- إنضم
- 23 مارس 2019
- رقم العضوية
- 9841
- المشاركات
- 5,901
- الحلول
- 2
- مستوى التفاعل
- 26,738
- النقاط
- 1,141
- أوسمتــي
- 21
- العمر
- 32
- الإقامة
- Kuwait
- توناتي
- 10,870
- الجنس
- أنثى
LV
5
عجباً لقسوة هذي الحياة !
حين تنقض على الانسان فـ تجعله منكسراً و ضعيفاً بعد ما كان قوياً و مصدر قوه لـ غيره ..
بعد ان اخذت منه كل شي واهوا لا يزال في بداية طريقه في الحياة و أمامه الكثير من الطموحات و الأحلام التي يجب ان يحققها
ان ينفذ الرساله المطلوبه منه وان يكون ذو مسؤوليه كبيره جدا و قد تكون هذه المسؤوليه أكبر من قدرته ..
ان يكون ( نوراً ) لعتمة الكثير من حوله !
لكن من اعتاد ان يكون نوراً سيرجع و ينير كل ما بحوله
حتى لو مر بأصعب الظروف و اقساها !
نور فتاة في الخامسة عشر من عمرها تحمل على عاتقها مسؤوليه كبيره بعد ما توفيت والدتها منذ سنه
فـ أصبحت المسؤوله عن أبيها و عن أخواتها الصغار
يدعى أحمد و هو يعمل في التجاره البحريه و صاحب مركز كبير في مجال عمله
تزوج بوالدة نور منذ 16 سنه بعد ان وقع في حبها في المرحلة الجامعية
( مرام ١٢ سنه - هيا ١٠ سنوات - منار ٨ سنوات - أمل ٤ سنوات )
بدأت نور بتكريس حياتها لأخوتها فـ اصبحت لهم الأم وهذا الشي الذي جعل نور تكبر في العمر كثيرا في نظر الآخرين وهي لا تزال صغيره !
كانت نور تحمل قلبا ابيضا و نظيف و تحب مساعدة الآخرين حتى انها شاركت في العديد من الاعمال التطوعيه
تخلت عن أحلام المراهقه و تهور هذا السن كما تفعله الفتيات في مثل سنها !
" لا بأس اذا تخليت عن الكثر من الاشياء في سبيل التفرغ لأخوتي "
هذا ما قالته ( نور ) عند مكالمتها مع أعز صديقه لها و هي ( ساره )
ذات ليله رجع والدها الى البيت متأخرا فـ رأى نور وهي جالسه تشاهد التلفاز بعد ما ناموا أخوتها
جلس والدها بجانبها فـ قال لها :
" عزيزتي نور أريد ان آخذ رأيك بشي مهم "
تفاجأت نور و قالت : " ماذا هناك يا أبي ؟ "
قال والدها :
اعتقد بأنني سوف أتزوج يا ابنتي ! وهذه المرأه اختارتها لي أمي منذ فتره ف ما رأيك بهذا ؟
ابتسمت نور و قالت : " اختر ما تراه مناسب لك يا أبي "
اندهش والدها من ردة فعلها السريعه و الغير متوفعه فقال لها :
هل انتِ متأكده يا ابنتي ؟
وقالت واهيا مبتسمه أيضا : نعم متأكده لان سعادتك تهمني جدا يا أبي
فرح والدها كثيرا من جوابها و صعد الى غرفته و اتصل على والدته و اخبرها
وفي نفس الوقت ذهبت نور الى غرفتها و اغلقت الباب فبدأت بالبكاء بصوت منخفض !
لانها لا تريد من الزوجه الجديده ان تحل محل والدتها المتوفاه و بنفس الوقت لاتريد ان تكون انانيه و تحرم والدها بأن يعيش حياته و يتزوج مره أخرى
دفنت ألمها في وسادتها و نامت !
تزوج والد نور من أمرأه غايه في الجمال تدعى ( سعاد ) ومن عائله متوسطة الدخل
و تطمح ان ترتبط برجل وسيم و مقتدر و يملك الكثير من المال
وهذا ما جعلها تتزوج بوالد رغم معرفتها بأنه أرمل ولديه ٥ بنات
توالت الايام و تزوج والد نور من سعاد و ذهب الى جزيرة بالي لقضاء شهر العسل
بعد اسبوعين رجع من السفر و دخل الى المنزل ممسكاً بيد زوجته الجديده
و وقفن بناته الخمس امامه لإلقاء التحية عليها فاستقبلوها بابتسامه قائلات :
" أهلا و سهلاً فيك بيننا يا خاله ومبارك الزواج "
ابتسمت سعاد لهن لكن ! عندما ألتفت و رأت نور اعطتها ابتسامه غريبه جداً !!
احست نور بأن هناك أمر ما خلف هذه الابتسامه الغريبه
لكنها لما تكترث و بادلتها بابتسامه لطيفه ..
بعد مرور الايام تعايشت سعاد مع نور و أخوتها و اصبحت تتقرب من اخوتها الصغار و كان الهدف هو كسب قلوبهم وان تظهر بصوره رائعه امام زوجها !
لكن هدفها هو ان تلغي دور نور تماماً بسبب غيرتها على كل ما قدمته نور وعلى عطاءها الكبير و محبة الناس لها !
يوم عن يوم يزداد شعور الكره و الحقد في قلب سعاد لـ نور خصوصا بعد ما احست ان الجميع يرى نور كالملاك واصبحت سيرتها الطيبه
في لسان كل شخص واصبحت محور اهتمام الكثير من حولها !
ف لم تعد سعاد تتحمل كل هذا الاهتمام التي تراه مبالغ فيه لـ نور خصوصا انها من النوع الغيور جدا و محبه لجذب انتباه كل من حولها
ف بدأت تخطط للايقاع بـ نور وابعادها عن طريقها بل وقد تمنت انها تختفي تماما !
فكرت كثيرا كيف ممكن ان تطفئ بريقها الداخلي؟
كيف تجعلها ضعيفه و غير قادره على عمل اي شي ؟
كيف تمحي اهتمام الناس بها ؟
كيف تفقد ثقة أباها و أخوتها لها ؟
لاحظت سعاد اهتمام نور بالرياضه كثيرا ف كانت لدى نور صاله رياضيه صغيره في قبو المنزل
وفيه بعض الاجهزه الرياضيه التي تواضب على التمرن فيها بشكل يومي !
ولاظت ايضا ان نور قبل التمرين تتقوم بشرب شراب ( البروتين ) نظرا لان نور لا تفضل أكل البروتينات مثل البيض و غيره
فـ تستبدله بشراب البروتين !
تدعى ( ماجده ) حيث تعاني من الاكتئاب الشديد وفي آخر زياره لها الى الطبيب وصف لها عقاقير مضاده للاكتئاب
وحذرها من استخدام أكثر من حبه في الأسبوع الواحد !
تذكرت سعاد هذا الأمر فـ ذهبت لزيارة والدتها وقامت بالتسلل الى غرفتها واخذت 5 حبات من عقاقير الاكتئاب
ظن منها ان والدتها كبيره في السن و قوة الملاحظه لديها شبه معدومه ف لن تلحظ اختفء بعضا من هذه العقاقير
قامت سعاد بطحن العقاقير وقامت بخلطه مع البروتين حتى لا تلحظ نور
والبروتن عباره عن علبه كبيره من ماده طحينيه يوضع في الثلاجه و يتم استخدام ملعقه واحده فقط منه و يخلط مع الماء ومن ثم يصبح صالح للشرب !
في اليوم تالي شربت نور البروتين وبدأت تمرينها بشكل عادي ولم تظهر اي علامة غير اعتياديه
لكن بعد اليوم الثالث من بداية شربها للبروتين المخلوط بعقاقير الاكتئاب احست نور بإرهاق شديد
وبدت شهيتها تقل بشكل كبير و أصبحت عاجزه عن فعل أي شي
تراودها الكوابيس في كل ليله و أصبحت لا تخرج من غرفتها الا قليلا
لم تعد قادره على تحمل مسؤوليه أخوتها بعد ان اعتادوا ان يكون تحت ظلها دائما !
لم تعد قادره على الذهاب الى المدرسه مع انها في آخر سنه لها في المرحلة الثانويه
انطفأت نور !
نعم انطفأت بعد ما كانت هي مصدر النور ومصدر القوه لأخوتها و لجميع من حولها
اصبحت انسانه ضعيفه و هشه غارقة في دوامة الاكتئاب !!
استغرب والدها و أخوتها من هذا التغير الكبير و المخيف الذي حدث لـ نور
أصبح والدها قلق جدا ولا يعرف ما تفسير هذا التغير المفاجئ
جلس معاها عدة مرات وقامت باستجوابها لكن نور و رغم انطفائها كانت تبتسم بألم لوالدها قائله :
" انا بخير يا أبي لا تقلق علي "
رد عليها : كيف لا أقلق وقد أصبحتي بهذا الحال ؟
ردت مره أخرى قائله : " أنا بخير " ثم قامت بتقبيل رأسه وصعدت الى غرفتها
في هذه الاثناء قامت سعاد بأخذ دور نور حيث اهتمت بأخوتها واصبحت المسؤوله عنهم كما ان معاملنها اصبحت لطيفه جدا معاهم
وكانت تكرس يومها بالكامل لهم .
وبعدها اخذت بالاهتمام بزوجها محاولة صرف اهتمام والدها بما حدث لـ نور !
في اليوم التالي خرجت نور من غرفتها و هي منهاره بالكامل
صرخت بأعلى صوت " أبي " !!
فزع والدها من نومه و هرع إليها و لقاها ملقاة على الأرض مطفيه بالكامل و كأنها جثه هامده !!!
اخذها مسرعا الى المستشفى برفقة زوجته سعاد وهي مرتديه قناع الكذب و التمثيل
وصل في الوقت المناسب و استطاع ان ينقذ ابنته في آخر دقيقه
لكن أتته الصدمه الكبيره
" ابنتك يا سيدي لا تزال فاقده للوعي بسبب تعاطيها جرعه زائده من عقاقير المضاده الأكتئاب "
هذا ما قاله الطبيب لوالد نور حيث جلس ما يقارب الـ 10 دقائق وهو في حالة صدمه ولا يستطيع ان يتفوه بكلمه وحده !
وكانت سعاد في حالة صدمه أيضا لانها لم تتوقع ان يكون الوضع كارثي جدا !
اخذت سعاد زوجها الذي لا يزال في حالة صدمه مما حدث لابنته الى المنزل
و كان في انتظارها أخوة نور الذين لا تزال دموعهم تنهال على ما حدث لأختهم
صعد والد نور الى غرفة لعل يجد اجابه لسؤاله : لماذا فعلت هذا ؟
ماذا حل بنور كي تتعاطى هذا النوع من العقاقير ؟
ومن الذي أدى بها الى هذا ؟
لكن للأسف لم يلقى اي اجابه لتساؤلاته !
وفي هذه الاثناء اخذت سعاد الفتيات و ذهبت الى غرفتهم وقامت بتهدئتهم و طمأنتهم بحال نور
وانها ستصبح بأفضل حال بأقرب وقت و سترجع الى المنزل بإذن الله !
كان أحمد مستلقي على فراشه يحاول ان يهدأ و يفكر بما حدث لإبنته فجأه ! اتصلت والدة سعاد على هاتفها الذي كان موجود على الطاوله
" يا سعااااد ! هاتفكِ يرن "
هذا ما قاله والد نور وهو ينادي بأعلى صوت لسعاد لكنها لم تسمعه
فقام ليغلق صوت هاتفها المزعج لكن رأى ان والدة سعاد فظن انها اتصلت لتطمئن على حال نور
فأجاب على الهاتف قائلا : مرحبا يا خالتي انا أحمد
فأخذوا بالحديث معا واخبرها بما حل ب نور بتفصيل !
قالت له بالنهايه : سأذهب غدا لزيارتها ثم سآتي لزيارتكم كي أرى سعاد و الصغيرات
ذهبت والدة سعاد الى المستشفى لزيارة نور ولتطمئن على حالتها جلست و عيناها مليئه بالدموع
مسكت يدها وهي لا تزال فاقده للوعي قائله " انا آسفه يا ابنتي "
لقد عرفت والدة سعاد الحقيقه كامله و ستظهر بعد قليل !
اتجهت والدة سعاد لزيارة والد نور و ابنتها دخلت و جلست في غرفة الضيوف
ولا تزال عيناها منهمره بالدموع بسبب ما حدث لـ نور
اتت ابنتها ووالد نور والفتيات وقاموا بإلقاء التحيه عليها فأحتضنت الفتيات قائله لهم وهي مبتسمه وعيناها مليئه بالدموع
: ان نور بخير و قد اشتاقت إليكم و ستعود قريبا الى المنزل
فرحوا اخوتها من هذا الخبر كثيرا تم رفعت عيناها قائله لوالد نور : أحمد اريد ان اتحدث معك قليلا انت و سعاد
رد عليها : " بالطبع يا خاله " فـ طلب من الفتيات ان يذهبن و يلعبن بغرفتهن
جلست والدة سعاد و نظرت لأبنتها بنظره مليئه بالخيبه و الغضب
قائله : سعاد ! هل تعلمين اين هي الـ5 حبات من عقاقيري المضاده للأكتئاب
لإني فقدتها بيوم زيارتك الاخيره لي !
انصدم والد نور قائلا : ماذا تقصدين يا خاله ؟
قاطعتهم سعاد بارتباك شديد قائله :
" أمي يبدو انكِ متعبه ولم تأخذي دوائك اليوم "
فصفعتها والدتها صفعه قويه قائله :
انا لست متعبه وواعيه بكل ما حولي ياا سعااد
اعرف انك من أعطى العقاقير لتلك الفتاة المسكينه !!
الغيره و الحقد جعلت منكِ وحشاً مجرداً من الضمير والاحاسيس !!
صحيح اني مريضه و اعاني من الاكتئاب لكن ضميري لا يزال حي و مستحيل أن أرى الخطأ أمام عيني و اسكت
مستحيل ان ارى ابنتي ترتكب جريمه كبيره و اتستر عليها ..
انهارت سعاد بالبكاء و سقطت على الأرض واخبرتهم ما حدث وكيف وضعت العقاقير بعلبة البروتين الخاصه بـ نور
و لا يزال والد نور مصدوما مما رآه و سمعه !!
توجهت والدة سعاد الى والد نور قائله :
" لك الحق بأن تتصرف بشأنها اي تصرف مناسب .. فأنا ليست لدى ابنه تدعى سعاد بعد الآن !"
خرجت والدتها من المنزل و صراخ سعاد من خلفها : امي ارجوكِ لا تتركينني !!
ألتفت والد نور لسعاد وهو يشتعل غضبا
" لماذا فعلتِ هذا ؟ ماذا فعلت لكِ ابنتي ؟ "
وقبل ان يتجهه لضربها اتت مكالمه من المشفى
" استاذ أحمد ؟ نور أخبارك بأن ابنتك نور قد استيقظت وقد تحسنت حالتها "
والد نور وقد انهالت دموعه من الفرح : الحمدلله يارب الحمدلللله !!
اغلق الهاتف وقبل ان يغادر لكي يتوجه الى المستشفى
قال لسعاد : ستأتين معاي و ستواجهين إبنتي و ستخبريها بكل شي بنفسك
و سوف تسقطين على قدميها متوسلة اليها ان تسامحك وتغفر لك على فعلتك القذره !!
ذهب والدها برفقة سعاد الى المشفى وعند دخوله لغرفة نور قام باحتضانها وانهار بالبكاء
" الحمدلله على سلامتك يا ابنتي , لا تعلمين كم قلقنا عليك كثيرا
سامحيني !! لم اكن اعرف ما حدث لك في البدايه ولا اعرف نوايا المرأه التي تزوجتها "
لم تفهم نور ما يقصده والدها في آخر كلامه : " أبي ما الأمر ؟ ما الذي تقصده ؟ "
في هذه الاثناء انهارت سعاد بالبكاء و سقطت بحضن نور وأخبرتها ماحدث
قائله : سامحيني يا نور !! لقد أعمتني غيرتي و حسدي و جشعي ...
قاطعتها نور ودموع تنهمر من عينيها : " توووقفي !! "
كيف تريدين ان أسامحكِ بعد اني حرمتيني من أخوتي ؟
كيف أسامحكِ ولقد جعلتي الجميع يقلق علي ؟
كيف أسامحكِ ولقد جعلتي أبي يبكي ندماً على كل ما حدث ؟
قد أسامحكِ على ما فعلته بي لكن لن أسامحكِ على سلب الحياه من أبي و أخوتي
انا لا تهمني العداله الدنيويه .. لكن واثقه تمام الثقه انك ستنالين جزاءك من العداله الآلهيه
هذا كل ما لدي !
ألتفت والد نور و توجه الى سعاد قائلا : والآن يا سعاد وها أنا اقولها أمام ابنتي لعلها تسامحني على سوء اختياري
اذهبي الآن ( أنتي طالق ) !!
خرجت سعاد من المستشفى وقد تقفلت جميع أبواب الحياه بوجهها !!
خرجت وهي نادمه شديد الندم لانها هدمت حياتها بيدها !!
جلس والد نور بجانبها وقال :
هل تعلمين يا نور ؟
لما أخطئ عندما أسميناكِ انا ووالدتكِ بهذا الأسم
فـ أنتِ يانور تضيئين كل ما بحولك
ومن دونكِ يصبح كل شي بعتمه شديده
( أنتِ نورنا بعد سنين من العتمه )
.
.
قد تكون قصة نور من نسج خيال الكاتب
لكنها لامست واقع الكثيرين
ف كم من شخص قصته مقاربه لقصة نور !
كم شخص يحمل على عاتقه مسؤولية أكبر من عمره !
كم شخص مزقته قسوة الحياه و خبث الناس !
و كم من شخص أعطته الحياة دروس قاسية
فـأوقعته في دوامة من الضعف والانكسار !
التعديل الأخير: