اهلاً وسهلًا بكم زوار واعضاء منتديات انمي تون ان شاء الله تكونوا بخير وصحه وعافيه
مبارك لكم رمضان وتقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر لكم ذنوبكم واصلح لكم احوالكم اما بعد:-
فيسرنا ويسعدنا ان نفيد ونستفيد من هذه الايام المباركة ونقضيها بفعاليه تعود لنا بالنفع والفائده ونتأمل ان نرى التفاعل المستمر منكم فيها ففي النهاية كلنا مستفيدون ~
فكرة الموضوع:-
ان شاء الله بكل يوم اطرح قصه جميلة تقرؤوها وتجيبوا على الأسئله ترسلوها بالخاص عندي؛..
لننتفع بهذا الشهر الكريم ونَثري عقولنا بقصص بعبق المسك . - وامانه عليكم تقرؤوا بتمعن ونيَه صادقه xD *هذا الشي راجعلكم ومسؤولين امام الله =*((
لحتى نهاية رمضان سيتم تكريم المشاركين والمستمرين بهالفعاليه بدءاً من اليوم
سيتم الطرح بالساعه ١٢:٠٠AM بتوقيت الإمارات وتسلْم الأجوبه بالخاص قبل الموعد المحدد من اليوم التالي
“اجعل الله أمام عينيك في كل أقوالك وأفعالك” ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً )
جاء في الخبر أن كان هناك شابا فيه تقوى الله ولكنه أيضا كان به غفلة، وقد طلب العلم على أيدي أحد مشايخ الدين العظماء، وباليوم الذي أتم فيه الشيخ له ولقرنائه العلم طلب من كل واحد منهم أن لا يكون عالة على غيره وأن يعمل بصنعة والده ويتقي الله فيها حق تقاته؛ فكل واحد منهم رجع إلى منزله وعمل بمهنة والده إلا الشاب فقد كان والده متوفى، وبالرغم من شدة إصراره على معرفة مهنة أبيه حتى يعمل بها إلا أن والدته لم ترد أن تخبره ونظرا لشدة إصراره على معرفته أخبرته أخيرا بأن والده كان لصا، فعمد إلى تعلم مهنة والده وأتقنها ليعمل بها كما أخبره شيخه.
وانتظر حلول الليل والناس نيام بعدما جهز وأعد كل عدة السرقة وصلى العشاء وعزم على امتهان مهنة والده، وبدأ بدار جاره ولكنه تذكر تقوى الله وأن نبينا أوصانا بالجار، وأن سرقته تعتبر إيذاء نهانا عنه رسول الله، فانتقل إلى دار أخرى ولكنه تذكر أن بها أيتام والله حذرنا من عقوبة أكل مال الأيتام، وما زال الشاب يبحث حتى هدته قدماه إلى دار رجل فاحش الثراء خالي من أي حراسة، كل من بالبلدة يعلم مدى ثراء ذلك الرجل وكثرة أمواله الفائضة عن حاجاته، فقال في نفسه: “هذا هو المراد بعينه”، فدخل على طريقة اللصوص المحترفين التي أتقنها، ومن ثم جال بكل غرف المنزل الواسع والتي تعددت حتى استطاع الوصول إلى الغرفة التي كان بها صندوقا ممتلئا بالأموال وبالذهب والفضة، فهم الشاب بأخذ كل تلك الأموال والذهب والفضة ولكنه تذكر تقوى الله فقال في نفسه: “محتمل أن يكون ذلك الرجل لم يخرج زكاته من كل هذه الأموال بعد، لنحسب أولا مقدار الزكاة المستحقة من هذه الأموال ونخرجها ومن ثم نأخذ البقية منها”.
فأخرج كل الدفاتر التي وجدها وأشعل فانوسا صغيرا كان قد جلبه معه، وأخذ يجرد كل الحسابات حتى يتمكن من حساب قيمة الزكاة، وطالت المدة واستغرق ساعات طوال لجرد كل تلك الدفاتر التي وجدها على الرغم من براعة الشاب بالحساب وإتقانه لجميع العمليات الحسابية ومعرفته كل التشريعات الإسلامية بالزكاة ومقدارها، وها قد حان موعد صلاة الفجر فتذكر حينها تقوى الله في الصلاة على وقتها، فهم بالوضوء لإقامة الصلاة على وقتها كما أمر رب العباد وبعدها يعود لمواصلة ما كان يفعله.
فخرج من الغرفة وترك خلفه الفانوس مضيئا والصندوق المملوء مفتوحا، وما زال يتجول في الدار حتى وجد مكانا به ماء فتوضأ وقبل أن يشرع في الصلاة شعر به صاحب الدار الرجل التاجر الثري، لقد جذب انتباهه حركة غريبة بداره مما جعله يبحث عن سبب تلك الحركة المريبة، وكانت كل شكوكه في محلها إذ وجد رجلا غريبا بمنزله يقبل على الصلاة، وكان قبل ذلك قد وجد صندوقه مفتوحا وبجواره كل دفاتره مفتوحة وموضوع أعلاها الريشة وبجوارها الحبر، علاوة على الفانوس المضيء.
سأله الرجل: “من أنت، وما الذي تفعله بمنزلي؟”.
فأجاب الشاب بكلمتين اثنتين لا أكثر: “الصلاة قبل الكلام”.
وتذكر تقوى الله فأعلمه قائلا: “توضأ وصلي بنا فإن الإمامة لمالك الدار”.
بالتأكيد نفذ مالك الدار رغبته في الصلاة به خوفا من أن يكون حاملا لسلاح أو ما شابه ذلك ففي النهاية إنه غريب لا يعرف عنه شيء؛ وبعد الانتهاء من الصلاة سأله الرجل: “ماذا تفعل في منزلي، ومن أنت يا هذا؟!”.
أجابه الشاب: “إنني لص”.
اندهش الرجل من كلامه ولكنه واصل حديثه قائلا: “لص!!، وماذا تفعل بدفاتري؟”.
أجابه الشاب: “كنت أحسب مقدار زكاتك على مدار الستة سنوات الماضية”.
فلما وجده الرجل يتكلم معه بكل صدق طلب منه أن يخبره قصته كاملة من الألف للياء، وحينما أنهى الشاب حديثه عرض الرجل عليه ابنته الوحيدة وقد كانت في غاية الجمال ليتزوج بها، ونصف أمواله وأن يشاركه هو ووالدته المنزل لما رأى فيه من تقوى الله، قبل الشاب عرض الرجل؛ وعندما حل الصباح أرسل الرجل الثري في طلب المأذون لعقد القران.
جعل الشاب خالقه أمام عينه في كل عمل قام به، حتى بالأعمال السيئة تلك هي تقوى الله، فكان الجزاء من جنس العمل.
الخضر وسيدنا موسى عليه السلام ( من قصص القرآن الكريم )
سكن بنو إسرائيل مصر ، وعاشوا فيها ، وقد أرسل الله تعالى إليهم رسولا منهم وهو سيدنا موسى عليه السلام ، وكان خطيبا في بني اسرائيل يذكرهم بنعم الله عليهم ، وما أتاهم من التوراة ، وإنه جعلهم أفضل أهل الأرض بما أمنو بالله .
فقام رجل من بني اسرائيل وقال لهم :يا نبي الله ، كل ما قلت صحيح ، فهل على الارض أحد أعلم منك ، فقال موسى عليه السلام ، لا لا يوجد ، فعتب الله عليه ، لأنه لم يرد العلم لله ، وأوحى إليه أن له عبدا عند مجمع البحرين هو أعلم منه ، وعلم موسى عليه السلام ما فاته من حسن الجواب .
فسأل الله تعالى عن مكان هذا العبد الصالح ، فأوحى الله له أن يأخذ حوتا مملحا ، فإنه سيفقد الحوت ، ففي المكان الذي سيفقد فيه الحوت سيكون هناك العبد الصالح ، فأمر موسى عليه السلام غلامه يوشع بن نون أن يجهز ذلك الحوت حتى يكون معه في رحلته ، وأخذ موسى عليه السلام الحوت ومعه غلامه يوشع بن نون ، وسارا حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رأسيهما فناما ، واطرب الحوت ، فخرج وقفز في البحر .
واستيقظا بعد فترة ونسى يوشع أن يخبر موسى عليه السلام بخبر الحوت ، فسارا حتى جاوزا المكان ،وقد ظهر عليهما التعب فأمر موسى عليه السلام يوشع أن يأتي لهما بالغداء ، فأخبره يوشع أنه نسى الحوت ، وما انساه إياه إلا الشيطان ، فرجعا يتتبعان أثر أقدامهما حتى أتيا الصخرة التي بمجمع البحرين ، وهو المكان الذي أخبر الله تعالى موسى انه فيه سكون العبد الصالح ، وكان اسمه الخضر ووصل موسى عليه السلام ، فقال :وكيف يكون بأرضك السلام .
فقال موسى ، أنا موسى بني إسرائيل ، قال نعم ، فرد نبي الله موسى قائلا : أتيتك لتعلمني مما علمك الله تعالى ،فقال له الخضر : إنك لن تستطيع معي صبرا ولن تصبر معي ، لأن الله تعالى آتاني علما ليس عندك وأتاك علما ليس عندي يا موسى ، فلن تصبر على هذا العلم .
ولكن موسى عليه السلام ، اصر على موقفه ، ووعده أن يكون صابرا معه ، فاشترط عليه الخضر ألا يسأل عن شيء حتى يخبره هو ، فوافق موسى على ذلك ، ومشى موسى والخضر على ساحل البحر ، فمرت سفينة فركبا فيها ، ولم يأخذ أهل السفينة منهما أجرة ، إكراما للخضر ، فلما بعدت السفينة ، أخذ الخضر قدوما وخلع لوح من ألواح السفينة ونزعة ، فاعترض موسى على فعله وقال له ، كيف تخرب سفينة لقوم أكرمونا ولم يأخذوا منا أجرة .
فذكره الخضر بالعهد ، فاعتذر موسى وأخبره أنه نسى ألا يسل عن شيء حتى يخبره الخضر ، وقام عصفور فنقر نقرة في البحر ، فقال الخضر : يا موسى إن علمي وعلمك في علم الله ، مثل ما أخذ العصفور من ماء البحر ، ثم خرج موسى والخضر من السفينة ، ومشيا معا حتى وصلا إلى قرية بها غلمان يلعبون ، فأمسك الخضر حجرا كبيرا ، وقتل به أجمل الغلمان ، فأعترض موسى قائلا : كيف تسول لك نفسك أن تقتل نفسا صغيرة بريئة لم تذنب ، فقال له الخضر ، ألم أقل لك إنك لن تصبر على ما ترى مني ؟
فتعجل موسى وقال له ، إن سألتك عن شيء بعد ذلك فلا تمشي معي ، ثم مشى موسى والخضر حتى إذا أتيا قرية طلب من أهلها بعض الطعام والشراب ، لكنهم رفضوا أن يكرما موسى والخضر .
فرأى الخضر جدارا كاد أن ينهدم ، فقام وأصلحة فقال موسى :ما أعجبك لقد رفضوا أن يطعمونا ، ثم تقيم لهم الجدار الذي كاد أن ينهدم ، اما أخذت أجرا على هذا العمل ، وهنا قال الخضر لموسى عليه السلام ، هذا فراق بيني وبينك ، سأخبرك بما حدث ، فأنا لم أفعل شيئا من عند نفسي ، بل كل ما فعلته كان من أمر الله تعالى ، وانصت موسى عليه السلام ، للخضر وهو يحكي له أسرار ما فعل فأخبره الخضر ، أن السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر ، وكان في البحر ملك يأخذ كل سفينة صحيحة ، فخرقت السفينة ، حتى يتركها الملك ثم يصلحها قومها فيما بعد .
وأما الغلام فكان له ابوان صالحان ، وكان هذا الغلام اذا كبر سرد ابوية عن الحق والايمان ، فأرادا الله أن يبدل ابويه ولدا صالح خيرا منه ، واما الجدار فكان لغلامين بالمدينة يتيمين ، وكان تحتهما كنزا لهما فأمرت بإصلاحة حتى يكبر الغلامان اليتيمان ، فينتفعان بالكنز وكل ما فعلته لم يكن من عندي ، بل هو من أمر الله تعالى ، وأدرك موسى عليه السلام أن علم الله واسع وأنه فوق كل ذي علم عليم وأن المرء الصالح يرد العلم لله تعال وليس لنفسه .
إن الإسلام أخرج للعالم أمثالا ليس لهم نظير، تربوا على أيدي النبي صلى الله عليه وسلم، نشئوا على طاعة الله ومحبة رسوله الكريم، وقدموا حياتهم بلا مقابل في سبيل الله لنشر دينه ببقاع الأرض، ومن أمثلتهم سيف الله المسلول“خالد بن الوليد”.
( قصة كفاح سيف الله المسلول )
من هو “خالد بن الوليد”؟، هو “خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي”, دخل الإسلام بعد صلح الحديبية, وهو قائد عسكري وصحابي مسلم, لقبه “الرسول صلى الله عليه وسلم” بسيف الله المسلول, وكان يُعرف بدهائه وحسن تصرفه في قيادة المعارك التي خاضها.
نشأته:
نشأ“خالد بن الوليد” مع والده نشأة عربية أصيلة, فلقد علمه أصول الشجاعة, الرجولة, الفروسية, استخدام السيف, ركوب الخيل, رمي السهام والقوس, وكل فنون ومهارات القتال؛ فأصبح فارسا مغوارا لا يهاب الموت, مثل قبيلته بني مخزوم فهم من أمهر الفرسان في شبه الجزيرة العربية.
شجاعته القتالية ومهارته:
أما بالنسبة إلى عبقريته وإستراتيجيته في الحروب والمعارك التي خاضها ” خالد بن الوليد”, فقد ظهرت أولا في غزوة ” أحد” عندما تخلف الرماة خلف جيش المسلمين, وتركوا مواقعهم وانشغلوا بجمع الغنائم؛ فأدرك “خالد بن الوليد” الخلل الذي حدث بجيش المسلمين فحاصرهم وهجم عليهم من الخلف ليهزم المسلمين بعد انتصارهم.
مهارة “خالد بن الوليد” بعد إسلامه:
بعد إسلام “خالد بن الوليد” في صلح الحديبية, كانت أول معركة يشارك فيها مع المسلمين “معركة مؤتة”, فقد ذهب “خالد بن الوليد” كجندي عادي إلى المعركة؛ فقد عين الرسول صلى الله عليه وسلم على إمارة الجيش “زيد بن حارثة ” ،”عبد الله بن رواحه” و”جعفر بن أبي طالب”, وكان جيش المسلمين لا يتعدى ثلاثة آلاف مقاتل بينما كان جيش الروم يتعدى مائتي ألف مقاتل, ولكن جيش المسلمين أصر على خوض المعركة للاستشهاد في سبيل الله, فاستشهد القادة الثلاثة مما أدى إلى انتشار الفوضى في جيش المسلمين إذ أصبحوا بلا قائد, فأخذ الراية ” ثابت بن الأرقم ” وأعطى الراية إلى “خالد بن الوليد”، وقال له: “تولى القيادة” فاستجاب المسلمون لتولية “خالد” القيادة؛ وهنا تظهر عبقرية “خالد” في إدارة المعركة.
عندما تولى “خالد” القيادة كان الجيش منهزما, ففكر أن يهاجم ويقلب توازن صفوف الروم, ولكنه رأى أن النصر لن يكون حليفه لتفوق أعداد جنود العدو، فقرر الانسحاب بجيش المسلمين, إذ قام بوضع خطة الانسحاب وهى نقل الميسرة إلى الميمنة, والميمنة إلى الميسرة, والمقدمة في المؤخرة والعكس, ووضع جنودا خلف الجيش يثيرون الغبار ليتمكن من خروج المسلمين من المعركة سالمين, واستقبلهم المسلمون و”الرسول صلى الله عليه وسلم “, ووصف المسلمين الجيش بالفرار, فقال “الرسول صلى الله عليه وسلم “, بل هم الكرار, وأطلق عليه الصلاة والسلام على “خالد” لقب “سيف الله المسلول”, وتوالت معاركه مثل: حروب الردة،وفتح العراق واليرموك، وغيرها الكثير لينتصر القائد العبقري الشجاع ويحقق النصر، ويرفع راية الإسلام.
ذات ليلة نام الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وافضل السلام ، في فراشه ، فسمع صوت جبريل يناديه :انهض يا محمد وقم ، قام الرسول فراى جبريل ، وكان بجوار جبريل دابة بيضاء اشبه بالفرس لها عدة اجنحة ، طلب جبريل من الرسول ان يركب على ظهر الفرس ، وركب الرسول عليه الصلاة والسلام ، انطلقت الفرس بسرعة كبيرة ، والرسول على ظهرها حتى وصل إلى المسجد الأقصى بفلسطين .
في المسجد الاقصى ببيت المقدس ، ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرس في صخرة بالقرب من جدار المسجد الاقصى ، التقى الرسول صلى الله عليه وسلم في بيت المقدس بكثير من الانبياء والمرسلين ، عليهم السلام وصلى بهم إماما ، من المسجد الأقصى ركب الرسول صلى الله علي وسلم ، دابة أخرى وصعد السموات العلا ، ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم ، كثيرا من آيات ربه الكبرى في هذة الليلة ، فرض الله على المسلمين الصلاة .
وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، في نفس الليلة إلى مكة ، فسمع جبريل ينادية ، ” سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ، في الصباح ذهب رسول الله الى الكعبة ، ونادى في الناس ، يا معشر قريش لقد أسرى بي الليلة من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بفلسطين ، دهش الناس مما سمعوا ، صرخ واحد من آخر الصفوف وصاح ، كذبت يا محمد، كيف تسافر من مكة إلى فلسطين وتعود إلى مكة في ليلة واحدة ، ونحن نسير في هذة الرحلة أكثر من شهر ؟
كان هذا هو أبو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، الذي اعتاد معارضة ابن اخيه محمد ، لكن ابا بكر جاء من بعيد يقول :
انت صادق يا محمد فيما قلت ، منذ ذلك اليوم اصبح ابو بكر اسمه الصديق ، طلب بعض الحاضرين من الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يصف لهم المسجد الأقصى وكانوا يعرفونه ، لأنهم رأوة في رحلاتهم التجاري الى فلسطين ، اخذ الرسول صلى الله عليه وسلم ، يصف للناس المسجد الاقصى ، ابوابه ونوافذه وجدرانه وفناء المسجد الواسع ، السور المحيط به ، الصخرة التي ربط فيها الدابة ، كان الناس يتابعون الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون ، صدقت يا محمد .
اخبر الرسول صلى الله عليه سلم الاس ببعض ما راه في الطريق ، اخبرهم انه مر على قافاة تجارية ، ان بعض ابل هذة القافله ، قد ابعدت عنها فدل الرسول صلى الله عليه وسلم ، رجال القافلة على مكان الابل الضاله التي تاهت بالطريق في الصحراء .
اخبر الرسول صلى عليه وسلم ان هذة القافلة على مشارف مكة ، ذهب بعض الحاضرين الى مشارف مكة ، فوجدوا القافلة وسالوا رجالها عما حدث لهم ، فاخبروهم بماقاله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم من اجل هذا أسلم كثيرا من الناس بعث رسول الله الى اهل يثرب ببعض المسلمين ، ليدعوهم إلى الاسلام تقع يثرب شمال مكة ، على الطريق بين مكة والشام ، اقتنع اهل يثرب بالاسلام ، واسلموا وحينما جاءوا الى مكة للحج التقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، في العقبة ، واعلنوا له اسلامهم .
اتفق اهل يثرب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، على أن ينصروه ودينه ، وأن يحموه ويدافعوا عنه ، وعلم كفار بما حدث من اهل يثرب فلاموهم على مناصراتهم لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وحاولوا ان يصرفوهم عن هذا ، ولكن اهل يثرب رفضوا وظلوا على عهدهم مع محمد صلى الله عليه وسلم .
كان عمر بن الخطاب في مجلسه فجاءه شابان ومعهما رجل من سكان البادية، وعندما دخل عليه الشابين قالا لعمر بأن هذا الرجل قتل والدهما، فسأل عمر الرجل عن قتله للرجل فأجاب بنعم قتلته.
سأل عمر الرجل كيف قتلته؟ فقال الرجل بأن أباهم دخل إلى الأرض الخاصة به بجمله فحاول منعه ولم يمتنع فضرب عليه حجر فأصاب رأسه فمات.
أصدر عمر بن الخطاب حكمه بإعدام الرجل، وكان هذا القرار طبقًا للشرع دون محاباة لا للشاكي ولا المشكو في حقه فقط تطبيقًا لشرع الله.
استحلف الرجل عمر بن الخطاب كي يعطيه فرصة ولو ليوم حتى يعود إلى أهل بيته فيخبرهم بما كان، فهم ليس لهم إلا الله ثم هذا الرجل الذي يعولهم.
سأل عمر من يكفل هذا الرجل، ولم يتحرك أحد من الحضور فهذا الرجل مجهول للجميع فلا أحد يعرفه أو يعرف عنه شئ، كما أن الجميع يعرف صرامة عمر فإن ذهب الرجل ولم يعد فإن عمر لن يرحم من كفله ولن يتردد وسيفذ فيه الحكم عوضًا عن الرجل.
عاد عمر إلى الشابين وسألهم هل يعفوان عن الرجل فرفضا وطالبا بالقصاص، فعاد عمر يسأل عمن يكفل الرجل، فقام أبو ذر وقد خط الشيب خطوطه به، فحاول عمر أن يثنيه فقد كان لأبى ذر مكانة كبيرة في قلب عمر، وخاف أن يذهب الرجل ولا يعود ويضطر عمر لتنفيذ الحكم في أبي ذر، فقال هل تعرفه؟ فرد أبا ذر لا، فقال عمر كيف تكفله، فقال تبدو عليه علامات المؤمن لذا فهو لن يكذب وسيعود.
كان الاتفاق أن يذهب الرجل لأسرته على أن يعود بعد ثلاث ليال، ومرت الثلاث ليال وكان ميعاد اللقاء في العصر، فاجتمع الناس على الموعد عمر وأبو ذر والشابان والناس.
جلس عمر وسأل هل حضر الرجل؟ فأجاب أبو ذر إنه لم يحضر، ومر الوقت والجميع يترقب وقبل مغيب الشمس بقليل حضر الرجل فكبر الجميع، وسأل عمر الرجل لما أتيت وكنت تستطيع الهرب ولن نصل إليك فلا أحد يعلم عنك شئ، فأجاب الرجل الله يعلم لذا فقد حضرت تاركًا أولادي بلا عائل أو معين.
نظر عمر إلى الشابين وسألهما ما رأيهما، بكى الشابان مما رأيا وقالا لقد عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.
كبر عمر بن الخطاب وقال” جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما، وجزاك الله خيراً يا أبا ذر يوم فرجت على هذا الرجل كربته , وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك”.
تحمل تلك القصة عدد من العبر كان أولها العدل في الحكم فالشرع يطبق على الجميع، وكذلك أن يكون العبد في عون أخيه ويفرج كرباته، وهناك فطنة المؤمن، وكذلك أهمية الصدق، و أخيرًا وليس آخرًا مراقبة الله في كل تصرفاتنا لا العباد.
نهض عويمر بن مالك الخزرجي المكني بأبي الدرداء من نومه مبكرا ، ومضى إلى صنمه الذى نصبه فى أشرف مكان من بيته فحياة وضمخه (عطره) ثم ألقى عليه ثوبا جديداً من فاخر الحرير ، أهداه إليه بالأمس أحد التجار القادمين عليه من اليمن ولما ارتفعت الشمس غادر أبو الدرداء منزله متوجها إلى متجره .
فإذا شوارع (يثرب) وطرقاتها تضيق بأتباع محمد وهم عائدون من غزوة بدر وأمامهم أفواج الأسرى من قريش ، فازور (فأعرض) عنهم لكنه ما لبث أن أقبل على فتى منهم ينتمى إلى الخزرج وسأله عن عبد الله بن رواحة ، فقال له الفتى الخزرجى : لقد أبلى فى المعركة أكرم البلاء وعاد سالما غانما ، وطمأنه عليه .
ولم يستغرب الفتى سؤال أبى الدرداء عن عبد الله بن رواحة لما كان يعلم الناس جميعا من أواصر الأخوة التى كانت تربط بينهما ذلك لأن أبا الدرداء وعبد الله بن رواحة كانا متآخيين فى الجاهلية ، فلما جاء الإسلام اعتنقه ابن رواحة ، وأعرض عنه أبو الدرداء ، لكن ذلك لم يقطع ما بين الرجلين من وثيق الأواصر ، إذ ظل عبد الله ابن رواحة بتعهد أبا الدرداء بالزيارة ، ويدعوه إلى الإسلام ، ويرغبه فيه ، ويأسف على كل يوم يمضي من عمره وهو مشرك .
وصل أبو الدرداء إلى متجره ، وتربع على كرسيه العالى ، وجعل يبيع ويشترى ، ويأمر غلمانه وينهاهم وهو لا يعلم شيئاً مما يجرى فى منزله ففى ذلك الوقت كان عبدالله بن رواحة يمضى إلى بيت صاحبه أبى الدرداء وقد عزم على أمر ، فلما بلغ البيت رأى بابه مفتوحا وأبصر أم الدرداء فى فنائه .
فقال :السلام عليك يا أمة الله ، فقالت: وعليك السلام يا أخا أبى الدرداء ، فقال: أين أبو الدرداء؟ فقالت: ذهب إلى متجره ولا يلبث أن يعود فقال : أتأذنين؟ فقالت : على الرحب والسعة وأفسحت له الطريق ومضت إلى حجرتها ، وانشغلت عنه بإصلاح شأن بيتها ورعاية أطفالها .
دخل عبد الله بن رواحة إلى الحجرة التى وضع فيها أبو الدرداء صنمه وأخرج قدوما أحضره معه ، ومال على الصنم وجعل يقطعه به وهو يقول : ألا كل ما يدعى مع الله باطل ، ألا كل ما يدعى مع الله باطل ، فلما فرع من تقطعيه غادر البيت دخلت أم الدرداء إلى الحجرة التى فيها الصنم ، فصعقت حيت رأته قد غدا أجذاذا ووجدت أشلاءه مبعثرة على الأرض وجعلت تلطم خديها وهى تقول : أهلكتنى يا ابن رواحة ، أهلكتنى يا ابن رواحة .
لم يمض غير قليل حتى عاد أبو الدرداء إلى منزله فرأى امرأته جالسة عند باب الحجرة التى فيها الصنم وهى تبكى وتنشج ، وعلامات الخوف منه بادية على وجهها ، فقال : ما شأنك؟ قالت : أخوك عبد الله بن رواحة جاءنا فى غيبتك ، وصنع بصنمك ما ترى ، فنظر الى الصنم فوجده حطاما ، فاستشاط غضباً وهم أن يثأر له ، لكنه ما لبث قليلا حتى هدأت ثائرته وسكت عنه غضبه ففكر فيما حدث ، ثم قال : لو كان فى هذا الصنم خير لدفع الأذى عن نفسه .
ثم انطلق من توه إلى عبدالله بن رواحة ، ومضيا معا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأعلن دخوله فى دين الله فكان آخر أهل حيه إسلاما ، آمن أبو الدرداء منذ اللحظة الأولى بالله ورسوله إيمانا خالط كل ذرة فى كيانه ، وندم ندما كبيراً على ما فاته من خير وأدرك إدراكا عميقاً ما سبقه إليه أصحابه من فقه لدين الله وحفظ لكتاب الله وعبادة وتقوى ادخروهما لأنفسهم عند الله .
فعزم على أن يستدرك ما فاته بالجهد الجاهد وأن يواصل كلال (تعب) الليل بكلال النهار حتى يلحق بالركب ويتقدم عليه فانصرف إلى العبادة انصراف متبتل ( المنقطع عن الدنيا، المنصرف إلى الله) ، وأقبل على العلم إقبال ظمآن ، وأكب على كتاب الله يحفظ كلماته ، ويتعمق فهم آياته ، ولما رأى التجارة تنغص (تكدر) عليه لذة العبادة وتفوت عليه مجالس العلم تركها غير متردد ولا آسف .
وقد سأله فى ذلك سائل فأجاب : لقد كنت تاجرا قبل عهدى برسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلمت أردت أن أجمع بين التجارة والعبادة فلم يستقم لى ما أردت ، فتركت التجارة وأقبلت على العبادة ، والذى نفس أبى الدرداء بيده ما أحب أن يكون لى اليوم حانوت على باب المسجد فلا تفوتنى الصلاة مع الجماعة ، ثم أبيع وأشترى فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار ، ثم نظر إلى سأله وقال : إنى لا أقول: إن الله عز وجل حرم البيع ولكنى أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .
لم يترك أبو الدرداء التجارة فحسب وإنما ترك الدنيا ، وأعرض عن زينتها وزخرفها ، واكتفى منها بلقمة خشنة تقيم صلبه وثوب صفيق (خشن) يستر جسده فقد نزل به جماعة فى ليلة شديدة القر (البرد) قاسية البرد ، فأرسل إليهم طعاما ساخنا ولم يبعث إليهم باللحف ، فلما هموا بالنوم جعلوا يتشاورون فى أمر اللحف ، فقال واحد منهم : أنا أذهب إليه وأكلمه فقال له آخر: دعه فأبى ومضى حتى وقف على باب حجرته فرآه قد اضطجع ، وامرأته جالسة قريبا منه ليس عليها إلا ثوب خفيف لا يقى من حر ولا يصون من برد .
فقال الرجل لأبي الدرداء : ما أراك بت إلا كما نبيت نحن ، أين متاعكم فقال : لنا دار هناك نرسل إليها تباعا كل ما نحصل عليه من متاع ، ولو كنا استبقينا فى هذه الدار شيئا منه لبعثنا به إليكم ، ثم إن فى طريقنا الذى سنسلكه إلى تلك الدار عقبة كؤودا (صعبة المرتقى) المخف فيها خير من المثقل ، فأردنا أن نتخفف من أثقالنا علنا نجتاز ، ثم قال للرجل : أفهمت فقال : نعم فهمت وجزيت خيرا .
وفى خلافة الفاروق رضوان الله عليه أراد من أبى الدرداء أن يلى له عملا في الشام فأبى ، فأصر عليه فقال أبو الدرداء :إذا رضيت منى أن أذهب إليهم لأعلمهم كتاب ربهم ، وسنة نبيهم وأصلى بهم ذهبت ، فرضى منه عمر بذلك ، ومضى هو إلى (دمشق) فلما بلغها وجد الناس قد أولعوا بالترف وانغمسوا فى النعيم ، فهاله ذلك ودعا الناس إلى المسجد فاجتمعوا عليه فوقف فيهم .
وقال: يا أهل (دمشق) أنتم الإخوان فى الدين والجيران فى الدار والأنصار على الأعداء ، يا أهل دمشق ما الذى يمنعكم من مودتى والاستجابة لنصيحتى وأنا لا أبتغي منكم شيئاً فنصيحتي لكم ومؤنتي (نفقتى) على غيركم ، ما لى أرى علماءكم يذهبون (يأخذهم الموت) وجهالكم لا يتعلمون ، وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم به الله عز وجل وتركتم ما أمرتم به .
مالى أراكم تجمعون ما لا تأكلون وتبنون ما لا تسكنون وتؤملون ما لا تبلغون لقد جمعت الأقوام التى قبلكم وأملت فما هو إلا قليل حتى أصبح جمعهم بورا وأملهم غرورا وبيوتهم قبواً ، هذه عاد (قوم نبي الله هود ، عصوا نبيهم فأهلكهم الله) يا أهل دمشق قد ملأت الأرض مالا وولدا فمن يشترى منى تركة عاد اليوم بدرهمين ، فجعل الناس يبكون حتى سمع نشيجهم من خارج المسجد .
ومنذ ذلك اليوم طفق أبو الدرداء يؤم مجالس الناس فى دمشق ويطوف بأسواقهم فيجيب السائل ويعلم الجاهل وينبه الغافل مغتنما كل فرضية مستفيدا من كل مناسبة ، فها هو ذا يمر بجماعة قد تجمهروا على رجل يضربونه ويشتمونه فأقبل عليهم وقال : ما الخبر؟ قالوا : رجل وقع فى ذنب كبير قال : أرأيتم لو وقع فى بئر أفلم تكونوا تستخرجونه منه؟ قالوا : بلى ، قال : لا تسبوه ولا تضربوه وإنما عظوه وبصروه واحمدوا الله الذى عافاكم من الوقوع فى ذنبه ، قالوا : أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض فعله فإذا تركه فهو أخى فأخذ الرجل بنتحب ويعلن توبته .
وهذا شاب يقبل على أبي الدرداء ويقول : أوصني يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له : يا بنى اذكر الله فى السراء يذكرك في الضراء ، يا بنى كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع (المقصود بها الجاهل) فتهلك ، يا بنى ليكن المسجد بيتك ، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (المساجد بيت كل تقي) وقد ضمن الله عز وجل لمن كانت المساجد بيوتهم الروح (الراحة والسعة) والرحمة والجواز (المرور) على الصراط إلى رضوان الله عز وجل .
وهؤلاء جماعة من الشبان جلسوا على الطريق يتحدثون وينظرون إلى المارين ، فيقبل عليهم ويقول : يا بنى صومعة الرجل المسلم بيته ، يكف فيه نفسه وبصره وإياكم والجلوس فى الأسواق فإنه يلهي ويلغي ، وفى أثناء إقامة أبى الدرداء بدمشق بعث إليه معاوية بن أبى سفيان يخطب ابنته الدرداء لابنه يزيد ، فأبى أن يزوجها له ، وأعطاها لشاب من عامة المسلمين رضى دينه وخلقه .
فسار ذلك فى الناس وجعلوا يقولون : خطب يزيد بن معاوية بنت أبى الدرداء فرده أبوها ، وزوجها لرجل من عامة المسلمين فسأله سائل عن سبب ذلك ، فقال : إنما تحريت فيما صنعته صلاح أمر الدرداء ، فقال : وكيف؟ فقال : ما ظنكم بالدرداء إذا قام بين يديها العبيد يخدمونها ووجدت نفسها فى قصور يخطف لألاؤها البصر أين يصبح دينها يومئذ .
وفى خلال وجود أبى الدرداء فى بلاد الشام قدم عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب متفقدا أحوالها ، فزار صاحبه أبا الدرداء فى منزله ليلا فدفع الباب فإذا هو بغير غلق فذخل فى بيت مظلم لا ضوء فيه ، فلما سمع أبو الدرداء حسه قام إليه ورحب به وأجلسه ، وأخذ الرجلان يتفاوضان الأحاديث والظلام يحجب كل منهما عن عيني صاحبه ، فجس عمر وساد أبى الدرداء فإذا هو برذعة (كساء يلقى على ظهر الدابة) وجس فراشه فإذا هو حصى وجس دثاره (غطاءه) فإذا هو كساء رقيق لا يفعل شيئا فى برد دمشق .
فقال له : رحمك الله ألم أوسع عليك؟ ألم أبعث إليك؟ فقال له أبو الدرداء : أتذكر يا عمر حديثا حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وما هو؟ قال : ألم يقل (ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد راكب) قال : بلى قال : فماذا فعلنا بعده يا عمر ، فبكى عمر وبكى أبو الدرداء ، وما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى طلع عليهما الصبح .
ظل أبو الدرداء فى دمشق يعظ أهلها ويذكرهم ويعلمهم الكتاب والحكمة حتى أتاه اليقين ، فلما مرض مرض الموت ، دخل عليه أصحابه ، فقالوا : ما تشتكى؟ قال : ذنوبي ، قالوا : وما تشتهى؟ قال : عفو ربى ، ثم قال لمن حوله : لقنوني : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فما زال يرددها حتى فارق الحياة.
ولما لحق أبو الدرداء بجوار ربه رأى عوف بن مالك الاشجعى (صحابي من الشجعان الرؤساء ، كانت معه راية (أشجع) يوم الفتح ، نزل حمص وسكن دمشق) فيما يراه النائم مرجا أخضر فسيح الأرجاء وارف الأفياء فيه قبة عظيمة من أدم (جلد). حولها غنم رابضة لم تر العين مثلها قط ، فقال : لمن هذا؟ فقيل له: لعبد الرحمن بن عوف .
فطلع عليه عبد الرحمن من القبة ، وقال له : يا بن مالك ، هذا ما أعطانا الله عز وجل بالقرآن ولو أشرفت على هذه الثنية (الطريق) لرأيت ما لم تر عينك وسمعت ما لم تسمع أذنك ووجدت ما لم يخطر على قلبك ، فقال ابن مالك : ولمن ذلك كله يا أبا محمد ، فقال : أعده الله عز وجل لأبي الدرداء لأنه كان يدفع عنه الدنيا بالراحتين والصدر .