- إنضم
- 4 مايو 2013
- رقم العضوية
- 200
- المشاركات
- 17,377
- الحلول
- 1
- مستوى التفاعل
- 12,367
- النقاط
- 2,683
- أوسمتــي
- 29
- العمر
- 28
- الإقامة
- ..
- توناتي
- 8,657
عنوان القصة : لوحة إلى المجهول
الكاتبة : R O O B E@
تدقيق وتنسيق : @لايكُوهَه هاگ
وصف الصورة رقم واحد.
نبذة :/
قد يمتلك الانسان موهبة تجعله يدرك مافي داخله.
يستبدلها عن الحروف التي قد تنطق في هواء اعزل
مرآة تعكس ذاك الشخص الواقف في ظلمة الماضي
ذك الرجل الذي تخطى سن ٨٠ من عمره إلى ماذا يسعى
من رسمه لتلك اللوحات واعطائها المحقق دون ان ينبس ببنت شفة.؟؟
هل أخيرا سوف تظهر تلك الذراع من بحر اليأس وتنتشل
فقاعة الامل الصغيرة تلك!!
--------------------------
في يومٍ مُمطر كعادته يرتادُ ذاك المقهى كل يوم يوازي الـ 15 مِن كل شهر .
يتأملُ بعينيهِ الغائرتين المائلتين للرطوبة تحتضِنُها تلك التجاعيد لما خلف الزجاج الذي
يقابل طاولته، ويحتسي كوبًا من القهوةِ السوداء. خطوات أقدامٍ تقتربُ من طاولته
كالعادة يجلسُ بمقابله ذاك الرجل الذي يبدو بمنتصف الثلاثينات من العمر.
- ألم تملّ من الجلوس وحدك؟ كنت تنتظرني أليس كذلك؟ يبادله بالنظر إليه بإبتسامة دافئة دون
أن ينبس ببنت شفة ثم يردفُ مُمسِكا بكوبهِ ويحتسي قهوته الشبه باردة.
الرجل الثلاثيني : لن أنتظرَ جوابك فأنا أعرِفُك منذ أشهر ولم أرك تُتعِب فمكَ بالحديث مع أحد.
عمومًا، إني متشوقٌ لما رسمته هذه المرة. اومأ العجوز برأسه ثم أخرج من جانبه لوحة مُغلّفة متوسطة الحجم.
جاك: هل لي أن افتحها؟ أومأ العجوز بالموافقة ، ففتحها جاك وكالعادة اُذهِل بتفاصيل
تلك اللوحة التي تُعبِرُ عن مدفئةِ حطبٍ قديمة مشتعلة تحيط بها النيران والأدهى
من ذلك إنها من عجوز يكاد لا يرى جيدًا.
اردف قائلًا : هذه المرة مدفئة قديمة! هل تقودني لحل لغز قديم أيها العجوز؟
لم يتلقى أي رد كما توقع إلا صلصلة تُصدرها ساق العجوز الحديدية الذي
همَّ بالرحيل وجعل جاك حائرًا متهيمنًا بأمر تلك اللوحة.
أفاقتهُ قعقعةُ الكوب الذي وضعته النادلة كريستين : هل رحلَ العمُ إيفان ؟
جاك: أجل همَّ بالرحيل ما إن أعطاني شيئًا أعرفُ إنه عزيزٌ على كُل رسام ولا يُعطى بسهولة .
كريستين: ما عنوانُ اللوحة هذه المرة أيها المحقق ؟
جاك : لنسميها بالمدفئة المشتعلة .
لكن مايحيرني انه رسم تاريخًا قديما بجانب توقيعه هذه المرة الأولى التي أراهُ يفعلها بلوحته .
كريستين : أنتَ معك ٣ من اللوحات الأخرى أليست كذلك؟ ألا تظنُ بأنه يحتاج
لمساعدتِك بحل قضية يتواصلُ فيها معك بتلك اللوحات ؟
نظر إليها بنظرات لا معنى لها ثم أردف قائلًا بملل: سأرجِعُ لعملي على أي حال.
قام من على كرسيه بعدما شرب قهوته الدافئة دفعة واحدة وقبل أن يصل لباب المقهى التفتَ
مرة أخرى للنادلة كريستين سائلًا : هل تعرفين إسم ذلك العجوز كاملًا؟
كريستين بِتعجُب : حسب ما أذكُر ...
-------------------------------
لوحة المدفئة وكأنما يقوم بتدفئة روحه المتجمدة، روحه التي تتمنى الاشتعال وجعل جسده حطبا.
روحه التي تجعله يرسم هذه اللوحات التي ان باعها قابلته الملايين محتضنة.
لكنها اختارت رؤية محقق لا يملك إلا عقلا للتفكير واصبحت احجية تركيب تصف ماضي ذلك الشخص .
-----------------------
بينما جاك يمشي وبعقلهِ امرُ تلك اللوحات التي يأخذها بمقابلته للعجوز إيفان مرة كل شهر.
جاك بنفسه : اللوحة الأولى كانت لفتاةٍ صغيرة في مكان مظلم متسخ، والثانية تتكلم عن
خزانة لم أرى مثلها من قبل مركونة بأحد الأماكن خارج منزل. أما الثالثةُ فهي لوحةُ نيران بالكامل لا
ملامحَ لها سوى الناروالآن هذه المدفئة. هل يمكن... اِستيقظ من إجتماعهِ بأفكاره بعدما
اِستوعبَ إنه وصل لمكان عمله في دائرة التحقيق . هرول مُسرعًا لمكتب أحد اصدقائه وزميله.
جاك: مايك هل يمكنني ان اطلب منك طلبًا؟
مايك: مع إن العمل لفوق رأسي لكن لا مُشكلة طالما طلبك بسيط و أستطيع فعله بسرعة.
رد جاك : أريدك ان تبحث لي عن سيرة أحدهم.
إسمه بالكامل هو إيفان ... فالتبحث لي تحديدًا عن مكانِ إقامته أو عملهِ في التاريخ الذي سأعطيك إياه.
بات مايك ينظر لجاك المتحمس بفهاوة ثم قال : حسنًا هل لك أن تنتظر إلى نهاية الدوام.
جاك : لا بأس.
بعد مرور ٣ ساعات أتى مايك جاك الذي يبدو منهكا من عمل اليوم : لقد فعلت ما
طلبت مني ولكني مستغرب من أمر معرفتك لذلك العجوز.
جاك : اعطني ماعندك فليس لدي وقت لأستمِع لتفاهاتك المعتادة
تنحنح مايك و قرأ له ما كتب : التاريخ الذي اعطيتني إياه كان قبل عشرين سنة فقد كان إيفان
الذي باخر شبابه يعمل كمُنظف مداخن في ذلك الوقت.
جاك بنظرةٍ غريبة : الآن فُتحت لي أبواب تلك اللوحة.
مايك: إليك أخرى، في تلك الفترة كان متعاقدًا مع مصحةٍ عقلية في أحدى البلدان الصغيرة القريبة من
هنا والمفاجأة إن تلك المصحة قد اِحترقت بالكامل في تلك السنة وأُغلِقت قضيتُها بعد سنتين من وقوعِ الحادث .
جاك: وكيف أُغلِقت؟
مايك : يبدو إنهم اكتشفوا ان مُفتعِل الحريق أحد موظفي المصحة و قد مات في الحريق نفسه.
جاك : عليَّ أن أذهب لِهُناك لأحُلَّ لغز بقية اللوحات ، هل يمكنك إعطائي العنوان ؟.
شقَّ جاك طريقه لمكان تلك المصحة التي اِحترقت فقد بقي أمر لوحةِ الفتاة والخزانة مفتوحًا لعقله.
بعد وصوله للمكان وقد غربت الشمس وكسى ضوءُ القمرِ المكان وكأنه منتصفُ الليل
أشعل كشافهُ وأخذَ ينظرُ لذلك البناء القديم المتهالك، تكسوه آثار الحريق وكأنه منزل أشباح
- من الغريبِ إنهم لم يفكروا بترميم المبنى بعد كل هذهِ السنين.
أتى صوتٌ غليظ مِن ورائه قائلًا: هل أستطيع مساعدتك بشيء؟ لا يبدو انك من هذه البلدة؟
ظهر رجلٌ مُسن يحملُ فانوسًا قديمًا من بين الأشجار التي تحيطُ بالمبنى
جاك: ألا يأتي أحدٌ لهذه المنطقة؟ تبدو موحِشةً وكأنها منفصلة تماما عن العالم .
الرجل المسن: يبدو انك لست أحد المغامرين الذين يأتون ليكتشفوا سر الأشباح .
جاك: أشباح ؟؟
الرجل المسن بابتسامةٍ هادئة : بعد ٣ سنواتٍ مِن الحريق زعم
بعض سكان البلدة بوجود أصوات و رأوا شبحًا لفتاةٍ صغيرة يأتي من هنا.
* خطر بِبال جاك لوحةُ الفتاة الصغيرة التي رسمها إيفان *
- فتاة ٌصغيرة؟ سيدي
أيُمكِنُك إخباري عن سر هذا المبنى فأنا محقق وأتيتُ هنا لمعرفةِ سر هذا المكان.
الرجل المسن : لن تجدَ أي سرٍ في مبنى تخلى عنه أصحابه وأصبح مصدر
خزعبلات وقصص أهل البلدة لكي يأتي السواحُ لِهُنا.
جاك : ما سِرُ شبحِ الفتاة المتداول؟
الرجل المسن : ما رأيك ان تأتي لمنزلي و نتحدثَ هناك بينما نتناول العشاء. اتبعني رجاءً.
بعد وصولِهما لمنزل العجوز أردف العجوز يسردُ القصة لجاك وهو يسكبُ لهُ كوبًا من الشاي
- بعد الحريق بخمس أيام اِختفت فتاة القرية الصغيرة إيميلي. كان الجميع يبحثُ عنها،
ولم نجِدها وبعد مدة توقف الاهالي عن البحث بعدما تيقن البعض انها كانت أحدَ ضحايا الحريق.
جاك: ماذا عن والديها ؟
المُسن : لم تكُن تملِكُ والدين فقد كانت تعيش مع جدها الذي كان يعمل منظف للمداخن.
جاك بتعجب : إيفان ؟ .
المسن : أتعرفُه؟ لقد كان رجلًا طيبًا يتمتعُ بالبهجةِ والطيبة.
لقد كان الناجي الوحيد من الحريق بإصاباتٍ بالغة وقد نقلوه للمدينة
للعلاج لكنه كان يُصر على العودة و إنقاذ حفيدته كما قال. ويبدو انه استسلم فلم نره في 19 سنة التي رحلت.
جاك : إنقاذ؟
المسن : وصلتنا هذه الأخبار عنهُ بعد السنة الثالثة من الحادث فقد كان في غيبوبة.
وهذه الكلمة زادت الأهالي تمسكا بقصة شبح الفتاة إيميلي في المبنى المحترق .
جاك : إن كانت ميتة، ألم يعثروا على جُثتها حتى الآن ؟
المسن : لم نستطع الوصول لأي دليل عن مكان تواجدها آنذاك ولا على أي طرف خيط يقودنا لجثتها .
بعدما أنهى جاك كوبه هم بالوقوف وشكر المسن على حديثه معه
-هل لي بسؤال أخير؟
المسن : ماهو؟
اخرج جاك من حقيبته الدبلوماسية لوحة إيفان ذات الخزانة الغريبة
- هل رأيت مثلها من قبل؟
الرجل المسن بتفحص : لقد كان هذا الطراز مألوفا قبل ٢٠ سنة هنا، إنها خزانةٌ تتواجدُ
بجانب كل منزل هنا نضعُ الحطب فيها أيام الشتاء.
جاك : وهل يوجد مثلها في المصحة؟
العجوز : بالطبع يوجد منها إنها تقع في الجهة الشمالية إن لم اكن مخطئًا.
هم جاك بالعودة والعثور على تلك الخزنة فبعد أن سمعَ حديث
العجوز أحس بشعلةٍ اضائت في طريق عقلهِ وافكاره وارتبطت الأحداثُ باللوحاتِ الاربعة.
عند وصوله للجهة الشمالية من المبنى رأى بانها الجهة الأكثر ضررًا
في الحريق فقد كان هناك كومة من الأنقاضِ هُنا، وكان رُبع المبنى قد سقط عليه.
لم يكن على جاك سوى الرحيل والعودة مجددا غدًا مع بعضِ المساعدة
فقد تيقنَ تمامًا إنه سيعثُر على شيءٍ ما تحت تلك الأنقاض .
في اليوم التالي عاد جاك للمنطقةِ قبل غروب الشمس ومعه صديقهُ المحقق مايك
بعد صعوبة إقناعه بالمجيئ معه. وبدآ بالحفر والبحث عن الخزانة أتى الرجل
المسنُ بعد سماعه الضجيج الذي أحدثاه:
- لن تتمكنا من العثور على شيء بمفردكما بهذا المعدل.
والتفت عائدا من حيث جاء دون ان يستمع لأي كلمة من جاك او مايك.
بعد وهلة عاد الرجل العجوز ومعه ٤ من الرجال ومعهم مجارفهم وبدأوا بمساعدة المحققين بجرف الحجارة بعيدا .
بعد ٣ ساعات متواصلة من العمل استطاعوا العثور على الخزنة المدفونة
وكانت المفاجأة عند فتحها فكما توقع جاك عظام الفتاة الصغيرة كانت داخل تلك الخزانة.
هَمّ مايك بطلب المساعدة من الشرطة وتشريح العظام للتأكد من انها للفتاة إيميلي ...
بعد مرور شهر من العثور على الجثة والتعرف عليها، تحديدًا
في اليوم الخامس عشر من شهر ديسمبر. الذي يصادف نفس اليوم والشهر
من وقوع الحادث قبل عشرين سنة. كعادتهِ يجلس على طاولته المقابلة للنافذة
الزجاجية يتأمل ماخلفها وقد بدأ الشتاء يبرز أطرافه ويعلن إستحكامه بالجو.
إنزاح الكرسي المقابل له بنفس الطاولة :
- ظننت بأنك ستتوقف عن المجيئ بعد آخر الأخبار ؟
لم تظهر على العجوز إيفان أيُ ملامح.
أكمل جاك قائلا: حفيدتك الآن ترقد بسلام وعليك أنت أيضًا المضي بسلام.
بعد فترة من الصمت تحركت شفتي إيفان ببضع كلمات بصوت خشن مبحوح لم يستخدم منذ زمن : لطالما كانت تلك
الخزانة المكان الذي تلجأ إليه عند الاختباء من أطفال البلدة وقت لعب الغميضة.
لقد احسستُ انها ستختبئُ هناك من الحريق ولكن لم أستطع إنقاذها.
من الصعب عليك ان تستيقظ من غيبوبة ويصفك الجميع بالجنون بسبب اصابة الرأس.
ههناك الكثير من الاذرع والأيدي فكل شخص منا لديه زوجان
*لكن تصبح هذه الأذرع كالفراغ المتلاشي الذي لايرى
عندما تطلبها من غيرك باسم المساعدة.
الآن علي إيجاد رواية أخرى لرسمها.
التعديل الأخير: