلف، وألفاظه جزلة مستوحاة من صور الطبيعة الجاهلية، ويتسم شعره بالإيجاز، إضافة إلى الحس
الموسيقي العميق الذي يخلفه الوزن والتصريع بالقوافي.
من المعروف أن طرفة أنفق ماله الموروث إنفاق غر جاهل، مقبل على الحياة مستنفد متع اليوم، هاربًا من التفكير
بغد لا يضمن فيه لنفسه شيئًا. وظل كذلك: ينفق عن سعة والأصدقاء يتحلقون حوله، إلى أن افتقر ونفد ماله. تلفت حواليه
فوجد الأصدقاء يبتعدون والرفاق يتخلون، والأهل الذين كانوا يلومون وينصحون باتوا ناقمين متجنبين. لقد غدا وحيدًا
وحيدًا، فتألم وندت عنه صيحة أسىً: “أفردت إفراد البعير المعبد”. وكانت التجربة قاسية، تركت أثرًا عميقًا في نفسه، وتجلت
في شعره.
إننا لا نعرف الكثير عن علاقة طرفة بوالده، لكن إذا صح افتراضنا أن العبد كان متزوجًا من امرأة أخرى بكرية هي
أم معبد، غير وردة أم طرفة، وقبل زواجه من هذه، فإن تمييزًا في المعاملة، لا شك واقع بين طرفة وأخيه: فهذا بالنسبة
إلى البكريين هو أصيل الجذرين، وبصفته الولد البكر يستقطب العناية ويكون له نوع من السلطة على الأخ الصغير.
والواقع أن طرفة، حين احتاج إلى مساعدة معبد أخيه لم يبادر هذا إلى تقديم مساعدة عفوية، بل عرض عليه عملًا عنده وهو
عمل غير ذي شأن ولا بمستوى طموح الشاعر، بل إنه أقرب إلى عمل السوقة والخدم والخاملين، نقصد به رعي الإبل.
وحين أحس معبد من أخيه تقصيرًا في رعاية إبله، وانشغالًا عنها بالركض خلف القوافي الشاردة، قرعه وأنبه وهدده بأنه
لن يتهاون معه إذا فقدت الإبل، وأن الشعر لن تكون له أدنى شفاعة عنده. وحين فقدت الإبل، لم يتهاون معبد مع الشاعر، بل
حقق فعلًا تهديده وتطلب إعادة إبله بأية وسيلة: لم يرق، ولم يسامح كما يفعل الأخ، ولم يقدم قط مساعدة بل بقي متفرجًا
مع المتفرجين منتظرًا شأن الأغراب البعداء. ووجد طرفة نفسه يدق الأبواب ويسعى إلى باب كل جواد كريم من عائلته
طلبًا لعون، ولا عون. ليس إلا اللوم والتقريع والتهرب. ويجد طرفة نفسه مرة أخرى فريسة للأسى والتخلي، ويأسف على أنه
لم يكن من ذوي اليسار ولا من السادة الكثيري الخير الكثيري الولد، ويتمنى لو أنه كان قيس بن خالد أو عمرو بن مرثد.
ويسمع السيدان الكريمان بالأمنية، فيعدانها مدحًا يتوجب عليهما إثابته فيثيبان. هكذا ابتسم الحظ لطرفة إذ وجد من يقبض
عملة الشعر ويقايضها بالإبل، فخامره الزهو بموهبته الشعرية إذ غدت رأسمالًا مؤكَّد الربح … رد الإبل لمعبد وبقي له منها
ما يغذي مرحلة جديدة من اللهو والإنفاق والتبذير، إلى أن يفتقر .
وجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند، وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح). وكان طرفة في صباه معجباً
بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً
فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا" بعدها كتب عمرو بن هند لكل من طرفة
والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه
حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل
الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها: "باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس
فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً". فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو
أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها. فلما وقف المكعبر على ما جاء في الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب
لما كان بينه وبين الشاعر من نسب ، فأبى . فحبسه الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير قاتله".
فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها". فقال: "إن كان ولا بدّ
فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.
بعد رحيله عن قبيلته، بدأ تجواله في جزيرة العرب متسلحاً بهجائه المهذب، يدافع به عن نفسه ضد المتربصين له، خلال ترحاله
نظم معلقته التي ارتقت به إلى مصاف شعراء الجاهلية الأوائل رغم صغر سنه. فقد احتلت هذه المعلقة قسماً لا بأس به من ديوانه
الذي تميّز بالحس الإنساني الراقي وهو فريد من نوعه في الشعر الجاهلي، فقد احتوت قصائده الشعرية على معاني فلسفية عن
الحياة والموت، وتقول بعض الروايات أنه اشترك بحرب البسوس التي دارت رحاها في نجد بين قبيلتي تغلب وبكر بن وائل.
نظم طرفة المعلقة بعدما لقيه من سوء معاملة واضطهاد من ذوي قرباه، وخاصةً ابن عمه، وربما نظمت المعلقة في أوقات متفرقة
فوصفه للهو والمجون والسكر ربما نظم قبل تشرده، أما وصفه المسترسل للناقة فقد يكون بعد نفيه وتشرده، أما عتابه لابن عمه ربما
نظم بعد خلافه مع أخيه معبد، وفي المعلقة أيضاً هناك وصف لأخلاق العرب الكريمة، بالإضافة إلى أنها تنقل صور الحالة الاجتماعية
والاقتصادية في تلك الفترة. وصل طرفة بآخر رحلته إلى مملكة الحيرة، فأصبح نديم ملكها عمر بن هند، ولكن شعره الموزع بين المرأة
والفروسية والخمر، والذي كان بالنسبة له هو الحياة نفسها، ويقال أنه هجا الملك نفسه مما أثار غضبه.
شعر طرفة قليل لأنه لم يعش طويلاً. ولكنه حافل بذكر الأحداث، ويعكس أفكاره وخواطره بالحياة وبالموت، وتبرز فيه
الدعوة لقطف ثمار اللذة الجسدية والمعنوية قبل فوات العمر. وقد ترك لنا طرفة ديواناً من الشعر أشهر ما فيه " المعلّقة ".
ويحوي الديوان 657 بيتاً ، أما المعلقة فيبلغ عدد أبياتها (104) بيتاً وهي على البحر الطويل. ومن موضوعاتها:
1 - الغزل - الوقوف على الأطلال ووصف خولة.
2 - وصف الناقة.
3 - يعرّف نفسه ثم يعاتب ابن عمه.
4 - ذكر الموت، ووصيته لابنة أخيه أن تندبه.
لقد كان لشعر طرفة بن العبد أهمية بالغة في رفد مصادر الأدب واللغة بالشواهد والعبر الشعرية، لذلك فقد عني الدارسون
بجمع أشعار طرفة بن العبد في دواوين وعمدوا إلى شرحها وتفسيرها والتعقيب عليها، هذا بالإضافة إلى الكتب التي
تناولت قصائده بالدراسة النقدية واللغوية، ومنها:
ديوان طرفة بن العبد - عبد الرحمن المصطاوي
Animetoon - GoogleDrive
عدد الصفحات: 88
دار النشر: دار المعرفة للطباعة و النشر و التوزيع
سنة النشر: 2006
النوع: ديوان شعري
التصنيف: شعر
ديوان طرفة بن العبد - مهدي محمد ناصر الدين
Animetoon - GoogleDrive
عدد الصفحات: 85
دار النشر: دار الكتب العلمية
سنة النشر: 2002
النوع: ديوان شعري
التصنيف: شعر
نبذة عن الكتاب:
وفيه تم شرح ديوان طرفة بن العبد، وتفسيره كما أرفق فيه طائفة بالشعر المنسوب إليه.
الذات و الآخر: قراءة في شعر طرفة بن العبد
Animetoon - GoogleDrive
عدد الصفحات: 130
دار النشر: عالم الكتب الحديث
تأليف: نضال ملكاوي
سنة النشر: 2019
التصنيف: شعر
نبذة عن الكتاب:
وهي دراسة عمد إليها نضال يوسف محمد ملكاوي، لتحليل شعر طرفة بن العبد للكشف عن أثر الذات في تشكيل
بنيته الشعرية، وصراعها مع الآخر المتمثل بالعشيرة والصديق.
انمي تون - قوقل درايف
عدد الصفحات: 130
دار النشر: عالم الكتب الحديث
تأليف: نضال ملكاوي
سنة النشر: 2019
التصنيف: شعر
نبذة عن الكتاب:
الصورة الشعرية في قصائد طرفة بن العبد وبيان أثرها في التشكيل المضموني والفني.
انمي تون - قوقل درايف
عدد الصفحات: 130
دار النشر: عالم الكتب الحديث
تأليف: نضال ملكاوي
سنة النشر: 2019
التصنيف: شعر
نبذة عن الكتاب:
وهي دراسة قام بها محمد علي الهاشمي، ووقف خلالها على حياة طرفة بن العبد ونسبه، وأبرز أعماله الشعرية.
التعديل الأخير: