- إنضم
- 4 مايو 2013
- رقم العضوية
- 199
- المشاركات
- 2,186
- مستوى التفاعل
- 7,974
- النقاط
- 1,295
- أوسمتــي
- 16
- الإقامة
- Underworld
- توناتي
- 2,194
- الجنس
- أنثى
"قلَّبت كلَّ الأوجه التي أخبرونِي أنها لِي، ولكن لم أجدنِي فيها
وبقيتُ في منتصَف الجسر معلقًا بينِي وبينِي، أبحثُ عن الانتماء"
على ضوء القمر الخافت أتحسس طريقي لاهثا بين الأحراش المظلمة، أبحث عن الخلاص دون أن أدرك سبيله
أسكب خلفي دمي وأحلامي وآخر ما تبقى من دموعي .. أتعثر بأفكاري وأسقط في وهدة أكلت العمق حد التخمة
وهدة مبتورة القاع والجدران، فأكابد سقوطُا دون راحة الارتطام .
أٌعَلِق ذراعَيَّ لأتشبث بالهواء في محاولة يائسة لاستعادة توازني
لكن لاشيء على المدى غير قرص القمر المهول، والنجوم حوله تراقبني بنظرات شزرة
تترقب تكسر عظامي لا غير ...
في ذلك الهوي، تنبثق فوقي مخالب حادة ذات عيون قانية تلمع
تثيرها رائحة دمائي، أقرأ في أعينها بوضوح رغبتها في التهامي
خلفي موجة تود أن تستقر في تشعبات رئتي، تجذبني أذرعها وتحاول غمري تحتها
فأكاد لا أعرف لأي الصيادين سأذهب
أكابد الصراخ، ولا شيء يخرج من حنجرتي سوى خوار صامت ...
. . .
أفيق نادي الجبين ابحث عن الذئاب والبحر في غرفتي الضيقة،
أبحث عن صوت النجوم ، والقمر الذي فتح عينه على اتسَاعِها ليشهد على الوليمة
لا شيء .. سوايا والصمت وقرعٌ مطولٌ على خافقي .. انه نفس الكابوس مرة اخرى..
أرخيت جذعي على سريري وثبت بصري على السقف التقط انفاسي أتساءل للمرة الألف، من سيفوز بالفريسة
في اليوم الموالي ؟ الذئاب أم البحر؟
<> <> <> <>
الشمس في فورت ساسكاتشوان لا تجيد الشروق في مثل هذا الوقت من السنة، بل ترسل القليل من الأشعة
الباردة المتقطعة لتنبئ الناس بأن الصبح قد حل، بينما الظلام لايزال يستلقي فوق الأشجار والأبنية
ويغط في نوم هني طوال اليوم بين الأزقة والشوارع .. كنت اتفقد ساعة المنبه للمرة الألف منذ افقت
من كابوسي المعهود حين دقت أمي باب غرفتي تناديني بصوت خافت:
"أرثي .. استيقظ إنه موعد المدرسة"
أشرت بيدي لها أن نعم كعادتي ..
ثم وقفت متثاقلا أنفض الأمس عني، ولكن النعاس تشبث بأهدابي فتركته معلقا ككل مرة ليرافقني في يومي
ثم يهجرني في المساء..
إنه يوم الثلاثاء، حسب جدول أمي سأرتدي رداءً ذا قلنسوة أحمر، لا أحب هذا اللون ولكن لا أملك امتياز
الرفض أو التعبير عن ذاتي لأني دميتها المفضلة وستلبسني ما تريد .. يقول الجدول أني سأتناول
وجبات نباتية كما كل يوم ولا يهم أني أحب قطع الدجاج، يقول كذلك انه لا وقت لي للتسكع مع اصدقائي
فسأبدأ دروس الكيمياء بعد الدوام وأقوم بواجبات اضافية وأحل معادلات معقدة لا طائل منها ولا يهم
أني أود بعض الصحبة وبعض العاب الفيديو وأفضل دروس البيانو وقت فراغي، لا يهم أني أود ان أكون
موسيقيا إن اختارت هي أن أكون عالما ...
اليوم هو يوم عصيب لأني قد لا ألتزم بالجدول كونه دور أبي
في امساك الدمية، وهذا يصيب لوثة المثالية التي في عقلها بالجنون ، انها تود لو تخطف لعبتهما
المشتركة للأبد وتحتفظ بها لنفسها ..
في الطريق إلى محطة القطار ، وابل من الأوامر والتعليمات يهاجمني من كل صوب للالتزام بالمسار الذي
تخطط لأدق تفاصيله منذ كنت جنينا، تسخط بين التعليمة والأخرى على والدي ثم توضبني لرحلتي إلى لوس
بانوس حيث تتغير اليد التي تلعب بي ..
أنا آرثر باييت .. أصابتني لعنة الماريونت، لأصير دمية بين يدي مطلقين يريدان نسخ نفسيهما على
وجهي، وبين أصابهما التي يحاولان حشرها في فمي، تختفي ملامحي وأفقد ذاتي في الطريق بين فورت ساسكاتشوان و لوس بانوس .
#مُلهم_3
التعديل الأخير بواسطة المشرف: