الختم الذهبي لماذا يحدث هذا لي؟ | تابع لملهم (1 زائر)


Bright Moon

هاكونا ماتاتا ツ
إنضم
25 أبريل 2019
رقم العضوية
9930
المشاركات
4,625
مستوى التفاعل
7,324
النقاط
477
أوسمتــي
5
الإقامة
мσσиℓαиɒツ
توناتي
1,261
الجنس
أنثى
LV
1
 

at158325489828452.gif

تستاهلين أكثر من شيذي يا بعد ڨلبي ?​
p_1656n2iym3.png



ايرلندا -1798م

كان انطلاق بوق السيارة كافياً لإيقاظها من شرودها العميق,ولم يكن بوق السيارة وحسب بل وصراخ والدتها على السائق,كان تخبره –كالعادة- عن الطريقة
الصحيحة لتنبيه المارة والا يستخدم البوق كثيراً بينما يرد السائق بقلة صبر وغيظ مكتوم "حسناً سيدتي"
إلتفتت إليها والدتها بنظرة معتذرة يشوبها القلق,هي لم تعلم كم تنزعج إبنتها من تلك النظرة ,وكيف انها تشعر بالاحتقار ما ان ترسم والدتها تلك
الملامح على محياها
بعد مسيرة دامت لساعتين اخيراً آن للسيارة والسائق معاً ان يرتاحا من مشقة تلك الرحلة ,فما ان وقف هدير السيارة حتى
اسرع قافزاً ليفتح للسيدة وابنتها كأنه ينشد الخلاص من كل هذا
السائق : لقد وصلنا كونتيسة آغنيس.
آغنيس : أوه واخيراً . ترجلت من السيارة ببطء يمنعها ذلك الفستان المزركش والمنفوخ من التعجل في سيرها ,فساعدها السائق قليلاً
آغنيس : ماري..ماري آن ,تعالي يا عزيزتي ,لقد وصلنا
تمسكت ماري بحواف فستانها لتنزل ببطء بينما تتطالع الافق,هناك حيث يقف ذلك القصر الشامخ والعريق ,وقفتا تتأملان
المكان لبرهة بينما يخرج السائق أغراضهما
كان قصراً كبيراً تستطيع ان تتبين مدى اتساعه وغرفه العديدة من الوهلة الاولى ,كما ان لديه حديقتان كبيرتان تتقدمه احداهما
بينما تختبيء الاخرى خلفه في خجل
وفيهما اشجار "سنديان الملاك"وهي اشجار عملاقة تكاد تضاهي القصر عمراً وارتفاعاً اذ تصل اقصرهما الى الطابق الثاني للقصر.

آغنيس :من اليوم سنعيش هنا يا ماري...، مرت لحظات من الصمت بينما تبتسم آغنيس لنفسها بفخر ,فلديها حدس قوي ان إنتقالهم إلى هنا قد كان الخيار الصائب
إلتفت لتنظر لإبنتها المحدقة بالقصر,من يرها لا يكاد يميزها من الاموات,فتاة ببشرة شاحبة تسبح في فستان يساوي اضعاف حجمها بشعر قصير و داكن كالليل
وربما هذا هو الامر الوحيد الجيد في مظهرها والذي ورثته عن امها ...لكن سرعان ما لاحظت امراً مزعجاً
آغنيس : ماري توقفي عن اعتصار فستانك هكذا سوف يتجعد, بحق خالق السماء!
كم تكره آغنيس تلك العادات السيئة التي اكتسبتها ماري,فهي تفسد فساتينها دائماً بل أحياناً تترك اصابعها آثاراً على الفستان فيتمزق في اسف
آغنيس :اين هي دميتك؟ اذهبي واحضريها .
انطلقت ماري لإحضار دميتها ,ولم تكن سوى دب قديم اختفت ملامحه ليشبه قطعة مهترئة مع فراء بني في الخارج ,ولم يحدث ذلك الا بسبب اعتصارها للدب بلا رحمة
آغنيس : يجب ان اخبر ايفينوس ليشتري لكِ دباً جديداً ..،قالت لها ذلك بينما تحثها على الدخول

عند الغسق اكتست السماء حمرة ناعمة واخترقت اشعة الشمس الناعسة نوافذ القصر لتعطي الجدران لوناً مخيفاً كالحريق المندلع
-احمر كالدماء. قالتها ماري بينما تحدق في غرفتها الجديدة ,بالرغم من اتساعها الا انها شعرت بالاختناق فالامر اشبه بحشرها في صندوق ضيق بدلاً من غرفة ,
سمعت طرقاً على باب غرفتها مما إنتشلها من افكارها السوداوية ,وكم تكون شاكرة لتلك الاعتراضات التي تطرد افكارها من رأسها

الخادمة :آنستي...هلا سمحتي لي بالدخول,انا الخادمة ميليغان وسأساعدك على تبديل ثيابك
صمتت لبرهة ,ورغم انتظارها طويلاً فهي لم تتلقى اي استجابة ,لكنها تذكرت امر سيدتها بأن تقتحم الغرفة في حال لم تستجب لها الآنسة
ميليغان :اذاً سأدخل . اقتحمت الغرفة في عجل بينما تتحاشى النظر إلى الفتاة الجالسة على حافة السرير فقد كانت غارقة في صمت غريب
مما اخاف ميليغان وجعلها تبتلع ريقها في عجل بينما تنظر الى الخلف بين الفينة والاخرى في خلسة وتردد ,كم عارضت قدومها الى هنا وعرضت ان تبادلها على بقية الخادمات
لكنهن رفضن بحجة أنها هي من تم تكليفها وان عليها عدم التنصل من واجباتها كخادمة لعائلة بيري
هزت راسها بقوة فهي تحتاج للعمل بتركيز لتنتهي بسرعة ,اقتربت من السرير بإندفاع لتقول بصوت مبحوح اقرب للهمس
: آنستي هلا نهضتي ,يجب ان نسرع ،سيصل السيد في اية لحظة .

وقفت ماري بترنح فألبستها ميليغان على عجل وعندما انتهت زفرت بقوة ,هي حتى لم تعلم كيف تمكنت من تخطي وجهها وتفادي النظر إلي عينيها اللتان
تنظران إليها بثبات مرعب، وفي اللحظة التي ادركت ذلك انتفضت لتتجه نحو الباب بسرعة ،لكنها توقفت للحظة بينما تجاهد لكي لا تلتفت إلى الخلف
: سيكون العشاء جاهزاً خلال دقائق ,وستأتي سمانثا لإصطحابك إلى قاعة الولائم.
بعدها اختفت ميليغانا كالطيف, وتكاد ماري ان تقسم بأنها سمعت وقع اقدامها المتسارع كالركض يهز ارجاء الردهة
بقيت ماري جالسة في انتظار مجيء سمانثا بينما تحدق في ظلها الممتد على الحائط بتأثير من لون غروب ناري


جلست بتردد على كرسيها وهي تشعر بكل تلك الانقباضات والاضطرابات في معدتها,كم تمنت ان تبقى في غرفتها لكن والدتها لن تتركها وشأنها حتى
تراها ماثلة امامها ,كانوا يتحدثون كالمعتاد عن امورتعجز عن التفكير فيها ناهيك عن التحدث بشأنها...
ايفينوس :اذاً ماري، كيف وجدتِ القلعة؟
عم الصمت المكان سوى من صوت احتكاك السكين المزعج الذي استمرت ماري بإصداره بينما هي غارقة في شرودها
آغنيس -بإبتسامة متكلفة- :عزيزتي ماري
رفعت ماري رأسها :جيدة
ايفينوس :اوه.. كم هو مريح سماع ذلك ,هل تعلمين لقد كانت هذا القصر ملكاً للإيرل الأول ويليام شارلي ,واختار هذه البقعة بالذات لأنها تتربع على تقاطع
الطرق الاشهر في التجارة آنذاك
, لقد استغل ذلك الطريق جيداً ليبني ثروة طائلة من رأس مال صغير لا يتعدى مقداره ثمن قرط وقد بناه ايضاً لحماية الطرق التجارية
آغنيس : انه حذق ومناضل تماماً كجدك بروكينهوس , رغم ان مصنع النسيج كان متهالكاً إلا انه استفاد من العاملين ومن امكانيات المصنع والسوق و...
فقاطعها سعال قوي , لكنه لم يكن سوى كلود : لن تفهم ,انها غبية!
دس تلك الكلمات بين سعاله المصطنع, لقد اعتادت ماري على سماع هكذا اشياء من فم كلود البذيء ,فهو ليس سوى اخيها بالقانون
ليس بينهما صلة دم ,وقرابتهما ما هي الا نتاج زواج فاشل بين امها وابيها ,
لطالما اعطى تلك الكلمات الساخرة دون ان يكتشفه احد ولكن ربما هم يسمعون كل شيء لكنهم يتظاهرون
بالصمم للحفاظ على عشاء هاديء ومسالم

كلود: ابي هلا اخبرتني المزيد عن مصنع النسيج؟
ايفينوس : اعتقد ان آغنيس على اتطلاع اكثر مني في هذا الامر
كلود -بخيبة امل وتملق- : حسناً ,امي هلا تخبريني عن المصنع؟

آغنيس :حسناً لقد تم انشاؤه في الاصل على يد الكونت رودولف، لكنه تداعى فيما بعد من كثرة الديون
ليشتريه لاحقاً الكونت إجلر بروكينهوس ويجعله مصنع النسيج الاكثرنجاحا في الاقطاعية بل ربما في البلاد كلها، فلقد وصلت
الاقمشة المصنعه من قبله الى طول البلاد وعرضها حتى انه يشاع انها وصلت للدول المجاورة ,لكن بالرغم من ذلك اعتقد ان المصنع واجه
مشاكل عدة كادت ان تطيح به وبكل انجازاته
ايفينوس : تقصدين تلك الاختلاسات
آغنيس : اجل....اوه لحظة اتذكر حادثة اختلاس شهيرة حدثت عندما كان بيتر مراهقاً , لقد حكى لي عن مدى صعوبة الاوضاع حينها
لكن بفضله تم القبض على المختلس في النهاية

فجأة بدأت المائدة تهتز مقاطعة لحديث آغنيس ,لقد انتابت ماري سلسلة من التشنجات ,كانت تتنفس بصعوبة بينما تحاول قول شيء ما بين شهقاتها ,
تحلق الجميع حولها في ثوانٍ، بينما تابع كلود تناول طعامه ببرود ولا مبالاة

ايفينوس : اهدئي يا ماري ,تنفسي بعمق ,كوزيت اخبري جوزيف بأن يحضر الطبيب حالاً
كوزيت :امرك سيدي
ايفينوس: هل انتابتها العديد من النوبات مؤخراً؟
آغنيس بصوت باكي: لا ,لقد كان ذلك قبل اسبوع ...كانت تبدو بخير وقلت انه ربما...
ايفينوس :اهدئي لا بأس ستكون بخير

كانت الخادمات يصارعن بقوة لإبقائها على الكرسي ,بينما ابيضت عيناها وخرج الزبد من فمها واستمر الحال لمدة نصف ساعة لم تهدأ فيها ماري ولو للحظة
جوزيف مقتحماً الغرفة : لقد جاء الطبيب ي سيدي!!
الطبييب محيياً: طاب مساؤك سيدي وسيدتي...حسناً هلا نقلنا الآنسة لغرفتها؟

تساعدت الخادمات لحملها طوال الطريق لغرفتها بينما تتبعهم آغنيس بهلع واشفاق, إلتفت ايفينوس الى ابنه لينظر إليه معاتباً لكن الاخير لم يأبه ولو قليلاً بنظرات ابيه
الغاضبة, مما دفع ايفينوس لمغادرة القاعة في حنق

مع اشراقة الصباح فتحت ماري عينيها لتحدق في السقف بصمت ,هي لا تتذكر حتى متى آوت الى الفراش ,لكن صوت فتح الباب قاطع افكارها لتغلق عينيها
بسرعه ,وبدأت تستمع لذلك التهامس الذي اعتادت عليه
كوزيت : اوه انها نائمة ,هيا لنضع الملاءات
بعد صمت قصير وبعض الخشخشات هنا وهناك، اختتم ذلك الازعاج بصوت انغلاق الباب لتزفر ماري بتضجر

في الردهة

كوزيت : هل سمعتِ بهذا من قبل؟ ,تنتاب الآنسة الصغيرة نوبات متفرقة
سمانثا :اجل لقد سمعت ان سبب انتقالهم الى هنا هو لمساعدتها على تخطي الامر ..
بعد برهة , سمانثا -بهمس- : سأخبرك بأمر لكن عديني بألا تخبري احداً
كوزيت : ماذا؟ ما الامر؟
سمانثا : لقد قال لي جوزيف بأن الانسة الصغيرة تحيط بها العديد من الامور الغريبة,في منزلهم السابق كانت ترمي على الجميع كلما تقع عليه عيناها ,
حتى انها كادت ان تقتلع عين السيد كلود من قبل
كوزيت : يا للهول..يا للعائلة المسكينة!
سمانثا : قبل ان تشفقي عليهم اشفقي علينا...سنضطر للعمل تحت امرة فتاة مجنونة في منزل متداعي
كوزيت : صه والا سمعك احدهم ..هل تريدين ان نفقد عملنا يا سام؟
واصلت سمانثا كلامها كأن شيئاً لم يكن ,لكن فجأة استدارتا للخلف
كوزيت- بخوف- : سام... هل شعرتِ بذلك ايضاً؟ احد ما يراقبنا
سمانثا -وهي تبتلع ريقها- : توقفي عن قول الترهات..تعلمين تماماً انه لا يوجد سوانا هنا

ورغم ذلك كانت سمانثا اول الراكضين الى نهاية الردهة وتتبعها كوزيت ، وسرعان ما انتشرت الاشاعات وكان الخبر الرئيسي هو مرض ماري آن الغريب
والذي لم يعرف له الاطباء علاجاً الى الآن

اثناء وجبة الفطور:

عم الصمت المكان ,كأن الجميع ينتظرون نهاية العالم ,لا يصدر شيء سوى صوت الاواني والادوات وهي تصطك ببعضها البعض ,شتان ما بين اجواء اليوم والبارحة
,العبوس يعلو الوجوه بينما تطلق آغنيس تنهيداتها من حين الى آخر

آغنيس: صحيح عزيزي,متى ستعود الى البلدة؟
ايفينوس: اظن انني سأعود غداً
آغنيس: اذاً هلا تشتري لي فستاناً ازرق مخملي كما وعدتني,لا تنسى اننا سنقيم حفلاً عما قريب للتعرف على جيراننا هنا

اجل ! هكذا هي آغنيس ,تحاول دائماً تجاهل المشاكل كأنها غير موجودة من الاساس,وربما كل ذلك ما هو الا محاولات يائسة للحفاظ على صورة العائلة السعيدة
التي لطالما ابقتها في عقلها وعجزت عن اظهارها على ارض الواقع



ماري : اخرجوني,النجدة ,رجاءاً اي احد!!

كانت تضرب بشدة على الابواب علّ احدهم يسمعها في غياب صوتها المكتوم خلف تلك الابواب الخشبية والسميكة ,
واصلت الطرق ولم تتوقف لساعة ,ولن تتوقف لأن لخروجها حاجة ملحة ,هي لم تكن تخاف الظلام بقدر خوفها من افكارها... من نفسها!

ماري : رجاءاً اي احد! كانت تصرخ طوال الوقت الى ان سمعت اصوات اشخاص في الخارج
فصرخت بحماس ممزوج بالفرح: ارجوكم ,انني هنا افتحوه!
الصوت: لقد قلت لكِ انني سمعت شيئاً ما
اوه انها الخزانه ,هيا اسحبن بقوة ,ترى من سيغلقها بهذه الطريقة
صوت آخر: آنسة ماري ! انتِ في الداخل؟!
ماري بلهفة: اجل اجل !!

بعدها اختلطت اصواتهن من نداءات الى اوامر مع صوت جر شيء ما على الارض
وبعد محاولات حثيثة تم فتح الباب اخيراً ,اندفعت ماري خارجة من الخزانه ,كانت تشهق وتتنفس بعنف كأنها المرة الاولى التي
يتذوق فيها انفها الاوكسجين

كوزيت :آنستي –قالتها بقلق وهي تربت على ظهرها- هل انتِ بخير ,ما الذي حدث؟
تقدمت ماري بخطى مترنحة نحو السرير لترتمي بقوة بينما تحاول تهدئة انفاسها التي تأبى ان تتباطأ
كوزيت : على احدكم اخبار السيدة وبسرعة

تجمهر العديد من الخدم امام باب الغرفة ,بينما حاولت بعض الخادمات مساعدة ماري لتلتقط انفاسها
ثم فجأة سمعت ذلك الصوت المألوف ,بينما تدفع صاحبة الصوت كل شخص في طريقها

آغنيس : ابتعدوا!! ماري ! ماري ما الامر؟
امسكت وجه ابنتها برعب :ما الذي حدث ؟

سمانثا سيدتي لقد وجدناها في الخزانة وقد اغلقت بصندوق الادوات الثقيل
آغنيس : ماذا؟ -قفزت في غضب- اين كنتم عندما حدث ذلك؟! من هو المسؤول اخبروني؟ من فعل ذلك؟ اخبروني حالاً!

طأطأ الجميع رؤوسهم فلا احد يعلم حقيقة ما حدث وحتى انهم لم يتواجدوا قرب غرفتها طوال الساعتين السابقتين

آغنيس : اوه يا عزيزتي نحن آسفون جداً ,-ملتفتتة للخادمات- احضرن لها الماء سرعة
تسابقت الخادمات في الخروج بينما تحتضن ماري لتهدأتها: انا حقا آسفة لما حدث لك

بعد نصف ساعة آغنيس : اذن ماري هلا اخبرتني بما حدث؟
ماري: حسنا

قبل ساعتين ونصف :

آغنيس-وهي تحتسي الشاي-: سنقيم الحفل بعد عودة ايفينوس من السفر .
التزمت ماري الصمت بينما توميء لأمها من حين الى آخر

آغنيس : عزيزتي سيكون هذا الحفل هو اول حفل لك بعد ...امممم بعد
ماري : بعد موت والدي
آغنيس : آه حسناً..أجل بعد موت والدك ,تعلمين تماماً اننا تعهادنا على بدء صفحة جديدة صحيح؟
اومأت ماري برأسها
آغنيس : انتِ حقاً فتاة ناضجة,متأكدة انكِ ستكونين ليدي عظيمة في المستقبل

تابعت الكونتيسة ارتشافها للشاي ,فهكذا تنتهي كل محادثة بينهما, تعطي ابنتها تلك العبارات الرنانة والتي سرعان ما تخنق كل اعتراض لديها بل
حتى كل كلمة تحاول النطق بها
آغنيس : اوه هناك امر اريدك ان تفعليه, اذهبي إلى غرفتك وجربي الفستان الذي اشتريناه لك مؤخراً,من المؤسف انه لم تتح لنا الفرصة لتجريبه

حسناً هذه هي الطريقة الثانية لرسلها بعيداً عن ناظريها ,دائماً ما تختلق الحجج لتبعدها
انطلقت ماري الى غرفتها وهي تجر اقدامها ,انها لا تفهم المغزى من كل تلك الحفلات ,لكن هي علم تماما ما تعنيه لوالدتها فهي وسيلة لإظهار جاهها وقوة الترابط
المزيف بين افراد عائلتها ,الى اي حد قد يصل النبلاء لإظهار انفسهم
الامر ممتد منذ الازل...


p_165608efb2.png
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Bright Moon

هاكونا ماتاتا ツ
إنضم
25 أبريل 2019
رقم العضوية
9930
المشاركات
4,625
مستوى التفاعل
7,324
النقاط
477
أوسمتــي
5
الإقامة
мσσиℓαиɒツ
توناتي
1,261
الجنس
أنثى
LV
1
 
p_1656n2iym3.png



كانت تلك الافكار تشغل بال ماري بينما تبحث عن الفستان في خزانتها ,إلى ان شعرت فجأة بما يشبه ركلة مفاجئة من الخلف
لتفقد توازنها وتسقط داخل الخزانه ,ولم تتح لها الفرصة حتى للتدارك الامر حتى علقت داخلها

آغنيس : اذاً تقولين ان احدهم قد دفعك؟
اومأت ماري برأسها لتقف والدتها وهي ستشيط غضباً ,من قد يفعل ذلك ؟
آغنيس: سمانثا
لقد نادت كل اسم حفظته في خلال هذين اليومين ,وبدأت بالصراخ والتحقيق ،الى ان اتى دان وهو خادم في القسم الرئيسي
من القصر: سيدتي ,لدي ما اقوله وارجو ان تسمعيني
آغنيس-بإمتعاض-:ماذا تريد ألا تراني مشغولة؟
دان : سيدتي لقد رأيت السيد الصغير متوجهاً الى قسم الآنسة قبل ساعتين من الآن
آغنيس-بإرتباك-: ما الذي تتفوه به
دان : اقسم لكِ سيدتي انني رأي السيد الصغير متوجهاً الى قسم الآنسة في ظهر اليوم ,وبول ايضاً رآه ,أليس كذلك يا بول
بول-بتردد- : نعم ,لقد رأيته ايضاً
آغنيس –بعدم تصديق- : هل تتهمون ابني برمي اخته في الخزانه؟؟! هراء!!!
ثم ما الذي تفعلانه هنا وعملكما في القسم الرئيسي؟
دان : سيدتي صدقيني ارجوك !
-انا اصدقهما.....هذا ما نطقته ماري بعد صمت طويل
آغنيس : ما الذي تقولينه ؟
ماري : امي اقول ان كلود هو من فعلها ولا احد سواه
آغنيس : هل جننتي؟ اتتهمين اخاك لتدافعي عن الخدم ..ماري آن لقد تماديتي كثيراً!
ماري :امي...انا اعلم جيداً كيف يكون كلود,وهذه ليست مرته الاولى,انه دائماً يسعى لإيذائي
آغنيس : اصمتي يا صغيرة اصمتي-تلتفت الى الخدم بغضب- وانتم ما الذي تفعلونه هنا؟ ,هيا غادروا!

تدافع الخدم خارجين من الغرفة على عجل بينما يتذمرون بصوت خافت يقرب للهمس
آغنيس : انتِ!! هل تعلمين مقدار اتهامك لأخيك؟
ماري : اجل اعلم ,وهو ليس اخي
آغنيس : بربك ماري ,لقد تحدثنا عن هذا الامر مراراً ,ايفينوس وكلود هما عائلتنا الوحيدة الآن
ماري : لكنني لم اخترهم ,امي.. ان كلود لا يريدني كأخت له ,انه دائماً ما يضايقني لهذا السبب
صمتت آغنيس لبرهة وجلست على حافة السرير ثم تنهدت بقوة : حسناً ,دعينا نرى ما لدى كلود وبعدها سأحكم

إلتمعت عينا ماري,انها المرة الاولى التي تولي امها اهتماماً صادقاً لما تقوله ,بل وستكون حليفتها ضد كلود السيء
واصبحت تعد الدقائق لرؤية وجهه وهو يهان من قبل والدتها


اقتحم الغرفة بغروره المعتاد,من يراه يظن انه يسير على قمة جبل وليس على ارض الغرفة المستوية
كلود : هل ناديتني يا امي؟
تنحنحت آغنيس بينما تحاول اخفاء نبرة التوتر في صوتها : كلود, هل اتيت لزيارة اختك مؤخراً؟
وكانت اجابته فورية : اجل امي
اهتزت يد آغنيس قليلاً لتواصل : ومتى كان ذلك؟
فكر كلود ملياً : ربما اليوم
وهنا لم تستطع آغنيس اخفاء ذلك الارتجاف في صوتها : كلود,ما الذي كنت تفعله في غرفة اختك؟
كلود : كنت اتفقدها ,خاصة بعد اختفائها المفاجيء بعد وجبة الفطور
آغنيس -بإرتياح- : أحقاً ما تقول؟
كلود: اجل انا اقسم لك يا امي...اتيت إلى هنا ولم اجدها ,لذلك فكرت انها ربما غادرت لـ...
ماري -بإنفعال- : كاذب! ...توقف عن ذلك ,انت ركلتني!! لقد ركلتني وحبستني في الخزانه!
كلود: عما تتحدثين؟ انا لا اعلم عن اي خزانة تتكلمين ,ولما قد اركلك؟

هنا شعرت ماري كأن وعاءاً زجاجي قد انفجر في داخلها ,نهضت بقوة وامسكت به من ياقة قميصه وشعره بينما تجاهد امها في
محاولة ابعادها عنه , واخيراً بعد محاولات عديدة نجحت في مسعاها
آغنيس –بغضب- : ماري آن اندرسون ,لقد تخطيت الحدود هذه المرة,كيف تتهجمين على اخيك بهذه الوحشية ,انه تصرف معيب
ولا يليق بآنسة من آل بيري
ماري –بصوت عالي- : اسمي هو ماري آن بروكينهوس لست من عائلة بيري !

انطلقت ماري تسابق الريح ,لم تعلم الى اين تتجه ,فقط كل ما ارادته هو ان تبتعد عن تلك الجدران التي تخنقها
وبعد ركض لوقت طويل ارتمت على العشب بينما تلتقط انفاسها ,انها تشعر بالاختناق حتى اكثر مما شعرت به داخل تلك الخزانه
كانت تنظر نحو السماء الشاحبه بشرود,انها المرة الاولى التي تغرق في افكارها بإرادتها

*انها تتجاهلك,هي تعلم تماماً انك تعانين,لكن انظري كيف تتظاهر بأن شيئاً لم يكن,بالتأكيد هي ستقف في صف كلود*

لطالما كرهت التفكير هرباً من هذه الاصوات -او ليصح القول اكثر, تلك الوسوسات الهامسة
لقد اخبرت العم ادوارد من قبل ,لقد كان اقدم خادم لديهم في ذلك حتى انه دائماً ما يحكي انه قد كان يحملها وهي صغيرة
لطالما ارتبطت صورة العم ادوارد لديها بالسلام الداخلي فوجوده بجوارها كان يشعرها بالسكينة حتى انه اعطاها قلادة كتميمة
ساعدتها كثيراً الا ان والدتها تخلصت منها بحجة انها لا تلاءم مظهرها
لطالما لجأت إليه وقت حاجاتها أي انها لجأت إليه طوال اليوم وطوال الوقت ولم يكن يصدها ابداً إلى ان شاءت الاقدار وارسل إليه ابنه
برقية يدعوه فيها لينتقل ويعيش معه خلف البحار البعيدة
*هي لا تريدك بقربها..تتنظر اللحظة الملائمة لترميك خارجاً*
كل ما كانت تفعله هو تغطية اذنيها وانتهاء الامر حتى يزول وكم كان الانتظار مؤلماً .

مر اليومان التاليان بثقل عليها ,لقد اصبح كل شيء رماديا في نظرها,لم تعد حتى تقوى على مجاملة امها فتبقى اسئلة آغنيس دائما بلا اجابة
إلى ان جاء ذلك المساء,لقد عانت ماري من نوبات كثيرة ,كلما تسمعه هو الهمسات حتى انها تكاد تطغى على اصوات الاشخاص بقربها

*انظري إلى حالك المزري..من قد يرغب بشخص مثلك, و دمك المتواضع هذا سيكون سبب...*
ماري -بإجفال - : لا!!

صرخت بذلك غير واعية بمكانها ,كانت تتوسط حفل شاي قامت امها بإعداده , جميع صديقات والدتها كن يحدقن بها لدرجة ان اعينهما تكاد تخرج
من محجرها و كان الهلع يعلو وجوههن
ماري -بخوف- : امي !! اريد التحدث معك
آغنيس بإرتباك: ماري ..ما الذي تتحدثين عنه ألا ترين انني في...
قاطعتها ماري بسحبها من يدها ,كانت ماري تحاول ابعادها عن جمع النساء بينما يتهامسن خلف مرواحهن المزركشة
انتفضت آغنيس بعد فترة من المناداة اليائسة لإبنتها
آغنيس : هل جننتي؟ –تسحب يدها بقوة- ما الذي دهاك فجأة؟ هل تحاولين احراجي امام صديقاتي؟
ماري -بصوت مبحوح- : امي ارجوك ,امي انا لا اريد هذا –كانت تبكي بهستيرية-
فما كان من آغنيس الا ان تضمها بشدة كانت قلقة من ان تكون بداية نوبة اخرى من نوباتها لكنها شعرت فجأة بهدوء غريب
ابعدت وجه ماري ووجدتها ساكنة تفقدتها برعب
آغنيس : انها نائمة ...زفرت بإرتياح بعدما جلست على الارض ,هذه هي المرة الاولى التي تتكرر فيها نوبات ماري في وقت وجيز
آغنيس : يجب ان نحضر طبيباً مختصاً

وهو ما كان في ذاك المساء..احضروا الطبيب من مدينة اخرى و...
الطبيب وهو يغلق حقيبته : انه انهيار عصبي ,يبدو انها تحتاج الى القليل من الراحة فقط
آغنيس بهلع : عن اي راحة تتحدث! انها نائمة منذ ثلاثة ايام!!
الطبيب : لا تقلقي سيدة آغنيس ,هذه ليست غيبوبة ...ستسيقظ قريباً
قالها متوجهاً نحو الستار بينما يتفقد ارجاء الغرفة : يبدو انها عانت من ضغط نفسي كبير في الايام السابقة مما انعكس على صحتها بشكل مباشر
آغنيس-بيأس-: اذاً ...ماذا سنفعل الآن سيد رودريك؟هل سنتركها هكذا؟ اما من حل نهائي لكل هذا؟
رودريك: لقد اخبرتيني من قبل انها لم تكن كذلك في السابق
آغنيس : اجل ,لقد كانت طفلة عادية
رودريك: ولا تعاني عائلتكم من مشاكل وراثية صحيح؟
آغنيس :اجل ...لا من جهتي او من جهة ابيها.

بعد برهة

رودريك : هناك حل وحيد –قالها وهو عائد في اتجاههها- مستشفى هوبكينز.
شهقت آغنيس بقوة: تقصد مستشفى المجانين؟؟!! ..-انتفضت بهلع اقرب للهستريا- مستحيل! لن اسمح لإبنتي لدخول مكان كهذا؟
ماذا سيقول عنا الناس ؟ ابنة عائلة بيري فتاة مجنونة!
رودريك : اهدئي سيدتي ..-نظر الى ماري – الافضل ان نذهب لمكان آخر

غادرا الغرفة في اتجاه المكتب ..وهناك جلست آغنيس على الكرسي منهارة القوى
رودريك : سيدتي استمعي الي جيداً ...بقاء ماري هنا ليس في مصلحتها ,المستشفى هناك متخصص –بدأ في رفع صوته ليغطي على صوتها- سيدتي
صدقيني ستكون بخير...جميع الموظفين هناك ذوو خبرة سوف يعتنون بها جيداً وسأساعدكم على إخراجها من هنا سراً لو اردتِ وكذلك سأقوم بكل الاجراءات
المتبقية ...سيدتي هذا افضل لها ولكم

آغنيس –بتنهد-: حسناً لننتظر عودة اولاً بعدها سنقرر
رودريك-متوجهاً نحو الباب- : حسناً سيدتي ,سأغادر الى غرفتي الآن وانتِ ايضاً يجب ان ترتاحي

آغنيس-بشرود- : حسناً ..غرقت آغنيس في افكارها ,هذا هو الخيار الوحيد التي كانت ترفض وبشدة الموافقة عليه رغم ان اغلب من تحدثوا معها
بهذا الشأن نصحوها به ,,,استيقظت من شرودها على صوت رودريك بقربها : سيدتي الباب مغلق من الخارج!
آغنيس: ماذا؟!

ركضت نحو الباب بينما تجاهد لتحريك المقبض ,ولكن بلا فائدة
بدأ رودريك بالطرق على الباب وبقوة : افتحوا الباب ,نحن هنا ,احدكم فاليفتح الباب
وسرعان ما انضمت له آغنيس ...بعد دقائق تجمهر الخدم حول الباب بينما يحاولون فتحه الى ان انتزعوا المقبض,فما كان منهم الا ان
كسروا الباب

الخادم : سيدتي انتِ بخير؟
آغنيس-بخوف-: اجل اجل ,بخير...لكن من بحق خالق السماء فعلها؟!! اولاً ماري والآن أنا؟؟! من اغلقه بالمفتاح؟؟
الخادمة مقاطعة : لقد كان المفتاح في الباب ,ورغم ذلك لم نستطع فتحه
آغنيس: ماذا تقصدين؟
الخادمة بخوف :سيدتي لم يكن الباب مغلقاً بالمفتاح لقد كان يمكن فتحه بإدارة المقبض وحسب لكننا لم نستطع

قاطعها رودريك: لا ارى داع لكل هذا القلق ,من الواضح ان الباب قد تآكل وهذا تسبب في عدم فتحه –وهو ينظر لما حوله- لاحظت ان اغلب غرف
قصر تحتاج الى صيانة ان لم تكن كلها
آغنيس –بإرتياح-: يا للسخافة ...حسناً سأخبر عزيزي بأن يجلب افضل عمال صيانة في مدينة
حسناً ليعد كل منكم الى عمله ,سيد رودريك اعتذر وبشدة عما حدث
رودريك: لا بأس سيدتي ..قالها وهما متوجهان نحو البهو الرئيسي

في غرفة الغسيل


سمانثا: اقول لكما انني سمعت ذلك بأذني ,لقد كان الوقت متأخراً لذلك اؤكد لكما انني سمعت الصوت بوضوح
ميليغان : ربما هي الرياح
كوزيت –بسخرية-: او مخيلتك الخصبة ..كفاك اوهاماً يا سام
ميليغان : هذا هو حال الفتيات الحالمات ,يختلط عليهن الخيال بالواقع

اغلق الباب فجأة مما جعلهن ينتفضن بسرعة ليركضن نحوه في هلع
كوزيت : الباب لا يفتح!
سمانثا : ما الامر مع الابواب في هذا القصر اللعين؟
وبدأن بالطرق فوراً الا انهن سمعن صوت ضحك مألوف ليفتح الباب ويدخل غريك : اوه انا آسف , لقد كان الامر مضحكاً جداً

بدأن بضربه بالمناشف والدلاء ,وفي وسط ذلك الضحك والصراخ الصخب كانواغافلين تماماً عما يراقبهم


p_165608efb2.png
 
التعديل الأخير:

Bright Moon

هاكونا ماتاتا ツ
إنضم
25 أبريل 2019
رقم العضوية
9930
المشاركات
4,625
مستوى التفاعل
7,324
النقاط
477
أوسمتــي
5
الإقامة
мσσиℓαиɒツ
توناتي
1,261
الجنس
أنثى
LV
1
 
p_1656n2iym3.png




في الصباح التالي كانت الشمس مشرقة بقوة ,لقد انقشع الضباب الذي احاط بالمدينة منذ ثلاثة ايام ,بدا الربيع اخيراً كما يجب ان يكون ,هواء
عليل حتى الاشجار قد اكتست اللون الاخضر الزاهي بعدما كانت باهتة الالوان
اليوم هو اليوم الذي سيعود فيه ,لقد امضت آغنيس الساعات الاولى من الصباح تتزين في غرفتها ,لقد كانت الخادمات يدخلن ويخرجن
من الغرف كأنهن نحلات في قفير

آغنيس –وهي تنظر لنفسها في المرآة- :روبين هل تظنين ان خصري يحتاج الى الشد اكثر؟
روبين :لا سيدتي ,لا اظن ذلك ,تبدين جميلة هكذا ,اسمحي لي ان اتوجه للمطبخ الآن
التفتت اليها آغنيس بتعجب : روبين انتِ خادمتي الشخصية ,المطبخ ليس من مسؤولياتك
روبين: اعلم سيدتي ,لكننا نعاني من نقص موظفين في المطبخ
جلست آغنيس : اوه ,لم اتوقع ذلك ,ما الذي حدث لموظفي المطبخ ,كنت اعتقد اننا اعطينا المطبخ ست خادمات
روبين –بتردد- : اجل ولكن ...
قاطعتها آغنيس متفاجئة: ماري!! ...نهضت مسرعة بإتجاه الباب : ماري انتِ بخير؟
اومأت ماري برأسها بينما تنظر إلى روبين بغموض
آغنيس : توقيت جيد عزيزتي ..اتعلمين من سيزورنا اليوم؟
اومأت ماري بالنفي لتجيبها: انها عمتك رفيلا .

سكنت ماري لمدة بينما اعتذرت روبين لتغادر الغرفة على عجل

آغنيس : هيا تعالي واجلسي ,لقد احضرت لكِ فستاناً جميلاً في الايام الماضية ...ستبدين جميلة هذا المساء
جلست ماري في صمت بينما تربت والدتها شعرها ,كانت تتحدث دون توقف
شاع خبر استيقاظ ماري في كل انحاء القصر ...وساد ذلك الخوف بين جميع العاملين ,لسبب ما كانو يرهبونها,ربما خوفاً من تصرفاتها
الغير متوقعة ,من يدري

في ذاك المساء

تزين القصر بمختلف الازهار ,بينما يلتمع البلاط مع اشعة الشمس , في قاعة الولائم احتشد الخدم والخادمات بينما يوزعون الاواني على الطاولة
بمنتهى النظام والدقة ,وهذا ليس سوى ارضاءاً لغرور ضيفة العائلة المتفاخرة
دخلت آغنيس للقاعة بينما تحتضن يدها يد ,كانت تبتسم بإشراق ,ففي الايام السابقة سرى العمل في القصر على ما يرام
واصبح الجو ربيعي ،واخيراً استيقاظ ماري, لكن في اللحظة الاولى لتذكرها لماري محيت ابتسامها من وجهها

ايفينوس : ما الامر؟ -ازاح لها الكرسي لتجلس-
آغنيس- بإرتباك- : لا شيء ...جلست في هدوء لتقتحم ضيفتهم القاعة وبقوة ,كانت امرأة اربعينية اكثرت من مساحيق التجميل لتظهر بشكل اصغر في
السن ،ممتلئة وضخمة ,تمسك كلباً صغير الحجم بيدها اليسرى وعمود نظارتها الراقي بيدها اليمنى
نهضت آغنيس بسرعة لتذهب مرحبة بها: كيف وجدتِ غرفتك يا رفيلا؟

رفيلا –بإمتعاض- : تريدين رأيي في القصر كله صحيح؟ لا شيء يستحق التفاخر فالقصل متآكل وآيل للسقوط
آغنيس –بإرتباك- : كفاك مزاحاً ,هيا انضمي إلينا ,سيحضر الطعام الآن,لقد اعده لكِ افضل طباخ في هذه المدينة
جلست رفيلا بتعالي بينما تضع حيوانها المفضل في سلته الخاصة: اوه هذا ما أأمله

تجاذب الجميع اطراف الحديث بينما ترد رفيلا على الاسئلة بترفع وغرور ,وبعدها حضر العشاء ,لقد اعجبت رفيلا بالطعام لدرجة تناولها له
كحيوان بري لكنها تظاهرت بعكس ذلك فيما بعد

رفيلا ملتفتتة الى ماري: ماري آن أخبريني لمَ انتِ صامتة هكذا؟ ألا تريدين ان تتحدثي الى العمة رفيلا؟
اطالت ماري النظر الى وجهها ,كان وجهها خال من الملامح فقط تنظر إليها بثبات ثم نقلت نظرها الى كلب رفيلا
ماري : هذا ليس كلبك
رفيلا -بتفاجأ- : نعم! ...ماذا تقصدين؟

ماري: هذا ليس الكلب الذي كنتِ تحضرينه في السابق
رفيلا –بإرتباك- : بربك ما الذي تتفوهين به؟ بالتأكيد هذا هو ,انا لا استطيع إستبداله حتى ,انه كلبي العزيز
آغنيس: ماري يبدو انكِ قد نسيتيه لأنكِ لم تريه منذ زمن طويل
ماري : اجل يبدو ذلك

بعد ذلك اختلفت تصرفات رفيلا, لقد كانت مرتبكة ومشتتة قليلاً ,تنظر الى هنا وهناك بينما تحاول الانخراط في الاحاديث ،واستمر الحال هكذا الى
ان قرر الجميع ان الوقت حان للنوم
في الصباح الباكر استيقظ الجميع على صياح الديك ,امزح اقصد على صياح رفيلا الغاضب والهلع ,كان صوتها يخترق جدران القصر
حتى السقف ،تجمهر سكان القصر حولها من العائلة وحتى العمال
رفيلا -بهلع -: انه زوي ,لا اجده في اي مكان!
كلود: ربما هو مختبيء تحت السرير
رفيلا –بعصبيه- : هل جميع ابناء هذه العائلة قليلوا الفهم ؟

كتم كلود غيظه بينما يغادر المكان, حولت آغنيس تهدأتها وايفينوس يلقي الاوامر بالبحث الحثيث,وهناك بعيداً عنهم وقفت ماري تراقب تلك الضجة في هدوء
لتتحرك بعدها نحو النافذة العملاقة

ماري مشيرةً الى الخارج: هناك
اقتربت منها الخادمة بينما تحاول التدقيق في الاتجاه الذي تشير إليه آنستها وصرخت بعدها في رعب لتسقط على الارض,كان ذلك كافياً لجذب انتباه المتجمهرين
ليأتوا الى حيث تقفان
كان المنظر شنيعاً ,تناثرت كل محتويات زوي في ال شجرة الضخمة في الحديقة دماء واشلاء ,رأسه كان مفقوداً واحدى قاماته الاربع ايضاً ,ساد الهلع المكان لتسقط رفيلا مغشياً عليها ,وبعدها عمت الفوضى كانوا يحاولون نقلها الى غرفتها ولم يتسنى لهم ذلك الا بعد تجمع عاملي القصر من الرجال

آغنيس : اكاد اصاب بالغثيان...ما كان ذلك
ايفينوس: اهدئي عزيزتي ,نحتاج للهدوء الآن لنفكر جيداً
نهضت آغنيس-بإنفعال: عن اي هدوء تتحدث , الم ترى ما رأيناه؟! ,كيف وصل الى قمة الشجرة هكذا ,ناهيك عن الوضع الذي وجدناه فيه
ايفينوس : لا تهلعي ,-بهمس- سوف تخيفين ماري
انتبهت آغنيس بعدها ,لقد كانت ماري هناك طوال الوقت ,كانت تنظر بشرود نحو الجدار
آغنيس: ماري انتِ بخير؟ ...كان المنظر سيء لكِ بالتأكيد ,هل...
ماري مقاطعة : انا بخير ,لا تقلقي يا امي

كان والداها ينظران إليها بشك لكنهما تابعا حديثهما عن الامر ,بينما استأذنت ماري لتعود لغرفتها ,
لقد مر ذلك اليوم بثقل على الجميع ,وغادرت على اثره رفيلا لاعنةً القصر بمن فيه ,بينما ايفينوس يواسي آغنيس بعد تلقيها الكثير من الشتائم
والانتقادات من قبل صديقتها
لزم افراد الاسرة غرفتهم بعد العشاء والذي تناولوه بصعوبة فقد اختار كلود اسوأ توقيت ليسيء الى ماري
بتلمحيه بأنها هي من قتلت زوي رغم ان والده نهره واتهمه بالغباء وعدم منطقية افكاره ,فكيف لفتاة بالكاد تتجاوز الاربعة اقدام بأن تحمل كلباً
وتضعه في شجرة بإرتفاع ثلاثون قدماً هذا بتجاهل انها لا تستطيع حتى ابعاد كرسي ناهيك عن قتل الكلب بطريقة متوحشة ,كانا يتجاذبان
اطراف الحديث بينما آثرت آغنيس إلتزام الصمت
وبعد ذلك النقاش المحموم امر ايفينوس الجميع بالبقاء في غرفهم حتى يرتاحوا من التفاصيل المتعبة لتلك الحادثة
بقيت آغنيس شاردة وهي تمسد شعرها امام المرآة ,كانت حائرة ويائسة ,لا شيء يحدث كما تخطط له
كلما ارادته هو ان تكون عائلتها سعيدة

-لا... كلما اردتيه هو ان تتظاهري بأننا عائلة سعيدة

نظرت إلى الخلف في تفاجؤ ,لم تكن سوى ماري واقفة عند باب غرفتها
زفرت آغنيس بإرتياح : ماري ,هذه انتِ؟ ...لما انتِ خارج غرفتك لقد قال ايفينوس ان على ...
ماري -مقاطعة- : لما لم تدافعي عني هناك؟
آغنيس بإرتباك : عما تتحدثين؟ ...
اظهرت ماري يدها من خلف ظهرها
آغنيس –بهلع- : ماري عزيزتي ,افلتي ذلك الشمعدان!
ماري : كلما تحدث عني كلود بسوء كنتِ تقفين في صفه كالبلهاء ,
آغنيس –وصوتها يا يرتجف غضباً وخوفاً -: ماري آن ...كيف تجرؤين؟!!

بعدها سمعت صوتاً حاداً بقربها تلاه تناثر الزجاج على الارض ,نظرت بهلع

آغنيس –بهستريا- :هل رميتيني بالشمعدان ؟
ماري –وهي تتقدم نحوها- : لقد افلتي منه -بإبتسام- لا داعي لتلك النظرة ,لقد نجوتي وهذا ما يهم أليس كذلك؟
آغنيس وهي تصرخ : مجنونة ...انتِ مجنونة !

ركضت مبتعدة عنها الى الردهة ,كانت تركض بجنون تعثرت مرة ومرتان لم تكن تكترث ,فقط تسقط وتقف من جديد

آغنيس مقتحمة مكتب ايفينوس : عزيزي لقد جنت ماري ...لا استطيع الاحتمال بعد الآن
ثم انهارت بالبكاء ,اسرع ايفينوس الى جانبها محاولاً جعلها تنهض ليجلسها على الكرسي كانت تتحدث وسط شهقاتها
فجأة اصبح صوت ايفينوس موجهاً الى اتجاه آخر : ماري آن عودي لغرفتك

ارتجفت آغنيس بقوة عند سماعها لذلك بينما زاد تشبثها بيد ايفينوس

ماري: لقد اتيت للاعتذار من والدتي ,صدقيني امي انها ليست انا! ...لقد قالت انها تريد الانتقام منك ,ليست انا!
آغنيس-بحنق- : توقفي عن اختلاق الاعذار, لقد نظرتِ في عيني ورميته ,انها ليست مرتكِ الاولى حتى! ,,انتِ تحاولين قتلي صحيح ,اجيبي يا ابنة العـ****
ايفينوس –بغضب- : آغنيس توقفي ! ..ماري ارجوك, والدتك ليست بخير الآن ,عودي الى غرفتك وسنتحدث فيما بعد ,حسناً؟

انسحبت ماري من المكتب بهدوء كانت تجر اقدامها بينما يسبح عقلها في عالم آخر حينها اصدمت بشخص ما
كلود : ايتها الحمقاء ألا ترين امامك؟

دفعها بقوة لتسقط على الارض بشدة ,اندفعت الخادمة لمساعدتها لكن ماري بقيت جاثمة في مكانها كالصخرة ,تجاهلها كلود بينما يسبها بمختلف الالفاظ ,
كان يعد النقود التي يأخذها من امها ويصرفها بكل تبذير

ماري –بصوت اجش- : هذه ليست نقودك ...انها لأبي .

إلتفت كلود إليها ليتحدث لكن حدث ما لم يتوقعه...



كان الخدم متجمهرين في البهو الرئيسي , بينما الخادمة ايما جالسة على الكرسي وهي في حالة ذهول وصدمة
كانت هناك بقع دم حمراء قانية متناثرة على ردائها الابيض الناصع ,ابتعد المتجمهرون فجأة ليفسحوا الطريق لسيد وسيدة القصر

ايفينوس : اذاً جوان ...اخبريني بما حدث حالاً
جاون –بصوت مرتجف- : لقد كنا في الممر عندما اصتطدمت الآنسة ماري بالسيد كلود ,حدث بينهما حوار ولكن –بدأت بهز رأسها –
نهرها ايفينوس :اكملي هيا!!
جوان –وهي تبتلع ريقها- : لقد قفزت عليه السيدة ماري...هاجمته بشدة ,لقد رأيتها تقضم اذنه وخده ,لكن لم اعتقد ان الامر خطير الا برؤيتي لبركة الدماء ,
لقد كانت اشبه بحيوان بري.

هلعت آغنيس بينما تستمع لكل تلك الاشياء , حينها توجه ايفينوس نحو الخادمة ليتحدث بنبرة قاتمة : ولمَ لم تفعلي شيئاً؟
جوان -بهلع -: لم اظن ان الامر خطير عندها ولقد تدخلت صدقني يا سيدي ...وبسرعة رفعت كم قميصها الايسر لتظهر الفاجعة

كانت هناك اثار لإسنان غرست وبشدة في يدها بينما يتدفق الدم منها كالمطر ,شهق جميع الحاضرين عند رؤية ذلك المنظر
فرانك : اذاً هذه الدماء ليست دماء السيد كلود

تنحنح احد الحاضرين فجأة ليستأذن في بدء كلامه: لم اكن اريد قول ذلك يا سيدي ,لكن في ليلة اختفاء كلب السيدة رأيت الآنسة
ماري تتردد مرتين في الحديقة.
ايفينوس : ماذا تقول ؟
الخادم :سيدي ,بالرغم من الظلام فقد تبينت ملامح الآنسة الصغيرة جيدا ,ولولا حادث اليوم لكنت ابقيت الامر سراً حتى يُدفن معي في قبري
ليتكلم صوت متردد من الخلف : لقد لاحظنا اختفاء بعض الخدم من القصر ايضاً
ايفينوس : هذا سخيف , لا تقل لي انك تريد اتهام ماري بذلك ايضاً؟!!
الخادم –بذعر يحاول اخفاؤه بشدة- : سيدي جميع من اختفوا عملوا وبشكل مباشر تحت امرة الآنسة

عم المكان صمت قاتل بينما يحاول ايفينوس وآغنيس استدراك الموقف , لكنها لم تستطع التحمل فانهارت آغنيس على الكرسي
بينما توجهت جميع وجوه الخدم الآن نحو ايفينوس ,لقد كانوا مترقبين لما سيقوله السيد
ايفينوس : قوموا بإحتجاز ماري في غرفتها ولا تسمحوا لأحد بالدخول إليها
جميع الخدم : امرك سيدي

في ذلك المساء أصرت آغنيس على اقناع ايفينوس بإرسال ماري الى المشفى ,لقد رفض في البدء لكن بعد حادثة كلود اصبح في موقف
حرج ولقد اتخذ ذلك القرار بصعوبة ,
وفي تلك الليلة بالتحديد غادرت ماري آن القصر لتغيب عنه لمدة ثلاثة اشهر ,لكن عودتها كانت مختلفة تماما


ابعدت كاثرين الستار عن النافذة وهي ممرضة ارفقها المستشفى بماري لتعتني بها وبأدويتها , كانت تتحرك في الارجاء بسرعة لتقف قرب سرير ماري

كاثرين : اخيرا استيقظتِ آنستي؟ ...هيا لنأخذك الى الحمام
في غرفة الطعام اجتمعت الاسرة من جديد ,وبالتأكيد كان لماري الحضور الاقوى وجميع الانظار موجهة نحوها ,
باشرت كاثرين في وضع المنديل واطعامها ,كل ذلك وسط نظرات مختلسة من افراد العائلة ,كانت تبدو كنظرات خجولة
او كمن يشعر بالذنب ,وكيف لا وقد اصبحت ماري عاجزة بالكامل ,حتى انها لا تستطيع رفع معلقة


فجأة رن صوت السكين وهي تسقط على الارض تلاه اندفاع آغنيس من مكانها لتغادر المائدة ,كانت تشهق بقوة فتبعها ايفينوس فورااً,
ليعم الصمت ارجاء المكان
هناك امام ماري كان يجلس كلود مطأطأً رأسه,لم يرفعه طوال الوقت بينما يمكنك رؤية تلك الندبة على خده تلتمع بوضوح في ضوء الغرفة ,
وقد تجنب النظر إلى ماري طوال فترة تناوله للطعام والتي لم تدم اكثر من عشر دقائق
لينهض بعدها على عجل كأن حياته على المحك

وبعدها عم الصمت المكان مجدداً سوى من همهمات كاثرين اثناء اطعامها لماري



لاحقا في المكتب

ايفينوس: اخبريني حالاً بما كان يحدث في المشفى –بإشمئزاز وعدم تصديق- : كيف اصبحت ماري هكذا؟! لقد خرجت من هذا المنزل على قدميها
,كيف جعلتموها مقعدة بحق خالق السماء؟!!!
كاثرين –بتردد- : سيدي اهدأ ارجوك ,لقد استلزم الامر اكثر من جلسة علاج حتى تشفى الآنسة ماري...
قاطعها ايفينوس بحدة : عن اي شفاء تتحدثين؟!! ...هل يُعد اصابتها بالشلل الكلي شفاءاً في نظرك لقد كانت تعاني فقط من مشاكل نفسية ,
كيف اصبحت معاقة بالكامل؟!! انا لن اسكت على ذلك...سأقاضيكم جميعاً ,اتسمعين؟!!

كاثرين -بحزم- : سيدي لقد فعل الاطباء هناك كلما يستطيعون, ورغم انهم اخبروك عن وسائلهم لم يأتي فرد من العائلة لرفضها وهكذا باشروا في عملهم معتقدين
ان صمتكم هو دليل موافقتكم عليها

ايفينوس: اتسخرين مني؟ ...وعن اي وسائل تتحدثين ؟...الطبيب رودريك لم يخبرنا عن اي شيء بشأن "وسائلكم"
كاثرين : في هوبكينز نستخدم احدث التقنيات لمعالجة المرضى ,سواءاً كان مرضاً نفسياً او عصبياً ,وحالة الآنسة ماري
كانت غامضة ,فلم يستطيعوا تحديد مشكلتها اهي علة في الاعصاب او تعقيدات نفسية ..-بتردد- لذا استخدموا الطريقتين
ايفينوس –بقلة صبر وحنق-: وما هما؟
كاثرين- وهي تقبض بيديها على الفستان-: الاولى جلسات علاجية نفسية ,حيث يحاول الطبيب تحديد...
ايفينوس مقاطعاً بحزم : والثانية؟
كاثرين –بتردد-: انه العلاج الفيزيائي ,لقد احضر المشفى افضل الاجهزة و....
ايفينوس: وماذا حدث في جلسات العلاج الفيزيائي؟
ساد الصمت لفترة طويلة لينفجر ايفينوس غاضباً: ماذا كان ليس لدي اليوم بطوله؟
كاثرين بتلعثم: لقد كان العلاج بالكهرباء

تهاوى ايفينوس على كرسيه بذهول, طوال تلك الاشهر الثلاث ظل قابعاً في مكتبه في المصنع, لقد كان يؤجل زيارته لماري
حتى تحين اللحظة المناسبة الى ان وصلته رسالة ذات يوم تفيد بوصول ماري للمنزل في غضون يومين فما كان
منه الا ان يتوجه الى القصر مباشرة ليتفاجأ بتلك الكارثة ...لقد عادت ماري كجثة على كرسي متحرك

اعتصر الالم قلبه وهو يتخيل مقدار العذاب الذي كانت تعانيه في الاشهر الثلاث الماضية ...لينطق بعد صمت : يجب ان اصلح هذا وفوراً

انطلق مندفعاً لخارج الغرفة بينما جلست كاثرين على الكرسي بإرهاق ,لم تكن تعلم ان عائلة ماري على جهل بما يحدث في ذلك المشفى ,
انه ليس مصح عقلي بل مكان للتعذيب

هناك حيث يتخلص النبلاء من عارهم برمي اطفالهم المعيبين ,وحتى انهم لا يأتون لزيارتهم ,كيف يفعلون ذلك وهم قد وجدوا الخلاص اخيراً ,
والآن بات لديها التفسير لماذا أصر الطبيب رودريك بأن تعود ماري الى اهلها
كاثرين : اتراه تعمد ذلك؟...يالك من رجل قذر

اندفع ايفينوس يشق الممرات شقاً الى ان وصل لغرفته ,فتح الباب كأنه يحاول اقتلاعه

ايفينوس : لقد خدعنا ذلك ال**** , هو حتى لم يخبرنا بما سيحدث لها في ذلك المكان!
آغنيس وهي تبكي بحرقة: ما كان يجب علي ان اصر على ذهابها ...اي أم هي انا؟ كيف سمحت لذلك بأن يحدث لها؟
جلس ايفينوس بقربها مواسياً : كلانا كان على خطأ ...لكن لا بأس سنبحث عن طريقة لإعادتهما كما كانت
آغنيس -بيأس - : يمكننا ذلك؟ احقاً يمكننا ذلك؟
ايفينوس مبتسما : اجل يمكننا ,سنحاول بكل الطرق ,فلم يفت الاوان بعد

قاطعتهم ضحكة ساخرة من الخلف تلاه صوت انغلاق الباب بقوة : *لقد فات الآوان بالفعل*

p_165608efb2.png
 
التعديل الأخير:

Bright Moon

هاكونا ماتاتا ツ
إنضم
25 أبريل 2019
رقم العضوية
9930
المشاركات
4,625
مستوى التفاعل
7,324
النقاط
477
أوسمتــي
5
الإقامة
мσσиℓαиɒツ
توناتي
1,261
الجنس
أنثى
LV
1
 
p_1656n2iym3.png

كان المكان هادئاً جداً ..بل كان هدوءاً غريباً ,اعتقدت كاثرين انه سيتم طردها بحلول المساء
لكن شيئاً لم يحدث
قامت بإعداد ماري لتناول وجبة العشاء لكن نظرات ماري لها كانت اغرب من الجو الحيط
كانت كمن يراقب وينتظر ,لا بدت كمن يحاول قول شيء ما
كاثرين : اوه لابد انني اهلوس
بدأت بدفع كرسي ماري في الممرات ,لقد كانت حقاً كالجثة ,شعر منسدل ,عينين خاويتان وبشرة شاحبة للغاية
كاثرين : ربما يكون هذا يومي الأخير لخدمتك آنستي

كانوا على اعتاب البهو الرئيسي لكن توقف كل شيء فجأة واختفى صوت كاثرين
.. بدأت بالصراخ حتى اختفى صوتها , لقد كان الممر مغطى بالدماء

كاثرين بإرتجاف : ما الذي حدث ؟؟ ما الذي ..

بعدها كادت عيناها تخرجان من محجرهما , شخص ما لا بل شخصان كانا يمشيان بطريقة مريبة وكلما تقدما اكثر اتضحت
مالمحهما اكثر
سقطت كاثرين على الارض بقوة فهي لم تعد تستطيع التحرك ,قدماها لا تحملاناها ,فشخصت ببصرها نحو السماء
حتى تتفادى النظر إليهما
تفاجئت بنزول قطرات على وجهها, مسحتها على عجل لتفتح عينيها بحذر ونظرت ليدها المرتجفة لترى الدم يغطي اصابعها نظرت للأعلى مجدداً
ورغم اختراق الثريا لجسده كان من الواضح جداً من هو

صرخت كاثرين في رعب : كلود ,انه كلود!!

انزلت رأسها لكنها واجهت ذلك المنظر الذي كانت تتجنبه طوال الوقت كانت آغنيس تبكي ,دموعها تهطل بغزارة حتى انها مسحت بعض الدماء التي على وجهها
يدها اليمنى مفقودة بينما فقدت العديد من اسنانها واصابعها ,وبقربها رغم تشوه وجهه كان يمكنها تبين ملامحه ايضاً ,لقد كان ايفينوس واقفاً
هناك ورغم ذلك فهو يبدو في حال افضل من حال آغنيس

آغنيس بإختناق: سامحيني ,ماري....

وصمتت فجأة , كان صوت الضحك هو فقط كل مايُمكن سماعه في ذاك القصر الشاسع

*اخبرتك ...ألم افعل؟ *

كان الصوت يملأ البهو ,كادت كاثرين ان تجن وهي تلتفت يمنة ويسرة لتبحث عن مصدر الصوت ,ليشخص بصرها لهول المنظر ,فتاة بشعر قصير
واسود وعينان غامضتان ,بإبتسامة خبيثة وبشرة بيضاء كالورق لكن اكثر ما اخافها هو انها كانت تطفو في الهواء

*اخبرتك ,لن تستطيعي انقاذهم مني*
*"كل هذا داخل رأسك " ألم يخبروك بهذا وطوال الوقت ؟*
إلتفتت متوجهة إلى آغنيس *لنجعلهم يرون ما يمكن لشخص عائد من الجحيم ان يفعل*




صوت تقطيع ,اقتلاع لحم عن عظمه,تناثر الدماء وضحكة شبح ناقم
كانت ماري تنظر الى الشخص الاخير المتبقي في المكان , كانت تنتزع شعرها وتمزق وجهها بيديها , الآن لم يعد يمكنها
التعرف على كاثرين حتى , كان الجميع بلا اوجه ورائحة الموت تملأ المكان

*يجب ان تنظري جيداً ,لأنهم اخيراً رأوا ما أردتِ اخبارهم به كل تلك السنين ...هيا كوني سعيدة ان لم يكن من اجلك فاسعدي من اجلي*
*ابي العزيز ,لقد نلت اخيراً ما اريد ...ارجو ان تكون سعيداً مثلي*

سالت دموع حارقة من عيني ماري وهي تشاهد كل لحظة من فراق من تعرفهم ,الخدم ,كلود ,ايفينوس وامها ,
وما كان منها الا ذلك الحل العاجز بل الكسيح ,,
لقد اغمضت عينيها للمرة الاخيرة وسط ضحكات ساخرة من الشبح , تمتمت بيأس

-كل هذا داخل رأسك ماري!


#ملهم-2



p_165608efb2.png
 
التعديل الأخير:

Bright Moon

هاكونا ماتاتا ツ
إنضم
25 أبريل 2019
رقم العضوية
9930
المشاركات
4,625
مستوى التفاعل
7,324
النقاط
477
أوسمتــي
5
الإقامة
мσσиℓαиɒツ
توناتي
1,261
الجنس
أنثى
LV
1
 

p_1656n2iym3.png


هل سمعتم من قبل عن قصر رودبيرغ , انه القصر الذي شهد على ابشع حادثة قتل في تاريخ مدينة بريدلي الهادئة فهي لم تكن في حق شخص واحد بل
عائلة بأكملها ,واشخاص آخرون يُقال انهم عملوا في ذلك القصر حيث وٌجدت أربع جثث في
القبو ,ثلاثة منها تبين انها لإناث والرابعة لرجل ويُظن انهم كانوا خدماً في ذلك القصر ,لكن موتهم بطريقة ما كان مبكراً
نسبةً لبقية الاشخاص هناك...

فاصبحت قصة موتهم اسطورة تروى على مر السنين ,اسطورة مرعبة يحكيها الآباء والجدات في الليالي الماطرة وفي الهالوين ,
وسبب رعبها ان كل الضحايا ماتوا على يد شخص مجهول ويُشاع انه شبح رغم انه تم نفي تلك المعلومة من عدة اشخاص ,
فقد افترضوا ان مرتكبها اما سفاح هارب او مجرم مختل ,
لكن البعض يحب اكثر رواية الشبح
لقد اصبح هذا القصر مشهوراً بقدوم السياح إليه من بقاع الارض , ويحثهم على ذلك الشائعات عن القصر واشباحه
فقد قيل لهم انهم وفي ساعات متأخرة من الليل يمكنهم رؤية الخدم يتنقلون بين الغرف ,وايضاً سماع الموسيقى من قاعة الرقص حيث تقيم السيدة آغنيس
حفلاتها الفخمة
واخيراً شبح ابنتهم المحبوبة ماري التي تقول الاسطورة انها عاشت لتحكي قصة موت عائلتها بسبب شبح مارلين..!
رغم اصابتها بالعمى الا انها عاشت حياتها أو هكذا ما يتناقلون عنها ...من يدري ربما هي اضافة لإسعاد الاطفال
او لجعل القصة اكثر واقعية او ربما لأنها الحقيقة!



p_1656vxn9v1.png




كنت كمن يقولون ...ابنة ابيها، لقد احبني رغم ضعف جسدي الذي جعلني طريحة الفراش طوال الوقت بل وطوال السنة
بينما انا هناك ارى اخوتي الستة يلعبون في الباحة و يتقاذفون بكرات الثلج مع اصدقائهم
لكن لا بأس لست حزينة ،فأبي سيأتي في المساء , سيحكي عن يومه ،سيخترع تلك التفاصيل المضحكة كالعادة
بالرغم من انها تعلم تماماً مدى كئآبة ذلك المصنع الذي رغم جمال الاقمشة الدافئة التي ينتجها
الا انه بارد كالشتاء
صحيح انني رأيته مرةً واحدة فقط الا اني علمت تماماً كيف يعاني والدي وبقية العمال هناك ،فمدير المصنع
رجل متجهم ومستبد, يحاول فرض نفوذه على كل عامل لديه
كان ابي يعود متعباً لكنه يشاركني تفاصيل يومه ويحكي لي مثلاً عن جاك العجوز الذي يشكو دائماً من اولاده وزوجته
البدينة ,ورغم انني لا أعلم ان كانت تلك الحكايات حقيقية ام لا
الا انني لم أملّ ابداً من سماعها ولطالما كان وقت عودة ابي هو المفضل لدي
الى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم ,لقد عاد لكن بوجه مظلم ببشرة شاحبة كشحوبها في يناير رغم اننا في منتصف يوليو
كان يتلعثم ,يرتجف ,وجهه يرشح بالعرق البارد
لقد تم طرده ظلماً لقد حاول كثيراً الدفاع عن نفسه لكن دون جدوى ،اخبرهم بأنه لن يفعل ذلك ولو كانت عائلته
على شفا الموت
وعندما افاد صديق ابي توماس, بأن بيتر الابن المدلل للرئيس العجوز هو الفاعل هدده المدير بطرده هو ايضاً
بعدما تمنن على ابي بأنه فقط قام بطرده ولم يتسبب في سجنه
ظل والدي يحاول طوال الاشهر اللاحقة لإيجاد عمل ليُعيلنا لكن كل الاماكن رفضته بحجة انه غير امين
ومختلس
لقد قطع مديره السابق كل وسيلة ستمكنه من العمل وهكذا اضحى ابي عاجزاً مثلي تماماً لكن بحال اسوأ

ذاك المساء كانت امي تبكي بحرقة ،لقد كانت صامدة على مر السنين لذلك علمت ان هناك خطباً جللاً
ركضت اختي الصغرى الى سريري لتبكي بقربي ,اخبرتني ان امي منعتهم من دخول غرفتهم وقد صرخت
في وجوههم ,...عندها تملكني القلق
نزلت من السرير وكنت امشي بتثاقل وترنح الى ان وصلت الى الغرفة بشق الانفس ,كانت امي جاثيةً على الارض
ممسكة بقدمي احدهم وقد كانت الاقدام تتأرجح في الهواء
شعرت ان الهواء قد سُحب من رئتاي ,لا استطيع التنفس اغروقت عيناي بالدموع
رأيت تلك الورقة كانت تسبح قربي منذ ان دخلت كأنها تخبرني بأن ألتقطها
امسكتها بيد مرتجفة ،ومن الوهلة الاولى عرفت لمن هي


"عزيزتي روز وصغيرتي مارلين ,اطفالي الاحباء هاري, يوجين,صوفي ,اماندا, روبرت والصغيرة جيني
لقد ذهبت في رحلة طويلة ولن اعود بعدها ،آسف لأنني لم اودعكم وداعاً لائقاً لكنني لن استطيع فعل ذلك
اخشى ان رأيتكم ان يُثنى عزمي لأنني اعلم ان هذا هو الافضل لكم
سيُنتزع اسمي من حياتكم وسيزول العار بزوالي ..لذا متأكد انكم ستحظون بحياة افضل بدوني
كونوا سعداء وابقوا اقوياء سيجعلني ذلك سعيداً ايضاً واعلموا دائماً
ان اباكم يحبكم،اكثر من اي شخص"




p_165608efb2.png



 
التعديل الأخير:

Bright Moon

هاكونا ماتاتا ツ
إنضم
25 أبريل 2019
رقم العضوية
9930
المشاركات
4,625
مستوى التفاعل
7,324
النقاط
477
أوسمتــي
5
الإقامة
мσσиℓαиɒツ
توناتي
1,261
الجنس
أنثى
LV
1
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم يا اجمل قراء؟ ان شاء الله بخير ^^

ياه اخيراً انتهيت <<تروح تشوف شغلها للحظة وترجع ركض ض00
ما هذا يا هذه؟! ،والله كان القصد قصة قصيرة لكن فجأة تحولت الى رواية مصغرة حكمو1


على الاغلب هذا هو السبب الرئيسي الذي يمنعني من المخاطرة لكتابة قصة قصيرة xD
لأني دائماً اميل للكتابة بإستفاضة لإيصال كل مشهد وحوار مثل ما هو مرسوم في خيالي *^*
رغم جمال الصور الاخرى الا ان الصورة الثانية هي اكثر ما جذبتني اولاً لأنها اعطتني انطباع عن قصة رعب
ثانياً لوجود الشبح واخيراً لأنني احب قصص الرعب خاصة في القصور وقد استمتعت في كتابة كل جزء منها

وربما لاحظتم انها نفسية اكثر من ان تكون مرعبة<<او هذا ما اردت ايصاله xD

شكراً لـ @R E E M لتصميمها الاكثر من رائع كما اشكر المشرفين الجميلين لطرح هذه الفكرة المذهلة والمبتكرة ش2ق1
واخيراً اتمنى لكم قراءة ممتعة^^



دمتم بخير
 
التعديل الأخير:

R A V E N

🕷️𝕴𝖙 𝖎𝖘 𝖌𝖊𝖙𝖙𝖎𝖓𝖌 𝖉𝖆𝖗𝖐 𝖎𝖓 𝖙𝖍𝖎𝖘 𝖑𝖎𝖙𝖙𝖑𝖊 𝖍𝖊𝖆𝖗𝖙 𝖔𝖋 𝖒𝖎𝖓𝖊🕸️
إنضم
4 مايو 2013
رقم العضوية
199
المشاركات
2,186
مستوى التفاعل
7,974
النقاط
1,295
أوسمتــي
16
الإقامة
Underworld
توناتي
2,194
الجنس
أنثى
LV
4
 

at159401377455311.png


at159491336363521.jpg

القصة يبغالها جلسة خاصة مع كوباية شاي لعشبة مادري شنو هيجيلو1جوجو1


السلام عليكم يا أكثر شخص مبدع شفته في حياتي الكئيبة
أتمنى أنك بخير وفي صحة جيدة عزيزتي ، وانك لا تشتكين من شيء يذكر
اهنئك على خيالك الخصب الذي لا ينضب والذي جعلك تنغمسين في الكتابة لدرجة اانك لم تقدري على التوقف..
قلت أنك تخشين كتابة القصص بسبب كونك تطنبين كثيرا وتتحدثين عن التفاصيل الدقيقة المملة فيصير نصك الذي بدأتيه بنية قصة رواية كاملة
عزيزتي، احمدي الله على هته الخصلة، أنا أصبحت أتعذب من أجل أن أكتب أقصوصة فقط، الأفكار في رأسي ويدي متعاجزة على اخراج حرف واحد فاستسلم في النهاية
لذا أتمنى حقا أن لا تكدسي كل تلك القصص التي تجول في خلدك وتحرميها النور بسبب ''علة المماطلة'' كما قلت، بالعكس اطلقي العنان لخيالك وقلمك وتوقفي حيث أراد أن يتوقف هو

ننتقل للتعقيب على قصتك الجميلة
صراحة، الصورة التي اخترتيها كانت أقربها لقلبي، لو كنت أملك فرصة للمشاركة لكتبت عنها قصة انا كذلك
يااااااااااارباه كأني أشاهد فيلم حقيقي ندى1 أقدر على رؤية كل المشاهد بكل حذافيرها وبوضوح تام
لد وقعت في حب القصة وفي حب اسلوبك .. طريقتك في الكتابة بقدر ما هي سلسة وانسيابية هي بليغة جدا وفصيحة
طريقتك في السرد والوصف مثالية جدا جدا ، لا ادري حقا ان كنت تفكرين او لك نية مسبقة في أن تصبحي كاتبة،
و لكن بهذا الاسلوب والأفكار ولا تفكرين في ذلك حقا فأنت مخبولة حتما ترانيم3
لأن لك طرية في الكتابة يييالاهيي غيل5 ساكون اول المعجبين بك وبرواياتك صدقا نحله3

من المذهل والجميل أنك قدرت على الخروج بكل تلك التفاصيل والاحداث من مجرد صورة بسيطة
من الجميل أنك وصفت كل ذلك الوصف من مجرد صورة ثابتة وصامتة ..
يقال ان الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك تجاوزتي ذلك الحد من الكلمات ونططت من اطار الصورة لمكان أكثر شساعة

في بداية القصة كنت اعتقد ان ماري تعاني من الصرع - او انها فعلا تعاني منه-
خاصة وانك قد ذكرت ان الاطباء لم يعرفوا ماخطبها ، افترضت انه في تلك الحقبة لم يتعرف الطب بعد على الصرع
كنت اتوقع ان كل تلك الحوادث في النهاية ستكون من صنيع ماري بحد ذاتها وليس قوى اي قوى أخرى ،
هذا لأني بدات في مرحلة ما من القصة اومن انها تعاني من الانفصام
خاصة مع تلك الأصوات التي تسمعها في عقلها، هل شبح مارلين قد تقمصت جسدها أم ان هذا مايتهيء لي فقط ؟
حسنا، يبدو ان شبح الفتاة الصغيرة مملوء بالغضب والحنق .. الأشخاص الذين يموتون بكمية غضب عارمة يتحولون لأشباح صاخبة مثل مارلين تماما ولا يرتاحون حتى يحقوقون انتقامهم لترتاح ارواحهم ،،، او شي ء من هذا القبيل
الأم اغنيس مزيج من الام الغير مبالية والعطوف في نفس الوقت
صحيح انها تخاف على ابنتها وتتمنى الافضل لها لكن هذا لا يُرى عبر تصرفاتها، بل انها تتصرف معها وف ما يخدمها
كل همها هو مظهرها الاجتماعي كزوجة لرجل ثري ومظهر عائلتها كعائلة غنية

أعتقد ان زوجها اايفينوس ربما كان يعامل ماري بشكل أفضل ، ففط لو كان قريبا اكثر منها وفهم مشكلتها كان ليساعدها أفضل من أمها
و لكن هيهات الفتاة تعيش داخل قوعة وبالكاد تتواصل مع محيطها بالشكل المطلوب
كلود فتا وح ستجده في أي ولد في العالم، لا يهم ان كان أخاك الحقيقي أم لا لكن هته النوعية القذرة من الناس موجودة
لقد كان يستحق ان يتم تشويه وجهه وان يموت بتلك الطريقة الشنيعة حكموه1

ولو ان المنتقم لم يكن ماري فعلا بل شبح الفتاة الاخرى لكنهم يستحقون ماحصل معهم جميعا يستحقون كل قطرة دم سقطت منهم
ربما الوحيد الذي لم يستحق تلك الموتة الشنعاء هو الكلب المسكين الخاص بالعمة رفيلا ..
بقية الخدم الذين ماتوا ... اممم لم يعاملوا ماري بالشكل السيء وكل تصرفاتهم كانت بداعي الخوف لا غير
لكن يبدو ان مارلين حانقة على الجميع وكفى ..
أحيانا وانا أقرأ القصة كنت افكر.. هل هذا الشبح كان عالقا من قبل في هذا القصر ولم يعجبه السكان الجدد وقد تقمص جسد ماري
هل هي شخصية اخرى لماري وملت من حياتها تلك وهي تحاول أن تفسح المجال لأسوء أفكارها ليتم تحقيقها على ارض الواقع
لكن فهمت في النهاية أنها ابنة أحد العمال الذين كانوا يعملون في مصنع العائلة وقد تعرض للطرد بسبب ذنب لم يرتكبه ، وبل قطع كل سبل كسب الرزق عنه
لا أدري ان كنت قد استلهمت القصة من هذا الجزء الاخير الذي ذكرتيه حول الفتاة مارلين ، ام ان هذا الفلاش باك اصلا جزء من القصة برمتها
بلى أعتقد انه جزء من القصة، وقد كانت لفتة ذكية جدا منك ان تذكري قصة الفتاة في النهاية لكي تكتمل الصورة في اذهاننا ، ولا نبقى نتساءل في ريبة من اين جاء الشبح ولما يسعى لقتل الجميع ؟
لا أعتقد انه يوجد هناك من سبيل للتساءل والريبة لأن قصتك حقا متككاملة من كل الجوانب ، تصلح حقا لان تكون فيلما ممتازا
لقد عشت القصة بحذافيرها وجبت كل ردهات وغرف ذلك القصر ورأيت بام عيني ملامح الناس ، انتقالك بين الازمنة كان مثاليا بحيث اني اشعر فعلا اني عشت ذلك الفاصل الزمني دقيقة بدقيقة رغم انك لم تصفي فيه شيئا مثلا الثلاثة اشهر حيث كانت بالمشفى ثم عودتها .. ذلك الفاصل لم يكن حتى مطبا بحجم نملة في سير شريط القصة في ذهني ،، وهذا بفضل سردك المتقن


في الصباح الباكر استيقظ الجميع على صياح الديك ,امزح اقصد على صياح رفيلا الغاضب
ضحكت ملأءأشداقي هنا هه4 القصة جدية جدية ثم بوم نوع من الكوميديا الخفيفة XD

صوت تقطيع ,اقتلاع لحم عن عظمه,تناثر الدماء وضحكة شبح ناقم
هذا المقطع كان لتيفا جدا ، للقد احببت وصفك جدا وسمعت تللك الأصوات بوضوح جدا كوني انغمست جدا في القصة

أتدركين ما الذي ساففعله بعد هته القصة ؟؟ سأذهب لأشاهد فيلم رعب عن الاشباح لانك صنعت لي جوا رهيبا وخاصة بعد هته القصة اليوم
الساعة الآن 11 ليلا الوقت مبكر جدا على فيلم رعب صحيح !! بلى الوقت مبكر جدا سانتظر حتى منتصف الليل هه4
لقد كنت سعيدة لدرجة لا توصف لأن الفرصة قد واتتني أخيرا لأقرأ قصتك المذهلة، لقد استمتعت بكل حرف حقا
أتمنى من اعماق قلبي ان اقرأ لك قصص اخرى في مجال الرعب ، ساكون سعيدة جدا بذلك لا يهمني الطول بالعكس اذا كانت قصة رعب فلا أريدها ان تنتهي مطلقا ندى1
اتمنى كذلك أن لا تثني قلمك وتلجميه عن الكتابة فقط لأنك تفرطين في السرد ،، ما سر جمال القصص اصلا ؟ انه السرد ، ولقد كان كل ماسردتيه مهما في القصة لذا أتمنى حقا أن تكتبي وتكتبي حتى تتعوق اصابعك ويجف قلمك و تنفذ بطارية اللابتوب هه4
دمت في امان الله وتقبلي مروري السريع ق3
 
التعديل الأخير:

إنضم
22 مايو 2019
رقم العضوية
9995
المشاركات
248
مستوى التفاعل
965
النقاط
185
أوسمتــي
2
العمر
21
الإقامة
عالم الارواح
توناتي
1,290
الجنس
ذكر
LV
0
 
at159401377455311.png

رايفن - جويلية​
اهلين اختي برايت كيف حالك ان شاء الله بخير

اخخخخخ ايش اخلي وايش اقول

ابداااااع متناهي النظير ، اسلوب كتابة حقا جعلني اشعر بأسلوب الرعب المزروع بقسوة في الكلمات التي اقرؤها

لن استطيع الرد على جميع تفاصيل القصة لأنها حقا تحمل تفاصيل كثيرة

كمجمل اعجبني الاسلوب الكتابي اضافة الى الواقعية البحتة الموجودة في المكان والزمان الخاصين في القصة

كان شرحك لحياة الرفاهية التي تعيشها الكونتيسة اغنيس ممتازا ووصل الي بتفاصيله ، القصر ، مائدة الطعام الطويلة التي يجلس في طرفيها اغنيس وايفينيوس

في اشياء كثييييرة ببالي حبيتها في القصة بالرغم من ان هذا النوع من القصص ليس المحبب لدي بتاتا

لن اتكلم على الصورة وارتباطها مع القصة لأنك جعلت الصورة قصة متمثلة في هذا الموضوع ، حقا صنعتِ ترابطا كاملا

الخدم... قد تستغربين كلامي ولكن هذا اكثر عنصر اعجبني .. خصوصا من الفتيات مزاحهن بشأن ماري ومقلب الخادم الذي اضحكني جدا حقا لقد اتقنتي شخصيات الخدم بالشكل الجيد

اغنيس.... اخ كم اكرهها ، لم ارى في حياتي مصطلح "كونتيسة" الا وكرهتها بشدددة ، امرأة شمطاء لا تهتم الا بنفسها ، تغرق نفسها بأكاذيب الذوق والرفاهية والعائلة السعيدة المتكاملة ، اما ايفينيوس فلقد احببته صدقا ، لا يظلم ماري وفي نفس الوقت يعاقب كلود حين يستحق العقاب

اما شخصية ماري ، فلقد تعاطفت معها جدااا .. خصوصا عند علمي بالعلاج الفيزيائي حقا تقطعت مشاعري تجاهها

لو اذكر كل شيء جيد في القصة لازم افتح موضوع جديد اسمه ايجابيات قصة ماذا يحدث لي؟

آغنيس –بغضب- : ماري آن اندرسون ,لقد تخطيت الحدود هذه المرة,كيف تتهجمين على اخيك بهذه الوحشية ,انه تصرف معيب
ولا يليق بآنسة من آل بيري
هنا ادركت حقا بأنكِ اتقنت شخصية آغنيس كونها كونتيسة ..، قول الاسم كاملا عند الغضب والتوجيه ... اعطيك العلامة الكاملة لهذا المشهد

والمشهد الاخير وما ادراك مالمشهد الاخير ..، لقد اجتاحتني قشعريرة لم اشعر بها من قبل ..، وصف يقشعر البدن معاناة كاثرين التي وصلت الي مباشرة ن شرحك الجذاب للأحداث ..، انه افضل مشهد في القصة حتما

جداا اشكرك على هذا الانجاز الذي لا مثيل له ... واقول لك اخيرا بأنني حقا متحمس لأرى المزيد من اعمالك الروائية فلا تبخلي علينا من ابداعك

وفقك الله ورعاكِ بحفظه وسلمت يداك


تقبلي مروري
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
6 سبتمبر 2018
رقم العضوية
9408
المشاركات
79
مستوى التفاعل
291
النقاط
255
أوسمتــي
4
العمر
28
توناتي
685
الجنس
ذكر
LV
1
 
at159401377455311.png

السلام عليكم

كيف حالك أختي ؟

سأعرض نقدي على أربعة أركان

1 ـ طابع القصة ونوعها

2 ـ القصة والأحداث

3 ـ الشخصيات

4 ـ النهاية


أولاً : طابع القصة ونوعها

من النادر أن أقرأ قصص الرعب ، لست من عشَّاق هذا التصنيف ولست من كارهيه ، إنما الأمر يعتمد على الجودة المقدمة ...

( داخل رأسك ) تم استخدام طابع الرعب النفسي في هذه القصة ممزوجًا بدراما سوداوية بين الحين والآخر .. ويسرني القول أنني كقارئ شعرت بفاعلية هذا الطابع وتأثيره

أثناء المشاهدة وهذا يدل على استيعابك للنمط المستخدم .

لدي ملاحظة واحدة .. وهي أني فقدت أجواء الرعب في المنتصف ، لكنني أعذرك تمامًا لأن تركيزك حينها كان منصبًا على بناء القصة تارة وصنع دراما سوداوية تارة أخرى .

ثانيا : القصة والأحداث

اختياركِ للزمن 1798 م كان ذكيًّا للغاية ، فأجواء القصور الكلاسيكية تتماشى مع طابع الرعب وينتجان هالة مرعبة حقًّا ..

أرى أن القصة كفكرة مبدئيَّة متوسطة وهذا هو الحال مع أغلب أعمال الرعب المرئية والمقروءة .

لكنك استطعتِ من خلال الوصف الرائع وبناء القصة الممهد بعناية أن تطوري القصة بطريقة مثيرة وتجعلي القارئ يخرج بتجربة رائعة ومثيرة .

لم أرى أي خلل في الأحداث بل على العكس رأيت أنك أدخلتي طابع الرعب الحسي في مشهدين أو ثلاثة وبذلك عززتي من الطابع المستخدم في البداية

وخطوت خطوة إلى الأمام في القصة في نفس الوقت ، وهذه التقنية في الكتابة متطورة .

ثالثا : الشخصيات

الشخصيات عددها مناسب جداً ، ولكل شخصية دورها الواضح في القصة ، وهذا الأمر تحديدا أجد الكثير من الكتّاب يهملونه .

لكنك ارتكبتِ خطأ في طريقة تفاعل الشخصيات مع مجريات الحدث .. وهو أن كل الشخصيات باستثناء ماري ، نادرا ما تتفاعل فيما بينها ..

شعرت كقارئ كأن لا ارتباط بين أحد بلا دخول ماري في المشهد أو القضية الأمر الذي أجده مبالغة بدور البطولة .

رابعا : النهاية

وهي أكثر نقطة أحزنتني ..

فكرة الانفصام والشبح المسيطر ، فكرة جيدة أشرت إليها بطريقة خفيفة في وسط القصة أكثر من مرة

أعتقد أنه كان من الأفضل أن تستغلي هذه النقطة في زيادة التشويق وإضافة أجواء رعب أعلى في الثلث الأخير من القصة .

اكتفيتي بالمجزرة التي حصلت في النهاية فقط ..

في النهاية هذا اختيارك ككاتبة وأحترمه حقاً .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ختامًا سعدت جدًا بقراءة القصة ، مع وجود بعض الملاحظات إلا أنها من أفضل القصص التي قرأتها في الموقع بلا مجاملة .

سلمت أناملك على ما خطت ، وبانتظار جديدك .




 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

المتواجدون في هذا الموضوع

أعلى أسفل