ولد إيريك آرثر بلير في 25 يونيو عام 1903، في موتيهاري في ولاية بيهار الهندية لأسرة من الطبقة المتوسطة.
أبوه (ريتشارد ويلمسري بلير) كان يعمل موظفاً صغيراً في الإدارة المدنية البريطانية بالـهند في دائرة الأفيون،
وأمه (أيدا ميدا بلير) (née Limouzin) والتي ترعرعت في مولمين بورما كانت ابنة تاجر أخشاب فرنسي بسيط في بورما.
كان لإيريك أختين (مارجوري) التي تكبره بخمس سنوات و(أفريل) التي تصغره بخمس سنوات.
حينما كان عمر إيريك سنة واحدة نقلته أمه مع أخته إلى إنجلترا.. ترعرع إيريك في شركة أمه وأخواته
، ومنفصلاً عنهن لفترة قصيرة في صيف عام 1907 ولم يروا والدهم ريتشارد حتى عام 1912.
في يوميات أمه التي كتبتها في عام 1905 وصفت محيطاً حيوياً مليئاً بالنشاطات الإجتماعية والإهتمامات الفنية.
انتقلت العائلة إلى (شبليك) قبل الحرب العالمية الأولى حيث أصبح إيريك صديقاً لعائلة (باديكم) وبالخصوص ابنتهم (جاسينثا).
عندما ألتقيا لأول مرة، كان واقفاً رأس على عقب مستنداً على رأسه في الحقل
وعندما سُئل لماذا قال " يمكنك ملاحظة الكثير من الأمور حينما تقف رأساً على عقب أكثر مما تفعله إن كنت واقفاً بشكل طبيعي".
كان إيريك و(جاسينثا) يقرآن ويكتبان الشعر ويحلمان بأن يصبحا كاتبان مشهوران، وقال أنه قد يقوم بكتابة كتاب على نفس طريقة (هـ.ج. ويلز) وكتابه
(يوتيوبيا الحديثة). في هذه الفترة كان أيضا يستمتع بـإطلاق النار وصيد السمك ومراقبة الطيور مع إخوة وأخوات (جاسيثا).
وقت بلير في قبرص مبلغاً عن مقاله (هذ، وذاك وقت للفرح)
عندما بلغ عمر الخامسة أُرسل إيريك كطالب صباحي إلى مدرسة الدير في هينلي الواقعة على نهر التايمز والتي انضمت إليها (مارجوري).
كانت كنسية الرهبان الرومان الكاثوليك تدار بواسطة راهبات أورسلين الفرنسيات اللاتي نفين من فرنسا بعد حظر التعليم الديني في عام 1903.
كانت أمه تريد له أن يقوم بتحصيل الدراسة في المدارس الحكومية لكن عائلته لم تكن تستطيع توفير
تكاليف المدرسة وكان يحتاج الحصول على منحة دراسية.
قام مدير مدرسة (مدرسة سانتا قبرص)بمساعدة أريك للفوز بمنحة دراسية،
وقام بوضع ترتيبات خاصة تسمح لأبوي أريك بدفع نصف الرسوم المعتادة.
في سبتمبر 1911 وصل أريك لمدرسة سانت قبرص. درس أريك في المدرسة خلال الخمس سنوات التالية وكان يعود لمنزله فقط في العطل الدراسية.
لم يكن يعلم أي شيء عن الرسوم الدراسية المخفضة على الرغم من أنه "عرف بملاحظته عن نفسه أنه قادم من بيت فقير". بلير كره الدراسة
وكتب في سنوات لاحقة مقال "هذه وتلك مكان الفرحة"، والتي نشرت بعد موته، اعتماد على وقته في المدرسة.
في مدرسة سانت قبرص التقى بريل لأول مرة بـ (سيريل كولوني)، والذي أصبح فيما بعد كاتب مشهور، ورئيس تحرير مجلة (الأفق).
كجزء من عمله، كتب بلير قصيدتين والتي نشرتا في الجريدة المحلية
وجاء في المرتبة الثانية بعد (كولوني) في جائزة هارو للتاريخ وأشاد بعمله مفتش المدرسة الخارجي
وحصل على منحة دراسية في كليتي ويلينغتون وأيتون. لكن منحة كلية أيتون لم تكن تضمن
له مكان ولم تكن متوفرة على الفور فاختار البقاء في مدرسة سانت قبرص حتى 1916 في حال ما أصبحت كلية أيتون متاحة له.
في يناير عندما بلغ الثالثة عشرة حصل على منحة للدراسة في ويلينغتون حيث أمضى هناك فترة الربيع.
في مايو 1917 أصبح هناك مكان متاح في كلية أيتون بكرسي الملك الدراسي.
درس في كلية أيتون حتى ديسمبر عام 1921، حين ترك الدراسة في سن الثامنة عشر والنصف.
ويلينغتون بغيضة هذا ما أخبرته به صديقة الطفولة (جاسيثا بادكوم) لكنه قال أنه كان هناك مستثار الأنتباه وسعيدا في أيتون.
معلمه الرئيسي كان (أي.أس.أف غاو) خريج جامعة الثالوث المقدس في كامبريدج وهو أيضا من قدم له النصح فيما بعد بخصوص وظيفته.
بلير درس الفرنسية باختصار شديد على يد (ألدوس هكسلي) و(ستيفن رونزمون) والذي كان في كلية أيتون مع بلير وأشار إلى أنه هو والطلاب المعاصرين
كانوا مقدرين لموهبه (هكسلي) اللغوية.
(سيريل كونولي) تبع بلير إلى أيتون لكن بسبب كونهم درسوا في سنوات مختلفة فإنهما لم يرتبطا مع بعضهما البعض.
تقارير الأداء الأكاديمي لبلير أشارت إلى أنه أهمل دراسته الأكاديمية ولكن خلال فترة وجوده في أيتون عمل مع (روجر مينوس) لإنتاج مجلة الكلية،
في انتخابات التايمز انضم في إنتاج منشورات أخرى مثل أيام الجامعة والفقاعات والزقيق،
وشارك في لعبة حائط أيتون (وهي شبيهة بكرة القدم أو الريجبي).
والديه لم يكونا يستطيعان تحمل عبئ إرساله إلى جامعة أخرى بدون حصوله على منحة دراسية جديدة،
وقد استخلصا من خلال تقاريره الدراسية السيئة أنه لن يكون قادرا على الحصول على واحدة
وقد قررت عائلته أن بيلر عليه الالتحاق بسلك الشرطة الهندية وقرر السفر عام 1922م للعمل في الشرطة الإمبراطورية الهندية.
لهذا السبب كان عليه أن يتجاز أمتحان القبول.
والده تقاعد في ساوث وولد والتي تسمى سوفلك في وقتنا المعاصر، بلير التحق بمدرسة موجهة والتي تسمى (كريغ هرست)،
وطور من فهمه الكلاسيكي في الإنجليزية والتاريخ.
بلير نجح في الاختبار وخرج في المركز السابع من ا
6 مرشحا الحاصلين على علامة النجاح.
عاشت جدة بلير من أمه في مولمين لذلك اختار تعيينه في بورما.
في أكتوبر 1922 أبحر على متن سفينة عبر قناة السويس للانضمام إلى شرطة الإمبراطورية الهندية في بورما،سافر إلى مدرسة تدريب الشرطة في ماندلاي،، عين في خفر الحدود في ماينغمايا في دلتا أيروادي في بداية عام 1924.
عمله كشرطي إمبراطوري منحه مسؤوليات ضخمة،
بعدها تم تكليفه في في الشرق الأقصى في دلتا توانتي كضابط فرعي،
وكان مسؤول عن أمن قرابة 200 ألف شخص. في نهاية عام 1924 تم ترقيته إلى مساعد مدير المنطقة،
وتم تعيينه في سيريام القريبة من رينغون.
في سيريام كان معمل تكرير النفط التابع لشركة بورما النفطية " الأرض المحيطة هي نفايات فارغة،
الحياة النباتية قُتلت بواسطة أبخرة ثاني أكسيد الكربون المنسكبة في الليل والنهار من أنابيب التصريف في معمل التكرير.
" لكن المدينة كانت بقرب رينغون الذي يُعد ميناءً عالمياً،
وبلير كان يقصد المدينة كلما استطاع وذلك لمعاينة متجر الكتب ولالتهام طعام مطبوخ بشكل جيد،
وللإبتعاد عن روتين الحياة الممل والقاتل للشرطة." في سبتمبر 1925 ذهب إلى إنسين،
مقر سجن إنسين ويعد ثاني أكبر سجن في بورمافي أبريل 1926 انتقل إلى مولمين،
في نهاية تلك السنة تم نقله إلى كاثا في بورما العليا، حيث أصيب بحمى الضنك في عام 1927.
كان مستحقا لإجازة في انجلترا ذلك العام وكان يمكنه العودة في يوليو نظراً لظروف مرضه.
في سبتمبر 1927 وأثناء تواجده مع عائلته في الإجازة في أنجلترا في كورنال قام بإعادة تقييم حياته،
و قرر عدم العودة إلى بورما، واستقال من وظيفته في سلك الشرطة الإمبراطورية الهندية ليصبح كاتباً.
وقد قام بالاستفادة من خبراته في شرطة بورما
لكتابة رواية أيام بورما (Burmese Days) (1934)،
الذي تناول فيه خبراته في فترة الخدمة الاستعمارية في بورما.
ومقالة شنق أ (1931) و" إطلاق النار على فيل" (1936).
اكتسب أوريل في بورما صيتاً باعتباره فردا أجنبي،
وقضى معظم وقته وحده في القراءة أو متابعة أنشطة لم تكن بشكل ثابت،
مثل الحضور في كنيسة وأيضا مع مجموعة كارين العرقية.
كان سريعا في تعلم اللغة وهذا كان قبل تركه بورما حيث كان قادر على التحدث بسلاسة
مع الكهنة البورميين بمستوى عالي جدا من الفصاحة تبعا للهجة بورما."
وقد كتب أورويل رسالة يشرح فيها شعوره بتأنيب الضمير والذنب تجاه دوره في العمل لصالح الإمبراطورية،
وقد "بدأ ينظر بقرب أكثر لبلده ووجد أنها أيضا كانت مظلومة..."
أورويل قام بتغيير مظهره في بورما والذي سيلازمه طوال حياته.
أثناء تواجده في بورما قام بتربية شارب شبيه بما يحمله أفراد الشرطة البريطانيين المتمركزين هناك.
وقام بوضع وشم في كل مفصل من مفاصل يديه (البرجمة) كان لديه دائرة صغيرة زرقاء غير لائقة.
معظم البورميين يعيشون في مناطق ريفية، ولا يزالون يلهون بوشم شبيه بهذا - يؤمنون بأنه للحماية من الرصاصات ولدغات الأفاعي."
بعد أن عاد للإستقرار في منزل العائلة في ساوث وولد بإنجلترا،
وقام بتجديد معرفته بالاصدقاء المحليين وحضور عشاء أيتونيان القديم.
في وقت مبكر من خريف عام 1927 عاد إلى لندن.
وبنهاية عام 1927 انتقل للعيش في غرفة في شارع بورتوبيللو .
" كان لدى روث بيتر (وهو أحد معارف العائلة )اهتمام شغوف بكتابات بيلر،
مشيرا عليه بنقاط الضعف في شعره وقصائده، وناصحا له لأن يكتب فيما يعرفه.
في الواقع قرر هو أن يكتب عن " الجوانب المؤكدة من الحاضر الذي يخطط لمعرفته"
و" مغامرات في الطرف الشرقي للندن - أول القصص الملائمة التي يود كتابتها ليكشف لنفسه
عالم الفقر وما هو أدنى من ذلك وماهو خارج عن العالم الذي يقيم فيه.
لقد عثر على مادة وموضوع. تلك القصص والاستكشافات والبعثات والجولات والمغامرات
والتي حدثت بشكل متقطع على مدى فترة خمس سنوات."
في محاكاته لجاك لندن والذي أبدى إعجابه بكتاباته (بالخصوص "أهل جهنم") ،
أورويل بدأ في الإكتشاف عبر ما يسمى بالسلوممينغ -السياحة في الأحياء الفقيرة- في المناطق الفقيرة من لندن.
في نزهته الأولى انطلق إلى الجسر المعبد في منطقة ليمهاوس،
وقضى ليلته الأولى في مسكن مشترك وربما في سرير تدفع عليه ضريبة.
لفترة أصبح "بلدي" في بلده يلبس مثل المتشردين مع تقديم تنازلات للطبقة الوسطى
وما تمثله من أعراف وتوقعات وقام بتسجيل خبرته في الحياة الوضيعة
ليستخدمها في "المسمار" وهو أول مقال منشور له باللغة الأنجليزية وفي النصف الثاني
من كتابه الأول (السقوط والخروج من باريس ولندن) (Down And Out In Paris And London)،(1933).
في ربيع 1928، غادر إلى باريس، والتي كانت مغرية للكتاب الطامحين من حيث أسعار المعيشة وحياتها البوهيمية.
وقد عاش في (ريو دو بوت دي فير) المنطقة الخامسة وهو حي تقطنه الطبقة العاملة.
وقد كانت عمته نيلي ليموزين التي تعيش أيضا في باريس داعمة له ماليا واجتماعيا.
كان يكتب الرويات وتضمنتها نسخة أولى من (أيام البورمية) ولكن لا شي استمر في هذه الفترة.
كان أكثر نجاحا كصحفي ونشر مقالا في (موند) وهي مجلة سياسية/أدبية يحررها هنري باربس - أول مقال له ككاتب محترف
بعنوان (الرقابة في إنجلترا) والتي نشرت بتاريخ 6 أكتوبر 1928 - جي كي الأسبوعية للنشر - حيث كانت
أول مقال تنشر في إنجلترا وقد طبعت صحيفة في 20 ديسمبر 1928.و تقدم المدنية التي أسسها حزب الكارتل اليساري.
ثلاث مقالات ظهرت في تقدم المدنية وقد كانت تناقش البطالة ويوم في حياة متشرد ومتسولي لندن على التوالي.
وبصورة أو بأخرى كان موضوع الفقر هو موضوعه الذي يكتب عنه دائما وفي أي مكان بهوس
حتى ظهور كتابه "الحنين إلى كاتالونيا" (Homage to Catalonia).
أصابه المرض في فبراير 1929 وأخذ إلى مستشفى كوشين في المنطقة الرابعة عشر وهو مستشفى مجاني حيث يتدرب طلبة الطب.
تجربته هناك كانت المرجع لمقاله (كيف يموت الفقراء) المنشورة في 1964.
رغم أنه قرر عدم ذكر اسم المستشفى وتعمد كذلك التضليل حول موقعها.
وبعدها بفترة قصيرة سرق كل ماله من مسكنه.
وقد دفعه ذلك من باب الضرورة أو ببساطة لجمع المعلومات إلى أن يعمل في وظائف متعددة
كغسيل الصحون في فندق في ديو دي ريفولي، والذي وصفه لاحقا في مقاله " مداخل ومخارج باريس ولندن ".
في أغسطس 1929 أرسل نسخة " الأصلاحية " لمجلة نيو ادلفي في لندن والتي كان مالكها جون مدلتون مري
والذي ولى رئاسة التحرير لماكس بلومان وسير رتشارد ريس وقد وافق عليها بلومان للنشر.
في ديسمبر 1929 وبعد ما يقارب السنتين في باريس عاد بلير إلى انجلترا ومباشرة إلى منزل أبوه في ساوث ود
والتي أصبحت مقر إقامته للخمس سنوات القادمة. كانت عائلته معروفة هناك وكانت أخته أفريل تملك منزلا.
وأصبح معروفا من قبل السكان المحليين من أمثال بريندا سوكيلد أبنة رجل الدين والتي تشتغل كمعلمة رياضة
في مدرسة سانت فيلكس للبنات في ساوث وولد. وقد رفضت سوكيلد عرضه للزواج وقررت ان تصبح صديقته لأعوام عديدة.
وقد جدد صداقته بدينيس كولينقز وصديقته اليانور جيكز حيث كان لهما دور في حياته.
في الربيع مكث قليلا في بريملي، ليدز مع أخته مارغوري وزوجها هامفري داكن وقد كان ذلك متوقعا حيث كانا يعرفان بعضهما منذ الصغر.
كان بلير يكتب مراجعات لدلفي وكان معلما خاصا لطفل ذو احتياج خاص في ساوث ود
وبعدها أصبح معلما لثلاثة أخوة وكان من بينهم ريتشارد بيتر الذي أصبح أكاديميا متميزا في وقت لاحق."
وقد كان تاريخه في هذه الفترة مليئا بالثنائيات والتناقضات فقد كان يعيش ويكتب من بيت ابويه في سوث وود
حيث حياته الهادئة والمتزنة ويكتب أيضا كبورتن (الاسم الذي أستخدمه في فترة معينة) ليختبر إصلاحيات في الطرف الشرقي،
في الطريق وفي هضبة في كنت ". وكان يذهب للسباحة والرسم على الشاطئ حيث قابل ميبل وفرانسيز فيرز اللذان كان لهما أثر في مسيرته لاحقا.
وفي خلال السنة التالية كان يزورهما في لندن ويقابل باستمرار زميله ماكس بلومن.
أيضا كان يقيم غالبا في منزل روث بتر ورتشارد ريس حيث يقوم بالتغيير في رحلاته المتعدد والمتفرقة.
وقد عمل مرة في عمل منزلي مقابل نصف كراون في اليوم.
الآن أصبح بلير يساهم بانتظام لادلفي وقد كانت مساهماته كالأتي "مشنقة " وظهرت في أغسطس 1931.
ومن أغسطس حتى سبتمبر 1931 كان يهتم بمواضيع الفقر مثل بطلة رواية متمثلة في ابنة رجل دين،
وقد احتفظ بدفتر مذكرات عن تجاربه في الطرف الشرقي من عمله في كنت. بعد ذلك، سكن في شارع تولي كيب،
ولكنه لم يحتمله لفترة طويلة، وبمساعدة مالية من والديه انتقل إلى شارع وندسور، حيث بقي هناك حتى عيد الميلاد.
ظهرت "قفزة الالتقاط"، عن طريق اريك بلير، في العدد 1931 تشرين الأول من نيو ستيتسمان،
والتي ضمت هيئة تحريرها صديقه القديم سيريل كونولي. أما مابل فيرز فجعلته على اتصال مع ليونارد مور، والذي أصبح وكيله الأدبي.
في هذا الوقت رفضت جوناثان كيب يوميات " سكوليون"، والنسخة الأولى من " السقوط والخروج".
وبناء على نصيحة ريتشارد ريس، عرضها على فابر والذي رفضها مدير تحريرها تي اس إليوت. وأنهى بلير عامه محاولا أن يقبض عليه عمدا،
حتى يتمكن من تجربة عيد الميلاد في السجن، لكن السلطات لا تعتبر "السكر والفوضى " سلوكا يعاقب عليه بالسجن،
وعاد إلى الوطن ساوث وولد بعد قضاء يومين في زنزانة الشرطة.
في أبريل عام 1932 أصبح بلير معلما في مدرسة هاوثورن الثانوية وهي مدرسة تحضيرة للأولاد في هايس غرب لندن.
كانت مدرسة صغيرة خاصة لتعليم أبناء التجار المحليين وأصحاب المحلات وكانت تضم 20 طالبا ومعلما آخر.
في أثناء مقامه في المدرسة أصبح ودودا مع القسيس من الكنيسة الابريشية المحلية وانخرط في أنشطة هناك.
قامت مابل فيرز بمتابعة الأمور مع مور، وفي نهاية يونيو 1932، أخبرت مور بلير بأن فيكتور قولانكز مستعد لنشر يوميات
سكوليانز مقابل 40 جنيه استرليني، من خلال مؤسسته للنشر المحدود فيكتور قالنز والتي أسسها مؤخرا،
فيكتور والتي كانت متنفسا للأعمال الراديكيلة (الجوهرية) والاجتماعية. في نهاية الفصل الدراسي الصيفي في عام 1932،
عاد بلير لساوث وولد، حيث أستخدم والداه إرثهما لشراء منزلهم الخاص.
حاول بلير وأخته افريل أيام العطلة الصيفية جعل المنزل قابلا للسكن بينما كان يعمل أيضا في (أيام البورمية).
وكان يقضي بعض الوقت مع جاك إليانور، ولكن ارتباطها بدينيس كولينقز ظلت عقبة أمام آماله في علاقة جادة.
الاسم المستعار (جورج أورويل) كان مستوحى من نهر أورويل
" كلنك" هو اسم المقال الذي يصف فيه محاولته الفاشلة لارسالها إلى السجن والذي نشر في عدد شهر أغسطس من 1932 في أديلفي.
عاد إلى التدريس في هايز ويعد كتابه للنشر، الذي عرف الآن باسم " متشردا في باريس ولندن."
أعرب عن رغبته في نشرها باسم مختلف وذلك لتجنب أي حرج لأسرته وذلك لقضاء وقته في الرواية كمتسكع.
وفي رسالة إلى مور (بتاريخ 15 نوفمبر 1932)، ترك اختيار الاسم المستعار لقولانكز. بعد أربعة أيام، كتب إلى مور،
بعض الأسماء المستعارة من ضمنها برتون (اسم استخدمها عند التسكع)ومايلز كينيث وجورج أورويل، واتش لويس الويس.
وأعتمد أخيرا على الاسم الحركي " جورج أورويل"، كما قال لجاك إليانور "، وهو اسم إنجليزي حركي جيد".
نشرت "السقوط والخروج في باريس ولندن" في 9 يناير 1933، كما واصل أورويل العمل على
(أيام بورما). كانت " السقوط والخروج "
ناجحة ونشرت بعدها بواسطة هاربر وأخوته في نيويورك. في صيف عام 1933 غادر بلير هاوثورنس ليصبح معلما في كلية فريز،
في أوكسبريدج، غرب لندن. وكانت الكلية المنشئة تضم 200 تلميذا ومجموعة كاملة من الموظفين.
حصل على دراجة نارية، وتجول خلالها على المناطق الريفية المحيطة بها. وفي واحدة من هذه الجولات مرض بالالتهاب الرئوي.
تم نقله إلى مستشفى أوكسبريدج، حيث اعتقد لفترة أن حياته في خطر. عندما خرج من المستشفى في يناير كانون الثاني عام 1934،
عاد لساوث وولد للنقاهة بدعم من والديه، ولم يعد للتدريس بعدها. خاب أمله عندما رفض قولنكز
(أيام بورما)،
وذلك لأسباب تتعلق بالدعاوى المحتملة بتهمة التشهير، ولكن هاربرس كان مستعدا لنشرها في الولايات المتحدة.
وفي هذه الفترة، بدأ بلير العمل على رواية "ابنة القس"، متطرقا لحياته كمدرس ولحياته في ساوث وولد.
وفي هذه الفترة تزوجت اليانور جاك وذهبت لسينغافورة وبريندا سوكلد غادرت لأيرلندا، لذلك كان بلير وحده في ساوث وود يعمل،
يتمشي وحده ويقضي بعض الوقت مع والده. في نهاية المطاف في أكتوبر بعد إرسال
" ابنة رجل الدين" لمور، غادر إلى لندن للعمل حيث عثرت له عمته نيلي ليموزين على وظيفة.
وكانت وظيفته كمساعد بدوام جزئي في "ركن محبي المكتب"،
في مكتبة الكتب المستعملة في هامبستيد والمدارة من قبل فرانسيس وميفاني ويستروب،
والذين كانوا أصدقاء لعمته نيللي في حركة الاسبرانتو.
كانت ويستروب ودودة ووفرت له إقامة مريحة في فنادق وارويك، بشارع بوند. كان يتشارك العمل مع جون كيمش،
والذي يعيش أيضا مع ويستروب. عمل بلير في المحل في فترة ما بعد الظهر، وكان الصباح فارغا للكتابة والمساء فارغا للانخراط في المجتمع.
وقدمت هذه الخبرات خلفية لرواية
" حافظ على اسبيدسترة طائرة " (1936).
إضافة إلى ضيوف ويستبروب المتنوعون كان قادرا على الاستمتاع بصحبة ريس ريتشارد وكتاب أديلفي ومابل فيرز.
وكان ويستروب وكيمش أعضاء لحزب العمال المستقل، رغم أنه في ذلك الوقت لم يكن ناشطا سياسيا.
كان يكتب للأديلفي ويجهز
"ابنة أحد رجال الدين" و" أيام بورما " للنشر. في بداية عام 1935 كان عليه ان ينتقل من فنادق وارويك،
ووجدت له مابل فيرز شقة في هضبة البرلمان. نُشِرت
" ابنة أحد رجال الدين " في يوم 11 مارس 1935.
في ربيع عام 1935 التقى بلير بزوجته المستقبلية آيلين اوشقناسي،
عندما دعت مالكة الشقة روزاليند اوبيرماير- والتي تدرس للحصول على درجة الماجستير في علم النفس
في جامعة لندن- بعض من زملاء الدراسة لحفلة. وكان أحد هؤلاء الطلاب
اليزافيتا فين كاتب السيرة ومترجم المستقبل لتشيخوف " حول هذا الوقت كان بلير بدأ بكتابة مراجعات لـ نيو انجلش الأسبوعية.
في شهر يونيو، نشرت
(أيام البورمية) ومراجعة " سيريل كونولي " في نيو ستيتسمان والذي دفع بأورويل لإعادة الاتصال بصديقه القديم.
في شهر أغسطس، انتقل بلير إلى شقة في قرية [كنتيش]، والتي كان يتقاسمها مع مايكل سايرس وراينر هبنستال.
وكان العلاقة في بعض الأحيان محرجة ولدرجة تصل للضرب بين أورويل وهبنستال،
على الرغم من ذلك استمرا كصديقين وعملا معا في وقت لاحق في بث بي بي سي.
كان أورويل يعمل الآن على " حافظ على الأسبيدسترة طائرة "،
وحاول أيضا ان يكتب سلسلة للجريدة اليومية " نيوز كرونكل " ولكن دون جدوى.
بحلول أكتوبر تشرين الأول عام 1935 انتقل رفقاء سكنه من الشقة وكان يكافح لدفع الإيجار وحده.
وبقي حتى نهاية يناير كانون الثاني عام 1936، عندما توقف عن العمل في ركن " محبي الكتب '.
منزل اورويل الرئيسي في 77 بارليمينت هيل، في عهد أورويل وهو كان كبائع كتب
محتفلا مع هذه اللوحة
في هذا الوقت، اقترح فيكتور على أورويل أن يقضي وقتا للتحقيق في الأوضاع الاجتماعية في شمال انجلترا المتدهورة اقتصاديا.
قبل سنتين كتب جي بي بريستلي عن شمال إنجلترا من ترينت، مما أثار الاهتمام بالتقارير.
التدهور الاقتصادي كان سببا في تعريف عدد من الكتاب المنتمين للطبقة العاملة من شمال إنجلترا للجمهور القارئ.
في 31 كانون الثاني 1936، خطط أورويل بواسطة وسائل النقل العام وسيرا على الأقدام ليصل إلى مانشستر عن طريق كوفنتري،
ستافورد، وبوتريز وماكليسفيلد. وصل إلى مانشستر بعد إغلاق البنوك وكان عليه البقاء في مسكن مشترك.
في اليوم التالي أمسك بقائمة لجهات الاتصال التي بعثها له ريتشارد ريس.
وكان بينها، النقابة الرسمية فرانك ميد، مقترح ويجان، حيث سكن أورويل في فبراير في مساكن قذرة خلال تسوقه في الأشياء التافهة.
في ويجان، زار العديد من المنازل ليرى كيف يعيش الناس، ودوُن ملاحظات تفصيلية حول ظروف السكن والأجور المكتسبة،
وذهب إلى منجم للفحم، وأستخدم المكتبة العامة المحلية ليرى سجلات الصحة العامة وتقارير عن ظروف العمل في المناجم.
خلال هذا الوقت، كان مشتتا بالمخاوف من التشهيير والأسلوب في " حافظ على أسبيدسترة طائرة ".
وقام بزيارة سريعة إلى ليفربول وقضى شهر مارس في جنوب يوركشاير، مع بعض الوقت في شيفيلد وبارنسلي.
وكذلك زيارة مناجم الألغام، بما في ذلك قريمثورب، ومراقبة الأوضاع الاجتماعية،
وحضر اجتماعات للحزب الشيوعي وأوسولد موسلي - "وقال عن خطابه أنه هراء معتاد،
ووضع اللوم على كل شيء على العصابات الدولية الغامضة من اليهود
" - حيث رأى تكتيكات القمصان السوداء - " والشخص معرض للضرب والغرامة إن طرح سؤال وجد موسلي صعوبة في الإجابة عليه ".
وقام أيضا بزيارة لأخته في هيدنجلي، وخلال هذه الزيارة قام أيضا بزيارة إلى بيت القسيس برونتي في هاوورث،
حيث "أعجب بجزء كبير من زوج من الأحذية القماش لشارلوت برونتي، والتي كانت صغيرة جدا، مع أصابع مربعة وتصل إلى الجانبين."
المستودع الرئيسي في ويقان باير الذي سمي باسمه
كان نتاج رحلاته في الشمال صدور كتابه "الطريق إلى ويجن بير " (The Road to Wigan Pier)
والذي نشره فيكتور قولنكيز عام 1937م عن طريق دار نشر تدعى " نادي الكتاب المتروك".
النصف الأول من الكتاب هو عبارة عن توثيق لتحقيقاته الاجتماعية في "لانكشاير ويورك شاير ".
وهي تبدأ مع وصف مثير للمشاعر لحياة العمل في مناجم الفحم.
النصف الثاني هو مقال طويل عن بداية وتطوّر حسّه السياسي والذي يتضمن انتقادات لبعض الجماعات اليسارية.
خاف "قولنكيز" أن يكون هذا الجزء من الكتاب مهيناً للقراء فأضاف تبرئة في مقدمة الكتاب بينما كان "أورويل" في اسبانيا.
احتاج "أورويل" لمكان يستطيع فيه التركيز على كتابه، فقدّمت له العمة "نيلي"
مساعدتها مرة أخرى حيث استضافته في كوخها الصغير المبني منذ القرن السادس عشر الميلادي والذي يدعى "المتاجر" الموجود في
" والينجتون هيرتفوردشاير ".."والينجتون" هي قرية صغيرة جدا تقع على بعد خمس وثلاثون ميلاً من لندن شمالاً.
كان الكوخ خالياً من المرافق الحديثة. دفع "أورويل" أجاره وانتقل إلى الكوخ في الثاني من أبريل عام 1936.
وبدأ كتابة " الطريق إلى ويجن بير" بنهاية أبريل. ولكنه قضى ساعات يعمل في الحديقة ويختبر إمكانية إعادة فتح "المتاجر" كمتجر للقرية.
نشر " قولنكز" كتاب " إبقي الأسبيديسترا محلقاً" في العشرين من أبريل عام 1936 م. وفي الرابع من أغسطس،
استضافت مدرسة "ادلفي " الصيفية " في "لينقهام " أورويل" ليشارك في حوار عنوانه " دخيل يرى مآسي المنطقة"
وشاركه في الحوار كل من: جون ستراتشي، ماكس بلومان، كارل بولاني، ورينهولد نيبور.
في عام 1936 م تسببت أبحاث "اوريل" لكتابه " الطريق إلى ويقن بير"
في وضعه تحت مراقبة الفرع الخاص للشؤون الأمنية لمدة 12 سنة وحتى قبل نشر كتابه "1984" بسنة واحدة.
وفي التاسع من يونيو عام 1936م، تزوج "أورويل" من "إلين اوشغينسي".
وبعدها بفترة قصيرة بدأت الاضطرابات السياسية في إسبانيا والتي تابع أحداثها "أورويل " عن كثب.
وبنهاية العام قرر "أورويل" الانضمام إلى الجمهوريين في الحرب الأهلية الإسبانية متأثراً بثورة الفاشي فرانسيسكو فرانكو.
وتحت انطباع خاطئ أنه في حاجة إلى بعض التصاريح من منظمة يسارية لعبور الحدود وبناءً على توصية من
" جون ستراتشي" فقد سجّل "اورويل" نفسه مع "هاري بوليت" زعيم الحزب الشيوعي البريطاني.
ولم يكن "بوليت" متأكداً من موثوقية أورويل السياسية فسأله إذا كان مستعد للانضمام للواء الدولي
كما نصحه بالحصول على تأمين لنفسه من السفارة الإسبانية في باريس.
ولم يرغب في إلزام نفسه حتى يرى الوضع جيدا حيث قرر "أورويل" استخدام معارفه
في حزب العمال المستقل للحصول على توصية من "جون مكنير" من برشلونة.
عُين "اورويل" في إسبانيا في 23 ديسمبر 1936م وقد تناول العشاء مع هنري ميلر في باريس في طريقه لإسبانيا.
وبعد عدة أيام قابل "أورويل" عضو حزب العمال المستقل "جون مكنير" في مكتبه في برشلونة
والذي استشهد بقوله: "لقد جئت هنا لأحارب الفاشية". تواجد "أورويل" في بقعة سياسية ساخنة في كتالونيا،
فالحكومة الجمهورية مدعومة بعدد من الفاشيين ذوي الأهداف المتضاربة
بما في ذلك حزب العمال الماركسي الموحد واختصاره بالإسبانية (POUM)، النقابة الفوضوية،
حزب الاشتراكي الموحد من كاتالونيا (جناح من الحزب الشيوعي الإسباني، تدعمه الأسلحة والمساعدات السوفيتية).
وكان حزب العمال المستقل مرتبط بحزب العمال الماركسي الموحد والذي انضم له "أورويل" لاحقاً.
بعد وقت في ثكنة لينين في برشلونة أُرسل "أورويل" إلى جبهة أراغون الهادئة نسبيا تحت رعاية جورج كوب.
وبحلول يناير عام 1937، أصبح في "الكوبري" على ارتفاع 1500 قدم (460 متر) عن سطح الماء وفي قسوة الشتاء.
كان هناك تحرك عسكري لا يكاد يذكر ومع عدم وجود معدات وبعض الأساسيات أصبح الوضع غير مريح.
أصبح "أورويل عريفاً بسرعة مع خبرته العسكرية وتلقيه لتدريبات الشرطة. ومع وصول حزب العمال البريطاني المستقل بعد ثلاثة أسابيع،
أُرسل "أورويل" ورجل جيش آخر يدعى " ويليمز " معهم إلى "مونتي أوسكورو" ضمت هذه الوحدة حديثة الوصول "بوب سمايلي، بوب ادوردز، ستافورد كوتمان وجاك برانثوايت" بعدها أُرسلت الوحدة إلى وشقة.
في هذا الأثناء في إنجلترا، كانت إلين تتعامل مع كل ما يتعلق بنشر كتاب زوجها " الطريق إلى ويجن بير"
قبل أن تتوجه إلى إسبانيا لاحقة بزوجها وتاركة وراءها العمة "نيلي ليموزن" لتهتم بالمتاجر.
تطوعت ايلين فترة في مكتب ماكنير جون وبمساعدة كوب جورج،
تمكنت من زيارة زوجها وإرسال بعض الشاي الإنجليزي والشوكلاته والسيجار له.
قضى "أورويل" أياما في المستشفى لتسمم يده كما سرقت معظم ممتلكاته في هذه الأثناء من قبل العاملين في المستشفى.
عاد على الجبهة ليشهد بعض التحركات في هجوم ليلي على الخنادق القومية
والتي لاحق فيها أحد جنود العدو ببندقية ذات حربة وأرداه قتيلاً في مكانه.
المربع في باركيلونا أعيدت تسميته تشريفا لأورويل
وبدلا من الانضمام إلى اللواء الدولي كما كان ينوي، قرر "أورويل" العودة إلى جبهة " أراغون".
وما أن انتهت مواجهات "أيام مايو" حتى تقرب منه صديق شيوعي سائلاً إياه ما إذا كان لا يزال مهتما بالانضمام للواء الدولي،
وقد أبدى "اورويل" تفاجئه من رغبتهم في ضمه بعد ما تناولته الصحف الشيوعية من تهم لأورويل بالفاشية.
لن ينسى كل من كان في برشلونة وقتها أو حتى في الشهور التي تلت تلك المرحلة من الجو الفضيع المليء بالخوف والارتياب والكراهية،
ورقابة الصحف والسجون المكتظة وطوابير الغذاء الطويلة، وعصابات من الرجال المسلحين تطوف الشوارع.
بعد عودة أورويل إلى الجبهة كان مصاب في حنجرته برصاصة قناص، فقد كان اورويل نسبيا أطول من المحاربين الإسبان
، وقد كان حذر من الوقوف ضد حاجز الخندق. كان "أورويل لا يستطيع الكلام مع النزيف الغزير من فمه،
نُقل أورويل على حاملة إلى "سيتامو" في سيارة إسعاف، وبعد رحلة وعرة تمر ببربشتر،
وصل أورويل إلى المستشفى في لاردة تشافي بما فيه الكفاية ليُرسل إلى طراغونة في السابع والعشرين من مايو 1937 م.
وبعدها بيومين أُرسل مصحة حزب العمال الماركسي الموحد في ضواحي برشلونة.
بالكاد أخطأت الرصاصة شريانه الرئيسي لتتركه بصوت يكاد يكون مسموعاً. لقد كانت نظيفة حيث تم مباشرة كي الجرح.
تلقى العلاج الكهربائي وأعلن لياقته طبيا للعودة للخدمة
بحلول منتصف يونيو حزيران تدهور الوضع السياسي في برشلونة.وكان حزب العمال الماركسي
الموحد محظور وتحت الهجوم باعتباره المنظمة التروتسكية كما وصفه الشيوعيين المواليين للاتحاد السوفياتي.
ويرى الصف الشيوعي أن حزب العمال الماركسي الموحد فاشي بموضوعية مما يعيق القضية الجمهورية.
ثم ظهر ملصق بغيض، يظهر رأس يرتدي القناع الخاص بحزب العمال الماركسي الموحد منزوع ليظهر تحته الصليب المعقوف،
أعضاء ومن بينهم "كوب" قد اُعتقلوا بينما اختبئ البعض الآخر. كان "اورويل وزوجته تحت التهديد لذا حاولوا البقاء بعيدا عن الأنظار
بالرغم من مخاطرتهم بكشف غطاءهم حينما حاولوا مساعدة "كوب".
أخيرا، هرب "أورويل" وزوجته بالقطار من إسبانيا متوجهين إلى "بانيول سور مير" لإقامة قصيرة قبل أن يعودا إلى إنكلترا.
وفي أول أسبوع من يوليو 1937، وصل "أورويل" عائداً إلى "والينقتون".
وفي الثالث عشر من يوليو 1973 رُفعت دعوى قضائية على "أورويل" في المحكمة في بلنسية بتهمة التجسس والخيانة العظمى،
متهمين عائلة أورويل مع التروتسكية بأنهم عملاء لحزب العمال الماركسي الموحد.
تم محاكمة قادة حزب العمال الماركسي و"أورويل" غيابيا في برشلونة في أكتوبر ونوفمبر من عام 1938م.
كتب أورويل مراقباً الأحداث في المغرب الفرنسي أنهم كانوا مجرد نتيجة ثانوية من التجارب
التروتسكية الروسية وأنها منذ البداية كانت مليئة بالكذب والسخافات الفاضحة التي عممتها ونشرتها الصحافة الشيوعية.
تجربة "والاستجمام:لحرب الأهلية الإسبانية قدمت لاحقاً كتابه " تحية لكتالونيا"
عاد "أورويل" إلى إنجلترا في يونيو 1937، وسكن في منزل عائلة زوجته "أوشيغنيسي " في "غرينتش"..
وقد وجد وجهات نظره بشأن الحرب الأهلية الإسبانية من غير صالحه. رفض كينغسلي مارتن أثنين من أعماله وتعامل معه "قولنكز" أيضا بحذر.
في الوقت ذاته، كانت الصحيفة الشيوعية "دايلي وركر" تشن هجوم على كتابه "الطريق إلى ويقن بيير"،
ناقلةً تصريحات غير دقيقة لأورويل قائلاً "الطبقات العاملة عفنة" ولكن رسالة من
"أورويل" لقولانكز يهدده فيها برفع دعوى تشهير جعلت هذه التجاوزات تتوقف. كما تمكن "أورويل"
من إيجاد ناشر متعاطف معه في " فريدريك واربرق" من " سيكر وواربرق".عاد "أورويل" إلى والينقتون
والتي كانت في حالة فوضى بعد رحيله عنها. فأحضر بعض الماعز وديك اسماه " هنري فورد "
وكلب من نوع بودل اسماه " ماركس" ثم استقر لتربية الحيوانات وكتابة " تحية لكتالونيا".
فكر "أورويل" في الذهاب إلى الهند للعمل في بايونير، وهي صحيفة في لكناو،
ولكن تدهورت صحته في مارس 1938.أُدخل إلى مصحة قاعة بريستون في ايلسفورد في كنت،
وهي مصحة مخصصة لمن كانو في الخدمة العسكرية حيث كان أخو زوجته ذو صلات في المستشفى،
وقد شخصوا حالته مبدئياً بأنه يعاني من السل وبقي في المصحة إلى سبتمبر.زاره الكثيرون منهم بعض العامة
،"هبينستال، بلومان، وسيرل كونولي" والذي احضر معه "ستيفن سبيندر" والذي أثار بعض الإحراج ذلك لأن
"أورويل" قد سبق له وأن شتم "سبيندر" في وقت مضى. تم نشر كتاب أورويل "تحية لكتالونيا" عن طريق "سيكر وواربرق" وكان عثرة تجارية
.. في الفترة الأخيرة من إقامته في العيادة كان أورويل قادرا على الذهاب للمشي في الريف ودراسة الطبيعة.
أعد الروائي " ليو هاميلتون مايرز " سراً لأورويل رحلة للمغرب الفرنسي لمدة نصف عام ليتجنب أورويل الشتاء الإنجليزي وليستعيد صحته..
توجهت عائلة اورويل في سبتمبر 1938 إلى المغرب المحتل من قبل فرنسا عن طريق جبل طارق
وطنجة لتجنب المغرب المحتل من قبل إسبانية حتى وصلوا إلى مراكش. ولقد أجرّوا فيلا على طريق الدار البيضاء
وأثناء إقامتهم هناك كتب كتابه "الصعود في الهواء".عادت عائلة اورويل إلى إنجلترا في 30 مارس 1939م
وتم نشر كتابه "الخروج للهواء" في يونيو، كما كتب مقالات لاذعة تنتقد بشدة الأوضاع الإنسانية المزرية للإنسان المغربي
، عنونها بمراكش. قضى أورويل وقتًا في "والينقتون وساوثوود" وعمل على مقالة لديكنز بعد أن توفي والده "ريتشارد بلاير".
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، بدأت ايلين زوجة أورويل العمل في إدارة الرقابة على المصنفات في لندن،
والبقاء خلال الأسبوع مع عائلتها في غرينتش. كما سجل أورويل اسمه في السجل المركزي للمجهود الحربي لكن لم يحدث شيء.
وأضاف اورويل " لن أعود للجيش بسبب رئتي، ليس في الوقت الحاضر على أي حال" ذلك ما قاله لجيفري جور.
عاد اورويل إلى والينقتون، وفي خريف عام 1939 أضاف لمجموعته الأولى من المقالات "داخل الحوت".
وفي السنة التالية كان مشغولا بكتابة تقارير عن مسرحيات وأفلام وكتب لكل من " ليسنيرز، تايم اند تايد، نيو أدلفي ".
وفي التاسع والعشرين من مارس 1940 م، بدأ ارتباطه بـ "تريبين"
حيث كتب لهم تقرير عن تجربة رقيب في انسحاب نابليون من موسكو. في بداية عام 1940،
صدرت أول نسخة من "الأفق" لكونولي" مما أتاح منفذا جديدا لعمل أورويل فضلا عن وسائل اتصال أدبية جديدة.
وفي مايو حصلت عائلة اورويل على صك ملكية شقة في لندن في "دورسيت تشإمبرز" على شارع " تشاقفورد، ماريليبون".
وكان ذلك وقت انسحاب دونكيرك وكذلك وفاة لورانس شقيق ايلين في فرنسا والذي سبب لها حزن شديد وأكتئاب على المدى الطويل.
خلال هذه المدة كتب اورويل يوميات عن الحرب.
في شهر يونيو أُخبر أورويل أنه غير صالح وجاهز للخدمة العسكرية من قبل المجلس الطبي،
ولكن بعد ذلك بوقت قصير وجدت فرصة للانخراط في الأنشطة الحربية من خلال الانضمام إلى الحرس الوطني.
قال أورويل إنه يشاطر رؤية توم في نظرته الاشتراكية بأن الحرس الوطني بمثابة ثورة شعبية.
كما كانت محاضراته تتضمن تعليمات لمؤيديه عن كيفية قتال الشوارع والتحصينات الميدانية،
واستخدام مدافع الهاون من مختلف الأنواع. كما تمكن أورويل في تجنيد الرقيب فريدريك أربورغ في وحدته العسكرية.
خلال معركة بريطانيا اعتاد أورويل قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع صديقه الصهيوني
توسكو فيفل في ضاحية توفورد إحدى المدن البريطانية في إقليم بيركشاير.
في قرية ويلينغتون التي عكف فيها على كتابة ورقة تحمل عنوان " إنجلترا هي لك " وفي العصمة لندن كان يكتب
لبعض المجلات والصحف التي تنشر هناك. ولدى زيارته لعائلة إيلين في ضاحية غرينتش التي كانت عرضةً
للضرب بالقنابل للملكة المتحدة من قِبل الألمان. وفي صيف عام 1940 اعتزم الأصدقاء الثلاثة اربورغ،
وفيفل وأورويل على كتابة كتاب البحث عن الضوء. " اليفن ايفنتشولي"
ظهر في شعار أورويل وهو صورة الأسد ووحيد القرن في كتب الاشتراكية وعبقرية اللغة الإنجليزية
الذين كانا أول الكتب نشرً في شهر فبراير من عام 1941.
في وقت مبكر في عام 1941 بدأ اورويل الكتابة لما يسمى المراجعة الحزبية الأميركية وساهم في كتابة مختارات لكتاب
"خيانة اليسار، وكتب في ضوء الاتفاق الألماني السوفييتي
(على الرغم من أورويل المشار إليها بوصفها حلف الروسية الألمانية واتفاق هتلر وستالين).
كانت لأورويل تجربة غير ناجحة عندما أقدم على وظيفة في وزارة القوة الجوية.
لدى عمله في الحرس الوطني ولسوء استخدام الهاون وضع أثنين من أفراد وحدته في المستشفى.
وفي الوقت نفسه كان مشغولاً في كتابة مراجعات من الكتب والمسرحيات والتقى في هذا الوقت بالروائي أنتوني باول.
كما شارك في برامج إذاعية لخدمة عدد قليل من BBC الشرقية.
في مارس انتقل اورويل إلى سانت جون وود في الطابق 7 شقة في مقاطعة انجفورد،
بينما كان في ولينجتون كان اورويل مشغولا بزراعة البطاطس ويلقب بطعام الحروب.
في شهر أغسطس من عام 1941، حصل أورويل اخيرا على "أعمال الحرب" عندما كان يعمل بدوام كامل من خدمة بي بي سي في المقاطعة الشرقية.
كما أشرف أورويل على البث في القناة الثقافية إلى الهند لمواجهة الدعاية للنازية آنذاك من ألمانيا التي تهدف إلى تقويض الروابط الاستعمارية.
كانت هذه التجربة الأولى لأورويل في مواجهة حياة قاسية في أحد المكاتب. ومع ذلك فإن هذه التجربة أعطت له فرصة لخلق برامج ثقافية مع مساهمات من ت. س. إليوت، ديلان توماس، إي. إم. فورستر، علي أحمد، الملك راج أناند، وEmpson وليام وغيرها.
في نهاية شهر أغسطس جمع كلا ً من هربرت جورج ويلز وأورويل عشاء والذي كان له بعض الملاحظات على أورويل في مقاله "الأفق".
في أكتوبر تشرين الأول إنتاب أورويل موجة من التهاب الشعب الهوائية وحالة المرض تكررت كثيرا مما سبب له بعض الإزعاج.
وكان ديفيد أستور يبحث عن كاتب له في الجريدة البريطانية " الملاحظ" لذلك دعى أورويل حتى يكون كاتب في هذه الجريدة
وكان أول مقال له قد نُشر في شهر مارس من عام 1942 وفي فصل الربيع من عام 1942 عملت إيلين مع وزارة الزراعة البريطانية
وفي نفس الوقت كانت والدة وأخت اورويل قد أخذت " أعمال الحرب" معهم إلى لندن للبقاء مع أورويل.
في فصل الصيف، انتقلوا جميعا إلى الطابق السفلي في الهلال تيمر في كيلبورن.
وفي قناة بي بي سي، قدم أورويل برنامج "الصوت"،وهو أحد البرامج الأدبية الإذاعية الهندية،
وقد أصبح هذه البرنامج أحد أكبر البرامج الذي يعرض الحياة الاجتماعية لبعض أصدقائه الأدباء، ولا سيما على اليسار السياسي.
في أواخر عام 1942، بدا اورويل في كتابة مقالات بانتظام لمجلة لتريبيون الأسبوعية اليسارية
التي كانت تابعة لحزب العمال ويديرها كلاً من انيورين وبيفان جورج وشتراوس. في مارس من عام 1943 توفيت
والدة أورويل وفي الوقت نفسه بدأ اورويل بكتابة مزرعة الحيوان.
في سبتمبر 1943، استقال أورويل من منصبه الذي كان يشغله لمدة عامين في قناة BBC.
تمت استقالته بعد تقرير يؤكد مخاوفه أن عدد قليل من الهنود يستمعون إلى البث،
لكنه كان أيضا حريصا على التركيز على كتابه الجديد مزرعة الحيوان وفي هذا الوقت خرج من الحرس الوطني.
في نوفمبر 1943، تم تعيين أورويل رئيس تحرير للمجلة الأدبية "المنبر"، حيث كان صديقه القديم جون كمشي مساعد له.
في يوم 24 ديسمبر من العام 1943، بدأت مجلة المنبر في الإصدار وكانت من تأليف
"جون فريمان" - ربما في إشارة إلى السياسي البريطاني - في مقال قصير "هل الاشتراكيين سعداء؟"،
التي نسبت على نطاق واسع ل أورويل، كان أورويل من طاقم المجلة حتى عام 1945،
الذي كان مشغول في كتباته ومراجعاته للكتب لأكثر من 80 كتاب، بالإضافة لعمود مقاله الأسبوعي بعنوان "كما قلت من فضلك".
لا يزال له كتابات وتعليقات لمجلات أخرى، وأصبح ناقد يتمتع بالاحترام بين الدوائر اليسارية ولكن أيضا الأصدقاء المقربين من اليمينين مثل باول،
وأستور موغيريدج مالكولم. وبحلول أبريل نيسان 1944 أصبح كتاب مزرعة الحيوان جاهزة للنشر.
عبر قولينز رفضه نشر الكتاب معتبرا أنه هجوم على النظام السوفيتي الذي كان حليفا حاسما في الحرب.
لكن الكتاب حل محل ترحيب من الناشرين الآخرين (بما في ذلك ت. س. إليوت في فابر وفابر) حتى جوناثان اتفق على أخذه.
في مايو كان أتت الفرصة لأورويل لتبني طفل، وذلك بفضل اتصالات جوين ايلين اوشقانسي، ثم للطبيب أبون تاين.
في شهر يونيو سقطت قنبلة في-1 المحلقة في شارع مورتيمر مما دعى أورويل لإيجاد مكان آخر للعيش فيه.
اضطر أورويل لجمع أورقه التي كان يعتمدها لكتبه وترتيبها خوفً من الضياع، والتي قرر نقلها من مدينة ويلنجتون،
وقد شحنوا بعيدا عنه في عربة يدوية.
سقوط آخر للقنبلة غيرت خطة اورويل لنشر كتابه مزرعة الحيوان.
اتخذ أورويل قرار زيارته لبيتر سموليث الذي اتضح لاحقاً انه يميل للاتحاد السوفيتي.
أمضى اورويل بعض الوقت في شمال شرق، قرب كارلتون، مقاطعة دورهام،
للتعامل مع الأمور في تبني طفل سماه ريتشارد بلير هوراشيو..
في شهر أكتوبر من العام 1944 أنها أقامت عائلة اورويل في ايسلينجتون في العاصمة لندن في شقة على الطابق السابع.
انضم الطفل ريتشارد لهم هناك مما دعى ايلين لتخلى عن العمل لرعاية أسرتها. اتفق سيكير وWarburghad نشر كتاب مزرعة الحيوان،
المزمع نشره في مارس التالي على الرغم من أنها لم تظهر في الطباعة حتى أغسطس 1945.
قرب فبراير 1945 دعا ديفيد أستور أورويل أن يصبح مراسلا حربيا لصحيفة الاوبزرفر.
وكان أورويل يبحث عن فرصة طوال فترة الحرب، ولكن تقاريره الطبية سمحت له بالمنع من التواجد في أي مكان قرب الأحداث.
ذهب إلى باريس بعد تحرير فرنسا وإلى كولونيا حينما كانت محتلة من قبل الحلفاء.
عندما كان اورويل في باريس خضعت ايلين لعملية جراحية لاستئصال الرحم وقد توفيت ف 29 مارس من عام 1945.
قالت ايلين إنها لم تخبر اورويل عن العملية بسبب مخاوف بشأن التكاليف وأنها من المتوقع أن تتماثل للشفاء العاجل.
عاد أورويل للمنزل لفترة من الوقت ومن ثم عاد إلى أوروبا.
بعدها عاد اورويل إلى لندن لتغطية الانتخابات العامة لعام 1945 في المملكة المتحدة في بداية شهر يوليو.
كتاب مزرعة الحيوان نُشر في بريطانيا في 17 آب من العام 1945 وبعدها بعام واحد قد نشر في الولايات المتحدة، في 26 أغسطس 1946.
لاقى نشر كتاب مزرعة الحيوان صدى واسع لزمن ما بعد الحرب وقد لاقت صدى واسع في أنحاء العالم وبها تم معرفة شخصية اورويل.
بعد أربع سنوات من العمل في كلاً من صحيفة المنبر والملاحظات والنشرة الإخبارية المسائية بمانشستر، وبعض المساهمات في المجلات الغير متداولة بشكل كثير في الشأن السياسي والأدبي مع الكتابة للرواية المعروفة والمفضلة
ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون والتي نشرت في عام 1949.
في السنة التالية بعد وفاة ايلين، نشر اورويل ما يقدر ب 130 مقالاً غير نشاطه في مختلف الأحزاب السياسية.
حاول اورويل توظيف مدبرة منزل تدعى سوزان واتسون لرعاية أبنه بالتبني في شقة ايسلينجتون والتي يصفها الزوار باسم الشقة "الكئيبة".
في شهر سبتمبر هرب اورويل لمدة أسبوعيين إلى جزيرة هبريدس الداخلية والتي كان يراها مكان جيدا للأبتعاد عن متاعب لندن الأدبية.
كان صديقة ديفيد من يرتب له أموره في بعض شؤون حياته. كانت أسرة أستور عائلة ثرية تملك الكثير من العقارات
في اسكتلندا مع زميلة ايتنون روبرت وكذا بالمثل في الجزيرة. خلال فصل الشتاء من 1945 إلى 1946 لم يقدم أورويل
أي أمل أو ترحيب للزواج من الفتيات الصغيرات، بما في ذلك كيروان سيليا التي أصبحت في وقت لاحق شقيقة لآرثر كوستلر وبالمثل لكلاً من،
سونيا براونيل التي كانت تعيش في نفس الطابق. عانى أورويل من نزيف السل في فبراير شباط 1946 ولكنه أنكر مرضه كثيراً.
في عام 1945 أو أوائل 1946 كتب أورويل مقالا عن "فن الطهي البريطاني"، مع كامل الوصفات، وبتكليف من المجلس الثقافي البريطاني.
ونظرا للعجز المادي ما بعد الحرب، اتفق الطرفان على عدم نشرها.
ولكن مارجوري شقيقته توفيت من مرض الكلى في مايو أيار وبعد فترة وجيزة، في 22 مايو 1946، انطلق أورويل للعيش على جزيرة جورا
بارنيلي كانت مزرعة مهجورة مع مباني ملحقة بها قريب من الطرف الشمالي للجزيرة، وتقع في نهاية مسار 5 أميال (8كلم)،
وكانت شديدة الوعورة من جهة أردلوسا حيث كان المالك يقيم ظروف المزرعة كانت بدائية لكن التاريخ الطبيعي والتحدي لتحسين المكان كان مغريا لأورويل. أخته الصغيرة أورفيل رافقته هناك وأيضا الروائي بول تيس ليكونوا معا فريقهم.
في يوليو وصلت سوزان مع ريتشارد ابن اورويل والتي منها بدأت التوترات والتي كان ضمنها استخدام بعض مخطوطاته في إشعال النيران.
في تلك الظروف كان اورويل لا يزال يكتب كتابه الف وتسعمائة وأربعة وثمانين.
لاحقاً وصلت سوزان صديقة ديفيد والتي كان أحد المعجبين باورويل منذ أيام الدراسة مع اختلاف الظروف والذين كانا من أنصار الحزب الشيوعي،
لكن لم يستطيعا البقاء فغادرا المكان بعد حين.
عاد اورويل إلى لندن في عام 1946 إلى الصحافة الأدبية مرة أخرى. هناك أصبح معروف ككاتب بعد تجاربه السابقة.
عند زيارته لجزيرة جورا في عطلة نهاية السنة فضل البقاء في لندن والتي سجلت رقم قياسياً
في البرودة في تاريخها كله مع النقص الموجود في الوقود والتي اضطر أورويل فيها لحرق أثاثة الخاص ولعب الأطفال.
كانت أيام ثقلية بالدخان الذي لوث المنطقة، وبعدها تم إصدار قانون حفظ البيئة في عام 1956 للمساعدة في نشر بيئة نظيفة.
إضافة لذلك فقد حاول تنظيم حقوق النشر والناشرين مع كلاً من كولينز ووبرج.
في ذلك الوقت شارك في تحرير مجموعة بعنوان بمبليترس البريطانية مع رينولدز.
ونتيجة لنجاح كتاب مزرعة الحيوان الذي كان اورويل يتوقع منه إيرادات ضخمة وإحصاء الأموال بمشاركة محاسبين مع شريكة جاك هاريسون.
اقترحت الشركة الحصول على حقوق النشر والطبع باتفاقية مع اورويل ليتمكن من الحصول على مرتب من الكتاب.
كان مؤسس الشركة جاك هاريسون التي أسسها في الثاني عشر من شهر سبتمبر من العام 1946
بوضع اتفاقية لهذه الخدمة والتي وكلها في وقت لاحق لزملائه المبتدئين بعد رحيله.
في شهر نيسان من عام 1947 رحل اورويل من لندن بعد ما انهى عقود الإيجار على شقة ايسلينجتون،
بعدها رجع إلى جزيرة جورافي في فصل الشتاء الذي كان عاصف لإكمال كتابة كتابه 1948 وقد عمل جيداً لإتمامه خلال الصيف والخريف.
خلال هذه الفترة زارته عائلة شقيقته. اعتزم اورويل قيادة قوارب لتخطي بحر جورا والتي كانت ستسبب له في فقدان حيات
ه والتي لم تكن في وقتها بصحة جيدة. في شهر ديسمبر كانون الأول تم استدعاء أخصائي أمراض الصدر للكشف على
حالة اورويل والذي كان يعتقد بوجود مرض خطير الم به وقبل أسبوعين من عيد ميلاده في عام 1948 في
شرق مدينة كيلبريد تم تشخيص مرض اورويل من قبل وزير الصحة انيورين بيفان في مستشفى هيرميرز.
وبحلول نهاية شهر تموز من عام 1948 كان اورويل قادر على العودة لجزيرة جورا والتي بوقتها قد أنتهى من مخطوطته
الف وتسعمائة واربعة وثمانون. في يناير كانون من عام 1949 أصيب اورويل بحالة ضعف شديدة مما
استدعى نقله لمشفى جلوسيسترشاير، يرافقه ريس ريتشارد.
تتألف مدينة كرانهام من سلسلة من الشاليهات الخشبية الصغيرة أو الأكواخ التي تقع في منطقة كوتسوولدز النائية
بالقرب من ستراود التي كان يعيش فيها اورويل. في خلال ذلك الوقت صُدم زوار اورويل من ازدياد حالته سوءً
لعدم فعالية العلاج المعطى له وتأزم المصادر المالية لديه، لكن بعد فترة استرد اورويل عافيته. كتب اورويل ب
عض الرسائل لأصدقائه يخبرهم عنه بما في ذلك صديقه باديكوم جيسنثا التي كشفت موهبته.
في شهر مارس من عام 1948 زار اورويل كلاً من كيليا كاروين التي التحقت للتو بإدارة الهجرة وقسم المعلومات
والبحوث التي شكلتها الحكومة لنشر الدعاية المناهضة للشيوعية. قدم اورويل قائمة لبعض الأشخاص غير المناسبين كمؤلفين في قسم المعلومات والبحوث بسبب ميولهم للشيوعية والتي تم نشر أسمائهم مؤخراً في عام 2003 والتي ضمت عدد من أعضاء أحزاب ونواب في حزب العمال.
لا زال اورويل يتعاطى الأدوية التي لم تقدم له شيء في تحسين صحته. في شهر يونيو من عام 1948
تم نشر كتابه ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون الذي تم الإشادة به من بعض النقاد.
أستمرت حالة أرويل الصحية بالتدهور وذلك بعد تشخيص اصابته بمرض السل في ديسمبر 1947.
في صيف عام 1949 وبعد محاولات غزلية من أورويل لجذب سونيا برونويل، انتهى الأمر بإعلان زواج صيفي في سبتمبر من نفس العام،
قبل فترة بسيطة من ذهابه المستشفى الجامعي في لندن. لقد تسبب هذا الأمر في احداث قلق لأصدقاءه القدامى موغريدج.
وفي الوقت الذي تم فيه إعلان الزيجة، أرسلت اريول هارسون محاسب إلى المسشتفى حيث يرقد أرويل،
ودعي ليصبح مدير لشركة GOP المحدودة ولكن لسوء الحظ لم يكن هنالك شاهد مستقل.
إن المثير بالأمر ان ارويل اقام حفلة زواجه بالغرفة 13 بالمستشفى في يوم 13 أكتوبر من عام 1949 بحضور ديفيد وأستور كأشبين.
وبينما كانت حالة أرويل الصحية تتدهور أكثر فأكثر فقد زاره مجموعة لابأس بها من المعارف كموغريدج كونولي،
فرويد لوسيان، سبندر ستيفن، ايفلين وا، بوتس بول انتوني بول، ونظيره المعلم ايتون جاو. في غضون تلك الزيارات،
طرحت أفكار وخطط للذهاب إلى جبال الألب في سويسرا،
كما عقدت أيضا اجتماعات مع محاسبه بالوقت نفسه الذي اعلن فيه عن السيد هارسون والسيدة بلير كمديرين للشركة،
وتم التأكيد من قبل هارسون على أن بنود الاتفاقية نفذت بشكل صحيح وأن حقوق النشر تؤول لشركتهم.
بحلول عيد الميلاد بدأت صحة ارويل بالتدهور مجددا. وفي مساء يوم 20 يناير من عام 1950 زاره بوتس ارويل لكنه تراجع عندما وجده غارقا بالنوم.
ورغم ذلك، فقد تم جدولة زيارة له في وقت آخر من قبل جاك هارسون الذي ادعى ان ارويل قدم له حصته البالغة 25% من اسهم الشركة.
وفي صباح يوم الحادي والعشرين من يناير تسبب انفجار أحد الشرايين الموصلة لرئتي ارويل في وفاته عن عمر يناهز السادسة والأربعين.
قبر جورج أورويل
لقد أوصى ارويل بدفنه وفقا لتقاليد الكنيسة الأنجيلية في أقرب كنيسة له في المكان الذي يموت فيه،
وقد أثار عدم وجود مكان شاغر في مقابر لندن قلق أرملته، إضافة إلى الخوف من عمليات حرق
قد تطال هذه المقابر وقد ناشدت المعارف والاصدقاء بالبحث عن مساحة في المقابر لزوجها الراحل على أن تكون في محيط لندن.
ديفيد استور وهو أحد معارف ارويل وقد عاش سابقا في قرية سيتون كورتيناي التابعة لدويلة اكسفوردشاير،
تفاوض مع أحد النواب من أجل دفن ارويل في مقبرة القديسين مع انه لا يملك صلة بأي شكل مع القرية.
وقد كتبت هذه المرثية على شاهد قبر أرويل: " هنا يرقد ارك آرثر بلير،
ولد في 25 يوليو 1903 وتوفي في 21 يناير 1950" وليس هنالك ما يشير لاسمه الآخر.
ترعرع ريتشارد بلير وهو ابن ارويل على يد إحدى النساء بعد وفاة والده.
ومع أن تاريخ والده يحظى باهتمام إلا أنه لم يحصل على تلك الشعبية والظهور. وقد عمل بلير موظفا في الحكومة البريطانية كوكيل زراعي.
في العام 1979 رفعت سونيا ارملة ارويل دعوى قضائية في المحكمة العليا ضد هاريسون الذي نقل 75%
من أسهم الشركة لصالحه مما جعل الشركة تفقد قيمتها المادية وتبدد أصولها.
ورغم أنه كانت تملك كل الادلة ضد هاريسون إلا أن المرض غافلها وفي نهاية المطاف اقأمت هي وهاريسون تسوية مادية خارج اطار المحكمة.
توفيت سونيا عن عمر يناهز الثانية والستين في 11 ديسمبر 1980.