تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة .
وكأن الحزن رجلٍ عجوزً أتكئ على كتفي فخجلتُ أن أقول له أترُكني -روايتي-
(1 زائر)
الفَرَاغ الذِي اِسْتَوْطَنَ فؤادِي جعلنِي اُشْعُرْ بِتَفَاهَةِ الاحداث وَاُزْهُدْ بِكُلِّ مَا يَحْدُثُ مَنْ حَوْلِي
-
عدت بــرواية جديـدة
من بعد سبات عميق لاذهب لعالم اخر رفقة شخصيات
وهمية كنت السبب في جعل قلبها ينبض ، عدت بعد فترة لأنشر
ما انتج عقـلي الذي عمل على ايصـال جميع مشاعري واحاسيسي
بحبــر اسود وورقة بــيضاء مكسر .. اتمنى من أعمـاق قلبي ان تنال ولو
على اعجاب البعض منكـم فهذا يعنـي لي الكــثير
وســأكون حريـــصة يركض على ان اتممها الى غاية نــهاية المــطاف
بقوا معي للحظات اسعدكم الله
مُقدِمَــــــة :
حَطمَتْنِي الْحَيَاة بِمَا يَكْفِي لَمْ أعُدْ أَسْتَطِيع التَّحَمُّل و تِلْك الْحُرَقَة
الَّتِي فِي قَلْبِي لَم تَنْطَفِىء حَتَّى الْآنَ فلاطَالَمَا أَمَنْت أَنْ هُنَاكَ مَنْ يُرِيدك وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ سَيُصْبِح جَمِيل
وَلَكِنْ كَيْفَ لِي أَنْ أَشْرَحَ بِأَنَّنِي أَمَر بأَيام تَظَل الْكَلِمَات وَاقِفَة فَوْق صَدْرِي كَالْحِجَارَة
فكُلَّ يَوْمٍ كُنْتَ أَسْأَل حَالِي بِأَيِّ ذَنْبٍ خَذَلْت
وَلَكِنْ رُبَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةَ تَعَشَّق أَنْ تُجْعَلَ قُلُوبِنَا مَمْزُوجَة بِالْقَهْر وَالْأَلَم .
أراكُم لَطِيفــــاتِي .. أسْعدَكُــم الله
-
البَــــــــارتْ الأَولــــ : قِرَاءَة مُمْتِــــعَة :
نَحْن مُخْتَلِفَان ، فَقِصَتُنَا لَم تَبْدَأ بِصَوْتٍ مِنْ أَصْوَاتٍ الْعَصَافِير ، وَرُبَّمَا لَن تَنْتَهِي بِفُسْتَانٍ أَبيض وَبَذْلَه سَوْدَاء ، رُبَّمَا نَحْن لَسْنَا بِالثُنَائِي الْمُنَاسِب حَتَّى . .
كَانَ هَذَا قَبْلَ سنتين
بتركيا تَحْدِيدًا بِمَنْزِل بَسِيطٌ كُنْت أَتَنَاوَل الْفُطُور مَع أُخْتِي الصُّغْرَى ، كُنْت مُسْتَعْجَلَةٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فَانْطَلَقْت مِنِّي كَلِمَات اسْم أُخْتِي "روزالين" استوقفت أُخْتِي أَكْلُهَا واستقامت مِنْ مَكَانِهَا فَوْرًا لتَنْتَعِل حِذَائِها وتَرْتَدِي مِعْطَفَهَا ومازالت قَطَعَه الْخُبْز تمضغ فِي فَمِهَا ثُمّ وَدَّعَتْنِي بِيَدِهَا الْيُسْرَى بَعْدَمَا أَخَذْتهَا جارتنا إلَى الْحديقة.
حَزِنْت لِوَضْع أُخْتِي الْحَالِيّ ، وَلَكِنْ كَانَ عَلِيٌّ الذَّهَابُ حَتَّى أَتْمِم عَمَلِي وَحَتَّى أَنْقَذ أُمِّي العالقة بِالسِّجْن وَلَكِنْ قَبْلَ هَذَا دَعُونِي أَسْرُد لَكُم قِصَّتِي كَيْف بَدَأَت ..
مُنْذ اِخْتِفَاء وَالِدِي مِنْ حَيَاتِنَا كُنْتِ وَلَا زِلْت تائهة بَيْن الطُّرُقَات وَكُلِّيّ أَمَلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدٌ ويرشدني إلَى طَرِيقِ الصَّوَابِ ، شَخْصٌ مَا يَأْتِي ويسحبني مِنْ عَالِمٍ الْعَتَمَة الَّذِي أَنَا فِيهِ ويسحبني مِنْ عَالِمٍ الْبُؤْس الَّذِي اظطررت إنْ اسْتَقَرَّ بِهِ ، وللأسف أَبِي لَمْ يَجِدْ حَلَّا سِوَى الانتحار أَمَّا أُمِّي كَانَتْ تَفْعَلُ مابوسعها حَتَّى تَوَفَّر لَنَا كُلَّ مانحتاجه وَلَكِنْ هَذِهِ الْحَيَاةَ الْقَاسِيَة لَا تعطيك كُلُّ مَا تُرِيدُهُ ، و أَنَا بالكاد احْتَمَل نَفْسِي إنَّنِي أَنْدَم وَلِمَاذَا لَا أَنْدَمَ لَا يَمُرُّ يَوْمٍ وَلَا أَفْعَل ، أُكْرِه شُعُور الْعَجْز وَخَاصَّةٌ كَوْنِي لَا أُقَدِّمُ شَيْئًا لعائلتي الصَّغِيرَة ، وَالْآن أُمِّي متورطة بِتُهْمَة لاَ عَلاَقَةَ لَهَا بِهَا لطالما حَاوَلَت إخْرَاجُهَا وَلَكِنَّنِي لَمْ أَفْلَح بِهَذَا حَتَّى إنَّنِي وَكَّلْتُ مُحامِي وَيُرِيدُ الْآنَ النُّقُود الْكَافِيَة لِلْجِلْسَة الَّتِي سَتَكُون يَوْم غَد لِهَذَا الْآن يَجِبُ عَلَيَّ الذَّهَابُ وَالْبَحْثُ عَنْ شَيْءٍ يُمْكِنَنِي مِنْ إيجَادِ النُّقُود اللَّازِمَة ...
"مالذي سأفعله الْآن يَا ايلين ساعديني" بنبرة يَائِسَةٌ قَد ركلت كُرِه طِفْل كَانَت أَمَامِي فَأَخَذ يَنْظُر و الْخَوْف يملىء مُقْلَتَيْه ، لَم تَسَعُنِي رَأَيْته إلَيّ هَكَذَا فَذَهَبَت لأحضر لَه خَاصَّتِه وَعِنْد امساكي بِالْكُرَة تَجَمَّعَت الدُّمُوعُ فِي عُيُونِي وَبَاتَت ملامحي توحي بِأَنَّنِي أَوْشَكْت عَلَى الانْهِيَار " مُنْذ مَتَى أَصْبَحْت هَكَذَا أجيبيني يَا لارا " وَلَكِن سُرْعَانَ مَا أوقفني ذَلِكَ الطِّفْل الصَّغِيرِ وَبَدَأ الْحَدِيث الدَّاخِلِيّ " نَعَمْ أَنَّهُ هُوَ " أَعْطَيْت لَه الكُرَة وتأسفت مِنْهُ ثُمَّ أَعْطَيْت الْعِنَان لأقدامي لأتوجه نَحْو ايلين عِنْد وُصُولِي إلَيْهَا أَمْسَكَت بيداي الِاثْنَتَيْن وَهِيَ تَنْظُرُ إلَيّ وَكَان شَيْئًا مَشْكُوكًا يراود دَاخِلِهَا "قولي مالذي حَدَث وَمَعَ مَنْ كُنْتُ تتحدثين" قُلْت هَذَا بَعْدَمَا أُخْرِجَت تَنْهِيدَةٌ رُبَّمَا لَا تَسَعُهَا الثَّمَانِيَة وَالْعِشْرُون حَرْفًا "هل تقبلين الْعَمَلُ الْيَوْمَ فِي الْبَارّ " اتَّسَعَت مقلتاي و أَنْظُرُ إِلَيْهَا غَيْرُ مُصَدِّقَةٌ ماتخرجهه شفتاها "هل أَنْت جَادَّة ايلين أَنْت تَعْلَمِين لَسْت مِنْ هَذَا النَّوْعِ " " كَيْف لِي أَنْ لَا أَعْرِفُ وَلَكِنْ أَنْتَ تحتاجين الْمَال وستكسبين الْأَكْثَر الْيَوْم لارا مِنْ أَجْلِ أُمُّك فَقَط الْيَوْمَ أَنَا أَقُولُ هَذَا مِنْ أَجَلِك هَل تُرِيدِينَ أَنْ تَعِيشَ روزالين بِدُون أَم لِخَمْسَة سَنَوَات " بَعْدَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَغَلْغَلَت فِي دَاخِلِيّ فَكَّرْت مَلِيًّا "هل هَذَا جاك " " نَعَم جاك " " ساتي " لَمْ أَعْلَمْ كَيْفَ خَرَجَتْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الْقَذِرَة مِن شَفَتَاي وَلَكِنَّنِي لأَوَّلِ مَرَّةٍ أقعل شَيْءٌ فَوْقَ طَاقَتِي .
بَعْدَ ذَلِكَ النّقّاش الَّذِي دَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ ايلين تَوَجَّهَت فَوْرًا إِلَى أُمِّي الْمَوْجُودَة بِالسِّجْن الْآنَ بَعْدَمَا طَلَبَتْ مِنْ جارتي أَنْ تُبْقِي أُخْتِي عِنْدَهَا لِهَذِه اللَّيْلَة . . " أُمِّي " قُلْتهَا وَكَان صَوْتِي يَرْتَجِف عِنْدَ رُؤْيَتِهَا بِتِلْكَ الْحَالَةِ البائسة ذَهَبْت إلَيْهَا لأغمرها بحضني وَكَانَت تَبْكِي مِثْلَ ذَلِكَ الصَّغِيرِ الَّذِي يَحِنُّ إلَى أُمِّهِ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصِفُ لَكُمْ كَيْفَ تُحِسّ أُمِّي الْآن وَلَكِنَّنِي أَشْعَرَ بِهَا حَتَّى إنَّ الْكَلِمَاتِ بَاتَت صَعْبَة الْآن " يَا ابْنَتِي كَيْفَ حَالُك وَكَيْفَ حَال أُخْتَك " قَالَتْ هَذَا بَعْدَ أَنْ مَسَحَتْ دُمُوعُهَا و أَمْسَكَت بِيَدِي " أُمِّي نَحْن بِخَيْر الْمُهِمّ أَنْتَ كَيْفَ حَالُك " " لارا لَقَد أُقْحِمَت نَفْسِي فِي شَيْءٍ لَا أَعْرِفُهُ حَتَّى هُوَ مُخَادِع وَإِنَّا لَمْ أَكُنْ أَعْلَم " تَمَسَّكَت بِهَا جَيِّدًا وَحَاوَلْت أَن أَبْعَد مَشَاعِر الْخَوْف عَنْهَا بكلماتي هَذِه " صدقيني غَدًا ستخرجين يَا أُمِّي سَتَظْهَر الْحَقِيقَة " وَسِعَت أُمِّي مقلتيها السماويتان ونظرات الشَّكَّ لَا تفارقاها لَمْ يَكُنْ بوسعي فِعْلِ شَيْءٍ إلَّا الْقِيَامُ بِحَرَكَات تَنْفِي تفكيرها السَّيِّء " يَطْلُبُون مِنِّي المغادرة " قَبْل التفاتي التَّامّ أَمْسَكَت أُمِّي بمرفقي " لَا تَفْعَلِي شَيْئًا تندمين عَلَيْه لارا " اِبتسَمَت لَها ابتسامتي الْبَارِدَة الْمُعْتَادَة "من الْأَسَاس لَمْ يَمُرَّ يَوْمٍ لَمْ أَنْدَمْ فِيه " اُتُّجِهَت بخطواتي إلَى الْخَارِجِ وَفِي دَاخِلِيّ مِئَة تَنْهِيدَةٌ لَمْ أَسْتَطِعْ البَوْح بِهَا ، مَاذَا عساي أَنْ أَفْعَلَ كَانَ يَجِبُ عَلَيَّ الْقِيَامُ بِهَذَا الشَّيْء السَّيِّء مَع إنَّنِي غَيْرُ مقتنعة بِهَذَا الشَّيْءِ عِنْدَ عودتي إلَى الْبَيْتِ اِرْتَدَيْت مُلَابِسٌ لَيْسَت بفاضحة وَلَكِنَّنِي نَادِرًا مَا أَلْبَسَهَا فِي حَفْلاَت صديقاتي أَوْ غَيْرِهَا ارتديتها و ذَهَبْتُ إِلَى مَكَان الْعَمَل وَلَكِن الشَّيْءُ الَّذِي لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ وَقَع.
لَحْظَة وُصُولِي لمحت ايلين مِنْ الْوَاضِحِ أَنَّهَا كَانَتْ تنتظرني ، حَرَّكَت مقلتاي فِي كِلَا الاتجاهين فَوْر اقترابي مِن ايلين وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى كَتِفَيْ لتطمئنني مِنْ الْوَضْعِ " لارا ابتسمي قَلِيلًا تُرِيدِين الْعَمَلُ بِهَذِهِ الْمَلاَمِح " ايلين " كُنْت جَادَّة عِنْدَمَا قُلْت اسْمُهَا لتصمت عابسة ، أَخَذَت مَكَانِي لِبَيْع الكحول وماشابه لَسْت مُعْتَادَةً عَلَى هَذِهِ الْأَشْيَاءِ إطْلَاقًا كُنْت فَقَد أشاهدهم فِي الأفلام حَقًّا كُنْت أشمئز مِن تَصَرُّفَاتِهِم وَهَا أَنَا فِي مَكَانِهِمْ الْآن غَرِيبَةٌ هَذِهِ الْحَيَاةَ حَقًّا . كَانَت ايلين تَجْلِس أَمَامِي وَهِي تَشْرَب وَحَالَتِهَا سَيِّئَة أَبْعَدَت عَنْهَا الكَأْس والأنينة وهمست لَهَا قَائِلُه " ايلين يَكْفِي كُلَّ هَذَا " ضَحِكْت ايلين مِنْ كَلَامِي بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَمَعَ هَذَا لَن يَسْمَعُهَا أَحَدٌ لِأَنَّ صَوْت الْمُوسِيقَى يملىء كُلّ الْمَكَان " هَيَّأ أَعْطِنِي هَيَّأ لاااارا " تأففت مَنْ وَضَعَهَا وَلَمْ أُصْغِي إلَيْهَا وتابعت مشاهدتي لِمَا يَحْدُثُ هُنَا كُنْت أُرِيدُ أَنْ أَخَذَ النُّقُود وَأُعْطِي الْعِنَان لقدماي لِأَنَّنِي لَا أُرِيدُ الْمُكُوث هُنَا لِدَقِيقَة وَاحِدَة ، بَعْدَ مُرُورِ وَقْتٍ لَيْسَ بقصير بَدَأَت تَحِلَّ عَلَى رَأْسِي الْمَشَاكِل جَلَس شَابٌّ أَمَامِي وَمِنْ الْوَاضِح أَنَّه مُخَدِّرٌ وَرَائِحَة الكحول لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أتقبلها وَهِي تَفُوح حَوْلِي وَلَكِن مَاذَا أَفْعِلَ إلَّا أَنْ اُسْكُب لَه الْمَزِيد قَبْل التفاتي سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ وَمَن الْوَاضِح أَنَّه يقصدني بِكَلَامِه " آيَتِهَا الْجَمِيلَة مَا رَأْيِك أَن تذهبي مَعِي اللَّيْلَة ستأخذين أَكْثَرَ مِنْ هَذَا الْعَمَلِ هَيَّأ وافقي " غَضِبْت كَثِيرًا عِنْدَ سمعاي لِذَلِك المقزز وَعِنْد التفاتي فَوْرًا رَمَيْته بِكَأْس الزُّجَاج الَّذِي كَانَ فِي يَدَاي صَرَخ ذَلِكَ الشَّابُّ الَّذِي كَانَ أَمَامِي وَاسْتَقَامَ مِنْ مَكَانِهِ وَهُوَ يُمْسِكُ بِطَرَف وَجْهَه الْأَيْسَر " كَيْف تجراين عَلَى فِعْلِ هَذَا آيَتِهَا النذلة " تَوَجَّهَتْ إلَيْهِ فَوْرًا وَاقْتَرَبَت مِنْه " مِن النذل أَنَا أَوْ أَنْتَ " كَانَ الْجَمِيعُ يَنْظُرُ إلَيَّ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ ، ضَحِك ذَلِكَ الشَّابُّ وَهُو يُصَفِّق وَيَنْظُرُ إلَى حَوْلَهُ ثُمّ اُتُّجِهَ بنظراته إلَيّ بِالتَّحْدِيد " كَيْف أَتَصَرَّف مَع أَمْثَالَك تخيلو تَأْتِي وَتَعْمَلُ فِي الْبَارّ وَيُعِدُّهَا تَصْرُخ وَتُضْرَب هَلْ أَنْتَ مَجْنُونَة " أسكتني بِكَلَامِه وَلَكِنَّنِي أَعْرِف نَفْسِي أَخَذَت حقيبتي لِلْخُرُوج حَتَّى أوقفني صَوْتُ أَحَدِهِمْ لَيْسَ الَّذِي كُنْت اتجدل مَعَهُ بَلْ آخَر " أَنْتَ لَمْ تنهي عَمَلُك وَلَم تنهي اللية بَعْد " الْتَفَت بِسُرْعَة قَائِلُه " وَمَن تَكُونَ أَنْتَ حَتَّى تَقَرَّرَ مَتَى اذْهَب " اِبْتَسَم لِي وَقَالَ " مَالِك الْمَكَان " حَتَّى اِقْتَرَبَ مِنْهُ ذَلِكَ الشَّابُّ وَقَال " لَن نَدْفَع لَهَا قِرْشًا وَاحِدًا " كُنْت أُرِيدُ أَنْ اكْسِر لَه أَنْفِه بِذَلِكَ الْكَلَامِ حَتَّى لمحت ذَلِك المتعجرف يُتَّجَه نَحْوُ ثُمَّ تَوَقَّفَ وَلَا تَفْصِل بَيْنَنَا مَسافَةٌ طَويلَةٌ فَأَخَذ يَنْظُرُ إلَيَّ نَظَرِه اِشْمِئْزازٌ وَأَنَا أَكْرَهُ تِلْك النَّظَرَات " إذَا كُنْت لَا تُرِيدِينَ هَذَا الْعَمَلِ لِمَاذَا أتيتي وأفسدتي مَتَّعْتَنَا " تِلْك الْكَلِمَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ أَطْلَقَهُمَا بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ وَهُوَ يُكَرِّرُ كَلِمَة " لِمَاذَا " وَحَتَّى أوْقَفَهُ عِنْدَ حَدِّهِ ابْتَدَأَت كَلَامِي " مَنْ أَنْتَ وَمَاذَا تُرِيد ومالذي تُرِيدُ أَنْ تَعْرِفُه لَيْسَ مِنْ شَأْنِي وَمَنْ أَنْتَ حَتَّى تُعْرَفَ أسبابي " أَمْسَكَت ايلين بمعصمي حَتَّى تأخذتي فَأَفْلَت معصمي مِنْ قَبْضِهِ يَدِهَا وَلَم أُفَارِق نظراتي عَنْ ذَلِكَ المتعجرف يُمْكِنُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ إنْ نظراتي كَانَتْ حَادَّةً " اذْهَبِي مِنْ هُنَا آيَتِهَا أَلَم .... " قَبْلَ أَنْ يُنْهِيَ تِلْكَ الْكَلِمَةُ تَلْقَى مِنِّي كَفًّا لَن يَنْسَاهَا " أَنَا الْآنَ ذَاهِبَةٌ وَلَن أَخَذَ مِنْ نقودكم الْوَسِخَة أَيِّ شَيْءٍ أَنْتُم لَا تَقْدِرُونَ شَيْئًا اسْمُه الظُّرُوف " كَانَ يُمْسِكُ بوجنتيه الَّتِي صَارَتْ مُحْمَرَّةٌ فَأَخَذْت أَنَا حقيبتي الْمُلْقَاة عَلَى الْأَرْضِ وَأُلْقِيَت نظرتي الْأَخِيرَة عَلَيْهِ ثُمَّ اُتُّجِهَت إلَى بَابِ الْخُرُوجُ بَعْدَ خُرُوجِي مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ المقزز لَمْ أَكُنْ أعي مَاذَا سَأَفْعَل . . " جَان هَلْ أَنْتَ بِخَيْر هَيَّأ لنذهب إلَى الْبَيْتِ " " اذْهَب و أُعْطَهَا نقودها وَلَا أُرِيدُ أَيْ كَلَامُ خَارِجِيّ هَل تُفْهِم " . لَا أَعْلَمُ لِمَاذَا أَقُول لِأَخِي أَنْ يُعْطِيَهَا حَقِّهَا مَع إنَّنِي تَلَقَّيْت أَوَّل كَفٌّ فِي حَيَاتِي مِن حَضَرَتْهَا ، الْكُلّ يعرفني بِأَنَّنِي ذَلِكَ الشَّابُّ المتعجرف الَّذِي فَتَرّس النِّسَاء ويرميهن بَعْدَ إتْمَامِ مايريده كُنْت ولازلت هَكَذَا وَلَكِن الشَّيْءُ الَّذِي جذبني إلَى كَلَامِهَا كَلِمَة الظُّرُوف لَا أُعَرِّفهَا وَلَا أَعْرِفُ تفكيرها وَحَتّى لَا أُرِيدُ أَنْ أَعْرِفَ فَهَذَا الشَّيْءِ لَا يهمني .
بَعْدَ الَّذِي حَدَثَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ نربح الْقَضِيَّة وبقت أُمِّي فِي السِّجْنِ وَحُكْم عَلَيْهَا بِسنتين أَتَذْكُر أَنَّهَا قَالَتْ لِي أَنْ أَعْتَنِي بأختي وأعتني بِنَفْسِي لَقَد تَرَكْت أُخْتِي وَفِي عُمْرُها ثلاث سنوات وَيَجِبُ أَنْ أَعْتَنِي بِهَا كَيْفَ لِي أَنْ أَفْعَلَ هَل سَأَكُون أَمَّا لَهَا وَمَاذَا سَأَقُول لَهَا ، حَقًّا أُرِيد الْبُكَاء الْآنَ وَلَا أُرِيدُ الدُّخُولِ إلَى الْمَنْزِلِ حَتَّى وَلَكِنْ كَانَ عَلِيٌّ مُوَاجِهَة هَذِهِ الْحَيَاةَ بمفردي وَتُصْبِح أُخْتِي كُلّ أولوياتي فِي الْحَيَاةِ . اظطررت لقول الحقيقة لأختي لأن جميع الاكاذيب تبخرت من فمي فحزنت ويال لحزنها الذي كسر قلبي .
عُدَّت بَعْدَ أَنْ حَرَصْتُ عَلَى نَوْمِ أُخْتِي لأرتمي عَلَى الْأَرِيكَة وَبَعْض الْأَفْكَار تَقُولَ لِي تخلصي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الْآن والاخى تَقُول أَبَقِي مَع أُخْتَك ونفذي ماطلبته أُمُّك لَا تَفْعَلِي مافعله أَبُوك لِيَتَخَلَّصَ مِنْ شَقَاءِ الدُّنْيَا ومتاعبها وَلَكِنَّنِي لَا أُرِيدُ حَيَاة مَلِيئَة بِالمصَاعِب أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَ هَكَذَا هَل أَغْلَق هَذَا الْكِتَابِ وَافْتَح صَفْحَة جَدِيدَة نَعَم كُلّ ماتحتاجينه هُو الشَّجَاعَة يَا لارا أَنْت لَسْت بضعيفة أَنْت فَتَاة قَوِيَّةٌ تُعْرَف مالذي تَفْعَلُه خصصي هَذِهِ الْسنتين مِنَ عُمُرِك لأختك وَعَلَيْك التَّحَمُّل لايوجد بُدَيْلٍ عَنْ هَذَا . بَعْدَ هَذَا التَّفْكِير الْمُطَوَّل اُتُّجِهَت إلَى غُرْفَتِي واستلقيت عَلَى سَرِيرِي وَلَم أعي حَتَّى رَأَيْتُ الدُّمُوع تتهاطل عَلَى وَجْنَتَي أَرَدْت التَّوَقُّف وَلَكِنَّنِي تَذَكَّرْت كَلَامِ أَبِي الْقَائِلِ " إذَا أردتي الْبُكَاء فَابْكِي يَا صغيرتي رُبَّمَا لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ حَلّ سِوَى الْبُكَاء " .
لارا : شابة ذات 20 سنة - تقطن بانجلترا منذ اربعة سنوات
روزالين : طفلة صغيرة ذات 3 سنوات - اخت لارا
جان : شاب ذو 23 سنة
ايلين : شابة ذات 20 سنة صديقة لارا و
أتمنى أن يعجبكم البارت أدري أنه قصير لكونه البارت الاول وكتمهيد فحسب للرواية
ان كان التشكيل يسبب لكن ازعاج ساحرص على عدم وضعه مرة ثانية !أي انتقاد ؟
رأيكم يهمني اسعدكمـ الله
التعديل الأخير بواسطة المشرف: 31 يوليو 2020