- إنضم
- 10 يونيو 2020
- رقم العضوية
- 11197
- المشاركات
- 2
- مستوى التفاعل
- 5
- النقاط
- 0
- توناتي
- 0
- الجنس
- أنثى
LV
0
☁?
في صباح هدأ فيه كل شيء إلا من حبات
الندى التي تتكور فوق وردة البنفسج،
وزقزقة عصفورة على سلك الكهرباء الرماديّ، اليوم تبدو ألوان الأشياء نقية، وحقيقية، تجلس على عتبة الدار،
تتقاطع نظراتها في نصف نظرة، تتوقف نصف النظرة عند مطبات الفكرة،
فتعود وتتيه في الأرجاء، يغزوها ندم طارئ
، فتتبادل الأعمار والأزمان، تصير أندرو طفلة في السابعة.
هي وهيرتا وساريت وميلي و ليليان، يدخلن الزقاق المعتم،
يمسكن أيادي بعض ويركضن، حتى يصلن إلى فسحة النور -ساحةٌ صغيرة يلعب بها الأولاد وقت العصر-، وهناك إلتقين بـسارة ، ليدخلَن أضيقَ زقاقٍ في المخيم
، فيضحكن كل يوم وكأنهن لم يضحكْن من قبل،
سارة تجرُّ نفسها وحقيبتها بصعوبة، وعليها أن تُلصق ظهرها في حوائط البيوت لتمرّ عبر الزقاق، يضحكُن، فتغضبْ، يضحكُ أكثرَ وأكثرْ،
تتراكم الدموع في زوايا العينين البنيتين، يندمْ، فيخبئن ضحكتهن،
و تلتف رؤوسهن نحو خط الشمس الوحيد الذي اخترق الزقاق
، ويفرطن ضحكاتهن حَبّةً حبة، كثمرة رمانٍ ناضجة
، ها هن أخيراً وصلنا شارع المدارس، هنا جبال المدينة واضحةً،
وهنا فقط يشعرُ المرىء أنَّ السماء أكبر من الشمس بكثير. – جدة أندرو : .. هل كان عليّ أن أسقي البنفسج صباح مساء – لا، فالماء والهواء هنا كالعلقمّ، ماء البحر سحريٌّ وينفعُ الورد. –
لكنّ البحر بعيد، وعودُ الورد طريّ صمتت الجدة، وتربّعت على الأرض، وبقيت أندرو وحدها على عتبة الدار، شعرت أنها أزعجتها، وزحفت بها إلى ذاكرةٍ ملغومةٍ.
قُرِعَ جرس المدرسة،
ترتبت البنات في طوابيرَ طويلة، يقمن بتلاوة فاتحة الكتاب،
وعلتْ أصواتهن بالنشيد الوطنيّ،
قرأت طالبةٌ في الصف الثالث موضوعاً عن يوم الشجرة،
وطلبت المعلمة من صفهن تنظيف ساحة المدرسة،
فطلبتُ منها أندرو أن تسقيَ نباتات المدرسة، فانشرح وجه المعملة،
وقلّما ينشرح.
ومن يومها صارت أندرو تهمس لنباتات المدرسة، وللبنفسج التي زرعتها الشابة الأجنبية في الشهر الماضي،
عندما زارت المخيم والمدرسة، وحتّى تلك النباتات البرية التي نمت في الجدار،
صار تأندرو تهمس لها بأفكارٍ أزهرت في رأسها،
ومدّت جذورها في أعماقها، وتبرعمت مع أحلامها، فصارتُ تشمُّ عطرها وترها في منامها. “ندى، البنفسج مثلُ البشر، يحتاج أرضاً دافئةً يغفو في حضنها”
?☁
التعديل الأخير بواسطة المشرف: